• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    خطر الظلمات الثلاث
    السيد مراد سلامة
  •  
    تذكير الأنام بفرضية الحج في الإسلام (خطبة)
    جمال علي يوسف فياض
  •  
    حجوا قبل ألا تحجوا (خطبة)
    الشيخ عبدالله بن محمد البصري
  •  
    تعظيم المشاعر (خطبة)
    الشيخ محمد بن إبراهيم السبر
  •  
    من أقوال السلف في أسماء الله الحسنى: (الرفيق، ...
    فهد بن عبدالعزيز عبدالله الشويرخ
  •  
    وقفات مع القدوم إلى الله (10)
    د. عبدالسلام حمود غالب
  •  
    القلق والأمراض النفسية: أرقام مخيفة (خطبة)
    د. محمد بن مجدوع الشهري
  •  
    آفة الغيبة.. بلاء ومصيبة (خطبة)
    رمضان صالح العجرمي
  •  
    تخريج حديث: أن النبي صلى الله عليه وسلم قضى ...
    الشيخ محمد طه شعبان
  •  
    الإسلام هو السبيل الوحيد لِإنقاذ وخلاص البشرية
    الشيخ محمد جميل زينو
  •  
    خطبة: فاعبد الله مخلصا له الدين (باللغة
    حسام بن عبدالعزيز الجبرين
  •  
    المحافظة على صحة السمع في السنة النبوية (PDF)
    د. عبدالعزيز بن سعد الدغيثر
  •  
    اختيارات ابن أبي العز الحنفي وترجيحاته الفقهية في ...
    عبدالعزيز بن عبدالله بن محمد التويجري
  •  
    القيم الأخلاقية في الإسلام: أسس بناء مجتمعات ...
    محمد أبو عطية
  •  
    فوائد من حديث أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث ...
    محفوظ أحمد السلهتي
  •  
    لم تعد البلاغة زينة لفظية "التلبية وبلاغة التواصل ...
    د. أيمن أبو مصطفى
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / منبر الجمعة / الخطب / خطب المناسبات
علامة باركود

مقتل الحسين رضي الله عنه (خطبة)

مقتل الحسين رضي الله عنه (خطبة)
أحمد بن عبدالله الحزيمي

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 23/8/2023 ميلادي - 6/2/1445 هجري

الزيارات: 12583

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

مقتل الحسين رضي الله عنه


الحمدُ للهِ يَخلُقُ مَا يَشاءُ ويختارُ، ويصطفِي للشَّرفِ مَن شَاءَ مِنَ الأَخيارِ، شَرَّفَ رَسولَهُ محمَّدًا صلى اللهُ عليه وسلم على كلِّ البَريَّةِ، وجعلَ ذُريَّتَه أشرفَ ذُريّةٍ، نحمدُهُ تعالَى ونَشكُرُه، ونُثنِي عليهِ ونَستغفرُه، ونشهدُ أنْ لا إلهَ إلَّا اللهُ وَحدَهُ لا شَريكَ لَه، ونَشهدُ أنَّ سيدَنا ونَبيَّنا محمدًا عبدُهُ ورَسولُهُ، صلى اللهُ وسلَّم وبارَكَ عَليهِم، وعلَى سَائرِ الصحابةِ والتَّابعينَ ومَن تَبِعهُم بإحسانٍ، أما بعدُ:

فأوصيكُم -عبادَ اللهِ- ونَفسِي بتقوى اللهِ تعالى:﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 102].


تحدَّثنا في خطبةٍ مَاضيةٍ عَن السِّيرةِ العَطِرَةِ للصحابيِّ الجليلِ الحُسينِ بنِ عَليٍّ رضي الله عنه، وأَشرْنا إلى بعضِ فضَائلِهِ، واليومَ نختِم الحديثَ عن الحادثِ المؤسفِ لمقتلِه والفتنةِ التي حصلتْ بعد ذلكَ.


معاشرَ الإخوةِ، تبدأُ قصةُ المِحنةِ، ومصيبةُ الأمةِ بعد وفاةِ أميرِ المؤمنينَ معاويةَ بنَ أبي سفيانَ -رضي اللهُ عنه- وكان قبلَ مَوتِهِ أَخذَ البيعةَ بالخلافةِ لابنِه يزيدَ بنِ مُعاويةَ، وهيَ بيعةٌ صحيحةٌ، كما قرَّرها أهلُ السنةِ والجماعةِ، لَم يُبايِعِ الحسينُ -رضي اللهُ عنه- ليزيدَ، وكذَا عبدُاللهِ بنُ الزبيرِ رضي الله عنهما.


ولَمَّا علِمَ أهلُ العراقِ أنَّ الحسينَ لَم يُبايِعْ يَزيدَ بنَ معاويةَ فرحوا بذلكَ، وكاتبوا الحسينَ يبايعونَه بالخلافةِ، وأكثروا عليه المكاتبةَ، وَكَانُوا أَهلَ فِتنَةٍ وَشِقَاقٍ، وَكَانُوا يُظهِرُونَ المَيلَ لِعَلِيٍّ وَشِيعَتِهِ، حتى قِيلَ: بلغتْ هذه المكاتباتُ نحوًا من خمسمائةِ كِتابٍ، كلُّها جاءتْهُ مِن العراقِ، مِن أهلِ الكوفةِ، تُبايعُهُ وتحثُّه على القُدومِ إليهِم.


أرادَ الحُسينُ -رضي الله عنه- أن يَطْمَئِنَّ أكثرَ إلى صِدقِ أهلِ الكوفةِ، وغايةُ ما يستطيعُ أنْ بَعَثَ ابنَ عمِّه مُسلِمَ بنَ عَقيلِ بنِ أبي طالبٍ ليعرِفَ جِديةَ القومِ وعدَدَهُم وقدرَتَهُم على ما أرادُوهُ مِنه، ذهبَ مُسلمٌ فوجَدَ الأمرَ كما توقَّعَ، فقد تجمَّعَ الناسُ عليهِ وبايعوهُ للحسينِ فأخذَ بَيعتَهُم، وبعثَ للحسينِ -رضي الله عنه- مُطمئِنًا ودَاعيًا له أنْ يَأتِيَ، فالأمرُ قد تَهيَّأ، والناسُ أجمعتْ عَليك، استعانَ الحسينُ -رضي الله عنه- باللهِ على الخروجِ إليهمِ.


حاولَ العَديدُ مِن الصَّحابةِ -رضي الله عنهم- ثَنْيَهُ عن الخُروجِ، وحذَّروهُ مِن غَدرِ الشيعةِ الذين خَذلُوا أبَاه كما خَذلوا أخاه الحسنَ، وخافوا عليه القتلَ، وذكَّروهُ بخيانةِ الشيعةِ، وأنهم لا يَأمَنونَ عليه القتلَ، واستحلفوهُ باللهِ أنْ يَعدِلَ عنِ الخروجِ إليهم فلَمْ يُجبْهُم، ومضى إلى العراقِ، فخرجَ يومَ التروية عامَ واحدٍ وستينَ للهجرةِ مُتوجِّهًا للكوفةِ.


وصَلَتْ هذه التحرُّكاتُ إلى أميرِ المؤمنينَ في الشامِ، وأنَّ أهلَ الكوفةِ قَطعوا أمرًا دُونَه، وبايعوا الحسينَ -رضي الله عنه- وهم بانتظارِه يَقدُمُ عليهِم، فأرسلَ يزيدُ عُبيدَ اللهِ بنَ زِيادٍ أميرًا على الكوفةِ لينظُرَ الخبرَ، فوجدَ الأمرَ كما قِيلَ، أُناسٌ ينتظرونَ الحسينَ، وقد أَعطَوا البيعةَ لابنِ عمِّه مسلمِ بنِ عَقِيلٍ، فقبضَ على مُسلِمٍ بعد أنْ بحثَ عَنهُ، ثُمَّ قَتَلَهُ في يومِ عَرفَةَ، بعد أن خذله الجموع التي حوله، وتفرَّقَ الجمعُ بعد ذلك.


وكانَ قَبلَ مَقْتلِهِ أوصَى مَن يُبلغُ الحسينَ ألا يأتي؛ لأنَّ أهلَ الكوفةِ قد كذبوكَ وكَذبونِي، وليسَ لكاذبٍ رَأيٌ، وأمرَهُ بالرجوعِ، وعدمِ مُواصلةِ السيرِ للكوفةِ.


عَلِمَ بما حصل لمُسلِم، فهَمَّ -رضي الله عنه- بالرجوع لكنه واصلَ مسيرَه للكوفةِ بعد إلحاحِ بعضِ مَن معه، لأخذِ الثأرِ، فواصلَ سَيرَهُ للعراقِ ومعه أولادُه ونِساؤُه.


نزَلَ قَريبًا مِنَ الكوفةِ في مكانٍ يسمَّى "كَرْبَلاءَ"، وحصلَتْ مراسلاتٌ بينه وبينَ أميرِ الكوفةِ، وأدركَ الحسينُ أنَّ الأمرَ ليس في صالِحِه، وأنَّ مَن معه لا قدرةَ لهم بقتالِ جَيشٍ، فكيف يُقاتِل اثنانِ وسبعونَ فارسًا جيشَ الكوفةِ بما لا يقل عن خمسةِ آلافٍ؟!


فجاءَ الرأيُ للحسينِ -رضي الله عنه- أنْ يحقِنَ دِماءَ المسلمينَ ويحفظَ مَن مَعه، ويُسجلَ موقفًا تَبرأُ به ذِمَّتُهُ، وهو غايةُ ما يَستطيعُه بعد أن خَدعَه مَن وَعدَه بنُصْرَتِهِ، فقالَ لأميرِ جيشِ الكوفةِ: إني أُخيِّرُكَ بين ثلاثةِ أمورٍ فاخترْ منها مَا شئتَ. قال: وما هِيَ؟ قال: أنْ تَدعَنِي أرجعُ مِن حَيثُ أَتيتُ، أو أذهبَ إلى ثَغْرٍ مِن ثُغورِ المسلمينَ، أو أذهبُ إلى أميرِ المؤمنينَ أَضعُ يدي في يدِه بالشَّامِ.


نُقِلَتْ هذه الخياراتُ إلى أميرِ الكوفةِ، وعَظُمَ مَقامُ الحسينِ -رضي الله عنه- واحْتُرِمَ بيتُ النبوةِ، وقالَ: أَرضَى أنْ يختارَ الحسينُ أيَّ واحدةٍ مِنهَا.


لكنَّ بطانةَ السُّوءِ أشاروا على عُبيدِ اللهِ بأَنه لا بدَّ أن يُؤسَرَ وَيَنزِلَ عَلَى حُكمِك أَو يُقَاتِلُوهُ؛ فرفضَ الحسينُ ذلكَ، وخوَّفَهُم باللهِ وهم لا يزالونَ مُصرِّينَ على رَأيِهِم، فاستمهَلَهُم ليلةَ الجمعةِ، فباتَ تلكَ الليلةَ يصلِّي للهِ ويستغفِرُه ويدعُو اللهَ -تبارك وتعالى- هو ومَن معَه -رضي الله عنهم- وكانَ الرأيُ ألا يُسلِمَ نفسَه لجيشِ الكُوفةِ.


وفي صباحِ يومِ الجمعةِ العاشرِ مِن مُحرَّمٍ سنةَ إحدَى وستينَ شَبَّ القتالُ بين فريقينِ غيرِ مُتكافِئينِ ولا مُتقارِبينِ، فقُتِلَ أصحابُ الحسينِ بين يَدَيِ الحسينِ، وقُتلَ مِن أَبنائِه ومِن آلِ بيتِ النبيِّ -صلى الله عليه وسلم- ثمانيةَ عَشرَ رَجلًا، وبقِيَ الحسينُ نهارًا طَويلًا لا يَقدُمُ عليهِ أَحدٌ هَيبةً لَه، وخَوفًا مِن أنْ يتورَّطَ في دَمِهِ، حتى حرَّضَهُم أَميرُهُم وصَاحَ بهِم: ماذا تَنتظِرونَ؟ فَتَقَدَّمَ إِلَيهِ شَمِرُ بنُ ذِي الجَوْشَنِ، فَرَمَاهُ بِرُمْحِهِ في رَقَبَتِهِ، ثُمَّ طَعَنَهُ فَسَقَطَ -رَضِيَ اللهُ عَنهُ- شَهِيدًا مَظلُومًا، وَفَاضَت رُوحُهُ الطَّاهِرَةُ إلى بَارِيهَا مَغدُورًا به، ثم حَزَّ رَأسَهُ، وحملَهُ إلى أميرِ الكوفةِ.


وكانَ مَقتَلُهُ -رضي الله عنه- يومَ الجمعةِ يومَ عَاشوراءَ مِنَ المُحرَّمِ سنةَ إحدى وستينَ في كَربَلاءَ العراقِ، وله مِنَ العُمُرِ ثمانيةٌ وخمسونَ سنةً.


عبادَ اللهِ، لم يكنْ ليزيدَ بنِ معاويةَ يَدٌ في قتلِ الحسينِ كما قرَّر ذلكَ أهلُ العِلمِ؛ قالَ شيخُ الإسلامِ ابنُ تيميةَ: "إِنَّ يَزِيدَ لَمْ يَأْمُرْ بِقَتْلِ الْحُسَيْنِ بِاتِّفَاقِ أَهْلِ النَّقْلِ، وَلَكِنْ كَتَبَ إلى ابْنِ زِيَادٍ أَنْ يَمْنَعَهُ عَنْ وِلَايَةِ الْعِرَاقِ، وَلَمَّا بَلَغَ ذَلِكَ يَزِيدَ أَظْهَرَ التَّوَجُّعَ عَلَى ذَلِكَ، وَظَهَرَ الْبُكَاء فِي دَارِهِ، وَلَمْ يَسْبِ لَهُ حَرِيمًا أَصْلًا، بَلْ أَكْرَمَ أَهْلَ بَيْتِهِ، وَأَجَازَهُمْ حَتَّى رَدَّهُمْ إلى بَلَدِهِمْ، وأمَّا الرواياتُ التي تقولُ: إنه أُهينَ نِساءُ آلِ بيتِ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وأنهنَّ أُخِذْنَ إلى الشامِ مَسبيَّاتٍ، وأُهِنَّ هناك، هذا كلامٌ باطلٌ؛ ا هـ.


أيها المسلمونَ، وعندمَا اقترفَ الرافضةُ تلكَ الجريمةَ النكراءَ، وساهموا في قتلِ ابنِ بِنتِ رسولِ اللهِ، والذريةِ الطاهرةِ وباؤوا بلعنَتِها طولَ الدَّهرِ، نَدِمُوا على تلكَ الفِعْلَةِ الشنيعةِ، فأرادُوا أنْ يُكفِّرُوا عن جَريمتِهِم، فانضمَّ بعضُهم إلى بعضٍ، وكانَ فيهِم أبناءُ أولئكَ القتلَةِ ممَّن لَم تتلطَّخْ يَدَيْهِ بدمِ الحسينِ والذريةِ الطاهرةِ، وفيهم أيضًا مَن نَكثَ عَهدَ النُّصرةِ للحسينِ لكنه لم يُشارِكْ في قَتلِهِ، فكوَّنوا حركةً أَسموْهَا "حركةَ التَّوابينَ" أي التوبةَ مِن قَتلِ الحسينِ غَدرًا، وأصبحوا حركةً متمرِّدةً على يزيدَ ومَن جاءَ بعده مِن بني أميةَ، وإليهِم يَرجِعُ ما نراه اليومَ في تلك المآتِمِ الدمويةِ، فكانوا أوَّلَ مَن شَقَّ الجيوبَ، ولَطَمَ الخدودَ على الحسينِ، ونادَى بشِعَارِ: يا لثاراتِ الحسينِ!التي أَصبحَ الشيعةُ اليومَ يردِّدونَه ويهتفونَ به في وَجْهِ باقي المسلمينَ.


أيها الإخوةُ، لم يَقتُلْ أَهلُ السُّنَّةِ وَلا بَنُو أُمَيَّةَ حُسَينًا كَمَا يَزعُمُ الرَّافِضَةُ، لَكِنَّ شِيعةَ العراقِ والكوفةِ بالخصوصِ هُم مَن يتحمَّلُ وِزْرَ قَتلِ الحُسينِ؛ فقد غَرَّروا بهِ، وألَحُّوا عليهِ بالخروجِ إليهِم ابتداءً لينصُرُوهُ، ويَفدُوهُ بأنفسهِم، لكنَّهم تَخلَّوْا عنه وغَدَروا بهِ، بل أكثرُ مِن هذَا سَاهَمَ كثيرٌ مِنهُم بسيوفِهِم في قَتلِ الذُّريةِ الطَّاهرةِ.


وقَدِ انتقَمَ اللهُ للحسينِ رضي الله عنه، قالَ الحافظُ ابنُ كثيرٍ: قَلَّ مَنْ نَجَا مِنْهُمْ فِي الدُّنْيَا إِلَّا أُصِيبَ بِمَرَضٍ، وَأَكْثَرُهُمْ أَصَابَهُ الْجُنُونُ.


عبادَ اللهِ، معَ هذهِ المنزلةِ العَلِيَّةِ والرتبةِ السَّنِيَّةِ للحسينِ رضي اللهُ عنه، لكننا لا نَتجاوَزُ في حُبِّنَا له حدودَ مَا حَدَّه لنا الشرعُ؛ فلا نُعظِّمُه بأنواعِ التعظيمِ التي لا تُصرَفُ إلا للهِ، كالدعاءِ والاستغاثةِ، ولا نُشرِكُ بنبيِّنا وآلِهِ كما أشْركَتِ النصارى بعيسى ابنِ مريمَ وأُمِّهِ حيثُ جعلوهُمَا في مَرتبةِ الأُلوهِيَّةِ.


ولا نَجعَلُ له ولا لغيرِهِ مِن آلِ البيتِ الطيبينَ مَا هو مِن خَصائصِ الأنبياءِ والمرسلينَ؛ كالعِصمَةِ والتَّشريعِ، كما أننا لا نعصِي جَدَّهُ صلى الله عليه وسلم، الذي نهانا عَنِ النِّيَاحةِ وعَن ضَربِ الخُدودِ وشَقِّ الجُيوبِ، وأخبرنا أنَّ هذا مِن عَمَلِ أَهْلِ الجَاهليةِ، وقد استُشْهِدَ عمُّه حمزةُ ومُثِّلَ بجثمَانِه ولم يُصَبِ النبيُّ صلى الله عليه وسلم بعدَه بمثلِ مُصيبتِهِ فيهِ، ومعَ ذلكَ لم يجعل يومَ استشهادِهِ مَناحةً وحُزنًا، ولَم يَفعَلْ ذلك عليٌّ رضي اللهُ عنه في يومِ وفاةِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم، ولم يفعلْ ذلكَ الحسنُ والحسينُ في يومِ استشهادِ أَبيهِما رضيَ الله عنهم، ونحن كذلك لا نَجعلُ يومَ استشهادِ الحسينِ يومَ نِياحةٍ ولَطْم، اقتداءً بهذا الهَديِ النبويِّ الذي تتابعَ عليهِ عَملُ أئمةِ آلِ البيتِ النبويِّ الطاهرِ؛ كالإمامِ عليٍّ وابنَيْهِ الحسنِ والحسينِ رضي الله عنهم.


ولا شكَّ أيها الإخوة أنها قصة محزنة مؤلمة، وخاب وخسر من شارك في قتل الحسين ومن معه وباء بغضب من ربِّه، وللشهيد السعيد ومن معه الرحمة والرضوان من الله، ومِنَّا الدعاء والترضي.


رَضِيَ اللهُ عَن سِبْطِ رَسُولِ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ - وَرَيحَانَتِهِ، وَجَمَعَنَا بِهِ وَبِجَدِّهِ وَوَالِدِينَا وَالمُسلِمِينَ في جَنَّاتِهِ جَنَّاتِ النَّعِيمِ.

بارك الله.

الخطبة الثانية

الحمدُ للهِ وحدَه، والصلاةُ والسلامُ على من لا نبيَّ بعدَه، أما بعدُ:

ادَّعَتِ الدولةُ الفاطميةُ التي حَكَمَتِ الدِّيارَ المِصريةَ أنَّ رَأسَ الحسينِ وصلَ إلى الديارِ المصريةِ ودَفنُوهُ بها وبَنَوْا عليهِ المشهدَ المشهورَ بمصْرَ الذي يُقالُ لَه "تَاجُ الحُسينِ"، وقد نَصَّ غيرُ واحدٍ مِن أئمةِ أهلِ العلمِ على أنه لا أصلَ لذلكَ، بلِ الصحيحُ الذي ذَهبَ إليه عددٌ مِن عُلماءِ أَهلِ السنةِ أنَّ الرأسَ مَدفونٌ بالبقيعِ بالمدينةِ المنورةِ عِندَ قبرِ أمِّهِ فاطمةَ وأخيهِ الحسنِ؛ ذَكر ذلك ابنُ أبي الدنيا وابنُ الجَوزيِّ والقُرطبيُّ وابنُ تيميةَ وغيرهم.


فرضِيَ اللهُ عنِ الحسينِ، ولعَنَ اللهُ قَاتِلَه وقاتلَ ذريتِهِ الطاهرةِ، ووفقنا اللهُ لاتباعِ نهجِ جَدِّهِ المصطفى صلى الله عليه وسلم، وَجَمَعَنَا بهم في الفردوسِ الأعلى من الجنَّةِ.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • علاقة عائشة بالحسن والحسين رضي الله عنهم
  • دروس من مقتل الحسين رضي الله عنه
  • الموقف من المصائب (مقتل الحسين رضي الله عنه مثالا)
  • فضائل الحسين بن علي عليهما السلام

مختارات من الشبكة

  • مقتل عثمان: موقف علي بن أبي طالب وأهل العراق من مقتل عثمان بن عفان (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • كتاب (الأشباه والنظائر) المطبوع منسوباً لمقاتل بن سليمان بتحقيق شحاتة ليس لمقاتل.(مقالة - موقع الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن معاضة الشهري)
  • الحسين بن علي رضي الله عنه(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • فتنة مقتل الخليفة الراشد الصحابي الجليل عثمان بن عفان رضي الله عنه (WORD)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • آثار فتنة مقتل عثمان رضي الله عنه ونتائجها(مقالة - موقع الشيخ إبراهيم بن محمد الحقيل)
  • شبهات مقتل عثمان رضي الله عنه وردها(مقالة - موقع الشيخ إبراهيم بن محمد الحقيل)
  • تعريف بمعركة ملاذ كرد 463 هـ(مقالة - موقع د. محمد منير الجنباز)
  • يوم عاشوراء.. ومقتل الحسين رضي الله عنه.. بين الرافضة والناصبة (WORD)(كتاب - موقع الشيخ أحمد بن حسن المعلِّم)
  • صفحات مضيئة من حياة الفاروق رضي الله عنه: وداعا عمر بن الخطاب رضي الله عنه (10)(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • وصية عمر بن الخطاب رضي الله عنه لأبي موسى الأشعري رضي الله عنه في القضاء (PDF)(كتاب - آفاق الشريعة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • دفعة جديدة من خريجي برامج الدراسات الإسلامية في أستراليا
  • حجاج القرم يستعدون لرحلتهم المقدسة بندوة تثقيفية شاملة
  • مشروع مركز إسلامي في مونكتون يقترب من الانطلاق في 2025
  • مدينة روكفورد تحتضن يوما للمسجد المفتوح لنشر المعرفة الإسلامية
  • يوم مفتوح للمسجد يعرف سكان هارتلبول بالإسلام والمسلمين
  • بمشاركة 75 متسابقة.. اختتام الدورة السادسة لمسابقة القرآن في يوتازينسكي
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 20/11/1446هـ - الساعة: 15:29
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب