• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    لا حرج على من اتبع السنة في الحج (خطبة)
    الشيخ عبدالله بن محمد البصري
  •  
    تخريج حديث: إنه لينهانا أن نستنجي بأقل من ثلاثة ...
    الشيخ محمد طه شعبان
  •  
    "لا تكونوا عون الشيطان على أخيكم".. فوائد وتأملات ...
    حسام بن عبدالعزيز الجبرين
  •  
    الحج: غاياته وإعجازاته
    د. زيد بن محمد الرماني
  •  
    من أقوال السلف في أسماء الله الحسنى: (الشهيد، ...
    فهد بن عبدالعزيز عبدالله الشويرخ
  •  
    موانع الخشوع في الصلاة (2)
    السيد مراد سلامة
  •  
    وقفات مع القدوم إلى الله (13)
    د. عبدالسلام حمود غالب
  •  
    فتنة الابتلاء بالرخاء
    أ. د. فؤاد محمد موسى
  •  
    الحج ويوم عرفة (خطبة)
    د. محمد بن مجدوع الشهري
  •  
    خطبة (المساجد والاحترازات)
    الدكتور علي بن عبدالعزيز الشبل
  •  
    لماذا قد نشعر بضيق الدين؟
    شهاب أحمد بن قرضي
  •  
    حقوق الأم (1)
    د. أمير بن محمد المدري
  •  
    الدرس الواحد والعشرون: غزوة بدر الكبرى
    عفان بن الشيخ صديق السرگتي
  •  
    أهم مظاهر محبة القرآن
    الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي
  •  
    تفسير سورة المسد
    يوسف بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن السيف
  •  
    الحديث: أنه سئل عن الرجل يطلق ثم يراجع ولا يشهد؟
    الشيخ عبدالقادر شيبة الحمد
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / منبر الجمعة / الخطب / تفسير القرآن
علامة باركود

إطلالة على شرفات السبع المثاني (خطبة)

إطلالة على شرفات السبع المثاني (خطبة)
وضاح سيف الجبزي

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 9/5/2022 ميلادي - 7/10/1443 هجري

الزيارات: 11831

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

إطلالة على شرفات السبع المثاني


لك الحمدُ حمدًا نستلذُّ به ذكرًا
وإن كنتُ لا أحصي ثناءً ولا شُكرًا
لك الحمدُ حمدا ًطيبًا يملأ السماء
وأقطارها والأرض والبر والبحرا
لك الحمدُ حمدًا سرمديًا مباركًا
يقل مداد البحر عن كتبه حصرًا
لك الحمدُ تعظيمًا لوجهك قائمًا
يخصك في السراء منّا وفي الضراء
لك الحمدُ حمدًا طيبًا أنت أهلُه
على كل حال يشمل السر والجهرا
لك الحمدُ يا ذا الكبرياءِ ومن يكن
بحمدك ذا شكرٍ فقد أحرز الشكرا
لك الحمدُ أضعافًا مضاعفةً على
لطائف ما أحلى لدينا وما أمرا
لك الحمدُ حمدًا أنت وفقتنا له
وعلمتنا من حمدك النظم والنثرا
لك الحمدُ حمدًا نبتغيه وسيلة
إليك لتجديد اللطائف والبشرى
لك الحمدُ كم قلدتنا من صنيعةٍ
وأبدلتنا بالعسر يا سيدي يسرًا
لك الحمدُ كم من عثرةٍ قد أقلتنا
ومن زلةٍ ألبستنا معها سترًا
إلهي تغمدنا برحمتك التي
وسعت وأوسعت البرايا بها بِرًا
وصلِّ على روح الحبيب محمدٍ
حميد المساعي ملتقى مضر الحمرا
صلاةً وتسليمًا عليه ورحمةً
مباركة تنمو فتستغرقُ الدهرا
وتشمل كلَّ الآلِ ما هبت الصَّبا
وما سرت الرُّكبان في الليلة الغرّا

 

أما بعدُ، فيا أيها المسلمون عباد الله، في الصحيح من حديث أَبِي سَعِيدِ بْنِ المُعَلَّى، قَالَ: كُنْتُ أُصَلِّي فِي المَسْجِدِ، فَدَعَانِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَلَمْ أُجِبْهُ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي كُنْتُ أُصَلِّي، فَقَالَ: «أَلَمْ يَقُلِ اللَّهُ: ﴿ اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ ﴾ [الأنفال:24]؟ ثُمَّ قَالَ لِي: «لَأُعَلِّمَنَّكَ سُورَةً هِيَ أَعْظَمُ السُّوَرِ فِي القُرْآنِ، قَبْلَ أَنْ تَخْرُجَ مِنَ المَسْجِدِ». ثُمَّ أَخَذَ بِيَدِي، فَلَمَّا أَرَادَ أَنْ يَخْرُجَ، قُلْتُ لَهُ: «أَلَمْ تَقُلْ لَأُعَلِّمَنَّكَ سُورَةً هِيَ أَعْظَمُ سُورَةٍ فِي القُرْآنِ»؟ قَالَ: ﴿ الحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ العَالَمِينَ ﴾ [الفاتحة:2]، «هِيَ السَّبْعُ المَثَانِي، وَالقُرْآنُ العَظِيمُ الَّذِي أُوتِيتُهُ»[1].

 

 

وعند الترمذي من حديث أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم خَرَجَ عَلَى أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: يَا أُبَيُّ، وَهُوَ يُصَلِّي، فَالتَفَتَ أُبَيٌّ وَلَمْ يُجِبْهُ، وَصَلَّى أُبَيٌّ فَخَفَّفَ، ثُمَّ انْصَرَفَ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: السَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا رَسُولَ اللهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: وَعَلَيْكَ السَّلاَمُ، مَا مَنَعَكَ يَا أُبَيُّ أَنْ تُجِيبَنِي إِذْ دَعَوْتُكَ؟ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي كُنْتُ فِي الصَّلاَةِ، قَالَ: أَفَلَمْ تَجِدْ فِيمَا أُوحِي إِلَيَّ أَنْ ﴿ اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ ﴾ [الأنفال:24]؟ قَالَ: بَلَى، وَلاَ أَعُودُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ، قَالَ: «تُحِبُّ أَنْ أُعَلِّمَكَ سُورَةً لَمْ يَنْزِلْ فِي التَّوْرَاةِ وَلاَ فِي الإِنْجِيلِ وَلاَ فِي الزَّبُورِ وَلاَ فِي الفُرْقَانِ مِثْلُهَا؟ قَالَ: نَعَمْ يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: كَيْفَ تَقْرَأُ فِي الصَّلاَةِ؟ قَالَ: فَقَرَأَ أُمَّ القُرْآنِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ مَا أُنْزِلَتْ فِي التَّوْرَاةِ وَلاَ فِي الْإِنْجِيلِ وَلاَ فِي الزَّبُورِ وَلاَ فِي الفُرْقَانِ مِثْلُهَا، وَإِنَّهَا سَبْعٌ مِنَ الْمَثَانِي وَالقُرْآنُ الْعَظِيمُ الَّذِي أُعْطِيتُهُ»[2].

 

 

وفي البخاري من حديث أَبِي هُرَيْرَةَ: «أُمُّ القُرْآنِ هِيَ السَّبْعُ المَثَانِي وَالقُرْآنُ العَظِيمُ»[3].

 

 

قال الله تعالى: ﴿ وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ ﴾ [الحجر:87].

 

 

يقول ابن القيم - رحمه الله -: أَنْزَلَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالى مائة كِتَابٍ وَأَرْبَعَةَ كُتُبٍ،جَمَعَمَعَانِيهَافِيأَرْبَعَةِ، وَهِيَ: التَّوْرَاةُ،والإِنْجِيلُ، والْقُرْآنُ، والزَّبُورُ، وَجَمَعَمَعَانِيهَافِيالْقُرْآنِ، وَجَمَعَ مَعَانِيهِفِيالْمُفَصَّلِ، وَجَمَعَ مَعَانِيهِفِيالْفَاتِحَةِ، وَجَمَعَمَعَانِيهَافِي: ﴿ إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ﴾ [الفاتحة:5][4].


 

إنها سورةٌ بديعةُ المبنى، عظيمةُ المعنى، تجمع أصول المعرفة والدراية، وترسم طريق الهداية، وتنقذ من الضلال والغواية، وتوضِّح سبيل النجاة.. حوت هذه السورة المباركة - على قصرها - مقاصد القرآن، ومحاوره الكلية، كما تضمنت أسراره وذخائره، ولهذا تسمى: أُمَّ القرآن؛ فهي تتناول أصول الدين وفروعه، ولذا قال القرطبي: «وفي الفاتحة من الصفات ما ليس لغيرها، حتى قيل: إن جميع القرآن فيها، وهي خمس وعشرون كلمة، تضمنت جميع علوم القرآن»[5].


 

يا عباد الله، كان القرآنُ فكانت الصَّلاة، وكانت سورة الفاتحة هي الصلاة، و«لَا صَلَاةَ لِمَنْ لَمْ يَقْرَأ بِفَاتِحَةِ الكِتَابِ!»[6].

 

 

وعند مسلم: «مَنْ صَلَّى صَلَاةً لَمْ يَقْرَأْ فِيهَا بِأُمِّ الْقُرْآنِ فَهِيَ خِدَاجٌ»[7].

 

 

وفي حديث عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ: «لَا صَلَاةَ لِمَنْ لَمْ يَقْرَأْ بِأُمِّ الْقُرْآنِ»[8].

 

 

وقد قيل: إنما سميت الْفَاتِحَةُ بأُمِّ الْقُرْآنِ: أَنَّهَا مَبْدَؤُهُ وَمُفْتَتَحُهُ، فَكَأَنَّهَا أَصْلُهُ وَمَنْشَؤُهُ، يَعْنِي أَنَّ افْتِتَاحَهُ الَّذِي هُوَ وُجُودُ أَوَّلِ أَجزَاء الْقُرْآن قَدْ ظَهَرَ فِيهَا فَجُعِلَتْ كَالْأُمِّ لِلْوَلَدِ فِي أَنَّهَا الْأَصْلُ وَالْمَنْشَأُ فَتَكُونُ أُمُّ الْقُرْآنِ تَشْبِيهًا بِالْأُمِّ الَّتِي هِيَ مَنْشَأُ الْوَلَدِ لِمُشَابَهَتِهَا بِالْمَنْشَأِ مِنْ حَيْثُ ابْتِدَاءُ الظُّهُورِ وَالْوُجُودِ[9].

 

 

إنها أمُّ الكتاب، وهي شفاءٌ من المعاناة والآلام، والأمراض والأسقام، والأهواء والأدواء، ومن كلِّ ما يعتري القلبَ والعقلَ من الشدة واللأواء، والضنى والعناء.


 

عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ، قَالَ: كُنَّا فِي مَسِيرٍ لَنَا فَنَزَلْنَا، فَجَاءَتْ جَارِيَةٌ، فَقَالَتْ: إِنَّ سَيِّدَ الحَيِّ سَلِيمٌ، وَإِنَّ نَفَرَنَا غَيْبٌ، فَهَلْ مِنْكُمْ رَاقٍ؟ فَقَامَ مَعَهَا رَجُلٌ مَا كُنَّا نَأْبُنُهُ بِرُقْيَةٍ، فَرَقَاهُ فَبَرَأَ، فَأَمَرَ لَهُ بِثَلاَثِينَ شَاةً، وَسَقَانَا لَبَنًا، فَلَمَّا رَجَعَ قُلْنَا لَهُ: أَكُنْتَ تُحْسِنُ رُقْيَةً، أَوْ كُنْتَ تَرْقِي؟ قَالَ: لاَ، مَا رَقَيْتُ إِلَّا بِأُمِّ الكِتَابِ، قُلْنَا: لاَ تُحْدِثُوا شَيْئًا حَتَّى نَأْتِيَ - أَوْ نَسْأَلَ - النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَلَمَّا قَدِمْنَا المَدِينَةَ ذَكَرْنَاهُ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ صلى الله عليه وسلم: «وَمَا كَانَ يُدْرِيهِ أَنَّهَا رُقْيَةٌ؟ اقْسِمُوا وَاضْرِبُوا لِي بِسَهْمٍ»[10].

 

 

إنها إبحارٌ في مقام التجريد والتفريد، تضع عنك أشكال البهتان، وألوان الكذب، وتذوب أغلفة الأوهام في بحارها، والأماني المستحيلةُ في مدارها.

 

 

إنها النور الذي أوتيه حبيبنا صلى الله عليه وسلم، ولم يُؤْتَها نبيٌّ قبل رسولنا - صلوات ربي وسلامُه عليه - فعنِ ابْنِ عَبَّاسٍ - رضي الله عنهما - قَالَ: بَيْنَمَا جِبْرِيلُ قَاعِدٌ عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، سَمِعَ نَقِيضًا مِنْ فَوْقِهِ، فَرَفَعَ رَأْسَهُ، فَقَالَ: «هَذَا بَابٌ مِنَ السَّمَاءِ فُتِحَ الْيَوْمَ لَمْ يُفْتَحْ قَطُّ إِلَّا الْيَوْمَ، فَنَزَلَ مِنْهُ مَلَكٌ، فَقَالَ: هَذَا مَلَكٌ نَزَلَ إِلَى الْأَرْضِ لَمْ يَنْزِلْ قَطُّ إِلَّا الْيَوْمَ، فَسَلَّمَ، وَقَالَ: أَبْشِرْ بِنُورَيْنِ أُوتِيتَهُمَا لَمْ يُؤْتَهُمَا نَبِيٌّ قَبْلَكَ: فَاتِحَةُ الْكِتَابِ، وَخَوَاتِيمُ سُورَةِ الْبَقَرَةِ، لَنْ تَقْرَأَ بِحَرْفٍ مِنْهُمَا إِلَّا أُعْطِيتَهُ»[11].

 

 

فاللهم عطاءً لا انقطاع لراتبه، ولا إقلاع لسحائبه، لا يُحصى عددًا، ولا ينتهي مددًا، ولا ينقضي أبدًا.

 

قلت ما سمعتم وأستغفر الله.

 

 

الخطبة الثانية

 

الحمد لله القائم على كل نفس بما كسبت، فما لأحدٍ عنه غنى، أحمده سبحانه، وأشكره سرًّا وعلنًا، وأشهد أن لا إلهَ إلَّا الله وحدَه لا شريكَ له، شهادةَ حقٍّ ويقينٍ، ظاهرًا وباطنًا، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدًا عبد الله ورسوله، جاهَد في الله حقَّ جهاده، فما ضَعُفَ ولا ونى، صلى الله وسلم وبارك عليه، وعلى آله وأصحابه، قدوتنا، وأئمتنا، والتابعين ومن تبعهم بإحسان، وسلم تسليمًا كثيرًا إلى يوم الفَناء، أما بعدُ:

 

فتأمل - يا عبد الله - قوله: «أَبْشِرْ بِنُورَيْنِ أُوتِيتَهُمَا لَمْ يُؤْتَهُمَا نَبِيٌّ قَبْلَكَ: فَاتِحَةُ الْكِتَابِ، وَخَوَاتِيمُ سُورَةِ الْبَقَرَةِ، لَنْ تَقْرَأَ بِحَرْفٍ مِنْهُمَا إِلَّا أُعْطِيتَهُ».

 

 

ثم تأمل هذا العطاء الجزل، في هذا الشعاع الأخضر القادم من المقام النبويِّ يُلقِي إلى النفس تفاصيل مناجاة النور: «قَالَ اللهُ تَعَالَى: قَسَمْتُ الصَّلَاةَ بَيْنِي وَبَيْنَ عَبْدِي نِصْفَيْنِ، وَلِعَبْدِي مَا سَأَلَ، فَإِذَا قَالَ الْعَبْدُ: ﴿ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾[الفاتحة:2]، قَالَ اللهُ تَعَالَى: حَمِدَنِي عَبْدِي، وَإِذَا قَالَ: ﴿ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ﴾[الفاتحة:3]، قَالَ اللهُ تَعَالَى: أَثْنَى عَلَيَّ عَبْدِي، وَإِذَا قَالَ: ﴿ مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ ﴾ [الفاتحة:4]، قَالَ: مَجَّدَنِي عَبْدِي -وَقَالَ مَرَّةً فَوَّضَ إِلَيَّ عَبْدِي- فَإِذَا قَالَ: ﴿ إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ﴾[الفاتحة:5]، قَالَ: هَذَا بَيْنِي وَبَيْنَ عَبْدِي، وَلِعَبْدِي مَا سَأَلَ، فَإِذَا قَالَ: ﴿ اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ * صِرَاطَ الَّذينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ ﴾ [الفاتحة:6-7]، قَالَ: هَذَا لِعَبْدِي وَلِعَبْدِي مَا سَأَلَ[12].

 

فيا أيها الجناح الضارب في سفارك، تجتاز آفاق الآكام والوديان، هذا مقام الأُنس؛ فافتح تباريح المحبة عند فاتحة الكتاب، تنقلْك خفقةُ نوره إلى بحار الله! وما أدراك ما بحارُ الله؟ إنها الجمال ذو الجلال المطلق، أو قُلْ هي الجلال ذو الجمال المطلق المشعِّ سرمدًا من كلمـات الله، بل: ﴿ قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا ﴾ [الكهف:109]، ﴿ وَلَوْ أَنَّمَا فِي الأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ﴾ [لقمان:27].

 

اللهم نسألك العمل بكتابك، وسنة نبيك...

اللهم اشفِ مرضانا، وارحمْ موتانا، وبلِّغنا فيما يرضيك آمالنا، واختم بالصالحات أعمالنا...



[1] رواه البخاري في صحيحه، باب ما جاء في فاتحة الكتاب (6/ 17).

[2] رواه الترمذي في سننه، باب ما جاء في فضل فاتحة الكتاب (5/ 155)، ورواه البيهقي في السنن الكبرى (2/ 525)، صححه الألباني، صحيح الترغيب والترهيب (2/ 178).

[3] رواه البخاري في صحيحه، باب قوله تعالى: ﴿ وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ ﴾ [الحجر: 87] (6/ 81).

[4] مدارج السالكين(1/ 95).

[5] تفسير القرطبي(1/ 110).

[6] رواه البخاري في صحيحه، من حديث عبادة بن الصامت رضي الله عنه، باب وجوب القراءة للإمام والمأموم في الصلوات كلها...(1/ 151)، ورواه مسلم، باب وجوب قراءة الفاتحة في كل ركعة...(1/ 295).

[7] رواه مسلم في صحيحه، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، باب وجوب قراءة الفاتحة في كل ركعة...(1/ 296).

[8] رواه مسلم في صحيحه، باب وجوب قراءة الفاتحة في كل ركعة...(1/ 295).

[9] التحرير والتنوير(1/ 133).

[10] رواه البخاري في صحيحه، باب فضل فاتحة الكتاب(6/ 187)، ورواه مسلم، باب جواز أخذ الأجرة على الرقية(4/ 1728).

[11] رواه مسلم في صحيحه، باب فضل الفاتحة وخواتيم سورة البقرة...(1/ 554).

[12] رواه مسلم في صحيحه، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، باب وجوب قراءة الفاتحة في كل ركعة...(1/ 296).





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • الفاتحة (السبع المثاني والقرآن العظيم)

مختارات من الشبكة

  • نوافذ أم شرفات؟ ( قصص قصيرة جدا )(مقالة - حضارة الكلمة)
  • وصايا مع إطلالة العام الدراسي الجديد (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الابتسامة: إشراقة روح وإطلالة نفس (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الظلال الشرفة في الفضائل العشرين ليوم عرفة(مقالة - ملفات خاصة)
  • شرفة الحياة(مقالة - حضارة الكلمة)
  • من شرفة البوح(مقالة - حضارة الكلمة)
  • مرافئ وشرفات: بحث دائب عن الإبداع والتميز والرقي (مجموعة مقالات)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • الشرفة (قصة قصيرة)(مقالة - حضارة الكلمة)
  • الشرفة (قصة قصيرة)(مقالة - حضارة الكلمة)
  • شرفة ليلى مراد كنموذج للقذارة الفكرية والأدبية(مقالة - حضارة الكلمة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • المرأة في المجتمع... نقاش مفتوح حول المسؤوليات والفرص بمدينة سراييفو
  • الذكاء الاصطناعي تحت مجهر الدين والأخلاق في كلية العلوم الإسلامية بالبوسنة
  • مسابقة للأذان في منطقة أوليانوفسك بمشاركة شباب المسلمين
  • مركز إسلامي شامل على مشارف التنفيذ في بيتسفيلد بعد سنوات من التخطيط
  • مئات الزوار يشاركون في يوم المسجد المفتوح في نابرفيل
  • مشروع إسلامي ضخم بمقاطعة دوفين يقترب من الموافقة الرسمية
  • ختام ناجح للمسابقة الإسلامية السنوية للطلاب في ألبانيا
  • ندوة تثقيفية في مدينة تيرانا تجهز الحجاج لأداء مناسك الحج

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 3/12/1446هـ - الساعة: 23:30
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب