• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    تخريج حديث: أن النبي صلى الله عليه وسلم قضى ...
    الشيخ محمد طه شعبان
  •  
    الإسلام هو السبيل الوحيد لِإنقاذ وخلاص البشرية
    الشيخ محمد جميل زينو
  •  
    خطبة: فاعبد الله مخلصا له الدين (باللغة
    حسام بن عبدالعزيز الجبرين
  •  
    المحافظة على صحة السمع في السنة النبوية (PDF)
    د. عبدالعزيز بن سعد الدغيثر
  •  
    اختيارات ابن أبي العز الحنفي وترجيحاته الفقهية في ...
    عبدالعزيز بن عبدالله بن محمد التويجري
  •  
    القيم الأخلاقية في الإسلام: أسس بناء مجتمعات ...
    محمد أبو عطية
  •  
    فوائد من حديث أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث ...
    محفوظ أحمد السلهتي
  •  
    لم تعد البلاغة زينة لفظية "التلبية وبلاغة التواصل ...
    د. أيمن أبو مصطفى
  •  
    البشارة
    نورة سليمان عبدالله
  •  
    حديث: لا نذر لابن آدم فيما لا يملك
    الشيخ عبدالقادر شيبة الحمد
  •  
    خطبة: شهر ذي القعدة من الأشهر الحرم
    أبو عمران أنس بن يحيى الجزائري
  •  
    تفسير سورة الكافرون
    يوسف بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن السيف
  •  
    ملخص من شرح كتاب الحج (4)
    يحيى بن إبراهيم الشيخي
  •  
    من مائدة الفقه: السواك
    عبدالرحمن عبدالله الشريف
  •  
    أهمية عمل القلب
    إبراهيم الدميجي
  •  
    أسوة حسنة (خطبة)
    أحمد بن علوان السهيمي
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / منبر الجمعة / الخطب / عقيدة وتوحيد / الكتب السماوية والرسل
علامة باركود

خصائص الأنبياء عليهم السلام

خصائص الأنبياء عليهم السلام
د. خالد بن محمود بن عبدالعزيز الجهني

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 27/10/2022 ميلادي - 1/4/1444 هجري

الزيارات: 7811

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

خصائص الأنبياء عليهم السلام

 

إن الحمدَ لله، نحمدُه، ونستعينُه، ونستغفرُه، ونعوذُ بالله من شرورِ أنفسِنا، ومن سيئاتِ أعمالِنا، من يهدِه اللهُ فلا مضلَّ له، ومن يضللْ فلا هاديَ لهُ، وأشهدُ أن لا إله إلا الله وحدَه لا شريكَ له، وأشهدُ أن محمدًا عبدُه ورسولُه.

 

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 102].

 

﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾ [النساء: 1].

 

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾ [الأحزاب: 70، 71].

 

أما بعد:

فإن أصدق الحديث كتاب الله تعالى، وخيرَ الهدي هديُ محمدٍ ه، وشرَّ الأمورِ محدثاتُها، وكلَّ محدثةٍ بدعةٌ، وكلَّ بدعةٍ ضلالةٌ، وكلَّ ضلالةٍ في النارِ؛ وبعدُ.

 

حَدِيثُنَا معَ حضراتِكم في هذه الدقائقِ المعدوداتِ عنْ موضوع بعنوان: «خصائص الأنبياء عليهم السلام».

 

واللهَ أسألُ أن يجعلنا مِمَّنْ يستمعونَ القولَ، فَيتبعونَ أَحسنَهُ، أُولئك الذينَ هداهمُ اللهُ، وأولئك هم أُولو الألبابِ.

 

اعلموا أيها الإخوة المؤمنون أنَّ اللهَ اختصَّ أنبياءَهُ ورسلَهُ عليهم الصلواتُ والسلامُ دونَ سائرِ البشرِ بأحدَ عشر شيئًا:

الأولى: الوحي، فلا يوحي الله تعالى إلا لنبي من أنبيائه.

قَالَ تَعَالَى:﴿ قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا ﴾ [الكهف: 110].

 

وهذا الوحيُ يقتضي عدَّةَ أمورٍ يفارقُون بها الناسَ، فمِن ذلك تكليمُ الله بعضَهم، واتصالُهم ببعضِ الملائكةِ، وتعريفُ اللهِ لهم شيئًا من الغيوبِ الماضيةِ أو الآتيةِ، وإِطلاعُ اللهِ لهم على شيءٍ من عَالمِ الغيبِ[1].

 

الثانية: العِصمةُ في تحمُّلِ الرسالةِ،فقد اتفقتِ الأمةُ على أنَّ الرسلَ معصومونَ في تحمُّلِ الرسالةِ، فلا يَنسونَ شيئًا مما أوحاه اللهُ إليهم إِلَّا شيئًا قد نُسخَ، وقد تكفَّل الله لرسولهِ ه بأن يُقرِئَه فلا ينسى شيئًا مما أوحاه إليه، إلا شيئًا أرادَ اللهُ أن ينسيَه إياهُ[2].

 

قَالَ تَعَالَى:﴿ سَنُقْرِئُكَ فَلَا تَنْسَى * إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ إِنَّهُ يَعْلَمُ الْجَهْرَ وَمَا يَخْفَى ﴾ [الأعلى: 6، 7].

 

وتكفَّلَ سبحانه وتعالى له بأنْ يجمعَهُ في صدرِهِ، فَقَال سبحانه وتعالى:﴿ لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ * إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ * فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ ﴾ [القيامة: 16 - 18].

 

الثالثة: العصمة في تبليغ الرسالة،فلا يكتمونَ شيئًا ممَّا أوحاهُ اللهُ إليهم؛ لأنَّ الكتمانَ خيانةٌ، والرسلُ يستحيلُ أنْ يكونوا كَذلك.

 

قَالَ تَعَالَى:﴿ يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ ﴾ [المائدة: 67].

 

ولو حدثَ شيءٌ من الكِتمانِ أو التغييرِ لما أوحاهُ الله، فإنَّ عقابَ اللهِ يَحلَّ بذلك الكاتِمِ المغيِّرِ.

 

قال اللهُ تعالى:﴿ وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الْأَقَاوِيلِ * لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ * ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ ﴾ [الحاقة: 44 - 46].

 

ومنَ العصمةِ ألَّا ينسوا شيئًا مما أوحاهُ الله إليهم، وبذلكَ لا يضيعُ شيءٌ منَ الوحي.

 

وعدمُ النسيانِ في التبليغِ داخلٌ فِي قَولِهِ تَعَالى: ﴿سَنُقْرِئُكَ فَلَا تَنْسَى * إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ إِنَّهُ يَعْلَمُ الْجَهْرَ وَمَا يَخْفَى﴾ [الأعلى: 6، 7].

 

وممَّا يدلُّ على عصمتِه في التبليغِ قَولُهُ تَعَالى: ﴿وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى﴾ [النجم: 3، 4].

 

الرابعة: العصمة منِ ارتِكابِ الكبائرِ.

فقد أجمعتِ الأمةُ الإسلاميةُ على عصمةِ الأنبياءِ والرسلِ من كبائرِ الذنوبِ وقبائحِ العيوبِ، كالزنى، والسرقةِ، وصناعةِ الأصنامِ وعبادتها، والسحرِ، ونحوِ ذلك، وقد برَّأَ كتابُ اللهِ وسنةُ رسولِهِ أنبياءَ اللهِ ورسلَهُ عليهم السلام مما افتراهُ عليهم اليهودُ والنصارى في المحرَّف منْ كتبهِم.

 

الخامسة: تنامُ أعينُهُم، ولا تنامُ قلوبُهُم.

رَوَى البُخَارِيُّ ومُسْلِمٌ عَنْ أنسٍ رضي الله عنه في حَديثِ الإسراءِ: «وَالنَّبِيُّ ه نَائِمَةٌ عَيْنَاهُ وَلَا يَنَامُ قَلْبُهُ، وَكَذَلِكَ الأَنْبِيَاءُ تَنَامُ أَعْيُنُهُمْ وَلَا تَنَامُ قُلُوبُهُمْ»[3].

 

ورَوَى البُخَارِيُّ ومُسْلِمٌ عَن عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ أَتَنَامُ قَبْلَ أَنْ تُوتِرَ؟، فَقَالَ: «يَا عَائِشَةُ إِنَّ عَيْنَيَّ تَنَامَانِ، وَلَا يَنَامُ قَلْبِي»[4].

 

السادسة: يُخيَّرونَ عندَ الموتِ بين البقاء في الدنيا، والآخرةِ.

رَوَى البُخَارِيُّ عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها، قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «مَا مِنْ نَبِيٍّ يَمْرَضُ إِلَّا خُيِّرَ بَيْنَ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ»، وَكَانَ فِي شَكْوَاهُ الَّذِي قُبِضَ فِيهِ، أَخَذَتْهُ بُحَّةٌ شَدِيدَةٌ، فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: ﴿ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا ﴾ [النساء: 69]فَعَلِمْتُ أَنَّهُ خُيِّرَ[5].

 

ورَوَى البُخَارِيُّ ومُسْلِمٌ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، قَالَ: «أُرْسِلَ مَلَكُ المَوْتِ إِلَى مُوسَى ڽ، فَلَمَّا جَاءَهُ صَكَّهُ[6]، فَرَجَعَ إِلَى رَبِّهِ، فَقَالَ: أَرْسَلْتَنِي إِلَى عَبْدٍ لَا يُرِيدُ المَوْتَ، فَرَدَّ اللهُ عَلَيْهِ عَيْنَهُ وَقَالَ: ارْجِعْ، فَقُلْ لَهُ: يَضَعُ يَدَهُ عَلَى مَتْنِ[7] ثَوْرٍ فَلَهُ بِكُلِّ مَا غَطَّتْ بِهِ يَدُهُ بِكُلِّ شَعْرَةٍ سَنَةٌ، قَالَ: أَيْ رَبِّ، ثُمَّ مَاذَا؟ قَالَ: ثُمَّ المَوْتُ، قَالَ: فَالْآنَ، فَسَأَلَ اللهَ أَنْ يُدْنِيَهُ[8] مِنَ الأَرْضِ المُقَدَّسَةِ رَمْيَةً بِحَجَرٍ[9]»، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «فَلَوْ كُنْتُ ثَمَّ[10] لَأَرَيْتُكُمْ قَبْرَهُ، إِلَى جَانِبِ الطَّرِيقِ، عِنْدَ الكَثِيبِ[11] الأَحْمَرِ»[12].

 

السابعة: لم يُقبضْ نبيٌّ قطُّ حتَّى يرى مقعدَه من الجنةِ.

رَوَى البُخَارِيُّ ومُسْلِمٌ عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ وَهُوَ صَحِيحٌ: «إِنَّهُ لَمْ يُقْبَضْ نَبِيٌّ قَطُّ حَتَّى يُرَى مَقْعَدُهُ فِي الجَنَّةِ ثُمَّ يُخَيَّرُ»[13].

 

الثامنة: لا يُقبرُ نبيٌّ منهم إِلَّا في الموضعِ الَّذِي ماتَ فيه.

رَوَى الإِمَامُ أَحْمَدُ بِسَنَدٍ صَحِيحٍ أَنَّ أَصْحَابَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم لم يَدرُوا أَيْنَ يَقْبُرُونَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم حَتَّى قَالَ أَبُو بَكْرٍ رضي الله عنه: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «لَنْ يُقْبَرَ نَبِيٌّ إِلَّا حَيْثُ يَمُوتُ»، فَأَخَّرُوا فِرَاشَهُ، وَحَفَرُوا لَهُ تَحْتَ فِرَاشِهِ[14].

 

ولهذا فإنَّ الصحابةَ رضي الله عنه دفنوا الرسولَ صلى الله عليه وسلم في حجرةِ عائشةَ رضي الله عنها حيثُ قُبضَ.

 

أقولُ قولي هذا، وأَستغفرُ اللهَ لي، ولكُم.

 

 

الخطبة الثانية

الحمدُ لله وكفى، وصلاةً وَسَلامًا على عبدِه الذي اصطفى، وآلهِ المستكملين الشُّرفا، وبعد..

 

فمما اختَصَّ اللهُ به أنبياءهُ عليهم السلام:

التاسعة: أن الأرضَ لا تَأكلُ أجسادَهم،وهذا من إكرامِ اللهِ لأنبيائِهِ ورسلِه عليهم السلام، فمهما طالَ الزمانُ وتقادمَ العهدُ تبقى أجسادُهم في قبورِهِم محفوظةً من البِلى.

 

رَوَى أَبُو دَاودَ بِسَنَدٍ صَحِيحٍ عَنْ أَوْسِ بْنِ أَوْسٍ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ اللهَ تعالى حَرَّمَ عَلَى الْأَرْضِ أَجْسَادَ الْأَنْبِيَاءِ»[15].

 

العاشرة: الأنبياءُ أحياءٌ في قبورهم يُصَلُّونَ.

رَوَى مُسْلِمٌ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «أَتَيْتُ عَلَى مُوسَى لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِي عِنْدَ الْكَثِيبِ الْأَحْمَرِ، وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي قَبْرِهِ»[16].

 

ورَوَى مُسْلِمٌ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «وَقَدْ رَأَيْتُنِي فِي جَمَاعَةٍ مِنَ الْأَنْبِيَاءِ، فَإِذَا مُوسَى قَائِمٌ يُصَلِّي، فَإِذَا رَجُلٌ ضَرْبٌ[17]، جَعْدٌ[18] كَأَنَّهُ مِنْ رِجَالِ شَنُوءَةَ[19]، وَإِذَا عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ عليه السلام قَائِمٌ يُصَلِّي، أَقْرَبُ النَّاسِ بِهِ شَبَهًا عُرْوَةُ بْنُ مَسْعُودٍ الثَّقَفِيُّ، وَإِذَا إِبْرَاهِيمُ ڠ قَائِمٌ يُصَلِّي، أَشْبَهُ النَّاسِ بِهِ صَاحِبُكُمْ - يَعْنِي نَفْسَهُ - فَحَانَتِ الصَّلَاةُ فَأَمَمْتُهُمْ، فَلَمَّا فَرَغْتُ مِنَ الصَّلَاةِ قَالَ قَائِلٌ: يَا مُحَمَّدُ، هَذَا مَالِكٌ صَاحِبُ النَّارِ، فَسَلِّمْ عَلَيْهِ، فَالْتَفَتُّ إِلَيْهِ، فَبَدَأَنِي بِالسَّلَامِ»[20].

 

وروى البَزَّارُ بِسَنَدٍ صَحِيحٍعَن أَنَسٍ رضي الله عنه أَنَّ رَسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «الأَنْبِيَاءُ أَحْيَاءٌ فِي قُبُورِهِمْ يُصَلُّونَ»[21].

 

الحادية عشرة: الأنبياءُ لا يُورَثونَ، وما تَركُوهُ صدقةٌ.

رَوَى البُخَارِيُّ ومُسْلِمٌ عن أَبي بَكْرٍ رضي الله عنه أنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «لَا نُورَثُ، مَا تَرَكْنَا صَدَقَةٌ»[22].

 

لذلك لم يعط أبو بكرٍ الصديق رضي الله عنه فاطمة رضي الله عنها إرثها من أبيها صلى الله عليه وسلم.

 

فهذه الأمور التي اختص الله بها أنبياءه عليهم السلام تدل على علو قدرهم، ورفعة منزلتهم عند ربهم تعالى، نسأل الله أن يجمعنا بهم في جنته.

 

الدعـاء...

• اللهم اغفر لنا خطايانا وجهلنا، وإسرافنا في أمرنا، وما أنت أعلم به منا.

 

• اللهم اغفر لنا هزلنا، وجِدَّنا، وخطأنا، وعمدنا، وكل ذلك عندنا.

 

• اللهم إنا ظلمنا أنفسنا ظلمًا كثيرًا، ولا يغفر الذنوب إلا أنت، فاغفر لنا مغفرة من عندك، وارحمنا إنك أنت الغفور الرحيم.

 

• اللهم لك أسلمنا، وبك آمنا، وعليك توكلنا، وإليك أنبنا، وبك خاصمنا.

 

• اللهم إنا نعوذ بعزتك لا إله إلا أنت أن تضلنا، أنت الحي الذي لا يموت، والجن والإنس يموتون.

 

• اللهم إنا نسألك موجبات رحمتك، وعزائم مغفرتك، والسلامةَ من كل إثم، والغنيمةَ من كل بر، والفوزَ بالجنة، والنجاة من النار.

 

• اللهم اغفر لنا، وللمؤمنين والمؤمنات.

 

• اللهم حبِّب إلينا الإيمان، وزيِّنه في قلوبنا، وكرِّه إلينا الكفر، والفسوق، والعصيان.

 

أقول قولي هذا، وأقم الصلاة.

 

 



[1] انظر: «الرسل والرسالات»، صـ (89).

[2] انظر: «الرسل والرسالات»، صـ (95-96).

[3] متفق عليه: رواه البخاري (3570)، ومسلم (763)، عن ابن عباس.

[4] متفق عليه: رواه البخاري (1147)، ومسلم (738).

[5] صحيح: رواه البخاري (4586).

[6] صكه: أي لطمه على وجهه فأصاب عينه وفقأها.

[7] متن: أي ظهر.

[8] يدنيه: أي يقرِّبه.

[9] رمية بحجر: أي بحيث لو رمى رام حجر من الموضع لوصل إلى بيت المقدس.

[10] ثَمَّ: أي هناك.

[11] الكثيب: أي الرمل المجتمع.

[12] متفق عليه: رواه البخاري (1339)، ومسلم (2372).

[13] متفق عليه: رواه البخاري (4437)، ومسلم (2444).

[14] صحيح: رواه أحمد (27)، وصححه الألباني في «صحيح الجامع» (5201).

[15] صحيح: رواه أبو داود (1047)، والنسائي (1374)، وابن ماجه (1085)، وأحمد (16162)، وصححه الألباني.

[16] صحيح: رواه مسلم (2375).

[17] ضرب: أي نحيف.

[18] جعد: أي شعره غير مسترسل.

[19] رجال شنوءة: حي من اليمن ينسبون إلى شنوءة.

[20] صحيح: رواه مسلم (172).

[21] صحيح: رواه البزار في «مسنده» (6888)، وتمام في «فوائده» (58)، وأبو يعلى في «المسند» (3425)، وصححه الألباني في «صحيح الجامع» (2790).

[22] متفق عليه: رواه البخاري (3093)، ومسلم (1757).





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • من خصائص الأنبياء أنهم لا يورثون
  • نوم العين دون القلب من خصائص الأنبياء
  • من خصائص الأنبياء عليهم السلام
  • من خصائص الأنبياء والمرسلين

مختارات من الشبكة

  • خصائص النظم في " خصائص العربية " لأبي الفتح عثمان بن جني (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • من خصائص الرسل عليهم السلام(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تشجير نسب الأنبياء عليهم السلام من آدم عليه السلام إلى محمد صلى الله عليه وسلم(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • علم الأنبياء عليهم السلام (2) نوح عليه السلام(مقالة - موقع الشيخ إبراهيم بن محمد الحقيل)
  • علم الأنبياء عليهم السلام (1) آدم عليه السلام(مقالة - موقع الشيخ إبراهيم بن محمد الحقيل)
  • هل السلام من خصائص هذه الأمة؟(مقالة - ملفات خاصة)
  • السبيل إلى معرفة خصائص النبي صلى الله عليه وسلم(مقالة - ملفات خاصة)
  • صدر حديثا كتب السنة وعلومها (88)(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • خصائص رسولنا عليه الصلاة والسلام وكمالاته(مقالة - آفاق الشريعة)
  • أيها الأنام أفشوا السلام تدخلوا دار السلام بسلام(مقالة - آفاق الشريعة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • حجاج القرم يستعدون لرحلتهم المقدسة بندوة تثقيفية شاملة
  • مشروع مركز إسلامي في مونكتون يقترب من الانطلاق في 2025
  • مدينة روكفورد تحتضن يوما للمسجد المفتوح لنشر المعرفة الإسلامية
  • يوم مفتوح للمسجد يعرف سكان هارتلبول بالإسلام والمسلمين
  • بمشاركة 75 متسابقة.. اختتام الدورة السادسة لمسابقة القرآن في يوتازينسكي
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 20/11/1446هـ - الساعة: 9:38
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب