• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    تخريج حديث: أن النبي صلى الله عليه وسلم قضى ...
    الشيخ محمد طه شعبان
  •  
    الإسلام هو السبيل الوحيد لِإنقاذ وخلاص البشرية
    الشيخ محمد جميل زينو
  •  
    خطبة: فاعبد الله مخلصا له الدين (باللغة
    حسام بن عبدالعزيز الجبرين
  •  
    المحافظة على صحة السمع في السنة النبوية (PDF)
    د. عبدالعزيز بن سعد الدغيثر
  •  
    اختيارات ابن أبي العز الحنفي وترجيحاته الفقهية في ...
    عبدالعزيز بن عبدالله بن محمد التويجري
  •  
    القيم الأخلاقية في الإسلام: أسس بناء مجتمعات ...
    محمد أبو عطية
  •  
    فوائد من حديث أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث ...
    محفوظ أحمد السلهتي
  •  
    لم تعد البلاغة زينة لفظية "التلبية وبلاغة التواصل ...
    د. أيمن أبو مصطفى
  •  
    البشارة
    نورة سليمان عبدالله
  •  
    حديث: لا نذر لابن آدم فيما لا يملك
    الشيخ عبدالقادر شيبة الحمد
  •  
    خطبة: شهر ذي القعدة من الأشهر الحرم
    أبو عمران أنس بن يحيى الجزائري
  •  
    تفسير سورة الكافرون
    يوسف بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن السيف
  •  
    ملخص من شرح كتاب الحج (4)
    يحيى بن إبراهيم الشيخي
  •  
    من مائدة الفقه: السواك
    عبدالرحمن عبدالله الشريف
  •  
    أهمية عمل القلب
    إبراهيم الدميجي
  •  
    أسوة حسنة (خطبة)
    أحمد بن علوان السهيمي
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / مقالات شرعية / النصائح والمواعظ
علامة باركود

روائع الانتقاء من كتاب الداء والدواء

روائع الانتقاء من كتاب الداء والدواء
د. سعد الله المحمدي

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 20/8/2024 ميلادي - 14/2/1446 هجري

الزيارات: 2155

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

روائع الانتقاء من كتاب الداء والدواء

 

هذه هي الدفعةُ الثالثة من الفوائد المستنبطة والدُّرر المستخرجة من كتاب "الداء والدواء" للإمام المحقِّق العلامة ابن قيم الجوزية رحمه الله، غطَّت الصفحات من 200 إلى 280 من الكتاب المذكور، من طباعة دار ابن الجوزي، بتحقيقِ الشيخ علي بن حسن الحلبي الأثري رحمهُ الله، أسألُ الله تعالى أن ينفعني بها والمسلمين، وستليها الدفعة الرابعة والأخيرة إن شاء الله تعالى:

1- معرفة قدر الرب سبحانه:

لم يقْدرِ الله حقَّ قدرِهِ مَنْ هان عليه أمرُهُ فعصاهُ، ونهيُهُ فارتَكَبهُ، وحقُّهُ فضَيَّعَهُ، وذِكْرُهُ فَأهملَهُ، وغفلَ قلبُه عنه، وكان هواهُ آثرَ عنده مِنْ طلب رضاه، وطاعةُ المخلوقِ أهمَّ عندهُ مِنْ طاعتِهِ، فللّهِ الفَضْلَةُ مِنْ قلبِهِ وقولهِ وعلمهِ، وسواه المقدِّمُ في ذلك؛ لأنَّهُ المهمُّ عندَه؛ (ص: 202).


2- داء التعطيل هو الداء العضال:

داءُ التَّعطيلِ هو الداءُ العُضالُ الذي لا دواء له؛ ولهذا حكى الله ُعنْ فرعونَ أنَّهُ أنكرَ على موسى ما أخبرَه به مِنْ أنَّ رَبَّهُ فوقَ السماواتِ، فقال: ﴿ وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَاهَامَانُ ابْنِ لِي صَرْحًا لَعَلِّي أَبْلُغُ الْأَسْبَابَ * أَسْبَابَ السَّمَاوَاتِ فَأَطَّلِعَ إِلَى إِلَهِ مُوسَى وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ كَاذِبًا ﴾ [غافر: 36، 37].

 

واحتجَّ الشيخ أبو الحسن الأشعري في كُتُبه على المعطِّلة بهذه الآية؛ (ص: 205).


3- بين البدعة والمعصية:

قال بعضُ السلف: "البدعةُ أحبُّ إلى إبليسَ من المعصية؛ لأنَّ المعصيةَ يُتابُ منها والبدعةُ لا يُتابُ منها.

أ- وإنَّ المذنبَ ضررُهُ على نفسِه، وأمَّا المبتدعُ فضرره على النوعِ.

ب- وفتنةُ المبتدعِ في أصل الدِّين، وفتنةُ المذنبِ في الشهوةِ.

ج- والمبتدعُ قد قعدَ للنَّاسِ على صراطِ الله المستقيمِ يصدُّهم عنه، والمذنبُ ليس كذلك.

د- والمبتدع قادحٌ في أوصاف الربِّ وكمالهِ، والمذنبُ ليس كذلك.

هـ- والمبتدعُ مناقضٌ لما جاءَ به الرسولُ، والعاصي ليس كذلك.

و- والمبتدعُ يقطعُ على الناسِ طريقَ الآخرةِ، والعاصي بطيءُ السيرِ بسببِ ذنوبهِ؛ (ص: 205- 206).

 

4- الفهم عن الله ورسوله:

ما أُوتي أحَدٌ - بعدَ الإيمانِ- أفضلَ مِنَ الفهمِ عنِ اللهِ ورسولِهِ صلى الله عليه وسلم، وذلك فضلُ الله يؤتيهِ مَنْ يشاءُ؛ (ص: 210).


5- الرباط على ثغور النفس:

من حفظَ هذه الأربعةَ أحرز دِينَهُ: اللَّحَظَاتِ، والخَطَرَاتِ، واللَّفظاتِ، والخُطُواتِ. فينبغي للعبدِ أن يكونَ بَوَّابَ نفسهِ على هذه الأبوابِ الأربعةِ، يُلازمُ الرباطَ على ثغورها، فمنها يدخلُ عليه العدوُّ فيجوسُ خلالَ الدِّيارِ ويُتَبّرُ ما علا تَتْبِيرًا؛ (ص: 215).


6- خطورة الأماني الكاذبة:

أخسُّ الناس هِمَّةً، وأوضعهم نفسًا مَنْ رضيَ مِنَ الحقائِقِ بالأمانيِّ الكاذبةِ، واستجلبَها لنفسهِ، وتحلَّى بها، وهيَ - لَعَمْرُ الله- رؤوسُ أموالِ المفْلِسينَ، ومتاجرُ الباطلين، وهي قوتُ النفسِ الفارغةِ التي قد قنعَتْ مِنَ الوصلِ بزورةِ الخيالِ، ومنَ الحقائقِ بكواذبِ الآمال؛ كما قال الشاعر:

أَمَاِنيّ مِنْ سُعْدَى رُوَاءٌ على الظَّمَا
سقَتْنَا بِهَا سُعْدى عَلَى ظَمإٍ بَرْدا
مُنًى إنْ تَكُنْ حَقًّا تَكُنْ أَحْسَنَ المُنَى
وإِلَّا فَقَدْ عِشْنَا بِهَا زَمَنًا رَغْدًا؛(ص: 219).


7- محاسبة النفس:

مِنْ طُرُقِ محاسبةِ النَّفْسِ الفكرةُ في عيوبِ النفسِ وآفاتِها، وفي عيوبِ العملِ، وهذه الفكرةُ عظيمةُ النَّفْع، وهي بابٌ لكلِّ خيرٍ، وتأثيرُها في كسرِ النَّفْسِ الأمَّارَةِ بالسوءِ، ومتى كُسِرَتْ عاشتِ النَّفْسُ المطمئنَّةُ وانتعَشَتْ وصارَ الحكمُ لها، فحييَ القلبُ، ودارَتْ كلمتُهُ في مملكتِهِ، وبثَّ أمراءهُ وجنْدَهُ في مصالحِهِ؛ (ص: 221).


8- الفرقُ بين وُرودِ الخَاطر واستدعائه:

اعلمْ أنَّ ورودَ الخاطِر لا يَضُرُّ، وإنَّما يضرُّ استدعاؤهُ ومحادثتُهُ، فالخاطرُ كالمـارِّ على الطريقِ، فإن لم تستدعِهِ وتركتهُ مرَّ وانْصرَفَ عنكَ، وإنِ استدعيتَهُ سَحَرَكَ بحديثهِ وخِدَعِهِ وغُرُورِهِ، وهو أخفُّ شيءٍ على النفسِ الفارغةِ الباطلةِ، وأثقلُ شيءٍ على القلبِ والنفسِ الشريفةِ السماوية المطمئنَّة؛ (ص: 223).


9- القلب لوحٌ فارغٌ والخواطر تُنْقَشُ فيه:

القلبُ لوحٌ فارغٌ، والخواطرُ نقوشٌ تُنْقَشُ فيه، وكيفَ يليقُ بالعاقلِ أنْ تكونَ نقوش لوحِهِ ما بين كذبٍ وغرورٍ وخدعٍ، وأمانيّ باطلةٍ، وسرابٍ لا حقيقة له؟ فأيُّ حكمة وعلمٍ وهُدًى ينتقشُ مع هذه النقوش؟

 

وإِنْ لم يُفرَّغِ القلبُ مِنَ الخواطرِ الرديّةِ لم تستقرَّ فيه الخواطرُ النافعةُ، فإنَّها لا تستقرُّ إلَّا في محلٍّ فارغٍ؛ (ص: 223).


10- القلوبُ كالقُدورِ:

قال يحيى بنُ معاذ: "القلوبُ كالقُدورِ تَغْلِي بما فيها، وألسنتها مغارِفُها؛ فانظرْ إلى الرجل حينَ يتكلَّمُ؛ فإنَّ لسانَهُ يغترفُ لك به ممَّا في قلبِهِ، حُلوٍ وحامضٍ، وعَذْبٍ وأُجاجٍ، وغيرِ ذلك، ويُبيْنُ لكَ طعمَ قلبِهِ اغترافُ لسانِهِ"؛ أي: كما تَطْعَمُ بلسانِكَ طعْمَ ما في القُدورِ من الطعامِ، كذلك تطعَمُ ما في قلب الرَّجل منْ لسانه؛ (ص: 225).


11- حفظ اللسان عن الفضول:

مِنَ العجَبِ أنَّ الإنسانَ يهونُ عليه التحفُّظُ والاحترازُ من أكلِ الحرامِ والظُّلمِ والزِّنا والسرقةِ وشربِ الخمرِ، ومِنَ النَّظرِ المُحرَّمِ وغير ذلك، ويصعُبُ عليه التحفُّظُ مِنْ حركةِ لسانهِ، حتى ترى الرجلَ يُشارُ إليه بالدِّينِ والزُّهدِ والعبادةِ، وهو يتكلَّمُ بالكلماتِ مِنْ سخطِ الله لا يُلقي لها بالًا ينزلُ بالكلمةِ الواحدَةِ منها أبعدَ ما بينَ المشرقِ والمغربِ؛ (ص: 227).


12- أيسر حركات الجوارح:

أيسرُ حركاتِ الجوارحِ حركةُ اللسانِ، وهي أضرُّها على العبدِ؛ (ص: 230).


13- عثرة الرِّجل وعثرة اللسان:

ولمَّا كانتِ العثرةُ عثرتين: عثرةَ الرِّجْلِ، وعثرةَ اللسانِ، جاءتْ إحداهُمَا قرينةَ الأخرى في قوله تعالى: ﴿ وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا ﴾ [الفرقان: 63]، فوصفَهم بالاستقامةِ في لفظاتِهم وخطواتِهم، كما جمعَ بينَ اللحظاتِ والخطراتِ في قوله تعالى: ﴿ يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ ﴾ [غافر: 19]؛ (ص: 231).


14- عذاب اللوطية:

اللوطية عكسُوا فِطرةَ الله التي فَطَرَ عليها الرجال، وقَلبُوا الطَّبيعةَ التي ركَّبَها الله في الذكور- وهي شهوةُ النِّساءِ دونَ شهوة الذكور- فقلبوا الأمرَ وعكسوا الفطرةَ والطبيعةَ، فأتَوُا الرجالَ شهوةً من دون النساء؛ ولهذا قلبَ اللهُ عليهم ديارَهم فجعل عاليَها سافلَها، وكذلك قلوبَهم، ونُكسوا في العذاب على رؤوسهم؛ (ص: 245).


15- النظرة سَهْمٌ مسمومٌ:

إنَّ النظرةَ سهمٌ مسمومٌ من سهامِ إبليسَ، ومَنْ أطلقَ لَحَظَاتِهِ دامَتْ حسراتُهُ؛ (ص: 255).


16- عشر منافع لغضِّ البصر:

الأولى: أنَّه امتثالٌ لأمرِ الله الذي هو غايةُ سعادةِ العبدِ في معاشهِ ومعادهِ.

 

الثانية: أنَّهُ يمنعُ مِنْ وصولِ أثرِ السهمِ المسمومِ - الذي لعلَّ فيه هلاكَهُ- إلى قلبِهِ.

 

الثالثة: أنه يُورثُ القلبَ أُنْسًا باللهِ وجمعيّةً عليه؛ فإنَّ إطلاقَ البصرِ يُفرِّقُ القلب، ويُبْعدُه عن الله تعالى.

 

الرابعة: أنَّه يقوِّي القلبَ ويُفْرِحُه، كما أنَّ إطلاقَ البصرِ يُضعفُه ويُحزِنُهُ.

 

الخامسة: أنَّهُ يُكسِبُ القلبَ نورًا كما أنَّ إطلاقَهُ يُكسبهُ ظُلْمةً؛ ولهذا ذكرَ اللهُ آيةَ النُّور عقيب الأمرِ بغضِّ البصرِ، فقال: ﴿ قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ﴾ [النور: 30]، ثم قال: إثرَ ذلك: ﴿ اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ ﴾ [النور: 35]؛ أي: مَثَلُ نورهِ في قلبِ عبدهِ المؤمن الذي امتثلَ أوامرَهُ واجتَنَبَ نواهيهِ.

 

السادسة: أنَّهُ يُورِثُ فراسةً صادقةً يميِّزُ بها بينَ الحقِّ والباطلِ، والصادقِ والكاذبِ.

 

السابعة: أنَّه يُورِثُ القلبَ ثباتًا وشجاعةً وقوَّةً، فجمعَ الله له بينَ سلطانِ النصرة والحجَّة وسلطانِ القدرة والقوَّة.

 

الثامنة: أنَّه يسدُّ على الشيطانِ مدخَلَه إلى القلب، فإنَّه يدخل مع النَّظرةِ وينفذُ معها إلى القلب أسرعَ مِنْ نفوذِ الهواء في المكانِ الخالي.

 

التاسعة: أنَّه يفرِّغ القلبَ للفكرة في مصالحِه والاشتغال بها.

 

العاشرة: أنَّ بين العينِ والقلبِ منفذًا وطريقًا، فإذا فسدَ القلبُ فسدَ النظر، وإذا فسد النظر فسدَ القلبُ؛ (ص: 255- 258).


17- نور القلبِ:

إذا استنارَ القلبُ أقبلتْ وفودُ الخيراتِ إليه مِنْ كلِّ ناحيةٍ، كما أنَّهُ إذا أظلمَ أقْبَلتْ سحائبُ البلاءِ والشرِّ عليه مِنْ كلِّ مكانٍ؛ (ص: 255).


18- من أسباب الفراسة:

كانَ ابنُ شجاع الكرمانيّ يقولُ: مَنْ عَمَّرَ ظاهرَهُ باتِّباعِ السُّنَّةِ وباطنَهُ بدوامِ المراقبةِ، وغضَّ بصرَهُ عن المحارمِ، وكفَّ نفسَهُ عن الشبهاتِ، واغتذى بالحلالِ، لم تُخْطئ له فراسةٌ.

 

واللهُ سبحانهُ يجزي العبدَ على عملهِ بما هو مِنْ جنس عملهِ، فإذا غضَّ بصرَه عن محارمِ الله عوَّضَه اللهُ بأن يُطلِقَ نورَ بصيرَته عِوَضًا عن حَبْس بصرهِ لله؛ (ص: 256).


19- جزاء الإعراض عن محبة الله تعالى:

منْ أعرضَ عن محبَّةِ اللهِ وذِكرِه والشوقِ إلى لقائهِ ابتلاهُ الله بمحبّةِ غيرهِ؛ فيعذِّبُهُ بها في الدنيا وفي البرزخِ وفي الآخرة، فإمَّا أن يعذِّبهُ بمحبَّةِ الأوثان، أو بمحبَّةِ الصُّلبانِ، أو المُردانِ، أو محبَّةِ النِّيران، أو محبة النّسوانِ، أو محبَّةِ الأثمانِ، أو محبَّةِ العُشَراءِ، أو محبَّةِ الخِلَّانِ، أو محبَّةِ ما دون ذلك ممَّا هو في غاية الحقارةِ والهوانِ؛ (ص: 260).


20- العشق لا يُوصَف به الربُّ سبحانه وتعالى:

العشقُ إفراطُ المحبَّةِ؛ ولهذا لا يُوصَفُ به الربُّ سبحانه، ولا يُطلقُ في حقِّه؛ (ص: 261).


21- ماهي الحياة الطيبة؟

وأطيبُ العيشِ وألذُّهُ على الإطلاقِ عيشُ المحِبِّينَ المشتاقينَ المُستأنسينَ (بالله تعالى)، فحياتُهم هي الحياةُ الطيِّبَةُ في الحقيقةِ، ولا حياةَ للقلبِ أطيبُ ولا أنعمُ ولا أهنأُ منها، فهي الحياةُ الطيبةُ المذكورةُ في قوله تعالى: ﴿ مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً ﴾ [النحل: 97]؛ (ص: 263).


22- المعيَّة الخاصة للمؤمنين:

قال تعالى لموسى وهارون عليهما السلام: ﴿ إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى ﴾ [طه: 46]، فمتى كانَ العبدُ باللهِ هانَتْ عليه المشاقُّ، وانقَلَبَتْ المخاوِفُ في حقّهِ أمانًا، فباللهِ يهونُ كلُّ صعبٍ، ويسهلُ كلُّ عسيرٍ، ويقربُ كلُّ بعيدٍ، وباللهِ تزولُ الهمومُ والغمومُ والأحزانُ؛ فلا همَّ مع اللهِ، ولا غمَّ، ولا حُزن؛ (ص: 267).


23- أشرف أحوال العبد مقام العبودية لله تعالى:

ذكرَ اللهُ تعالى أكرَم الخلقِ عليه وأحبَّهم إليه، وهو رسولُه محمدٌ صلى الله عليه وسلم بالعبوديةِ في أشرفِ مقاماتِهِ، وهو:

1- مقامُ الدعوةِ إليه: فقال سبحانه: ﴿ وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللَّهِ يَدْعُوهُ كَادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَدًا ﴾ [الجن: 19].

 

2- ومقامُ التحدِّي بالنبوَّةِ: فقال: ﴿ وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ ﴾ [البقرة: 23].

 

3- ومقامُ الإسراءِ: فقال: ﴿ سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى ﴾ [الإسراء: 1]؛ (ص: 268).


24- الفرق بين المحبَّة والخُلَّة:

الخُلَّةُ تتضمَّنُ كمالَ المحبَّةِ ونهايَتَها، بحيثُ لا يبقى في قلبِ المحبِّ سَعَة لغيرِ محبوبِهِ، وهي منصبٌ لايقبلُ المشاركَة بوجه ما، وهذا المنصبُ خاصٌّ للخليلَيْنِ صلواتُ اللهِ وسلامُه عليهما: إبراهيمَ ومحمَّدٍ كما قال صلى الله عليه وسلم: «إنَّ اللهَ اتَّخذَنِي خليلًا كما اتَّخذَ إبراهيمَ خليلًا».

 

وفي الصحيح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قالَ: «لو كُنتُ مُتَّخِذًا مِنْ أهلِ الأرضِ خليلًا لاتَّخذتُ أبا بكرٍ خليلًا، ولكنَّ صاحِبَكُم خليلُ اللهِ»؛ (ص: 271- 272).


25- أعقل الناس وأسفه الناس:

أعقلُ النَّاسِ مَنْ آثَرَ لذَّتَهُ وراحتَهُ الآجلةَ الدائمةَ على العاجلةِ المنْقَضِيَةِ الزَّائلة، وأسفَهُ الخلقِ مَنْ باعَ نعيمَ الأبَدِ وطيبَ الحياةِ الدائمةِ واللَّذةِ العُظْمى التي لا تَنْغِيصَ فيها ولا نقصَ بوجهٍ ما بلذَّةٍ مُنقضيةٍ مشوبةٍ بالآلامِ والمخاوفِ، وهي سريعةُ الزَّوالِ وشيكةُ الانقضاءِ؛ (ص: 275).


26- كلام نفيس عن كلمة التوحيد:

كلمة "لا إله إلَّا الله"، هي الكلمةُ التي قامت بها الأرضُ والسماواتُ، وفطر الله عليها جميعَ المخلوقاتِ، وعليها أُسِّستْ المِلَّةُ، ونُصِبَتِ القِبْلةُ، وجُرِّدَتْ سيوفُ الجهادِ، وهي محضُ حقِّ الله على جميعِ العبادِ، وهي الكلمةُ العاصمةُ للدَّمِ والمالِ والذُّرِّيةِ في هذه الدارِ، والمنجيةُ من عذاب القبرِ وعذاب النارِ، وهي المنشورُ الذي لا يدخل أحدٌ الجنة إلَّا به، والحبلُ الذي لا يَصلُ إلى الله مَنْ لم يتعلَّق بسببه، وهي كلمةُ الإسلامِ، ومِفْتاحُ دارِ السلامِ، وبها انقسمَ الناسُ إلى شقيٍّ وسعيدٍ، ومَقْبولٍ وطريدٍ، وبها انفصلتْ دارُ الكفرِ من دار الإيمان، وتميَّزتْ دارُ النَّعيمِ من دار الشقاءِ والهوانِ، وهي العمودُ الحاملُ للفرضِ والسُّنةِ «ومن كان آخر كلامه لا إله إلَّا الله دخل الجنة»؛ (ص: 279).


والحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلِّم على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • مختارات من كتاب الداء والدواء
  • لطائف من كتاب الداء والدواء (1)
  • لطائف من كتاب الداء والدواء (2)
  • فوائد من كتاب الداء والدواء
  • لطائف من كتاب الداء والدواء (3)
  • لطائف من كتاب الداء والدواء (4)
  • رحيق الشفاء من كتاب الداء والدواء
  • تغريدات من كتاب الداء والدواء

مختارات من الشبكة

  • روائع الانتقاء من كتاب الداء والدواء (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • روائع البيان في تفسير آي القرآن: سورة مريم (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • روائع النشر لفضائل العشر (عشر ذي الحجة) (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • من روائع الدكتور عبدالرحمن العشماوي الشعرية (الفجر والصباح والحكمة أنموذجا)(مقالة - حضارة الكلمة)
  • من روائع العشماوي الشعرية(مقالة - حضارة الكلمة)
  • من روائع القرآن(مقالة - مكتبة الألوكة)
  • من روائع التهذيب والذوق(مقالة - آفاق الشريعة)
  • من روائع الإمام السعدي(مقالة - آفاق الشريعة)
  • من روائع حضارتنا الإسلامية(محاضرة - مكتبة الألوكة)
  • روائع البيان في تلخيص الإتقان في علوم القرآن (WORD)(كتاب - مكتبة الألوكة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • حجاج القرم يستعدون لرحلتهم المقدسة بندوة تثقيفية شاملة
  • مشروع مركز إسلامي في مونكتون يقترب من الانطلاق في 2025
  • مدينة روكفورد تحتضن يوما للمسجد المفتوح لنشر المعرفة الإسلامية
  • يوم مفتوح للمسجد يعرف سكان هارتلبول بالإسلام والمسلمين
  • بمشاركة 75 متسابقة.. اختتام الدورة السادسة لمسابقة القرآن في يوتازينسكي
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 20/11/1446هـ - الساعة: 9:38
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب