• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    خطر الظلمات الثلاث
    السيد مراد سلامة
  •  
    تذكير الأنام بفرضية الحج في الإسلام (خطبة)
    جمال علي يوسف فياض
  •  
    حجوا قبل ألا تحجوا (خطبة)
    الشيخ عبدالله بن محمد البصري
  •  
    تعظيم المشاعر (خطبة)
    الشيخ محمد بن إبراهيم السبر
  •  
    من أقوال السلف في أسماء الله الحسنى: (الرفيق، ...
    فهد بن عبدالعزيز عبدالله الشويرخ
  •  
    وقفات مع القدوم إلى الله (10)
    د. عبدالسلام حمود غالب
  •  
    القلق والأمراض النفسية: أرقام مخيفة (خطبة)
    د. محمد بن مجدوع الشهري
  •  
    آفة الغيبة.. بلاء ومصيبة (خطبة)
    رمضان صالح العجرمي
  •  
    تخريج حديث: أن النبي صلى الله عليه وسلم قضى ...
    الشيخ محمد طه شعبان
  •  
    الإسلام هو السبيل الوحيد لِإنقاذ وخلاص البشرية
    الشيخ محمد جميل زينو
  •  
    خطبة: فاعبد الله مخلصا له الدين (باللغة
    حسام بن عبدالعزيز الجبرين
  •  
    المحافظة على صحة السمع في السنة النبوية (PDF)
    د. عبدالعزيز بن سعد الدغيثر
  •  
    اختيارات ابن أبي العز الحنفي وترجيحاته الفقهية في ...
    عبدالعزيز بن عبدالله بن محمد التويجري
  •  
    القيم الأخلاقية في الإسلام: أسس بناء مجتمعات ...
    محمد أبو عطية
  •  
    فوائد من حديث أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث ...
    محفوظ أحمد السلهتي
  •  
    لم تعد البلاغة زينة لفظية "التلبية وبلاغة التواصل ...
    د. أيمن أبو مصطفى
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / مقالات شرعية / التفسير وعلوم القرآن
علامة باركود

تحرير مسألة المعرب في القرآن الكريم جميع ما في القرآن عربي، ولا يفهم إلا على مقتضى لغة العرب

تحرير مسألة المعرب في القرآن الكريم جميع ما في القرآن عربي، ولا يفهم إلا على مقتضى لغة العرب
محسن خلف سليمان

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 23/1/2023 ميلادي - 1/7/1444 هجري

الزيارات: 7939

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

تحرير مسألة المعرب في القرآن الكريم

جميع ما في القرآن عربي، ولا يُفهَم إلَّا على مقتضى لغة العرب


أولًا: تحرير محل النزاع:

"أمَّا أن القرآن عربي، فهذا عين الحق، ليس هذا فحسب؛ بل إن عربية القرآن شاهد على عربية العرب، لا العكس: لا يصح لها فصيح متفق عليه إلا الوجه الذي نزل به"[1]؛ ولكن البحث في وجود ألفاظ أعجميَّة معربة في القرآن، يقول الإمام القرطبي (ت:671): "لا خلاف بين الأُمَّة أنه ليس في القرآن كلام مركب على أساليب غير العرب، وأن فيه أسماء أعلامًا لمن لسانه غير لسان العرب؛ كإسرائيل، وجبريل، وعمران، ونوح، ولوط، واختلفوا هل وقع فيه ألفاظ غير أعلام مفردة من غير كلام العرب؟"[2]، وبهذا يتبيَّن محل النزاع، وأنه ليس منه ما ذكر القرطبي من إجماع الأُمَّة عليه، وكذلك يجب أن يخرج من الخلاف مسألة وجود ألفاظ أعجميَّة بحتة لم يستخدمها العرب في القرآن، يقول الإمام القرطبي (ت:671) نقلًا عن أبي عبيدة مَعمَر بن المثنَّى (ت: 209): "وأمَّا إن لم تكن العرب تخاطَبَت به، ولا عرفتها، استحال أن يخاطبَهم الله بما لا يعرفون، وحينئذٍ لا يكون القرآن عربيًّا مبينًا، ولا يكون الرسول مخاطبًا لقومه بلسانهم، والله أعلم" [3]، ويقول ابن عطية (ت: 546): "والذي أقوله: إن القاعدة والعقيدة هي أن القرآن نزل بلسان عربي مبين، فليس فيه لفظة تخرج عن كلام العرب فلا تفهمها إلا من لسان آخر"[4] فانحصر الخلاف في وجود "المعرَّب" في القرآن؛ أي: ألفاظ أصلها غير عربي؛ ولكن استخدمتها العرب. ولذلك ألَّف السيوطي كتابًا سماه "الْمُهَذَّبَ فِيمَا وَقَعَ فِي الْقُرْآنِ مِنَ الْمُعَرَّب"، ويقول الجوهري: "تعريب الاسم الأعجمي أن تتفوَّه به العرب على مناهجها"[5]، فهو اللفظ الذي ذابت عُجْمةُ معناه في عروبة صورته بعد تعريبه؛ وبِناءً على ما تقدَّم يخرج من الخلاف؛ ومِن ثمَّ من البحث ما يلي:

1- عربية أساليب القرآن.

2- وجود ألفاظ لم يستخدمها العرب أو لم يفهموا معناها.

3- وجود أسماء أعلام أعجمية.

 

ثانيًا: مناقشة محل النزاع:

ذهب الأكثرون ومنهم الشافعي (ت:204)[6]، والطبري (ت:310) وأبو بكر بن الطيب الباقلاني (ت: 403)[7]، وأبو عبيدة مُعمَّر بن المثنى (ت: 209) وابن فارس (ت: 395) إلى عدم وقوع ألفاظ غير عربية، وشدَّد الشافعي النكير على القائل بغير ذلك، وذهب أبو عبيد القاسم بن سلام (ت: 224) وغيره لوجودها فيه، "وأن تلك الألفاظ لقلتها لا تُخرج القرآن عن كونه عربيًّا مبينًا، ولا رسول الله عن كونه مُتكلِّمًا بلسان قومه"[8]، ولا يُقدَح في عروبة القرآن على كلا القولين، فمن يقول بعدم وقوعها فالأمر واضح، ومن يقول بوقعها فيقول: إنها نادرة، واستخدمتها العرب في كلامها فسارت مُعرَّبة، وأن المقصود بلسان العرب ما نطقت به العرب في كلامها، يقول ابن عطية (ت:546): "حقيقة العبارة عن هذه الألفاظ أنها في الأصل أعجمية؛ لكن استعملتها العرب وعربتها فهي عربية بهذا الوجه، وما ذهب إليه الطبري من أن اللغتين اتفقتا في لفظة فذلك بعيد؛ بل إحداهما أصل، والأخرى فرع في الأكثر؛ لأنا لا ندفع أيضًا جواز الاتفاق قليلًا شاذًّا"[9].

 

"قال أبو عبيد القاسم بن سلام (ت:224): والصواب عندي مذهبٌ فيه تصديقُ القَوْلين جميعًا؛ وذلك أنَّ هذه الحروف أصولُها عجمية كما قال الفقهاء؛ إلا أنها سقطت إلى العرب فأعْرَبتها بألْسِنتها وحوَّلتْها عن ألفاظ العَجَم إلى ألفاظها، فصارَتْ عربيةً، ثم نزل القرآن وقد اختلطت هذه الحروف بكلام العرب، فمن قال: إنها عربية، فهو صادق، ومن قال: أعجمية، فهو صادق"[10]، والدليل على رجحان هذا المذهب قول ابن فارس (ت:395) -وهو مِمَّن يُنكِر وجود الأعجمي في القرآن-: "لو كان فيه من لغة غير العرب شيء لتوهَّم مُتوهِّم أنالعرب إنما عجزت عن الإتيان بمثله؛ لأنه أتى بلغاتٍ لا يعرفونها"[11]، فظهر أن مِن المعترضين مَن يقصد الاعتراض على وجود ألفاظ لم يعرفها العرب.

 

وهناك ألفاظ قيل: إنها أعجمية، والعرب لا تعرف غيرها، فكان لزامًا أن يُخاطبوا بما يعرفون، ومن ذلك "التنور"، قال تعالى: ﴿ حَتَّى إِذَا جَاءَ أَمْرُنَا وَفَارَ التَّنُّورُ ﴾ [هود: 40]، قال ابن دريد: "قال أبو حاتم: التنور ليس بعربي صحيح، ولم تعرف له العرب اسمًا غير التنور؛ فلذلك جاء في التنزيل: ﴿ وَفَارَ التَّنُّورُ ﴾؛لأنهم خوطبوا بما عرفوا"[12]، وكذلك كلمة "دِرهم: معرب، وقد تكلَّمت به العرب قديمًا؛ إذ لم يعرفوا غيره" [13].

 

واستخدام الألفاظ الأعجمية وجريانها على ألسنة العرب ليس بأمر مستغرب عندهم، فمسألة التلاقُح بين اللُّغات أمر محتوم؛ بل محمود إن دعت إليه الحاجة [14]، وشعراء الجاهلية لهم استخدام للألفاظ الأعجمية خصوصًا الفارسية، فمنهم المُكْثِر ومنهم المُقِل؛ مثل: الأعشى، وعدي بن زيد، وامرئ القيس، وعبيد الأبرص، وكذلك من الشعراء بعد الإسلام؛ كبشَّار بن برد، وأبي نواس، وابن الرومي، فمسألة التعريب مسألة مألوفة عند العرب قبل الإسلام.

 

"ومن ذلك قولهم لبيت المقدس "أُرى شَلَم" قال الأعشى:

وقد طفت للمال آفاقه
عُمان فحمص فَأُورى شَلم[15]

وجاء عند امرؤ القيس "السجنجل"، "والسَّجَنْجَل روميّ معرَّب، وَهِي الْمرْآة"[16]

مهفهفة بيضاء غير مفاضة
ترائبها مصقولة كالسَّجَنْجَل

وذكر لبيد بن ربيعة في معلقته "الجمان"، وهي الدرَّة المصوغة من الفضة، وأصل هذا اللفظ فارسي، ثم عُرِّب:

وتضيء في وجه الظلام منيرة
كجمانة البحري سلَّ نظامها

وكذلك لفظة "مهارق" في معلقة الحارث بن حلِّزة اليشكري، جمع مهرق، وهي الخرقة المطلية المصقولة للكتابة، وهو لفظ فارسي معرب، قال:

لِمَنِ الدِّيارُ عَفَوْنَ بالحَبْسِ
آياتُها كَمَهَارقِ الفُرْسِ

وقول ابن الرومي:

يا أيها الملك الذي
في برده قمرا وشير

وقد جمع الأعشى في بيت واحد أربع كلمات أعجمية، وهو:

لنا جلسان عندها وبنفسج
وسيسنبر والمرزجوش منمنما

وغيرها الكثير في الشعر الجاهلي وبعده، وقد صنف ابن دريد بابًا في كتابه "جمهرة اللغة" سمَّاه "بَاب مَا تكلَّمت بِهِ الْعَرَب من كَلَام الْعَجَم حَتَّى صَار كاللغة".

 

وقد جاءت ألفاظ في القرآن قيل: إنها أعجمية، وجاءت كذلك في الشعر الجاهلي، فإن كانت أعجمية الأصل، فقد جاءت في شعر العرب، فاستعملوها وأزالوا عُجْمَتها؛ فصارت عربيةً ومن ذلك: إبريق، وتنُّور، ودرهم، ومسك، قال تعالى: ﴿ يَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُخَلَّدُونَ * بِأَكْوَابٍ وَأَبَارِيقَ ﴾ [الواقعة: 17، 18] قيل: إن الإبريق مُعرَّب "وقد تكلَّمَت به العرب قديمًا، قال عدي بن زيد العبادي:

وَدَعا بالصَّبوح يومًا فجاءت
قَيْنَةٌ في يمينها إِبريق"[17]

ومن ذلك قول عبيد بن الأبرص:

وظباءً كأنهن أباريق لجينٍ
تحنو على الأطفالِ

وقال في لسان العرب: "والإبريق: إناء، وجمعه أباريق، فارسي مُعرَّب... وأنشد أبو حنيفة لشبرمة الضبي:

كأن أباريق الشمول عشية
إوز بأعلى الطف، عوج الحناجر"[18]

وقال تعالى: ﴿ وَشَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ دَرَاهِمَ مَعْدُودَةٍ وَكَانُوا فِيهِ مِنَ الزَّاهِدِينَ ﴾ [يوسف: 20].

 

و"دِرهم: مُعرَّب، وقد تكلَّمت به العرب قديمًا؛ إذ لم يعرفوا غيره، وألحقوه بـ "هِجرع" قال الشاعر:

وفي كل أسواق العراق إتاوة
وفي كل باع امرؤ مكس دِرهَم"[19]

وقال الأعشى:

أَضاءَ مِظَلَّتَهُ بِالسِرا
جِ وَاللَيلُ غامِرُ جُدّادِها
دراهمنا كلها جَيِّدٌ
فلا تحبسنَّا بِتَنْقادها

 

وقال تعالى: ﴿ خِتَامُهُ مِسْكٌ وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ ﴾ [المطففين: 26] "المسك: الطيب، فارسي معرب"[20].

 

قال عبد بني الحَسْحاس:

وما ضر أثوابي سوادي وإنني
لكالمسك لا يسلو عن المسك ذائقة

ثالثًا: صفة التعريب عند العرب وفي القرآن:

قد تعامل العرب مع الألفاظ الدخيلة بثلاث طرق لتعريبها، يقول أبو حيان (ت:745): "الأسماء الأعجمية على ثلاثة أقسام:

1- قسمٌ غيَّرَتْه العربُ وألحَقْته بكلامها، فحُكْمُ أبْنيَته -في اعتبار الأصلي والزائد والوَزْن- حُكْمُ أبنية الأسماء العربيةِ الوَضْع؛ نحو: درهم وبَهْرَج.

 

2- وقسمٌ غَيَّرته ولم تُلْحِقْه بأبنيةِ كلامِها، فلا يُعْتَبَر فيه ما يُعْتَبَر في القسم الذي قبلَه؛ نحو: آجر وسِفْسِير.

 

3- وقسمٌ تركوه غيرَ مغيَّر، فما لم يُلحِقوه بأبنية كلامهم لم يُعَدُّ منها، وما ألحقوه بها عُدَّ منها؛ مثال الأول: خُرَاسان لا يثبت به فُعالان، ومثال الثاني: خزم ألحق بسُلَّم، وكُركُم ألحق بقُمْقُم"[21].

 

وقال سيبويه (ت:180): "اعلم أنهم ممَّا يُغيِّرون من الحروف الأعجمية ما ليس من حروفهم البتة، فربَّما ألحقوه ببناء كلامهم، وربما لم يلحقوه... وربما تركوا الاسم على حاله إذا كانت حروفه من حروفهم، كان على بنائهم أو لم يكن؛ نحو: خراسان، وخرمٍ، والكركم، وربَّما غيَّروا الحرف الذي ليس من حروفهم ولم يُغيِّروه عن بنائه في الفارسية نحو: فرند، وبقمٍ، وآجرٍ، وجربزٍ"[22].

 

ومن خلال تقسيم سيبويه وأبي حيان يمكن جعل المعرَّب على أربعة أنحاء لم يرضَ فيها العرب بغير حروفهم العربية، وكانت على النحو التالي:

1- قسم غيَّرت العرب حروفه وألحقته بأبنية كلامها، مثل: "درهم".

2- قسم غيَّرت العرب حروفه ولم تلحقه بأبنية كلامها، مثل: "آجر".

3- قسم لم تُغيِّر العرب حروفه وهو من أبنية كلامها، مثل: "خزم".

4- قسم لم تُغيِّر العرب حروفه ولا هو من أبنية كلامها، مثل "خرسان".

 

وليس في القرآن حرف غير عربي البتة؛ إذًا فقد ثبت من كل ما سبق أن القرآن ليس خارجًا عن عادات العرب في التعريب؛ بل لم تخرج الكلمات المُعرَّبة في القرآن عن القسمين الأول والثالث ممَّا عرَّبه العرب قبل نزول القرآن، قال أبو عبيدة مُعمَّر بن المثنى (ت: 209): "فإن قيل: ليست هذه الكلمات على أوزان كلام العرب فلا تكون منه، قلنا: ومَن سلَّم لكم أنَّكم حصرتُم أوزانَهم حتى تُخرِجوا هذه منها؟ فقد بحث القاضي عن أصول أوزان كلام العرب، ورد هذه الأسماء إليها على الطريقة النَّحْويَّة"؛ ومِن ثَمَّ فجميع كلماته عربية أصالةً أو تعريبًا، والمُعرَّب فيه نادر.

 

قال تعالى: ﴿ وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ * نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ * عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ * بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ ﴾ [الشعراء: 192 - 195]، ﴿ وَكَذَلِكَ أَنْزَلْنَاهُ حُكْمًا عَرَبِيًّا ﴾ [الرعد: 37]، ﴿ وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ قُرْآنًا عَرَبِيًّا ﴾ [الشورى: 7]، ﴿ إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ ﴾ [الزخرف: 3]، ﴿ قُرْآنًا عَرَبِيًّا غَيْرَ ذِي عِوَجٍ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ ﴾ [الزمر: 28].

 

أمَّا ما غيَّره العرب من الحروف بغير ضرورة، فهو أقرب إلى كونه من اختلاف اللُّغات منه للتعريب، قال ابن فارس (ت: 395) بعد أن ذكر عدة أمثلة على تغيير العرب للحروف: "أمَّا الذي ذكره ابن دريد في "بور"[23] و"فور" فصحيح؛ وذلك أن "بور" ليس من كلام العرب؛ فلذلك يحتاج العربي عند تعريبه إيَّاه أن يصيره فاء، وأمَّا سائر ما ذكره فليس من باب الضرورة في شيء، وأي ضرورة بالقائل إلى أن يقلب الكاف شينًا، وهي ليست في سجع ولا فاصلة؟ ولكن هذه لغات للقوم على ما ذكرناه في باب اختلاف اللُّغات"[24].

 

فصل في تعريب الأعلام الأعجمية:

يقول الشيخ أحمد محمد شاكر (ت: 1377): "فحين نريد أن نضع قاعدةً أو قواعد لتعريب الأعلام على مثال لغة العرب، يجب علينا أن نستقصي كل علم أجنبي نطق به العَرَب، وأن نعرف ماذا كان أصله في لغة أهله، وماذا صنع فيه العرب حين نقلوه؛ لنأخذ من ذلك معنًى عامًّا جامعًا لصنعهم، يكون أساسًا لما نضع من قاعدة أو قواعد، وأكثر الأعلام التي نقل العرب، وأوثقها نقلًا ما جاء في القرآن الكريم، من أسماء الأنبياء وغيرهم، فلو تتبَّعْناها وشئنا أن نخرج منها معنًى واحِدًا تشترك فيه كلها، بالاستقصاء التام والاستيعاب الكامل، وجدنا فيها معنى لا يخرج عنه اسم منها، وهو:

أن الأعلام الأجنبية تنقل إلى العربية مغيرة في الحروف والأوزان، إلى حروف العرب وحدها، وإلى أوزان كلمهم أو ما يقاربها، وأنها لا تنقل أبدًا كما ينطقها أهلها إلا أن توافق حروفها وصيغها حروف العرب وأوزانها"[25].

 

وما سبق ذكره في التعامل مع أسماء الأجناس طبَّقه العرب على أسماء الأعلام من تغيير الحروف التي ليست في العربية، ونقلوها إلى أوزان العرب أو ما يقاربها، فلا داعي للإعادة.

 

فصل في ترجمة القرآن للأعلام الأعجمية[26]:

"يجيء العلم الأعجمي في القرآن على ثلاثة أنواع: علم الذات، علم الجنس، وعلم الموضع، أمَّا "علم الذات" فهو أسماء الأشخاص ملائكة وأنبياء وصدِّيقين وملوكًا وجبابرة وطواغيت... وأما "علم الجنس" فهو أسامي القبائل... والشعوب... والتوراة والزبور والإنجيل... وأمَّا "علم الموضع" فأسامي الأماكن والبلدان"[27].

 

وتنبع أهمية هذا الفصل من الفوائد المستنبطة من أسماء الأعلام ومعانيها وترجمتها، ويوجد كتاب بعنوان "من إعجاز القرآن في أعجمي القرآن" تأليف رءوف أبو سعدة، استنبط فوائد كثيرة من أسماء الأعلام الأعجمية في القرآن.

 

ورغم أن أسماء الأعلام لا تُترجَم، إلَّا أنَّ القرآن ربما يخالف هذا المبدأ لحِكَمٍ جليلة، بمعنى "إسقاط الاسم الأعجمي جملة والإتيان به مترجمًا، على نحو ما فعل القرآن في أمثال "إدريس" و"ذي الكفل""[28]، إلا أن أكثر الأعلام وردت في القرآن كما هي في أصلها الأعجمي في التوراة والإنجيل، وقد ذكر مؤلف الكتاب المذكور سابقًا، تفاصيل هذه الأسماء والحِكمة من تغيُّرها في كتابه، ومن الأسماء التي جاءت في القرآن مُـخاِلفةً مُـخالفةً صريحةً لنظائرها في التوراة والإنجيل: مرسى سفينة نوح "الجودي"، و أبو إبراهيم عليه السلام"آزر" و"طالوت" و"يحيى" و"عيسى"، فهذه الأسماء مترجمة على الترتيب من "آراراط" و "تيرح" و "شاءول" و"يوحنا أو يوحنان" و"يسوس أو يسون أو يسوع"[29].

 

وللقرآن طرائق شتَّى في تفسير علمه الأعجمي منها: التفسير بالتعريب، ومثاله "ميكال"، التفسير بالترجمة، ومثاله "ذو الكفل"، التفسير بالمرادف، ومثاله "موسى"، التفسير بالمشاكلة، ومثاله "زكريا"، التفسير بالمقابلة، ومثاله "عاد"، التفسير بالسياق العام، ومثاله "لوط" [30]، ومن أراد التفصيل في هذا الموضوع فعليه بالكتاب المذكور (من إعجاز القرآن في أعجمي القرآن).



[1] إعجاز القرآن في أعجمي القرآن لرءوف أبو سعدة (1/ 44).

[2] الجامع لأحكام القرآن للقرطبي: (1/ 110).

[3] الجامع لأحكام القرآن للقرطبي: (1/ 112).

[4] المحرر الوجيز لابن عطية: (1/ 51).

[5] المحرر الوجيز لابن عطية: (1/ 51).

[6] انظر كتاب الرسالة (128).

[7] انظر الجامع لأحكام القرآن للقرطبي (1/ 110).

[8] انظر الجامع لأحكام القرآن للقرطبي (1/ 110)

[9] انظر الجامع لأحكام القرآن للقرطبي (1/ 110).

[10] الإتقان في علوم القرآن للسيوطي (290).

[11] الإتقان في علوم القرآن للسيوطي: (288).

[12] جمهرة اللغة لابن دريد (1/ 395).

[13] المعرب من الكلام الأعجمي على حروف المعجم للجواليقي (148).

[14] ولكن لذلك ضوابط مهمة ليس محلها هذا البحث، منها أن العرب لم يقبلوا منها إلَّا ما وافق أوزانهم الصرفية، فلم يضيفوا لأصواتهم أصواتًا من لغة أخرى، وما لم يكن كذلك أخضعوه لأوزانهم.

[15] المعرب من الكلام الأعجمي على حروف المعجم للجواليقي (31).

[16] جمهرة اللغة لابن دريد: (3/ 324)؛ شاملة.

[17] المعرب من الكلام الأعجمي على حروف المعجم للجواليقي (23).

[18] لسان العرب.

[19] المعرب من الكلام الأعجمي على حروف المعجم للجواليقي (148).

[20] المعرب من الكلام الأعجمي على حروف المعجم للجواليقي (325).

[21] نقلًا عن المزهر في علوم اللغة وأنواعها للسيوطي (1/ 269).

[22] الكتاب لسيبويه (4/ 303).

[23] هذه الكلمة تنطق بالباء غير العربية التي يضعون تحتها ثلاث نقاط أحيانًا.

[24] الصاحبي في فقه اللغة العربية ومسائلها وسنن العرب في كلامها (58).

[25] جمهرة مقالات أحمد محمد شاكر: (2/ 541).

[26] الكلام هنا عن الترجمة وليس مجرد التعريب.

[27] من إعجاز القرآن في أعجمي القرآن (112).

[28] من إعجاز القرآن في أعجمي القرآن (90).

[29] انظر "من إعجاز القرآن في أعجمي القرآن" (125).

[30] انظر "من إعجاز القرآن في أعجمي القرآن" (139).





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • علامات الجر في اللغة العربية
  • ظاهرة الأصل والفرع في علوم اللغة العربية
  • معرض للغة العربية بمقاطعة سانتياغو في تشيلي
  • العلم باللغة العربية أمان من زيغ الاعتقادات الدينية

مختارات من الشبكة

  • مخطوطة المهذب فيما وقع في القرآن من المعرب (النسخة 4)(مخطوط - مكتبة الألوكة)
  • موارد ومصادر (المهذب فيما وقع في القرآن من المعرب) للسيوطي(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • مخطوطة المهذب فيما وقع في القرآن من المعرب (نسخة ثالثة)(مخطوط - مكتبة الألوكة)
  • مخطوطة المهذب فيما وقع في القرآن من المعرب ( نسخة ثانية )(مخطوط - مكتبة الألوكة)
  • مخطوطة المهذب فيما وقع في القرآن من المعرب ( نسخة أخرى )(مخطوط - مكتبة الألوكة)
  • المهذب فيما وقع في القرآن من المعرب(مخطوط - مكتبة الألوكة)
  • كلمات وصفت القرآن(مقالة - آفاق الشريعة)
  • مخطوطة المعرب (المعربات)(مخطوط - مكتبة الألوكة)
  • واجبنا نحو القرآن الكريم (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • مخطوطة تحفة الأريب بما في القرآن من الغريب (لغات القرآن الكريم)(مخطوط - مكتبة الألوكة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • دفعة جديدة من خريجي برامج الدراسات الإسلامية في أستراليا
  • حجاج القرم يستعدون لرحلتهم المقدسة بندوة تثقيفية شاملة
  • مشروع مركز إسلامي في مونكتون يقترب من الانطلاق في 2025
  • مدينة روكفورد تحتضن يوما للمسجد المفتوح لنشر المعرفة الإسلامية
  • يوم مفتوح للمسجد يعرف سكان هارتلبول بالإسلام والمسلمين
  • بمشاركة 75 متسابقة.. اختتام الدورة السادسة لمسابقة القرآن في يوتازينسكي
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 20/11/1446هـ - الساعة: 15:29
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب