• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    حديث: رفع القلم عن ثلاثة: عن النائم حتى يستيقظ، ...
    الشيخ عبدالقادر شيبة الحمد
  •  
    حقوق المسنين (1)
    د. أمير بن محمد المدري
  •  
    تفسير سورة النصر
    يوسف بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن السيف
  •  
    المرأة في الإسلام: حقوقها ودورها في بناء المجتمع
    محمد أبو عطية
  •  
    مفهوم الفضيلة لغة واصطلاحا
    د. أحمد خضر حسنين الحسن
  •  
    ملخص من شرح كتاب الحج (7)
    يحيى بن إبراهيم الشيخي
  •  
    خطبة أحداث الحياة
    الشيخ إسماعيل بن عبدالرحمن الرسيني
  •  
    {هماز مشاء بنميم}
    نورة سليمان عبدالله
  •  
    الإيمان بالقرآن أصل من أصول الإيمان
    الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي
  •  
    أسباب اختلاف نسخ «صحيح البخاري»
    د. هيثم بن عبدالمنعم بن الغريب صقر
  •  
    خطبة: اشتداد المحن بداية الفرج
    يحيى سليمان العقيلي
  •  
    خطبة: إن الله لا يحب المسرفين
    عبدالعزيز أبو يوسف
  •  
    فضل عشر ذي الحجة (خطبة)
    أ. د. إبراهيم بن صالح بن عبدالله
  •  
    فصلٌ: فيما إذا جُهل حاله هل ذُكر عليه اسم الله أم ...
    فواز بن علي بن عباس السليماني
  •  
    خطبة (المروءة والخلق والحياء)
    الدكتور علي بن عبدالعزيز الشبل
  •  
    تساؤلات وإجابات حول السنة
    عبدالعظيم المطعني
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / منبر الجمعة / الخطب / عقيدة وتوحيد / التوحيد
علامة باركود

ثمرات الإيمان بأسماء الله وصفاته الحسنى (خطبة)

ثمرات الإيمان بأسماء الله وصفاته الحسنى (خطبة)
السيد مراد سلامة

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 13/5/2023 ميلادي - 22/10/1444 هجري

الزيارات: 8868

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

ثمرات الإيمان بأسماء الله وصفاته الحسنى


الخطبة الأولى

الحمد لله الذي تفرَّد في أزليَّته بعزِّ كبريائه، وتوحَّد في صمديته بدوام بقائه، ونوَّر بمعرفته قلوب أوليائه، وطيَّب أسرار القاصدين بطِيب ثنائه، وأسبغ على الكافة جزيل عطائه، وأمَّن خوف الخائفين بحسن رجائه، الحي العليم الذي لا يعزُب عن علمه مثقال ذرة في أرضه ولا سمائه، القدير لا شريك له في تدبيره وإنشائه، وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، وأشهد أن سيدنا وحبيبنا وشفيعنا محمدًا عبدُالله ورسوله، وصفيه من خلقه وحبيبه، خاتم أنبيائه، وسيد أصفيائه، المخصوص بالمقام المحمود، في اليوم المشهود، فجمع الأنبياء تحت لوائه؛ أما بعد:

فيا معاشر المحبين، حديثنا في ذلك اليوم الأغر عن ثمرات الإيمان بأسماء الله وصفاته الحسنى، فكلما تعرف الإنسان منَّا على الله تعالى بأسمائه وصفاته، ازداد له حبًّا، وازداد له شوقًا، وازداد له خضوعًا وخوفًا؛ فهيا لنتعرف على أسمائه الحسنى وصفاته العلا.

 

العلم بها من أشرف العلوم:

إخوة الإيمان، اعلموا - بارك الله فيكم وزادكم الله علمًا وفهمًا - أن العلم بأسماء الله وصفاته أشرف العلوم، وأفضلها، وأعلاها مكانةً، وأجلها شأنًا، وشرف العلم وفضله من شرف معلومه، ولا أشرف وأفضل من العلم بالله وأسمائه وصفاته الواردة في الكتاب والسنة؛ ولهذا فإن الاشتغال بفَهمِهِ، والعلم به، والبحث عنه اشتغالٌ بأشرف المطالب، وأجلِّ المقاصد.

 

قال ابن القيم رحمه الله: "العلم بالله وأسمائه وصفاته هو أشرف العلوم على الإطلاق، وهو مطلوب لنفسه، ومُرادٌ لذاته؛ قال الله تعالى: ﴿ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا ﴾ [الطلاق: 12]، فهذا العلم هو غاية الخلق المطلوبة"[1].

 

وقال رحمه الله: "شرف العلم تابعٌ لشرف معلومه؛ لوثوق النفس بأدلة وجوده وبراهينه، ولشدة الحاجة إلى معرفته، وعظم النفع بها، ولا ريب أن أجلَّ معلوم وأعظمه وأكبره هو الله الذي لا إله إلا هو رب العالمين"[2].

 

واعلموا أن أولَّ فرض على العباد توحيد الله، ولا يتم إلا بالعلم بالله وأسمائه وصفاته:

أول واجب على العبيد
معرفة الرحمن بالتوحيد[3]

يقول قوام السنة الأصفهاني رحمه الله: "قال بعض العلماء: أول فرض فرضه الله تعالى على خلقه معرفته، فإذا عرفه الناس عبدوه؛ قال الله تعالى: ﴿ فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ﴾ [محمد: 19]، فينبغي للمسلمين أن يعرفوا أسماء الله وتفسيرها؛ فيُعظِّموا الله حقَّ عظمته.

 

قال: ولو أراد رجلٌ أن يتزوج إلى رجل، أو يزوِّجه، أو يعامله، طلب أن يعرف اسمه وكنيته، واسم أبيه وجده، وسأل عن صغير أمره وكبيره، فالله الذي خلقنا ورزقنا، ونحن نرجو رحمته، ونخاف من سخطه أَولَى أن نعرف أسماءه، ونعرف تفسيرها"[4].

 

الإيمان بها ومعرفتها سبب من أسباب دخول الجنة:

واعلموا - بارك الله فيكم - أن من ثمار معرفة الأسماء والصفات أنها سبب من أسباب دخول الجنة؛ روى البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إن لله تسعةً وتسعين اسمًا؛ مائةً إلا واحدًا، مَن أحصاها، دخل الجنة))[5].

 

ولنا مع هذا الحديث وقفتان:

الوقفة الأولى: في بيان معنى الإحصاء: وقد اختلفوا في المراد بإحصائها:

فقال البخاري وغيره من المحققين: معناه: حفظها، وهذا هو الأظهر؛ لأنه جاء مفسَّرًا في رواية أخرى عند مسلم: ((من حفظها)).

 

وقيل: أحصاها: عدَّها في الدعاء بها.

 

وقيل: أطاقها؛ أي: أحسن المراعاة لها، والمحافظة على ما تقتضيه، وصدَّق بمعانيها، ويأتي الإحصاء بمعنى الإطاقة؛ كما في قوله صلى الله عليه وسلم: ((استقيموا ولن تحصوا))، ومنه قوله صلى الله عليه وسلم: ((لا أُحْصِي ثناءً عليك، أنت كما أثنيت على نفسك)).

 

والصواب ما ذكره ابن القيم رحمه الله في (بدائع الفوائد) أن الإحصاء مراتبُ:

"المرتبة الأولى: إحصاء ألفاظها وعددها.

 

المرتبة الثانية: فهم معانيها ومدلولها.

 

المرتبة الثالثة: دعاؤه بها؛ كما قال تعالى: ﴿ وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا ﴾ [الأعراف: 180]؛ وهو مرتبتان:

إحداهما: دعاءُ ثناءٍ وعبادة.

والثاني: دعاء طلب ومسألة"[6].

 

محبة الله تعالى:

أخا الإسلام، ومن ثمرات الإيمان بالأسماء والصفات محبةُ الله جل جلاله للعبد، ومحبة العبد للرب سبحانه؛ عن عائشة ((أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث رجلًا على سرِيَّة، فكان يقرأ لأصحابه في صلاتهم: ﴿ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ﴾ [الإخلاص: 1]، فلما رجعوا ذكروا ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم، فقال: سَلُوه لأي شيء صنع هذا؟ فسألوه، فقال: أنا أحب أن أقرأها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أخبروه أن الله يحبه))[7].

 

اشتملت السورة على بيان ذات الله المقدسَّة، وصفاته الجليلة، التي لا يمكن أن يشاركه فيها أحد، فكل ما وصف الله به نفسه وذاته في هذه السورة، بين الإثبات والنفي، هي صفات مختصة به؛ لأن ذاته لا تماثل شيئًا من الذوات، وصفاته مختصة به فلا تماثل شيئًا من الصفات، بل هو سبحانه أحد صمد، ﴿ لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ * وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ ﴾ [الإخلاص: 3، 4]، فاسمه (الأحد) دلَّ على نفي المشاركة والمماثلة، واسمه (الصمد) دلَّ على أنه مستحق لجميع صفات الكمال[8].

 

التعبد لله سبحانه وتعالى بها:

إخوة الإيمان، ومن ثمرات معرفة الأسماء والصفات الحسنى التعبد لله تعالى بها، والعمل بما فيها؛ قال ابن القيم رحمه الله: "أكمل الناس عبودية المتعبدُ بجميع الأسماء والصفات التي يطَّلع عليها البشر، فلا تحجبه عبودية اسمٍ عن عبودية اسم آخر، كمن يحجبه التعبد باسمه القدير عن التعبد باسمه الحليم الرحيم، أو يحجبه عبودية اسمه المعطي عن عبودية اسمه المانع، أو عبودية اسمه الرحيم والعفوِّ والغفور عن اسمه المنتقم، أو التعبد بأسماء التودد، والبر، واللطف، والإحسان، عن أسماء العدل، والجبروت، والعظمة، والكبرياء ونحو ذلك.

 

وهذه طريقة الكُمَّل من السائرين إلى الله، وهي طريقة مشتقة من قلب القرآن؛ قال الله تعالى: ﴿ وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا ﴾ [الأعراف: 180]، والدعاء بها يتناول دعاء المسألة، ودعاء الثناء، ودعاء التعبد، وهو سبحانه يدعو عباده إلى أن يعرفوه بأسمائه وصفاته، ويُثنُوا عليه بها، ويأخذوا بحظهم من عبوديتها، وهو سبحانه يحب مُوجِب أسمائه وصفاته"[9].

 

قال الله تعالى: ﴿ وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ [الأعراف: 180]، والدعاء هنا هو دعاء المسألة، ودعاء العبادة؛ أي: اسألوه بها، واعبدوه بها.

 

فعلى العبد أن يسعى إلى الاقتباس من نور صفات الله على ما يليق به، ويعبِّر عن ذلك الإمام ابن القيم رحمه الله بـ(تعبد الله بها)، لا كما يقول بعضهم: يتخلق بها، ومن المعلوم لدى أرباب الفِطَرِ السليمة والقلوب القويمة، أن المحب يحب أن يتصف بصفات محبوبه، كما أن المحبوب يحب أن يتصف محبه بصفاته؛ لذلك كان النبي صلى الله عليه وسلم يحث على الأحسن والأفضل، ويذكر الناس أن الله يحبها؛ بقوله: ((إن الله عفو يحب العفو))، ((جميل يحب الجمال))، ((طيب لا يقبل إلا طيبًا)).

 

أقول قولي هذا، وأستغفر الله العظيم لي ولكم؛ فاستغفروه؛ إنه هو الغفور الرحيم.

 

الخطبة الثانية

الحمد لله على إحسانه، والشكر له على توفيقه وامتنانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، تعظيمًا لشأنه، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، الداعي إلى رضوانه، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وإخوانه، وسلم تسليمًا كثيرًا؛ أما بعد:

الرضا بالله وقضائه سبحانه وتعالى:

فيا أيها المسلمون، إن من عرَف الله رضِيَ به ربًّا، ومن رضي بالله ربًّا، ذاق طعم الإيمان، وعلم أن الله تعالى لا يقضي قضاء للعبد إلا هو خير له؛ لأنه سبحانه الحكيم العليم اللطيف بعباده؛ عن العباس بن عبدالمطلب رضي الله عنه، أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((ذاق طعم الإيمان من رضِيَ بالله ربًّا، وبالإسلام دينًا، وبمحمد رسولًا))[10].

 

قال ابن القيم رحمه الله: "كلما كان العبد بالله أعرف، كان به أرضى؛ فقضاء الرب سبحانه في عبده دائرٌ بين العدل والمصلحة، والحكمة والرحمة، لا يخرج عن ذلك ألبتة؛ كما قال في الدعاء المشهور: ((اللهم إني عبدك، ابن عبدك، ابن أمَتِك، ناصيتي بيدك، ماضٍ فيَّ حكمك، عدل فيَّ قضاؤك))[11].

 

وها هو موقف سعد بن أبي وقاص؛ لما قدِم سعد بن أبي وقاص مكَّةَ، وقد كان كُفَّ بصره، جاءه الناس يُهرَعون إليه، كل واحد يسأله أن يدعو له، فيدعو لهذا ولهذا، وكان مجاب الدعوة.

 

قال عبدالله بن السائب: فأتيته وأنا غلام، فتعرفت إليه فعرَفني، وقال: أنت قارئ أهل مكة؟ قلت: نعم، فذكر قصة قال في آخرها: فقلت له: يا عم، أنت تدعو للناس، فلو دعوتَ لنفسك، فردَّ الله عليك بصرك، فتبسَّم، وقال: "يا بني، قضاء الله سبحانه عندي أحسن من بصري".

 

فهذا حال الرضا من الإنسان؛ يرضى بالحال التي هو فيها، ويطمع في ثوابها، ولا يتمنى زوالها.

 

دعاء الله سبحانه وتعالى بها:

أيها المسلمون، ومن ثمرات معرفة الأسماء والصفات أن يدعوَ الله تعالى بها، فيسأل الله تعالى بكل اسم بمعناه ومقتضاه، فإذا أراد الرحمة، سأل الله تعالى باسمه الرحيم والرحمن، وإذا أراد التوبة، سأله باسمه التواب والغفار، وإذا أراد الحماية والحفظ، سأله باسمه الحافظ والحفيظ؛ فعن ابن مسعود، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ما قال عبدٍ قط إذا أصابه همٌّ أو حزن، فقال: اللهم إني عبدك، ابن عبدك، ابن أمَتك، ناصيتي بيدك، ماضٍ فيَّ حكمك، عدل فيَّ قضاؤك، أسألك بكل اسم هو لك سميتَ به نفسك، أو أنزلته في كتابك، أو علمته أحدًا من خلقك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك، أن تجعل القرآن ربيع قلبي، ونور صدري، وجِلاء حزني، وذَهاب غمي، إلا أذهب الله همَّه، وأبدله مكان حزنه فرحًا، قالوا: يا رسول الله، ينبغي لنا أن نتعلم هذه الكلمات؟ قال: أجل، ‌ينبغي ‌لمن ‌سمعهن ‌أن ‌يتعلمهن))[12].

 

عن أبي بكرة، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((دعوات المكروب: اللهم ‌رحمتَك ‌أرجو؛ ‌فلا ‌تكلني إلى نفسي طرفة عين، وأصلح لي شأني كله، لا إله إلا أنت))[13].

 

عن ‌أسماء بنت عميس قالت: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((‌ألا ‌أعلمكِ ‌كلماتٍ ‌تقولينهُنَّ عند الكرب، أو في الكرب: الله الله ربي لا أشرك به شيئًا))[14].

 

ذكر في سورة الأنبياء قصص الكثير من الأنبياء عليهم السلام؛ فمنهم سيدنا نوح عليه السلام عندما دعا ربه أن ينجيه من قومه، فكانوا كافرين وظالمين؛ فقال تعالى: ﴿ وَنُوحًا إِذْ نَادَى مِنْ قَبْلُ فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ ﴾ [الأنبياء: 76].

 

كما أن سيدنا أيوبَ عليه السلام قام أيضًا بالدعاء إلى ربه؛ فقد دعا الله عز وجل أن يشفيَه ويُزيل عنه المرض، بعد أن أتعبه، واستجاب له الله؛ قال تعالى: ﴿ وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ * فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِنْ ضُرٍّ وَآتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَذِكْرَى لِلْعَابِدِينَ ﴾ [الأنبياء: 83، 84].

 

القصة الأكثر صعوبة كانت قصة نبي الله يونس، وهو في بطن الحوت؛ فقد دعا الله كثيرًا أن ينجيه، وقد كان؛ فقد استجاب الله له من الظلمة التي كان فيها في بطن الحوت وظلام الليل؛ قال تعالى: ﴿ وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ * فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ ﴾ [الأنبياء: 87، 88].

 

عن أنس قال: ((كان رجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من الأنصار يُكنى: أبا مُعلَّق، وكان تاجرًا يَتَّجِر بمالٍ له ولغيره، يضرب به في الآفاق، وكان ناسكًا ورِعًا، فخرج مرةً فلقيه لص مقنَّع في السلاح، فقال له: ضَعْ ما معك؛ فإني قاتلك، قال: ما تريد إلى دمي؟ شأنك بالمال، قال: أما المال فلي، ولست أريد إلا دمك، قال: أمَّا إذا أبيت، فذرني أصلي أربع ركعات، قال: صلِّ ما بدا لك، فتوضأ ثم صلى أربع ركعات، فكان من دعائه في آخر سجدة أن قال: يا ودود، يا ذا العرش المجيد، يا فعَّالًا لما يريد، أسألك بعزك الذي لا يُرَام، وملكك الذي لا يُضَام، وبنورك الذي ملأ أركان عرشك، أن تكفيني شرَّ هذا اللص، يا مغيث أغثني، يا مغيث أغثني؛ ثلاث مرات، قال: دعا بها ثلاث مرات، فإذا هو بفارس قد أقبل بيده حربةٌ واضعُها بين أذنَي فرسه، فلما بصُر به اللص، أقبل نحوه، فطعنه، فقتله ثم أقبل إليه، فقال: قُمْ، قال: من أنت بأبي أنت وأمي، فقد أغاثني الله بك اليوم؟ قال: أنا مَلَكٌ من أهل السماء الرابعة، دعوت بدعائك الأول، فسمعت لأبواب السماء قَعْقَعَةً، ثم دعوت بدعائك الثاني، فسمعت لأهل السماء ضجَّةً، ثم دعوت بدعائك الثالث، فقيل لي: دعاء مكروب، فسألت الله تعالى أن يوليني قتله، قال أنس: ‌فاعلم ‌أنه ‌من ‌توضأ، ‌وصلى ‌أربع ‌ركعات، ودعا بهذا الدعاء، استُجيب له مكروبًا كان أو غير مكروب))[15].

 

اللهم أعزَّ الإسلام والمسلمين، وأذِلَّ الشرك والمشركين، وانصر إخواننا المجاهدين، وارحم إخواننا المستضعفين في كل مكان يا أرحم الراحمين، عباد الله، صلوا وسلموا على رسول الله، اللهم صلِّ وسلم وبارك على نبينا محمد، وارضَ اللهم عن خلفائه الراشدين أبي بكر وعمر وعثمان وعلي، وعن سائر أصحاب نبيك أجمعين، وعنا معهم بفضلك ورحمتك يا أرحم الراحمين، اللهم آمِنَّا في دورنا، وأصلح ووفق ولاة أمورنا، واجعلهم هداة مهتدين غير ضالين ولا مُضلِّين، وارزقهم بطانة صالحة ناصحة يا رب العالمين، عباد الله، اذكروا الله يذكركم، واشكروه على نِعَمِه، يَزِدْكم، ﴿ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ ﴾ [العنكبوت: 45].



[1] مفتاح دار السعادة (1/ 178).

[2] مفتاح دار السعادة (1/ 86).

[3] معارج القبول بشرح سلم الوصول (1/ 29).

[4] الحجة في بيان المحجة (1/ 134).

[5] أخرجه أحمد (2/267)، ومسلم (2677) (6) في الذكر والدعاء، باب في أسماء الله تعالى وفضل من أحصاها.

[6] بدائع الفوائد (1/172).

[7] رواه البخاري، كتاب التوحيد، باب ما جاء في دعاء النبي صلى الله عليه وسلم أمته إلى توحيد الله تبارك وتعالى، برقم (7375)، ومسلم، كتاب صلاة المسافرين وقصرها، باب فضل قراءة ﴿ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ﴾ [الإخلاص: 1]، برقم (813).

[8] مجموع الفتاوى (17/107).

[9] مدارج السالكين (1/ 420).

[10] رواه مسلم (34).

[11] الفوائد لابن القيم (ص: 93).

[12] أخرجه أحمد (3712)، وأبو يعلى (5297)، والشاشي (282)، وابن حبان (972)، والطبراني (10352)، والحاكم (1/ 509)، والبزار (3122/ كشف)، وابن السني (242).

[13] أخرجه أحمد في المسند (5/ 42)، وأخرجه البخاري في الأدب المفرد (ص: 237)، باب الدعاء عند الكرب (292)، الحديث (702).

[14] أخرجه ابن ماجه (3882)، والنسائي في "الكبرى" (10408) و(10410).

[15] مجابو الدعوة لابن أبي الدنيا (ص27 – 29).





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • الحياة المثلى مع أسماء الله وصفاته الحسنى (خطبة)
  • وسطية أهل السنة في أسماء الله وصفاته
  • معنى أن أسماء الله وصفاته كلها توقيفية
  • خذوا جنتكم فقد انطلقت الشياطين (خطبة عيد الفطر المبارك 1446)

مختارات من الشبكة

  • ثمرات الإيمان بأسماء الله وصفاته(مقالة - آفاق الشريعة)
  • ثمرات الإيمان بالأسماء والصفات (2)(مادة مرئية - موقع أ.د. عبدالله بن عمر بن سليمان الدميجي)
  • ثمرات الإيمان بالأسماء والصفات (1)(مادة مرئية - موقع أ.د. عبدالله بن عمر بن سليمان الدميجي)
  • خطبة: ثمرات تربية الأولاد على الإيمان بالله(مقالة - آفاق الشريعة)
  • ثمرات الإيمان باليوم الآخر وأثره في حياة الفرد والمجتمع (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الإيمان بأسماء الله الحسنى(مقالة - آفاق الشريعة)
  • انطلاق دورات ثمرات الإيمان بمدينة كروجة في ألبانيا(مقالة - المسلمون في العالم)
  • من ثمرات الإيمان(محاضرة - مكتبة الألوكة)
  • من ثمرات الإيمان بالقدر(محاضرة - مكتبة الألوكة)
  • الدرس الثلاثون: تابع ثمرات الإيمان في الدنيا(مقالة - ملفات خاصة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • ختام ناجح للمسابقة الإسلامية السنوية للطلاب في ألبانيا
  • ندوة تثقيفية في مدينة تيرانا تجهز الحجاج لأداء مناسك الحج
  • مسجد كندي يقترب من نيل الاعتراف به موقعا تراثيا في أوتاوا
  • دفعة جديدة من خريجي برامج الدراسات الإسلامية في أستراليا
  • حجاج القرم يستعدون لرحلتهم المقدسة بندوة تثقيفية شاملة
  • مشروع مركز إسلامي في مونكتون يقترب من الانطلاق في 2025
  • مدينة روكفورد تحتضن يوما للمسجد المفتوح لنشر المعرفة الإسلامية
  • يوم مفتوح للمسجد يعرف سكان هارتلبول بالإسلام والمسلمين

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 25/11/1446هـ - الساعة: 8:19
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب