فوائد من كتاب: طبقات الإمام أحمد بن حنبل لأبي بكر الخلال

فوائد من كتاب

"طبقات الإمام أحمد بن حنبل" لأبي بكر الخلال

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، له الحمد الحسن والثناء الجميل، والصلاة والسلام على محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فهذه فوائد وقفت عندها، ورأيت خيرها، وعرفت قدرها، وقعت لي وأنا أطالع كتاب: "طبقات الإمام أحمد بن حنبل لأبي بكر الخلال، وبذيله من جمع المحقق: المستدرك من الطبقات".

وقد طالعت الكتاب مرتين وفي الثالثة رأيت أن أنشرها راجيًا من الله قبولها، وأن يتم الانتفاع بها، وقد عنونت لكل فائدة بعنوان تتضمنه، ولم أعلق ففي الفوائد مع قصرها الوضوح والخير بما يكفي إن شاء الله.

وهذا الكتاب الطيب هو أول مصنف مفرد في تراجم فقهاء أي من المذاهب الفقهية، وهو كذلك أول مؤلف في طبقات الرُّواة عن الإمام المبجل أحمد بن حنبل.

ورع الإمام أحمد رحمه الله:

١- قال إبراهيم الحربي: "ما رأت عيناي أورع من أحمد بن حنبل"، قيل له: رأيت بشرًا؟ قال: "قد رأيته، وما رأت عيناي أورع من أحمد بن حنبل".

تعامل الإمام مع ما كان بين أصحاب النبي، وإقباله على من كان من بني هاشم:

٢- قال إبراهيم بن آزر: حضرت أحمد بن حنبل وسأله رجل عما جرى بين علي ومعاوية، فأعرض عنه، فقيل له: يا أبا عبدالله، هو رجل من بني هاشم، فأقبل عليه: فقال: اقرأ ﴿ تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ ﴾ [البقرة: 134] وقرأ أحمد الآية كلها.

من يملك لسانه ليس مثله أحد:

٣- قال الخلال: أخبرني محمد بن علي الحربي قال: حدثني محمد بن يزيد الطواف، قال: كنا عند خطاب بن بشر نعوده، فدخل إليه بدر بن أبي بدر يعوده، فلما خرج قال: تعرفون بدرًا؟ قلنا: نعم نعرفه، قال: كان أحمد بن حنبل يتعجب منه ويقول: من مثل بدر؟ بدر قد ملك لسانه.

اختر من يكون أمينًا، إن حدثته ومات فقد ذهب ما حدثته به، وإن مت أمنته، وعلى من يُكرم أن يصون ويحفظ:

٤- قال الحسن بن ثواب المخرمي: كنت إذا دخلت على أبي عبدالله أحمد بن حنبل يقول لي: إني أفشي إليك ما لا أفشيه إلى ولديَّ ولا إلى غيرهما.

فأقول له: لك عندي ما قال العباس لابنه عبدالله: "إن عمر بن الخطاب يكرمك ويقدمك، فلا تفشين له سرًّا" فإن أمُتْ فقد ذهب، وإن أعش فلا أحدث بها عنك يا أبا عبدالله حتى تموت، فيفشي إليه أحمد أشياء كثيرة.

لا يمر يومك إلا وتعمل فيه خيرًا:

٥-قال أحمد بن حنبل: ما يأتي على ابن البزار يوم إلا وهو يعمل فيه خيرًا، ولقد كنا نختلف إلى فلان المحدث -وسمَّاه- قال: فكنا نقعد فنتذاكر الحديث، إلى خروج الشيخ، وابن البزار قائم يصلي إلى خروج الشيخ، وما يأتي عليه يوم إلا وهو يعمل فيه الخير.

ليس في الدين مُحاباة:

٦- قال الخلال عن أبي إبراهيم الزهري كان جليل القدر وكان عنده مسائل عن أبي عبدالله أحمد بن حنبل، إلا أن أبا بكر المروذي هجره، لأنه كلم الترمذي، وكان الصواب في يد المروذي، والدين ليس فيه محاباة.

من رضيه العالم الثقة فحسبك به:

٧- قال الخلال: كتبنا عن المروذي عن أحمد بن أصرم بن خزيمة، والمروذي يرضاه، ومن رضيه المروذي فحسبك به.

نصيحة العالم بمن عرف عنه الفضل تؤخذ، فلا يخدعنك من يمنعك عنه:

٧- قال أبو بكر بن صدقة: لا تخدعن عن المروذي، فإني ما علمت أحدًا كان أذبَّ عن دين الله منه.

مواساة الولد:

٨- قال المروذي: لما حلف أبو عبدالله ألَّا يحدث، التفت إلى عبدالله ابنه، فقال: وإن كان هذا يحب من الحديث ما يحب.

الصديق الثقة يكرم بالكثير حتى بأخذ رأيه في تسمية الولد:

٩- قال عبدالله بن محمد بن المهاجر أبو محمد فوران: كان أبو عبدالله أحمد بن حنبل يكرمني، حتى بعث إليَّ يومًا، فقال: قد وهب الله لنا ولدًا، أيش ترى أن نسميه؟

ملازمة الشيخ أصل العلم:

١٠- قال أبو الحسن الميموني عبدالملك بن عبدالحميد بن مهران: صحبت أبا عبدالله أحمد بن حنبل من سنة خمس ومائتين إلى سنة سبع وعشرين ومائتين، وكنت بعد ذلك أخرج وأقدم عليه الوقت بعد الوقت، وكان أبو عبدالله يضرب لي مثل ابن جريج في عطاء من كثرة ما أسأله ويقول لي: لا أصنع بأحد ما أصنع بك.

قال الخلال: عنده عن أبي عبدالله مسائل في ستة عشر جزءًا …… تجوز الحد في عظمها وقدرها وجلالتها.

من هجر أهل البدع عرف له قدره:

١١- قال الخلال عن مثنى بن جامع أبو الحسن الأنباري: وكان مذهبه أن يهجر ويباين أهل البدع، وكان أبو عبدالله أحمد بن حنبل يعرف قدره، وحقه.

صحبة العالم كلها خير:

١٢- قال مهنا بن يحيى الشامي أبو عبدالله السلمي: صحبت أحمد بن حنبل، فتعلمت منه العلم، والأدب، واكتسبت به مالًا، وذكر قصة له في ذلك.