• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    المحافظة على صحة السمع في السنة النبوية (PDF)
    د. عبدالعزيز بن سعد الدغيثر
  •  
    اختيارات ابن أبي العز الحنفي وترجيحاته الفقهية في ...
    عبدالعزيز بن عبدالله بن محمد التويجري
  •  
    القيم الأخلاقية في الإسلام: أسس بناء مجتمعات ...
    محمد أبو عطية
  •  
    فوائد من حديث أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث ...
    محفوظ أحمد السلهتي
  •  
    لم تعد البلاغة زينة لفظية "التلبية وبلاغة التواصل ...
    د. أيمن أبو مصطفى
  •  
    البشارة
    نورة سليمان عبدالله
  •  
    حديث: لا نذر لابن آدم فيما لا يملك
    الشيخ عبدالقادر شيبة الحمد
  •  
    خطبة: شهر ذي القعدة من الأشهر الحرم
    أبو عمران أنس بن يحيى الجزائري
  •  
    تفسير سورة الكافرون
    يوسف بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن السيف
  •  
    ملخص من شرح كتاب الحج (4)
    يحيى بن إبراهيم الشيخي
  •  
    من مائدة الفقه: السواك
    عبدالرحمن عبدالله الشريف
  •  
    أهمية عمل القلب
    إبراهيم الدميجي
  •  
    أسوة حسنة (خطبة)
    أحمد بن علوان السهيمي
  •  
    إذا استنار العقل بالعلم أنار الدنيا والآخرة
    السيد مراد سلامة
  •  
    خطبة: أم سليم صبر وإيمان يذهلان القلوب (2)
    د. محمد جمعة الحلبوسي
  •  
    تحريم أكل ما ذبح أو أهل به لغير الله تعالى
    فواز بن علي بن عباس السليماني
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / منبر الجمعة / الخطب / الأسرة والمجتمع / قضايا الأسرة
علامة باركود

إلى كل والد ووالدة (خطبة)

إلى كل والد ووالدة (خطبة)
الشيخ إسماعيل بن عبدالرحمن الرسيني

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 18/12/2023 ميلادي - 5/6/1445 هجري

الزيارات: 8557

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

إلى كل والد ووالدة


إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه، ونعوذ به من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، مَن يهده الله فلا مضلَّ له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، إله الأوَّلين والآخرين وقيُّوم السماوات والأرَضين، أرسل رسله حجةً على العالمين ليحيا من حيي عن بينة، ويهلك من هلك عن بينة، وأشهد أن محمدًا عبدُ الله ورسولُه، البشير النذير، والسراج المنير، ترك أمته على المحجَّة البيضاء، ليلها كنهارها، لا يزيغ عنها إلا هالك، فصلوات ربي وسلامه عليه ما تعاقب الليل والنهار، وصلوات ربي وسلامه عليه ما ذكره الذاكرون الأبرار، وصلوات ربي وسلامه عليه ما غفل عن ذكره الغافلون، وعلى آله وصحبه ومن اقتفى أثره واستنَّ بسُنَّته إلى يوم الدين، أما بعد:

عباد الله، اتقوا الله وأطيعوه، وابتدروا أمره ولا تعصوه، واعلموا أن خير دنياكم وأخراكم بتقوى الله تبارك وتعالى ﴿ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ ﴾ [الطلاق: 2، 3] ﴿ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْرًا ﴾ [الطلاق: 5] ﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا ﴾ [الأنفال: 29] ﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾ [الأحزاب: 70، 71].

 

عباد الله، المؤمن الفطن إذا ذكر تذكر، وإذا أرسل استرشد، وإذا أمر بالمعروف ائتمر، وإذا نُهِي عن المنكر انتهى، مصدقًا لما رواه ابن عباس رضي الله عنهما قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنَّ المؤمن خُلِق مُفتَنًا توَّابًا نسَّاءً، إذا ذُكِّر ذَكَر".

 

عباد الله، إن انفتاح العالم بعضه على بعض أضحى واقعًا نعيشه، ونرى سلبياته وإيجابياته، فلقد دقَّ ناقوس خطر كبير على مجتمعاتنا وفلذات أكبادنا، فولدك هو ذاك الولد الذي لطالما سألت ربك وجوده، وها أنت ترقبه لحظةً بلحظةٍ، وسنة بسنة، تفرح بلطفه، وتتملح بحركاته، وتسر لضحكاته، يفرحك ما يفرحه، ويحزنك ما يحزنه، هو أنس لك في الدنيا وزينة وذخر وعز في خطوب الحياة، هو حسنتك المستمرة بعد وفاتك أو سيئتك المستمرة بعد وفاتك.

 

يقول الله جل وعلا: ﴿ إِنَّا نَحْنُ نُحْيِ الْمَوْتَى وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ ﴾ [يس: 12]، فهنيئًا لمن قدر المسئولية، وراقب ربَّه في تربية ذريته مؤملًا فضل ربِّه الذي قال: ﴿ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ ﴾ [الطور: 21]، اللهم اجعلنا من الفائزين بها يا رب العالمين.

 

عباد الله، السعيد من اتَّعَظ بغيره، والمخذول من غَرَّته نفسه، فسار عِظةً لغيره، أنا هنا لا أدعو بمقاطعة وسائل التواصل والألعاب الإلكترونية، فلربما هذا من الصعب جدًّا لكني أدعو من القرب من أولادنا، فهم بحاجة لنا من أكثر من أي وقت مضى، فالحياة اليوم أصبحت معقدة وقيم الدين والإسلام أصبحت مهددة، ومخاطر الأهواء والشبهات والشهوات محيطة بنا، فالحياة ليست لعبًا، ومغامرات الحياة تحديات واكتساب مهارات واختبار وامتحان وجد واجتهاد؛ ليفوز من خرج منها برضا الله جل جلاله متتبِّعًا مرضاته، ويخسر من أسخط الله وعمل على هلاك نفسه وذريته، بسم الله الرحمن الرحيم ﴿ أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ * وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ * أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ أَنْ يَسْبِقُونَا سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ ﴾ [العنكبوت: 2 - 4].

 

عباد الله، التربية عملية طويلة تحتاج إلى جهد متواصل وتنبُّه وتغافل أولادنا لا ينقصهم القدرات ولا يعوزهم الذكاء، فهم مهيئون لتحمُّل صعوبات الحياة، نحتاج اليوم إلى تربية متوازنة تلبي حاجة الروح والجسد، فكما للجسد حاجات، فللروح حاجات، فهي محتاجة للطمأنينة وملازمة الذكر وتلاوة القرآن، ونحن بحاجة اليوم إلى إشباع الرغبة لتحقيق النجاحات والإنجازات.

 

يا أخي الأب ويا أختي الأم ويا كل من حمل هَمَّ أولاده، أول طرائق التربية للوصول للقلب الحنان والحب، قال الله جل وعلا مخاطبًا رسوله صلى الله عليه وسلم الذي ملك قلوب العالمين حبًّا واحترامًا وشوقًا لتكون نبراس حياة في علاقاتنا مع أنفسنا ومع أزواجنا ومع أولادنا وإخواننا وجيراننا وجماعتنا والمسلمين أجمعين، قال الله جل وعلا: ﴿ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ ﴾ [آل عمران: 159].

 

ولذا تجد في ديننا العظيم وجوب الحضانة لمن فقد والديه حتى يعوض عن بعض ما فقد، ولتعرف الثواب العظيم ليتحقق التوازن في المجتمع، قال رسولك صلى الله عليه وسلم: "أنا وكافل اليتيم في الجنة كهاتينِ" كم من ولد فاقد للحنان والحب مع وجود والديه! وإني لأهمس في أُذُن كل أب وأم مهما كان شغله يجب أن تقترب من بنيك لتحببهم بك وتعرفهم بربك الذي طال إحسانه عموم المسلمين، ولتحدثهم بنبيهم صلى الله عليه وسلم الذي مات وهو مشتاق لهم، ويجب عليك أن تحدثهم بصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، أولئك الجيل الذي ضحَّى بنفسه وماله ليتعرفوا على قدواتهم.

 

يجب عليك أن تقترب أكثر فتزرع فيهم قيم الإسلام لا يعذر من هذا أحد، ولئن كنت مشغولًا اليوم فلقد كان حبيبك صلى الله عليه وسلم مشغولًا بتبليغ الدين للثقلين ومع هذا فهو يلاعب الحسن رضي الله عنه، فيخرج لسانه فيرى الصبي حمرة لسانه فيهش إليه، وبات في طائفة من النهار ليذهب إلى ابنته فاطمة وليس له من حاجة إلا أن يشم حسنًا فيهش ويُقبِّله ويحضنه ويقول: "اللهم إني أحبه فأحبه".

 

يحمله على عاتقه، ويخبر الناس بمحبته؛ بل يرتحل له الحسن والحسين ليكون منهم قريبًا يسجد في صلاته فيظن الصبي أن رسوله صلى الله عليه وسلم يدعوه للعب معه فيرتحله، فيطيل سجوده عليه الصلاة والسلام، ثم يخبر أصحابه أن ابنه ارتحله.

 

إنه القرب من الذرية، إنه القرب من الأولاد، ولما كبرت أُمُّهم فاطمة رضي الله عنها إذا أقبلت عليه هشَّ لها وبشَّ وقام لها وقَبَّل بين عينيها، وكانت أزواج النبي صلى الله عليه وسلم يعرفن لفاطمة قدرها، فإذا تعلقت بولدك حبًّا وتعلَّق بك هو صدقًا فسيفقد مجلسك ويشتاق لحديثك فقد قطعت شوطًا كبيرًا في التربية، وهو سهل يسير، فقلوب الآباء والأولاد ميَّالة لبعضها، وهي فطرة فطر الناس عليها.

 

ثم بعد ذلك ازرع الثقة في أولادك وهيِّئ طفلك للحياة ودَرِّبه على صعوباتها، لا تحطهم بالرعاية التامة، لا تُفكِّر بدلًا عنه وتُقرِّر بدلًا عنه؛ بل اجعله يعيش معركة الخطر، وليتجرَّع نتيجة خطئه، أعطِه سرًّا من أسرارك، وشاوره في بعض أمورك، صاحِبْه وعَرِّفْه بقدره، فإن فعلت بادرك.

 

وكذا ينبغي أن تشجع على السلوكيات الإيجابية وتباركها وتعيش الفرحة التامة بها بتوازن، فكيل المديح الزائد لا يقل عن إهمالك التام، وعند الخطأ- وكلنا خطَّاءون- اعذر وقوِّم وإياك ثم إياك أن يكون جلوسك مع أولادك نصحًا وتوجيهًا بل تخول بالموعظة، فالنبي صلى الله عليه وسلم ومع حب أصحابه له كان يودون أن يُحدِّثهم في كل لحظة ووقت، ومع ذلك كان يتخولهم بالموعظة، فلا تكن ثقيلًا، شارك الأفراح، وافرح معهم وشاركهم همومهم واسمع منهم، لا بد أن تسمع منهم ما يشتهون لا أن تُسْمِعَهم دائمًا ما تشتهي.

 

وعند الخطأ اعذر وقوِّم وإياك ثم إياك التشهير بهم وتعييرهم وملاحقتهم بأخطائهم فيكره مجلسك، وتذكر قول ربك لرسوله: ﴿ فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ ﴾ [آل عمران: 159].

 

فكم هم الآباء الذين يشتاقون لجلوس أولادهم معهم ولو جلس أولادهم معهم لربما تذكروا أن ذلك الأمر كان واجبًا عليهم، يا الله، أنت من زرعت ﴿ فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ ﴾.

 

عباد الله، العناية بالروح أمر مهم للاستقرار ليكن في بيتك تعاون على البر والتقوى وحلقة ذكر حتى تحف الملائكة البيت، وتغشى الرحمة وتتنزل السكينة، ويذكر اسمك واسم عائلتك عند ربك تبارك وتعالى، وأبعد عن بيتك كل ما يجلب الشياطين للبيوت من حب للمنكر والاستماع إليه.

 

والعاقل عباد الله من يختار لبيته من يحفه إمَّا الملائكة الكرام أو الشيطان، فإن حفَّته الشياطين فلا تقل أصبت بالعين والسحر والشهوات، وإذا حفته الملائكة كنت أبعد ما تكون عن ذلك، والعاقل من يختار لبيته من يحفه إمَّا الملائكة أو الشيطان.

 

عباد الله، أمامنا تحدٍّ كبير فاستعينوا بالله واقرأوا في وسائل التربية وكيف ربَّى النبي أمته، وعلينا جميعًا بقرع أبواب السماء بأن يصلح الله أحوالنا وذريتنا والإلحاح على ربنا الكريم بذلك، حفظنا الله وإياكم، وأصلح ذريتنا وذرياتكم.

 

واعلموا أن من أهم قواعد التربية التي ينبغي ألا تغيب عنك ما أخبر بها نبيُّك ﴿ فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ ﴾ [آل عمران: 159].

اللهم اغفر لنا أجمعين يا أرحم الراحمين.

 

الخطبة الثانية

الحمد لله على إحسانه، والشكر له على توفيقه وامتنانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له تعظيمًا لشانه، وأشهد أن محمدًا عبد الله ورسوله الداعي إلى رضوانه، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه ومن اقتفى أثره إلى يوم الدين، أما بعد:

إن مما يوصي به أهل الاختصاص في مجال التعامل مع هذه البرامج والألعاب ما يلي:

أولًا: إدراك خطرها ثم مصاحبة الأولاد لمعرفة ما يشاهدونه ويلعبون، ثم تحديد وقت اللعب بهذه الأجهزة ومحاربة الفراغ، وتوفير البدائل المناسبة والنافعة، وإلحاقهم بالأندية الصيفية والبرامج النافعة لتنمية مهارتهم حسب اهتمامهم، وجعل الصور حيةً لأمثال شباب مثلهم عرفوا للوقت قدره، قلبوا في وسائل التواصل ابحث عن حُفَّاظ القرآن.

 

شارك أولادك في اختيار اللعبة المناسبة وحمل برامج الحماية، وعزِّز رقابة الله في نفوس أولادك، وشجِّع وضع الجوائز للذي يقلل من استخدام هاتفه، وقبل ذلك وبعده ارفع يديك بالدعاء بالحفظ والاستقامة، فكم للدعاء من سِرٍّ عظيم! لا تفتر عن الدعاء لذريتك، فهم عدتك في الدنيا، وذخر لك في الآخرة.

 

أكثر من الدعاء لهم، واعمل بأوصاف الرحمن، الذين قال الله عنهم: ﴿ وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا ﴾ [الفرقان: 74].

 

وأخيرًا أوجِّه رسالتي لك يا بني، ارحم والديك فكم تعبوا لتكون رجلًا يريد أن يتفاخر بك والداك، يريد أن تكون شابًّا صالحًا نشأ في عبادة الله، يريدك أن تكون نافعًا لدينك وأمتك وبلدك لتكن بارًّا بهم.

 

لا يمكن أخي الشاب أن تكون همومك لعبة يلعب بها في السادسة من عمره، انظر للسِّيَر؛ فأسامة بن زيد قاد جيشًا فيه كبار الصحابة وهو ابن سبعة عشر عامًا، وقتل أبا جهل شابان فتيان صغيران، والإنسان هو الذي يقدر نفسه وذاته.

 

اللهم اجعلنا معظمين لأمرك، مؤتمرين به، واجعلنا معظمين لما نهيت عنه منتهين عنه، اللهم أعِنَّا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك، اللهم أعِنَّا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك، اللهم أعِنَّا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك.

 

اللهم إنا نسألك بأسمائك الحسنى وصفاتك العلى أن تعز الإسلام والمسلمين، وأن تذل الشرك والمشركين، وأن تُدمِّر أعداء الدين، وأن تنصر من نصر الدين، وأن تخذل من خذله، وأن تُوالي من والاه، بقوتك يا جبَّار السماوات والأرض.

 

اللهم آمنا في أوطاننا، وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا، اللهم وفِّق ولاة أمرنا لما تحب وترضى، وخُذْ بنواصيهم للبِرِّ والتقوى.

 

اللهم كن لإخواننا المرابطين على الحدود، وجازهم خير الجزاء، اللهم اقبل من مات منهم، واخلفهم في أهليهم يا رب العالمين.

 

اللهم أصلح أحوال المسلمين في كل مكان، اللهم أصلح أحوال المسلمين في كل مكان واجمع كلمتهم على ما يرضيك يا رب العالمين، اللهم بواسع رحمتك وجودك وإحسانك يا ذا الجلال والإكرام اجعل اجتماعنا هذا اجتماعًا مرحومًا وتفرُّقنا من بعده تفرُّقًا معصومًا.

 

اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات، اللهم اغفر لآبائنا وأمهاتنا وجازهم عنا خير الجزاء، اللهم من كان منهم حيًّا فأطِل عمره، وأصلح عمله، وارزقنا بِرَّه ورضاه، ومن سبق للآخرة فارحمه رحمةً من عندك تغنيهم عن رحمة من سواك.

 

اللهم ارحم المسلمين والمسلمات، اللهم اغفر لأموات المسلمين الذين شهدوا لك بالوحدانية، ولنبيِّك بالرسالة، اللهم جازهم بالحسنات إحسانًا، وبالسيئات عفوًا وغفرانًا يا رب العالمين.

 

اللهم احفظنا بحفظك، واكلأنا برعايتك، ووفقنا لهُداك واجعل عملنا في رضاك.

 

اللهم أصلحنا وأصلح ذريتنا وأزواجنا وإخواننا وأخواتنا ومن لهم حق علينا يا رب العالمين.

 

اللهم ثبِّتنا على قولك الثابت في الحياة الدنيا والآخرة يا أرحم الراحمين، اللهم كن لإخواننا المسلمين في كل مكان، اللهم كن لهم بالشام وكل مكان يا رب العالمين.

 

اللهم إنا نسألك بأنك أنت الصمد تصمد إليك الخلائق في حوائجها لكل واحد منا حاجة لا يعلمها إلا أنت اللهم بواسع جودك ورحمتك وعظيم عطائك اقضِ لكل واحد منا حاجته يا أرحم الراحمين.

 

اللهم اغفر لنا في جمعتنا هذه أجمعين يا أرحم الراحمين، اللهم اغفر لآبائنا وأمهاتنا، وجازهم عنا خير ما جزيت والدًا عن والده، اللهم كان منهم حيًّا فأطل عمره وأصلح عمله وارزقنا بِرَّه ورضاه، ومن كان منهم ميتًا فارحمه برحمتك التي وسعت كل شيء وجميع أموات المسلمين يا أرحم الراحمين.

 

﴿ سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ * وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ * وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾ [الصافات: 180 - 182] وصلِّ اللهم وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • اعتمرت عن نفسي فهل يجوز أن أعتمر عن والدتي أو والدي؟
  • أحرمت للحج متمتعا عن والدتي.. واعتمرت لنفسي
  • هل اعتمر عن والدي أم والدتي؟
  • حج عن والدته وسجل الهدي باسمه
  • من منا أويس القرني كان بارا بوالدته

مختارات من الشبكة

  • كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير آية: (ولكل جعلنا موالي مما ترك الوالدان والأقربون والذين عقدت أيمانكم ...)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • هل كان والد إبراهيم الخليل كافرا؟ وهل آزر هو والد إبراهيم؟ وهل أسلم أبو طالب؟ (PDF)(كتاب - آفاق الشريعة)
  • وجوب بر الوالدين والتحذير من عقوق الوالدين(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير: (للرجال نصيب مما ترك الوالدان والأقربون وللنساء نصيب مما ترك الوالدان والأقربون ...)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • رسالة تاج الدين السبكي إلى والده، وجواب والده عليها(مقالة - حضارة الكلمة)
  • أخذ من والده دينا بنية رده ثم توفي الوالد، كيف يتصرف ببقية المال؟(مادة مرئية - موقع الشيخ عبدالله بن محمد بن سعد آل خنين)
  • بيان ضعف حديث رضا الرب في رضا الوالد، وسخط الرب في سخط الوالد (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • أكد الله وقوع البعث ليزيل من النفس كل شك ويكشف عنها كل شبهة(مقالة - آفاق الشريعة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • مشروع مركز إسلامي في مونكتون يقترب من الانطلاق في 2025
  • مدينة روكفورد تحتضن يوما للمسجد المفتوح لنشر المعرفة الإسلامية
  • يوم مفتوح للمسجد يعرف سكان هارتلبول بالإسلام والمسلمين
  • بمشاركة 75 متسابقة.. اختتام الدورة السادسة لمسابقة القرآن في يوتازينسكي
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 18/11/1446هـ - الساعة: 8:24
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب