• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    عاشوراء بين السنة والبدعة (خطبة)
    عبدالكريم الخنيفر
  •  
    دعاء الاستخارة
    الشيخ محمد جميل زينو
  •  
    فضول الكلام (خطبة)
    الشيخ د. إبراهيم بن محمد الحقيل
  •  
    آداب المسجد (خطبة)
    يحيى بن إبراهيم الشيخي
  •  
    الهجرة النبوية: انطلاقة حضارية لبناء الإنسان ...
    د. ثامر عبدالمهدي محمود حتاملة
  •  
    تفسير قوله تعالى: ﴿وكأين من نبي قاتل معه ربيون ...
    سعيد مصطفى دياب
  •  
    خطبة: تربية الشباب على حسن الخلق
    عدنان بن سلمان الدريويش
  •  
    الإسلام منهج يقبل الآخر ويتعايش مع غير المسلمين
    الشيخ ندا أبو أحمد
  •  
    يا ابن آدم، لا تكن أقل فقها من السماوات والأرض ...
    د. هيثم بن عبدالمنعم بن الغريب صقر
  •  
    حقوق البنات
    د. أمير بن محمد المدري
  •  
    لا تنشغل بحطام زائل
    محمد بن عبدالله العبدلي
  •  
    فقه يوم عاشوراء
    د. عبدالعزيز بن سعد الدغيثر
  •  
    أدوات الكتابة المستخدمة في الجمع الأول في العهد ...
    الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي
  •  
    ولا ظالم إلا سيبلى بأظلم
    د. عبدالرحمن بن سعيد الحازمي
  •  
    مصارع العُشَّاق: تشخيص الداء، ووصف الدواء (WORD)
    د. لحرش عبد السلام
  •  
    الصدقات سبب في نزول البركة
    د. خالد بن محمود بن عبدالعزيز الجهني
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / مقالات شرعية / التفسير وعلوم القرآن
علامة باركود

الفرق بين (فرجعناك)، و(فرددناه)

الفرق بين (فرجعناك)، و(فرددناه)
د. أحمد عيد عبدالفتاح حسن

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 15/1/2023 ميلادي - 23/6/1444 هجري

الزيارات: 13144

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

الفرق بين (فَرَجَعْنَاكَ)، و(فَرَدَدْنَاهُ)

 

سألني الشيخ/ إدريس - حَفِظَه الله - أحد حفظةِ كتابِ اللهِ تعالى ومُعَلِّمِيه بمحافظة بني سويف- هذا السؤال: نرجو الإفادة عن بعض الكلمات في القرآن الكريم، وهي: ﴿ فَرَجَعْنَاكَ ﴾ [طه: 40]، و﴿ فَرَدَدْنَاهُ إِلَى أُمِّهِ ﴾ [القصص: 13]، ما الفرق بين (فَرَجَعْنَاكَ)، و(فَرَدَدْنَاهُ)؟

 

الجواب:

الجملة القرآنية الأولى جاءت في سورة "طه" في قوله تعالى: ﴿ إِذْ تَمْشِي أُخْتُكَ فَتَقُولُ هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى مَنْ يَكْفُلُهُ فَرَجَعْنَاكَ إِلَى أُمِّكَ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا وَلَا تَحْزَنَ ﴾ [طه: 40]، والجملة الثانية جاءت في سورة "القصص" في قوله تعالى: ﴿ فَرَدَدْنَاهُ إِلَى أُمِّهِ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا وَلَا تَحْزَنَ وَلِتَعْلَمَ أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ ﴾ [القصص: 13]، ولبيان الفرق بين هاتين الجملتين القرآنيتين المسؤول عنهما بشكلٍ واضحٍ نتناولهما على النحو الآتي، وبالله التوفيق:

أَوَّلًا- مكونات الجملتين:

كلُّ جملةٍ من هاتين الجملتين المذكورتين بعد الفاء مكونةٌ من فعل متعدٍّ، وهو: (رَجَعَ، رَدَّ)، ومن فاعلٍ، وهو ضميرُ المتكلم المعظم نفسَهُ، وهو (نا)، ومن مفعولٍ به، وهو ضميرُ المخاطَبِ - عليه السلام - المبنيُّ على الفتحِ في الجملة الأولى، وضميرُ الغائبِ – عليه السلام- المبنيُّ على الضمِّ في الجملة الثانية، وكلاهما في محلِّ نصبٍ.

 

والضمير (نا) في الجملتين يَدُلُّ دلالةً واضحةً على عَظَمَةِ الفاعلِ الْمُنْعِمِ عزَّ وجلَّ، وعلى عَظَمَةِ المفعولِ به الْمُنْعَمِ عليه، وهو النبيُّ موسى عليه السلام، وعلى عَظَمَةِ النِّعْمَةِ التي أنعم اللهُ بها عليه وعلى أمِّه الصابرة.

 

ثانيًا- نوع الفاء قبل الجملتين:

الفاءُ في صَدْرِ الجملتينِ هي الفَاءُ الفصيحةُ التي تُفْصِحُ عن كلامٍ محذوفٍ قبلَها يستقيمُ به الكلامُ المذكورُ بعدَها، فتعطف هذه الفاءُ جملةً مذكورةً بعدها على كلامٍ محذوفٍ قبلها، كما في قوله تعالى: ﴿ فَرَجَعْنَاكَ إِلَى أُمِّكَ ﴾ [طه: 40].

 

فالفاءُ فيه فَصِيحةٌ، عطفت الجملةَ التي بعدها على كلام محذوفٍ قبلها، والتقدير- والله أعلم-: فَتَقُولُ أُخْتُكَ: هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى مَن يَكْفُلُهُ؟ فقالوا: دُلِّينَا على ذلك، فجَاءت بأمِّك، فَرَجَعْنَاكَ إِلَى أُمِّكَ؛ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُها بلقائك وإرضاعك.

 

قال أبو السعود العمادي (ت982هـ): "فالفاء في قوله تعالى: ﴿ فَرَجَعْنَاكَ إلَى أُمِّكَ ﴾ فصيحةٌ مُعْرِبَةٌ عن محذوفٍ قبلها، يُعطَف عليه ما بعدها؛ أي: فقالوا: دُلِّينا عليها، فجاءت بأمِّك، ‌فرجعناك إليها"[1].

 

‌ومثلها الفاءُ في قوله تعالى: ﴿ فَرَدَدْناهُ ‌إِلَى ‌أُمِّهِ ﴾، فقد أفْصَحَت عن كلامٍ محذوفٍ قبلها، وعَطَفَت الجملة التي بعدها عليه، والتقدير: فَقَالَتْ: هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى أَهْلِ بَيْتٍ يَكْفُلُونَهُ لَكُمْ وَهُمْ لَهُ نَاصِحُونَ؟ فقَبِلُوا ذلك منها، ودلَّتْهُمْ على أمِّهِ، وكَلَّمُوها في إرضاعِه فقَبِلَتْ، فَرَدَدْنَاهُ إِلَى أُمِّهِ[2].

 

ثالثًا- الفعلان (رَجَعَ، ورَدَّ):

يتعدَّى الفعل (رَدَّ) إلى المفعول الأول بنفسه، ويتعدَّى إلى المفعول الثاني بواسطة حرف الجر (على) إذا كان معناه (لم يَقْبَل، أو خَطَّأَ)، تقول: (رَدَدْتُ عَلَيْهِ الْهَدِيَّةَ، ورَدَدْتُ عَلَيْهِ قَوْلَهُ)، وبواسطة حرف الجر (إلى) إذا كان معناه (رَجَعَ)، تقول: (رَدَدْتُ إلَيْهِ جَوَابَهُ، وَرَدَدْتُهُ إلَى مَنْزِلِهِ)، قال زين الدين الرازي (ت666هـ): "رَدَّ عَلَيْهِ الشَّيْءَ: إِذَا لَمْ يَقْبَلْهُ، وَكَذَا إِذَا خَطَّأَهُ، وَ(رَدَّهُ إِلَى مَنْزِلِهِ، وَرَدَّ إِلَيْهِ جَوَابًا): رَجَعَ"[3].

 

‌‌وقال الزَّبِيدِيُّ (ت1205هـ): "و(رَدَّ عَلَيْهِ الشيءَ: إِذا لَمْ يَقْبَلْهُ، وكذلك إِذا خَطَّأَهُ، وَنَقَلَ شَيْخُنَا عَن جماعةٍ من أَهلِ الاشتقاقِ والتصرِيفِ أَنَّ (ردَّ) يَتَعَدَّى إِلى المفعولِ الثَّانِي بـ(إِلى) عِنْد إِرادةِ الْإِكْرَام، وبِـ(عَلَى) للإِهانة، واستدلُّوا بِنَحْوِ قَوْله تَعَالَى: ﴿ فَرَدَدْنَاهُ إِلَى أُمِّهِ ﴾ [القصص: 13]، و﴿ يَرُدُّوكُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ ﴾ [آل عمران: 149]، وَنَقله الجَلالُ السُّيُوطِيُّ وَسَلَّمه، فتأَمَّله، فإِنَّ الاستقراءَ رُبَّما يُنافِيه"[4].

 

وأمَّا الفعل (رَجَعَ) فيُستعمَل لازمًا، فيقال: رَجَعَ مِنْ سَفَرِهِ، وَرَجَعَ عَنْ الْأَمْرِ يَرْجِعُ رَجْعًا وَرُجُوعًا وَرُجْعَى وَمَرْجِعًا، وهُوَ نَقِيضُ الذَّهَابِ، ويُستعمَل متعديًا بِنَفْسِهِ فِي اللُّغَةِ الْفُصْحَى، فَيُقَالُ: رَجَعْتُهُ عَنْ الشَّيْءِ وَإِلَيْهِ، وَرَجَعْتُ الْكَلَامَ وَغَيْرَهُ؛ أَيْ: رَدَدْتُهُ، وَبِهَا جَاءَ الْقُرْآنُ الكَرِيمُ؛ قَالَ تَعَالَى: ﴿ فَإِنْ رَجَعَكَ اللَّهُ ﴾ [التوبة: 83]، وَهُذَيْلٌ تُعَدِّيهِ بواسطةِ الهَمْزةِ، فتقولُ: (أَرْجَعْتُ الشيءَ)[5].

 

رابعًا- الفرق بين التعبيرين:

يَبدو من كلام تاج القُرَّاءِ الْكِرْمَانِيّ (ت505هـ) ومجد الدين الفيروزآبادي (ت817هـ) والشيخ زكريا الأنصاري (ت926هـ) أنَّ الفعلين في الجملتين القرآنيتين مترادفان، فهما بمَعْنًى واحدٍ.

 

لكن يَكْمُن سِرُّ التعبير بأحدهما دون الآخر في الموضعين عند الْكِرْمَانِيّ والفيروزآبادي في أنَّ التعبيرَ بلفظِ الرَّجْعِ ألْطَفُ من التعبير بلفظ الرَّدِّ؛ لأنَّ الرَّجْعَ لا يقتضي كراهيةَ الشيءِ المرجوع، بخلاف الرَّدِّ الذي يقتضي معنى كراهية الشيءِ المردودِ؛ فلذلك خُصَّ بفعل الرَّجْع موضع سورة "طه"، وخُصَّ بفعل الرَّدِّ موضع سورة "القصص"؛ وذلك تصديقًا لقوله تعالى لأمِّ موسى عليه السلام قَبلُ: ﴿ إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ ﴾ [القصص: 7].

 

قال الْكِرْمَانِيّ (ت505هـ): "قَوْله: ﴿ ‌فَرَجَعْنَاكَ إلى أُمِّكَ ﴾، وَفِي الْقَصَص﴿ فَرَدَدْنَاهُ ﴾؛ لِأَنَّ الرَّجْعَ إِلَى الشَّيْء وَالرَّدَّ إِلَيْهِ بِمَعْنًى، وَالرَّدُّ عن الشَّيْء يَقْتَضِي كَرَاهَة الْمَرْدُود، وَلَفظُ الرَّجْعِ ألطفُ؛ فَخُصَّ بـ"طه"، وَخُصَّ "الْقَصَص" بقوله: ﴿ فَرَدَدْنَاهُ ﴾ تَصْدِيقًا لقَوْله: ﴿ إِنَّا رَادُّوْهُ إِلَيْكَ ﴾"[6].

 

وقال الفيروزآبادي (ت817هـ): "قوله: ﴿ ‌فَرَجَعْنَاكَ إلى أُمِّكَ ﴾، وفي القصص ﴿ فَرَدَدْنَاهُ ﴾؛ لأَنَّ الرَّجْع إِلى الشيءِ والرَّدَّ إِليه بمعنًى، والرَّدُّ عن الشيءِ يَقْتَضِي كَرَاهَة الْمَرْدُود، وكان لفظُ الرَّجْعِ أَلطفَ؛ فخُصَّ "طه" به، وخُصَّ "القَصَص" بقولِهِ: ﴿ فَرَدَدْنَاهُ ﴾؛ تصديقًا لقوله: ﴿ إِنَّا رَادُّوْهُ إِلَيْكَ ﴾"[7].

 

ويَكْمُن سِرُّ التعبير بأحدهما دون الآخر في الموضعين عند الشيخ زكريا الأنصاري (926هـ) في قصد تعادل الجملتين وتساويهما في الثقل والخِفَّة على اللسان عند النطق بهما، وذلك حيث يقول: "قوله تعالى: ﴿ ‌فَرَجَعْنَاكَ إِلَى أمِّكَ كي تَقَرَّ عَيْنُهَا ولا تَحْزَنَ... ﴾ الآية، قاله هنا بلفظ الرَّجْعِ، وقال في "القصص": ﴿ فَرَدَدْنَاهُ ﴾ بلفظ الرَّدِّ؛ لأنَّهُمَا وإن اتَّحَدا مَعْنًى؛ لكنْ خُصَّ الرَّجْعُ بما هُنَا؛ ليُقَاوِمَ ثِقَلُ الرَّجْعِ خِفَّةَ فَتْحِ الكَافِ، والرَّدُّ بـ "القصص"؛ لتُقَاوِمَ خِفَّةُ الرَّدِّ ثِقَلَ ضَمَّةِ الهَاءِ، وليُوَافِقَ قَوْلَهُ: ﴿ إنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ ﴾"[8].

 

تتمة:

لَعَلَّ السِّرَّ في التعبيرِ بأحد الفعلينِ دون الآخر في الموضعين راجعٌ إلى المقامِ وسياق الآيات في السورتين، والغرض من ذكر قصة الطفولة فيهما.

 

فالمقامُ الذي ذُكِرَت فيه القصة في سورة "طه" مقامُ أمْرِ موسى عليه السلام بالذهابِ إلى فرعونَ لتبليغ الرسالة ﴿ اذْهَبْ إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى ﴾ [طه: 24]، فلجوءِ موسى عليه السلام إلى الله تعالى بالدعاء لشرح الصدر، وتيسير الأمر، وحل العقدة، وجعل هارون وزيرًا له، معينًا على تبليغ رسالته وعلى طاعة الله تعالى، فأعطاه اللهُ ما سأل، وذكَّرَهُ بنِعَمِه عليه صغيرًا، لا حول له ولا قوة، ثُم أَمَرَهما بالذهابِ إلى فرعونَ لتبليغ الرسالة ﴿ اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى ﴾ [طه: 43].

 

فالمقامُ في أوله مقامُ خطابٍ لموسى عليه السلام وتكليفٍ له بالذهاب إلى فرعون وحده، ثم صار إلى خطابٍ لموسى وهارون عليهما السلام، وتكليفٍ لهما معًا بالذهاب إلى فرعون، وقد ذُكِرَت القصةُ بينهما؛ لتذكير موسى عليه السلام بنِعَم الله عليه صغيرًا بعد إجابة دعائه، ومقام خطابِ النبيِّ عليه السلام يقتضي اللطفَ في التعبير؛ فكان التعبير بـ(فَرَجَعْنَاكَ) أنسبَ لهذا المقام، وأليقَ بذِكْر النِّعَم والمِنَن.

 

وتأمَّل الآيات الكريمة: ﴿ اذْهَبْ إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى * قَالَ رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي * وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي * وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسَانِي * يَفْقَهُوا قَوْلِي * وَاجْعَلْ لِي وَزِيرًا مِنْ أَهْلِي * هَارُونَ أَخِي * اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي * وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي * كَيْ نُسَبِّحَكَ كَثِيرًا * وَنَذْكُرَكَ كَثِيرًا * إِنَّكَ كُنْتَ بِنَا بَصِيرًا * قَالَ قَدْ أُوتِيتَ سُؤْلَكَ يَامُوسَى * وَلَقَدْ مَنَنَّا عَلَيْكَ مَرَّةً أُخْرَى * إِذْ أَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّكَ مَا يُوحَى * أَنِ اقْذِفِيهِ فِي التَّابُوتِ فَاقْذِفِيهِ فِي الْيَمِّ فَلْيُلْقِهِ الْيَمُّ بِالسَّاحِلِ يَأْخُذْهُ عَدُوٌّ لِي وَعَدُوٌّ لَهُ وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِنِّي وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي * إِذْ تَمْشِي أُخْتُكَ فَتَقُولُ هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى مَنْ يَكْفُلُهُ فَرَجَعْنَاكَ إِلَى أُمِّكَ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا وَلَا تَحْزَنَ وَقَتَلْتَ نَفْسًا فَنَجَّيْنَاكَ مِنَ الْغَمِّ وَفَتَنَّاكَ فُتُونًا فَلَبِثْتَ سِنِينَ فِي أَهْلِ مَدْيَنَ ثُمَّ جِئْتَ عَلَى قَدَرٍ يَامُوسَى * وَاصْطَنَعْتُكَ لِنَفْسِي * اذْهَبْ أَنْتَ وَأَخُوكَ بِآيَاتِي وَلَا تَنِيَا فِي ذِكْرِي * اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى ﴾ [طه: 24 - 43].

 

والمقام الذي ذُكِرَت فيه القصة في سورة "القصص" مقامُ غَيْبَةٍ ورعايةٍ وحفظٍ من طغيان فرعون بعد ولادة موسى عليه السلام، ثم تربيته في بيت فرعون، حتَّى صار كأنَّهُ من آل فرعون في السلامة والأمان والسعة... وقد ذُكِرَت القصةُ هنا على سبيل القصد لا التبعية لغيرها، من بداية مرحلة الولادة والإرضاع إلى مرحلة الإرسال إلى فرعون، وما تلاها من أحداث جسام.

 

ومقامُ الْغَيْبَةِ لا يقتضي اللطف في التعبير، فكان التعبير بـ﴿ فَرَدَدْنَاهُ إلى أُمِّهِ ﴾ أنْسَب لهذا المقام، ولوعد الله لأمِّ موسى برَدِّهِ إليها في قوله: ﴿ إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ ﴾ [القصص: 7]، فلمَّا كان وعده لها بلفظ الرَّدِّ إليها صَدَقَ وَعَدَهُ بالتعبيرِ بهذا اللفظِ أيضًا.

 

وتأمَّل الآيات الكريمة: ﴿ وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ * فَالْتَقَطَهُ آلُ فِرْعَوْنَ لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوًّا وَحَزَنًا إِنَّ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا كَانُوا خَاطِئِينَ * وَقَالَتِ امْرَأَتُ فِرْعَوْنَ قُرَّتُ عَيْنٍ لِي وَلَكَ لَا تَقْتُلُوهُ عَسَى أَنْ يَنْفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ * وَأَصْبَحَ فُؤَادُ أُمِّ مُوسَى فَارِغًا إِنْ كَادَتْ لَتُبْدِي بِهِ لَوْلَا أَنْ رَبَطْنَا عَلَى قَلْبِهَا لِتَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ * وَقَالَتْ لِأُخْتِهِ قُصِّيهِ فَبَصُرَتْ بِهِ عَنْ جُنُبٍ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ * وَحَرَّمْنَا عَلَيْهِ الْمَرَاضِعَ مِنْ قَبْلُ فَقَالَتْ هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى أَهْلِ بَيْتٍ يَكْفُلُونَهُ لَكُمْ وَهُمْ لَهُ نَاصِحُونَ * فَرَدَدْنَاهُ إِلَى أُمِّهِ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا وَلَا تَحْزَنَ وَلِتَعْلَمَ أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ ﴾ [القصص: 7 - 13].

 

والله سبحانه وتعالى أعلم بمراده.



[1] إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم: 6/ 16.

[2] ينظر: روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني للألوسي: 10/ 260.

[3] مختار الصحاح (ر د د) 121.

[4] تاج العروس من جواهر القاموس: 8/ 89.

[5] ينظر: المصباح المنير للفيومي (ر ج ع): 1/ 220.

[6] البرهان في توجيه متشابه القرآن لما فيه من الحجة والبيان ص174.

[7] بصائر ذوي التمييز في لطائف الكتاب العزيز: 1/ 314.

[8] فتح الرحمن بكشف ما يلتبس في القرآن ص364، 365.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • تفسير: (إذ تمشي أختك فتقول هل أدلكم على من يكفله فرجعناك إلى أمك كي تقر عينها)
  • تفسير: (فرددناه إلى أمه كي تقر عينها ولا تحزن ولتعلم أن وعد الله حق ولكن أكثرهم لا يعلمون)

مختارات من الشبكة

  • الفرق بين الفرقة الناجية وباقي الفرق(مقالة - آفاق الشريعة)
  • بعض ما يتعلق بالثلاث والسبعين فرقة(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الفرق بين الفرق لعبد القاهر البغدادي(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • ما الفرق بين حروف المعاني - حروف المباني - الحروف الأبجدية؟ ستفهم الفرق الآن(مادة مرئية - مكتبة الألوكة)
  • الأدب والغزو الفكري(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • الفرق بين الهدية والرشوة(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الفرق بين العطور الرجالية والنسائية (خطبة)(مقالة - موقع د. محمود بن أحمد الدوسري)
  • قصة الأشاعرة لعمار خنفر(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • الفرق بين (السورة) و (الصورة)(مقالة - حضارة الكلمة)
  • استدراك على رأي الدكتور فاضل السامرائي عن الفرق بين "خفي عليه" و"خفي عنه"(مقالة - حضارة الكلمة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • ختام الدورة التاسعة لمسابقة "جيل القرآن" وتكريم 50 فائزا في سلوفينيا
  • ندوة في سارنيتسا تبحث تطوير تدريس الدين الإسلامي وحفظ التراث الثقافي
  • مشروع للطاقة الشمسية وتكييف الهواء يحولان مسجد في تيراسا إلى نموذج حديث
  • أكثر من 5000 متطوع مسلم يحيون مشروع "النظافة من الإيمان" في زينيتسا
  • في حفل مميز.. تكريم المتفوقين من طلاب المسلمين بمقاطعة جيرونا الإسبانية
  • ندوة دولية في سراييفو تبحث تحديات وآفاق الدراسات الإسلامية المعاصرة
  • النسخة الثانية عشرة من يوم المسجد المفتوح في توومبا
  • تخريج دفعة جديدة من الحاصلين على إجازات علم التجويد بمدينة قازان

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 6/1/1447هـ - الساعة: 14:41
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب