• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    أحكام التعاقد بالوكالة المستترة وآثاره: دراسة ...
    د. ياسر بن عبدالرحمن العدل
  •  
    خطبة: أم سليم ضحت بزوجها من أجل دينها (1)
    د. محمد جمعة الحلبوسي
  •  
    خطبة: التربية على العفة
    عدنان بن سلمان الدريويش
  •  
    حقوق الأولاد (1)
    د. أمير بن محمد المدري
  •  
    التلاحم والتنظيم في صفوف القتال في سبيل الله...
    أبو مالك هيثم بن عبدالمنعم الغريب
  •  
    أسس التفكير العقدي: مقاربة بين الوحي والعقل
    الشيخ حذيفة بن حسين القحطاني
  •  
    ابتلاء مبين وذبح عظيم (خطبة)
    د. محمود بن أحمد الدوسري
  •  
    فضل من يسر على معسر أو أنظره
    د. خالد بن محمود بن عبدالعزيز الجهني
  •  
    حديث: لا طلاق إلا بعد نكاح، ولا عتق إلا بعد ملك
    الشيخ عبدالقادر شيبة الحمد
  •  
    كونوا أنصار الله: دعوة خالدة للتمكين والنصرة
    أبو مالك هيثم بن عبدالمنعم الغريب
  •  
    لا تعير من عيرك
    نورة سليمان عبدالله
  •  
    من مائدة التفسير: سورة النصر
    عبدالرحمن عبدالله الشريف
  •  
    أربع هي نجاة الإنسان في الدنيا والآخرة (خطبة)
    د. أحمد بن حمد البوعلي
  •  
    وحدة المسلمين (خطبة)
    د. غازي بن طامي بن حماد الحكمي
  •  
    المسارعة إلى الاستجابة لأمر الله ورسوله صلى الله ...
    د. أمين بن عبدالله الشقاوي
  •  
    فوائد وأحكام من قوله تعالى: { إذ قال الله يا عيسى ...
    الشيخ أ. د. سليمان بن إبراهيم اللاحم
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / منبر الجمعة / الخطب / عقيدة وتوحيد
علامة باركود

اعتقاد الفرقة الناجية المنصورة إلى قيام الساعة (الجزء الأول) (خطبة)

اعتقاد الفرقة الناجية المنصورة إلى قيام الساعة (الجزء الأول) (خطبة)
د. خالد بن حسن المالكي

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 24/4/2022 ميلادي - 22/9/1443 هجري

الزيارات: 7324

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

اعتقاد الفرقة الناجية المنصورة إلى قيام الساعة

(الجزء الأول) (خطبة)[1]


الخطبة الأولى

إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.

 

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 102].

 

﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾ [النساء: 1].

 

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾ [الأحزاب: 70، 71].

 

أما بعد:

فيقول ابن تيمية رحمه الله تعالى[2]: "اعتقاد الفرقة الناجية المنصورة إلى قيام الساعة؛ أهل السنة والجماعة: الإيمان بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، والبعث بعد الموت، والإيمان بالقدر خيره وشره.

 

ومن الإيمان بالله:

• الإيمان بما وصف به نفسه في كتابه.

• وبما وصفه به رسوله محمد صلى الله عليه وسلم.

من غير تحريف ولا تعطيل، ومن غير تكييف ولا تمثيل.

بل يؤمنون، بأن الله تعالى: ﴿ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ﴾ [الشورى: 11].

فلا ينفون عنه ما وصف به نفسه.

ولا يحرفون الكلم عن مواضعه.

ولا يلحدون في أسماء الله وآياته.

ولا يمثلون صفاته بصفات خلقه.

لأنه سبحانه؛ لا سَمِيَّ له، ولا كُفْوَ له، ولا ندَّ له، ولا يُقاس بخلقه سبحانه وتعالى.

فإنه سبحانه أعلم بنفسه وبغيره، وأصدق قيلًا، وأحسن حديثًا.

ثم رسله صادقون مصدقون؛ بخلاف الذين يقولون عليه ما لا يعلمون.

 

ولهذا قال سبحانه وتعالى: ﴿ سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ * وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ * وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾ [الصافات: 180 - 182].

 

فسبح نفسه عما وصفه به المخالفون للرسل، وسلم على المرسلين؛ لسلامة ما قالوه من النقص والعيب.

وهو سبحانه، قد جمع فيما وصف وسمى به نفسه، بين النفي والإثبات.

 

فلا عدول لأهل السنة والجماعة، عما جاءت به المرسلون؛ فإنه الصراط المستقيم، صراط الذين ﴿ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ ﴾ [النساء: 69].

 

• وقد دخل في هذه الجملة:

ما وصف به نفسه، في سورة الإخلاص، التي تعدل ثلث القرآن.

 

حيث يقول: ﴿ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ * اللَّهُ الصَّمَدُ * لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ * وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ ﴾ [الإخلاص: 1 - 4].

 

وما وصف به نفسه في أعظم آية في كتابه.

 

حيث يقول: ﴿ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَا يَئُودُهُ ﴾ - أي: لا يكرثه ولا يثقله - ﴿ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ ﴾ [البقرة: 255].

 

ولهذا كان من قرأ هذه الآية في ليلة؛ لم يزل عليه من الله حافظ، ولا يقربه شيطان حتى يصبح.

وهذا الباب في كتاب الله تعالى كثير.

ومن تدبر القرآن طالبًا للهدى منه؛ تبين له طريق الحق.

 

• ثم سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم:

تفسر القرآن، وتبينه، وتدل عليه، وتعبر عنه.

 

وما وصف الرسول به ربه، من الأحاديث الصحاح، تلقاها أهل المعرفة بالقبول، ووجب الإيمان بها كذلك.

 

فإن الفرقة الناجية - أهل السنة والجماعة - يؤمنون بذلك، بل هم الوسط في فرق الأمة، كما أن الأمة، هي الوسط في الأمم.

 

فهم وسط في باب صفات الله سبحانه وتعالى.

بين أهل التعطيل "الجهمية"، وبين أهل التمثيل "المشبهة".

وهم وسط في باب أفعال الله تعالى بين "القدرية"، "والجبرية".

وفي باب وعِيدِ الله بين "المرجئة"، وبين "الوعيدية"، من "القدرية" وغيرهم.

وفي باب الإيمان والدين بين "الحرورية" "والمعتزلة"، وبين "المرجئة" "والجهمية".

وفي أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بين "الروافض"، وبين "الخوارج".

 

وقد دخل فيما ذكرناه من الإيمان بالله: الإيمان بما أخبر الله به في كتابه، وتواتر عن رسوله صلى الله عليه وسلم، وأجمع عليه سلف الأمة:

• من أنه سبحانه، فوق سماواته على عرشه، عليٌّ على خلقه.

 

• وهو سبحانه معهم أينما كانوا، يعلم ما هم عاملون.

كما جمع بين ذلك في قوله: ﴿ هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ ﴾ [الحديد: 4].

 

وليس معنى قوله: ﴿ وَهُوَ مَعَكُمْ ﴾ [الحديد: 4] أنه مختلط بالخلق، كما يقوله من لا خلاق له في الآخرة، ﴿ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يَقُولُونَ عُلُوًّا كَبِيرًا ﴾ [الإسراء: 43]، فإن هذا لا توجبه اللغة.

 

• وهو خلاف ما أجمع عليه سلف الأمة.

• وخلاف ما فطر الله عليه الخلق.

بل "القمر" آية من آيات الله، من أصغر مخلوقاته، هو موضوع في السماء، وهو مع المسافر، وغير المسافر أينما كان.

 

وهو سبحانه فوق العرش، رقيب على خلقه، مهيمن عليهم، مطلع إليهم، إلى غير ذلك من معاني ربوبيته سبحانه وتعالى.

 

وكل هذا الكلام الذي ذكره الله؛ من أنه فوق العرش، وأنه معنا - حق على حقيقته، لا يحتاج إلى تحريف، ولكن يُصان عن الظنون الكاذبة.

 

• وقد دخل في ذلك:

الإيمان بأنه قريب من خلقه.

كما قال سبحانه وتعالى: ﴿ وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ ﴾ [البقرة: 186].

 

وقال تعالى: ﴿ وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ ﴾ [ق: 16].

 

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لمن رفع صوته بالتكبير: ((اربعوا على أنفسكم؛ إنكم لا تدعون أصمَّ، ولا غائبًا، إنكم تدعون سميعًا قريبًا، وهو معكم)).

 

وما ذُكر في الكتاب والسنة، من قربه ومعيته، لا ينافي ما ذكر من علوه وفوقيته؛ فإنه سبحانه ﴿ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ ﴾ [الشورى: 11]، في جميع نعوته، وهو عليٌّ في دنوه، قريب في علوه.

 

• ومن الإيمان به وبكتبه:

الإيمان بأن القرآن كلام الله، منزل غير مخلوق.

منه بدأ وإليه يعود.

وأن الله تكلم به حقيقةً.

 

• وأن هذا القرآن، الذي أنزله على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، هو كلام الله حقيقةً، لا كلام غيره.

ولا يجوز إطلاق القول، بأنه حكاية عن كلام الله، أو عبارة عنه.

 

بل إذا قرأه الناس، أو كتبوه في المصاحف، لم يخرج بذلك عن أن يكون كلام الله حقيقةً؛ فإن الكلام إنما يضاف حقيقةً إلى من قاله مبتدئًا، لا إلى من قاله مبلغًا مؤديًا، وهو كلام الله حروفه ومعانيه، ليس كلام الله الحروف دون المعاني، ولا المعاني دون الحروف".

 

اللهم وفقنا لإقامة حروف القرآن وحدوده.

 

اللهم اجعل القرآن ربيع قلوبنا، ونور صدورنا، وجلاء أحزاننا، وذهاب همومنا.

 

أقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم فاستغفروه؛ إنه هو الغفور الرحيم.

 

الخطبة الثانية

"الحمد لله الذي ﴿ أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا ﴾ [الفتح: 28]، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له؛ إقرارًا به وتوحيدًا، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وسلم تسليمًا مزيدًا؛ أما بعد:

 

فقد دخل فيما ذكرناه، من الإيمان بالله، وبكتبه وبرسله: الإيمان بأن المؤمنين يرون ربهم يوم القيامة عيانًا بأبصارهم.

 

كما يرون الشمس صحوًا، ليس دونها سحاب.

وكما يرون القمر ليلة البدر، لا يضامون في رؤيته، يرونه سبحانه، وهم في عَرَصَات القيامة.

ثم يرونه بعد دخول الجنة، كما يشاء الله سبحانه وتعالى.

[اللهم اجعلنا من أهل الجنة، وارزقنا لذة النظر إلى وجهك الكريم]،

 

• ومن الإيمان باليوم الآخر:

الإيمان بكل ما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم، مما يكون بعد الموت:

فيؤمنون بفتنة القبر، وبعذاب القبر وبنعيمه، فأما الفتنة: فإن الناس يفتنون في قبورهم، فيقال للرجل: من ربك؟ وما دينك؟ ومن نبيك؟ فـ﴿ يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ ﴾ [إبراهيم: 27].

 

• فيقول المؤمن: الله ربي، والإسلام ديني، ومحمد صلى الله عليه وسلم نبيي.

 

• وأما المرتاب فيقول: هاه هاه، لا أدري، سمعت الناس يقولون شيئًا فقلته.

فيُضرب بمرزبة من حديد، فيصيح صيحةً، يسمعها كل شيء إلا الإنسان، ولو سمعها الإنسان؛ لصُعق.

 

• ثم بعد هذه الفتنة: إما نعيم، وإما عذاب، إلى يوم القيامة الكبرى.

فتعاد الأرواح إلى الأجساد.

 

قال تعالى: ﴿ كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ وَعْدًا عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ ﴾ [الأنبياء: 104]،

 

فتقوم القيامة التي أخبر الله تعالى بها في كتابه، وعلى لسان رسوله صلى الله عليه وسلم، وأجمع عليها المسلمون.

 

فيقوم الناس من قبورهم لرب العالمين، حفاةً عراةً غرلًا.

 

وتدنو منهم الشمس، ويلجمهم العرق، وتُنصَب الموازين، فيوزن فيها أعمال العباد.

 

﴿ فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ * وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ فِي جَهَنَّمَ خَالِدُونَ ﴾ [المؤمنون: 102، 103].

 

وتنشر الدواوين، وهي صحائف الأعمال.

• فآخذ كتابه بيمينه.

• وآخذ كتابه بشماله.

• أو من وراء ظهره.

 

كما قال سبحانه وتعالى: ﴿ وَكُلَّ إِنْسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَابًا يَلْقَاهُ مَنْشُورًا * اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا ﴾ [الإسراء: 13، 14].

 

ويحاسب الله الخلق، ويخلو بعبده المؤمن، فيقرره بذنوبه، كما وصف ذلك في الكتاب والسنة.

 

وأما الكفار؛ فلا يحاسبون محاسبة من توزن حسناته وسيئاته؛ فإنهم لا حسنات لهم، ولكن تعد أعمالهم، وتحصى فيوقفون عليها، ويقررون بها، ويجزون بها.

 

وفي عرصة القيامة:

الحوض المورود لمحمد صلى الله عليه وسلم.

ماؤه: أشد بياضًا من اللبن، وأحلى من العسل، آنيته: عدد نجوم السماء.

طوله: شهر، وعرضه: شهر، من شرب منه شربةً؛ لم يظمأ بعدها أبدًا.

[اللهم اسقنا في الآخرة من حوض نبيك صلى الله عليه وسلم].

 

والصراط منصوب على متن جهنم؛ وهو الجسر الذي بين الجنة والنار.

 

يمر الناس عليه على قدر أعمالهم:

• فمنهم من يمر كلمح البصر.

• ومنهم من يمر كالبرق.

• ومنهم من يمر كالريح.

• ومنهم من يمر كالفرس الجواد.

• ومنهم من يمر كركاب الإبل.

• ومنهم من يعدو عدوًا.

• ومنهم من يمشي مشيًا.

• ومنهم من يزحف زحفًا.

• ومنهم من يُخطف؛ فيلقى في جهنم.

[نسأل الله السلامة والعافية].

 

فإن الجسر عليه كلاليب، تخطف الناس بأعمالهم.

فمن مر على الصراط، دخل الجنة.

 

فإذا عبروا عليه؛ وقفوا على قنطرة بين الجنة والنار؛ فيقتص لبعضهم من بعض، فإذا هذبوا ونقوا؛ أُذن لهم في دخول الجنة.

 

[اللهم اجعلنا من أهل الفردوس الأعلى من الجنة].

 

وأول من يستفتح باب الجنة محمد صلى الله عليه وسلم، وأول من يدخل الجنة من الأمم، أمته صلى الله عليه وسلم.

 

وله صلى الله عليه وسلم في القيامة، ثلاث شفاعات:

أما الشفاعة الأولى:

فيشفع في أهل الموقف، حتى يُقضَى بينهم، بعد أن يتراجع الأنبياء - آدم ونوح، وإبراهيم وموسى وعيسى ابن مريم - عن الشفاعة حتى تنتهي إليه.

 

وأما الشفاعة الثانية:

فيشفع في أهل الجنة، أن يدخلوا الجنة، وهاتان الشفاعتان خاصتان له.

 

وأما الشفاعة الثالثة:

فيشفع فيمن استحق النار، وهذه الشفاعة له، ولسائر النبيين، والصديقين وغيرهم.

• يشفع فيمن استحق النار ألَّا يدخلها.

 

• ويشفع فيمن دخلها، أن يخرج منها، ويخرج الله تعالى من النار أقوامًا بغير شفاعة، بل بفضل رحمته، ويبقى في الجنة فضل عمن دخلها، من أهل الدنيا، فينشئ الله لها أقوامًا، فيدخلهم الجنة.

 

وأصناف ما تتضمنه الدار الآخرة، من الحساب، والعقاب والثواب، والجنة والنار.

 

وتفاصيل ذلك مذكورة في:

• الكتب المنزلة من السماء.

• والأثارة من العلم المأثورة عن الأنبياء.

 

وفي العلم الموروث عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم من ذلك ما يشفي ويكفي، فمن ابتغاه وجده".

 

اللهم أحينا على سنة نبيك صلى الله عليه وسلم، وتوفنا على ملته، وأعِذْنا من مضلات الفتن.

 

اللهم فقهنا في الدين، وزدنا علمًا يا رب العالمين.

 

اللهم وفق أولي الأمر منا لكل طاعة وبر وإحسان، وجنبهم كل معصية وطغيان وكفران.

﴿ سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ * وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ * وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾ [الصافات: 180 - 182].



[1] أُلقيت هذه الخطبة بمسجد الإمام الذهبي، بحي النعيم بمدينة جدة، ويمكن مشاهدتها على الرابط التالي:

https://youtu.be/A8-djA6Fpgk

[2] مرجع الخطبة: "العقيدة الواسطية" لابن تيمية، بتصرف يسير، وفيما يلي رابط الكتاب على موقع المكتبة الشاملة:

https://shamela.ws/book/22665/2#p1





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • آيات وأحاديث عن قيام الساعة
  • دوام الإيمان في مكة والمدينة إلى قيام الساعة
  • الهجرة باقية إلى قيام الساعة
  • سلسلة خطب الدار الآخرة (10): قيام الساعة وأهوالها
  • اعتقاد الفرقة الناجية المنصورة إلى قيام الساعة (الجزء الثاني) (خطبة)
  • الفرقة الناجية والطائفة المنصورة (س/ج)
  • عقيدة الفرقة الناجية
  • الفرقة الناجية

مختارات من الشبكة

  • اعتقاد أهل السنة أن ترك الأسباب قدح في التشريع، والاعتماد عليها قدح في الاعتقاد(مقالة - موقع الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي)
  • دراسة اعتقاد أهل الحديث من خلال أصول اعتقاد أهل السنة للالكائي (حقيقة الإيمان - الإيمان بالله)(كتاب - آفاق الشريعة)
  • وجوب لزوم مذهب السلف وهم الفرقة الناجية المنصورة(مقالة - آفاق الشريعة)
  • دولة الباطل ساعة ودولة الحق إلى قيام الساعة(محاضرة - مكتبة الألوكة)
  • الإيمان باليوم الآخر (وقت الساعة – أشراط الساعة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير: (ويوم تقوم الساعة يقسم المجرمون ما لبثوا غير ساعة كذلك كانوا يؤفكون)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الأربعون في أشراط الساعة بقوله صلى الله عليه وسلم: "لا تقوم الساعة حتى.." أحاديث الساعة مع شرح يسير لمعانيها وغريب ألفاظها (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • ساعة وساعة (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • من أشراط الساعة: كثرة الزلازل(مقالة - ملفات خاصة)
  • قيام الساعة وأهم مشاهد يوم القيامة (PDF)(كتاب - موقع الشيخ عبدالرحمن بن حماد آل عمر)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • يوم مفتوح للمسجد يعرف سكان هارتلبول بالإسلام والمسلمين
  • بمشاركة 75 متسابقة.. اختتام الدورة السادسة لمسابقة القرآن في يوتازينسكي
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 14/11/1446هـ - الساعة: 17:59
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب