• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    أحكام التعاقد بالوكالة المستترة وآثاره: دراسة ...
    د. ياسر بن عبدالرحمن العدل
  •  
    خطبة: أم سليم ضحت بزوجها من أجل دينها (1)
    د. محمد جمعة الحلبوسي
  •  
    خطبة: التربية على العفة
    عدنان بن سلمان الدريويش
  •  
    حقوق الأولاد (1)
    د. أمير بن محمد المدري
  •  
    التلاحم والتنظيم في صفوف القتال في سبيل الله...
    أبو مالك هيثم بن عبدالمنعم الغريب
  •  
    أسس التفكير العقدي: مقاربة بين الوحي والعقل
    الشيخ حذيفة بن حسين القحطاني
  •  
    ابتلاء مبين وذبح عظيم (خطبة)
    د. محمود بن أحمد الدوسري
  •  
    فضل من يسر على معسر أو أنظره
    د. خالد بن محمود بن عبدالعزيز الجهني
  •  
    حديث: لا طلاق إلا بعد نكاح، ولا عتق إلا بعد ملك
    الشيخ عبدالقادر شيبة الحمد
  •  
    كونوا أنصار الله: دعوة خالدة للتمكين والنصرة
    أبو مالك هيثم بن عبدالمنعم الغريب
  •  
    لا تعير من عيرك
    نورة سليمان عبدالله
  •  
    من مائدة التفسير: سورة النصر
    عبدالرحمن عبدالله الشريف
  •  
    أربع هي نجاة الإنسان في الدنيا والآخرة (خطبة)
    د. أحمد بن حمد البوعلي
  •  
    وحدة المسلمين (خطبة)
    د. غازي بن طامي بن حماد الحكمي
  •  
    المسارعة إلى الاستجابة لأمر الله ورسوله صلى الله ...
    د. أمين بن عبدالله الشقاوي
  •  
    فوائد وأحكام من قوله تعالى: { إذ قال الله يا عيسى ...
    الشيخ أ. د. سليمان بن إبراهيم اللاحم
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / نوازل وشبهات / شبهات فكرية وعقدية
علامة باركود

رد على دعوى عنوانها: (ماذا تعني كلمة عربي؟)

رد على دعوى عنوانها: (ماذا تعني كلمة عربي؟)
ميساء بنت حسين باشا

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 30/7/2023 ميلادي - 12/1/1445 هجري

الزيارات: 13864

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

رد على دعوى عنوانها:

(ماذا تعني كلمة عربي؟)


بسم الله الرحمن الرحيم، إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله.


إن أصدق الحديث كتاب الله، وأحسن الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار،﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 102]، ﴿ يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾ [النساء: 1]، ﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾ [الأحزاب: 70، 71]، أما بعد:

فإن عظم المقام استلزم الاستهلال بخطبة الحاجة، لتكون مقدمة يقينية يجب التسليم لها دون الجنوح للأهواء والآراء؛ فإن ما فيها من حمد واستغفار، وإقرار لقدر الله تعالى وتوحيده، والشهادة لنبيه بالرسالة، وبأن قوله سبحانه أحسن الحديث وهدي نبيه خير الهدي، وذم البدع والمحدثات وضلالها المؤدي إلى النار، والأمر بالإيمان والتقوى والطاعة والثبات على ذلك، مما يوجب الغفران والفوز بالجنان.


وقد تناقلت وسائل التواصل الاجتماعية دعوى عنونها: (ماذا تعني كلمة عربي؟) تتضمن جملةً من الشبهات التي تم قولبتها في صورة دفاعية عن اللغة العربية، وجُمِّلت بألفاظ ظاهرها التنزيه والتعظيم للقرآن، وباطنها مضامين تهدف لتنحية اللغة عن التفسير كبداية على طريق التأويل الفلسفي المعاصر ونظرياته التي تهدف لإقصاء النص الشرعي عن الواقع والحياة، وليكون الرد منظمًا بطريقة علمية قمت بتقسيم هذه الدعوى إلى ست مسائل:

المسألة الأولى: أن معنى قوله تعالى: ﴿ قُرْآنًا عَرَبِيًّا ﴾ [الزخرف: 3] التمام والكمال وليس له علاقة بالعرب كقومية.


المسألة الثانية: أن معنى قوله تعالى: ﴿ عُرُبًا أَتْرَابًا ﴾ [الواقعة: 37] التمام الخالي من النقص.


المسألة الثالثة: أن معنى الأعراب في قوله تعالى: ﴿ الْأَعْرَابُ أَشَدُّ كُفْرًا وَنِفَاقًا ﴾ [التوبة: 97] ليس سكان البادية؛ لأن سكان البادية إنما يسمون البدو كما في قوله تعالى في سورة يوسف: ﴿ وَجَاءَ بِكُمْ مِنَ الْبَدْوِ ﴾ [يوسف: 100]، فالقرآن أرفع من أن يذم الناس بناءً على الأعراق.


المسألة الرابعة: أن الألف في «الْأَعْرَاب» هي ألف التعدي الزائدة التي تنقل المعنى إلى نقيضه كما في «قسط: ظلم» و«أقسط: عدل»؛ فمعنى «عرب» تم وخلا من العيب، ومعنى «أعرب» نقص وشمله العيب، وأن هذا في اللغة يُسمَّى همزة الإزالة؛ وعلى ذلك فإن معنى «الأعراب» مجموعة تتصف بصفة النقص في الدين والعقيدة.


المسألة الخامسة: أن اللغة العربية ليست لغة بشرية بل هي لغة السماء التي علَّم بها آدم الأسماء، وأنها أفضل اللغات باعتبار أنها لغة ربانية.


المسألة السادسة: أن هذه الرسالة بغرض بيان فضل العربية لمن اعوجَّ لسانه وحاد عنها لغيرها.


ولأن هذه الدعوى انتشرت بين عامة الناس لزم الاختصار في الرد بما يتناسب مع عموم من قرأ الرد، وإلا فإن هناك ردودًا أخرى أكثر لا تتناسب مع هذا المقام، والجواب عليها بعد الاستعانة بالله أن يُقال:

الحق في معنى «عربي» في قوله تعالى: ﴿ قُرْآنًا عَرَبِيًّا ﴾:

أولًا: لقد بيَّن الله تعالى في مواضع عديدة من كتابه أن القرآن نزل بلسان العرب، فقد قال سبحانه: ﴿ إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ ﴾ [يوسف: 2]، وقال: ﴿ وَكَذَلِكَ أَنْزَلْنَاهُ حُكْمًا عَرَبِيًّا وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا وَاقٍ ﴾ [الرعد: 37]، وقال: ﴿ وَكَذَلِكَ أَنْزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا وَصَرَّفْنَا فِيهِ مِنَ الْوَعِيدِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ أَوْ يُحْدِثُ لَهُمْ ذِكْرًا ﴾ [طه: 113]، وقال: ﴿ وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ * نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ * عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ * بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ ﴾ [الشعراء: 192 - 195]، وقال: ﴿ قُرْآنًا عَرَبِيًّا غَيْرَ ذِي عِوَجٍ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ ﴾ [الزمر: 28]، وقال: ﴿ كِتَابٌ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ ﴾ [فصلت: 3]، وقال:﴿ وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا أَعْجَمِيًّا لَقَالُوا لَوْلَا فُصِّلَتْ آيَاتُهُ أَأَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى أُولَئِكَ يُنَادَوْنَ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ ﴾ [فصلت: 44]، وقال: ﴿ وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا وَتُنْذِرَ يَوْمَ الْجَمْعِ لَا رَيْبَ فِيهِ فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ ﴾ [الشورى: 7]، وقال: ﴿ إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ ﴾ [الزخرف: 3]، وقال: ﴿ وَمِنْ قَبْلِهِ كِتَابُ مُوسَى إِمَامًا وَرَحْمَةً وَهَذَا كِتَابٌ مُصَدِّقٌ لِسَانًا عَرَبِيًّا لِيُنْذِرَ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَبُشْرَى لِلْمُحْسِنِينَ ﴾ [الأحقاف: 12]، وقد بيَّن الطبري إمام المفسِّرين أن معنى كون القرآن عربيًّا: أنه نزل بلسان العرب؛ لأن النبي الذي أوحي إليه به من العرب[1].


فالله تعالى لم يبعث نبيًّا ولا رسولًا إلا بلسان قومه، قال تعالى: ﴿ وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ فَيُضِلُّ اللَّهُ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ﴾ [إبراهيم: 4]؛ مما يدل على إن كل رسول ونبي أرسله الله تعالى إنما كان من القوم الذين بعث فيهم، وكل كتاب نزل من الله على نبيٍّ من أنبيائه ورسولٍ من رسله لم يكن إلا بلغة أولئك القوم، ليكون بيانًا واضحًا جليًّا لا ينتج عنه خلل في فهم أو علم.


فإن القرآن لو لم يكن بلسان العرب لأعرضوا عنه، ولقالوا: لولا كان عربيًّا، كما جاء في الآية (44) من سورة فصلت[2].


كما أن الله تعالى وصف القرآن في آيتَي الشعراء والزمر بأوصاف إضافية مع كونه عربيًّا؛ وهي أنه مبين؛ أي: واضح، وأنه غير ذي عوج؛ أي: لا لبس فيه[3].


ثانيًا: إن التمام والكمال المنسوبين لمعنى «عربي» قد يصحَّان من جهة شدة الفصاحة والبيان ومن جهة أعلى المحاسن؛ باعتبار أن لغة العرب أفصح اللغات مطلقًا حتى سمَّى العرب غيرهم بالعجم، ولأنها اللغة التي اختارها سبحانه وتعالى لتكون لغة القرآن، ولأن العرب من أكثر الشعوب اهتمامًا بالأخلاق الحميدة، ولأن الله تعالى جعل الحُور العين في أكمل وجه من الجمال والتحبُّب لأزواجهم كما سيأتي.


ثالثًا: أن العرب لم يحوزوا الفضل إلا باصطفاء الله تعالى لمحمد صلى الله عليه وسلم منهم، ولأن القرآن نزل بلسانهم، واستمر هذا الفضل لأن محمدًا صلى الله عليه وسلم خاتم النبيين، ولأن القرآن الذي نزل بلسانهم محفوظ إلى يوم القيامة؛ فالفضل ليس لقومية لكن لشرف الدين الذي نزل عليهم ليكون المهيمن على ما قبله والذي لا يُقبَل من أحد بعد نزوله دينٌ غيره إلى أن يرث الله الأرض ومَنْ عليها.


فكيف يعقل بعد ذلك أن يُقال: إن معنى قوله تعالى: ﴿ قُرْآنًا عَرَبِيًّا ﴾ أنه ليس له علاقة بالعرب كشعب أو قومية؟!


والحق في معنى قوله تعالى: ﴿ عُرُبًا أَتْرَابًا ﴾: أن الله تعالى قال: ﴿ إِنَّا أَنْشَأْنَاهُنَّ إِنْشَاءً * فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَارًا * عُرُبًا أَتْرَابًا ﴾ [الواقعة: 35 - 37] وهذا وصف للحور العين، و«العُرُب» في اللغة جمع عَرُوب، والمرأة العَرُوب هي: العفيفة المتحبِّبة إلى زوجها[4].


قال الطبري يرحمه الله تعالى: "هن من بني آدم، نساؤكنَّ في الدنيا ينشئهنَّ اللهُ أبكارًا عذارى عُرُبًا. وقوله: ﴿ عُرُبًا ﴾ يقول تعالى ذكره: فجعلناهنَّ أبكارًا غنجات، متحبِّبات إلى أزواجهنَّ يُحسِنَّ التبعُّل وهي جمع، واحدهن عَرُوب، كما واحد الرسل رسول، وواحد القُطُف قطوف... قال ابن عباس رضي الله عنهما: العُرُب المتحببات المتودِّدات إلى أزواجهنَّ"[5]، فليس لمعنى العُرُب في قوله تعالى: ﴿ عُرُبًا أَتْرَابًا ﴾ علاقة بالعرب كجنس أو نسبة نسب، وإن كان الجذر اللغوي للكلمتين «ع ر ب» سواء.


فيكون وجه التمام والكمال في كون الحور (عُرُبًا أَتْرَابًا) أنه سبحانه قد أنشأهُنَّ سبحانه على أحسن حال، وليس مطلق معنى «عرب» هو التمام الخالي من النقص.


والحق في أن معنى «الأعراب» في قوله تعالى: ﴿ الْأَعْرَابُ أَشَدُّ كُفْرًا وَنِفَاقًا ﴾ [التوبة: 97]، ودعوى أن القرآن أرفع من أن يذم الناس بناءً على الأعراق.


أولًا: إن من يرجع إلى لفظ «عرب» في كتب اللغة يعلم أن الجذر اللغوي «ع ر ب» له ثلاثة أصول:

1- الإبانة والفصاحة، ومثاله قولهم: أَعْرَبَ الرَّجُلُ عَنْ نَفْسِهِ، إذا بيَّن وأوضح.


2- النشاط وطيب النفس، ومثاله قولهم: وَالْخَيْلُ تَمْزعُ عَرْبًا فِي أَعِنَّتِهَا.


3- فساد في جسم أو عضو، ومنه قولهم: عَرِبَتْ مِعْدَتُهُ، إذا فسدت. وقولهم: امْرَأَةٌ عَرُوبٌ؛ أي: فاسدة[6].


ثانيًا: أن «الأعراب» هي جمع عرب، ثم صار اسمًا لسكَّان البادية؛ أي: إن من سكن البادية من العرب عرفوا بالأعراب.


كما أن «البدو» في اللغة هم سكان البادية في مقابل من سكن الحاضرة[7]،ولا يجهل أحد أن اللغة العربية فيها مرادفات كثيرة، فسكان البادية هم البدو عمومًا، ومن سكن البادية من العرب يسمون الأعراب خصوصًا؛ فالأول نسبة مكان وسكن، والثاني نسبة نسب.


فلماذا يضرب القرآن بعضه ببعض في حين أن هذه التسمية حقيقية، وكان هذا الكلام من عند الله، وكان القرآن نزل بلسان القوم؟!


ثانيًا: ويرد على دعواهم المتعلقة بقوله تعالى: ﴿ الْأَعْرَابُ أَشَدُّ كُفْرًا وَنِفَاقًا ﴾ [التوبة: 97] من وجهين:

الوجه الأول: أن الله تعالى بيَّن سبب كفر الأعراب ونفاقهم، قال الطبري يرحمه الله تعالى: "الأعراب أشدُّ جحودًا لتوحيد الله، وأشدُّ نفاقًا، من أهل الحضر في القرى والأمصار، وإنما وصفهم جل ثناؤه بذلك؛ لجفائهم، وقسوة قلوبهم، وقلة مشاهدتهم لأهل الخير، فهم لذلك أقسى قلوبًا، وأقلُّ علمًا بحقوق الله[8].


الوجه الثاني: أن هذا النص لا يصحُّ النظر إليه دون ما بعده، فالله تعالى قال: ﴿ الْأَعْرَابُ أَشَدُّ كُفْرًا وَنِفَاقًا وَأَجْدَرُ أَلَّا يَعْلَمُوا حُدُودَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ * وَمِنَ الْأَعْرَابِ مَنْ يَتَّخِذُ مَا يُنْفِقُ مَغْرَمًا وَيَتَرَبَّصُ بِكُمُ الدَّوَائِرَ عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ * وَمِنَ الْأَعْرَابِ مَنْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَيَتَّخِذُ مَا يُنْفِقُ قُرُبَاتٍ عِنْدَ اللَّهِ وَصَلَوَاتِ الرَّسُولِ أَلَا إِنَّهَا قُرْبَةٌ لَهُمْ سَيُدْخِلُهُمُ اللَّهُ فِي رَحْمَتِهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾ [التوبة: 97 - 99]، فبيَّن سبحانه أن العموم في الأعراب هو الكفر والنفاق، وأن بعضهم شديدو العداء للمؤمنين، لكنه مع ذلك أنصف فئةً مؤمنةً منهم تتقرَّب إلى الله بأعظم الطاعات، فبدأ بالعام ثم الخاص، فتبيَّن أن الذم والمدح لم يكن إلا على أساس الإيمان والتقوى وليس على أساس الأعراق والأنساب، فأي عرقية ونقص ينزهون القرآن عنها؟!


ودعوى أن القرآن أرفع من أن يذم الناس بناءً على الأعراق، ليست إلا كلمة حقٍّ أُرِيد بها باطل؛ إذ إن صاحبها يدندن حول مزاعم العقلانيين التي ظاهرها تنزيه الله تعالى، وباطنها القول على الله بغير علم الذي هو أعظم الذنوب.


وأما دعواهم المتعلقة بالتركيب اللغوي لكلمة «الْأَعْرَاب» وارتباطه بالنقص والعيب الذي هو خلاف التمام والكمال مما يفيده معنى عربي الوارد في المسألة الأولى، وبناء عليه تم قصر معنى كلمة «الْأَعْرَاب» على كونهم مجموعةً تتصف بصفة النقص في الدين والعقيدة.


أولًا: إن كون الألف الزائدة تنقل المعنى إلى نقيضه لا يعني انتفاء صلة النسبة بين «العرب» و «الْأَعْرَاب».


ثانيًا: إن كون النقص والعيب في الأعراب ليس على إطلاقه؛ لأن الله تعالى في آية سورة التوبة قد امتدح جماعةً من الأعراب بعد أن ذمَّ عمومهم.


ثالثًا: إن النقص العام في «الأعراب» يكون من جهة كونهم بدو العرب وليس من جهة فصاحتهم ولا نسبهم ولا أخلاقهم ولا عقيدتهم، والتاريخ بل سنة الرسول صلى الله عليه وسلم أيضًا تشهد بذلك؛ فقد كانت قريش ترسل أبناءها إلى مرضعات من سكان البادية ليتعلموا الفصاحة وتقوى فيهم سمات كثيرة يشرفون بها، وقد بعث عبدالمطلب بالرسول صلى الله عليه وسلم إلى بني سعد ومكث فيهم زمانًا حتى وقعت حادثة شق الصدر الأولى؛ فأعادته حليمة إلى أُمِّه خوفًا عليه، ولا يغفل عن ذلك إلا جاهل.


رابعًا: إن هذا القول يعرج بنا إلى قوله تعالى: ﴿ قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ وَإِنْ تُطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَا يَلِتْكُمْ مِنْ أَعْمَالِكُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾ [الحجرات: 14] الذي وجه فيه سبحانه «الأعراب» ونبههم عندما قالوا: «آمَنَّا» أن الألزم والأوجب أن يقولوا: أسلمنا لأمور:

أولها: أن الإيمان يختلف عن الإسلام؛ لأنه مقام أعلى يتطلب كمال الإسلام بالاستسلام المطلق لله تعالى ورسوله قولًا وعملًا، وأن الإسلام يكون ظاهرًا قولًا وعملًا، والإيمان يكون في الباطن قولًا وعملًا.


الثاني: لأن الإيمان لا يكون بمجرد الدخول في الإسلام، فالإيمان تصديق وقول وعمل.


الثالث: أنهم قد حققوا الإسلام ويرجى منهم بعده أن يحققوا الإيمان بالعمل فيكونوا مؤمنين[9].


ولعل صاحب هذه الدعوى ممن يعتقد خلاف الحق من أن الله تعالى قد نفى عنهم الإيمان مطلقًا، أو بأنهم منافقون؛ لذلك قال بأن الأعراب جماعة يتصفون بالنقص في الدين والعقيدة؛ فهم وإن كانوا أشدَّ كفرًا ونفاقًا كما جاء في آية سورة التوبة إلا أن هذا راجع لأسباب تعود إلى طبيعة البيئة التي عاشوا فيها والتي أكسبتهم الجفاء والغلظة، وبعدهم عن المدينة دار النبوة والإيمان، ومع ذلك فإن منهم المؤمنين، وجاءت آية سورة الحجرات لتبين لهم أنهم على بداية طريق الإيمان، وأنه يلزمهم العمل ليستحقوا وصف الإيمان.


والحق أن من نسج هذه الشبهة أراد بهذا الإيراد أن يتم له إبعاد المعنى عن صلة النسبة والنسب والانتساب بين العرب كقوم وبين القرآن؛ إذ إن العرب هم القوم الذين نزل القرآن فيهم وبلغتهم، التي كانت أفضل اللغات وأفصحها وأتمَّها وأكملها.


أما دعوى أن اللغة العربية ليست لغة بشرية بل هي لغة السماء التي علَّم الله بها آدم الأسماء، وأنها أفضل اللغات باعتبار أنها لغة ربانية.


ويقال لصاحب هذه الدعوى: سبحان الله! ما أدراك بهذا؟ هل أنت تعلم الغيب؟ أم جاءك من الله ما لم يؤتِه رسله؟


فإنه وإن كان الله تعالى علَّم آدم الأسماء بالعربية، فلا نستطيع أن نقول إن العربية هي لغة السماء؛ لأن هذا رجم بالغيب ليس عليه دليل من الكتاب والسنة.


فالأصل: أن الأمور المتعلقة بالأزل والخلق والكيفيات الغيبية المختلفة أنه لا يعلمها إلا الله، وأننا كخلق من خلق الله لا نعلم منها إلا ما أخبرنا به سبحانه في كتابه أو على لسان نبيِّه، وأن من يدعي معرفة كيفية غيبية معينة فقد قال على الله بغير علم، والذي هو أعظم الكفر بالله.


وأما دعوى أن هذه الرسالة لم تكن إلا لبيان فضل العربية لمن اعوجَّ لسانه وحاد عنها لغيرها.


فهذا من زخرف القول الذي ظاهره الصلاح، وباطنه الفساد؛ لما تقدم من بيان كان الدليل والمستند فيه لكتاب الله وسنة نبيِّه، وأقوال علماء اللغة والتفسير.


والناظر في هذه الدعوى يجد أنها أحد إفرازات التأويلات الفلسفية المعاصرة؛ كالتناص، والأنسنة، وغيرها من آليات تأويلية تهدف إلى قطع العلاقات بين النص الشرعي وبين منزله سبحانه وتعالى، واللغة التي نزل بها، والمتلقي السامع والقارئ لها من أمة الدعوة وأمة الإجابة، فهل بعد ذلك يصحُّ أن يُقال: إن ما جاء في هذه الدعوى كان ابتغاء الحق؟!


اللهم إنا نبرأ إليك مما يدعون.



[1] انظر: تفسير الطبري، 12/ 174، 13/ 190، 16/ 239، 19/ 118، 23/ 226، 24/ 99،137، 25/ 11، 25/ 55، 26/ 16. ومن شاء فليرجع لكتب أئمة المفسرين؛ كابن كثير والسعدي وغيرهما، غير أني اكتفيت بالطبري باعتباره إمام المفسرين وكل المفسرين من بعده عيال عليه، فهو المتقدم عليهم في الزمن؛ فقد توفي يرحمه الله تعالى سنة (310هـ).

[2] انظر: تفسير الطبري، 24/ 137.

[3] انظر: تفسير الطبري، 19/ 118، 23/ 226.

[4] انظر: المفردات في غريب القرآن للراغب الأصفهاني، 332.

[5] تفسير الطبري، 23/ 120-121.

[6] انظر: مقاييس اللغة لابن فارس، 4/ 299-300.

[7] انظر: كتاب العين للفراهيدي، 2/ 128، 8/ 83، المفردات في غريب القرآن للراغب الأصفهاني، 331-332.

[8] انظر: تفسير الطبري، 14/ 429.

[9] انظر: الإيمان الأوسط لابن تيمية، 81-19، 22، 121.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • المعاجم العربية
  • العربية الفصحى
  • العربي والتقدم
  • سلمى العربية

مختارات من الشبكة

  • ماذا تعني لا إله إلا الله؟(مقالة - آفاق الشريعة)
  • ماذا تعني الصهيونية، وما أصولها؟(مقالة - آفاق الشريعة)
  • ماذا تعني الدعوة الإسلامية؟ وما حقيقتها؟(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الرد على المخالف عقديا: رد ابن تيمية على أبي حامد الغزالي أنموذجا (WORD)(كتاب - موقع د. علي بن عبدالعزيز الشبل)
  • الرد على المخالف عقديا: رد ابن تيمية على أبي حامد الغزالي أنموذجا (PDF)(كتاب - موقع د. علي بن عبدالعزيز الشبل)
  • هل تجرعت كأس الفشل يومًا؟ وماذا تعني لك كلمة: (فاشل)؟(مقالة - الإصدارات والمسابقات)
  • الرد في المواريث(مقالة - موقع أ.د. مصطفى مسلم)
  • محاضرات في الدفاع عن القرآن: المحاضرة الرابعة: رد دعوى الطاعنين بالقول بنقص القرآن(مادة مرئية - موقع الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي)
  • الرد على دعوى القول بوجود ألفاظ معربة في القرآن(مقالة - آفاق الشريعة)
  • هل الغيرة تعني الحب؟(استشارة - الاستشارات)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • يوم مفتوح للمسجد يعرف سكان هارتلبول بالإسلام والمسلمين
  • بمشاركة 75 متسابقة.. اختتام الدورة السادسة لمسابقة القرآن في يوتازينسكي
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 14/11/1446هـ - الساعة: 17:59
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب