• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    طريق لا يشقى سالكه (خطبة)
    عبدالله بن إبراهيم الحضريتي
  •  
    خطبة: مكانة العلم وفضله
    أبو عمران أنس بن يحيى الجزائري
  •  
    خطبة: العليم جلا وعلا
    الشيخ الدكتور صالح بن مقبل العصيمي ...
  •  
    في تحريم تعظيم المذبوح له من دون الله تعالى وأنه ...
    فواز بن علي بن عباس السليماني
  •  
    كل من يدخل الجنة تتغير صورته وهيئته إلى أحسن صورة ...
    فهد عبدالله محمد السعيدي
  •  
    محاضرة عن الإحسان
    د. عطية بن عبدالله الباحوث
  •  
    ملامح تربوية مستنبطة من قول الله تعالى: ﴿يوم تأتي ...
    د. عبدالرحمن بن سعيد الحازمي
  •  
    نصوص أخرى حُرِّف معناها
    عبدالعظيم المطعني
  •  
    فضل العلم ومنزلة العلماء (خطبة)
    خميس النقيب
  •  
    البرهان على تعلم عيسى عليه السلام القرآن والسنة ...
    د. محمد بن علي بن جميل المطري
  •  
    الدرس السادس عشر: الخشوع في الصلاة (3)
    عفان بن الشيخ صديق السرگتي
  •  
    القرض الحسن كصدقة بمثل القرض كل يوم
    د. خالد بن محمود بن عبدالعزيز الجهني
  •  
    الليلة التاسعة والعشرون: النعيم الدائم (2)
    عبدالعزيز بن عبدالله الضبيعي
  •  
    حكم مشاركة المسلم في جيش الاحتلال
    أ. د. حلمي عبدالحكيم الفقي
  •  
    غض البصر (خطبة)
    د. غازي بن طامي بن حماد الحكمي
  •  
    كيف تقي نفسك وأهلك السوء؟ (خطبة)
    الشيخ محمد عبدالتواب سويدان
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / منبر الجمعة / الخطب / الرقائق والأخلاق والآداب
علامة باركود

الصدق: فضائل وثمرات ومجالات (خطبة)

الصدق: فضائل وثمرات ومجالات (خطبة)
رمضان صالح العجرمي

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 19/11/2023 ميلادي - 6/5/1445 هجري

الزيارات: 17593

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

الصدق: فضائل وثمرات ومجالات

 

1- مقدمة عن الصدق وأهميته.

2- فضائل الصدق وثمراته.

3- صور الصدق ومجالاته.

 

الهدف من الخطبة:

بيان فضل الصدق ومنزلته، وحثُّ المؤمنين على الاتصاف به، مع بيان ثمرات الصدق ومجالاته.

 

مقدمة ومدخل للموضوع:

• أيها المسلمون عباد الله، فإن من أهم صفات وأخلاق المسلم التي أمر الله تعالى بالتحلي بها: صفة الصدق؛ فهو سيد الأخلاق، وجامعة المكارم والفضائل، ورأس البر، وعنوان الشمائل؛ ولذا فقد امتدح الله تعالى به نفسه في كتابه العزيز؛ فقال تعالى: ﴿ وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ حَدِيثًا ﴾ [النساء: 87]، وقال تعالى: ﴿ وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلًا ﴾ [النساء: 122].

 

• ووصف كلمته بأنها صدق وعدل؛ فقال تعالى: ﴿ وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلًا ﴾ [الأنعام: 115].

 

• وامتدح رسله وأنبياءه، ووصفهم بالصدق؛ فقال تعالى: ﴿ وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ وَكَانَ رَسُولًا نَبِيًّا ﴾ [مريم: 54]، وقال تعالى: ﴿ وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَبِيًّا ﴾ [مريم: 41].

 

• ‏وأمر الله تعالى به عباده المؤمنين؛ فقال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ ﴾ [التوبة: 119].

 

• ‏ومن شدة حثِّه على التحلي بالصدق؛ فقد بيَّن سبحانه وتعالى أنه سيسأل الصادق على صدقه: ﴿ لِيَسْأَلَ الصَّادِقِينَ عَنْ صِدْقِهِمْ ﴾ [الأحزاب: 8]، فكيف بالكاذبين في كذبهم؟!

 

• ‏وفي الصحيحين عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: ((عليكم بالصدق؛ فإن الصدق يهدي إلى البِرِّ، وإن البر يهدي إلى الجنة، وما يزال الرجل يصدُق، ويتحرى الصدق؛ حتى يُكتَب عند الله صِدِّيقًا، وإياكم والكذبَ؛ فإن الكذب يهدي إلى الفجور، وإن الفجور يهدي إلى النار، وما يزال الرجل يكذب، ويتحرى الكذب؛ حتى يُكتَب عند الله كذَّابًا)).

 

• والصدق يكفيه أهمية وفضلًا أنه من أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم؛ فقد عُرِفَ به صلى الله عليه وسلم، ولُقِّبَ به قبل البعثة، وبعد بعثته أيضًا وهو في أوساط ناس يكرهونه ويسبُّونه ويؤذونه؛ فكان لا يُدعى بينهم إلا بالصادق الأمين، صلى الله عليه وسلم.

 

• ولذلك لما نزل عليه الوحي؛ قالت له خديجة رضي الله عنها وهي تُطَمْئِنُه: ((كلَّا، أبْشِرْ، فوالله لا يخزيك الله أبدًا، فوالله إنك لَتَصِلُ الرَّحِمَ، وتصدُقُ الحديث، وتحمِل الكَلَّ، وتَكْسِبُ المعدوم، وتَقْري الضيف، وتُعين على نوائب الحق)).

 

• ‏وحينما نزل عليه قوله تعالى: ﴿ وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ ﴾ [الشعراء: 214]، جمع قريشًا، ثم صعِد الصَّفا، وقال لهم: ((أرأيتكم لو أخبرتكم أن خيلًا بالوادي تريد أن تُغِيرَ عليكم، أكنتم مُصدِّقِيَّ؟))، قالوا: نعم، ما جربنا عليك إلا صدقًا قال: فإني نذير لكم بين يدي عذاب شديد))؛ [متفق عليه].

 

• ‏ولما سأل هرقلُ ملكُ الروم أبا سفيان، عن صفة رسول الله صلى الله عليه وسلم، كان فيما سأله: ((أوَ كنتم تتهمونه بالكذب قبل أن يقول ما قال؟ قال: لا، فقال هرقل: فما كان لِيَدَعَ الكذب على الناس ويذهب فيكذب على الله عز وجل)).

 

•‏ ولما وصل إلى المدينة صلى الله عليه وسلم مهاجرًا؛ يقول عبدالله بن سلام رضي الله عنه: "فما أن رأيتُ وجهه، حتى عرَفت أنه ليس بوجه كذَّاب".

 

• ورفعُ الصدق وغيابه بين الناس من علامات آخر الزمان، وقد حذَّر النبي صلى الله عليه وسلم من هذا الزمان الذي تُقلَب فيه الحقائق، وتُزوَّر فيه الوقائع؛ فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((سيأتي على الناس سنوات خدَّاعات؛ يصدُق فيها الكاذب، ويكذب فيها الصادق، ويُؤتَمن فيها الخائن، ويخوَّن فيها الأمين، وينطق فيها الرويبضة، قيل: وما الرويبضة؟ قال: الرجل التافه يتكلم في أمر العامة))؛ [ابن ماجه في سننه، وصححه الألباني في صحيح سنن ابن ماجه].

 

الوقفة الثانية: فضائل الصدق وثمراته.

1- الصدق هو سرُّ سعادة العبد في الدنيا والآخرة:

• فإذا كنت صادقًا في كلامك، وتتحرى الصدق، فلا عليك ما فاتك من الدنيا؛ فأنت تملك أعظم الكنوز؛ فعن عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((أربع إذا كُنَّ فيك، فلا عليك ما فاتك من الدنيا: حفظُ أمانةٍ، وصدق حديث، وحُسن خليقة، وعفَّة في طُعمة))؛ [رواه أحمد، وصححه الألباني في صحيح الترغيب].

 

2- الصدق شعار وصفة لازمة لأهل الإيمان:

قال الله تعالى: ﴿ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ ﴾ [الحجرات: 15].

 

وفي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((آية المنافق ثلاثٌ: إذا حدَّث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا اؤتمن خان)).

 

وفي الصحيحين عن عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((أربع من كُنَّ فيه كان منافقًا خالصًا، ومن كانت فيه خَصلة منهن كانت فيه خَصلة من النفاق حتى يدَعَها: إذا اؤتمن خان، وإذا حدث كذب، وإذا عاهد غدر، وإذا خاصم فَجَرَ))، أما المؤمن فهو عكس ذلك، فإذا حدَّث صدق في حديثه.

 

3- الصدق يرفع شأن الإنسان إذا اتصف به:

• بالصدق يُكتَب عند الله تعالى صِدِّيقًا؛ كما في الحديث: ((ولا يزال العبد يصدًق، ويتحرى الصدق؛ حتى يُكتب عند الله صِدِّيقًا)).

 

• ‏وبالصدق يكون من أفضل الناس؛ فعن عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما: ((قيل للنبي صلى الله عليه وسلم: من أفضل الناس؟ فقال صلى الله عليه وسلم: كل مخموم القلب صدوق اللسان، فقالوا: يا رسول الله، صدوق اللسان عرفناه، فما مخموم القلب؟ قال: هو التقيُّ النقيُّ، الذي لا إثم فيه ولا بغيَ، ولا غلَّ فيه ولا حسد))؛ [رواه ابن ماجه، وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة].

 

وقال الفضيل رحمه الله: "لم يتزين الناس بشيء أفضلَ من الصدق وطلب الحلال".

 

• وبالصدق في البيع والشراء، والأمانة، يتبوأ المؤمن الدرجات العالية في الجنة؛ فعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((التاجر الأمين الصدوق المسلم، مع الشهداء يوم القيامة))؛ [رواه الترمذي، وابن ماجه، وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة].

 

4- الصدق منجاة في الدنيا:

• يُحكى أن هاربًا لجأ إلى أحد الصالحين، وقال له: أخْفِني عن طالبي، فقال له: نَمْ هنا، وألقى عليه حُزمة من خوص، فلما جاء طالبوه وسألوا عنه، قال لهم: ها هو ذا تحت الخوص، فظنوا أنه يسخر منهم فتركوه، ونجا ببركة صدق الرجل الصالح.

 

• ‏ويُروى: أن الحجاج بن يوسف خطب يومًا، فأطال الخطبة، فقال أحد الحاضرين: الصلاة؛ فإن الوقت لا ينتظرك، والرب لا يعذرك، فأمر بحبسه، فأتاه قومه، وزعموا أن الرجل مجنون، فقال الحجاج: إن أقرَّ بالجنون، خلَّصته من سجنه، فقال الرجل: لا يسوغ لي أن أجحد نعمة الله التي أنعم بها عليَّ، وأُثبت لنفسي صفة الجنون التي نزهني الله عنها، فلما رأى الحجاج صدقه، خلَّى سبيله.

 

5- الصدق منجاة في الآخرة:

• فكما أنه كان منجاة لك في الدنيا، فإنه منجاة من كرب الآخرة وشدائدها، والفوز برضا الرحمن والخلود في الجنان؛ كما قال تعالى: ﴿ قَالَ اللَّهُ هَذَا يَوْمُ يَنْفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ﴾ [المائدة: 119].

 

وقال تعالى: ﴿ وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ * لَهُمْ مَا يَشَاءُونَ عِنْدَ رَبِّهِمْ ذَلِكَ جَزَاءُ الْمُحْسِنِينَ * لِيُكَفِّرَ اللَّهُ عَنْهُمْ أَسْوَأَ الَّذِي عَمِلُوا وَيَجْزِيَهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ الَّذِي كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ [الزمر: 33 - 35].

 

6- الصدق من أسباب دخول الجنة، بل ضمِن لصاحبه النبي صلى الله عليه وسلم ذلك.

• ففي الحديث الصحيح الذي مرَّ معنا: ((عليكم بالصدق؛ فإن الصدق يهدي إلى البر، وإن البر يهدي إلى الجنة، ولا يزال العبد يصدق، ويتحرى الصدق؛ حتى يُكتَبَ عند الله صِدِّيقًا)).

 

• وعن عبادة بن الصامت رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((اضمنوا لي ستًّا من أنفسكم، أضمن لكم الجنة: اصدقوا إذا حدثتم، وأوفوا إذا وعدتم، وأدُّوا إذا ائتُمنتم، واحفظوا فروجكم، وغُضُّوا أبصاركم، وكُفُّوا أيديكم))؛ [رواه أحمد وحسنه الألباني في صحيح الجامع].

 

7- الصدق في النية به يتبلغ العبد منازلَ وأجور الشهداء بإذن الله تعالى.

• ففي صحيح البخاري عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى)).

 

• ‏وفي صحيح مسلم عن سهل بن حنيف رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((من سأل الله تعالى الشهادة بصدقٍ، بلَّغه الله منازل الشهداء وإن مات على فراشه)).

 

•‏ وعندما رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم من غزوة تبوك، ودنا من المدينة، قال: ((إن بالمدينة لَرِجالًا ما سِرْتُم مسيرًا، ولا قطعتم واديًا إلا كانوا معكم؛ حبسهم المرض، وفي رواية: حبسهم العذر، وفي رواية: إلا شركوكم في الأجر)).

 

• ‏وهذه بشارة عظيمة كما في السنن من حديث أبي كبشة الأنماري رضي الله عنه وفيه: ((وعبدٌ رزقه الله علمًا، ولم يرزقه مالًا، فهو صادق النية يقول: لو أن لي مالًا لَعَمِلْتُ بعمل فلان، فهو بنيته؛ فأجرهما سواء)).

 

نسأل الله العظيم أن يجعلنا من عباده الصادقين.

 

الخطبة الثانية

صور الصدق ومجالاته:

أيها المسلمون عباد الله، إن الصدق له مجالات وصور عديدة، فهو يدخل في جميع علاقات العبد؛ سواء مع ربه سبحانه وتعالى، أو مع الناس، أو مع نفسه؛ ومن هذه الصور والمجالات:

 

1- الصدق في الحديث:

فينبغي للمؤمن أن يكون صادقًا في أقواله، وأفعاله، وأن يتحرى ذلك في كل أحواله.

 

2- الصدق في نقل الأخبار:

قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ ﴾ [الحجرات: 6].

وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((كفى بالمرء كذبًا أن يحدِّث بكل ما سمع)).

 

3- الصدق مع الأولاد:

ففي سنن أبي داود عن عبدالله بن عامر رضي الله عنه، قال: ((دَعَتْني أمي يومًا ورسول الله صلى الله عليه وسلم قاعد في بيتنا، فقالت: ها تعالَ أُعطيك، فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: وما أردتِ أن تعطيه؟ قالت: أعطيه تمرًا، فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم: أمَا إنك لو لم تُعْطِهِ شيئًا كُتبت عليك كِذْبَة)).

 

4- الصدق في البيع والشراء وسائر المعاملات:

• ففي الصحيحين عن حكيم بن حزام رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((البيعان بالخيار ما لم يتفرقا - أو قال: حتى يتفرقا - فإن صدقا وبيَّنا، بُورك لهما في بيعهما، وإن كتما وكذبا، مُحِقت بركة بيعهما)).

 

• وقد وصف النبي صلى الله عليه وسلم صِنفًا من التجار بالفجور؛ لأنهم لا يتحرَّون الصدق في معاملاتهم؛ فعن رفاعة بن رافع رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إن التجار يُبعثون يوم القيامة فُجَّارًا، إلا من اتقى الله وبَرَّ وصدق))؛ [أخرجه الترمذي، وابن ماجه، وابن حبان، وقال الترمذي: حسن صحيح].

 

• وجاء في السنة الصحيحة ما يدل على سبب وصفهم بالفجور؛ وهو ما يتلبسون به من الحلف الكاذب، وإخلاف الوعود؛ فعن عبدالرحمن بن شبل رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن التجار هم الفُجَّار، قيل: يا رسول الله، أوَ ليس قد أحلَّ الله البيع؟ قال: بلى، ولكنهم يحدِّثون فيكذبون، ويحلفون فيأثمون))؛ [رواه أحمد، والحاكم، وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة].

 

5- الصدق إذا حلف:

• عن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم سمِع رجلًا يحلف بأبيه، فقال: ((لا تحلفوا بآبائكم، من حَلَفَ بالله فليصدُقْ، ومن حُلِفَ له بالله فليرضَ، ومن لم يرضَ بالله فليس من الله))؛ [رواه ابن ماجه، وصححه الألباني].

 

•‏ ولذلك لا تجوز التورية في الحلف؛ كما في الحديث: ((ويمينك على ما صدقك به صاحبك))؛ [رواه مسلم].

 

6- الصدق في الْمِزاح:

• فمن الأخطاء الْمِزاح بالكذب وهذا ورد فيه وعيد شديد؛ فعن بهز بن حكيم قال: حدثني أبي، عن أبيه، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((ويل للذي يحدِّث فيكذب ليُضحِكَ به القوم، ويل له، ويل له))؛ [رواه أبو داود، وحسنه الألباني].

 

• ‏وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم صادقًا حتى في مزاحه وفكاهته؛ ومن ذلك ما رواه أحمد في مسنده، عن أنس بن مالك رضي الله عنه، ((أن رجلًا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فاستحمله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنا حاملوك على ولد ناقة، قال: يا رسول الله، ما أصنع بولد ناقة؟! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: وهل تلد الإبل إلا النوق؟)).

 

•‏ ووَعَدَ ببيت في الجنة لمن يتحرى الصدق في مزاحه؛ فعن أبي أمامة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أنا زعيمٌ ببيت في رَبَضِ الجنة لمن ترك الْمِراء وإن كان مُحِقًّا، وببيت في وسط الجنة لمن ترك الكذب وإن كان مازحًا، وببيت في أعلى الجنة لمن حسُن خُلُقُه))؛ [رواه أبو داود، وحسنه الألباني في السلسلة الصحيحة].

 

7- الصدق في التوبة:

• فمن تاب من ذنبه توبةً صادقةً، تاب الله تعالى عليه، وأبدل سيئاته حسنات؛ كما قال تعالى: ﴿ إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا ﴾ [الفرقان: 70].

 

• ‏وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((التائب من الذنب كمن لا ذنب له))؛ [رواه ابن ماجه، وحسنه الألباني].

 

• ‏يقول ابن القيم رحمه الله: "إذا تاب العبد توبة نصوحًا صادقةً خالصةً، أحرقت ما كان قبلها من السيئات وأعادت عليه ثواب حسناته".

 

8- الصدق في طلب الكسب الحلال:

• وتأمل في ذلك حديثٍ واحدٍ عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه، أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ((لو أنكم تتوكلون على الله حقَّ توكله، لَرَزَقَكُمْ كما يرزق الطير؛ تغدو خِماصًا، وتروح بِطانًا))؛ [رواه أحمد، والترمذي، وصححه الألباني].

 

9- الصدق في الشهادات:

• فيحذر المسلم من شهادة الزور؛ لأنها من الكبائر.

 

10- الصدق في العهود والوعود وذلك بالوفاء بها:

قال الله تعالى: ﴿ وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْئُولًا ﴾ [الإسراء: 34]، وقال تعالى: ﴿ وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدْتُمْ ﴾ [النحل: 91]، وقال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ ﴾ [المائدة: 1].

 

نسأل الله العظيم أن يجعلنا من عباده الصادقين في الأقوال والأفعال.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • الصدق: أحوال وآثار
  • خطبة خلق الصدق

مختارات من الشبكة

  • خطبة: الصدق مجالات وثمرات(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تحري الصدق(مقالة - آفاق الشريعة)
  • مجالات الصدق في الأقوال والأعمال(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الصدق المنافي للكذب(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الصدق وفضله(مقالة - موقع عرب القرآن)
  • التربية على الصدق(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • من الدلائل العقلية على صدق النبي صلى الله عليه وسلم (5) (حادثة الإفك وصدق النبوة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير: (وقل رب أدخلني مدخل صدق وأخرجني مخرج صدق)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • رب أدخلني مدخل صدق وأخرجني مخرج صدق (تصميم)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • صدق الله فصدقه(مقالة - آفاق الشريعة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 0:55
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب