• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    أهم مظاهر محبة القرآن
    الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي
  •  
    الحديث: أنه سئل عن الرجل يطلق ثم يراجع ولا يشهد؟
    الشيخ عبدالقادر شيبة الحمد
  •  
    التجارب
    نورة سليمان عبدالله
  •  
    خطبة مختصرة عن أيام التشريق
    رمضان صالح العجرمي
  •  
    قالوا عن "صحيح البخاري"
    د. هيثم بن عبدالمنعم بن الغريب صقر
  •  
    ملخص من شرح كتاب الحج (12)
    يحيى بن إبراهيم الشيخي
  •  
    عشر أيام = حياة جديدة
    محمد أبو عطية
  •  
    من مائدة الحديث: فضل التفقه في الدين
    عبدالرحمن عبدالله الشريف
  •  
    خطبة: فما عذرهم
    أحمد بن علوان السهيمي
  •  
    خطبة: وسائل السلامة في الحج وسبل الوقاية من ...
    الشيخ الدكتور صالح بن مقبل العصيمي ...
  •  
    العشر من ذي الحجة وآفاق الروح (خطبة)
    حسان أحمد العماري
  •  
    فضائل الأيام العشر (خطبة)
    رمضان صالح العجرمي
  •  
    أفضل أيام الدنيا (خطبة)
    د. محمد بن مجدوع الشهري
  •  
    أحكام عشر ذي الحجة (خطبة)
    الشيخ عبدالرحمن بن سعد الشثري
  •  
    أحكام عشر ذي الحجة
    د. فهد بن ابراهيم الجمعة
  •  
    أدلة الأحكام المتفق عليها
    عبدالعظيم المطعني
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / مقالات شرعية / النصائح والمواعظ
علامة باركود

التحذير من السرقة

التحذير من السرقة
الشيخ صلاح نجيب الدق

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 12/12/2022 ميلادي - 18/5/1444 هجري

الزيارات: 12952

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

التحذير من السرقة

 

الحمد لله القاهر فوق عباده، وهو الحكيم الخبير، الذي لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء، وهو على كل شيء قدير، والصلاة والسلام على البشير النذير، نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه أجمعين؛ أما بعد:

فإن الشريعة الإسلامية المباركة منهج حياة، مَن سار عليه نجا في الدنيا والآخرة، ومن تهاون به خسر الدنيا والآخرة، وديننا الإسلامي يأمرنا بالمحافظة على أموال الناس، سواء أكانوا مسلمين أو غير مسلمين، ويحذرنا من سرقة أموالهم، فأقول وبالله سبحانه وتعالى التوفيق:

التحذير من السرقة وصية رب العالمين:

حذرنا الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز من أخذ أموال الناس بالباطل، عن طريق السرقة، أو غيرها من الوسائل غير المشروعة.

 

• قال الله سبحانه وتعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً عَنْ تَرَاضٍ مِنْكُمْ وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا ﴾ [النساء: 29].

 

• قال الإمام ابن كثير رحمه الله: "نهى تبارك وتعالى عباده المؤمنين عن أن يأكلوا أموال بعضهم بعضًا بالباطل؛ أي: بأنواع المكاسب التي هي غير شرعية، كأنواع الربا والقمار، وما جرى مجرى ذلك من سائر صنوف الحيل"؛ [تفسير ابن كثير، ج: 2، ص: 268].

 

• قال الله تعالى: ﴿ وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا جَزَاءً بِمَا كَسَبَا نَكَالًا مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ * فَمَنْ تَابَ مِنْ بَعْدِ ظُلْمِهِ وَأَصْلَحَ فَإِنَّ اللَّهَ يَتُوبُ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾ [المائدة: 38، 39].

 

• قال الإمام ابن جرير الطبري رحمه الله: "يقول جل ثناؤه: ومن سرق من رجل أو امرأة، فاقطعوا أيها الناس يده"؛ [تفسير الطبري، ج: 8، ص: 407].

 

• قوله: ﴿ جَزَاءً بِمَا كَسَبَا نَكَالًا مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ﴾ [المائدة: 38].

 

• قال الإمام ابن جرير الطبري رحمه الله: "لا ترثُوا لـهم، لا تتهاونوا أن تقيموا فيهم الحدود؛ فإنه والله ما أمر الله بأمرٍ قط إلا وهو صلاح، ولا نهى عن أمر قط إلا وهو فساد، وكان عمر بن الخطاب يقول: اشتدوا على السُّرَّاق فاقطعوهم.

 

• قوله: ﴿ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ﴾ [المائدة: 38].

 

يقول جل ثناؤه: والله عزيز في انتقامه من هذا السارق والسارقة وغيرهما من أهل معاصيه، حكيم في حكمه فيهم وقضائه عليهم، يقول: فلا تفرطوا - أيها المؤمنون - في إقامة حكمي على السارق وغيرهم من أهل الجرائم، الذين أوجبت عليهم حدودًا في الدنيا؛ عقوبةً لهم، فإني بحكمي قضيت ذلك عليهم، وعلمي بصلاح ذلك لهم ولكم"؛ [تفسير الطبري، ج: 8، ص: 410].

 

• قال الله سبحانه وتعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا جَاءَكَ الْمُؤْمِنَاتُ يُبَايِعْنَكَ عَلَى أَنْ لَا يُشْرِكْنَ بِاللَّهِ شَيْئًا وَلَا يَسْرِقْنَ وَلَا يَزْنِينَ وَلَا يَقْتُلْنَ أَوْلَادَهُنَّ وَلَا يَأْتِينَ بِبُهْتَانٍ يَفْتَرِينَهُ بَيْنَ أَيْدِيهِنَّ وَأَرْجُلِهِنَّ وَلَا يَعْصِينَكَ فِي مَعْرُوفٍ فَبَايِعْهُنَّ وَاسْتَغْفِرْ لَهُنَّ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾ [الممتحنة: 12].

 

• قال الإمام ابن كثير رحمه الله: "قوله: ﴿ وَلَا يَسْرِقْنَ ﴾ [الممتحنة: 12]؛ أي: أموال الناس الأجانب، فأما إذا كان الزوج مقصرًا في نفقتها، فلها أن تأكل من ماله بالمعروف، ما جرت به عادة أمثالها، وإن كان بغير علمه، عملًا بحديث هند بنت عتبة، أنها قالت: يا رسول الله، إن أبا سفيان رجل شحيح، لا يعطيني من النفقة ما يكفيني ويكفي بنيَّ، فهل عليَّ جناح إن أخذت من ماله بغير علمه؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((خذي من ماله بالمعروف ما يكفيك ويكفي بنيك))؛ [تفسير ابن كثير، ج: 8، ص: 99].

 

نبينا صلى الله عليه وسلم يحذرنا من السرقة:

حذرنا نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، من سرقة أموال الناس، وسوف نذكر بعضًا من أحاديثه الشريفة المباركة.

 

1- روى الشيخان عن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما، قال: ((قطع النبي صلى الله عليه وسلم يد سارق في مـجن ثمنه ثلاثة دراهم))؛ [البخاري، حديث: 6798، مسلم، حديث: 1686].

 

• قوله: (مـجن): هو الآلة التي يستخدمها الـمقاتل في الحرب لوقايته من الضربات.

 

2- روى الشيخان عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن، ولا يشرب الخمر حين يشرب وهو مؤمن، ولا يسرق حين يسرق وهو مؤمن))؛ [البخاري، حديث: 2475، مسلم، حديث: 57].

 

معنى الحديث:

• قال الإمام النووي رحمه الله: "القول الصحيح الذي قاله المحققون أن معنى الحديث: لا يفعل هذه المعاصي وهو كامل الإيمان، وهذا من الألفاظ التي تطلق على نفي الشيء، ويراد نفي كماله ومختاره، كما يُقال: لا علم إلا ما نفع، ولا مال إلا الإبل، ولا عيش إلا عيش الآخرة"؛ [مسلم بشرح النووي، ج: 2، ص: 41].

 

3- روى مسلم عن جابر بن عبدالله رضي الله عنهما، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم وذلك في خطبة حجة الوداع: ((إن دماءكم وأموالكم حرام عليكم، كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا، في بلدكم هذا))؛ [مسلم، حديث: 1218].

 

• هذه الأمور التي ذكرها النبي صلى الله عليه وسلم، متأكدة التحريم شديدته؛ [صحيح مسلم بشرح النووي، ج: 8، ص: 182].

 

4- روى الشيخان عن عائشة رضي الله عنها، ((أن قريشًا أهمَّهم شأن المرأة المخزومية التي سرقت، فقالوا: ومن يكلم فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقالوا: ومن يجترِئ عليه إلا أسامة بن زيد، حِبُّ رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكلمه أسامة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أتشفع في حدٍّ من حدود الله؟ ثم قام فاختطب، ثم قال: إنما أهلك الذين قبلكم، أنهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه، وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد، وايم الله لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها))؛ [البخاري، حديث: 3475، مسلم، حديث: 1688].

 

• قولها: (أهمهم)؛ أي: أحزنهم وأوقعهم في الـهم.

 

• قولها: (المرأة المخزومية)؛ أي: الـمرأة الـمنسوبة إلى بني مـخزوم، وهي قبيلة كبيرة من قريش، والـمرأة هي: فاطمة بنت الأسود بن عبدالأسد، بنت أخي أبي سلمة.

 

• قولها: (التي سرقت)؛ أي: كانت تستعير المتاع وتجحده.

 

• قولها: (فقالوا)؛ أي: قال قومها.

 

• قولها: (ومن يكلم فيها)؛ أي: بالشفاعة في شأنها رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ ظنًّا منهم أن الحدود تندرِئ بالشفاعة، كما أنها تندرئ بالشبهة.

 

• قولها: (حِب رسول الله)؛ أي: محبوبه صلى الله عليه وسلم.

 

• قولها: (فكلمه أسامة)؛ أي: فكلمه أسامة بن زيد؛ ظنًّا منه أن كل شفاعة حسنة مقبولة.

 

• قوله: (أتشفع في حدٍّ من حدود الله؟): الاستفهام للإنكار والرفض.

 

• قولها: (فاختطب)؛ أي: خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم في الناس.

 

• قوله: (الشريف)؛ أي: القوي.

 

• قوله: (تركوه)؛ أي: تركوا السارق بلا إقامة الحد عليه.

 

• قوله: (أقاموا عليه الحد)؛ أي: القطع أو غيره.

 

• قوله: (وايم الله)؛ أي: والله، وهي من ألفاظ القسم.

 

• قوله: (لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها): إنما ضرب النبي صلى الله عليه وسلم الـمثل بفاطمة؛ لأنها أعز أهله صلى الله عليه وسلم؛ [مرقاة المفاتيح، علي الهروي، ج: 6، ص: 2366].

 

5- روى الشيخان عن الأعمش، قال: سمعت أبا صالح عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: ((لعن الله السارق يسرق البيضة فتُقطع يده، ويسرق الحبل فتُقطع يده))؛ قال الأعمش رحمه الله: "كانوا يرون أنه بيض الحديد، والحبل كانوا يرون أنه منها ما يَسوَى دراهم"؛ [البخاري، حديث: 6783، مسلم، حديث: 1687].

 

• قوله: (يسرق البيضة): الـمراد بالبيضة: هي غطاء من الحديد يضعه المقاتل على رأسه؛ ليحميه من الضربات في الحرب.

 

• قوله: (ويسرق الحبل): الـمراد بالحبل هو حبل من حبال السفينة؛ [صحيح مسلم بشرح النووي، ج: 1، ص: 208].

 

• قال الإمام الصنعاني رحمه الله: "الـمراد من الحديث: هو الإخبار بتحقير شأن السارق وخسارة ما ربحه من السرقة؛ وهو أنه إذا تعاطى هذه الأشياء الحقيرة، وصار ذلك خلقًا له، جرَّأه على سرقة ما هو أكثر من ذلك مما يبلغ قدره ما يُقطع به، فليحذر هذا القليل قبل أن تملكه العادة فيتعاطى سرقة ما هو أكثر من ذلك"؛ [سبل السلام، للصنعاني، ج: 2، ص: 427].

 

• قال الإمام ابن عثيمين رحمه الله: "قال بعض العلماء: المراد بالبيضة بيضة الدجاجة؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم أطلقها، والبيضة عند الإطلاق لا يُفهَم منها إلا بيضة الدجاجة، والـحبل هو الـحبل الذي يُربَط به الحطب وما أشبه ذلك، ولكن الرسول صلى الله عليه وسلم، قال: ((تُقطع يده))؛ لأنه إذا اعتاد سرقة الصغير تجرأ على سرقة الغالي والثمين، فقُطعت يده، وهذا أقرب إلى الصواب أن السارق - والعياذ بالله - إذا سرق الشيء اليسير، تـجرأ؛ فسرق الشيء الكبير، فتُقطع يده"؛ [شرح رياض الصالحين، لابن عثيمين، ج: 6، ص: 210].

 

6- روى الشيخان عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه، وكان شهد بدرًا وهو أحد النقباء ليلة العقبة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال، وحوله عصابة من أصحابه: ((بايعوني على ألَّا تشركوا بالله شيئًا، ولا تسرقوا، ولا تزنوا، ولا تقتلوا أولادكم، ولا تأتوا ببهتان تفترونه بين أيديكم وأرجلكم، ولا تعصوا في معروف، فمن وفى منكم فأجره على الله، ومن أصاب من ذلك شيئًا، فعُوقب في الدنيا فهو كفارة له، ومن أصاب من ذلك شيئًا، ثم ستره الله، فهو إلى الله، إن شاء عفا عنه، وإن شاء عاقبه، فبايعناه على ذلك))؛ [البخاري، حديث: 18، مسلم، حديث: 1709].

 

• قوله: (عصابة من أصحابه): أي: جماعة من أصحابه رضي الله عنهم، وعصابة: اسم جمع، كالعصبة؛ لِما بين العشرة إلى الأربعين، من العَصْبِ وهو الشَدُّ، كأن بعضهم يشُدُّ بعضًا، أو من العَصَبِ؛ لأنه يشد الأعضاء.

 

• قوله: (بايعوني)؛ أي: عاقدوني وعاهدوني؛ تشبيهًا لنيل الثواب في مقابلة الطاعة بعقد البيع الذي هو مقابلة مال بمال.

 

• قوله: (ولا تقتلوا أولادكم): بدفنهم أحياءً، فصبيانكم خشية الفقر، وبناتكم خوفَ لحوقِ عار وعيب.

 

• قوله: (ولا تأتوا ببهتان): البهتان يعني الكذب.

 

• قوله: (تفترونه)؛ أي: تختلقونه وتخترعونه.

 

• قوله: (بين أيديكم وأرجلكم)؛ أي: من عند أنفسكم، وعبر بهما عن الذات والنفس؛ لأن معظم الأفعال تُزاوَل وتُعالَج باليد والرجل.

 

• قوله: (فعُوقب به في الدنيا)؛ يعني: أُقيم عليه الحد في الدنيا.

 

• قوله: (كفارة له)؛ أي: يكفر إثم ذلك، ولم يعاقب به في الآخرة؛ [مرقاة المفاتيح، علي الهروي، ج: 1، ص: 92:91].

 

7- روى مسلم عن جابر رضي الله عنه، عند الحديث عن صلاة الكسوف، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يا أيها الناس، إنما الشمس والقمر آيتان من آيات الله، وإنهما لا ينكسفان لموت أحد من الناس، فإذا رأيتم شيئًا من ذلك، فصلُّوا حتى تنجلي، ما من شيء توعدونه إلا قد رأيته في صلاتي هذه، لقد جِيء بالنار، وذلكم حين رأيتموني تأخرت؛ مخافةَ أن يصيبني من لَفْحِها، وحتى رأيت فيها صاحب الْمِحْجَن يجر قصبه في النار، كان يسرق الحاج بمحجنه، فإن فطن له، قال: إنما تعلق بمحجني، وإن غفل عنه ذهب به))؛ [مسلم، حديث: 904].

 

• الكسوف: هو ذهاب ضوء الشمس والقمر أو بعضه، وتغـــيره إلى السواد.

 

• قوله: (ما من شيء توعدونه): أي: ليس شيء وُعدتم بمجيئه من الجنة والنار وغيرها من أحوال يوم القيامة.

 

• قوله: (لقد جيء بالنار): أي: أُحضرت لي.

 

• قوله: (مخافة أن يصيبني من لفحها): أي: خشية أن يصيبني حرُّها.

 

• قوله: (وحتى رأيت فيها): أي: رأيت في النار.

 

• قوله: (الـمحجن): عصا في رأسها اعوجاج، وقيل: خشبة طويلة على رأسها حديدة معوجة.

 

• قوله: (يجر قصبه في النار): أي: يسحب أمعاءه في النار.

 

• قوله: (كان يسرق الحاج): أي: كان يسرق أمتعة الحاج.

 

• قوله: (فإن فطن له): أي: انتبه الحاج للسرقة.

 

• قوله: (إنما تعلق بمحجني): أي: قال السارق: إنما تعلق المتاع بالعصا.

 

• قوله: (وإن غفل عنه ذهب به): لم ينتبه الحاج لمتاعه أخذه السارق وذهب به؛ [مرقاة المفاتيح، علي الهروي، ج: 5، ص: 1971].

 

الإسلام يأمرنا بالمحافظة على أموال الناس:

قال الشيخ السيد سابق رحمه الله: "إن الإسلام قد احترم المال، من حيث إنه عصب الحياة، واحترم ملكية الأفراد له، وجعل حقهم فيه حقًّا مقدسًا، لا يحل لأحد أن يعتدي عليه بأي وجه من الوجوه؛ ولهذا حــــرم الإسلام السرقة، والغصب، والاختلاس، والخيانة، والربا، والغش، والتلاعب بالكيل والوزن، والرشوة، واعتبر كل مال أُخذ بغير سبب مشروع أكلًا للمال بالباطل، وشدد في السرقة، فقضى بقطع يد السارق التي من شأنها أن تباشر السرقة، وفي ذلك حكمة بينة؛ إذ إن اليد الخائنة بمثابة عضو مريض يجب بتره ليسلم الجسم، والتضحية بالبعض من أجل الكل مما اتفقت عليه الشرائع والعقول، كما أن في قطع يد السارق عبرةً لمن تـحدثه نفسه بالسطو على أموال الناس، فلا يجرؤ أن يمد يده إليها، وبهذا تـُحفظ الأموال وتُصان.

 

• يقول الله تعالى: ﴿ وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا جَزَاءً بِمَا كَسَبَا نَكَالًا مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ﴾ [المائدة: 38]؛ [فقه السنة، للسيد سابق، ج: 4، ص: 160].

 

أسباب السرقة ودوافعها:

نستطيع أن نوجز أسباب ودوافع السرقة في الأمور الآتية:

1- عدم وجود الدافع الديني عند الذين يقومون بسرقة أموال الناس.

 

2- انحراف السارق منذ أيام الطفولة نتيجة لعدم التوجيه، والتربية الصحيحة والسليمة، وأيضًا نتيجة للتفكك الأسري، وعدم وجود القدوة الحسنة من الأبوين.

 

3- وجود النزعة العدوانية للسارق؛ وذلك يعود لطبيعة الحياة التي يعيشها السارق، والتي تخفي وراءها حب الانتقام من أفراد المجتمع، أو حقدًا دفينًا على الآخرين.

 

4- عدم توافر أي عمل مناسب لذلك المنحرف، فلا يجد خيار أمامه غير السرقة للحصول على متطلبات الحياة؛ وبذلك يبرر السارق لنفسه الاستيلاء على أموال الآخرين بدون حق.

 

5- الظروف الاقتصادية، والاجتماعية القاسية التي يعيشها المجرم؛ كالفشل في تحقيق طموحاته، أو لقلة دخله المادي، وقد اعتاد على نمط معين من الحياة.

 

6- توجد علاقة مباشرة بين السرقة وإدمان المخدرات؛ فالمدمن يقوم بالسرقة للحصول على المال اللازم لشراء المخدرات، وتحت تأثير المخدرات يقدم المجرم على ارتكاب الجرائم دون تقدير للنتائج؛ [الإعجاز التشريعي لحد السرقة، محمود إسماعيل الجعبري، ص: 13].

 

أسأل الله تعالى بأسمائه الـحسنى وصفاته العلا أن يجعل هذا العمل خالصًا لوجهه الكريم، وأن يجعله ذخرًا لي عنده يوم القيامة؛ ﴿ يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ * إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ ﴾ [الشعراء: 88، 89]، كما أسأله سبحانه أن ينفع به طلاب العلم الكـــــرام، وآخــر دعوانا أن الـحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله، وأصحابه، والتابعين لـهم بإحسان إلى يوم الدين.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • السرقة
  • السرقة التي لا قطع فيها
  • شؤم السرقة وشر إكرام الفاسقين (خطبة)
  • التحذير من الأمور الضارة

مختارات من الشبكة

  • التحذير من كتابي: التحذير من فتنة التكفير، وصيحة نذير(مقالة - آفاق الشريعة)
  • خطبة المسجد النبوي 4/3/1433 هـ - التحذير من ضياع الشباب(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تحذير ذوي العقول من السرقة والغلول (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • السرقة وحدها في الإسلام(مقالة - آفاق الشريعة)
  • السرقة عند الأطفال .. الأسباب والوقاية والعلاج(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • غصون رمضانية (25) سارق الصوم(مقالة - ملفات خاصة)
  • سيبويه ومسألة حد السرقة(مقالة - آفاق الشريعة)
  • قطع يد السارق(مقالة - موقع الشيخ فيصل بن عبدالعزيز آل مبارك)
  • رقم بطاقة الائتمان ورقم الحساب: هل هي أموال تقع عليها السرقة شرعا؟(مقالة - آفاق الشريعة)
  • التحذير من الإسراف والتبذير(مقالة - آفاق الشريعة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الذكاء الاصطناعي تحت مجهر الدين والأخلاق في كلية العلوم الإسلامية بالبوسنة
  • مسابقة للأذان في منطقة أوليانوفسك بمشاركة شباب المسلمين
  • مركز إسلامي شامل على مشارف التنفيذ في بيتسفيلد بعد سنوات من التخطيط
  • مئات الزوار يشاركون في يوم المسجد المفتوح في نابرفيل
  • مشروع إسلامي ضخم بمقاطعة دوفين يقترب من الموافقة الرسمية
  • ختام ناجح للمسابقة الإسلامية السنوية للطلاب في ألبانيا
  • ندوة تثقيفية في مدينة تيرانا تجهز الحجاج لأداء مناسك الحج
  • مسجد كندي يقترب من نيل الاعتراف به موقعا تراثيا في أوتاوا

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 2/12/1446هـ - الساعة: 8:23
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب