• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    طريق لا يشقى سالكه (خطبة)
    عبدالله بن إبراهيم الحضريتي
  •  
    خطبة: مكانة العلم وفضله
    أبو عمران أنس بن يحيى الجزائري
  •  
    خطبة: العليم جلا وعلا
    الشيخ الدكتور صالح بن مقبل العصيمي ...
  •  
    في تحريم تعظيم المذبوح له من دون الله تعالى وأنه ...
    فواز بن علي بن عباس السليماني
  •  
    كل من يدخل الجنة تتغير صورته وهيئته إلى أحسن صورة ...
    فهد عبدالله محمد السعيدي
  •  
    محاضرة عن الإحسان
    د. عطية بن عبدالله الباحوث
  •  
    ملامح تربوية مستنبطة من قول الله تعالى: ﴿يوم تأتي ...
    د. عبدالرحمن بن سعيد الحازمي
  •  
    نصوص أخرى حُرِّف معناها
    عبدالعظيم المطعني
  •  
    فضل العلم ومنزلة العلماء (خطبة)
    خميس النقيب
  •  
    البرهان على تعلم عيسى عليه السلام القرآن والسنة ...
    د. محمد بن علي بن جميل المطري
  •  
    الدرس السادس عشر: الخشوع في الصلاة (3)
    عفان بن الشيخ صديق السرگتي
  •  
    القرض الحسن كصدقة بمثل القرض كل يوم
    د. خالد بن محمود بن عبدالعزيز الجهني
  •  
    الليلة التاسعة والعشرون: النعيم الدائم (2)
    عبدالعزيز بن عبدالله الضبيعي
  •  
    حكم مشاركة المسلم في جيش الاحتلال
    أ. د. حلمي عبدالحكيم الفقي
  •  
    غض البصر (خطبة)
    د. غازي بن طامي بن حماد الحكمي
  •  
    كيف تقي نفسك وأهلك السوء؟ (خطبة)
    الشيخ محمد عبدالتواب سويدان
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / منبر الجمعة / الخطب / الرقائق والأخلاق والآداب
علامة باركود

القوة في الإسلام (4) خطبة

القوة في الإسلام (4) خطبة
د. أمير بن محمد المدري

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 6/8/2024 ميلادي - 30/1/1446 هجري

الزيارات: 6552

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

القوة في الإسلام (4)


الحمد لله الذي يعلم سر كل نفسٍ ونجواها. أحاط علمه بكل شيءٍ وعلِم مسالك النمل وعدد الرمل وأحصاها. أحمده سبحانه حمد من ارتقى في رتب الإخلاص إلى منتهاها. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادة من طهّر نفسه من الشرك وزكّاها. وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله المبعوث بأكمل الشرائع وأسناها. اللهم صلّ على محمد وعلى آل محمد وأصحابه الذين عضوا على سنته بالنواجذ وتمسكوا بعراها. وسلم تسليما كثيرًا.

 

أما بعد فيا أيها الناس:

اتقوا الله تعالى وألجموا النفوس عن تعديها وطغواها، فليس لها والله إلا ما قدّمت يداها. ولو كان لها يوم القيامة ملء الأرض ذهبًا ما نفعها ولا أجداها.

 

﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾ [النساء: 1].

 

عباد الله: ما زلنا وإياكم مع القوة ومصادرها فمن مصادر القوة عند المؤمن:

ثانيًا: الإيمان بالحق: فالمؤمن يستمد قوته من الحق الذي يعتنقه، فهو لا يعمل لشهوة عارضة، ولا لنزوةٍ طارئة ولا لمنفعةٍ شخصية، ولا لعصبيةٍ جاهلية، ولا للبغي على أحد من البشر، ولكنه يعمل للحق الذي قامت عليه السموات والأرض، والحق أحق أن ينتصر، والباطل أولى أن يندثر ﴿ بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ ﴾ [الأنبياء: 18]. وقال تعالى: ﴿ وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا ﴾ [الإسراء: 81].

 

دخل ربعي بن عامر- مبعوث سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه في حرب القادسية- على رستم قائد جيوش الفرس، وحوله الأتباع والجنود، والفضة والذهب. فلم يبال بشيء منها، ودخل عليهم بفرسه القصيرة، وترسه الغليظة، وثيابه الخشنة، فقال له رستم: من أنت... وما أنتم؟ فقال له: «نحن قومٌ ابتعثنا الله لنخرج من شاء من عبادة العباد إلى عبادة الله وحده، ومن ضيق الدنيا إلى سعتها، ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام».


المؤمن بإيمانه بالله وبالحق على أرضٍ صلبة غير خائر ولا مضطرب، لأنه يعتصم بالعروة الوثقى ويأوي إلي ركنٍ شديد: ﴿ لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لَا انْفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ﴾ [البقرة: 256]. فليس هو مخلوقًا ضائعًا، ولا كمًا مهملًا، إنه خليفة الله في الأرض، إن تظاهر عليه أهل الباطل، فإن الله هو مولاه وجبريل وصالح المؤمنين، والملائكة بعد ذلك ظهير. فكيف يضعف المؤمن أمام البشر ومن ورائه الملائكة؟ بل كيف ينحني للخلق ومعه الخالق؟ ﴿ الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ * فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ ﴾ [آل عمران: 173- 174].

 

هذا الإيمان هو الذي جعل بضعة شبان كأهل الكهف، يواجهون بعقيدتهم ملكًا جبارًا، وقومًا شديدي التعصب، غلاظ القلوب، مع قلة العدد، وانعدام الحول والطول المادي: ﴿ وَرَبَطْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ إِذْ قَامُوا فَقَالُوا رَبُّنَا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَنْ نَدْعُوَ مِنْ دُونِهِ إِلَهًا لَقَدْ قُلْنَا إِذًا شَطَطًا * هَؤُلَاءِ قَوْمُنَا اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آلِهَةً لَوْلَا يَأْتُونَ عَلَيْهِمْ بِسُلْطَانٍ بَيِّنٍ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا ﴾ [الكهف: 14، 15].

 

القوة في الحق: تجعل المؤمن يبتعد عن المداهنة والمجاملة المذمومة، يواجه الناس بقلبٍ مفتوح ومبادئ واضحة، لا يصانع على حساب الحق؛ لأنه لا يعرف المتاجرة بالباطل. المؤمن القوي يصدع بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

 

إن الأمة في حاجة إلى هذه النوعيات، نريد ذلك المؤمن الذي تكون لديه قوة في مصارحة المخلوقين، قوة في تنبيه المخطئين، قوة في نقد العيوب والمثالب المعلنة، لا خوفٌ من وجيه ولا حياءٌ من قريب، ولا خجلٌ من صديق، وبعبارة جامعة رائعة: «لا تأخذه في الله لومة لائم ولكن بالتي هي أحسن».


وهنا نقطة يجب أن نقف معها ذكرها أهل العلم، يجب أن تُعرف وتكون واضحة عند من لهم غيرة على محارم الله؛ وهي أن المنكر إذا أُظهر وأعلن وأُعلي فإنه يشرع إنكاره علنًا، وإذا أُخفيَ وأُسرَّ شرع إنكاره سرًا، وهذا أيضًا نوع من القوة تكون محمودة في معاصي معلنة ومذنبين مجاهرين، أولئك الذين تجرؤوا على الله عز وجل ولم يخجلوا حتى من عباد الله، وجاهروا بمنكراتهم وخرجت روائح جرائمهم، لماذا لا يرضون حتى بذكر أسمائهم أمام الناس فضلًا عن الإنكار عليهم علانية مقابلة بصنيعهم، فيقال لهم: أنتم الذين لا ترضون بذلك لا تُعلنوا منكراتكم ولا تبدوا عوراتكم.

 

ثالثًا: الإيمان بالخلود: ويستمد المؤمن قوته من الخلود الذي يوقن به، فحياته ليست هذه الأيام المعدودة في الأماكن المحدودة، إنها حياة الأبد، وإنما ينتقل من دار إلى دار. وما الموت إلا رحلة غير أنها من المنزل الفاني إلى المنزل الباقي.

 

هذا عُمير بن الحمام الأنصاري في غزوة بدر يسمع النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول لأصحابه «والذي نفسي بيده ما من رجل يقاتلهم اليوم - المشركين- فيقتل صابرًا محتسبًا مقبلًا غير مدبر إلا أدخله الله الجنة»، فيقول عمير: بخٍ بخٍ - كلمة تعجب- فيقول: مم تبخبخ يا ابن الحمام؟ فيقول: أليس بيني وبين الجنة إلا أن أتقدم فأُقاتل هؤلاء فأقتل؟ فيقول الرسول - صلى الله عليه وسلم -: بلى، وكان في يد عمير تمرات يأكل منها فقال: أأعيش حتى أكل هذه التمرات؟ إنها لحياة طويلة! وألقى التمرات من يده وأقبل يقاتل ويقول:

ركضًا إلى الله بغير زاد
إلا التُقى وعمل المعاد
وكُلّ زادٍ عُرضةً للنفاد
غير التُقى والصبر والرشاد

 

وهذا أنس بن النضر يقاتل قتال الأبطال في أحد، ويلقاه سعد بن معاذ فيقول له: يا سعد، الجنة ورب النضر: أجد ريحها من وراء أحد!!

 

رابعًا: الإيمان بالقدر: ويستمد المؤمن قوته من القدَر الذي يؤمن به، فهو يعلم أن ما أصابه من مصيبة فبإذن الله، وأن الإنس والجن لو اجتمعوا على أن ينفعوه بشيء لم ينفعوه إلا بشيء قد كتبه الله له، ولو اجتمعوا على أن يضروه بشيء لم يضروه إلا بشيء قد كتبه الله عليه، ﴿ قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلَانَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ ﴾ [التوبة: 51]، المؤمن يعتقد أن رزقه مقسوم، وأجله محدود، لا يستطيع أحد أن يحول بينه وبين ما قسم الله له من رزق، ولا أن ينتقص ما كتب الله له من أجل، وهذه العقيدة تُعطيه ثقة لا حدود لها، وقوة لا تقهرها قوة بشر. وقد كان الرجل يذهب إلى الميدان مجاهدًا في سبيل الله فيعترض سبيله المثبطون، ويخوفونه من ترك أولاده. فيقول: «علينا أن نطيعه تعالى كما أمرنا، وعليه أن يرزقنا كما وعدنا».


وكان المعوقون والمخذِّلون يذهبون إلى المرأة فيثيرون مخاوفها على رزقها ورزق عيالها إذا ذهب زوجها إلى الجهاد، فتجيبهم في ثقة واطمئنان: «زوجي عرفته أكَّالًا ولم أعرفه رزَّاقًا، فإن ذهب الأكَّال فقد بقي الرزَّاق!!»، وكان علي بن أبي طالب رضي الله عنه - يخوض المعارك وهو يقول:

أي يوميّ من الموت أفر
يوم لا قُدّر، أم يوم قُدر
يوم لا قُدّر لا أرهبه
ومن المقدور لا ينجو الحذر

 

خامسًا: الإيمان بالأخوة: ويستمد المؤمن قوته من إخوانه المؤمنين، فهو يشعر بأنهم له وهو لهم. يعينونه إذا شهد، ويحفظونه إذا غاب، ويواسونه عند الشدة، ويؤنسونه عند الوحشة، ويأخذون بيده إذا عثر، ويسندونه إذا خارت قواه، فهو حين يعمل يحس بمشاركتهم، وحين يجاهد يضرب بقوتهم، إذا حارب جيشًا من ألف مؤمن شعر كل فرد منهم أنه يقاتل بقوة ألف لا بشخصه وحده، وشعر أن هؤلاء الألف يعيشون في نفسه - كما يعيش هو في أنفسهم- حُبًا لهم، وحرصًا عليهم، وضنًا بهم، فإذا ضربت الألف في الألف كان المجموع المعنوي ألف ألف رجل في الحقيقة وان كانوا ألفًا واحدة في لغة الإحصاء والتعداد، وقد شبَّه النبي - صلى الله عليه وسلم - قوة المؤمن بإخوانه المؤمنين باللبنة في البناء المتين، فقال: «المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضًا»، اللبنة وحدها ضعيفة مقدور عليها، ولكنها داخل البنيان أصبحت مرتبطة به ارتباطًا لا ينفصل، لا يسهل كسرها، أو زحزحتها عن موضعها فإن قوتها هي قوة البنيان كله الذي يشدها إليه.

 

روي أن جيشًا من المسلمين كان بينه وبين عدوه نهر فأمرهم القائد أن يخوضوه، ولبُّوا الأمر، وخاضوا النهر، والعدو يشهدهم من بعيد دهَشًا مرتاعًا.. وفي وسط النهر شهدهم العدو يغوصون في جوف الماء مرة واحدة كأنما غرقوا، ثم ظهروا فجأة، فسأل العدو ما شأنهم؟ فعرفوا أن رجلًا منهم سقط منه قُعبه - إناؤه- فصاح: قعبي.. قعبي.. فغاصوا جميعًا يبحثون عن قُعب أخيهم.. فقال الأعداء في ذهول: إذا كانوا يصنعون مثل هذا في قُعب سقط من أحدهم. فماذا يصنعون إذا قتلنا بعضًا منهم؟؟ وفتّ ذلك في عضدهم، وكانت العاقبة التسليم للمؤمنين.

 

إن أول عمل اجتهد النبي - صلى الله عليه وسلم - في إقامته والعناية به بعد بناء المسجد لتعلق القلوب بالله، وإقامة التوحيد والإيمان؛ وهو القوة التي آخى فيها بين الأنصار والمهاجرين، فشكّل أعظم مجتمع في حياة الإنسانية كلها جمعًا بين سلمان الفارسي، صهيب الرومي، وبلال الحبشي، وأبو بكر التميمي، وعمر العدوي، وعثمان الأموي وكل الأجناس المختلفة.

 

وقوة الوحدة والارتباط.. تلك التي تُذيب جميع الفوارق لا مذهبية لا حزبية لا قبلية لا عنصرية شعارهم: ﴿ وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ ﴾ [آل عمران: 103].

 

عباد الله: بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، أقول ما سمعتم واستغفر الله لي ولكم ولسائر المؤمنين فاستغفروه انه هو الغفور الرحيم.

 

الخطبة الثانية

الحمد لله على إحسانه، والشكر له على توفيقه وامتنانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له تعظيمًا لشأنه، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله الداعي إلى رضوانه، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وإخوانه، وسلم تسليمًا كثيرًا.

 

عباد الله: على قدر الإيمان تكون القوة، إن إيمان المسلم بالله الذي لا يغلب، وبالحق الذي لا يُخذل، وبالخلود الذي لا ينقطع، وبالقدر الذي لا يتحول، وبالأخوة الصادقة التي لا تضعف - مصادر فياضة بالقوة المعنوية التي لا يُقاس إليها قوة المادة أو السلاح.

 

وعلى قدر نصيب المرء من الإيمان يكون نصيبه من تلك القوة، نرى ذلك بارزًا في أرجح المؤمنين ميزانًا بعد رسول الله، أبي بكر ثاني اثنين إذ هما في الغار فقد تمثلت قوته في مواقف جعلت عمر الفاروق يقول: «والله لو وزن إيمان أبي بكر بإيمان هذه الأمة لرجح...» [شعب الإيمان للبيهقي].

 

موقفه يوم مات الرسول - صلى الله عليه وسلم - فذُهل المسلمون، وأخرجتهم الفجيعة عن وعيهم، حتى روي أن عُمرًا قال: «من قال أن محمدًا مات ضربت عنقه بسيفي هذا!» [وروى النسائي في "السنن الكبرى(7081)]، هنالك وقف أبو بكر رضي الله عنه يؤذن في الناس بصوت جهير: «من كان يعبد محمدًا فإن محمدًا قد مات ومن كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت...» [روى البخاري (3667)] وموقفه بعد ذلك يوم تردد المسلمون في إنفاذ جيش أسامة الذي جهزه النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى الشام قبل مرض موته، فقد طلبوا من أبي بكر أن يوقف مسير هذا الجيش، فإن الغد مليء بالطوارئ والاحتمالات، ولا يدرى أحد ماذا يفعل العرب في القبائل والقرى إذا علموا أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قد مات، ولكن أبا بكر أجابهم في حزمٍ عازم وقال: «والذي نفس أبي بكر بيده... لو ظننت أن السباع تختطفني لأنفذت بعث أسامة كما أمر به رسول الله، ولو لم يبق في القرى غيره لأنفذته».


وموقفه رضي الله عنه في حرب المرتدين ومانعي الزكاة في الوقت الذي برزت فيه قرون العصبية الجاهلية كأنها قرون الشياطين، وكان المسلمون - بعد موت رسولهم- كالغنم في الليلة المطيرة، كما وصفتهم عائشة رضي الله عنهما وحتى قال بعض المسلمين لأبى بكر: «يا خليفة رسول الله، لا طاقة لك بحرب العرب جميعًا.. الزم بيتك، وأغلق بابك، واعبد ربك حتى يأتيك اليقين».. ولكن هذا الرجل الخاشع البكاء، الرقيق كالنسيم، اللين كالحرير، الرحيم كقلب الأم، ينقلب في لحظات إلى رجل ثائر كالبحر، زائر كالليث، يصيح في وجه عمر: «لقد تم الوحي واكتمل.. أفينقص وأنا حي؟ والله لو منعوني عقالًا كانوا يؤدونه لرسول الله لقاتلتهم عليه، ما استمسك السيف بيدي!!»[أخرجه البخاري (1399)، ومسلم (20)].

 

عباد الله: عندما تُغرس القوة في القلوب تُثمر ثمارًا طيبة، من ثمار هذه القوة في نفس المؤمن وأخلاقه:

أولًا: التزام الحق مع القريب والبعيد: الصدق في كل حال، والعدل في كل حين، المؤمن يقول الحق ولو كان مرًا، ويقوم لله شهيدًا بالقسط ولو على نفسه أو الوالدين والأقربين، ويعدل مع العدو عدله مع الصديق، لا يعرف التحيز، ولا يعرف المحاباة.

 

أقام عمر بن الخطاب رضي الله عنه الحد على أحد أبنائه وهو عبد الرحمن[1]، وبعث النبي - صلى الله عليه وسلم - عبد الله بن رواحه إلى خيبر، ليقوم بتقدير ثمر النخل فيها، إذ كان لهم نصفها، وللمسلمين نصفها، وقام عبد الله بالمهمة فقال: في هذه كذا، وفي هذه كذا، فجمع اليهود له حليًا من حلى نسائهم وقالوا له: هذا لك، وخفف عنا في القسمة وتجاوز فقال: «يا معشر اليهود.. والله والله إنكم لمن أبغض خلق الله إلي. وما ذاك بحاملي أن أحيف عليكم. قد خَرَصتُ عِشرينَ ألْفَ وسْقٍ من تَمرٍ، فإنْ شِئتُم فلكُم، وإنْ أبَيتُم فلي، قالوا: بهذا قامَتِ السَّمَواتُ والأرضُ، قد أخَذْناها، قال: فاخْرُجوا عنَّا. »[ تخريج سنن الدارقطني:2050].

 

وبلغ عمر بن عبد العزيز رحمه الله أن ابنًا له اشترى خاتمًا فُصُّه بألف درهم، فبعث إليه يقول: «أما بعد.. فقد بلغني أنك اشتريت خاتمًا فصه بألف درهم، فإذا بلغك كتابي هذا فبعه وأطعم بثمنه ألف جائع! واشتر خاتمًا فصه من حديد.. واكتب عليه: رحم الله امرءًا عرف قدر نفسه»[2].

 

ثانيًا: من ثمار القوة في قلب المؤمن الاستهانة بالقوى المادية: فالمؤمن لا تتزلزل له قدم، ولا يتزعزع له ركن، لا يخشى الناس قلوا أو كثروا، ولا يبالي بالأعداء وإن أرغوا وأزبدوا، انسدّت أبواب الخوف كلها في نفسه، فلم يعد يخاف إلا من ذنبه، ومن سخط ربه.

 

إذا قيل له: إن أعداءك أكثر عددًا تلا قول الله: ﴿ فَلَمَّا فَصَلَ طَالُوتُ بِالْجُنُودِ قَالَ إِنَّ اللَّهَ مُبْتَلِيكُمْ بِنَهَرٍ فَمَنْ شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَمَنْ لَمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي إِلَّا مَنِ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ فَشَرِبُوا مِنْهُ إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ فَلَمَّا جَاوَزَهُ هُوَ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ قَالُوا لَا طَاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلَاقُو اللَّهِ كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ ﴾ [البقرة: 249].

 

وإذا قيل: إنهم أكثر مالًا.. قرأ عليهم قوله تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ فَسَيُنْفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ ﴾ [الأنفال: 36].

 

وإذا حذروه من مكرهم وكيدهم أجابهم بما قال الله: ﴿ وَمَكَرُوا وَمَكَرَ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ ﴾ [آل عمران: 54].

 

وإذا قيل إنهم أمنع حصونًا.. قرأ عليهم: ﴿ هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِنْ دِيَارِهِمْ لِأَوَّلِ الْحَشْرِ مَا ظَنَنْتُمْ أَنْ يَخْرُجُوا وَظَنُّوا أَنَّهُمْ مَانِعَتُهُمْ حُصُونُهُمْ مِنَ اللَّهِ فَأَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُمْ بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَارِ ﴾ [الحشر: 2].

 

إنه يسير بمعونة الله، وينظر بنور الله، ويقاتل بسيف الله، ويرمي بقوة الله، ﴿ فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ قَتَلَهُمْ وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى وَلِيُبْلِيَ الْمُؤْمِنِينَ مِنْهُ بَلَاءً حَسَنًا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ﴾ [الأنفال: 17].

 

روى ابن الأثير في تاريخه أن المسلمين في أثناء فتحهم لديار فارس حال نهر دجلة بينهم وبين «المدائن» وكانت السنة كثيرة المدود، ودجلة تقذف بالزبد، فجمع سعد بن أبي وقاص الناس، فحمد الله وأثنى عليه وقال: «ألا إني قد عزمت على قطع هذا البحر إليهم" فقالوا جميعًا: "عزم الله لنا ولك على الرشد فافعل»، فهب الناس إلى العبور، وأذن لهم في الاقتحام وقال: «قولوا نستعين. بالله، ونتوكل عليه. حسبنا الله ونعم الوكيل، والله لينصرن الله وليه، ليظهرن دينه، وليهزمن عدوه، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم»، وتلاحق الناس في دجلة، وهم يتحدثون كما يتحدثون في البر، وطبقوا دجلة حتى ما يرى من الشاطئ شيء.

 

ولقد كان الكافرون والمنافقون ينظرون إلى هذه الروح العالية التي يبديها المسلمون، فينازلون العدد الكثير وهم قليل، ويتحدون السلاح والاستعداد، والقوى غير متكافئة، بل غير متقاربة، فيظنون هذا غرورًا، وما هو بالغرور، وإنما هي قوة الإيمان بالله والتوكل عليه: ﴿ إِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ غَرَّ هَؤُلَاءِ دِينُهُمْ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ﴾ [الأنفال: 49].

 

ثالثًا ومن ثمار هذه القوة عند المؤمن الغيرة على محارم الله: فالمؤمن دائمًا داعٍ إلى الخير، ثائر على الشر؛ آمر بالمعروف، ناهٍ عن المنكر، هادٍ إلى الحق والعدل، مقاوم للباطل والظلم، يغير المنكر بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان. والغيرة من سمات المؤمنين للحديث: «المؤمن يغار والله أشد غيرة» [رواه البخاري (9/ 281) النكاح: باب الغيرة، ومسلم (17/ 77)].

 

وذهاب الغيرة يعني ذهاب بالإيمان كله يقول ابن القيم رحمه الله: «إذا ترّحلت الغيرة من القلب، ترّحلت منه المحبة، بل ترّحل منه الدين، والغيرة أصل الجهاد والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر فإن خلت من القلب لم يجاهد ولم يأمر بالمعروف» [الفوائد].

 

وذهاب الغيرة علامة من علامات الساعة للأثر: «إذا كان آخر الزمان رفع الله أربعة أشياء من الأرض: رفع البركة من الأرض، والعدل من الحكام والحياء من النساء، والغيرة من رؤوس الرجال».


المؤمن يغار على كتاب الله، سنة رسول الله، صحابة رسول الله، آل بيت رسول الله، تقول عائشة –ك-: «وما انتقم رسول الله لنفسه إلا أن تنتهك حرمات الله فينتقم لله بها».


ومن ثمار القوة عباد الله رابعًا التحرر من الخوف والحرص: الحرص والخوف هما اللذان يضعفان النفوس، ويحنيان الرؤوس، ويذلان الأعناق. وإذا لم يكن حرص ولا خوف فلا سبيل إلى الضعف بحال.

 

وقد رأينا سحرة فرعون حين آمنوا بالله والآخرة استهانوا بالدنيا ولم يجزعوا من الموت، يقولون لفرعون وهم في ثبات الجبال: ﴿ قَالُوا لَنْ نُؤْثِرَكَ عَلَى مَا جَاءَنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالَّذِي فَطَرَنَا فَاقْضِ مَا أَنْتَ قَاضٍ إِنَّمَا تَقْضِي هَذِهِ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا ﴾ [طه: 72]، إنهم لا يحرصون على شيء عنده، ولا يخافونه على شيء عندهم، فلماذا يهنون أو يضعفون؟ كلا … لقد انقلبوا من أتباع له إلى دعاة إلى الحق يبشرون وينذرون: ﴿ إِنَّا آمَنَّا بِرَبِّنَا لِيَغْفِرَ لَنَا خَطَايَانَا وَمَا أَكْرَهْتَنَا عَلَيْهِ مِنَ السِّحْرِ وَاللَّهُ خَيْرٌ وَأَبْقَى ﴾ [طه: 73].

 

هذا وصلوا - عباد الله: - على رسول الهدى فقد أمركم الله بذلك في كتابه فقال: ﴿ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾ [الأحزاب: 56].

 

اللهم صلِّ وسلّم على عبدك ورسولك محمد، وارض اللهم عن الخلفاء الأربعة الراشدين.

 

اللهم اجعلنا في بلادنا آمنين مطمئنين، اللهم واجعل بلاد المسلمين عامرة بذكرك، عاملة بشرعك، مقيمة لدينك، اللهم أسبغ علينا وعلى إخواننا الأمن والإيمان، اللهم ارحم المستضعفين، اللهم ارحم إخواننا المستضعفين، اللهم إن قومًا من إخواننا يقتلون لا بواكي لهم وأنت أرحم الراحمين، اللهم اكشف ما نزل بهم من ضر، اللهم ارحم ضعفهم، واجبر كسرهم، وانصرهم على عدوهم، أطعم جائعهم، واحمل حافيهم، وآوى شريدهم، واشف مريضهم، وابرئ جريحهم، وارحم ميتهم، واجمع على الحق كلمتهم يا رب العالمين، يا أرحم الراحمين انصر الإسلام والمسلمين، وأعلِ كلمة الدين، واقمع أهل الزيغ والفساد المعادين، وانشر رحمتك علينا يا أرحم الراحمين.

 

سبحان ربك رب العزة عما يصفون، وسلام على المرسلين، والحمد لله رب العالمين.



[1] البيهقي في السنن الكبرى (8/ 543 ط. دار الكتب العلمية).

[2] ابن القيم في مدارج السالكين ج2 ص 331 من طبعة دار الكتاب العربي - بيروت.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • القوة في الإسلام (1) خطبة
  • القوة في الإسلام (2) خطبة
  • القوة في الإسلام (3) خطبة
  • القوة في الإسلام (5) خطبة

مختارات من الشبكة

  • القوة في الإسلام (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • عناصر القوة في حياة شيخ الإسلام ابن تيمية ومنهجه في التأليف (PDF)(كتاب - موقع أ.د. عبدالله بن عمر بن سليمان الدميجي)
  • مظاهر القوة في سيرة شيخ الإسلام ابن تيمية(مادة مرئية - موقع الشيخ علي بن محمد العمران)
  • القوة في الإسلام(محاضرة - مكتبة الألوكة)
  • القوة في الإسلام(مقالة - الإصدارات والمسابقات)
  • غزوة بدر الكبرى(مقالة - آفاق الشريعة)
  • قوة النبي صلى الله عليه وسلم(مقالة - ملفات خاصة)
  • أيها الإعلامي: ذكر العالم بنقاط قوتك(مقالة - آفاق الشريعة)
  • هزيمة الغرب للإسلام أمر غير ممكن نظرية دافيد سيلبورني(مقالة - موقع الدكتور أحمد إبراهيم خضر)
  • خطبة وسائل القوة(محاضرة - مكتبة الألوكة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 0:55
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب