• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    وليس من الضروري كذلك!
    د. سعد الله المحمدي
  •  
    مساواة صحيح البخاري بالقرآن الكريم
    د. هيثم بن عبدالمنعم بن الغريب صقر
  •  
    محرومون من خيرات الحرمين
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
  •  
    في نهاية عامكم حاسبوا أنفسكم (خطبة)
    د. عبد الرقيب الراشدي
  •  
    خطبة: بداية العام الهجري وصيام يوم عاشوراء
    د. أيمن منصور أيوب علي بيفاري
  •  
    خطبة: أهمية المسؤولية في العمل التطوعي
    عدنان بن سلمان الدريويش
  •  
    أسباب العذاب
    الشيخ عبدالله بن جار الله آل جار الله
  •  
    خطبة: هدايات من قصة جوع أبي هريرة رضي الله عنه
    عبدالعزيز أبو يوسف
  •  
    من أقوال السلف في أسماء الله الحسنى: (الكبير، ...
    فهد بن عبدالعزيز عبدالله الشويرخ
  •  
    مما زهدني في الحياة الدنيا
    د. محمد أحمد صبري النبتيتي
  •  
    عمود الإسلام (22) قسمت الصلاة بيني وبين عبدي
    الشيخ د. إبراهيم بن محمد الحقيل
  •  
    تفسير قوله تعالى: {سنلقي في قلوب الذين كفروا ...
    سعيد مصطفى دياب
  •  
    أخطاء في الوضوء
    تركي بن إبراهيم الخنيزان
  •  
    ما حكم أخذ الأجر على الضمان؟
    د. طالب بن عمر بن حيدرة الكثيري
  •  
    {فبما رحمة من الله لنت لهم}
    د. خالد النجار
  •  
    عقيدة الدروز
    سالم محمد أحمد
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / منبر الجمعة / الخطب / تفسير القرآن
علامة باركود

الملعونون في القرآن والسنة (2) (خطبة)

الملعونون في القرآن والسنة (2) (خطبة)
د. أمير بن محمد المدري

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 20/4/2024 ميلادي - 12/10/1445 هجري

الزيارات: 15933

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

الملعونون في القرآن والسنة (2)

 

الحمد لله الرؤوف الرحيم، البر الجواد الكريم، وأشهد أن لا إله إلا الله الملك العظيم، له الأسماء الحسنى، والصفات العليا، والإحسان العميم، وله الرحمة الواسعة، والحكمة الشاملة، وهو العليم الحكيم، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، الذي قال الله فيه: ﴿ وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ ﴾ [القلم: 4] اللهم صلّ وسلم وبارك على محمد وعلى آله وأصحابه، الذين هُدُوا إلى الحق وإلى طريق مستقيم.

 

أمّا بعد:

أيّها الناس: اتَّقوا الله تعالى حقَّ التقوى، اتّقوا ربَّكم عباد الله، والزَموا التَّقوى حتى يأتيكم الموت.

 

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 102].

 

اتّقوا ربَّكم، فتقوى الله سببٌ لمحبَّةِ الله لكم والله يحبّ المتقين.

 

اتّقوا اللهَ في سرِّكم وعلانيّتكم، في الرضا والغضب، في كلِّ الأحوال، فبتقوَى الله تصلح الأعمالُ وتُغفَر الذنوب ويحصُل الثوابُ العظيم.

 

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ ويَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ ومَنْ يُطِعْ اللَّهَ ورَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا﴾ [الأحزاب: 70-71].

 

اتَّقوا ربَّكم، وتزوَّدوا لمعادِكم، فخير زادٍ للمعاد زادُ التّقوى، ﴿ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى ﴾ [البقرة: 197].

 

عباد الله: ما زال الحديث معكم عن الملعونين في الكتاب والسنة: عافانا الله واياكم منهم ومن أفعالهم وأقوالهم.

 

اخواني: بعض الناس يستجلبون اللعنة على أنفسهم وهم لا يشعرون، يقول أحدهم: أنا لا أملك لساني أنا تعودت على اللعن.

 

أخي الكريم: إذا شئت أن تتقلب في طرد وسخط وغضب وإقصاء وشؤم وقلة توفيق من الله - فاجعل ذلك ديدنًا، أو حجةً، أو عذرًا لك.

 

وما أظن أحدًا يبذر ماله، ويسرف فيه ويرميه ذات اليمين والشمال،، ويقول: أنا تعودت على هذا. نسأل الله العافية.

 

وقفنا مع ثمانية اصناف لُعنوا في القرآن:

أولهم وعلى رأسهم ابليس عليه اللعنة، ثم اكثر الناس لعنا في القرآن وهم اليهود قتلة الأنبياء ناقضي العهود، ثم الكاذبين، ﴿ فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ ﴾ [آل عمران: 61]، ثم الظالمين، ﴿ أَلَا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ ﴾ [هود: 18].

 

ثم المنافقين، ثم قاتل النفس المحرمة، ﴿ وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا ﴾ [النساء: 93].

 

ثم الذين ماتوا وهم كفار، قال تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَمَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ لَعْنَةُ اللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ ﴾ [البقرة: 161].

 

ثم شجرة الزقوم الشجرة الملعونة في القرآن.

 

ومن الملعونين في القرآن تاسعا: الذين يؤذون الله ورسوله، قال تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُهِينًا ﴾ [الأحزاب: 57].

 

قال المفسرون نزلت هذه الآية في الذين قذفوا أم المؤمنين عائشة ~ ولهذا يقول اﻟﻨﺒﻲ صلى الله عليه وسلم: «ﻣﻦ ﺁﺫاﻧﻲ ﻓﻘﺪ ﺁﺫﻯ اﻟﻠﻪ».

 

فالإيذاء لرسول الله هو ايذاء لله؛ فمن يسب صحابته، ويتكلم في عرضه لعنه الله في الدنيا والاخرة وله عذاب مهين.

 

والإيذاء لله يكون أيضا بمعنى إغضاب الله تعالى بالقول الذي لا يليق به سبحانه، كقولهم: ﴿ إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاءُ ﴾ [آل عمران: 181]، وقولهم: ﴿ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ ﴾ [التوبة: 30].

 

وبعضهم يسُبُّ الدهر، والله يقول في الحديث القدسي: « يؤذيني عبدي، وما كان له أنْ يؤذيني، يسبُّ الدهر، وأنا الدهر، بيدي الأمر، أُقلِّبُ الليل والنهار »[ أخرجه البخاري في: التفسير، باب: قوله تعالى: وما يهلكنا إلا الدهر (4452)، ومسلم].

 

ومن الملعونين في القران عاشرا: الذين يقذفون المؤمنين والمؤمنات بالفاحشة، ويتحدثون بالقول يحسبونه هينًا وهو عند الله عظيم، ويتكلمون في أعراض المؤمنين والمؤمنات والغافلين والغافلات في مجالسهم واستراحاتهم، وعلى وسائل التواصل ويرمونهم بالفحش والزور والبهتان.

 

هؤلاء يتقلبون في اللعن، و الطرد، و الإبعاد، يشعرون أو لا يشعرون قال تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ ﴾ [النور: 23].

 

ومن الذين يُلعنون و يُبعدون ويُطردون عن الرحمة الحادي عشر: الذين يقطعون أرحامهم، فبالرغم من تيسر أسباب التواصل، بين المشرق والمغرب الا أن هناك من يقطعون أرحامهم لأدنى سبب.

 

وفاتهم أنهم يتقلبون في لعنة من الله وهم لا يشعرون، قال تعالى: ﴿ فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ * أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ ﴾ [محمد: 22، 23].و وفي صحيح البخاري مرفوعًا: «من أحب أن يُبسط له في رزقه وينسأ له في أجله فليصل رحمه».

 

وأخرج أبو داوود والترمذي وصححه الحاكم عن أبي بكرة -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم-قال: «ما من ذنب أجدر أن يعجل الله لصاحبه العقوبة في الدنيا مع ما يدخره له في الآخرة من البغي وقطيعة الرحم».

 

ومن الملعونين في كتاب الله عزوجل ثاني عشر الذين يكتمون ما أنزل الله من الهدى والبينات:

قال تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ ﴾ [البقرة: 159].

 

إنّ مَن بخل بعلمه، بالنور الذي يحمله، بالهدى الذي في صدره، لَهُو أشدّ ذمًّا ومَقتًا وبخلًا ممن بخل بماله.

 

إنّ أهل الباطل ودعاة التخلف، يبذلون ما عندهم من الباطل، وينشرونه بين الناس، ويودّون أن لو يصل باطلهم إلى كل إنسان على وجه هذه الدنيا. بينما يستحي كثير من شباب الإسلام؛ أن يُعلِّم جاهلًا آية من كتاب الله، أو حديثًا من أحاديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم-. ولذلك يقول رسول الهدى: «من سُئل عن علم يعلمه فكتمه أُلجم يوم القيامة بلجام من نار» [أخرجه أحمد (2/263)، وأبو داود في العلم (3658)، والترمذي وصححه الألباني في تعليقه على المشكاة (223)].

 

ومن ناحية أخرى فإن العالم عليه أن يقول كلمة الحق ولا يخاف في الله لومة لائم.

 

عباد الله: لقد مدح الله في كتابه الذين يبلغون رسالاته بكلّ أمانة وصيانة، لا يمنعهم خوف ولا ملامة، قال جل وعلا: ﴿ الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالَاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلَا يَخْشَوْنَ أَحَدًا إِلَّا اللَّهَ وَكَفَى بِاللَّهِ حَسِيبًا ﴾ [الأحزاب: 39].

 

عباد الله: بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، أقول ما سمعتم واستغفر الله لي ولكم ولسائر المؤمنين فاستغفروه انه هو الغفور الرحيم.

 

الخطبة الثانية

الحمد لله على إحسانه، والشكر له على توفيقه وامتنانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له تعظيمًا لشأنه، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله الداعي إلى رضوانه، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وإخوانه، وسلم تسليمًا كثيرًا.

 

عباد الله:

هؤلاء هم الملعونون في القرآن الكريم، أما الملعونون في الحديث النبوي الشريف:

فأولهم «اليهود والنصارى»: عن عائشة -رضي الله عنها-- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال في مرضه الذي مات فيه «لعن الله اليهود والنصارى، اتخذوا قبور أنبيائهم مسجدا». [رواه البخاري].، وقال صلى الله عليه وسلم: «لا تتخذوا قبري عيدا لا تجعلوا ﺑﻴﻮﺗﻜﻢ ﻗﺒﻮﺭا، ﻭﺻﻠﻮا ﻋﻠﻲ ﺣﻴﺚ ﻣﺎ ﻛﻨﺘﻢ، ﻓﺈﻥ ﺻﻼﺗﻜﻢ ﺗﺒﻠﻐﻨﻲ».

 

لماذا النهي عن اتخاذ القبور مساجد؟ حتى لا يُعبد من فيها من دون الله.

 

حتى لا تُدعى من دون الله.

 

حتى لا يأتي من يقول حج الى كربلاء قبر الحسين خيٌر من ثمانين حجة الى بيت الله الحرام.

 

ثانيًا من الملعونين في السنة ثمانية أصناف غالبهم من النساء، وهن الواشمات والمتنمّصات والواصلات ومتفلجات الأسنان الأمامية للحُسْن: ثبت في الصحيحين وغيرهما أن النبي -صلى الله عليه وسلم- لعن الواشمة والمستوشمة، والنامصة والمتنمصة، والواصلة والمستوصلة، والمتفلجات للحسن المغيرات خلق الله.

 

أما الوشم: فهو أثر وخز الجلد بالإبر. والواشمة: هي التي تفعله. والمستوشمة: هي التي تطلبه.

 

والنامصة هي التي تزيل شعر الحاجب أو ترققه وتدققه، والمتنمصة: هي التي تطلب ذلك.

 

والواصلة هي التي تصل شعرها أو شعر غيرها بشعر آخر، والمستوصلة: هي التي تطلب ذلك.

 

والمتفلجات للحُسن: هن اللاتي يَفْرِجن بين أسنانهن بالمبرد ونحوه، وهو مختص عادة بالثنايا والرباعيات.

 

فتأملوا كم لعنة اجتمعت هنا؟

أيها الأحبة في الله: لا حرج على نسائنا في زينتهن، وليطلبن ما شئن من كمال ذلك، ولكن دون تعدٍّ لحدود الله تعالى، وأوامر رسوله -صلى الله عليه وسلم-.

 

عباد الله: ثالثا: ومما جلب على الناس الشؤم والضنك والشقاء بأصنافه وألوانه، ومحق البركات، وتتابع اللعنات: أكل الربا، فقد تهاون به الناس، بل بعضهم أصبح يتعامل بالربا مضاعفًا. فهذا مع خسارته ملعون في الدنيا، ملعون في الآخرة قصي طريد بعيد عن الله -¸-؛ فقد لعن رسول الله -‘- آكل الربا وموكله وكاتبه وشاهديه، وقال: "هم سواء"[رواه مسلم].

 

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ * فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِنْ تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُءُوسُ أَمْوَالِكُمْ لَا تَظْلِمُونَ وَلَا تُظْلَمُونَ ﴾ [البقرة: 278، 279]، حرب رهيبة معروفة المصير مقرّرة العاقبة، فأين الإنسان الضعيف الفاني من هذا الوعيد؟!

 

وفي الحديث «الرِّبا نيِّفٌ وسبعون بابًا، أَهونُها مِثل أن ينكِحَ الرّجل أمَّه» [أخرجه الطبراني في الأوسط (7151) عن البراء بن عازب رضي الله عنه، قال الهيثمي في المجمع (4/117): "فيه عمر بن راشد وثقه العجلي وضعفه جمهور الأئمة"، وحكم عليه أبو حاتم بالانقطاع كما في العلل لابنه (1/381)، ولكن له شواهد يصحّ بها، ولذا صححه الألباني في السلسلة الصحيحة (1871)].

 

ومن الملعونين على لسان الحبيب رابعا: السارق، الذي يسرق حقوق الناس وأموالهم، ولو كان قضيبًا من أراك، فمن الناس من يكون له نفس دنيئة لا تكف عن السرقة، وهو في خير تراه يسرق من عمله دباسة، ويسرق الأقلام ويسرق الأوراق، ويسرق أمورًا ليست ذات بال، ولكن تعودت نفسه الدناءة، فيسرق ويفرح بسرقته، وكأنها غنيمة غنمها من غزوة، رفعت فيها راية الإسلام.

 

وهذا نوع من البلاء إذا استمرأه صاحبه لا يقوى على تركه.

 

وقد حدثت امرأة عن زوجها أنه مستور، ودخله يكفيه وزيادة، قالت: لكنه ابتلي بمرض السرقة، وتسأل عن حكم الأكل مما يأتي به؟

 

قال النبي صلى الله عليه وسلم: «لعن الله السارق، - يسرق البيضة فتقطع يده، أو يسرق الحبل، فتقطع يده[رواه البخاري].

 

ومن الملعونين من لعن والديه عن علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: « لَعَنَ اللَّهُ مَنْ لَعَنَ والِدَهُ [رواه مسلم].

 

عاق والديه لا يوفق دنيا ولا اخره وفي المتفق عليه ﻋﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﻋﻤﺮﻭ، ﺭﺿﻲ اﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﻤﺎ ﻗﺎﻝ: ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ: «ﺇﻥ ﻣﻦ ﺃﻛﺒﺮ اﻟﻜﺒﺎﺋﺮ ﺃﻥ ﻳﻠﻌﻦ اﻟﺮﺟﻞ ﻭاﻟﺪﻳﻪ» ﻗﻴﻞ: ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ، ﻭﻛﻴﻒ ﻳﻠﻌﻦ اﻟﺮﺟﻞ ﻭاﻟﺪﻳﻪ؟ ﻗﺎﻝ: «ﻳﺴﺐ اﻟﺮﺟﻞ ﺃﺑﺎ اﻟﺮﺟﻞ، ﻓﻳﺴﺐ ﺃﺑﺎﻩ، ﻭﻳﺴﺐ ﺃﻣﻪ» يعني أن هذا اللعان الطعان الفاحش البذيء يبتدئ من يتشاجر معه، أو يختلف معه عند أتفه سبب، وأدنى أمر، فيبدؤه باللعنة، فيقوم الملعون بالرد على اللاعن ابتداءً، فيكون الذي لعن أولًا هو الذي تسبب في لعن والديه، فيلعنه الله.

 

هذا وصلوا - عباد الله: - على رسول الهدى فقد أمركم الله بذلك في كتابه فقال: ﴿ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾ [الأحزاب: 56].

 

اللهم صلِّ وسلّم على عبدك ورسولك محمد، وارض اللهم عن الخلفاء الأربعة الراشدين.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • الملعونون في القرآن والسنة (1) (خطبة)
  • الملعونون في القرآن والسنة (3) (خطبة)

مختارات من الشبكة

  • بشارة القرآن لأهل التوحيد (خطبة)(مقالة - موقع د. محمود بن أحمد الدوسري)
  • في نهاية عامكم حاسبوا أنفسكم (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • خطبة: بداية العام الهجري وصيام يوم عاشوراء(مقالة - آفاق الشريعة)
  • خطبة: أهمية المسؤولية في العمل التطوعي(مقالة - آفاق الشريعة)
  • خطبة: هدايات من قصة جوع أبي هريرة رضي الله عنه(مقالة - آفاق الشريعة)
  • إشارات في نهاية عام فات (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • خطبة: أهمية العمل التطوعي(مقالة - آفاق الشريعة)
  • خطبة: تجديد الحياة مع تجدد الأعوام(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الظلم مآله الهلاك.. فهل من معتبر؟ (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • المرأة بين حضارتين (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • دورات إسلامية وصحية متكاملة للأطفال بمدينة دروججانوفسكي
  • برينجافور تحتفل بالذكرى الـ 19 لافتتاح مسجدها التاريخي
  • أكثر من 70 متسابقا يشاركون في المسابقة القرآنية الثامنة في أزناكاييفو
  • إعادة افتتاح مسجد تاريخي في أغدام بأذربيجان
  • ستولاك تستعد لانطلاق النسخة الثالثة والعشرين من فعاليات أيام المساجد
  • موافقة رسمية على مشروع تطويري لمسجد بمدينة سلاو يخدم التعليم والمجتمع
  • بعد انتظار طويل.. وضع حجر الأساس لأول مسجد في قرية لوغ
  • فعاليات متنوعة بولاية ويسكونسن ضمن شهر التراث الإسلامي

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 28/1/1447هـ - الساعة: 15:15
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب