• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    أربع هي نجاة الإنسان في الدنيا والآخرة (خطبة)
    د. أحمد بن حمد البوعلي
  •  
    وحدة المسلمين (خطبة)
    د. غازي بن طامي بن حماد الحكمي
  •  
    المسارعة إلى الاستجابة لأمر الله ورسوله صلى الله ...
    د. أمين بن عبدالله الشقاوي
  •  
    فوائد وأحكام من قوله تعالى: { إذ قال الله يا عيسى ...
    الشيخ أ. د. سليمان بن إبراهيم اللاحم
  •  
    نعمة الماء (خطبة)
    الشيخ محمد عبدالتواب سويدان
  •  
    تدبر خواتيم سورة البقرة
    د. محمد بن علي بن جميل المطري
  •  
    قال ما أظن أن تبيد هذه أبدا (خطبة)
    حسان أحمد العماري
  •  
    تحريم الإهلال لغير الله تبارك وتعالى
    فواز بن علي بن عباس السليماني
  •  
    مشاهد عجيبة حصلت لي!
    أ. د. عبدالله بن ضيف الله الرحيلي
  •  
    ملخص من شرح كتاب الحج (2)
    يحيى بن إبراهيم الشيخي
  •  
    الدرس السابع عشر: آثار الذنوب على الفرد والمجتمع
    عفان بن الشيخ صديق السرگتي
  •  
    خطبة: (ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب)
    الشيخ عبدالله محمد الطوالة
  •  
    سورة الكافرون.. مشاهد.. إيجاز وإعجاز (خطبة)
    د. صغير بن محمد الصغير
  •  
    من آداب المجالس (خطبة)
    الشيخ عبدالله بن محمد البصري
  •  
    خطر الميثاق
    السيد مراد سلامة
  •  
    أعظم فتنة: الدجال (خطبة)
    د. محمد بن مجدوع الشهري
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / مقالات شرعية / التفسير وعلوم القرآن
علامة باركود

أهل الله وخاصته

أهل الله وخاصته
أم تميم

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 18/5/2024 ميلادي - 10/11/1445 هجري

الزيارات: 7917

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

أهل الله وخاصته


القرآن الكريم هو كلام الله تعالى وهو الكتاب الذي أنزله الله -سبحانه وتعالى- على محمد -صلى الله عليه وسلم- هداية ورحمة للنّاس جميعًا، فهو منزل غير مخلوق، وهو كتاب الله الخالد، وحُجّته البالغة، وهو باقٍ محفوظ بحفظ الله له، إلى أن تفنى الحياة على الأرض قال تعالى: ﴿ إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ﴾ [الحجر: 9]؛ فهو كتاب عظيم، له منزلةٌ عظيمةٌ جدًّا؛ لأن فيه هدايةُ الناس، وفيه سعادتهم.


قال سبحانه وتعالى: ﴿ اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ ﴾ [الزمر: 23].

 

وفيه أنزل الله -عزّ وجلّ- شريعته وحُكمه التَّام الكامل؛ ليّتّخذه النّاس شِرْعةً ومنهاجًا للحياة، وهو معجزة محمد – صلى الله عليه وسلم - التي عجز الجنّ والإنس جميعًا عن أن يأتوا بمثلها بعد أن تحدّاهم الله بذلك.


وقد وصفه الله بعدة أوصاف:

1- الروح ما تحصل الحياة إلا به، ووصف بذلك في قوله سبحانه وتعالى: ﴿ وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا ﴾ [الشورى: 52].


2- النور وهو ما يحصل به الإبصار، قال الله سبحانه وتعالى: ﴿ قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ ﴾ [المائدة: 15].

 

3- الهادي الذي يهتدي به الناس إلى الطريق القويم، قال الله سبحانه وتعالى: ﴿ إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ ﴾ [الإسراء: 9].

 

4- الشفاء والرشاد، قال الله سبحانه وتعالى: ﴿ قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ ﴾ [فصلت: 44].

 

5- الحّقّ الذي لا يأتيه باطلٌ أبدًا، قال الله سبحانه وتعالى: ﴿ لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ ﴾ [فصلت: 42].

 

6- كتاب الله، والفصل، والصراط المستقيم، وحبل الله المتين، والذكر الحكيم.


وقد وردت هذه الأوصاف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال عنه: " وهو حبل الله المتين، وهو الذكر الحكيم، وهو الصراط المستقيم".


وقد أقسم الله بالقرآن الكريم في كثير من المواضع، منها قوله تعالى: ﴿ وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ ﴾، وقوله: ﴿ وَالْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ ﴾ [ص: 1]، وقوله: ﴿ وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ ﴾ [يس: 2]، وقوله: ﴿ وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ ﴾[ق: 1]، وقسمُ الله به دليلٌ على عظم شأنِه، وفضل تلاوته.


أما أهل القرآنِ فقد وصفَهم الله تعالى بوصفٍ خاصٍ لهم، لا يشابههم فيه أحد؛ فقد ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنّه قال: "إِنَّ للهِ – عزَّ وجلَّ – أهلِينَ مِنَ الناسِ"، قالوا: من هُمْ يا رسولَ اللهِ؟ قال: " أهلُ القرآنِ، هُمْ أهلُ اللهِ وخَاصَّتُه ".

 

فضل قراءة القرآن الكريم والمداومة عليها:

يُستحَبُّ للمسلم أن يُداوم على تلاوة القرآن الكريم، والإكثار منها، وهو بذلك يتّبع سُنّةً من سُنَنِ الإسلام؛ وقد بيّن الله -سبحانه- ورسوله الكريم فضائل تلاوة القرآن منها:

1- وصف التالين له بالإيمان، قَاْل الله تعالى: ﴿ الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلَاوَتِهِ أُولَئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ ﴾ [البقرة: 121].

 

2- من تلى كتاب الله فهو في حرز وحماية ومما يدل عليه قَوْل الله تعالى: ﴿ وَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ جَعَلْنَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ حِجَابًا مَسْتُورًا ﴾ [الإسراء: 45].

 

3- القراءة فيها تحصيل الحسنات، وسبب لنَيل الأجر العظيم؛ فمن قرأ حرفًا من كتاب الله كانت له به عشر حسنات، والله يضاعف لمن يشاء، قال صلى الله عليه وسلم: "من قرأ حرفًا من القرآن فله به حسنة، والحسنة بعشر أمثالها".


4- القراءة فيها طمأنينة القلب وسكينة النفس، حيث يعيش من يحافظ على تلاوة القرآن الكريم وحفظ آياته بطمأنينة عجيبة، يقوى من خلالها على مواجهة الصعاب التي تواجهه، فقد قال تعالى: ﴿ الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ ﴾ [الرعد: 28].

 

5- عُلوّ شأن قارئ القرآن، ونَيله المكانة العالية الرفيعة التي لا تُعطى لغيره في الدنيا والآخرة، قال - صلى الله عليه وسلم-: "يقالُ لصاحبِ القرآنِ: اقرأْ وارتقِ، ورتِّلْ كما كنتَ ترتِّلُ في الدنيا، فإنَّ منزلَكَ عند آخِرِ آيةٍ تقرؤُها".

 

6- ومما يحصل لقارئ القرآن: صفاء الذهن، وقوَّة الذاكرة، والشعور بالفرح والسعادة، والشجاعة وقوَّة النفس، والتخلُّص من الخوف والحزن والتوتر والقلق.

 

7- كما أن في قراءة القران الكريم قوة في اللغة وفصاحة في اللسان، فالذي يعيش مع القرآن، وما فيه من بلاغة محكمة، وبيان عذب، ولغة قوية، تقوى بذلك لغته.

 

8- وفيها أيضًا رفع لقدرة الإنسان الإدراكيَّة في مجال الفهم والاستيعاب، ولا سيما من عاش متدبرًا لكتاب الله، وفاهمًا لآياته.

 

9- القارئ للقرآن حري لنيل رضى الله وتوفيقه له في شؤون الدنيا، يجده بركة في الرزق، ونجاة من المكروه.

 

10- القراءة سبب للفوز بالجنَّة، ونيل الشفاعة يوم القيامة، حيث يأتي القرآن الكريم يوم القيامة يحاجّ عن صاحبه الذي كان يقرؤه، وشفيعًا له، ويدل على ذلك حديث أَبي أُمامةَ رضي الله عنه، قال: سمِعُتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقولُ: «اقْرَؤُوا القُرْآنَ فإِنَّهُ يَأْتي يَوْم القيامِةِ شَفيِعًا لأصْحابِهِ»؛ أخرجه مسلم.

 

فضل تعلُّم القرآن الكريم وتعليمه:

1- إنّ تعليم القرآن للناس فرض كفاية على المسلمين، وما أعظم أجر معلّم القرآن! فهو من خير الناس وأقربهم لله، كما أنّ من فضائل تعلُّم القرآن وتعليمه للناس أن جعل الله من يُعلِّم القرآن ويتعلّمه خَيرَ الناس وأفضلهم، فقال صلى الله عليه وسلم: "خيركم من تعلم الناس وعلمه".


2- من جعل لنفسه حظًّا من تعلُّم القرآن، فقد عمّر قلبه بتدُبُّر آياته، والتفكُّر في ملكوت السماوات والأرض؛ فترتقي نفسه، وتتزكّى، ويُصبح ممّن اصطفاهم الله، وجعلهم أولياءه.


3- من اجتمع لتعلم القرآن وتعليمه وتدارسه فقد حاز على أربع نِعَمٍ عظيمة وردت في الحديث الشريف: "وَما اجْتَمع قَوْم في بَيْتٍ مِن بُيُوتِ اللهِ، يَتْلُونَ كِتَاَبَ اللهِ، ويَتَدَارَسُونَهُ بيْنَهُمْ، إِلَّا نَزلَتْ عليهمِ السَّكِينَةُ، وَغَشِيَتْهُمُ الرَّحْمَةُ وَحَفَّتْهُمُ المَلَائِكَةُ، وَذَكَرَهُمُ اللَّهُ فِيمَن عِنْدَهُ".


4- صاحب القرآن يُلبس تاج الوقار ويُكسى والديه الحُلل، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يجيء القرآن يوم القيامة كالرجل الشاحب يقول لصاحبه: هل تعرفني؟


أنا الذي كنت أُسهر ليلك، وأُظمئ هواجرك، وإنّ كل تاجر من وراء تجارته، وأنا لك اليوم من وراء كل تاجر، فيعطى الملك بيمينه، والخلد بشماله، ويوضع على رأسه تاج الوقار، ويكسى والداه حلتين لا تقوم لهما الدنيا وما فيها، فيقولان: يا رب أنّى لنا هذا؟ فيقال: بتعليم ولدكما القرآن"؛ صححه الألباني.

 

أخواتي الغاليات:

إن من أعظم نعم الله على العبد أن يستخدم الله العبد في طاعته، وإن من أعظم النعم وأولاها الإقبال على كتاب الله حفظًا وتلاوةً ومدارسةً وانشغالًا، وهذه النعمة لا تتحقق لكل أحد وإنما هي لبعض الناس دون بعض؛ ولذلك انقسم الناس تجاه هذه النعمة إلى أقسام:

القسم الأول: أناس لم يجدوا في قلوبهم هذه المحبة لحفظ كتاب الله، ولم يجدوا في نفوسهم هذا الإقبال، فهذا القسم قد فقد المحبة.


القسم الثاني: أن كثيرًا من الناس قد ُيُحبُّ هذا العمل الصالح ولكنه غير مستطيع له، فبعض الناس يود أن يحفظ كلام الله عز وجل، ويود أن يشتغل بعبادة الله تعالى وبالعلم، ولكن لا يجد في نفسه قدرة على ذلك، لعدم قدرته على الحفظ، أو ضعف في البدن، أو مرض، فهذا فقد القدرة.


القسم الثالث: أن بعض الناس يحب العبادة ويقدر عليها ولكنه ُيُشغل عنها، فيأتيه من الصوارف والأشغال من المال والولد والعمل ما يصرفه عن حفظ القرآن، فهذا قد صُرف عمّا يود القيام به من عمل، نسأل الله السلامة.


القسم الرابع: عنده رغبة، وفراغٌ في الوقت، وقلةٌ في المشاغل، لكن لا ينشرح صدره للعبادة؛ وانشراح الصدر من أعظم العبادات، فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسأل الله أن يشرح صدره، وقد أنعم الله على رسوله بهذه النعمة فقال تعالى: ﴿ أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ ﴾ [الشرح: 1].

 

القسم الخامس: وهم من أنعم الله عليهم بوجود هذه الأربع: من نعمة محبته وإقباله على القرآن، ثم ما أنعم الله عليه من فراغ وقته، ثم نعمة تسهيل حفظ كتابه وتيسيره، ثم ما أنعم الله عليه أن شرح صدره لهذه العبادة.


فيا حافظ القرآن استشعر هذه النعمة.. يا حافظ كلام الله، أنت أعظم الخلق أجرًا، وأكثرهم ثوابًا، كيف لا، وأنت تحمل في صدرك كلام ربك، وتسير بنور مولاك وخالقك، عن عائشة رضي الله عنها قالتْ: قال رسوُلُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: « الَّذِي يَقرَأُ القُرْآنَ وَهُو ماهِر بِهِ معَ السَّفَرةِ الكرَامِ البررَةِ، والذي يقرَأُ القُرْآنَ ويتَتَعْتَعُ فِيهِ وَهُو عليِهِ شَاقٌّ له أجْران »؛ متفق عليه.


أبشروا يا أهل القرآن، أزف إليكم البشرى، بحديث نبي الهدى صلى الله عليه وسلم، والذي يصور فيه حوار القرآن والشفاعة لصاحبه يوم القيامة، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَال: " يَجِيءُ الْقُرْآنُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَيَقُولُ يَا رَبِّ حَلِّهِ، فَيُلْبَسُ تَاَجَ الْكَرَامَةِ، ثمَّ يَقُوُل يَا رَبِّ زِدْهُ، فَيُلْبَسُ حلَّةَ الْكَرَامَةِ، ثُمَّ يَقُوُلُ يَا رَبِّ ارْضَ عَنْهُ، فَيَرْضَى عَنْهُ، فَيُقَالُ لَهُ: اقْرَأْ وَارْقَ وَتُزَادُ بِكُلِّ آيَةٍ حَسَنَةً "؛ أخرجه الترْمذي وقال: حديث حسن صحيح.

لك في صدور المسلمين رحابة
ولك الفيوض تموج بالأزمان
يا حظ من حفظ الكتاب بقلبه
يا سعده بتلاوة القرآن
يلقى من المولى الكريم وصاله
ويفوز بالفردوس والرضوان
هو حبل ربي للوجود جميعه
جمع الأمور وصاغ كل بيان
هو قول حق غير ذي عوج أتى
أنعم به قد جاء من منان
وتكفل الله الحفيظ بحفظه
ليعيش صرحًا كامل البنيان
يا أيها العطشى تعالوا نرتوي
ونعيش أمنًا في ربى الفرقان

 

فيا حفظة كتاب الله، أينما اتجهتم فعين الله ترعاكم، فأهل القرآن هم الذين لا يقدمون على معصية ولا ذنبًا، ولا يقترفون منكرًا ولا إثمًا، لأن القرآن يردعهم، وكلماته تمنعهم، وحروفه تحجزهم، وآياته تزجرهم، ففيه الوعد والوعيد، والتخويف والتهديد؛ فلتلهج ألسنتكم بتلاوة القرآن العظيم، ولتمتلئ الأرض بترتيل الكتاب العزيز، ولُيُسمع لتلاوتكم دوي كدوي النحل، عَن النَّوَّاسِ بِنِ سَمعانَ رضي الله عنه قال: سمِعُتُ رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يقوُلُ: «يُؤْتى يوْمَ القِيامةِ بالْقُرْآنِ وَأَهْلِهِ الذِين كانُوا يعْمَلُونَ بِهِ في الدُّنيَا تَقدُمهُ سورة البقَرَةِ وَآل عِمرَانَ، تحَاجَّانِ عَنْ صاحِبِهِمَا »؛ أخرجه مسلم.

 

وعنِ ابنِ عباسٍ رضي الله عنهما قال: قال رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «إنَّ الذي ليس في جَوْفِهِ شَيْء مَنَ القُرآنِ كالبيِتِ الخَرِبِ»؛ أخرجه الترمذي وقال: حديث حسن صحيح.

 

وكان من وصيته صلى الله عليه وسلم لأمته عامة، ولِحَفَظَة كتاب الله خاصة، تعاهد القرآن بشكل دائم ومستمر، فقال صلى الله عليه وسلم: "تعاهدوا هذا القرآن، فوالذي نفسي بيده لهو أشد تفلُّتًا من الإبل في عقلها"؛ أخرجه مسلم.

 

ومن تأمل هذا الحديث العظيم، ونظر في معانيه، أدرك عِظَمَ هذه الوصية، وعلم أهمية المحافظة على تلاوة كتاب الله ومراجعته، والعمل بما فيه، ليكون من السعداء في الدنيا والآخرة.

 

فيستحب ختم القرآن في كل شهر، إلا أن يجد المسلم من نفسه نشاطًا فليختم كل أسبوع، والأفضل أن لا ينقص عن هذه المدة، كي تكون قراءته عن تدبر وتفكر، وكيلا يُحمِّل النفس من المشقة مالا تحتمل، ففي الحديث الصحيح عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: " اقرأ القرآن في شهر"، قلت: أجُدُ قوة، حتى قال: "فاقرأه في سبع، ولا تزد على ذلك".

 

أخواتي الفضليات: أوصيكن بحفظ كتاب الله تعالى ما استطعتن لذلك سبيًلًا، وإياكن ومداخل الشيطان، ومثبطات الهمم، فاليوم صحة، وغدًا مرض، واليوم حياة وغدًا وفاة، واليوم فراغ وغدًا شغل، فاستغلوا هذه الحياة الدنيا فيما يقربكم من الله زلفى، فأنتن مسؤولات عن أوقاتكن وأعمالكن وأقوالكن، وإياكن وهجران كتاب الله، فما أنزله الله إلا لنقرأه ولنتدبر آياته ونأخذ العبر من عظاته، قال تعالى: ﴿ وَقَالَ الرَّسُولُ يَارَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا ﴾ [الفرقان: 30].

 

فمن الناس من لا يعرف القرآن إلا في رمضان، وبئس القوم الذين لا يعرفون القرآن إلا في رمضان، ومن الناس من لا يتذكر كتاب الله إلا في مواطن الفتن والمصائب، ثم ينكص على عقبيه، فأولئك بأسوأ المنازل، فأروا الله من أنفسكم خيرًا، وجاهدوا أنفسكم، وألزِموها حفظ كتاب الله، وتدارس آياته ومعانيه، فإن الله لا يمل حتى تملوا.

 

ومن لم يستطع حفظ كتاب الله تعالى، ومن لم يكن له أبناء في حلقات التحفيظ، فليبادر قبل انقضاء الأوقات والأعمار، فميدان السباق مفتوح، ليبلوكم أيكم أحسن عملًا.

 

اللهم اجعل القرآن ربيع قلوبنا، ونور صدورنا وجلاء أحزاننا، وذهاب همومنا وغمومنا، اللهم علمنا منه ما جهلنا وذكرنا منه ما نسينا وارزقنا تدبره والعمل به، وتلاوته آناء الليل وأطراف النهار على الوجه الذي يرضيك عنا.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • من هم أهل الله وخاصته؟
  • انتصروا للقرآن الكريم.. فأهل القرآن هم أهل الله وخاصته

مختارات من الشبكة

  • أهلا أهلا فيمن حضروا (قصيدة للأطفال)(مقالة - موقع أ. محمود مفلح)
  • "كلمة سواء" من أهل سنة الحبيب النبي محمد صلى الله عليه وسلم إلى أهل التشيع (مطوية)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • أهل السنة والجماعة - المحاضرة الثامنة: أسماء وصفات وخصائص أهل السنة والجماعة(مادة مرئية - موقع الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي)
  • أهل السنة والجماعة - المحاضرة السابعة: (تعريف مصطلح أهل السنة والجماعة)(مادة مرئية - موقع الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي)
  • أهل السنة والجماعة - المحاضرة السادسة (التعريف بأهل السنة والجماعة)(مادة مرئية - موقع الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي)
  • من علامة أهل البدع الوقيعة في أهل الأثر(مقالة - موقع الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي)
  • تفسير: (ولما جاءت رسلنا إبراهيم بالبشرى قالوا إنا مهلكو أهل هذه القرية إن أهلها كانوا ظالمين)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • أهل السنة أولى بأهل البيت من الشيعة(مقالة - آفاق الشريعة)
  • وسطية أهل السنة مع بعض أهل التأويل(مقالة - موقع الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي)
  • أهل السنة هم أهل العدل والإنصاف(مقالة - موقع د. محمود بن أحمد الدوسري)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • بمشاركة 75 متسابقة.. اختتام الدورة السادسة لمسابقة القرآن في يوتازينسكي
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 13/11/1446هـ - الساعة: 23:33
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب