• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    طريق لا يشقى سالكه (خطبة)
    عبدالله بن إبراهيم الحضريتي
  •  
    خطبة: مكانة العلم وفضله
    أبو عمران أنس بن يحيى الجزائري
  •  
    خطبة: العليم جلا وعلا
    الشيخ الدكتور صالح بن مقبل العصيمي ...
  •  
    في تحريم تعظيم المذبوح له من دون الله تعالى وأنه ...
    فواز بن علي بن عباس السليماني
  •  
    كل من يدخل الجنة تتغير صورته وهيئته إلى أحسن صورة ...
    فهد عبدالله محمد السعيدي
  •  
    محاضرة عن الإحسان
    د. عطية بن عبدالله الباحوث
  •  
    ملامح تربوية مستنبطة من قول الله تعالى: ﴿يوم تأتي ...
    د. عبدالرحمن بن سعيد الحازمي
  •  
    نصوص أخرى حُرِّف معناها
    عبدالعظيم المطعني
  •  
    فضل العلم ومنزلة العلماء (خطبة)
    خميس النقيب
  •  
    البرهان على تعلم عيسى عليه السلام القرآن والسنة ...
    د. محمد بن علي بن جميل المطري
  •  
    الدرس السادس عشر: الخشوع في الصلاة (3)
    عفان بن الشيخ صديق السرگتي
  •  
    القرض الحسن كصدقة بمثل القرض كل يوم
    د. خالد بن محمود بن عبدالعزيز الجهني
  •  
    الليلة التاسعة والعشرون: النعيم الدائم (2)
    عبدالعزيز بن عبدالله الضبيعي
  •  
    حكم مشاركة المسلم في جيش الاحتلال
    أ. د. حلمي عبدالحكيم الفقي
  •  
    غض البصر (خطبة)
    د. غازي بن طامي بن حماد الحكمي
  •  
    كيف تقي نفسك وأهلك السوء؟ (خطبة)
    الشيخ محمد عبدالتواب سويدان
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / مقالات شرعية / النصائح والمواعظ
علامة باركود

لطائف من كتاب الداء والدواء (4)

لطائف من كتاب الداء والدواء (4)
سائد بن جمال دياربكرلي

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 18/8/2024 ميلادي - 12/2/1446 هجري

الزيارات: 1957

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

لطائف من كتاب الداء والدواء (4)

(الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي)


المعاصي تُحدِث في الأرض أنواعًا من الفساد:

ومن آثار الذنوب والمعاصي: أنها تُحدِث في الأرض أنواعًا من الفساد في المياه، والهواء، والزروع، والثمار، والمساكن، قال تعالى: ﴿ ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ ﴾ [الروم: 41].

 

قال مجاهد: إذا ولَّى الظالم سعى بالظلم والفساد، فيحبس اللهُ بذلك القَطْرَ، فيهلك الحرث والنسل، والله لا يحبُّ الفساد. ثم قرأ: ﴿ ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ ﴾ الآية، ثم قال: أما والله ما هو بحركم هذا، ولكن كلُّ قرية على ماءِ جارٍ فهو بحر.

 

ومن تأثير معاصي الله في الأرض ما يحِلُّ بها من الخسف، والزلازل، ومَحْقِ بركتِها. وقد مر رسول الله صلى الله عليه وسلم على ديار ثمود، فمنعهم من دخول ديارهم، ومن شرب مياههم، ومن الاستقاء من آبارهم، حتى أمر ألا يُعلَف العجينُ الذي عُجنَ بمائهم للنواضح؛ لتأثير شؤم المعصية في الماء.

 

وكذلك شؤم تأثير الذنوب في نقص الثمار وما تُرمَى به من الآفات. وقد ذكر الإِمام أحمد في مسنده في ضمن حديث قال: وُجِدَت في خزائن بني أمية حنطةٌ، الحبةُ بقدر نواة التمر. وهي في صُرَّة مكتوبٍ عليها: هذا كان ينبت في زمن العدل.

 

وكثير من هذه الآفات أحدثها الله سبحانه بما أحدث العباد من الذنوب. وأخبرني جماعة من شيوخ الصحراء أنهم كانوا يعهدون الثمار أكبر مما هي الآن، وكثير من هذه الآفات التي تصيبها لم يكونوا يعرفونها، وإنَّما حدثت من قرب.

 

وأما تأثير الذنوب في الصور والخلق، فقد روى الترمذي في جامعه عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: "خلق الله آدم، وطولُه في السماء ستُّون ذراعًا، فلم يزل الخلق ينقصُ حتَّى الآن".

 

المعاصي تُطفئ من القلب نار الغيرة:

ومن عقوبات الذنوب أنّها تطفئ من القلب نارَ الغيرة التي هي لحياته وصلاحه كالحرارة الغريزية لحياة جميع البدن. فالغيرة حرارته وناره التي تُخرج ما فيه من الخَبَث والصفات المذمومة، كما يُخرج الكِيرُ خَبَث الذهب والفضة والحديد. وأشرف الناس وأعلاهم همّةً أشدُّهم غيرة على نفسه، وخاصته، وعموم الناس.

 

ولهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم أغيرَ الخلق على الأمة، والله سبحانه أشدُّ غيرةً منه، كما ثبت في الصحيح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: "أتعجبون من غيرة سعد؟ لأنا أغيَرُ منه، والله أغيَرُ منِّي"[1].

 

فالغيور قد وافق ربَّه سبحانه في صفة من صفاته، ومن وافق الله في صفة من صفاته قادته تلك الصفة إليه بزمامه، وأدخلَتْه على ربِّه، وأدْنَتْه منه، وقرّبتْه من رحمته، وصيَّرتْه محبوبًا له. فإنه سبحانه رحيم يحبُّ الرحماء، كريم يحب الكرماء، عليم يحبُّ العلماء، قويٌّ يحبُّ المؤمن القوي، وهو أحب إليه من المؤمن الضعيف، حييّ يحبُّ أهل الحياء، جميل يحبُّ الجمال، وِتْر يحبُّ الوتر.

 

ولو لم يكن في الذنوب والمعاصي إلَّا أنها توجب لصاحبها ضدَّ هذه الصفات، وتمنعه من الاتصاف بها لكفى بها عقوبةً.

 

المعاصي تضعف الحياء وربما تذهبه:

ومن عقوباتها ذهاب الحياء الذي هو مادة الحياة للقلب، وهو أصل كل خير، وذهابُه ذهابُ الخير أجمعه.


وفي الصحيح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: "الحياء خيرٌ كُلُّه"، وقال: "إنَّ مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى: إذا لم تستَحْي فاصنَعْ ما شئتَ!"[2].

 

والمقصود أنَّ الذنوب تُضْعِف الحياء من العبد حتى ربَّما انسلخ منه بالكلية، حتى إنَّه ربما لا يتأثر بعلم الناس بسوء حاله ولا باطِّلاعهم عليه، بل كثير منهم يخبر عن حاله وقبيح ما يفعله، والحامل له على ذلك انسلاخه من الحياء. وإذا وصل العبد إلى هذه الحال لم يبقَ في صلاحه مَطْمَع، كما قيل:

وإذا رأى إبليسُ طلعةَ وجهه
حَيَّا، وقال: فديتُ مَن لا يفلحُ

المعاصي تضعف في القلب تعظيم الرب جل جلاله:

ومن عقوبات الذنوب أنَّها تُضْعِف في القلب تعظيمَ الربِّ جَلَّ جلاله، وتُضْعِف وقارَه في قلب العبد، ولا بدَّ، شاء أم أبى. ولو تمكَّن وقارُ الله وعظمتُه في قلب العبد لما تجرَّأ على معاصيه.

 

وربما اغترَّ المغترُّ وقال: إنما يحملني على المعاصي حُسْنُ الرَّجاء وطمعي في عفوه، لا ضعف عظمته في قلبي. وهذا من مغالطة النفس، فإنَّ عظمةَ الله وجلالَه في قلب العبد وتعظيمَ حرماته تحول بينه وبين الذنوب. فالمتجرِّئون على معاصيه ما قدروه حقَّ قدره، وكيف يقدره حقَّ قدره أو يعظِّمه ويكبِّره ويرجو وقاره ويُجِلُّه من يهون عليه أمرُه ونهيُه؟ هذا من أمحل المحال، وأبين الباطل! وكفى بالعاصي عقوبةً أن يضمحلَّ من قلبه تعظيمُ الله جل جلاله، وتعظيمُ حرماته، ويهونَ عليه حقُّه.

 

ومن بعض عقوبة هذا أن يرفع الله عز وجل مهابتَه من قلوب الخلق، ويهون عليهم، ويستخفُّون به، كما هان عليه أمره، واستخفَّ به. فعلى قدر محبة العبد لله يحبُّه الناس، وعلى قدر خوفه من الله يخافه الناس، وعلى قدر تعظيمه لله وحرماتِه يعظِّم الناس حرماته.


المعاصي تستدعي نسيان الله لعبده:

ومن عقوباتها: أنَّها تستدعي نسيانَ الله لعبده، وتركَه، وتخليتَه بينه وبين نفسه وشيطانه. وهناك الهلاك الذي لا يُرجى معه نجاة، قال تعالى: ﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ * وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ أُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ ﴾ [الحشر: 18، 19].

 

فأمر بتقواه، ونهى أن يتشبَّه عباده المؤمنون بمن نسيَه بترك تقواه، وأخبر أنه عاقب من ترك التقوى بأن أنساه نفسه؛ أي: أنساه مصالحَها، وما ينجيها من عذابه، وما يوجب له الحياة الأبدية وكمال لذَّتها وسرورها ونعيمها، فأنساه ذلك كلَّه جزاءً لما نسيه من عظمته وخوفه والقيام بأمره.

 

وأعظمُ العقوبات نسيانُ العبد لنفسه، وإهمالُه لها، وإضاعتُه حظَّها ونصيبَها من الله، وبيعُها ذلك بالغبن والهوان وأبخس الثمن. فضيَّعَ من لا غنى له عنه، ولا عوض له منه، واستبدل به مَن عنه كلُّ الغنى، ومنه كلُّ العِوَض.

 

من كلِّ شيء إذا ضيَّعتَه عوضٌ
وما من الله إنْ ضيَّعتَه عوضُ

فالله سبحانه يعوِّض عن كلِّ ما سواه، ولا يعوِّض منه شيء، ويغني عن كل شيء، ولا يُغني عنه شيء، ويمنع من كل شيء، ولا يمنع منه شيء. ويجير من كل شيء، ولا يجير منه شيء، فكيف يستغني العبد عن طاعةِ مَن هذا شأنُه طرفةَ عين؟

 

وكيف ينسى ذكره ويضيِّع أمرَه حتى يُنسيَه نفسَه، فيخسرها، ويظلمها أعظمَ الظلم؟ فما ظلم العبدُ ربَّه، ولكن ظلم نفسَه، وما ظلمه ربُّه، ولكن هو الذي ظلم نفسَه!

 

المعاصي تخرج العبد من دائرة الإحسان والمحسنين:

ومن عقوباتها أنَّها تُخرِجُ العبدَ من دائرة الإحسان، وتمنعه ثوابَ المحسنين. فإنَّ الإحسان إذا باشر القلبَ منَعَه من المعاصي، فإن من عَبَدَ الله كأنَّه يراه لم يكن ذلك إلا لاستيلاء ذكره ومحبته وخوفه ورجائه على قلبه، بحيث يصير كأنه يشاهده، وذلك يحول بينه وبين إرادة المعصية، فضلًا عن مواقعتها. فإذا خرج من دائرة الإحسان فاته صحبةُ رُفَقِه الخاصة، وعيشُهم الهنيء، ونعيمُهم التام.

 

فإن أراد الله به خيرًا أقرَّه في دائرة عموم المؤمنين، فإن عصاه بالمعاصي التي تخرجه من دائرة الإيمان، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: "لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن، ولا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن، ولا يسرق حين يسرق وهو مؤمن، ولا ينتهب نُهبةً ذاتَ شرفٍ يرفع إليه فيها الناسُ أبصارهم حين ينتهبها وهو مؤمن. فإيَّاكم إيَّاكم، والتوبةُ معروضهٌ بعد"، خرَج من دائرة الإيمان، وفاته رفقةُ المؤمنين وحسنُ دفاع الله عنهم، فإنَّ الله يدفع عن الذين آمنوا، وفاته كلُّ خير رتَّبه الله في كتابه على الإيمان، وهو نحو مائة خصلة، كلُّ خصلة منها خيرٌ من الدنيا وما فيها[3].

 

المعاصي تضعف سير القلب إلى الله والدار الآخرة:

ومن عقوباتها أنها تُضْعِفُ سيرَ القلب إلى الله والدار الآخرة، أو تعوقه، أو توقفه وتقطعه عن السير، فلا تدَعه يخطو إلى الله خطوةً، هذا إن لم تردَّه عن وجهته إلى ورائه! فالذنب يحجب الواصل، ويقطع السائر، وينكس الطالب، والقلب إنَّما يسير إلى الله بقوته، فإذا مرض بالذنوب ضعفت تلك القوة التي تسيِّره. فإن زالت بالكلِّية انقطع عن الله انقطاعًا يبعُد تداركُه، والله المستعان.

 

فالذنب إما أن يميت القلب، أو يُمرضَه مرضًا مخوفًا، أو يضعف قوته، ولا بدَّ، حتى ينتهي ضعفه إلى الأشياء الثمانية التي استعاذ منها النبي صلى الله عليه وسلم. وهي: الهمُّ والحزن، والعجز والكسل، والجبن والبخل، وضلَع الدَّين وغلبة الرجال[4].

 

والمقصود أنَّ الذنوب من أقوى الأسباب الجالبة لهذه الثمانية، كما أنها من أقوى الأسباب الجالبة لجهد البلاء، ودرك الشقاء، وسوء القضاء، وشماتة الأعداء، ومن أقوى الأسباب الجالبة لزوال نعم الله وتحوُّل عافيته، وفجاءة نقمته، وجميع سَخَطه.

 

المعاصي تزيل النعم وتحل النقم:

ومن عقوبات الذنوب أنها تُزيل النِّعَم وتُحِلُّ النِّقَم، فما زالت عن العبد نعمة إلا بذنب، ولا حلَّت به نقمة إلا بذنب؛ كما قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: ما نزل بلاء إلا بذنب، ولا رُفِعَ بلاء إلا بتوبة.


وقد قال تعالى: ﴿ وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ ﴾ [الشورى: 30]، وقال تعالى: ﴿ ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ ﴾ [الأنفال: 53].


فأخبر تعالى أنه لا يُغيِّر نعَمه التي أنعم بها على أحد حتى يكون هو الذي يُغيِّر ما بنفسه، فيُغيِّر طاعةَ الله بمعصيته، وشكرَه بكفره، وأسبابَ رضاه بأسباب سخطه. فإذا غَيَّرَ غُيِّرَ عليه جزاءً وفاقًا، وما ربُّك بظلَّام للعبيد. فإنْ غيَّر المعصيةَ بالطاعة غيَّر الله عليه العقوبةَ بالعافية، والذلَّ بالعِزِّ.

 

المعاصي تورث الرعب والخوف في قلب العاصي:

ومن عقوباتها: ما يلقيه الله سبحانه من الرعب والخوف في قلب العاصي، فلا تراه إلَّا خائفًا مرعوبًا.


فإنَّ الطاعة حصن الله الأعظم الذي من دخله كان من الآمنين من عقوبة الدنيا والآخرة، ومن خرج عنه أحاطت به المخاوف من كل جانب. فمَنْ أطاعَ اللهَ انقلبت المخاوفُ في حقِّه أمانًا، ومَن عصاه انقلبت مآمِنُه مخاوفَ. فلا تجد العاصي إلا وقلبُه كأنَّه بين جناحَي طائرٍ، إنْ حرَّكت الريحُ الباب قال: جاء الطلب، وإن سمع وقعَ قدَمٍ خاف أن يكون نذيرًا بالعطب، يحسب كل صيحةٍ عليه، وكل مكروه قاصدًا إليه، فمن خاف الله آمنه من كلِّ شيء، ومن لم يخف الله أخافه من كلِّ شيء.

بذا قضى اللهُ بين الناس مذ خُلِقوا
أنَّ المخاوفَ والإجرامَ في قَرَنِ

المعاصي توقع الوحشة العظيمة في القلب:

ومن عقوباتها: أنها تُوقعُ الوحشةَ العظيمةَ في القلب، فيجد المذنب نفسَه مستوحشًا، قد وقعت الوحشة بينه وبين ربِّه، وبينه وبين الخلق، وبينه وبين نفسه، وكلَّما كثرت الذنوب اشتدَّت الوحشة. وأمرُّ العيشِ عيشُ المستوحشين الخائفين، وأطيبُ العيش عيشُ المستأنسين. فلو نظر العاقل، ووازن بين لذة المعصية وما تُوقِعُه من الخوف والوحشة، لَعلِمَ سوءَ حاله وعظيم غَبْنه؛ إذ باع أنس الطاعة وأمنها وحلاوتها بوحشة المعصية وما توجبه من الخوف.

فإن كنتَ قد أوحشتك الذنوبُ
فدَعْها إذا شئتَ واستأْنسِ

وسرُّ المسألة أنَّ الطاعة تُوجب القربَ من الربِّ، وكلَّما اشتدَّ القرب قوي الأنس؛ والمعصية توجب البعدَ من الربِّ، وكلَّما ازداد البعد قويت الوحشة؛ ولهذا يجد العبد وحشةً بينه وبين عدوِّه للبعد الذي بينهما، وإن كان ملابسًا له قريبًا منه، ويجد أُنْسًا وقُرْبًا بينه وبين من يحبُّ، وإن كان بعيدًا عنه.

 

المعاصي تُورِث القلب مرضًا وانحرافًا:

ومن عقوباتها: أنها تصرِفُ القلبَ عن صحَّته واستقامته إلى مرضه وانحرافه، فلا يزال مريضًا معلولًا، لا ينتفع بالأغذية التي بها حياته وصلاحه. فإنَّ تأثير الذنوب في القلوب كتأثير الأمراض في الأبدان، بل الذنوب أمراض القلوب وأدواؤها، ولا دواء لها إلا تركها.


وقد أجمع السائرون إلى الله أنَّ القلوب لا تعطَى مُناها حتَّى تصل إلى مولاها، ولا تصل إلى مولاها حتى تكون صحيحةً سليمةً، ولا تكون صحيحةً سليمةً حتى ينقلب داؤها فيصير نفس دوائها. ولا يصحُّ لها ذلك إلا بمخالفة هواها، فهواها مرضها، وشفاؤها مخالفته، فإن استحكم المرضُ قتَلَ أو كاد.

 

وكما أنَّ من نهى نفسه عن الهوى كانت الجنَّة مأواه، فكذا يكون قلبه في هذه الدار في جنة عاجلة لا يشبه نعيمَ أهلها نعيمٌ البتة، بل التفاوت الذي بين النعيمين كالتفاوت الذي بين نعيم الدنيا والآخرة. وهذا أمر لا يُصدِّق به إلا من باشر قلبه هذا وهذا.

 

ولا تحسبْ أنَّ قوله تعالى: ﴿ إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ * وَإِنَّ الْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ ﴾ [الانفطار: 13، 14]، مقصور على نعيم الآخرة وجحيمها فقط، بل في دورهم الثلاثة هم كذلك، أعني: دار الدنيا، ودار البرزخ، ودار القرار، فهؤلاء في نعيم، وهؤلاء في جحيم. وهل النعيم إلا نعيم القلب؟ وهل العذاب إلا عذاب القلب؟

 

المعاصي تُعمي القلب وتطمس نوره:

ومن عقوباتها: أنَّها تُعمي بصيرة القلب، وتطمس نوره، وتسدُّ طرق العلم، وتحجب موادَّ الهداية.

 

وقد قال مالك للشافعي لمَّا اجتمع به ورأى تلك المخايل: إني أرى الله قد ألقى على قلبك نورًا، فلا تُطفِئه بظلمة المعصية.

 

ولا يزال هذا النور يضعف ويضمحلُّ، وظلام المعصية يقوى، حتى يصير القلب في مثل الليل البهيم. فكم من مَهْلكٍ يسقط فيه، وهو لا يبصره، كأعمى خرج بالليل في طريق ذات مهالك ومعاطب. فيا عزَّةَ السلامة، ويا سرعةَ العطب!

 

المعاصي تقمع النفس وتُدنِّسها:

ومن عقوباتها أنَّها تصغِّر النفس، وتقمَعها، وتدسيها، وتحقِّرها، حتى تصير أصغر شيء وأحقره، كما أنَّ الطاعة تنمِّيها وتزكِّيها وتكبِّرها، قال تعالى: ﴿ قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا * وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا ﴾ [الشمس: 9، 10]. والمعنى قد أفلح من كبَّرها وأعلاها بطاعة الله وأظهرها، وقد خسر من أخفاها وحقَّرها وصغَّرها بمعصية الله.

 

وأصل التدسية الإخفاء، ومنه قوله تعالى: ﴿ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ ﴾ [النحل: 59]، فالعاصي يدسُّ نفسَه في المعصية، ويخفي مكانها، ويتوارى من الخلق من سوء ما يأتي به، قد انقمع عند نفسه، وانقمع عند الله، وانقمع عند الخلق.

 

فالطاعة والبرُّ تكبِّر النفس، وتعزُّها، وتعليها، حتى تصير أشرف شيء، وأكبره، وأزكاه، وأعلاه؛ ومع ذلك فهي أذلُّ شيء وأحقره وأصغره لله تعالى. وبهذا الذلِّ حصل لها هذا العزُّ والشرفُ والنموُّ، فما صغَّر النفوسَ مثلُ معصية الله، وما كبَّرها وشرَّفها ورفعها مثلُ طاعة الله.

 

العاصي دائمًا في أسر شيطانه:

ومن عقوباتها أنَّ العاصي دائمًا في أسْر شيطانه، وسجن شهواته، وقيود هواه؛ فهو أسير مسجون مقيد. ولا أسيرَ أسوأ حالًا من أسير أسَرَه أعدى عدوٍّ له، ولا سجنَ أضيقُ من سجن الهوى، ولا قيدَ أصعبُ من قيد الشهوة، فكيف يسير إلى الله والدار الآخرة قلب مأسور مسجون مقيد؟! وكيف يخطو خطوةً واحدةً؟! وإذا تقيَّد القلب طرقته الآفاتُ من كل جانب بحسب قيوده. ومثل القلب مثل الطائر، وكلَّما علا بعد عن الآفات، وكلَّما نزل احتوَشَتْه الآفات.

 

وأصل هذا كلِّه أنَّ القلب كلَّما كان أبعد من الله كانت الآفات إليه أسرع، وكلَّما قَرُب من الله بعدت عنه الآفات.

 

والبُعْد من الله مراتب بعضها أشدُّ من بعض. فالغفلة تُبْعِد العبد عن الله، وبُعْدُ المعصية أعظم من بعد الغفلة، وبعد البدعة أعظم من بعد المعصية، وبعد النفاق والشرك أعظم من ذلك كله.

 

المعاصي تسقط كرامة العاصي عند الخالق والمخلوق:

ومن عقوباتها سقوط الجاه والمنزلة والكرامة عند الله وعند خلقه، فإنَّ أكرم الخلق عند الله أتقاهم، وأقربُهم منه منزلةً أطوعُهم له، وعلى قدر طاعة العبد له تكون منزلته عنده. فإذا عصاه وخالف أمره سقط من عينه، فأسقطه من قلوب عباده. وإذا لم يبق له جاء عند الخلق وهان عليهم عاملوه على حسب ذلك، فعاش بينهم أسوأ عيش خاملَ الذِّكْر، ساقط القدر، زريَّ الحال، لا حرمة له، فلا فرح له ولا سرور. فإنَّ خمول الذكر وسقوط القدر والجاه معه كلُّ غمٍّ وهمٍّ وحزنٍ، ولا سرور معه ولا فرح. وأين هذا الألم من لذة المعصية، لولا سكر الشهوة؟

 

ومن أعظم نِعَم الله على العبد أن يرفع له بين العالمين ذكرَه ويُعْلي قدرَه؛ ولهذا خصَّ أنبياءه ورُسُله من ذلك بما ليس لغيرهم، كما قال تعالى: ﴿ وَاذْكُرْ عِبَادَنَا إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ أُولِي الْأَيْدِي وَالْأَبْصَارِ * إِنَّا أَخْلَصْنَاهُمْ بِخَالِصَةٍ ذِكْرَى الدَّارِ ﴾ [ص: 45، 46]؛ أي: خصصناهم بخصيصة، وهو الذكر الجميل الذي يُذكَرون به في هذه الدار، وهو لسان الصدق الذي سأله إبراهيم الخليل؛ حيث قال: ﴿ وَاجْعَلْ لِي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ ﴾ [الشعراء: 84]، وقال سبحانه عنه وعن بنيه: ﴿ وَوَهَبْنَا لَهُمْ مِنْ رَحْمَتِنَا وَجَعَلْنَا لَهُمْ لِسَانَ صِدْقٍ عَلِيًّا ﴾ [مريم: 50]، وقال لنبيِّه صلى الله عليه وسلم: ﴿ وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ ﴾ [الشرح: 4].

 

فأتباع الرُّسُل لهم نصيب من ذلك بحسب ميراثهم من طاعتهم ومتابعتهم. وكلُّ من خالفهم فاته من ذلك بحسب مخالفتهم ومعصيتهم.

 

المعاصي تسلب العاصي أسماء المدح والشرف وتكسوه أسماء الذم والصغار:

ومن عقوباتها أنَّها تسلب صاحبها أسماء المدح والشرف، وتكسوه أسماء الذمِّ والصَّغار؛ فتسلبه اسم المؤمن، والبَرِّ، والمحسن، والمتقي، والمطيع، والمنيب، والولي، والوَرِع، والمصلح، والعابد، والخائف، والأوَّاب، والطيِّب، والمرضي، ونحوها. وتكسوه اسم الفاجر، والعاصي، والمخالف، والمسيء، والمفسد، والخبيث، والمسخوط، والزاني، والسارق، والقاتل، والكاذب، والخائن، واللوطي، والغادر، وقاطع الرحم، وأمثالها.

 

فهذه أسماء الفسوق و﴿ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ ﴾ [الحجرات: 11] التي توجب غضب الديَّان، ودخول النيران، وعيش الخزي والهوان. وتلك أسماء توجِب رضا الرحمن، ودخول الجِنان، وتوجب شرف المسمَّى بها على سائر نوع الإنسان.

 

فلو لم يكن في عقوبة المعصية إلا استحقاق تلك الأسماء وموجَباتها لكان في العقل ناهٍ عنها. ولو لم يكن في ثواب الطاعة إلا الفوز بتلك الأسماء وموجَباتها لكان في العقل آمِرٌ بها، ولكن لا مانع لما أعطى الله، ولا معطي لما منع، ولا مقرِّب لمن باعد، ولا مُبعِّد لمن قرَّب ﴿ وَمَنْ يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ ﴾ [الحج: 18].

 


[1] وفي الصحيح أيضًا عنه أنَّه قال في خطبة الكسوف: "يا أمَّةَ محمَّد، ما أحدٌ أغيرَ من الله أن يزنيَ عبدُه، أو تزنيَ أمَتُه".

وفي الصحيح أيضًا عنه أنَّه قال: "لا أحدَ أغيرُ من الله، من أجل ذلك حرَّم الفواحشَ ما ظهر منها وما بطن. ولا أحدَ أحبُّ إليه العذرُ من الله؛ من أجل ذلك أرسل الرسل مبشِّرين ومنذرين. ولا أحدَ أحبُّ إليه المدحُ من الله، من أجل ذلك أثنى على نفسه".

فجمع في هذا الحديث بين الغيرةِ التي أصلُها كراهةُ القبائح وبغضُها، ومحبةِ العذرِ الذي يوجب كمال العدل والرحمة والإحسان. وأنَّه سبحانه مع شدَّة غيرته يحِبُّ أن يعتذر إليه عبدُه، ويقبل عذرَ من اعتذر إليه، وأنَّه لا يؤاخذ عبيده بارتكاب ما يَغار من ارتكابه حتى يُعذِرَ إليهم. ولأجل ذلك أرسل رسله، وأنزل كتبه إعذارًا وإنذارًا.

[2] وفيه تفسيران: أحدهما: أنه على التهديد والوعيد، والمعنى: من لم يستح فإنَّه يصنع ما شاء من القبائح؛ إذ الحامل على تركها الحياء، فإذا لم يكن هناك حياء يزَعُه من القبائح، فإنَّه يواقعها. وهذا تفسير أبي عبيد.

والثاني: أنَّ الفعلَ إذا لم تستح منه من الله فافعله، وإنما الذي ينبغي تركه ما يستحى منه من الله. وهذا تفسير الإِمام أحمد في رواية ابن هانئ.

فعلى الأول يكون تهديدًا؛ كقوله: ﴿ اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ ﴾ [فصلت: 40]، وعلى الثاني يكون إذنًا وإباحةً.

والحياء مشتقٌّ من الحياة، والغيث يسمَّى "حيًا" بالقصر؛ لأنَّ به حياةَ الأرض والنبات والدوابِّ، وكذلك بالحياء حياةُ الدنيا والآخرة، فمن لا حياء فيه ميِّتٌ في الدنيا شقيٌّ في الآخرة.

[3] فمنها: الأجر العظيم ﴿ وَسَوْفَ يُؤْتِ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ أَجْرًا عَظِيمًا ﴾ [النساء: 146].

ومنها: الدفع عنهم شرورَ الدنيا والآخرة ﴿ إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا ﴾ [الحج: 38].

ومنها: استغفار حملة العرش لهم ﴿ الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا ﴾ [غافر: 7].

ومنها: موالاة الله لهم، ولا يذلُّ من والاه الله ﴿ اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا ﴾ [البقرة: 257].

ومنها: أمر ملائكتَه بتثبيتهم ﴿ إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلَائِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آمَنُوا ﴾ [الأنفال: 12].

ومنها: أنَّ لهم الدرجات عند ربهم، والمغفرة، والرزق الكريم ﴿ أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَهُمْ دَرَجَاتٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَمَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ ﴾ [الأنفال: 4].

ومنها: العزة ﴿ وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ ﴾ [المنافقون: 8].

ومنها: معية الله لأهل الإيمان ﴿ وَأَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ ﴾ [الأنفال: 19].

ومنها: الرفعة في الدنيا والآخرة ﴿ يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ ﴾ [المجادلة: 11].

ومنها: إعطاؤهم كِفْلَين من رحمته، وإعطاؤهم نورًا يمشون به، ومغفرةُ ذنوبهم ﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيَجْعَلْ لَكُمْ نُورًا تَمْشُونَ بِهِ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾ [الحديد: 28].

ومنها: الودُّ الذي يجعله سبحانه لهم، وهو أنَّه يحبُّهم ويحبِّبُهم إلى ملائكته وأنبيائه وعباده الصالحين ﴿ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا ﴾ [مريم: 96].

ومنها: أمانهم من الخوف يومَ يشتدُّ الخوف ﴿ فَمَنْ آمَنَ وَأَصْلَحَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴾ [الأنعام: 48].

ومنها: أنَّ القرآن إنَّما هو هدًى لهم وشفاء ﴿ قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى أُولَئِكَ يُنَادَوْنَ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ ﴾ [فصلت: 44].

ومنها: أنهم المنعَم عليهم الذين أمرنا أن نسأله أن يهديَنا إلى صراطهم في كلِّ يوم وليلة سبعَ عشرةَ مرَّةً.

[4] وكل اثنين منها قرينان: فالهمُّ والحزنُ قرينان، فإن المكروه الوارد على القلب إن كان من أمر مستقبل يتوقَّعه أحدثَ الهمَّ، وإن كان من أمر ماضٍ قد وقع أحدثَ الحزَنَ.

والعجز والكسل قرينان، فإنَّ تخلَّفَ العبد عن أسباب الخير والفلاح؛ إن كان لعدم قدرته فهو العجز، وإن كان لعدم إرادته فهو الكسل.

والجبن والبخل قرينان، فإن عدم النفع منه إن كان ببدنه فهو الجبن، وإن كان بماله فهو البخل.

وضلَع الدَّيْن وقهر الرجال قرينان، فإنَّ استعلاء الغير عليه؛ إن كان بحق فهو من ضلَع الدَّيْن، وإن كان بباطل فهو قَهْر الرجال.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • لطائف من كتاب الداء والدواء (1)
  • لطائف من كتاب الداء والدواء (2)
  • لطائف من كتاب الداء والدواء (3)
  • روائع الانتقاء من كتاب الداء والدواء
  • لطائف من كتاب الداء والدواء (5)
  • لطائف من كتاب الداء والدواء (6)
  • رحيق الشفاء من كتاب الداء والدواء
  • لطائف من كتاب الداء والدواء (8)
  • تغريدات من كتاب الداء والدواء

مختارات من الشبكة

  • لطائف من كتاب الداء والدواء (7)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • لطائف من غزوة الطائف (2)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • لطائف من غزوة الطائف (1)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • لطائف من غزوة الطائف (3)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • دعوة إلى مطالعة كتاب "لطائف المعارف فيما لمواسم العام من الوظائف"؛ لابن رجب الحنبلي(مقالة - آفاق الشريعة)
  • التوجيه الصوتي للقراءات القرآنية في كتاب "لطائف الإشارات لفنون القراءات" للقسطلاني، الصوامت نموذجا(رسالة علمية - مكتبة الألوكة)
  • من لطائف الإمام ابن عساكر في رواية الكتب(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • أصحاب الكهف لطائف وفوائد (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • من كنوز القرآن الكريم: قصة يوسف عليه السلام (وقفات - فوائد - لطائف)(محاضرة - موقع د. زيد بن محمد الرماني)
  • لطائف من زاد المعاد في هدي خير العباد (6)(مقالة - آفاق الشريعة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 0:55
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب