• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    تفسير: (فلما قضينا عليه الموت ما دلهم على موته ...
    تفسير القرآن الكريم
  •  
    تخريج حديث: إذا استنجى بالماء ثم فرغ، استحب له ...
    الشيخ محمد طه شعبان
  •  
    الخنساء قبل الإسلام وبعده
    الشيخ محمد جميل زينو
  •  
    اختر لنفسك
    د. حسام العيسوي سنيد
  •  
    فاذكروا آلاء الله لعلكم تفلحون (خطبة) - باللغة ...
    حسام بن عبدالعزيز الجبرين
  •  
    آية المحنة
    نورة سليمان عبدالله
  •  
    توزيع الزكاة ومعنى "في سبيل الله" في ضوء القرآن ...
    عاقب أمين آهنغر (أبو يحيى)
  •  
    النبي عيسى عليه السلام في سورة الصف: فائدة من ...
    أبو مالك هيثم بن عبدالمنعم الغريب
  •  
    أحكام شهر ذي القعدة
    د. فهد بن ابراهيم الجمعة
  •  
    خطبة: كيف نغرس حب السيرة في قلوب الشباب؟ (خطبة)
    عدنان بن سلمان الدريويش
  •  
    من صيام التطوع: صوم يوم العيدين
    د. عبدالرحمن أبو موسى
  •  
    حقوق الوالدين
    د. أمير بن محمد المدري
  •  
    تفسير سورة الكوثر
    يوسف بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن السيف
  •  
    من مائدة العقيدة: شهادة أن لا إله إلا الله
    عبدالرحمن عبدالله الشريف
  •  
    الليلة الثلاثون: النعيم الدائم (3)
    عبدالعزيز بن عبدالله الضبيعي
  •  
    العلم والمعرفة في الإسلام: واجب ديني وأثر حضاري
    محمد أبو عطية
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / منبر الجمعة / الخطب / مواضيع عامة
علامة باركود

تشجيع الخاصة والعامة على الحفاظ على المرافق العامة

تشجيع الخاصة والعامة على الحفاظ على المرافق العامة
الشيخ فؤاد بن يوسف أبو سعيد

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 23/6/2022 ميلادي - 23/11/1443 هجري

الزيارات: 29100

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

تشجيع الخاصَّة والعامَّة

على الحفاظِ على المرافق العامَّة

 

إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله.

 

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 102].


﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾ [النساء: 1].


﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾ [الأحزاب: 70، 71].


أما بعد:

فإنّ أصدق الحديث كتابُ الله، وخيرَ الهديِ هديُ محمد صلى الله عليه وسلم، وشرَّ الأمورِ محدثاتُها، وكلَّ محدثةٍ بدعة، وكلَّ بدعة ضلالة، وكلَّ ضلالةٍ في النار.

 

أعاذني الله وإياكم وسائر المسلمين من النار، ومن كل عمل يقرب إلى النار، اللهم آمين آمين.


إن الدول والحكومات تتبرع وتخترع لمصالح الأمة ما فيه خير لدنياها ونفع لحياتها ومعاشها، فأنشئوا البلديات وأقاموا المؤسسات والهيئات لخدمة المجتمع بالمرافق العامة، فعلى المواطنين، علينا جميعًا أن نحافظ على هذه المرافق.

 

فـالحفاظ على مرافق البلدية:من الشوارع والطرقات، وتنظيفُها من القاذورات، هذا واجب علينا، وعدمُ تضييقِها بعرضِ البضائع أمامَ المحلات، ولا حفرها لأغراضٍ شخصيّة، وعدمُ وضع المطبَّات؛ إلا بموافقة المسئولين، ويجب الحفاظ على المجاري وأغطيتها، فلا يجوز استخدامُها لإلقاء الزبل فيها، والتبنِ والحفائظِ والأقمشة البالية، ومخلَّفاتِ الذبائح من الجلودِ والكروش، ونحو ذلك من المواد الصلبة التي تُسَبِّبُ وتَتَسبَّبُ في حشر المياه العادمة النجسة؛ مما يؤدي إلى تفجُّرها في الشوارع والطرقات، وانتشار النجاسات، وانتعاشِ البعوضِ والحشرات، وتفوحُ منها الروائحُ الكريهات، وتتفشَّى الأوبئةُ والأمراضُ والآفات.

 

ويجبُ أن نحافظَ على مُجمَّعاتِ النفايات، ونربيَ أولادَنا على وضع القمامةِ في مكانها المعدِّ لها لا بجانبها وحواليها، فقد قال صلى الله عليه وسلم في صفات المؤمن وتشجيعه على النظافة: ((... وَيُمِيطُ الأَذَى عَنِ الطَّرِيقِ صَدَقَةٌ))، (خ) (2989) (م) 56- (1009)، وفي رواية: ((... أَوِ الشَّيْءُ تُنَحِّيهِ عَنِ الطَّرِيقِ ...))؛ (حب) (1642)، الإرواء: (461). وفي رواية: ((رَفْعُكَ الْعَظْمَ عَنِ الطَّرِيقِ صَدَقَةٌ))، (حم) (21363). هكذا يعلمنا ديننا.

 

وعَنِ امْرَأَةٍ مِنْ بَنِي عَبْدِ الْأَشْهَلِ قَالَتْ: سَأَلْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقُلْتُ: إِنَّ بَيْنِي وَبَيْنَ الْمَسْجِدِ طَرِيقًا قَذِرَةً، قَالَ: ((فَبَعْدَهَا طَرِيقٌ أَنْظَفُ مِنْهَا؟))، قُلْتُ: نَعَمْ! قَالَ: ((فَهَذِهِ بِهَذِهِ))، (جه) (533).

 

وتجب المحافظة على ما يُغرس في الشوارع من أشجارٍ تزيّنُ البلادَ وتُظِلُّ العباد، عَنْ عَبْدِاللَّهِ بْنِ حُبْشِيٍّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((مَنْ قَطَعَ سِدْرَةً صَوَّبَ اللَّهُ رَأْسَهُ فِي النَّارِ))، سُئِلَ أَبُو دَاوُدَ- مُخَرِّجُ هذا الحديث- عَنْ مَعْنَى هَذَا الْحَدِيثِ فَقَالَ: "هَذَا الْحَدِيثُ مُخْتَصَرٌ، يَعْنِي مَنْ قَطَعَ سِدْرَةً" أو أي شجرة ((فِي فَلَاةٍ)) أو في مكان ((يَسْتَظِلُّ بِهَا ابْنُ السَّبِيلِ، وَالْبَهَائِمُ)) يقطعها ((عَبَثًا، وَظُلْمًا بِغَيْرِ حَقٍّ يَكُونُ لَهُ فِيهَا، صَوَّبَ اللَّهُ رَأْسَهُ فِي النَّارِ))، (د) (5239)، نسأل الله السلامة.

 

كما يجبُ علينا أن نحافظَ على الأسواق نظيفةً، فعلى الباعةِ والمتسوِّقين ألَّا يتركوا مخلّفاتِ البضائعِ وراءهم، بل يضعوها في أماكنها المعدّة.

 

والبلديةُ مسئولةٌ عن توفير المياه للمواطنين، والماءُ نعمة من نعم الله علينا سبحانه، فيجبُ علينا عدمُ العبث بعداد المياه الذي يُبيِّنُ الاستهلاك، حتى لا نأخذَ ما ليس بحقٍّ لنا.

 

فالمحافظة على هذه النعمة؛ نعمة الماء، وعدم إهدارها واجب؛ لئلا تُسلبَ مِنَّا، فَعَنْ عَبْدِاللهِ بْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه، قَالَ: (يُوشِكُ أَنْ تَطْلُبُوا فِي قُرَاكُمْ هَذِهِ طَسْتًا)؛ أي: إناء (مِنْ مَاءٍ فَلَا تَجِدُونَهُ، يَنْزَوِي كُلُّ مَاءٍ إِلَى عُنْصُرِهِ، فَيَكُونُ فِي الشَّامِ بَقِيَّةُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمَاءُ)، (ك) (8538)، انظر الصحيحة: (3078).

 

قال الألباني: والحديث وإن كان موقوفًا؛ فهو في حكم المرفوع؛ لأنه لا يُقال من قبل الرأي كما هو ظاهر.

 

ويجب علينا المحافظةُ على الحدائقِ والاستراحاتِ العامَّة، وذلك بعدمِ تركِ أو إلقاءِ القاذوراتِ، ومخلفات الأطعمة والمشروبات، وكذلك نحافظُ عليها بمنع أولادِنا من قطف أزهارها وورودها، أو تكسيرِ أغصانها، فعند مغادرتها إن لم نتركْها أجملَ مما كانت؛ فلنتركْها كما كانت، ليستمتعَ بها غيرُنا كما استمتعنا بها نحن.

 

وعلينا أن نحافظ على هذا البحرِ وشاطئِه نظيفًا خاليًا من بقايا الأطعمةِ والأشربةِ وأعلفتِها وأكياسها.

 

لِنحظى بمجتمع نظيفٍ ماديًّا ومعنويًّا، ذي أخلاقٍ عالية، يُقوِّمُ نفسَه ذاتيًّا، فَعَنْ سَعْدٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: ((طَهِّرُوا أَفْنِيَتَكُمْ))؛ أي: نظِّفوها، ((فَإِنَّ الْيَهُود لَا تُطَهِّرُ أَفْنِيَتَهَا))، (طس) (4057)، انظر صَحِيح الْجَامِع: (3935)، (3941)، والصحيحة: (236).

 

ويجب علينا الحفاظُ على مرافق شركة الكهرباء التي تمدنا بالطاقة، وإن شعرنا بالتقصير من ناحيتها، وانقطاع التيار لساعات، فهذا لا يعني ألَّا نحافظ على مرافقها، فلا نربطَ الخيلَ والبغالَ والحميرَ في الأعمدة الخشبية التي تحملُ الأسلاك، حيث نشاهد هذه الدوابَّ تتسلّى عليها بأسنانها؛ مما يؤدي إلى تقويضها أو تآكلها وسقوطها.

 

ولنحافظْ على أسلاكِها، ولنحذِّر أطفالنا من إلقاء الحبالِ أو الخيطان عليها.

 

ولنحافظْ على مصابيحِ الشوارع التي تضيء للسالكين ظلامَ الليل.

 

ولنحافظْ على عداداتها وعدمِ اللعبِ بها لإيقافها عن العدّ؛ فنستهلك ما ليس لنا، فيحاسبنا الله على ما استفدناه بغير حقٍّ.

♦♦♦♦♦♦

 

وأما مرافق الاتصالات والبريد والهاتف، والمواصلات فالمحافظة عليها واجبٌ وطنيّ، والعبث بها عملٌ لا أخلاقيّ، فيجبُ ألَّا نتعرضَ بسوءٍ أو تخريبٍ للمقاعد ذاتِ المظلات في الشوارع الرئيسة، وساحات الانتظار العامة، ولنحافظْ على سياراتِ نقلِ الركاب والأجرة والحافلات، ونصونها مما يسيء إليها أو يخدشها.

 

وهنا تنبيه لمن لا يحلو لهم العبث إلا بالسيارات التي تقف على أبواب المساجد، فيكسر مِرآة، أو يحطّمُ مصباحًا، أو يرسم عليها كشطًا طويلًا متعرِّجًا أو مستقيمًا، ولا يستفيد من ذلك بشيء إلا العبث والتخريب، وهذا الطفل مسئول عنه وليُّ أمره، فعليه تعويضُ الكسرِ والخراب، تأديبًا من الشرع له؛ لأنه لم يؤدِّبْ ولده على أدبِ الحفاظ على أموال الآخرين، فلا تؤمن بالله حتى تحبّ الآخرين، عَنْ أَنَسٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((لاَ يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ، حَتَّى يُحِبَّ لِأَخِيهِ مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ))، (خ) (13) - وفي رواية: - أَوْ قَالَ: ((لِجَارِهِ مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ))، (م) 71- (45)، هذه أخلاقنا نحن المسلمين.

 

وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: ((لَا يَبْلُغُ الْعَبْدُ حَقِيقَةَ الْإِيمَانِ، حَتَّى يُحِبَّ لِلنَّاسِ مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ مِنَ الْخَيْرِ))، (يع) (3081)، (حب) (235)، صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب: (1780).

♦♦♦♦♦♦

 

أما دور التعليم من مدارسَ ومعاهدَ وجامعاتٍ وكليَّاتٍ وسائرِ المؤسسات الخدماتية، سواء كانت ذات رسوم أو مجانية، فالحفاظ على مقاعدِها وأبنيتِها، ومصاعدِها الكهربائية، وساحاتِها وأشجارِها وسائرِ ممتلكاتها؛ أمانةٌ يُسأل عنها المواطن، ويُحاسَب عليها. فلا ننس ذلك اليوم العظيم، ﴿ يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾ [المطففين: 6]، ﴿ يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتَاتًا لِيُرَوْا أَعْمَالَهُمْ * فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ * وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ ﴾ [الزلزلة: 6 - 8].

♦♦♦♦♦♦

 

أمَّا مرافقُ البنوكِ والمصارفِ والصرافاتِ الآلية؛ فإنَّنا نشاهدُ من يعتدي عليها؛ بالتكسير والتخريب، ممن لا يجد فيها بغيتَه، أو تأخَّرَ عليه مستحقُّه، وهذا لا يليق بإنسان عاديٍّ أن يفعلَه، فكيف يصدرُ من مسلمٍ، أو مثقَّفٍ يتَّبِعُ هدي محمَّدٍ صلى الله عليه وسلم في الأخلاق والمعاملات؟ فإنّ الخدمةَ التي لا تستفيدُ منها أنت، يستفيدُ منها غيرُك، فلا تكنْ سببًا في حرمانِه منها! بل كُنْ في حاجةِ أخيك يكُنِ اللهُ في حاجتك، فَعَنْ زَيْدِ بن ثَابِتٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: ((لَا يَزَالُ اللهُ فِي حَاجَةِ الْعَبْدِ، مَا دَامَ الْعَبْدُ فِي حَاجَةِ أَخِيهِ))، (طب) (4801)، انظر صَحِيح التَّرْغِيبِ: (2619)، وَعَنْ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: ((مَنْ كَانَ فِي حَاجَةِ أَخِيهِ، كَانَ اللهُ فِي حَاجَتِهِ))، (خ) (2442)، (م) 58- (2580).

♦♦♦♦♦♦

 

وكذلك مرافقُ الأوقافِ، وأقصدُ بذلك ما يوقِفُه فَردٌ أو جمعيَّةٌ، أو مؤسَّسَةٌ أو حكومة لمنفعةِ المواطنين، فمثلًا لحاجةِ الناسِ لماءِ الشرب؛ يتبرَّعُ بعضُ أهلِ الخيرِ والإحسان- جزاهم الله خيرًا - بتوفير مياهِ محلاةٍ لعامة الناس، فبدلًا من الحفاظِ عليها، فإنني شاهدت بنفسي وشاهدتم هذه المخالفات:

• ترك الحنفيَّةِ مفتوحةً بعد أخذِ الحاجةِ من الماء، وعدمِ إغلاقها بإحكام.

 

• الوضوء منها، أو غسل الأيدي والأرجل لغير وضوء، مع وجود الماء الصالح للوضوء بجوارها.

 

• ملْء الدلوِ من الماء المحلّى وغسل الدابة به.

 

• غسل الزجاجاتِ والأوعيةِ من المياه المحلاة، بدلَ أن يغسلَها في البيت؛ مع أنه لا يفعل ذلك فيما يشتريه من ماء.

 

• يملأ بعضُ الأطفالِ الأوعيةَ بالماء المحلَّى للعبثِ واللعب.

 

• مرور الكبارِ والشبابِ ورؤيتهم لهذهِ المخالفاتِ دون إنكارٍ، ولا إبداءِ نصيحة.

 

فإذا كان الاقتصاد في الماء الكثير، وعدم الإسراف فيه مطلبًا شرعيًّا، فكيف بالماء الذي يكلِّفُ مبالغَ طائلة؟

عَنْ عَبْدِاللهِ بْنِ عَمْرٍو رضي الله عنهما قَالَ: (مَرَّ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِسَعْدٍ رضي الله عنه وَهُوَ يَتَوَضَّأُ)، فَقَالَ: ((مَا هَذَا السَّرَفُ؟!))، فَقَالَ- سعد رضي الله عنه-: (أَفِي الْوُضُوءِ إِسْرَافٌ؟!)، قَالَ: ((نَعَمْ، وَإِنْ كُنْتَ عَلَى نَهَرٍ جَارٍ))، (جه) (425)، (حم) (7065)، تراجع الشيخ الألباني رحمه الله عن تضعيفه، فحسنه في السلسلة الصحيحة (7/ 860– 861) ح (3292).

 

أقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم.

 

الخطبة الآخرة

الحمدُ لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، واهتدى بهداه إلى يوم الدين، أما بعد:

هذه بعضُ المرافقِ التي يجبُ علينا المحافظةُ عليها، وأخصُّ أيضًا من المرافقِ الأخرى العامة التي يجب الحفاظ عليها المساجد؛ بيوت الله، أطهر الأماكن وأقدسُها، فلنحافظْ عليها بنظافتها، وتطييبها وتحسينها، فلا نتنخَّم ولا نتفلُ في المسجدِ ولا من نوافذه، عن أَنَس بْن مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((البُزَاقُ فِي المَسْجِدِ خَطِيئَةٌ وَكَفَّارَتُهَا دَفْنُهَا))، (خ) (415)، (م) 55- (552)، وقال صلى الله عليه وسلم مبينًا زكاة الأعضاء: ((فِي الْإِنْسَانِ ثَلَاثُ مِائَةٍ وَسِتُّونَ، مَفْصِلًا فَعَلَيْهِ أَنْ يَتَصَدَّقَ عَنْ كُلِّ مَفْصِلٍ مِنْهُ بِصَدَقَةٍ)) قَالُوا: (وَمَنْ يُطِيقُ ذَلِكَ يَا نَبِيَّ اللَّهِ؟!) قَالَ: ((النُّخَاعَةُ فِي الْمَسْجِدِ تَدْفِنُهَا، وَالشَّيْءُ تُنَحِّيهِ عَنِ الطَّرِيقِ فَإِنْ لَمْ تَجِدْ فَرَكْعَتَا الضُّحَى تُجْزِئُكَ))، (د) (5242) (حم) 22998 (خز) 1226 قال الأعظمي: إسناده صحيح "الإرواء" (461). فالنخاعة أو النخامة إذا دفنتها في الرمل إذا كان المسجد غير مفروش، أو تجعلها في خِرَقٍ أو وَرَقٍ مُعَدٍّ لذلك، أو تجعلها في ثوبك فلك بذلك صدقة، ولا تفعلها وتلقيها في المسجد.

 

• ومن المخالفات المشاهدة في المساجد من بعضهم: إخراجُ ما في جيبه من خيطان أو تراب، أو تبنٍ أو ورق وإلقاؤه في المسجد، ينظف نفسه فيلقي قاذوراته في المسجد!!

 

• التخلُّصُ من بعضِ شعرهِ أو أظافره وإلقاؤه في المسجد.

 

• عند قضاء الحاجة في دورات المسجد هناك من يتركُ نجاساتِه ولا ينظِّف، قائلًا: هناك موظَّف! فـتُشَاهَدُ المناظرُ القبيحةُ، وتنبعثُ الروائحُ الكريهة، فعَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: ("أَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِبِنَاءِ الـمَسَاجِدِ فِي الدُّورِ")؛ أي: في الأحياء والقبائل ("وَأَنْ تُنَظَّفَ، وَتُطَيَّبَ")، (ت) (594)، (د) (455)، (جة) (758).

 

• كذلك من المخالفات في بيوت الله العبثُ بممتلكاتِ المسجد؛ كأجهزةِ الصوت، والمراوحِ والمصابيح، وفتحِ النوافذ أو إغلاقِها لغير حاجة، ونحو ذلك.

 

• وكذلك تركُ الأطفالِ- وهذا نلاحظه- فكل إنسان في المسجد يقول: أنا غير مسئول عن هذا الطفل، ولا يُوجِّه له نصيحة، والطفلُ يجري ويلعبُ ويعبث، حتى سقطتْ هيبة المساجد من صدور كثيرٍ من الناس، كنّا ونحنُ صغارٌ نخاف من الرجال في المسجد، والله ما كان أحدٌ من الأطفال يفعل شيئًا مخالفًا، والآن يجرون ويعبثون على مرأى ومسمَعٍ من الجميع، ولا أحد يقول لهم: لا تفعلوا، لا أبوه ينكر عليه، ولا المصلي، الكل يقول: ما لي؛ لذلك ذهبت الهيبة، تجد الطفل يجري بين المصلين وينظر إليهم لا هيبة عنده، لا توجد هيبة من الكبار، لماذا؟ هم أتوا بهذا لأنفسهم، لو كان هناك شيءٌ من الأدب، وتوجيهُ النصيحة، لا نقول: اطردوا الأطفال، ولكن نقول: أدِّبوهم، وعدم الإنكار عليهم في لهوهم وعبثهم في المسجد، فيسرحون ويمرحون كما شاءوا.

 

• ومن المخالفات؛ رفعُ الأصوات في المساجد، وبعض المساجد كأنها سوق، نسأل الله السلامة، ورفع الصوت فقط للأذان، للإمام للخطيب للواعظ، أما غيره فلماذا يرفع صوته؟ فيرفع صوته- لغير الأذان والخطبة والوعظ- فقد قال صلى اللهُ عليه وسلَّم ... ((وَإِيَّاكُمْ وَهَيْشَاتِ الْأَسْوَاقِ))، (م) 123- (432). يعني: لا نجعل المسجد كالسوق، الكل يتكلم من عنده، فعَنِ السَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ رضي الله عنه، قَالَ: (كُنْتُ قَائِمًا فِي الـمَسْجِدِ فَحَصَبَنِي رَجُلٌ)؛ أي: رماني بحصاة، (فَنَظَرْتُ؛ فَإِذَا) هو (عُمَرُ بْنُ الخَطَّابِ، فَقَالَ: اذْهَبْ فَأْتِنِي بِهَذَيْنِ)؛ أي: برجلين كانا يرفعان أصواتهما في المسجد، (فَجِئْتُهُ بِهِمَا، قَالَ: مَنْ أَنْتُمَا- أَوْ مِنْ أَيْنَ أَنْتُمَا؟- قَالا: مِنْ أَهْلِ الطَّائِفِ)، قَالَ: (لَوْ كُنْتُمَا مِنْ أَهْلِ البَلَدِ لَأَوْجَعْتُكُمَا)، وما أكثر من سيوجعهم عمر لو كان في زماننا هذا، قال: (تَرْفَعَانِ أَصْوَاتَكُمَا فِي مَسْجِدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ)، (خ) (470)

 

• والكلامُ الجانبيّ الذي يشوِّشُ على المصلين والداعين والذاكرين؛ مكروهٌ، فإذا كانت قراءةُ القرآن لا ينبغي أن نجهر بها في المساجد؛ إلا لإمامٍ أو خطيب أو واعظ، فكيف بغيره من كلام الناس؟ فعَنْ عَبْدِاللَّهِ بْنِ عُمَرَ رضي الله عنه أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اعْتَكَفَ وَخَطَبَ النَّاسَ، فَقَالَ: ((أَمَا إِنَّ أَحَدَكُمْ إِذَا قَامَ فِي الصَّلَاةِ، فَإِنَّهُ يُنَاجِي رَبَّهُ، فَلْيَعْلَمْ أَحَدُكُمْ مَا يُنَاجِي رَبَّهُ، وَلَا يَجْهَرْ بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ بِالْقِرَاءَةِ فِي الصَّلَاةِ)) (حم) (4928).

 

إذا كان صلى الله عليه وسلم ينهانا عن الجهر بالقراءة والتلاوة، وهناك تحذير من النبي صلى الله عليه وسلم، تحذير من الحديث الجانبي، ودليلٌ على أنه علامة من علامات الساعة، فـعَنْ عَبْدِاللهِ بْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى اللهُ عليه وسلَّم: ((سَيَكُونُ فِي آخِرِ الزَّمَانِ قَوْمٌ يَجْلِسُونَ فِي الْمَسَاجِدِ حِلَقًا حِلَقًا إِمَامُهُمُ الدُّنْيَا))، وفي رواية: ((يكون حَدِيثُهُمْ فِي مَسَاجِدِهِمْ))، ((فلَا تُجَالِسُوهُمْ، فَإِنَّهُ لَيْسَ للهِ فِيهِمْ حَاجَةٌ))، (طب) (10452)، انظر الصَّحِيحَة: (1163)، (حب) (6761)، انظر صَحِيحَ التَّرْغِيبِ: (296).

 

عباد الله، صلوا على رسولِ الله فقد صلّى اللهُ عليهِ في كتابه، فقال: ﴿ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾ [الأحزاب: 56].

اللهم صلِّ وسلم وبارك على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهديه إلى يوم الدين.

 

اللهم اغفرْ وارحمْ وارضَ عنا مع الخلفاءِ الأربعة؛ أبي بكرٍ وعمرَ وعثمانَ وعليّ، وسائر الصحابة أجمعين، يا رب العالمين.

 

اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات، والمسلمين والمسلمات، الأحياء منهم والأموات، إنك سميع قريب مجيب الدعوات يا رب العالمين.

 

اللهم لا تدع لنا في مقامنا هذا ذنبًا إلا غفرته، ولا همًّا إلا فرَّجته، ولا دَينًا إلا قضيتَه، ولا مريضًا إلا شفيتَه، ولا مبتلًى إلا عافيته، ولا غائبًا إلَّا رددته إلى أهله سالمًا غانمًا يا رب العالمين.

﴿ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ ﴾ [العنكبوت: 45].





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • النظافة في الإسلام ( خطبة )
  • أهمية الطهارة والنظافة (خطبة)
  • خطبة عن النظافة في الإسلام
  • خطبة: حقوق الجار

مختارات من الشبكة

  • تشجيع الأئمة على العمل الجماعي بمدينة بريزرن في كوسوفو(مقالة - المسلمون في العالم)
  • حوافز لتشجيع طلاب الإذاعة(مقالة - موقع الموسوعات الثقافية المدرسية)
  • التحفيز والتشجيع(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • المجلس السابع عشر من مجالس شهر رمضان 1437 هـ (الاجتهاد في العشر، وتشجيع الأهل والذرية)(مادة مرئية - موقع الشيخ عبدالرحمن بن عبدالعزيز الدهامي)
  • أسلوب المسابقة والمنافسة والتشجيع في التربية(مقالة - موقع د. طالب بن عمر بن حيدرة الكثيري)
  • عرض كتاب (طفل يقرأ: أفكار عملية لتشجيع الأطفال على القراءة)(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • الهند: تشجيع طلاب جامعة عليكرة الإسلامية على التواصل مع الآخرين(مقالة - المسلمون في العالم)
  • حوافز معنوية لتشجيع طلاب الإذاعة(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • بريطانيا: معرض صيفي لتشجيع المرأة المسلمة على التفاعل الاجتماعي(مقالة - المسلمون في العالم)
  • إيطاليا: فيلم وثائقي لتشجيع اندماج المسلمين(مقالة - المسلمون في العالم)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 12/11/1446هـ - الساعة: 18:29
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب