• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    في تحريم تعظيم المذبوح له من دون الله تعالى وأنه ...
    فواز بن علي بن عباس السليماني
  •  
    كل من يدخل الجنة تتغير صورته وهيئته إلى أحسن صورة ...
    فهد عبدالله محمد السعيدي
  •  
    محاضرة عن الإحسان
    د. عطية بن عبدالله الباحوث
  •  
    ملامح تربوية مستنبطة من قول الله تعالى: ﴿يوم تأتي ...
    د. عبدالرحمن بن سعيد الحازمي
  •  
    نصوص أخرى حُرِّف معناها
    عبدالعظيم المطعني
  •  
    فضل العلم ومنزلة العلماء (خطبة)
    خميس النقيب
  •  
    البرهان على تعلم عيسى عليه السلام القرآن والسنة ...
    د. محمد بن علي بن جميل المطري
  •  
    الدرس السادس عشر: الخشوع في الصلاة (3)
    عفان بن الشيخ صديق السرگتي
  •  
    القرض الحسن كصدقة بمثل القرض كل يوم
    د. خالد بن محمود بن عبدالعزيز الجهني
  •  
    الليلة التاسعة والعشرون: النعيم الدائم (2)
    عبدالعزيز بن عبدالله الضبيعي
  •  
    حكم مشاركة المسلم في جيش الاحتلال
    أ. د. حلمي عبدالحكيم الفقي
  •  
    غض البصر (خطبة)
    د. غازي بن طامي بن حماد الحكمي
  •  
    كيف تقي نفسك وأهلك السوء؟ (خطبة)
    الشيخ محمد عبدالتواب سويدان
  •  
    زكاة الودائع المصرفية الحساب الجاري (PDF)
    الشيخ دبيان محمد الدبيان
  •  
    واجب ولي المرأة
    الشيخ محمد جميل زينو
  •  
    وقفات مع القدوم إلى الله (9)
    د. عبدالسلام حمود غالب
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / منبر الجمعة / الخطب / السيرة والتاريخ / السيرة
علامة باركود

جوانب من السيرة في غزوة تبوك.. الحذر من الابتداع في سنته صلى الله عليه وسلم..

جوانب من السيرة في غزوة تبوك.. الحذر من الابتداع في سنته صلى الله عليه وسلم..
د. صغير بن محمد الصغير

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 28/10/2022 ميلادي - 2/4/1444 هجري

الزيارات: 12100

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

جوانب من السيرة في غزوة تبوك..

الحذر من الابتداع في سنته صلى الله عليه وسلم..


الحمد لله.... وبعد:

فاتقوا الله أيها المسلمون، فتقوى الله جماع الخيرات، ومعدن البركات.

 

أيها الأحبة، الحديث عن سيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم حديثٌ تحبه النفوس المؤمنة وتأنْسُ به قلوبٌ بالإيمان مطمئنة، فحبُّه في شغاف الأفئدة مغروسٌ، وتوقيره مُشربةٌ به النفوس، بأبي هو وأمي صلى الله عليه وسلم.

 

معاشر الإخوة، استقر الإسلام في الجزيرة، فتحت مكة، وانطلقت الأنوار من الجبال والصحاري، أخذت الأفواج تلو الأفواج تدخل في دين الله، وتلاشت الوثنيةٌ في بلاد العرب، وتلقى أعداء الدعوة المحمدية من الروم وغيرهم أنباء تلك الانتصارات، فصاروا يجمعون جموعهم، ويمكرون مكرهم، ويدسون دسائسهم، وما أشبه الليلة بالبارحة!

 

لقد كان بدايات الاعتداءات من أولئك بدولة الإسلام الفتية في واقعة مؤتة التي كان سببُها قتل مبعوث رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى عظيم بُصرى، فقابل ثلاثة آلافٍ من المسلمين مائتي ألفٍ من الروم وأعوانهم.

 

إن مواجهة الأعداء لا يشترط فيها دائمًا تكافؤ القوى الظاهرية بين المؤمنين وأعدائهم، يكفي المؤمنين أن يُعِدُّوا ما استطاعوا من القوى، وأن يثقوا بالله ثم يثبتوا ويصبروا، وهذا ما قرره عبد الله بن رواحة رضي الله عنه لأصحابه في غزوة مؤتة: "والله ما نقاتل الناس بعدد ولا قوةٍ ولا كثرةٍ، وما نقاتلهم إلا بهذا الدين الذي أكرمنا الله به، فانطلقوا فإنما هي إحدى الحسنين: إما ظهورٌ – أي انتصار- وإما شهادةٌ"[1].

 

يقول عمر رضي الله عنه: كنا نَتَخَوَّفُ مَلِكًا مِنْ مُلُوكِ غَسَّانَ، ذُكِرَ لَنَا أَنَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَسِيرَ إِلَيْنَا، فَقَدِ امْتَلَأَتْ صُدُورُنَا مِنْهُ، وفي لفظٍ: كنا نتحدثُ أن آل غسان تنتعلُ النعال لغزونا[2].

 

وقد كان الأنباطُ الذي يقدمون إلى المدينة من الشام يبيعون الزيت وغيره يُحدثون أن هرقل قد هيأ جيشًا عظيمًا قوامه أربعون ألف مقاتل، وأجلب معه قبائل من مُتنَصِّرةِ العرب، ورزق جنده رزق سنة؛ أي صرف لهم مرتبات سنة كاملة.

 

هذه من أخبار مظاهر الاستعداد العسكري.

 

أما المكرُ والدسائس، فمنه ما انكشف من حالِ المنافقين ومسجد الضرار، وكر المؤامرات تفريقًا بين المؤمنين، وإرصادًا لمن حارب الله ورسوله.

 

ومن الدسائس ما جاء في خبر كعب بن مالك رضي الله عنه حين أمر النبي صلى الله عليه وسلم بهجره وهجر صاحبيه لَما تخلفوا عن الغزوة، فقد جاء كعبًا كتابٌ من ملكِ الروم يقول له فيه: أَمَّا بَعْدُ، فَإِنَّهُ قَدْ بَلَغَنَا أَنَّ صَاحِبَكَ قَدْ جَفَاكَ، وَلَمْ يَجْعَلْكَ اللهُ بِدَارِ هَوَانٍ وَلَا مَضْيَعَةٍ، فَالْحَقْ بِنَا نُوَاسِكَ، قال كعبٌ رضي الله عنه، فعلمت أن هذا من البلاء، فتيمَّمتُ التنور فسجَرتها[3].

 

أيها الإخوة، هذا هو ديدن أعداء الله في الغابر والحاضر في كل زمان وفي كل مكان، يتحسسون الأنباء ويترصدون المداخل.

 

وكم من أقدام في مثل هذا قد زلَّتْ، وكم من رجالٍ في مثل هذه الأحوال قد انزلقتْ، أما كعبٌ فيمَّمها التنورَ وسَجَرَها، وكم في الأمة من مثل كعب؟


معاشر الإخوةُ، بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم تلك الاستعداداتُ والجموع، فأمر بالخروج إليهم، ولم ينتظرْ حتى يداهموا المدينة، فندب عليه الصلاة والسلام أصحابه، وكان الوقتُ صيفًا بلغ فيه الحرُّ مداه، والناس في عسرٍ من العيش، وقد طابت ثمارُ المدينة، ولم يكنْ من عادته صلى الله عليه وسلم إذا همَّ بغزوة إلا ورَّى بغيرها إلا ما كان من هذه الغزوة، فقد أعلنها وبين وجهتها ليتأهبُّوا أُهبتهم ويأخذوا عُدَّتهم، فإنهم يستقبلون سفرًا بعيدًا ومفازًا شديدًا وعدوًّا كثيرًا.

 

لقد كان فيها من مظاهر الابتلاء والامتحان ما كشف سوءات المنافقين، وتجلى به صدق الصادقين، وإيمان المؤمنين، تنزلتْ في ذلك سورةٌ كاملة من طوال السور تفضح المخلفين والقاعدين، وتُشيدُ بجهاد المجاهدين وفوز الطائعين.

 

لقد استجاب المؤمنون لنداء رسولهم صلى الله عليه وسلم، فجاء ذوو اليسار منهم بكثير مما عندهم، فعثمان رضي الله عنه جاء بثلاثمائة بعير بأحلاسها وأقتابها وبألف دينارٍ، حتى قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مَا ضَرَّ عُثْمَانَ مَا عَمِلَ بَعْدَ اليَوْمِ» [4].

 

وجاء أبو بكرٍ بماله كلِّه، وكان أربعة آلاف درهم، وجاء عمر بنصف ماله، وجاء عبد الرحمن بن عوفٍ بمائتي أوقيةٍ فضة، وجاء العباس بمال كثير، وتتابع الناس بصدقاتهم قليلها وكثيرها، حتى كان منهم من يأتي بالمدَّ والمدَّين من الطعام لا يستطيع غيرها، وجاء النساء بما قدِرْن عليه من صدقات وحُليٍّ وخلاخلٍ وقُرُطٍ وخواتِمَ: ﴿ انْفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالًا وَجَاهِدُوا بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ ﴾ [5].


وكان نصيبُ المنافقين الاستهزاء واللمز: ﴿ الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقَاتِ وَالَّذِينَ لا يَجِدُونَ إِلَّا جُهْدَهُمْ فَيَسْخَرُونَ مِنْهُمْ سَخِرَ اللَّهُ مِنْهُمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴾[6]، وجاء البكَّاؤون من المؤمنين يطلبون من رسول الله صلى الله عليه وسلم ظهورًا يركبونها، فقال لهم: ﴿ لا أَجِدُ مَا أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ تَوَلَّوْا وَأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ حَزَنًا أَلّا يَجِدُوا مَا يُنْفِقُونَ ﴾ [7].

 

لقد عانى المسلمون في هذه الرحلةِ جهودًا شاقة، وأتعابًا جسيمةً، حتى كان الثلاثةُ يتعاقبون على بعيرٍ واحدٍ، أصابهم عطشٌ شديدٌ حتى نحروا بعض إبِلهِم ليشربوا مما في بطونها، وربما أكلوا أوراقَ الشجر حتى تورَّمتْ شفاههم.

 

روى مسلم في صحيحه عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: لَمَّا كَانَ غَزْوَةُ تَبُوكَ أَصَابَ النَّاسَ مَجَاعَةٌ، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، لَوْ أَذِنْتَ لَنَا فَنَحَرْنَا نَوَاضِحَنَا، فَأَكَلْنَا وَادَّهَنَّا، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «افْعَلُوا»، قَالَ: فَجَاءَ عُمَرُ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنْ فَعَلْتَ قَلَّ الظَّهْرُ، وَلَكِنْ ادْعُهُمْ بِفَضْلِ أَزْوَادِهِمْ، ثُمَّ ادْعُ اللهَ لَهُمْ عَلَيْهَا بِالْبَرَكَةِ، لَعَلَّ اللهَ أَنْ يَجْعَلَ فِي ذَلِكَ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «نَعَمْ»، قَالَ: فَدَعَا بِنِطَعٍ (أي بجلد) فَبَسَطَهُ، ثُمَّ دَعَا بِفَضْلِ أَزْوَادِهِمْ، قَالَ: فَجَعَلَ الرَّجُلُ يَجِيءُ بِكَفِّ ذُرَةٍ، قَالَ: وَيَجِيءُ الْآخَرُ بِكَفِّ تَمْرٍ، قَالَ: وَيَجِيءُ الْآخَرُ بِكَسْرَةٍ حَتَّى اجْتَمَعَ عَلَى النِّطَعِ مِنْ ذَلِكَ شَيْءٌ يَسِيرٌ، قَالَ: فَدَعَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَيْهِ بِالْبَرَكَةِ، ثُمَّ قَالَ: «خُذُوا فِي أَوْعِيَتِكُمْ»، قَالَ: فَأَخَذُوا فِي أَوْعِيَتِهِمْ، حَتَّى مَا تَرَكُوا فِي الْعَسْكَرِ وِعَاءً إِلَّا مَلَؤُوهُ، قَالَ: فَأَكَلُوا حَتَّى شَبِعُوا، وَفَضَلَتْ فَضْلَةٌ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَأَنِّي رَسُولُ اللهِ، لَا يَلْقَى اللهَ بِهِمَا عَبْدٌ غَيْرَ شَاكٍّ، فَيُحْجَبَ عَنِ الْجَنَّةِ» [8].

 

ووصلَ النبيُّ تبوك ومعه ثلاثون ألفًا من المسلمين، ولكنَّه لم يلقَ كَيْدًا، واندحرَ الرومُ إلى داخل ديارهم، وضربَ الجزيةَ على أهلِ تلك الديار، ثم رجع إلى المدينة فوصل إليها في رمضان من السنة نفسها.

 

﴿ أَمَّنْ هَذَا الَّذِي هُوَ جُنْدٌ لَكُمْ يَنْصُرُكُمْ مِنْ دُونِ الرَّحْمَنِ إِنِ الْكَافِرُونَ إِلَّا فِي غُرُورٍ ﴾ [9]، [10].

أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب وخطيئة، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.


الخطبة الثانية:

الحَمْدُ لِلَّهِ حَمْدًا طَيِّبًا كَثِيرًا مُبَارَكًا فِيهِ كَمَا يُحِبُّ رَبُّنَا وَيَرْضَى، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، صَلَّى اللَّهُ وَسَلَّمَ وَبَارَكَ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ وَمَنِ اهْتَدَى بِهُدَاهُمْ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ، أَمَّا بَعْدُ:

فَاتَّقُوا اللَّهَ تَعَالَى وَأَطِيعُوهُ، وَاعْرِفُوا فَضْلَهُ سُبْحَانَهُ بِبَعْثَةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ فَإِنَّهُ هِدَايَةُ اللَّهِ تَعَالَى لِلْمُؤْمِنِينَ، وَسَبَبُ سَعَادَتِهِمْ فِي الدَّارَيْنِ: ﴿ لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ ﴾[11]. ﴿ لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ ﴾[12].

 

أَيُّهَا النَّاسُ، إِذَا كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَشَرًا مِثْلَنَا، حَرِيصًا عَلَيْنَا، يَعِزُّ عَلَيْهِ عَنَتُنَا، وَقَدِ اخْتَبَأَ دَعْوَتَهُ شَفَاعَةً لَنَا، فَقَدَّمَنَا عَلَى نَفْسِهِ فِيهَا؛ فَإِنَّنَا يَجِبُ أَنْ نُوقِنَ بِمَحَبَّتِهِ وَنُصْحِهِ لَنَا، وَأَنْ نَعْمَلَ بِأَوَامِرِهِ؛ لِأَنَّهُ لَنْ يَأْمُرَنَا إِلَّا بِمَا فِيهِ خَيْرٌ لَنَا، وَأَنْ نَجْتَنِبَ نَوَاهِيَهُ؛ لِأَنَّهُ لَنْ يَنْهَانَا إِلَّا عَنْ شَرٍّ يَضُرُّنَا، وَأَنْ نُصَدِّقَ أَخْبَارَهُ؛ لِأَنَّهُ لَنْ يُخْبِرَنَا إِلَّا بِمَا هُوَ صِدْقٌ وَمَا فِيهِ نَفْعٌ لَنَا؛ وَلِذَا قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «كُلُّ أُمَّتِي يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ إِلَّا مَنْ أَبَى، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَمَنْ يَأْبَى؟ قَالَ: مَنْ أَطَاعَنِي دَخَلَ الْجَنَّةَ، وَمَنْ عَصَانِي فَقَدْ أَبَى»[13].

 

وَمِمَّا نَهَانَا عَنْهُ نَبِيُّنَا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَحَذَّرَنَا مِنْهُ - رَحْمَةً بِنَا وَنُصْحًا لَنَا - الِابْتِدَاعُ فِي الدِّينِ؛ فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «وَإِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الْأُمُورِ، فَإِنَّ كُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ، وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ»[14]. وَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ عَمِلَ عَمَلًا لَيْسَ عَلَيْهِ أَمْرُنَا فَهُوَ رَدٌّ»[15]. وَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا نَهَيْتُكُمْ عَنْهُ فَاجْتَنِبُوهُ، وَمَا أَمَرْتُكُمْ بِهِ فَافْعَلُوا مِنْهُ مَا اسْتَطَعْتُمْ»[16].

 

وَمِنَ الْبِدَعِ الْمُنْتَشِرَةِ بَيْنَ الْمُسْلِمِينَ تَعْظِيمُ مَا لَمْ يُعَظِّمْهُ اللَّهُ تَعَالَى مِنَ الْأَزْمِنَةِ، وَالِاحْتِفَالِ بِهَا؛ لِمُنَاسَبَةٍ وَقَعَتْ فِيهَا، فَفِيهَا مُضَاهَاةٌ لِلْأَعْيَادِ الشَّرْعِيَّةِ، وَمُزَاحَمَةٌ لَهَا، وَتَشْرِيعُ مَا لَمْ يَشْرَعْهُ اللَّهُ تَعَالَى مِنْ تَعْظِيمِهَا وَمَا وَقَعَ فِيهَا، وَلَوْ كَانَ ذَلِكَ خَيْرًا لَفَعَلَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْأَيَّامِ الَّتِي انْتَصَرَ فِيهَا، وَلَفَعَلَهُ الصَّحَابَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ، وَلَفَعَلَهُ التَّابِعُونَ لَهُمْ بِإِحْسَانٍ، فَلَمَّا لَمْ يَفْعَلُوهُ عُلِمَ أَنَّهُ مِنَ الْمُحْدَثَاتِ، وَأَنَّ تَرْكَهُ مُرَادٌ لِلشَّارِعِ الْحَكِيمِ، وَأَنَّ فِعْلَهُ ابْتِدَاعٌ فِي الدِّينِ، وَلَنْ يَصْلُحَ آخِرُ هَذِهِ الْأُمَّةِ إِلَّا بِمَا صَلُحَ بِهِ أَوَّلُهَا مِنَ الِاتِّبَاعِ وَتَرْكِ الِابْتِدَاعِ؛ ﴿ وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ﴾[17] [18]، وَصَلُّوا وَسَلِّمُوا عَلَى نَبِيِّكُمْ...



[1] سيرة ابن هشام (2/ 375).

[2] أخرجه البخاري (4913)، ومسلم (1479).

[3] أخرجه مسلم (2769).

[4] أخرجه الترمذي (3701)، وأحمد (20630)، وحسنه الألباني في المشكاة (6073).

[5] [التوبة:41].

[6] [التوبة:79]

[7] [التوبة: 92].

[8] أخرجه مسلم (27).

[9] [الملك:20].

[10] مختصر من خطبة للشيخ صالح بن حميد، (غزوة تبوك).

[11] [آل عمران: 164]

[12] [التوبة: 128]

[13] أخرجه البخاري (7280).

[14] أخرجه أبو داود (4607)، والترمذي (2676)، وابن ماجه (42)، وصححه الألباني في المشكاة (165).

[15] أخرجه البخاري (2697)، ومسلم (1718).

[16] أخرجه مسلم (1337).

[17] [الحشر: 7].

[18] مختصر من خطبة لد إبراهيم الحقيل.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • غزوة تبوك (1) صور من العسرة
  • غزوة تبوك (2) الآيات والمعجزات
  • غزوة تبوك (3)
  • غزوة تبوك (4) دعوة أهل الكتاب
  • دروس من غزوة تبوك (1)
  • الاستعداد لغزوة تبوك
  • غزوة تبوك
  • قصة غزوة تبوك
  • غزوة تبوك (خطبة)
  • غزوة تبوك أو العسرة
  • دروس وعبر من غزوة تبوك

مختارات من الشبكة

  • جوانب من حيطته وحذره صلى الله عليه وسلم في غزوة أحد(مقالة - ملفات خاصة)
  • جوانب من عظمة الرسول صلى الله عليه وسلم (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • جوانب بناء الشخصية الإسلامية(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • ملخص كتاب جوانب حضارية في السنة النبوية المطهرة(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • جوانب خفية في الخلاف(مقالة - آفاق الشريعة)
  • جوانب العظمة في حياة أبي بكر الصديق رضى الله عنه قبل الإسلام وبعده(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • جوانب الاختلاف بيني وبين زوجي كثيرة(استشارة - الاستشارات)
  • جوانب هامة يجب أن تراعى في التعامل مع المواهب(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • اهتمام ابن كثير بشتى جوانب اللغة(مقالة - آفاق الشريعة)
  • من جوانب التربية الإيمانية(مقالة - مجتمع وإصلاح)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 9/11/1446هـ - الساعة: 17:29
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب