• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    وحدة المسلمين (خطبة)
    د. غازي بن طامي بن حماد الحكمي
  •  
    المسارعة إلى الاستجابة لأمر الله ورسوله صلى الله ...
    د. أمين بن عبدالله الشقاوي
  •  
    فوائد وأحكام من قوله تعالى: { إذ قال الله يا عيسى ...
    الشيخ أ. د. سليمان بن إبراهيم اللاحم
  •  
    نعمة الماء (خطبة)
    الشيخ محمد عبدالتواب سويدان
  •  
    تدبر خواتيم سورة البقرة
    د. محمد بن علي بن جميل المطري
  •  
    قال ما أظن أن تبيد هذه أبدا (خطبة)
    حسان أحمد العماري
  •  
    تحريم الإهلال لغير الله تبارك وتعالى
    فواز بن علي بن عباس السليماني
  •  
    مشاهد عجيبة حصلت لي!
    أ. د. عبدالله بن ضيف الله الرحيلي
  •  
    ملخص من شرح كتاب الحج (2)
    يحيى بن إبراهيم الشيخي
  •  
    الدرس السابع عشر: آثار الذنوب على الفرد والمجتمع
    عفان بن الشيخ صديق السرگتي
  •  
    خطبة: (ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب)
    الشيخ عبدالله محمد الطوالة
  •  
    سورة الكافرون.. مشاهد.. إيجاز وإعجاز (خطبة)
    د. صغير بن محمد الصغير
  •  
    من آداب المجالس (خطبة)
    الشيخ عبدالله بن محمد البصري
  •  
    خطر الميثاق
    السيد مراد سلامة
  •  
    أعظم فتنة: الدجال (خطبة)
    د. محمد بن مجدوع الشهري
  •  
    فضل معاوية والرد على الروافض
    الدكتور أبو الحسن علي بن محمد المطري
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / مقالات شرعية / فقه وأصوله
علامة باركود

الأذان

الأذان
الشيخ طه محمد الساكت

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 26/6/2022 ميلادي - 26/11/1443 هجري

الزيارات: 7583

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

الأذان

محاضرات للفرقة الثانية من كلية أصول الدين - جامعة أم درمان

عام 1393 هـ / 1974 م

 

عَنْ عَبْدِالله بْنِ عُمَر رضي الله عنهما، أَنَّهُ قَالَ: كَانَ الْمُسْلِمُونَ حِينَ قَدِمُوا الْمَدِينَةَ يَجْتَمِعُونَ، فَيَتَحَيَّنُونَ الصَّلَوَاتِ، وَلَيْسَ يُنادِي بِهَا أَحَدٌ، فَتَكَلَّمُوا يَوْمًا فِي ذلِكَ. فَقَالَ بَعْضُهُمْ: اتَّخِذُوا نَاقُوسًا مِثْلَ نَاقُوسِ النَّصَارَى. وَقَالَ بَعْضُهُمْ: قَرْنًا مِثْلَ قَرْنِ الْيَهُودِ. فَقَالَ عُمَرُ: أَوَلا تَبْعَثُونَ رَجُلًا يُنَادِي بِالصَّلاةِ؟ قَالَ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه وسلم: ((يَا بِلالُ، قُمْ فَنَادِ بِالصَّلاةِ)). وكان بلال ينادي للصلاة بقوله: "الصلاة جامِعة".


وَفِي حَدِيث أنَسِ بنِ مَالِكٍ رَضِيَ الله عَنْهُ، قَالَ: ذَكَرُوا أنْ يُعْلِمُوا وقْتَ الصَّلاةِ بشيءٍ يَعْرِفُونَهُ، فَذَكَرُوا أنْ يُورُوا نَارًا، أوْ يَضْرِبُوا نَاقُوسًا، فَأُمِرَ بلَالٌ أنْ يَشْفَعَ الأذان، وأَنْ يُوتِرَ الإقَامَةَ.

 

الشرح:

الأذان في اللغة: الإعلام، ومنه قوله تعالى: ﴿ وَأَذَانٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ أَنَّ اللَّهَ بَرِيءٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ ﴾[التوبة: 3].


وشرعًا: الإعلام بوقت الصلاة بألفاظ مخصوصة.


والراجح أنه شُرع بالمدينة المنورة في السنة الأولى من الهجرة، وهو من شعائر الإسلام المعلومة من الدين بالضرورة.

 

وحكمته: إظهار شعيرة الإسلام، وإعلان كلمة التوحيد التي هي أساس الإيمان، والإعلام بدخول وقت الصلاة ومكانها، والدعوة إلى الجماعة للتعاون على البر والتقوى.


ومن فوائد الأذان: اجتماع الناس وتيسير الإقبال عليهم.

 

وحكمه: في كل قرية أو بلدة سنة مؤكدة، وقِيل: فرض كفاية، وهو واجب على البلد والحي، وليس بواجب في كل مسجد، وعلى كل فَذٍّ؛ ولكنه يُسَنُّ في مساجد الجماعات، وعلى القول بأنه فرض كفاية؛ فإذا اتفق أهل بلدة أو قرية على تركه وطُولِبوا به فامتنعوا؛وجب قتالهم، كما يُقاتلون على ترك غيره من فروض الكفاية[1]، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يُغير على قومٍ في دار الكفر إذا طلع الفجر، وكان يستمع الأذان، فإن سمع أذانًا أمسك وإلا أغار[2]، فالأذان يحقن الدماء ويسكن الدهماء[3]. وقِيل: سنة مؤكدة في غير الجمعة، وقِيل: فرض كفاية فيها، وقال عطاء: لا تجوز صلاة بغير أذان، وليس هذا بصحيح.

 

فَيَتَحَيَّنُونَ الصَّلَوَاتِ؛ أي: يقدِّرون حِينها ليأتوا إليها، والحين: الوقت من الزمان. والتعبير بلفظ "كان" يفيد بأن اجتماعهم مع تحينهم للصلاة صار عادة لهم، وليس يُنادي بها أحد منذ فُرضت الصلاة ليلة الإسراء والمعراج بمكة المكرمة؛ أي ليس يُعلم أحد منهم بها؛ بل كانوا يصلون بغير إعلام ولا أذان ولا إقامة، فتكلموا يومًا في شأن الإعلام بالصلاة.

 

وقد رُويَت في سبب مشروعيته عدة روايات بعضها في الصحيحين، وخلاصتها: أن النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه لما قدموا المدينة صعُب على الناس معرفة أوقات الصلاة؛ فتشاوروا في أن ينصبوا علامة يعرفون بها وقت الصلاة؛ كيلا تفوتهم الجماعة، فأشار بعضهم للناقوس، فقال صلى الله عليه وسلم: ((هو للنصارى))، وأشار بعضهم للبوق، فقال: ((هو لليهود))، وأشار بعضهم بالدُّف، فقال: ((هو للروم))، وأشار بعضهم بإيقاد النار، فقال: ((ذلك للمجوس))، وأشار بعضهم بنصب راية فلم يعجبه صلى الله عليه وسلم شيء من ذلك. فافترقوا وهم مهتمون بما تشاوروا من أجله منتظرون هداية الله ورسوله.

 

وبينما هم على ذلك، رأى عبدالله بن زيد رؤيا، قال: "طاف بي وأنا نائم رجل يحمل ناقوسًا في يده، فقلت: يا عبدالله، أتبيع الناقوس[4]؟ قال: وما تصنع به؟ فقلت: ندعو به إلى الصلاة، قال: أفلا أدلُّك على ما هو خيرٌ من ذلك؟ فقلت له: بلى، قال: تقول: الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن محمدًا رسول الله، أشهد أن محمدًا رسول الله، حيَّ على الصلاة، حيَّ على الصلاة، حيَّ على الفلاح، حيَّ على الفلاح، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله. قال: ثم استأخر عني غير بعيد، ثم قال: تقول إذا أُقِيمت الصلاة: الله أكبر، الله أكبر، أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن محمدًا رسول الله، حيَّ على الصلاة، حيَّ على الفلاح، قد قامت الصلاة، قد قامت الصلاة، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله".

 

وفي الموطأ لمالك: أن عبدالله بن زيد رأى خَشَبَتَيْن[5] بيد رجلٍ؛ فقال: "إِنَّ هَاتَيْنِ لَنَحْوٌ مِمَّا يُرِيدُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنْ يَتَخِذَهُ..."، فكأن عبدالله بن زيد رأى أن النبي صلّى الله عليه وسلم مال إليها أو رأى مثلها في حين التشاور في كيفية النداء للصلاة، فلما أصبحت أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبرته بالرؤيا فقال: ((إِنَّ هَذِهِ لَرُؤْيَا حَقٍّ، فَقُمْ مَعَ بِلَالٍ فَإِنَّهُ أَنْدَى وَأَمَدّ صَوْتًا مِنْكَ، فَأَلْقِ عَلَيْهِ مَا قِيلَ لَكَ، وَلْيُنَادِ بِذَلِكَ))، فلمَّا سمع عمر بن الخطاب نداء بلال بالصلاة خرج إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يجر إزاره وهو يقول: يا رسول الله، والذي بعثك بالحق لقد رأيت مثل الذي قال، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ‏‏((فَلِلَّهِ الْحَمْدُ فَذَلِكَ أَثْبَتُ‏))؛ [رواه أبو داود والترمذي].

 

وعبدالله بن زيد: الذي رأى الأذان أنصاري خَزْرَجي صحابي مشهور مات سنة اثنتين وثلاثين وهو ابن أربع وستين سنة، وصلى عليه عثمان، وقد شهد العقبة مع السبعين، وشهد بدرًا وأُحُدًا والخندق والمشاهد كُلَّها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال الحاكم: "الصحيح أنه قُتل في أُحُد"[6]، فالروايات عنه كلها منقطعة؛ ا هـ[7]، وقال الترمذي: سمعت البخاري يقول: لا يُعرف لعبدالله بن زيد بن عبد ربه إلا حديث الأذان[8]، واستدرك عليه النووي أن في مسند أبي يعلى عن عبدالله بن زيد أنه تصدق على أبويه ثم توفيا فرده إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ميراثًا.

 

قال ابن العربي في عارضة الأحوذي شرح السنن للترمذي ص 307، جـ 1: رؤيا الأنبياء حق من جملة الشرائع والوحي، ورؤيا غيرهم ليست كذلك، ولكن اعتبر صلى الله عليه وسلم هذه الرؤيا وأنفذها بوحيٍ، ولأنه رأى نظمًا لا يستطيعه الشيطان ولا يدخل في جملة الوسواس والخواطر المرسلة.

 

هروب الشيطان من الأذان:

الأذان يطرد الشيطان ويُؤمِّنُ الجبان؛ فمن فزع من شيء فليؤذِّن. وفي هذه المسألة وهي أذان الخائف من الشيطان؛ حديث سهيل[9]: أرسلني أبي إلى بني حارثة، قال: ومعي غلام لنا أو صاحب لنا فنادى منادٍ من حائط باسمه، قال: فأشرف الذي معي على الحائط، فلم ير شيئًا، فذكر ذلك لأبي، فقال: لو شعرت أنك تلقى هذا لم أرسلْك إذا سمعت صوتًا فنادِ بالصلاة؛ فإني سمعتُ أبا هريرة يُحدِّث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((إنَّ الشَّيْطَانَ إذَا نُودِيَ بالصَّلَاةِ ولَّى وله حُصَاصٌ[10]))، وفي رواية: ((إنَّ الشَّيْطانَ إذا سَمِعَ النِّداءَ بالصَّلاةِ أحالَ له ضُراطٌ [11]حتَّى لا يَسْمع صَوْتَهُ. فإذا سَكَتَ رَجَعَ فَوَسْوَسَ، فإذا سَمِعَ الإقامَةَ ذَهَبَ حتَّى لا يَسْمع صَوْتَهُ فإذا سَكَتَ رَجَعَ فَوَسْوَسَ))، وفي رواية أخرى: ((إِذا نُودِي بالصَّلاةِ، أَدْبرَ الشيْطَانُ ولهُ ضُرَاطٌ حتَّى لا يسْمع التَّأْذِينَ، فَإِذا قُضِيَ النِّداءُ أَقْبَل، حتَّى إِذا ثُوِّبَ[12] للصَّلاةِ أَدْبَر، حَتَّى إِذا قُضِيَ التَّثْويِبُ أَقْبلَ، حَتَّى يخْطِر بَيْنَ المرْءِ ونَفْسِهِ يقُولُ: اذْكُرْ كَذا، واذكُرْ كذا لمَا لَمْ يكن يذْكُر منْ قَبْلُ حَتَّى يظَلَّ الرَّجُلُ مَا يَدْري كَمْ صلَّى)).


وفي حديث جابر سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ((إِنَّ الشَّيْطَانَ إِذَا سَمِعَ النِّدَاءَ بِالصَّلاةِ، ذَهَبَ حَتَّى يَكُونَ مَكَانَ الرَّوْحَاءِ))، قال سليمان الأعمشي[13] فسألته[14] عن الرَّوْحَاءِ، فقال: من المدينة ستة وثلاثون ميلًا.

 

وفي صحيح البخاري عن النبي صلى الله عليه وسلم أن هروبه وضُراطه عندما يسمع الأذان فيضطر إلى الشهادة للمؤذن يوم القيامة؛ لقوله صلى الله صلى الله عليه وسلم: ((لا يَسْمَعُ مَدَى صَوْتِ المُؤَذِّنِ، جِنٌّ ولَا إنْسٌ ولَا شيءٌ، إلَّا شَهِدَ له يَومَ القِيَامَةِ)).


قال ابن عبدالبر: إنما يفعل ذلك لما يلحقه من الذعر والخوف عند ذكر الله تعالى، وذكر الله في الأذان تفزع منه القلوب؛ لما فيه من الجهر بالذكر وتعظيم الله تعالى.

 

وقال المهلب: إنما يهرب الشيطان من اتفاق الكل على الإعلان بشهادة التوحيد وإقامة الشريعة كما يفعل يوم عرفة؛ لما يرى من اتفاق الكل على شهادة التوحيد لله تعالى، وتنزل الرحمة فييأس أن يردهم عما أعلنوا به من ذلك، ويُوقن بالحقيقة مما تفضل الله تعالى عليهم من ثواب ذلك، ويذكر معصيته لله ومضادَّتَه أمره، فلا يملك الحَدَث؛ لما حصل له من الخوف.

 

وقال مالك بن أنس رضي الله عنه: استعمل زيد بن أسلم على معدن بني سليم، وكان معدنًا لا يزال يُصاب فيه الناس من الجن، فلما عاد إليهم شكوا ذلك إليه، فأمرهم بالأذان وأن يرفعوا أصواتهم به، ففعلوا فارتفع ذلك عنهم، فهم عليه حتى اليوم. قال مالك: وأعجبني ذلك من رأي زيد بن أسلم[15].

 

ألفاظ الأذان:

تقدم في المحاضرة الأولى كلمات الأذان في حديث عبدالله بن زيد، وجاء في حديث أبي محذورة في صحيح مسلم زيادة ترجيع: ((أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدًا رسول الله)) وحذف تكرير ((الله أكبر)) في أول الأذان حيث جاء في عبدالله بن زيد: ((الله أكبر)) أربع مرات، وفي حديث أبي محذورة مرتين.

 

وعلى حسب اختلاف الروايتين اختلفت المذاهب؛ فقال مالك: التكرير في أول الأذان مرتان، وقال الأئمة الثلاثة: التكبير أربع، واتفق الشافعي ومالك على إثبات الترجيع للشهادتين بصوت منخفض أولًا ومرتفع ثانيًا.

 

والترجيع: هو الإتْيان بالشهادتين أربع جمل بصوت منخفض يُسْمِع بها نفسَه، ثم يرجع ويأتي بها أربعًا مرة أخرى بصوت مرتفع، وفائدة الترجيع ما له من شدة على آذان من يسمعه من الكفار بعد فقدانهم لصوت المؤذن، فقد كان أبو محذورة رضي الله عنه يؤذن، فإذا وصل للشهادتين خفض صوته فلم يسمعه مَنْ بَعُد، فظن انقطاع الصوت، وانقطاع الصوت يلفت الانتباه، فيصدع بصوت مرتفع لتصب في آذانهم فتحدث أثرًا.

 

التثويب: قال الترمذي[16] ما نصه: "قد اختلف أهل العلم في تفسير التثويب؛ فقال بعضهم: التثويب أن يقول في أذان الفجر: "الصلاةُ خيرٌ من النوم" وهو قول ابن المبارك وأحمد في حديث أبي محذورة، وقال إسحاق في التثويب غير هذا: هو شيء أحدثه الناس بعد النبي صلى الله عليه وسلم إذا أذَّن المؤذن فاستبطأ القوم، قال بين الأذن والإقامة: "حيَّ على الصلاة حيَّ على الفلاح"، وهذا الذي قاله إسحاق هو التثويب، والذي كرهه أهل العلم؛ انظر التحفة وفيها نقله عن الزيلعي في نصب الراية.

 

وحديث أبي محذورة أخرجه أبو داود، قال: قلت: يا رسول الله، علمني سنة الأذان... وفي آخرها: وكانت صلاة الصبح، قلت: "الصلاة خيرٌ من النوم، الصلاةُ خيرٌ من النوم، الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله".

 

وقد ورد في حديث بلال عند الترمذي[17] قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ‏((لا تُثَوِّبَنَّ فِي شَيْءٍ مِنَ الصَّلَوَاتِ إِلَّا فِي صَلاةِ الْفَجْرِ‏))‏.‏

 

وقد اتفقت المذاهب على هذه الزيادة في أذان الصبح خاصة.

 

واضح من هذا أن الأذان مثنى مثنى إلا في آخره ((لا إله إلا الله))، فإنها مفردة، وما جاء في التكبير الأول أنه أربع أربع، وقد جاء في حديث أنس ((أُمِر بلال أن يشفع ويوتر الإقامة)) وهو في مسلم، ص 77، جـ 4.

 

ترجيح مذهب مالك في صيغة الأذان:

قال ابن العربي في العارضة ص 310، جـ 1: "وخذوا- رحمكم الله- أصلًا في الأذان وما كان في نِصَابه من المسائل، وهو أن كل مسألة طريقها النقل كالأذان والصاع والمُدّ، فإن مذهب مالك مقدم على جميع المذاهب تعويلًا على نقل أهل المدينة، والأذان وصيغته والإقامة وعددها وإِفْرَاد قولك: ((قد قامت الصلاة)) فيها وترجيعها؛ لأن ذلك وإن كان نُقِل عن النبي صلى الله عليه وسلم من طُرق صحيحة بألفاظ مختلفة فعَوِّل على نقل أهل المدينة؛ فإن ما نقل مستفيضًا أو متواترًا، فهو مقدم على ما نُقل آحادًا".

 

إجابة المؤذن:

إجابة المؤذن مندوبة لمن سمع الأذان ولو كان جنبًا أو كانت المرأة حائضًا أو نُفساء عند الأئمة الثلاثة، وقال أبو حنيفة: لا يجوز للحائض والنُّفساء الإجابة، واشترط الحنابلة ألا يكون السامع للأذان قد صلى تلك الفريضة التي يُؤَذن لها.

 

وإذا قال المؤذن في أذان الفجر: ((الصلاةُ خيرٌ من النوم)) يقول السامع: "صدقت وبررت". والراجح في مذهب مالك ألا يقول ذلك، قال خليل في المختصر: "ولا يقول صدقت وبررت".

 

وإذا كان السامع في الصلاة فإن كانت نفلًا تُنْدَب له الإجابة عند مالك؛ ولكن يبدل ((حيَّ على الصلاة، حيَّ على الفلاح)) بـ ((لا حول ولا قوة إلا بالله))، فإن لم يبدلها بطلت صلاته، وأما إن كانت الصلاة فرضًا فتُكره له الإجابة ويحكيه بعد الفراغ منها، والحنفية يقولون: لا يحكي المصلي الأذان سواء كانت صلاته فرضًا أو نفلًا، فإن فعل بطلت صلاته، والشافعية والحنابلة تكره عندهم الإجابة في الفرض والنفل.

 

القارئ والذاكر تطلب منهما الإجابة باتفاق، واختلفوا في الآكل؛ فقال المالكية والحنابلة: تطلب منه الإجابة، وقال الشافعية والحنفية: لا تُطلَب منه الإجابة.

 

واتفقوا على أن الإجابة لا تُطلب ممن يقضي حاجته، ولا من سامع خطبة الجمعة، ولا إذا كان مشغولًا بقربان أهله.

 

ويُندب أن يصلي السامع بعد الإجابة على النبي صلى الله عليه وسلم ثم يقول: ((اللهم ربَّ هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة، آتِ محمدًا صلى الله عليه وسلم الوسيلة والفضيلة، وابعثه مقامًا محمودًا الذي وعدته، إنك لا تخلف الميعاد))؛ لحديث جابر بن عبدالله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((مَن قالَ حِينَ يَسْمَعُ النِّدَاءَ: اللَّهُمَّ رَبَّ هذِه الدَّعْوَةِ التَّامَّةِ، والصَّلَاةِ القَائِمَةِ، آتِ مُحَمَّدًا الوَسِيلَةَ والفَضِيلَةَ، وابْعَثْهُ مَقَامًا مَحْمُودًا الذي وعَدْتَهُ، حَلَّتْ له شَفَاعَتي يَومَ القِيَامَةِ))؛ أخرجه مسلم من طريق عبدالله بن عمرو بن العاص، وأخرجه البخاري من طريق جابر. وهذا الحديث جاء بروايات مختلفة؛ ففي بعضها ((المقام المحمود)) بالتعريف، وفي بعضها ((مقامًا محمودًا)) بالتنكير، وفي بعضها زيادة ((الدرجة الرفيعة))، وفي بعضها ذكر ((إنك لا تخلف الميعاد)).

 

في حديث عبدالله بن عمرو بن العاص عند مسلم ص 85 جـ 4: أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ((إِذَا سَمِعْتُمُ الْمُؤَذِّنَ فَقُولُوا مِثْلَ مَا يَقُولُ، ثُمَّ صَلُّوا عَلَيَّ، فَإِنَّهُ مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلاةً صَلَّى الله عَلَيْهِ بِهَا عَشْرًا، ثُمَّ سَلُوا الله لِي الْوَسِيلَةَ، فَإِنَّهَا مَنْزِلَةٌ فِي الْجَنَّةِ لاَ تَنْبَغِي إِلَّا لِعَبْدٍ مِنْ عِبَادِ الله، وَأَرْجُو أَنْ أَكُونَ أَنَا هُوَ، فَمَنْ سَأَلَ لِيَ الْوَسِيلَةَ حَلَّتْ له الشَّفَاعَةُ)).

 

وفي حديث عمر بن الخطاب في صحيح مسلم ص 85، جـ 4، إِبْدَال ((حي على الصلاة، حي على الفلاح)) بقول: ((لا حول ولا قوة إلا بالله))، وفي حديث سعد بن أبي وقاص في صحيح مسلم ص 86 جـ 4: ((مَن قالَ حِينَ يَسْمَعُ المُؤَذِّنَ: أشْهَدُ أنْ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وحْدَهُ لا شَرِيكَ له، وأنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ ورَسولُهُ، رَضِيتُ باللَّهِ رَبًّا وبِمُحَمَّدٍ رَسولًا، وبالإسْلَامِ دِينًا، غُفِرَ له ذَنْبُهُ)).

 

((والوسيلة)): أعلى درجة في الجنة بأن يكون في الجنة في قُرْبِه من الله تعالى بمنزلة الوزير من الملك - بغير تمثيل - لا يصل لأحد بشيء إلا بواسطته.

 

((والفضيلة)): الدرجة الزائدة على سائر الخلق، ويحتمل أن يكون ذلك تفسيرًا للوسيلة.

 

((مقامًا محمودًا))؛ أي: محمودًا صاحبه والقائم به، وهو الشفاعة الكبرى يوم فصل القضاء، يحمد فيه الأولون والآخرون. وذُكر مقامًا محمودًا؛ لأنه أضخم وأجزل في كل ما يجلب الحمد من أنواع المكرمات.

 

((الذي وعدته)): المراد بذلك قوله تعالى: ﴿ عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا ﴾ [الإسراء: 79]، وأُطلق عليه الوعد؛ لأن "عَسَى" من الله تعالى واجب الوقوع، وعلى رواية تنكير ((المقام المحمود)) يكون ((الذي وعدته)) إما بَدَلًا، أو عطف بيان، أو خبر مبتدأ محذوف؛ أي: "وهو الذي وعدته" وليس الذي صفة للنكرة؛ لأن النعت لا يكون أعرف من المنعوت.

وعلى رواية تعريف ((المقام المحمود)) - وهي في سنن النسائي وابن حبان والطبراني والبيهقي، وذكرها ابن حجر رواية عن البخاري - يكون الذي وصفًا له.

 

وزاد البيهقي: ((إنك لا تخلف الميعاد)) كما أخبر تعالى بذكره عن نفسه في سورة آل عمران وكلامه تعالى صدق.

 

((حلت له شفاعتي)): الشفاعة تكون لكل أحد حسب حاله؛ ففي المطيع إدخاله الجنة بغير حساب أو بتخفيف الحساب أو بزيادة الدرجات، وفي المعاصي بالنجاة من النار.

 

((يوم القيامة)): أوله من النفخة وحتى استقرار الخلق في الدارين الجنة أو النار، وسُمِّي بيوم القيامة؛ لقيام الساعة فيه، وقيام الخلق فيه من قبورهم، وقيامهم لرب العالمين ما شاء الله تعالى وقيامهم للحساب وقيام الحُجة عليهم، وللقيامة مائة اسم ذُكر كثير منها في الإحياء.

 

وانظر شرح هذا الحديث واختلاف ألفاظه وتفسيرها بالأوجه الكثيرة في كتاب مطالع المسرات بجلاء دلائل الخيرات لمحمد بن أحمد بن علي بن يوسف ص 34 وما بعدها.

 

ودلائل الخيرات المسمى بالجزولية لأبي عبدالله محمد بن سليمان الجزولي الشريف الحسني، جمعه من كُتب خَزَانة جامع القرويين، اجتمع عليه للسماع اثنا عشر ألفًا وستمائة وخمسة وستون، كلهم ممن نال منه الخير، وتُوفي ساجدًا في صلاة الصبح إما في السجدة الثانية من الركعة الأولى أو السجدة الأولى في الركعة الثانية 870 هــ، ودُفن هناك ثم نُقل بعد سبع وسبعين سنة من موته من سوس إلى مراكش، فوُجد كحالته يوم دفنه لم تمد عليه الأرض؛ انظر ترجمته في أول شرح الفاسي وترجمته مفصلة أكثر في دائرة المعارف الإسلامية ـــ ترجمة[18] أساتذة جامعة القاهرة وهي تختلف عن هذه الترجمة.

 

فضل الأذان:

عن معاوية رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((الْمُؤَذِّنُونَ أطْوَلُ النَّاسِ أعْنَاقًا يَومَ القِيَامَةِ))، قيل: معناه أكثر الناس تشوقًا إلى رحمة الله تعالى؛ لأن المتشوق يطيل عنقه إلى ما يتطلع إليه، فمعناه: كثرة ما يرونه من الثواب. وقال النضر بن شميل: إذا ألجم الناس العرق يوم القيامة طالت أعناقهم؛ لئلا ينالهم ذلك الكرب والعرق. وقيل: معناه أنهم سادة ورؤساء، والعرب تصف السادة بطول العنق، وقيل: معناه أكثر اتِّباعًا. وقد رُويت هذه اللفظة أيضًا بكسر الهمزة؛ أي: إسراعًا إلى الجنة وهو في سير العنق. هذا خلاصة ما في شرح النووي على مسلم في هذه اللفظة، وقد ذكر في اللسان ص 273، جـ 1 هذه التعابير، وزاد: قال ثعلب من قولهم: "له عنق في الخير؛ أي: سابقة" وقيل: يُغفَر لهم مد صوتهم. ثم قال في رواية الكسر؛ أي: أكثر إسراعًا وأعجل إلى الجنة، وفي الحديث: ((لا يَزَالُ المؤمنُ مُعْنِقًا صالحًا ما لم يُصِبْ دمًا حرامًا))؛ أي: مسرعًا في طاعته، منبسطًا في عمله. ثم قال ص 274 جـ 31: والعنق ضرب من سير الدابة والإبل، وهو سير مسطر، قال أبو النجم:

يا ناقُ سيري عَنَقًا فَسيحًا
إلى سُليمانَ فنستريحا



[1] شرح المهذب " كتاب الصلاة " باب الأذان - أوجه الأذان والإقامة.

[2] صحيح مسلم، باب الإمساك عن الإغارة على قوم في دار الكفر إذا سُمِع فيهم الأذان.

[3] يسكن: ينزل السكينة، على الدهماء: عامة الناس وسوادهم (سادتهم).

[4] الناقوس: هو خشبة طويلة تُضرَب بخشبة صغيرة فيخرج منهما صوت.

[5] هما الناقوس؛ كما في الفتح وغيره؛ ا هـ. من شرح الزرقاني على الموطأ ص 12، جـ 1، طبعة الخيرية، وبها قسها (قس الشيء تتبعه) سنن أبي داود، ونقل هذا التفسير الأستاذ عبدالباقي في هامش ص 67، ج 1.

[6] ترجمته في الإصابة، ص 304، جـ 2.

[7] الزرقاني على الموطأ، ص 121، جـ 1.

[8] تحفة الأحوذي، ص 566، جـ 1.

[9] صحيح مسلم، ص 90، جـ 4.

[10] الحُصَاص: هو شدة العَدْو والفِرار.

[11] الضُراط بضم الضاد: خروج الريح من الدبر بصوت، وقِيل: يُحمل على ظاهره، وهوكناية عن شدة هربه وخوفه عند إدباره.

[12] إذا نودي بالصلاة.

[13] سليمان الأعمشي: هو راوي الحديث عن أبي شعبان طلحة بن نافع، عن جابر بن عبدالله رضي الله عنهم.

[14] المسئول هو: أبو شعبان طلحة بن نافع الراوي، عن جابر بن عبد الله، والسائل هو سليمان الأعمشي رضي الله عنهم.

[15] وفي الزرقاني، ص 131، جـ 1 (فلما وَلِيتَهم)، (قال مالك: وأعجبني ذلك من زيد).

[16] تحفة الأحوذي، ص 564، جـ 1، وعارضة الأحوذي، ص 314.

[17] تحفة الأحوذي، ص 592، جـ 1.

[18] ترجمة أحمد الشنتناوي، إبراهيم زكي خورشيد، م6، ص 447.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • احذروا يوم الأذان
  • ما سمعت الأذان
  • شرح حديث الأذان
  • تلحين الأذان وتطريبه
  • تشريع الأذان
  • حكم الأذان
  • بدعة الأذان بالمسجل

مختارات من الشبكة

  • من فضل ترديد الأذان: ترديد الأذان بصدق وإخلاص سبب لدخول الجنة(مقالة - آفاق الشريعة)
  • باب فضل ترديد الأذان: الدعاء للنبي صلى الله عليه وسلم بعد الأذان سبب لنيل شفاعته(مقالة - آفاق الشريعة)
  • باب فضل ترديد الأذان: التهليل بعد الأذان سبب من أسباب مغفرة الذنوب(مقالة - آفاق الشريعة)
  • باب فضل الأذان: الأذان نجاة لصاحبه من النار(مقالة - آفاق الشريعة)
  • في استحباب الالتفات في الأذان والإقامة (الفرع الأول: استحباب الالتفات في الأذان)(كتاب - موقع الشيخ دبيان محمد الدبيان)
  • صفة الأذان والإقامة وحكمهما(مقالة - آفاق الشريعة)
  • أحكام الأذان(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الأرجنتين: لأول مرة سماع الأذان في مقاطعة قرطبة(مقالة - المسلمون في العالم)
  • تشنيف الآذان في حكم الأذان (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • تشنيف الآذان بما ورد في فضل وآداب وأحكام الأذان (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • بمشاركة 75 متسابقة.. اختتام الدورة السادسة لمسابقة القرآن في يوتازينسكي
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 13/11/1446هـ - الساعة: 23:33
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب