• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    موقف الشيعة من آيات الثناء على السابقين الأولين ...
    الدكتور سعد بن فلاح بن عبدالعزيز
  •  
    الحج: أسرار وثمرات (خطبة)
    د. محمد بن مجدوع الشهري
  •  
    فضل بعض أذكار الصباح والمساء
    رمضان صالح العجرمي
  •  
    المال الحرام
    د. خالد النجار
  •  
    نصائح متنوعة
    الشيخ عبدالله بن جار الله آل جار الله
  •  
    قصة موسى عليه السلام (خطبة)
    الدكتور أبو الحسن علي بن محمد المطري
  •  
    تخريج حديث: أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر ...
    الشيخ محمد طه شعبان
  •  
    خطبة: لا تغتابوا المسلمين (باللغة البنغالية)
    حسام بن عبدالعزيز الجبرين
  •  
    مفهوم المعجزة وأنواعها
    د. أحمد خضر حسنين الحسن
  •  
    ملخص من شرح كتاب الحج (8)
    يحيى بن إبراهيم الشيخي
  •  
    من أقوال السلف في أسماء الله الحسنى: (الشافي، ...
    فهد بن عبدالعزيز عبدالله الشويرخ
  •  
    موانع الخشوع في الصلاة
    السيد مراد سلامة
  •  
    وقفات مع القدوم إلى الله (11)
    د. عبدالسلام حمود غالب
  •  
    شموع (107)
    أ.د. عبدالحكيم الأنيس
  •  
    المنة ببلوع عشر ذي الحجة (خطبة)
    الشيخ محمد بن إبراهيم السبر
  •  
    أهمية التعلم وفضل طلب العلم
    د. حسام العيسوي سنيد
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / منبر الجمعة / الخطب / العبادات / الحج والأضحية
علامة باركود

خذوا عني مناسككم (خطبة)

خذوا عني مناسككم (خطبة)
رمضان صالح العجرمي

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 4/6/2023 ميلادي - 15/11/1444 هجري

الزيارات: 9630

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

((خُذُوا عَنِّي مَنَاسِكَكُم))

 

1- صفة حج النبي صلى الله عليه وسلم.

2- آدابٌ يجب على الحاجِّ مراعاتها.

 

الهدف من الخطبة:

التذكير بصفة وأعمال الحج.

 

مقدمة ومدخل للموضوع:

أيها المسلمون عباد الله، فإن الحج من أفضل العبادات، وأجلِّ الطاعات، وهو ركن من أركان الإسلام التي لا يتم دين العبد إلا بها، وحتى تكون العبادة صحيحة ومقبولة فإنها لا تتم إلا بأمرين:

1- الإخلاص لله عز وجل؛ بأن يقصد بها وجه الله تعالى والدار الآخرة، لا يقصد بها رياءً ولا سُمْعةً ولا حظًّا من الدنيا.


2- اتباع النبي صلى الله عليه وسلم فيها قولًا وعملًا، ولا يمكن تحقيق الاتباع إلا بمعرفة سنته، وصفة عبادته صلى الله عليه وسلم؛ ولذلك فالواجب على من أراد أن يتعبَّد لله تعالى بعبادة الحج أو غيرها أن يتعلَّم هدي النبي صلى الله عليه وسلم فيها؛ حتى يكون عملُه موافقًا للسُّنَّة، فهيا بنا نتعلَّم صفة حج النبي صلى الله عليه وسلم؛ كما نقل لنا ذلك جابر بن عبدالله رضي الله عنهما في صحيح مسلم، وذلك من خلال هذه الوقفات:

أولًا: ما هي مواقيت الحج؟

فإن لفريضة الحج مواقيت زمانية، ومواقيت مكانية.


فأمَّا المواقيت الزمانية للحج فهي الأشهر المعلومات التي لا يصحُّ شيء من أعمال الحج إلا فيها؛ كما قال تعالى: ﴿ الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ ﴾ [البقرة: 197]؛ وهي: شوال، وذو القعدة، وذو الحجة.


وأمَّا العمرة فيجوز أداؤها في جميع أوقات السنة.


وأما المواقيت المكانية للحج والعمرة: فهي الحدود التي لا يجوز للحاجِّ والمعتمر أن يتجاوزها إلا بإحرام، وقد بيَّنها رسول الله صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم؛ ففي الصحيحين عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: "أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وَقَّتَ لِأَهْلِ الْمَدِينَةِ: ذَا الْحُلَيْفَةِ، وَلِأَهْلِ الشَّامِ: الْجُحْفَةَ، وَلِأَهْلِ نَجْدٍ: قَرْنَ الْمَنَازِلِ، وَلِأَهْلِ الْيَمَنِ: يَلَمْلَمَ، هُنَّ لَهُنَّ وَلِمَنْ أَتَى عَلَيْهِنَّ مِنْ غَيْرِهِنَّ مِمَّنْ أَرَادَ الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ، وَمَنْ كَانَ دُونَ ذَلِكَ فَمِنْ حَيْثُ أَنْشَأَ، حَتَّى أَهْلُ مَكَّةَ مِنْ مَكَّةَ".


وَعَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: "أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وَقَّتَ لِأَهْلِ الْعِرَاقِ ذَاتَ عِرْقٍ"؛ [رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ، وَالنَّسَائِيُّ].


ثانيًا: أنواع النُّسُك: وهي ثلاثة أنواع: تمتُّع، وإفراد، وقِران.

فالتمتُّع: أن يُحرِم بالعمرة وحدها في أشهر الحج، فإذا وصل مكة طاف وسعى للعمرة وحلق أو قصَّر، فإذا كان يوم التروية (وهو اليوم الثامن من ذي الحجة) أحرم بالحج وحده وأتى بجميع أفعاله كما سيأتي معنا.


والإفراد: أن يُحرِم بالحج وحده، فإذا وصل مكة طاف للقدوم وسعى للحج، ولا يحلق، ولا يُقصِّر، ولا يحل من إحرامه؛ بل يبقى مُحْرِمًا حتى يحل من بعد رمي جمرة العقبة يوم العيد، وإن أخَّر سعي الحج إلى ما بعد طواف الحج فلا بأس.


والقِرَان: أن يُحرِم بالعمرة والحج جميعًا، أو يحرم بالعمرة أولًا، ثم يُدخِل الحج عليها قبل الشروع في طوافها، وعمل القارن كعمل المفرد سواءٌ، إلا أن القارن عليه هَدْيٌ، والمُفرِد لا هَدْيَ عليه.


ثالثًا: أعمال الحج: وتبدأ من الوصول إلى الميقات.

قالَ جابر رضي الله عنه: "إنَّ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ مَكَثَ تِسْعَ سِنِينَ لَمْ يَحُج، ثُمَّ أَذَّنَ في النَّاسِ في العَاشِرَةِ أنَّ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ حَاجٌّ، فَقَدِمَ المَدِينَةَ بَشَرٌ كَثِيرٌ، كُلُّهُمْ يَلْتَمِسُ أَنْ يَأْتَمَّ برَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، وَيَعْمَلَ مِثْلَ عَمَلِهِ".


قال جابر رضي الله عنه: "فَخَرَجْنَا معهُ، حتَّى أَتَيْنَا ذَا الحُلَيْفَةِ، فَصَلَّى رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ في المَسْجِدِ، ثُمَّ رَكِبَ القَصْوَاءَ، حتَّى إذَا اسْتَوَتْ به نَاقَتُهُ علَى البَيْدَاءِ، فَأَهَلَّ بالتَّوْحِيدِ: ((لَبَّيْكَ اللَّهُمَّ لَبَّيْكَ، لَبَّيْكَ لا شَرِيكَ لكَ لَبَّيْكَ، إنَّ الحَمْدَ وَالنِّعْمَةَ لَكَ وَالْمُلْكَ، لا شَرِيكَ لكَ))، وَلَزِمَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ تَلْبِيَتَهُ".


ثم يُسنُّ له الإكثار من التلبية بعد ذلك حتى يقطعها عند ابتداء الطواف.


وإذا كان خائفًا من مانع يمنعه من إكمال الحج فيُسنُّ له الاشتراط فيقول حين ينوي الإحرام: اللهم إن حبسني حابس فمحلِّي حيث حبستني.


رابعًا: محظورات الإحرام: وهي ما يمتنع المُحرِمُ من فعلها:

فإذا أحرم الحاجُّ أو المعتمر فيجب عليه أن يتجنب محظورات الإحرام؛ وهي:

1- لبس المخيط، وهو المفصَّل على قدر البدن أو العضو من السراويل والثياب وغيرهما.

2- استعمال الطِّيب في بدنه أو ثيابه.

3- إزالة الشعر والظفر، ذكرًا كان أو أنثى.

4- تغطية رأس الرجل بملاصق له.

5- عقد النكاح له ولغيره.

6- الوطء في الفرج، وهو مفسد للحج قبل التحلُّل الأول، ولو بعد الوقوف بعرفة.

7- قتل صيد البر واصطياده.

فإذا ارتكب محظورًا من هذه المحظورات لزمته الفدية.


خامسًا: الوصول إلى مكة والطواف: وهو ركن من أركان الحجِّ والعمرة.

قال جابر رضي الله عنه: "حتَّى إذَا أَتَيْنَا البَيْتَ اسْتَلَمَ الرُّكْنَ، فَطاف ورَمَلَ ثَلَاثًا وَمَشَى أَرْبَعًا، ثُمَّ نَفَذَ إلى مَقَامِ إبْرَاهِيمَ عليه السَّلَام، فَقَرَأَ: ﴿ وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى ﴾ [البقرة: 125]، فَجَعَلَ المَقَامَ بيْنَهُ وبيْنَ البَيْتِ، وصلَّى ركعتين وقرَأ في الرَّكْعَتَيْنِ ﴿ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ﴾ [الإخلاص: 1] وَ ﴿ قُلْ يَاأَيُّهَا الْكَافِرُونَ ﴾ [الكافرون: 1].


سادسًا: السعي بين الصفا والمروة: وهو ركن من أركان الحج والعمرة:

قال جابر رضي الله عنه: "ثُمَّ رَجَعَ إلى الرُّكْنِ فَاسْتَلَمَهُ، ثُمَّ خَرَجَ مِنَ البَابِ إلى الصَّفَا، فَلَمَّا دَنَا مِنَ الصَّفَا قَرَأَ: ﴿ إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ ﴾ [البقرة: 158]، أَبْدَأُ بما بَدَأَ اللَّهُ به، فَبَدَأَ بالصَّفَا، فَرَقِيَ عليه، حتَّى رَأَى البَيْتَ فَاسْتَقْبَلَ القِبْلَةَ، فَوَحَّدَ اللَّهَ وَكَبَّرَهُ، وَقالَ: ((لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ له، له المُلْكُ وَلَهُ الحَمْدُ، وَهو علَى كُلِّ شَيءٍ قَدِيرٌ، لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ، أَنْجَزَ وَعْدَهُ، وَنَصَرَ عَبْدَهُ، وَهَزَمَ الأحْزَابَ وَحْدَهُ))، ثُمَّ دَعَا بيْنَ ذلكَ، قالَ مِثْلَ هذا ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، ثُمَّ نَزَلَ إلى المَرْوَةِ، حتَّى إذَا انْصَبَّتْ قَدَمَاهُ في بَطْنِ الوَادِي سَعَى، حتَّى إذَا صَعِدَتَا مَشَى، حتَّى أَتَى المَرْوَةَ، فَفَعَلَ علَى المَرْوَةِ كما فَعَلَ علَى الصَّفَا".


فإذا كان قارنًا أو مُتمتِّعًا فإنه يحلق شعره أو يقصِّر ثم يتحلل من إحرامه حتى يوم التروية فيبدأ في أعمال الحج ويجب عليه الهديُ.


قال جابر رضي الله عنه: فقالَ النبي صلى الله عليه وسلم: ((لو أَنِّي اسْتَقْبَلْتُ مِن أَمْرِي ما اسْتَدْبَرْتُ لَمْ أَسُقِ الهَدْيَ، وَجَعَلْتُهَا عُمْرَةً، فمَن كانَ مِنكُم ليسَ معهُ هَدْيٌ فَلْيَحِلَّ، وَلْيَجْعَلْهَا عُمْرَةً)).


وَقالَ صلى الله عليه وسلم: ((دَخَلَتِ العُمْرَةُ في الحَجِّ))، قالَ جابر رضي الله عنه: "فَحَلَّ النَّاسُ كُلُّهُمْ وَقَصَّرُوا، إلَّا النَّبيَّ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ وَمَن كانَ معهُ هَدْيٌ".


أما إذا كان مفردًا فإنه يبقى على إحرامه.


مسألة أيهما أفضل؟

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: "الأفضل القِران لمن ساق الهدي، وإلا فالتمتع أفضل لمن لم يسُق الهدي".


سادسًا: أعمال يوم التروية:

قال جابر رضي الله عنه: "فَلَمَّا كانَ يَوْمُ التَّرْوِيَةِ تَوَجَّهُوا إلى مِنًى، فأهَلُّوا بالحَجِّ، وَرَكِبَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ إلى مِنى، فَصَلَّى بهَا الظُّهْرَ وَالْعَصْرَ، وَالْمَغْرِبَ وَالْعِشَاءَ، وَالْفَجْرَ، ثُمَّ مَكَثَ قَلِيلًا حتَّى طَلَعَتِ الشَّمْسُ، وَأَمَرَ بقُبَّةٍ مِن شَعَرٍ تُضْرَبُ له بنَمِرَةَ".


سابعًا: أعمال يوم عرفة:

قال جابر رضي الله عنه: "فَسَارَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ وَلَا تَشُكُّ قُرَيْشٌ إلَّا أنَّهُ وَاقِفٌ عِنْدَ المَشْعَرِ الحَرَامِ كما كَانَتْ قُرَيْشٌ تَصْنَعُ في الجَاهِلِيَّةِ، فأجَازَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ حتَّى أَتَى عَرَفَةَ، فَوَجَدَ القُبَّةَ قدْ ضُرِبَتْ له بنَمِرَةَ، فَنَزَلَ بهَا (وكان يومُ جمعة)، حتَّى إذَا زَاغَتِ الشَّمْسُ أَمَرَ بالقَصْوَاءِ، فَرُحِلَتْ له، فأتَى بَطْنَ الوَادِي، فَخَطَبَ النَّاسَ، ثُمَّ أَذَّنَ، ثُمَّ أَقَامَ فَصَلَّى الظُّهْرَ، ثُمَّ أَقَامَ فَصَلَّى العَصْرَ، وَلَمْ يُصَلِّ بيْنَهُما شيئًا، ثُمَّ رَكِبَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ حتَّى أَتَى المَوْقِفَ، وَاسْتَقْبَلَ القِبْلَةَ، فَلَمْ يَزَلْ وَاقِفًا حتَّى غَرَبَتِ الشَّمْسُ، وَذَهَبَتِ الصُّفْرَةُ قَلِيلًا، وَدَفَعَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، وهو يقولُ بيَدِهِ اليُمْنَى: ((أَيُّهَا النَّاسُ، السَّكِينَةَ السَّكِينَةَ)).


ثامنًا: أعمال المزدلفة:

قال جابر رضي الله عنه: "حتَّى أَتَى المُزْدَلِفَةَ، فَصَلَّى بهَا المَغْرِبَ وَالْعِشَاءَ بأَذَانٍ وَاحِدٍ وإقَامَتَيْنِ، وَلَمْ يُسَبِّحْ بيْنَهُما شيئًا، ثُمَّ اضْطَجَعَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ حتَّى طَلَعَ الفَجْرُ، وَصَلَّى الفَجْرَ حِينَ تَبَيَّنَ له الصُّبْحُ بأَذَانٍ وإقَامَةٍ، ثُمَّ رَكِبَ القَصْوَاءَ حتَّى أَتَى المَشْعَرَ الحَرَامَ، فَاسْتَقْبَلَ القِبْلَةَ، فَدَعَاهُ وَكَبَّرَهُ وَهَلَّلَهُ وَوَحَّدَهُ، فَلَمْ يَزَلْ وَاقِفًا حتَّى أَسْفَرَ جِدًّا".


تاسعًا: أعمال يوم النحر:

قال جابر رضي الله عنه: "فَدَفَعَ قَبْلَ أَنْ تَطْلُعَ الشَّمْسُ حتَّى أَتَى بَطْنَ مُحَسِّرٍ، فَحَرَّكَ قَلِيلًا، ثُمَّ سَلَكَ الطَّرِيقَ الوُسْطَى الَّتي تَخْرُجُ علَى الجَمْرَةِ الكُبْرَى، حتَّى أَتَى الجَمْرَةَ الكُبْرَى، فَرَمَاهَا بسَبْعِ حَصَيَاتٍ، يُكَبِّرُ مع كُلِّ حَصَاةٍ منها".


وفي رواية: "رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَرْمِي عَلَى رَاحِلَتِهِ يَوْمَ النَّحْرِ وَيَقُولُ: ((لِتَأْخُذُوا مَنَاسِكَكُمْ فَإِنِّي لَا أَدْرِي لَعَلِّي لَا أَحُجُّ بَعْدَ حَجَّتِي هَذِهِ))، ثُمَّ انْصَرَفَ إلى المَنْحَرِ، فَنَحَرَ ثَلَاثًا وَسِتِّينَ بيَدِهِ، ثُمَّ أَعْطَى عَلِيًّا، فَنَحَرَ ما غَبَرَ، وَأَشْرَكَهُ في هَدْيِهِ، ثُمَّ أَمَرَ مِن كُلِّ بَدَنَةٍ ببَضْعَةٍ، فَجُعِلَتْ في قِدْرٍ، فَطُبِخَتْ، فأكَلَا مِن لَحْمِهَا وَشَرِبَا مِن مَرَقِهَا، ثُمَّ رَكِبَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ فأفَاضَ إلى البَيْتِ، فَصَلَّى بمَكَّةَ الظُّهْرَ، فأتى بني عبدالمطلب يسقون على زمزم، فقال: ((انزعوا بني عبدالمطلب، فلولا أن يغلبكم الناس على سقايتكم، لنزعت معكم))، فناولوه دَلْوًا فشرب منه، ثم رجع إلى مِنى في نفس اليوم، فبات بها".


عاشرًا: أعمال أيام التشريق:

قال جابر رضي الله عنه: "ثم عاد إلى مِنى، فبات بها ثلاث ليالٍ يرمي الجمرات الثلاثة بعد زوال كل يوم، يبدأ بالصغرى ويختم بالكبرى، يرمي كل جمرة بسبع حصيات، ويكبر مع كل حصاة، وفعل ذلك في بقية أيام التشريق، وفي اليوم الثالث عشر من ذي الحجة نفر النبي صلى الله عليه وسلم من مِنى، وركب إلى البيت، فطاف به طواف الوداع، ثم توجَّه راجعًا إلى المدينة".


وبذلك تنتهي أعمال الحج.


نسأل الله العظيم أن يرزقنا حجَّ بيته الحرام.

 

الخطبة الثانية

آدابٌ يجب على الحاجِّ مراعاتها:

أيها المسلمون عباد الله، فإن هناك آدابًا يجب على الحاجِّ مراعاتها، وأن يتحلَّى بها، ومنها:

1- الإخلاصُ لله تعالى:


قال الله تعالى: ﴿ وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ ﴾ [البقرة: 196]، فلا يكون قصده من الحج الرياء والسمعة.


ويكثر الرياء في الحج؛ لأنه عمل ظاهر، وشعيرة كبيرة، والناس يتحدثون فيه، ويتناقلون صور الحجاج الثابتة والمتحرِّكة، ووسائل الإعلام مجتمعة على نقله وإشهاره. وإذا كان يحج لأجل غرض دنيوي مادي أو معنوي لم يكن حجه لله تعالى؛ قال رجل لابن عمر رضي الله عنهما: "ما أكثر الحاج! فقال ابن عمر: ما أقَلَّهم! ثم رأى رجلًا على بعير على رحل رثٍّ خطامه حبال، فقال: "لعل هذا".


وقال شريح رحمه الله: "الحاجُّ قليل والركبان كثير، ما أكثر من يعمل الخير! ولكن ما أقل الذين يريدون وجهه!".


وفي الحديث القدسي يقول الله تعالى: ((أَنَا أَغْنَى الشُّرَكَاءِ عَنِ الشِّرْكِ، مَنْ عَمِلَ عَمَلًا أَشْرَكَ فِيهِ مَعِي غَيْرِي تَرَكْتُهُ وَشِرْكَهُ))؛ [رواه مسلم].


2- أن يتخيَّرَ لحَجِّهِ المالَ الحلال:

فقد ذكر النبي صلى الله عليه وسلم الرجل: ((يُطِيلُ السَّفَرَ أَشْعَثَ أَغْبَرَ، يَمُدُّ يَدَيْهِ إلى السَّمَاءِ، يَا رَبِّ، يَا رَبِّ، وَمَطْعَمُهُ حَرَامٌ، وَمَشْرَبُهُ حَرَامٌ، وَمَلْبَسُهُ حَرَامٌ، وَغُذِيَ بِالْحَرَامِ، فَأَنَّى يُسْتَجَابُ لِذَلِكَ؟))؛ [رواه مسلم].


3- وأن يختار الحاجُّ في سفره وحَجِّه الصحبةَ الصالحةَ التي تُعينُه على طاعة الله عز وجل.


4- أن يحذر من الرفث والفسوق والجِدال أثناء أداء النسك؛ كما قال تعالى: ﴿ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ ﴾ [البقرة: 197]، وقال النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((مَنْ حَجَّ لِلَّهِ فَلَمْ يَرْفُثْ وَلَمْ يَفْسُقْ رَجَعَ كَيَوْمِ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ))؛ [متفق عليه].


5- وأن يُكثِرَ الحاجُّ من ذكر الله عزَّ وجل في حَجِّهِ ويجتهدَ في الدعاء ويسألَ اللهَ عز وجل أن يتقبلَ منه حَجَّهُ وعُمْرتَه وجميعَ أعمالِه الصالحة؛ وذلك لأن الله تعالى لما نهى عن الرفث والفسوق والجدال حثَّ سبحانه وتعالى على فعل الخير، فقال تعالى: ﴿ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَاأُولِي الْأَلْبَابِ ﴾ [البقرة: 197].


نسأل الله العظيم أن يرزقنا حجَّ بيته الحرام.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • خذوا عني مناسككم (هدي النبي صلى الله عليه وسلم في الحج)
  • تفسير: (فإذا قضيتم مناسككم فاذكروا الله كذكركم آباءكم...)
  • حديث: لتأخذوا مناسككم فإني لا أدري لعلي لا أحج بعد حجتي هذه
  • {فإذا قضيتم مناسككم}
  • مسائل في مناسك الصغار

مختارات من الشبكة

  • خذوا روحي، خذوا دنياي مني (قصيدة)(مقالة - حضارة الكلمة)
  • خذوا عني مناسككم(مادة مرئية - موقع الشيخ عبدالرحمن بن عبدالعزيز الدهامي)
  • إتمام الحج بين (خذوا عني) و(افعل ولا حرج)(مقالة - ملفات خاصة)
  • خذوا جنتكم فقد انطلقت الشياطين (خطبة عيد الفطر المبارك 1446)(مقالة - ملفات خاصة)
  • { خذوا زينتكم عند كل مسجد } {خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • يا أهل المساجد خذوا زينتكم (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • خذوا حذركم (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • يا بني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد(محاضرة - مكتبة الألوكة)
  • (خذوا زينتكم عند كل مسجد)(مقالة - موقع الشيخ د. خالد بن عبدالرحمن الشايع)
  • تفسير قوله تعالى: { وإذ أخذنا ميثاقكم ورفعنا فوقكم الطور خذوا ما آتيناكم بقوة...}(مقالة - آفاق الشريعة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • مشروع إسلامي ضخم بمقاطعة دوفين يقترب من الموافقة الرسمية
  • ختام ناجح للمسابقة الإسلامية السنوية للطلاب في ألبانيا
  • ندوة تثقيفية في مدينة تيرانا تجهز الحجاج لأداء مناسك الحج
  • مسجد كندي يقترب من نيل الاعتراف به موقعا تراثيا في أوتاوا
  • دفعة جديدة من خريجي برامج الدراسات الإسلامية في أستراليا
  • حجاج القرم يستعدون لرحلتهم المقدسة بندوة تثقيفية شاملة
  • مشروع مركز إسلامي في مونكتون يقترب من الانطلاق في 2025
  • مدينة روكفورد تحتضن يوما للمسجد المفتوح لنشر المعرفة الإسلامية

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 26/11/1446هـ - الساعة: 15:30
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب