• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    تحريم صرف شيء من مخلوقات الله لغيره سبحانه وتعالى
    فواز بن علي بن عباس السليماني
  •  
    الله يخلف على المنفق في سبيله ويعوضه
    د. خالد بن محمود بن عبدالعزيز الجهني
  •  
    الحذر من عداوة الشيطان
    د. عبدالرحمن بن سعيد الحازمي
  •  
    حث النساء على تغطية الصدور ولو في البيوت
    د. محمد بن علي بن جميل المطري
  •  
    حكم صيام عشر ذي الحجة
    أ. د. حلمي عبدالحكيم الفقي
  •  
    إمام دار الهجرة (خطبة)
    ساير بن هليل المسباح
  •  
    يوم عرفة وطريق الفلاح (خطبة)
    حسان أحمد العماري
  •  
    العشر مش مجرد أيام... هي فرص عمر
    محمد أبو عطية
  •  
    الدرس الثاني والعشرون: تعدد طرق الخير
    عفان بن الشيخ صديق السرگتي
  •  
    الموازنة بين الميثاق المأخوذ من الأنبياء عليهم ...
    د. أحمد خضر حسنين الحسن
  •  
    أفضل أيام الدنيا: العشر المباركات (خطبة)
    وضاح سيف الجبزي
  •  
    دلالة القرآن الكريم على أن الأنبياء عليهم السلام ...
    د. أحمد خضر حسنين الحسن
  •  
    عظيم الأجر في الأيام العشر
    خميس النقيب
  •  
    فضل التبكير إلى الصلوات (1)
    د. أمين بن عبدالله الشقاوي
  •  
    أحب الأعمال في أحب الأيام (خطبة)
    الشيخ عبدالله محمد الطوالة
  •  
    مدى مشروعية طاعة المعقود عليها للعاقد في طلب ...
    محمد عبدالرحمن صادق
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / منبر الجمعة / الخطب / الرقائق والأخلاق والآداب
علامة باركود

آداب المشي ولبس النعال (خطبة)

آداب المشي ولبس النعال (خطبة)
د. خالد بن محمود بن عبدالعزيز الجهني

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 7/9/2023 ميلادي - 21/2/1445 هجري

الزيارات: 5632

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

آداب لبس النعال والمشي

 

إن الحمدَ لله، نحمدُه، ونستعينُه، ونستغفرُه، ونعوذُ بالله من شرورِ أنفسِنا، ومن سيئاتِ أعمالِنا، من يهدِه اللهُ فلا مضلَّ له، ومن يضللْ فلا هاديَ لهُ، وأشهدُ أن لا إله إلا الله وحدَه لا شريكَ له، وأشهدُ أن محمدًا عبدُه ورسولُه.

 

﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ﴾ [آل عمران: 102].

 

﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا﴾ [النساء: 1].

 

﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا﴾ [الأحزاب: 70، 71].

 

أما بعد:

فإن أصدق الحديث كتاب الله عز وجل، وخيرَ الهدي هديُ محمدٍ صلى الله عليه وسلم، وشرَّ الأمورِ محدثاتُها، وكلَّ محدثةٍ بدعةٌ، وكلَّ بدعةٍ ضلالةٌ، وكلَّ ضلالةٍ في النارِ، أما بعدُ:

فحَدِيثُنَا معَ حضراتِكم في هذه الدقائقِ المعدوداتِ عنْ موضوع بعنوان:«آداب لبس النعال، والمشي».


وسوف ينتظم حديثنا معكم حول محورين:

المحور الأول: آداب المشي.

المحور الثاني: آداب لبس النعال.

واللهَ أسألُ أن يجعلنا مِمَّنْ يستمعونَ القولَ، فَيتبعونَ أَحسنَهُ، أُولئك الذينَ هداهمُ اللهُ، وأولئك هم أُولو الألبابِ.

 

المحور الأول: آداب المشي:

أيها الإخوة المؤمنون ينبغي لنا أن نتأدب بهذه الآداب عند المشي:

الأدب الأول: عدم الالتفات يمينا، أو يسارا، أو للخلف من غير حاجة:

رَوَى البُخَارِيُّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: اتَّبَعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وَخَرَجَ لِحَاجَتِهِ[1]، فَكَانَ لَا يَلْتَفِتُ، فَدَنَوْتُ مِنْهُ، فَقَالَ: «ابْغِنِي أَحْجَارًا أَسْتَنْفِضْ بِهَا[2]، وَلَا تَأْتِنِي بِعَظْمٍ، وَلَا رَوْثٍ»، فَأَتَيْتُهُ بِأَحْجَارٍ بِطَرَفِ ثِيَابِي، فَوَضَعْتُهَا إِلَى جَنْبِهِ، وَأَعْرَضْتُ عَنْهُ[3]، فَلَمَّا قَضَى أَتْبَعَهُ بِهِنَّ[4][5].

 

وروى الحاكمبِسَنَدٍ صَحِيحٍ عن جَابِرٍ ﭬ، قَالَ: «كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا مَشَى لَمْ يَلْتَفِتْ»[6].

 

الأدب الثاني: المشي بالتواضع:

رَوَى البُخَارِيُّ ومُسْلِمٌ عن أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ أَبُو الْقَاسِمِ صلى الله عليه وسلم: «بَيْنَمَا رَجُلٌ يَمْشِي فِي حُلَّةٍ[7] تُعْجِبُهُ نَفْسُهُ، مُرَجِّلٌ[8] جُمَّتَهُ[9]، إِذْ خَسَفَ اللهُ بِهِ، فَهُوَ يَتَجَلْجَلُ[10] إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ»[11].

 

ورَوَى الإِمَامُ أَحْمَدُ بِسَنَدٍ حَسَنٍ عَنْ بُسْرِ بْنِ جَحَّاشٍ الْقُرَشِيِّ رضي الله عنه أَنَّ النَّبِيَّ ه بَصَقَ يَوْمًا فِي كَفِّهِ، فَوَضَعَ عَلَيْهَا أُصْبُعَهُ، ثُمَّ قَالَ: «قَالَ اللهُ: ابْنَ آدَمَ أَنَّى تُعْجِزُنِي، وَقَدْ خَلَقْتُكَ مِنْ مِثْلِ هَذِهِ حَتَّى إِذَا سَوَّيْتُكَ، وعَدَلْتُكَ[12] مَشَيْتَ بَيْنَ بُرْدَيْنِ[13]، وَلِلْأَرْضِ مِنْكَ وَئِيدٌ[14]، فَجَمَعْتَ وَمَنَعْتَ[15] حَتَّى إِذَا بَلَغَتِ التَّرَاقِيَ قُلْتَ: أَتَصَدَّقُ، وَأَنَّى أَوَانُ الصَّدَقَةِ؟»[16].

 

الأدب الثالث: الأحق بإلقاء السلام:

رَوَى البُخَارِيُّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «يُسَلِّمُ الصَّغِيرُ عَلَى الْكَبِيرِ، والرَّاكِبُ عَلَى المَاشِي، وَالمَارُّ عَلَى الْقَاعِدِ، وَالْقَلِيلُ عَلَى الْكَثِيرِ»[17].

 

الأدب الرابع: أن يلقي السلام على جميع المسلمين:

رَوَى البُخَارِيُّ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو رضي الله عنهماأَنَّ رَجُلًا سَأَلَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم: أَيُّ الْإِسْلَامِ خَيْرٌ؟ قَالَ: «تُطْعِمُ الطَّعَامَ، وَتَقْرَأُ السَّلَامَ عَلَى مَنْ عَرَفْتَ، وَمَنْ لَمْ تَعْرِفْ[18]»[19].

 

الأدب الخامس: إلقاءُ السلام على الصبيان:

رَوَى البُخَارِيُّ ومُسْلِمٌ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنهما أَنَّهُ مَرَّ عَلَى صِبْيَانٍ فَسَلَّمَ عَلَيْهِمْ، وَقَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَفْعَلُهُ[20].

 

الأدب السادس: أن يميطَ الأذى عن الطريق:

رَوَى البُخَارِيُّ ومُسْلِمٌ عن أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: «بَيْنَمَا رَجُلٌ يَمْشِي بِطَرِيقٍ، وَجَدَ غُصْنَ شَوْكٍ عَلَى الطَّرِيقِ، فَأَخَّرَهُ، فَشَكَرَ الله لَهُ، فَغَفَر لَهُ»[21].

 

الأدب السابع: أن يتجنب المسلم مِشية التشبُّه:

رَوَى البُخَارِيُّ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: «لَعَنَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم المُتَشَبِّهِينَ مِنَ الرِّجَالِ بِالنِّسَاءِ، وَالمُتَشَبِّهَاتِ مِنَ النِّسَاءِ بِالرِّجَالِ»[22].

 

الأدب الثامن: المشي إلى الصلاة بسكينة ووقار:

رَوَى البُخَارِيُّ ومُسْلِمٌ عن أبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنهقال: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم«إِذَا ثُوِّبَ بِالصَّلَاةِ[23]، فَلَا تَأْتُوهَا وَأَنْتُمْ تَسْعَوْنَ[24]، وَأْتُوهَا وَعَلَيْكُمُ السَّكِينَةُ فَمَا أَدْرَكْتُمْ فَصَلُّوا وَمَا فَاتَكُمْ فَأَتِمُّوا فَإِنَّ أَحَدَكُمْ فِي صَلَاةٍ إِذَا مَا كَانَ يَعْمِدُ الصَّلَاةَ»[25].

 

الأدب التاسع: لا تمشِ المرأة في وسَط الطريق:

روى ابن حبان بِسَنَدٍ حَسَنٍ عَن أبي هُرَيْرَة رضي الله عنهقَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم: «لَيْسَ للنِّسَاء وَسَطُ الطَّرِيقِ»[26].

 

الأدب العاشر: لا تضرب المرأة برجلها؛ لتظهر زينتها:

قال تعالى: ﴿وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾ [النور: 31].

 

الأدب الحَاديَ عَشَرَ: لا تتعطر المرأة إذا خرجت من بيتها:

رَوَى التِّرْمِذِيُّ بِسَنَدٍ صَحِيحٍ عَنْ أَبِي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ رضي الله عنهأَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلمقَالَ: «أَيُّمَا امْرَأَةٍ اسْتَعْطَرَتْ فَمَرَّتْ عَلَى قَوْمٍ؛ لِيَجِدُوا رِيحَهَا فَهِيَ زَانِيَةٌ، وَكُلُّ عَيْنٍ زَانِيَةٌ[27]»[28].

 

أقول قولي هذا، وأستغفرُ اللهَ لي، ولكم.


الخطبة الثانية

الحمدُ لله وكفى، وصلاةً وَسَلامًا على عبدِه الذي اصطفى، وآلهِ المستكملين الشُّرفا، وبعد..

المحور الثاني: آداب لبس النعال:

أيها الإخوة المؤمنون ينبغي لمن أراد أن يلبس نعله أن يتأدب بهذه الآداب:

الأدب الأول: التيمن في لبس النعل:

رَوَى البُخَارِيُّ ومُسْلِمٌ عن عائشة رضي الله عنهاقَالَتْ: «إِنْ كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لَيُحِبُّ التَّيَمُّنَ[29] فِي طُهُورِهِ إِذَا تَطَهَّرَ، وَفِي تَرَجُّلِهِ[30] إِذَا تَرَجَّلَ، وَفِي انْتِعَالِهِ[31] إِذَا انْتَعَلَ» [32].


الأدب الثاني: البدء بالشمال عند الخلع:

رَوَى البُخَارِيُّ ومُسْلِمٌ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنهأَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلمقَالَ: «إِذَا انْتَعَلَ أَحَدُكُمْ فَلْيَبْدَأْ بِالْيَمِينِ، وَإِذَا نَزَعَ فَلْيَبْدَأْ بِالشِّمَالِ، لِيَكُنِ الْيُمْنَى أَوَّلَهُمَا تُنْعَلُ، وَآخِرَهُمَا تُنْزَعُ»[33].

 

الأدب الثالث: أن يلبس النعل وهو جالس:

رَوَى أَبُو دَاودَ بِسَنَدٍ صَحِيحٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنهقَالَ: «نَهَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ يَنْتَعِلَ الرَّجُلُ، وَهُوَ قَائِمٌ»[34].

 

الأدب الرابع: عدم المشي في نعل واحدة:

رَوَى البُخَارِيُّ ومُسْلِمٌ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنهأَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلمقَالَ: «لَا يَمْشِي أَحَدُكُمْ فِي نَعْلٍ وَاحِدَةٍ، لِيُحْفِهِمَا جَمِيعًا، أَوْ لِيُنْعِلْهُمَا جَمِيعًا»[35].

 

ورَوَى مُسْلِمٌ عَنْ جَابِرٍ رضي الله عنهأَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «نَهَى أَنْ يَأْكُلَ الرَّجُلُ بِشِمَالِهِ، أَوْ يَمْشِيَ فِي نَعْلٍ وَاحِدَةٍ، وَأَنْ يَشْتَمِلَ الصَّمَّاءَ[36]، وَأَنْ يَحْتَبِيَ فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ[37] كَاشِفًا عَنْ فَرْجِهِ»[38].

 

ورَوَى مُسْلِمٌ عَنْ جَابِرٍ رضي الله عنهقَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «إِذَا انْقَطَعَ شِسْعُ أَحَدِكُمْ[39] أَوْ مَنِ انْقَطَعَ شِسْعُ نَعْلِهِ فَلَا يَمْشِ فِي نَعْلٍ وَاحِدَةٍ حَتَّى يُصْلِحَ شِسْعَهُ، وَلَا يَمْشِ فِي خُفٍّ وَاحِدٍ، وَلَا يَأْكُلْ بِشِمَالِهِ، وَلَا يَحْتَبِي بِالثَّوْبِ الْوَاحِدِ، وَلَا يَلْتَحِفِ الصَّمَّاءَ[40]»[41].

 

الأدب الخامس: عدم المشي بين المقابر بالحذاء:

رَوَى أَبُو دَاودَ بِسَنَدٍ حَسَنٍ عَنْ بَشِير ابْنِ الخَصَاصِيَةِ رضي الله عنهقَالَ: كُنْتُ أَمْشِي مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلمفَمَرَّ عَلَى قُبُورِ المُسْلِمِينَ، فَقَالَ: «لَقَدْ سَبَقَ هَؤُلَاءِ شَرًّا كَثِيرًا[42]»، ثُمَّ مَرَّ عَلَى قُبُورِ المُشْرِكِينَ، فَقَالَ: «لَقَدْ سَبَقَ هَؤُلَاءِ خَيْرًا كَثِيرًا[43]»، فَحَانَتْ مِنْهُ الْتِفَاتَةٌ فَرَأَى رَجُلًا يَمْشِي بَيْنَ الْقُبُورِ فِي نَعْلَيْهِ، فَقَالَ: «يَا صَاحِبَ السِّبْتِيَّتَيْنِ[44] أَلْقِهِمَا»[45].

 

الأدب السادس: يستحب أن يمشي الرجل حافيًا أحيانًا:

رَوَى أَبُو دَاودَ بِسَنَدٍ حَسَنٍ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ بُرَيْدَةَ أَنَّ رَجُلًا مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلمرَحَلَ إِلَى فَضَالَةَ بْنِ عُبَيْدٍ، وَهُوَ بِمِصْرَ فَقَدِمَ عَلَيْهِ، وَهُوَ يَمُدُّ نَاقَةً لَهُ[46]، فَقَالَ: إِنِّي لَمْ آتِكَ زَائِرًا، إِنَّمَا أَتَيْتُكَ لِحَدِيثٍ بَلَغَنِي عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلمرَجَوْتُ أَنْ يَكُونَ عِنْدَكَ مِنْهُ عِلْمٌ فَرَآهُ شَعِثًا، فَقَالَ: مَا لِي أَرَاكَ شَعِثًا[47]وَأَنْتَ أَمِيرُ الْبَلَدِ، قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلمكَانَ يَنْهَانَا عَنْ كَثِيرٍ مِنَ الْإِرْفَاهِ[48]، وَرَآهُ حَافِيًا، فَقَالَ: مَا لِي أَرَاكَ حَافِيًا، قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلمأَمَرَنَا أَنْ نَحْتَفِيَ[49]أَحْيَانًا[50][51].

 

قال العلماء: قد كره النبي صلى الله عليه وسلم الإفراط في التنعم من التدهين، والترجيل على ما هو عادة الأعاجم، وأمر بالقصد في جميع ذلك, وليس في معناه الطهارة، والنظافة, فإن النظافة من الدين.

 

والقيد بالكثير في الحديث إشارة إلى أن الوسط المعتدل من الإرفاه لايذم, وبذلك يجمع بين الأخبار[52].

 

الدعـاء...

اللهم اغفر لنا، وارحمنا، واهدنا، وعافنا، وارزُقنا، واجبُرنا، وارفعنا.

 

اللهم زِدنا ولا تنقصنا، وأكرمنا ولا تُهنَّا، وأعطنا ولا تحرِمنا، وآثرنا ولا تؤثر علينا، وأرضنا وارضَ عنا.

 

اللهم أحسنتَ خَلْقنا فأحسنْ أخلاقنا.

 

اللهم ثبِّتنا، واجعلنا هادين مهديين.

 

اللهم إنا نسألك الثبات في الأمر، والعزيمة على الرشد، ونسألك موجبات رحمتك، وعزائم مغفرتك.

 

اللهم إنا نسألك شكرَ نعمتك، وحُسن عبادتك، ونسألك قلبا سليما، ولسانا صادقا.

 

اللهم إنا نسألك من خير ما تعلم، ونعوذ بك من شر ما تعلم، ونستغفرك لما تعلم، إنك أنت علام الغيوب.

أقول قولي هذا، وأقم الصلاة.



[1] وَخَرَجَ لِحَاجَتِهِ: أي لقضاء الحاجة من بول وغائط.

[2] أَسْتَنْفِضْ بِهَا: أي أُزِيلُ بها عنِّي الأذَى.

[3] أَعْرَضْتُ عَنْهُ: أي وليت وجهي عنه.

[4] أَتْبَعَهُ بِهِنَّ: أي مسح بالأحجار الأذى.

[5] صحيح: رواه البخاري (155).

[6] صحيح: رواه الحاكم(7862)، وصححه الألباني في «صحيح الجامع» (4787).

[7] يَمْشِي فِي حُلَّةٍ: أي في ثوب.

[8] مُرَجِّلٌ: أي مُسَرِّح.

[9] جُمَّتَهُ: الجمة من الإنسان مجتمع شعر ناصيته، وهي جمة إذا بلغت المنكبين.

[10] يَتَجَلْجَلُ: الجلجلة حركة مع صوت.

[11] متفق عليه: رواه البخاري (5789)، ومسلم (5586).

[12] عَدَلْتُكَ: أي جعلتك معتدلا معدَّل الخلق مقوَّما.

[13] بُرْدَيْنِ: البردان هما الرداء والإزار، أو الرداء والقميص.

[14] وَئِيدٌ: الوئيدُ: صَوت شِدَّة الوَطءِ على الأرض يُسْمَع كالدَّوِيّ مِن بُعْد.

[15] فَجَمَعْتَ وَمَنَعْتَ: أي جمعت الأموال، ومنعت أن تعطي أحدا شيئا.

[16] حسن: رواه أحمد (17842) بسند حسن، وصححه الحاكم، والذهبي، والألباني في «الصحيحة» (1144).

[17] صحيح: رواه البخاري (6231، 6232).

[18] تَقْرَأُ السَّلَامَ عَلَى مَنْ عَرَفْتَ، وَمَنْ لَمْ تَعْرِفْ: أي تسلم على كل من لقيت.

[19] صحيح: رواه البخاري (28).

[20] صحيح: رواه البخاري (6247).

[21] متفق عليه: رواه البخاري (654)، ومسلم (1914).

[22] متفق عليه: رواه البخاري (5885)، ومسلم (2168).

[23] إِذَا ثُوِّبَ بِالصَّلَاةِ: أي أقيمت.

[24] وَأَنْتُمْ تَسْعَوْنَ: أي وأنتم مسرعين.

[25] متفق عليه: رواه البخاري (908)، ومسلم (602).

[26] حسن: رواه ابن حبان (1969)، وحسنه الألباني في «الصحيحة» (856).

[27] كل عين زانية: أي كل عين نظرت إلى محرم من امرأة أو رجل فقد حصل لها حظها من الزنا إذ هو حظها منه.

[28] صحيح: رواه الترمذي (2786)، وقال: «حسن صحيح».

[29] لَيُحِبُّ التَّيَمُّنَ: أي البداءة باليمين.

[30] الترجل: أي تسريح الشعر، وتعديله.

[31] الانتعال: لبس النعل.

[32] صحيح: رواه مسلم (268).

[33] متفق عليه: رواه البخاري (5856)، ومسلم (2097).

[34] صحيح: رواه أبو داود (4135)، والترمذي (1775)، وابن ماجه (3618)، وصححه الألباني.

[35] متفق عليه: رواه البخاري (5855)، ومسلم (2097).

[36] أَنْ يَشْتَمِلَ الصَّمَّاءَ: هو أن يشتمل بالثوب حتى يجلل به جسده لا يرفع منه جانبا، فلا يبقى ما يخرج منه يده، سُمِّيت صماء؛ لأنه سد المنافذ كلها كالصخرة الصماء التي ليس فيها خرق.

[37] أَنْ يَحْتَبِيَ فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ: أي أن يقعد الإنسان على أليتيه، وينصب ساقيه، ويحتوي عليهما بثوب، أو نحوه أو بيده، وهذه القِعدة يقال لها: الحبوة بضم الحاء، وكسرها.

[38] صحيح: رواه مسلم (2099).

[39]إِذَا انْقَطَعَ شِسْعُ أَحَدِكُمْ: أي شسع نعله، وهو ما يدخل بين الإصبعين.

[40] لَا يَلْتَحِفِ الصَّمَّاءَ: أي لا يلبس لباسا لا منفذَ فيه ليديه.

[41] صحيح: رواه مسلم (2099).

[42]لَقَدْ سَبَقَ هَؤُلَاءِ شَرًّا كَثِيرًا: أي سبقوه حتى جعلوه وراء ظهورهم ووصلوا إلى الخير.

[43]لَقَدْ سَبَقَ هَؤُلَاءِ خَيْرًا كَثِيرًا: أي أنهم تقدموا وجاء خير كثير بعدهم لم يدركوه.

[44] يَا صَاحِبَ السِّبْتِيَّتَيْنِ: النعلان السبتيتان هما اللتان صنعتا من الجلد المدبوغ بالقرَظ.

[45] حسن: رواه أبو داود (3230)، وقال الإمام أحمد: «إسناده جيد» كما في «تنقيح التحقيق» (2/158)، وصححه الطحاوي في «شرح معاني الآثار» (1/510)، وَحَسَّنهُ النووي في «الأذكار» (365)، والألباني.

[46] يَمُدُّ نَاقَةً لَهُ: أي يطعم ناقة له.

[47] شعثا: متفرق الشعر غير مترجل في شعرك، ولا ممتشط في لحيتك.

[48] كان ينهانا عن كثير من الإرفاه: أي التنعم , ومنه أخذت الرفاهية، وهي السعة، والدعة، والتنعم.

[49] نحتفي: أي نمشي حفاة.

[50] أحيانا: أي حينا بعد حين، وهو أوسع معنى من غِبا.

[51] حسن: رواه أبو داود (4160)، وأحمد (23969) بسند حسن.

[52] انظر: «فتح الباري» (10/368).





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • من آداب المشي
  • من آداب لبس النعال
  • المشي يزيل الهموم ويبدد الأحزان

مختارات من الشبكة

  • آداب الزيارة وشروطها(مقالة - آفاق الشريعة)
  • آداب الضيافة ويليه آداب الطعام (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • مخطوطة مجموع فيه كتابان: شرح آداب البحث للسمرقندي وحاشية على شرح آداب البحث للسمرقندي(مخطوط - مكتبة الألوكة)
  • من آداب لبس الحذاء، وتنبيه حول الصلاة بالأحذية(مقالة - موقع الشيخ عبدالله بن حمود الفريح)
  • هيا بنا نتعلم الآداب الإسلامية - من هدي السنة النبوية (10)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • هيا بنا نتعلم الآداب الإسلامية - من هدي السنة النبوية (4)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • آداب التلقي والإجازات عبر وسائل التواصل الإلكترونية(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الأدب غير الإسلامي(مقالة - موقع د. أحمد الخاني)
  • الأدب نور العقل(مقالة - آفاق الشريعة)
  • سلسلة الآداب الشرعية (آداب المزاح)(مقالة - آفاق الشريعة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • بعد 3 عقود من العطاء.. مركز ماديسون الإسلامي يفتتح مبناه الجديد
  • المرأة في المجتمع... نقاش مفتوح حول المسؤوليات والفرص بمدينة سراييفو
  • الذكاء الاصطناعي تحت مجهر الدين والأخلاق في كلية العلوم الإسلامية بالبوسنة
  • مسابقة للأذان في منطقة أوليانوفسك بمشاركة شباب المسلمين
  • مركز إسلامي شامل على مشارف التنفيذ في بيتسفيلد بعد سنوات من التخطيط
  • مئات الزوار يشاركون في يوم المسجد المفتوح في نابرفيل
  • مشروع إسلامي ضخم بمقاطعة دوفين يقترب من الموافقة الرسمية
  • ختام ناجح للمسابقة الإسلامية السنوية للطلاب في ألبانيا

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 4/12/1446هـ - الساعة: 18:49
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب