• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    نفحات تربوية من الخطب المنبرية (PDF)
    عدنان بن سلمان الدريويش
  •  
    أهمية العمل وضرورته
    د. حسام العيسوي سنيد
  •  
    حق الكبير في البر والإكرام (خطبة)
    عبدالله بن إبراهيم الحضريتي
  •  
    تفسير: (قالوا سبحانك أنت ولينا من دونهم بل كانوا ...
    تفسير القرآن الكريم
  •  
    الحديث السابع: تفسير الحياء من الإيمان
    الدكتور أبو الحسن علي بن محمد المطري
  •  
    كلمة في اجتماع الكلمة (خطبة)
    الشيخ محمد بن إبراهيم السبر
  •  
    تخريج حديث: من حدثكم أن رسول الله صلى الله عليه ...
    الشيخ محمد طه شعبان
  •  
    من مشاهد القيامة
    الشيخ عبدالله بن جار الله آل جار الله
  •  
    وقفات تربوية مع سورة الفيل (خطبة)
    رمضان صالح العجرمي
  •  
    خطبة: آداب المجالس
    د. أيمن منصور أيوب علي بيفاري
  •  
    الغايات والأهداف من بعثة الرسول صلى الله عليه ...
    أبو سلمان راجح الحنق
  •  
    آيات الصفات وأحاديثها
    الشيخ عبدالعزيز السلمان
  •  
    صحبة النور
    دحان القباتلي
  •  
    منهج أهل الحق وأهل الزيغ في التعامل مع المحكم ...
    د. عبدالسلام حمود غالب
  •  
    بلدة طيبة ورب غفور (خطبة)
    الشيخ عبدالله بن محمد البصري
  •  
    مواقيت الصلوات: الفرع الرابع: وقت صلاة العشاء
    يوسف بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن السيف
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / مقالات شرعية / التفسير وعلوم القرآن
علامة باركود

أيود أحدكم

أيود أحدكم
د. خالد النجار

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 12/1/2022 ميلادي - 9/6/1443 هجري

الزيارات: 4468

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

أَيَوَدُّ أَحَدُكُمْ

 

قال تعالى في سورة البقرة:

﴿ وَمَثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ وَتَثْبِيتًا مِّنْ أَنفُسِهِمْ كَمَثَلِ جَنَّةٍ بِرَبْوَةٍ أَصَابَهَا وَابِلٌ فَآتَتْ أُكُلَهَا ضِعْفَيْنِ فَإِن لَّمْ يُصِبْهَا وَابِلٌ فَطَلٌّ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ * أَيَوَدُّ أَحَدُكُمْ أَن تَكُونَ لَهُ جَنَّةٌ مِّن نَّخِيلٍ وَأَعْنَابٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ لَهُ فِيهَا مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَأَصَابَهُ الْكِبَرُ وَلَهُ ذُرِّيَّةٌ ضُعَفَاء فَأَصَابَهَا إِعْصَارٌ فِيهِ نَارٌ فَاحْتَرَقَتْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ * يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَنفِقُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُم مِّنَ الأَرْضِ وَلاَ تَيَمَّمُواْ الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنفِقُونَ وَلَسْتُم بِآخِذِيهِ إِلاَّ أَن تُغْمِضُواْ فِيهِ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ * الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُم بِالْفَحْشَاء وَاللَّهُ يَعِدُكُم مَّغْفِرَةً مِّنْهُ وَفَضْلًا وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ * يُؤتِي الْحِكْمَةَ مَن يَشَاء وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الأَلْبَابِ * وَمَا أَنفَقْتُم مِّن نَّفَقَةٍ أَوْ نَذَرْتُم مِّن نَّذْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُهُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ ﴾ [البقرة: 265 - 270].

 

﴿ وَمَثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمُ ﴾: الأمثال تجلِّي المعنى وتبهج السامع، خاصة كلما كانت أكثر تركيبًا، ﴿ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ ﴾: خالصًا له وحده لا رياء فيه ولا سمعة،﴿ وَتَثْبِيتًا مِّنْ أَنفُسِهِمْ ﴾: تحقيقًا وتَيَقنًا بمثوبة الله تعالى لهم على إنفاقهم في سبيله، قال الشعبي، وقتادة، والسُّدي: معناه «وتيقنًا»، أي: إن نفوسهم لها بصائر متأكدة، فهي تثبتهم على الإنفاق.

 

وقيل: إنهم يثبتون من أنفسهم على الإيمان بهذا العمل الذي هو إخراج المال الذي هو عديل الروح في سبيل الله ابتغاء رضا، فإنفاق المال من أعظم ما ترسخ به الطاعة في النفس؛ لأن المال ليس أمرًا هينًا على النفس وشاق عليها، فهم يعملون لتثبيت النفس على الإيمان، وما ترجو من الله بهذا العمل الصعب؛ لأنها إذا ثبتت على الأمر الصعب انقادت وذلت له.

 

قال الفخر الرازي: تقرر في الحكمة الخِلقية أن تكرر الأفعال هو الذي يوجب حصول الملكة الفاضلة في النفس، بحيث تنساق عقب حصولها إلى الكمالات باختيارها، وبلا كلفة ولا ضجر. فالإيمان يأمر بالصدقة وأفعال البر، والذي يأتي تلك المأمورات يثبت نفسه بأخلاق الإيمان، وعلى هذا الوجه تصير الآية تحريضًا على «تكرير الإنفاق».

 

قال الزمخشري: فإن قلت: فما معنى التبعيض؟

قلت: معناه أن من بذل ماله لوجه الله، فقد ثبت بعض نفسه، ومن بذل ماله وروحه معًا فهو الذي ثبتها كلها: ﴿ وتجاهدون في سبيل الله بأموالكم وأنفسكم ﴾.

 

﴿ كَمَثَلِ جَنَّةٍ ﴾: المكان من الأرض ذو شجر كثير؛ بحيث يجن - أي يستر - الكائن فيه، وأكثر ما تطلق الجنة في كلامهم على ذات الشجر المثمر المختلف الأصناف، فأما ما كان مغروسًا نخيلًا بحتًا، فإنما يسمى «حائطًا».

 

والمشتهر في بلاد العرب من الشجر المثمر غير النخيل هو الكرم وثمره العنب أشهر الثمار في بلدهم بعد التمر، فقد كان الغالب على بلاد اليمن والطائف.

 

ومن ثمارهم الرمان، فإن كان النخل معها قيل لها جنة، قال تعالى: ﴿ وَهُوَ الَّذِي أَنْشَأَ جَنَّاتٍ مَعْرُوشَاتٍ وَغَيْرَ مَعْرُوشَاتٍ وَالنَّخْلَ وَالزَّرْعَ ﴾ [الأنعام:141]، والعريش يكون للكرم.

 

﴿ بِرَبْوَةٍ ﴾: المرتفع من الأرض، وخص الربوة لحسن شجرها وزكاء ثمرها؛ لأن ريع الرُبا أكثر، ومن السيل والبرد أبعد، ﴿ أَصَابَهَا وَابِلٌ ﴾مطر شديد، ﴿ فَآتَتْ أُكُلَهَا ضِعْفَيْنِ ﴾ فأثمرت ضعفين مما أثمرته غيرها من الجنان، أو ضعفين مما كانت تثمره قبلًا.

 

﴿ فَإِن لَّمْ يُصِبْهَا وَابِلٌ فَطَلٌّ ﴾: مطر خفيف، يكفيها لجودة تربتها، وحسن موقعها، فهي لا تمحل أبدا، فالندى والمطر اللين الخفيف كافٍ في سقيها وريها حتى تؤتي ثمارها مضاعفًا مرتين.

 

والمعنى: إن الطل يكفيها وينوب مناب الوابل في إخراج الثمرة ضعفين، وذلك أكرم الأرض وطيبها، فلا تنقص ثمرتها بنقصان المطر.

 

وقيل: المعنى فإن لم يصبها وابل فيتضاعف ثمرها، وأصابها طل فأخرجت دون ما تخرجه بالوابل، فهي على كل حال لا تخلو من أن تثمر؛ لأن زرع الطل أضعف من زرع المطر وأقل ريعًا.

 

قال الزمخشري: مثل حالهم عند الله بالجنة على الربوة، ونفقتهم الكثيرة والقليلة بالوابل والطل، فكما أن كل واحد من المطرين يُضعِف أُكل الجنة، فكذلك نفقتهم كثيرة، كانت أو قليلة، بعد أن يطلب بها وجه الله ويبذل فيها الوسع، زاكية عند الله، زائدة في زلفاهم وحسن حالهم عنده.

 

وقد يكون المعنى: وكذلك الإنسان الجواد البر إن أصابه خير كثير، أغدق ووسع في الإنفاق، وإن أصابه خير قليل أنفق بقدره، فخيره دائم، وبرُّه لا ينقطع.

 

﴿ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ ﴾: فواعد به المنفقين ابتغاء مرضاته وتثبيتًا من أنفسهم بعظم الأجر وحسن المثوبة، وكذلك عمل المؤمن لا يبور أبدًا، بل يتقبله الله ويكثره وينميه.

 

والله لا يخفى عليه شيء من أعمال العباد، من رياء وإخلاص، وفيه وعد ووعيد.

 

﴿ أَيَوَدُّ أَحَدُكُمْ ﴾: استفهام إنكار وتحذير؛ كما في قوله: ﴿ أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا ﴾ [الحجرات:12]، والمعنى على التبعيد والنفي، أي: ما يود أحد ذلك؟ أيحب أحدكم أيها المنفقون في غير مرضاة الله تعالى بالرياء والمن والأذى، ﴿ أَن تَكُونَ لَهُ جَنَّةٌ مِّن نَّخِيلٍ وَأَعْنَابٍ ﴾ نص على النخيل دون الثمرة، وعلى ثمرة الكرم دون الكرم، وذلك لأن أعظم منافع الكرم هو ثمرته دون أصله، والنخيل كله منافع عظيمة، توازي منفعة ثمرته من خشبه وجريده وليفه وخوصه، ﴿ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ لَهُ فِيهَا مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ ﴾، هذا يدل على أنه فيه أشجار غير النخيل والكرم ﴿ وَأَصَابَهُ الْكِبَرُ وَلَهُ ذُرِّيَّةٌ ضُعَفَاء فَأَصَابَهَا إِعْصَارٌ ﴾، ريح شديد، ﴿ فِيهِ نَارٌ فَاحْتَرَقَتْ ﴾، فهذا مفاجأة الخيبة في حين رجاء المنفعة، وهكذا الذي ينفق أمواله رئاء الناس يخسرها كلها في وقت هو أحوج إليها من حاجة الرجل العجوز وأطفاله الصغار، وذلك يوم القيامة.

 

روى البخاري عَنْ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ قَالَ: قَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَوْمًا لِأَصْحَابِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- فِيمَ تَرَوْنَ هَذِهِ الْآيَةَ نَزَلَتْ: ﴿ أَيَوَدُّ أَحَدُكُمْ أَنْ تَكُونَ لَهُ جَنَّةٌ ﴾، قَالُوا: اللَّهُ أَعْلَمُ، فَغَضِبَ عُمَرُ، فَقَالَ: قُولُوا نَعْلَمُ أَوْ لَا نَعْلَمُ، فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: فِي نَفْسِي مِنْهَا شَيْءٌ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، قَالَ عُمَرُ: يَا بْنَ أَخِي، قُلْ: وَلَا تَحْقِرْ نَفْسَكَ، قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: ضُرِبَتْ مَثَلًا لِعَمَلٍ، قَالَ عُمَرُ: أَيُّ عَمَلٍ؟ قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: لِعَمَلٍ، قَالَ عُمَرُ: لِرَجُلٍ غَنِيٍّ يَعْمَلُ بِطَاعَةِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ثُمَّ بَعَثَ اللَّهُ لَهُ الشَّيْطَانَ، فَعَمِلَ بِالْمَعَاصِي حَتَّى أَغْرَقَ أَعْمَالَهُ.

 

﴿ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ ﴾، يَمتن تعالى على عباده بما يبيِّن لهم من الآيات في العقائد والعبادات والمعاملات والآداب؛ ليتفكروا فيها، فيهتدوا على ضوئها إلى كمالهم وسعادتهم.

 

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَنفِقُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ ﴾من جيِّد أموالكم وأصلحها، ﴿ وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُم مِّنَ الأَرْضِ ﴾الحبوب والثمار،﴿ وَلاَ تَيَمَّمُواْ ﴾لا تقصدوا، ﴿ الْخَبِيثَ ﴾الرديء،﴿ مِنْهُ تُنفِقُونَ وَلَسْتُم بِآخِذِيهِ إِلاَّ أَن تُغْمِضُواْ فِيهِ ﴾، وأنتم لو أعطيتموه في حق لكم ما كنتم لتقبلوه لولا أنكم تغمضوا وتتساهلون في قبوله، وهذا منه تعالى تأديب لهم وتربية، ﴿ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ ﴾الغني الذي لا يحتاج إلى ما تكثر حاجة غالب الناس إليه، والحميد مبالغة: أي شديد الحمد، شاكر لمن تصدق صدقة طيبة.

 

أو محمود في الأرض والسماء، وفي الأولى والأخرى، لما أفاض ويفيض من النعم على خلقه، أي فتخلقوا بذلك؛ لأن صفات الله تعالى كمالات، فكونوا أغنياءَ القلوب عن الشح محمودين على صدقاتكم، ولا تعطوا صدقات تؤذن بالشح ولا تُشكرَون عليها.

 

﴿ الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ ﴾؛ أي يخوِّفكم منه، ﴿ وَيَأْمُرُكُم بِالْفَحْشَاء ﴾، فينفقون أموالهم في الشر والفساد ويبخلون بها في الخير، ﴿ وَاللَّهُ يَعِدُكُم مَّغْفِرَةً مِّنْهُ وَفَضْلًا ﴾؛ أي الرزق الواسع الحسن،﴿ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ﴾واسع الفضل العليم بالخلق.

 

﴿ يُؤتِي الْحِكْمَةَ مَن يَشَاء ﴾: الحكمة إتقان العلم وإجراء الفعل على وَفق ذلك العلم، فلذلك قيل: نزلت الحكمة على ألسنة العرب، وعقول اليونان، وأيدي الصينيين، وهي مشتقة من الحَكم - وهو المنع - لأنها تمنع صاحبها من الوقوع في الغلط والضلال، قال تعالى: ﴿ كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ﴾ [هود:1]، ومنه سُميت الحديدة التي في اللجام وتجعل في فم الفرس: حكمة.

 

ومن يشاء الله تعالى إيتاءه الحكمة هو الذي يخلقه مستعدًّا إلى ذلك، من سلامة عقله واعتدال قواه؛ حتى يكون قابلًا لفهم الحقائق منقادًا إلى الحق إذا لاح له، لا يصده عن ذلك هوى ولا عصبية ولا مكابرة ولا أنفة، ثم ييسِّر له ذلك من حضور الدعاة وسلامة البقعة من العتاة، فإذا انضم إلى ذلك توجهه إلى الله بأن يزيد أسبابه تيسيرًا، ويمنع عنه ما يحجب الفهم، فقد كمل له التيسير.

 

﴿ وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا ﴾، فليطلب العاقل الحكمة قبل طلب الدنيا، هذه تذكرة ﴿ وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الأَلْبَابِ ﴾؛ قال الفخر الرازي: "نبَّه على أن الأمر الذي لأجله وجب ترجيح وعد الرحمن على وعد الشيطان، هو أن وعد الرحمن ترجِّحه الحكمة والعقل، ووعد الشيطان ترجحه الشهوة والحس؛ من حيث إنهما يأمران بتحصيل اللذة الحاضرة، ولا شك أن حكم الحكمة هو الحكم الصادق المبرأ عن الزيغ، وحكم الحس والشهوة يوقع في البلاء والمحنة، فتعقيب قوله: ﴿ وَاللَّهُ يَعِدُكُمْ مَغْفِرَةً ﴾ [البقرة:268] بقوله: ﴿ يُؤْتِي الْحِكْمَةَ ﴾، إشارة إلى أن ما وعد به تعالى من المغفرة والفضل من الحكمة، وأن الحكمة كلها من عطاء الله تعالى، وأن الله تعالى يعطيها من يشاء.

 

﴿ وَمَا أَنفَقْتُم مِّن نَّفَقَةٍ ﴾: يريد قليلة أو كثيرة من الجيد أو الرديء،﴿ أَوْ نَذَرْتُم مِّن نَّذْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُهُ ﴾، فما كان مبتغًى به وجهَ الله ومن جيد المال، فسوف يكفر به السيئات ويرفع به الدرجات، وما كان رديئًا ونذيرًا لغير الله تعالى، فإن أهله ظالمون وسَيُغْرمون أجر نفقاتهم ونذورهم لغير الله، ولا يجدون مَن يثيبهم على شيء منها؛ لأنهم ظالمون فيها؛ حيث وضعوها في غير موضعها، ﴿ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ ﴾.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • تفسير: (أيود أحدكم أن تكون له جنة من نخيل وأعناب تجري من تحتها الأنهار...)
  • في العمق

مختارات من الشبكة

  • تخريج حديث: إذا أراد أحدكم أن يتبول فليرتد لبوله(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الأربعون المنتقاة من صحيح الإمام البخاري رحمه الله (وهم أربعون حديثا بإسناد واحد) (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • شرح جامع الترمذي في السنن (المستحاضة تجمع بين الصلاتين بغسل واحد) - الحلقة الثانية(مادة مرئية - موقع موقع الأستاذ الدكتور سعد بن عبدالله الحميد)
  • الأربعون من جوامع الدعاء من الصحيحين أو أحدهما (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • حديث: حسابكما على الله، أحدكما كاذب لا سبيل لك عليها(مقالة - موقع الشيخ عبد القادر شيبة الحمد)
  • صلاة واحدة على النبي صلى الله عليه وسلم بعشر حسنات(مادة مرئية - مكتبة الألوكة)
  • الحال والصفة من نسب واحد(مقالة - حضارة الكلمة)
  • صفة جمع المصحف في عهد عثمان والفرق بين جمعه وجمع أبي بكر الصديق رضي الله عنهما(مقالة - آفاق الشريعة)
  • نعمة الماء (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • حديث: يا رسول الله، أرأيت أن لو وجد أحدنا امرأته على فاحشة كيف يصنع؟(مقالة - موقع الشيخ عبد القادر شيبة الحمد)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • ندوة علمية حول دور الذكاء الاصطناعي في تحسين الإنتاجية بمدينة سراييفو
  • مركز تعليمي إسلامي جديد بمنطقة بيستريتشينسكي شمال غرب تتارستان
  • 100 متطوع مسلم يجهزون 20 ألف وجبة غذائية للمحتاجين في مينيسوتا
  • مسابقة الأحاديث النبوية تجمع أطفال دورات القرآن في بازارجيك
  • أعمال شاملة لإعادة ترميم مسجد الدفتردار ونافورته التاريخية بجزيرة كوس اليونانية
  • مدينة نابريجناي تشلني تحتفل بافتتاح مسجد "إزجي آي" بعد تسع سنوات من البناء
  • انتهاء فعاليات المسابقة الوطنية للقرآن الكريم في دورتها الـ17 بالبوسنة
  • مركز ديني وتعليمي جديد بقرية كوياشلي بمدينة قازان

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 29/3/1447هـ - الساعة: 10:36
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب