• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    طريق لا يشقى سالكه (خطبة)
    عبدالله بن إبراهيم الحضريتي
  •  
    خطبة: مكانة العلم وفضله
    أبو عمران أنس بن يحيى الجزائري
  •  
    خطبة: العليم جلا وعلا
    الشيخ الدكتور صالح بن مقبل العصيمي ...
  •  
    في تحريم تعظيم المذبوح له من دون الله تعالى وأنه ...
    فواز بن علي بن عباس السليماني
  •  
    كل من يدخل الجنة تتغير صورته وهيئته إلى أحسن صورة ...
    فهد عبدالله محمد السعيدي
  •  
    محاضرة عن الإحسان
    د. عطية بن عبدالله الباحوث
  •  
    ملامح تربوية مستنبطة من قول الله تعالى: ﴿يوم تأتي ...
    د. عبدالرحمن بن سعيد الحازمي
  •  
    نصوص أخرى حُرِّف معناها
    عبدالعظيم المطعني
  •  
    فضل العلم ومنزلة العلماء (خطبة)
    خميس النقيب
  •  
    البرهان على تعلم عيسى عليه السلام القرآن والسنة ...
    د. محمد بن علي بن جميل المطري
  •  
    الدرس السادس عشر: الخشوع في الصلاة (3)
    عفان بن الشيخ صديق السرگتي
  •  
    القرض الحسن كصدقة بمثل القرض كل يوم
    د. خالد بن محمود بن عبدالعزيز الجهني
  •  
    الليلة التاسعة والعشرون: النعيم الدائم (2)
    عبدالعزيز بن عبدالله الضبيعي
  •  
    حكم مشاركة المسلم في جيش الاحتلال
    أ. د. حلمي عبدالحكيم الفقي
  •  
    غض البصر (خطبة)
    د. غازي بن طامي بن حماد الحكمي
  •  
    كيف تقي نفسك وأهلك السوء؟ (خطبة)
    الشيخ محمد عبدالتواب سويدان
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / مقالات شرعية / الحديث وعلومه
علامة باركود

وجوب اتباع النبي صلى الله عليه وسلم

وجوب اتباع النبي صلى الله عليه وسلم
د. محمود بن أحمد الدوسري

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 17/12/2021 ميلادي - 12/5/1443 هجري

الزيارات: 70423

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

وجوب اتباع النبي صلى الله عليه وسلم


إِنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ، نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا، وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلاَ مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلاَ هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ؛ أمَّا بعد: فالحديثُ عن "وجوب اتباع النبي صلى الله عليه وسلم" يُجمَع في أربعة أمور:

أولًا: تعريف الاتِّباع:

الاتِّباع في اللغة هو: الاقتفاء، والاقتداء، واللَّحاق بالشيء، والسَّير خلفه[1]. ومن تعريف الاتِّباع في الاصطلاح ما جاء عن الإمام أحمد رحمه الله، إذْ يقول: (الاتِّبَاعُ: أَنْ يَتْبَعَ الرَّجُلُ ما جاء عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم، وَعَنْ أَصْحَابِهِ، ثُمَّ هو من بَعْدُ في التَّابِعِينَ مُخَيَّرٌ)[2]. وقيل: (الاتِّباع: الائتمار بما أمَرَ اللهُ تعالى به ورسولُه صلى الله عليه وسلم، وتَرَسُّم أفعالِه وأحوالِه صلى الله عليه وسلم؛ للاقتداء بها)[3].

 

ثانيًا: الأمر بالاتِّباع في القرآن الكريم:

أمر الله تعالى باتِّباع نبيِّه الكريم صلى الله عليه وسلم في آيات كثيرة، منها:

1- قوله تعالى: ﴿ قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمْ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ ﴾ [آل عمران: 31]. وجه الدلالة: أنَّ من علامة مَحبَّة الله سبحانه اتِّباع نبيَّه المُرسَل. قال ابن كثير رحمه الله: (هذه الآية الكريمة حاكِمةٌ على كلِّ مَن ادَّعى محبَّة الله، وليس هو على الطريقة المحمدية؛ فإنه كاذب في نفس الأمر، حتى يتَّبع الشرع المحمدي، والدِّين النبوي في جميع أقواله وأفعاله)[4].

 

2- قوله تعالى: ﴿ قُلْ لاَ أَقُولُ لَكُمْ عِندِي خَزَائِنُ اللَّهِ وَلاَ أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلاَ أَقُولُ لَكُمْ إِنِّي مَلَكٌ إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى إِلَيَّ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الْأَعْمَى وَالْبَصِيرُ أَفَلَا تَتَفَكَّرُونَ ﴾ [الأنعام: 50]. وجه الدلالة: إنْ كان النبي صلى الله عليه وسلم لا يعمل إلاَّ بالوحي، فلا يسع أحدًا من أُمَّته إلاَّ العمل بالوحي المُنزَّل عليه.

 

3- قوله تعالى: ﴿ قُلْ مَا كُنْتُ بِدْعًا مِنْ الرُّسُلِ وَمَا أَدْرِي مَا يُفْعَلُ بِي وَلاَ بِكُمْ إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى إِلَيَّ وَمَا أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ مُبِينٌ ﴾ [الأحقاف: 9]. وجه الدلالة: أمر الله تعالى بالتَّأسِّي بالنبي صلى الله عليه وسلم واتِّباعه؛ لأنَّ الله تعالى هو الذي أوحى إليه هذه الشريعة المباركة.

 

ثالثًا: شروط قبول العمل في الإسلام:

أمر اللهُ سبحانه وتعالى الناسَ باتِّباع النبيِّ صلى الله عليه وسلم في أمور العقيدة والعبادة، وفي كلِّ ما أمرهم به النبي صلى الله عليه وسلم؛ كما نهاهم عمَّا نهى عنه صلى الله عليه وسلم، ومرجع ذلك الأمر من الله تعالى إلى كون كلِّ ما جاء النبيُّ صلى الله عليه وسلم به إنما هو من عند الله تعالى.

 

وعلى هذا؛ جعل الإسلامُ شروطًا لقبول العمل والعبادة من الناس؛ حيث دل الكتاب والسنة على أنَّ العبادة لا تصح إلاَّ إذا توفَّر فيها شرطان: الإخلاص والمتابعة؛ كما في قوله تعالى: ﴿ فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا ﴾ [الكهف: 110].

 

قال ابن كثير رحمه الله: (دين الإسلام مبنيٌ على أصلين ـ مَنْ خَرَج عن واحدٍ منهما فلا عملَ له ولا دِين: أنْ نعبدَ اللهَ وحده لا نشركُ به شيئًا، وعلى أنْ نعبدَه بما شرع، لا بالحوادث والبدع، وهو حقيقة قول: "لا إله إلاَّ الله، محمد رسول الله")[5].

 

وكان النبي صلى الله عليه وسلم يُربِّي أُمَّته على التوحيد منذ أنْ بعثه الله تعالى، ومن العبادات التي يتجلَّى فيه التوحيد نُسُك الحج، ومن أبرز مظاهر التوحيد في الحج:

1- التلبية: جاء في حديث جابرِ بنِ عبد الله رضي الله عنه - في صفة حَجَّةِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم - والشاهد منه: (فَأَهَلَّ بِالتَّوْحِيدِ: لَبَّيْكَ اللهم لَبَّيْكَ، لَبَّيْكَ لاَ شَرِيكَ لَكَ لَبَّيْكَ، إِنَّ الْحَمْدَ وَالنِّعْمَةَ لَكَ وَالْمُلْكَ، لاَ شَرِيكَ لَكَ)[6]. وجه الدلالة: من مظاهر التوحيد في التَّلبية ما فَعَله النبيُّ صلى الله عليه وسلم من الإخلاص فيها لله تعالى، مُخالِفًا في ذلك فِعلَ المشركين الذين يُشركون بالله في تلبيتهم.

 

عن ابن عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قال: كان الْمُشْرِكُونَ يَقُولُونَ: لَبَّيْكَ لاَ شَرِيكَ لَكَ، قال: فيقولُ رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: (وَيْلَكُمْ قَدْ، قَدْ![7]). فَيَقُولُونَ: إِلاَّ شَرِيكًا هُوَ لَكَ[8]، تَمْلِكُهُ وَمَا مَلَكَ، يَقُولُونَ هَذا وَهُمْ يَطُوفُونَ بِالْبَيْتِ[9].

 

2- تمجيد الله بالتكبير والتهليل والتحميد: عن عبدِ اللَّهِ بنِ عُمَرَ رضي الله عنهما؛ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم (كَانَ إِذَا قَفَلَ مِنْ غَزْوٍ، أَوْ حَجٍّ، أو عُمْرَةٍ يُكَبِّرُ عَلَى كُلِّ شَرَفٍ مِنَ الأَرْضِ ثَلاَثَ تَكْبِيرَاتٍ، ثُمَّ يَقول: لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ، وَلَهُ الْحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، آيِبُونَ، تَائِبُونَ، عَابِدُونَ، سَاجِدُونَ، لِرَبِّنَا حَامِدُونَ، صَدَقَ اللهُ وَعْدَهُ، وَنَصَرَ عَبْدَهُ، وَهَزَمَ الأَحْزَابَ وَحْدَهُ)[10]. وجه الدلالة: من مظاهر التوحيد في العودة من السفر ما فَعَلَه النبيُّ صلى الله عليه وسلم من تمجيد الله تعالى؛ بالتكبير والتهليل والتحميد، وإظهارِ الخضوع له، والتوبة.

 

(وفي تعقيب التكبير بالتهليل: إشارةٌ إلى أنَّه المُتفرِّد بإيجاد جميع الموجودات، وأنَّه المعبود في جميع الأماكن)[11]. (وتكبيره صلى الله عليه وسلم في هذه في المواضع المرتفعة: إشعارٌ بأنَّ أكبرِيَّة كلِّ كبيرٍ إنما هي منه، وأنها مُحتقَرة بالنسبة إلى أكْبَرِيَّتِه تعالى وعظمتِه)[12]. (ومناسبة التكبير عند الصعود إلى المكان المرتفع: أنَّ الاستعلاء والارتفاع محبوبٌ للنفوس؛ لما فيه من استشعار الكبرياء، فَشُرِعَ لمَنْ تلبَّس به أنْ يذكر كبرياءَ الله تعالى، وأنَّه أكبر من كلِّ شيء، فيُكبِّره ليشكر له ذلك فيزيده من فضله. ومناسبة التَّسبيح عند الهبوط: لكون المكان المنخفض محلُّ ضيقٍ فيشرع فيه التسبيح؛ لأنه من أسباب الفرج، كما وقع في قصة يونس عليه السلام حين سبَّح في الظلمات فنُجِّي من الغم)[13].

 

وهكذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم في كلِّ شؤونه التعبُّدية وغيرها مُعلنًا التوحيد لله تعالى، الذي هو أساس العبودية لله تعالى، فقد كان صلى الله عليه وسلم أعبدَ الخلق وأخلصهم إلى الله تعالى، فوجب على المسلمين متابعته في الإخلاص لله، وفي هديه في العمل لله تعالى.

 

رابعًا: نماذج من الاتِّباع عند الصحابة:

الصحابة الكرام رضي الله عنهم هم المَثَل الأعلى في الاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم واتِّباعه في جميع الأمور، ومن أمثلة ذلك:

1- اتِّباع عمر رضي الله عنه: عن عُمَرَ رضي الله عنه؛ أَنَّهُ جَاءَ إلى الْحَجَرِ الأَسْوَدِ فَقَبَّلَهُ فقال: (إِنِّي أَعْلَمُ أَنَّكَ حَجَرٌ لاَ تَضُرُّ ولا تَنْفَعُ، وَلَوْلاَ أَنِّي رَأَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يُقَبِّلُكَ مَا قَبَّلْتُكَ)[14]. وفي ورايةٍ: أَنَّ عُمَرَ بن الْخَطَّابِ رضي الله عنه قال لِلرُّكْنِ: (أَمَا وَاللهِ، إِنِّي لأَعْلَمُ أَنَّكَ حَجَرٌ لاَ تَضُرُّ وَلاَ تَنْفَعُ، وَلَوْلاَ أَنِّي رَأَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم اسْتَلَمَكَ مَا اسْتَلَمْتُكَ)، فَاسْتَلَمَهُ ثُمَّ قَالَ: (فَمَا لَنَا وَلِلرَّمَلِ؟ إِنَّمَا كُنَّا رَاءَيْنَا بِهِ الْمُشْرِكِينَ، وَقَدْ أَهْلَكَهُمْ اللهُ)، ثُمَّ قال: (شَيْءٌ صَنَعَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَلاَ نُحِبُّ أَنْ نَتْرُكَهُ)[15]. وجه الدلالة: أنَّ استلام عمر رضي الله عنه للحَجَر الأسود لا يُقصد به إلاَّ تعظيم الله تعالى، وليس له سبب ظاهرٌ للحس إلاَّ محض اتِّباع النبي صلى الله عليه وسلم، ومِثْلُه الرَّمل[16].

 

و(إنَّ قول عمر لذلك: طلبٌ منه للآثار، وبحثٌ عنها وعن معانيها، ولمَّا رأى أنَّ الحجَر يُستلم ولا يُعلم له سببٌ يظهر للحِسِّ، ولا من جهة العقل، تَرَكَ فيه الرأي والقياس، وصار إلى مَحْضِ الاتِّباع، كما صنع في الرَّمل)[17]. (ومُحَصِّلُه: أنَّ عمر رضي الله عنه كان هَمَّ بترك الرَّمل في الطواف؛ لأنَّه عَرَفَ سببَه، وقد انقضى، فهَمَّ أنْ يتركه لفَقْدِ سببِه، ثم رجع عن ذلك؛ لاحتمال أنْ تكون له حكمةٌ ما اطَّلع عليها، فرأى أنَّ الاتِّباع أَولى من طريق المعنى)[18].

 

2- اتِّباع ابن مسعود رضي الله عنه: عن عبدِ الرحمن بن يَزِيدَ قال: رَمَى عَبْدُ اللَّهِ بنُ مَسْعُودٍ جَمْرَةَ الْعَقَبَةِ مِنْ بَطْنِ الْوَادِي بِسَبْعِ حَصَيَاتٍ يُكَبِّرُ مَعَ كُلِّ حَصَاةٍ، قال: فَقِيلَ له: إِنَّ أُنَاسًا يَرْمُونَهَا مِنْ فَوْقِهَا. فقال عبدُ اللَّهِ بنُ مَسْعُودٍ رضي الله عنه: (هَذَا وَالَّذِي لاَ إِلَهَ غَيْرُهُ مَقَامُ الَّذِي أُنْزِلَتْ عَلَيهِ سُورَةُ الْبَقَرَةِ)[19]. وجه الدلالة: كمال اتِّباع ابن مسعود للنبي صلى الله عليه وسلم، (فكأنَّه قال: من هنا رَمَى مَنْ أُنْزِل عليه أمور المناسك، وأُخِذَ عنه الشرع، فهو أَولى وأحقُّ بالاتِّباع مِمَّنْ رمى الجمرةَ من فوقها)[20].

 

قال ابن الجوزي رحمه الله: (وفي تخصيصه سورةَ البقرة دون غيرها وجهان: أحدهما: لأنَّ مُعظم المناسك وما يتعلَّق بالحجِّ فيها. والثاني: لِطولِها وعِظَمِ قَدرِها، وكثرةِ ما تحوي من الأحكام)[21].

 

3- اتِّباع ابن عمر رضي الله عنهما: عن ابنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قال: (ما تَرَكْتُ اسْتِلاَمَ هَذَيْنِ الرُّكْنَيْنِ الْيَمَانِيَ وَالْحَجَرَ مُذْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَسْتَلِمُهُمَا فِي شِدَّةٍ وَلاَ رَخَاءٍ)[22]. وفي روايةٍ: سَأَلَ رَجُلٌ ابنَ عُمَرَ رضي الله عنهما عَنِ اسْتِلاَمِ الْحَجَرِ، فقال: (رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَسْتَلِمُهُ وَيُقَبِّلُهُ). قال: قلتُ: أَرَأَيْتَ إِنْ زُحِمْتُ، أَرَأَيْتَ إِنْ غُلِبْتُ؟ قال: (اجْعَلْ أَرَأَيْتَ بِالْيَمَنِ، رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَسْتَلِمُهُ وَيُقَبِّلُهُ)[23]. وجه الدلالة: حرص ابن عمر رضي الله عنهما على اتِّباع سنَّة النبي صلى الله عليه وسلم، حتى لو تعرَّض للمزاحمة وغيرها. قال ابن حجر رحمه الله: (والظاهر أنَّ ابن عمر لم يرَ الزِّحام عُذرًا في ترك الاستلام)[24].

 

وأهل السنة والجماعة أحرص الناس على متابعة رسول الله صلى الله عليه وسلم والاقتداء بهديه في جميع أحواله، وهم في ذلك خَلَفٌ لخير سلفٍ من الصحابة والتابعين، وما تدوينُ السنة وجمعُها، والحفاظُ عليها، وبيانُ صحيحها من سقيمها، وكثرةُ المؤلفات في ذلك إلاَّ شاهدُ صدقٍ ويقينٍ على متابعتهم للنبي صلى الله عليه وسلم، فقد عكف علماء أهل السنة على جَمْعِ السنة النبوية وتدوينها وحفظها، ومن ذلك كتب الصِّحاح والسنن والمسانيد والجوامع تدلنا على حرصهم على السنة، ورغبتهم في حفظها للأجيال التالية عليهم؛ ليعملوا بمقتضاها، ويهتدوا بهديها، مُعلنين بصنيعهم هذا حبَّ الخيرِ لغيرهم كما أحبوه لأنفسهم.

 

كما تجد أهل السنة لا يقدِّمون قولًا لكائن مَنْ كان على قول رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد اتفق أهل السنة: أنَّ كلًا يؤخذ منه ويترك إلاَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم.



[1] انظر: معجم مقاييس اللغة، (1/ 195)؛ أساس البلاغة، (ص59).

[2] الفقيه والمتفقه، (1/ 439)؛ إعلام الموقعين، (2/ 200، 201).

[3] الاجتهاد والتقليد في الإسلام، د. جابر العلواني (ص114).

[4] تفسير ابن كثير، (1/ 359).

[5] تلخيص كتاب الاستغاثة، (1/ 140، 141). وانظر: مجموع الفتاوى، (26/ 151).

[6] رواه مسلم، (2/ 887)، (ح1218).

[7] (وَيْلَكُمْ قَدْ، قَدْ!) روي بسكون الدال وكسرها مُنوَّنًا، أي: حَسْبُكم وكفاكُم هذا الكلام، فاقتصروا عليه ولا تزيدوا؛ لأنَّه عَلِمَ أنهم يقولون بعد هذا: "إلاَّ شريكًا هو لك". وتَكراره لتأكيد الأمر. انظر: كشف المشكل، (2/ 464)؛ جامع الأصول (2/ 464).

[8] الشريك: يعنون بالشَّريك: الصَّنم، يريدون: أنَّ الصنم وما يمكن من الآلات التي تكون عنده وحوله، والنُّذور التي كانوا يتقربون بها إليه مُلْكٌ لله تعالى، فذلك معنى قولهم: "تَمْلِكُهُ وما مَلَكَ". انظر: جامع الأصول (2/ 464).

[9] رواه مسلم، (2/ 843)، (ح1185).

[10] رواه البخاري، (2/ 637)، (ح1703).

[11] فتح الباري، (11/ 189).

[12]المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم، (11/ 11).

[13] فتح الباري، (11/ 188).

[14] رواه البخاري، (2/ 579)، (ح1520).

[15] رواه البخاري، (2/ 582)، (ح1528).

[16] انظر: شرح صحيح البخاري، لابن بطال (4/ 278).

[17] عمدة القاري، (9/ 240).

[18] فتح الباري، (3/ 472).

[19] رواه البخاري، (2/ 622)، (ح1660)؛ ومسلم، واللفظ له، (2/ 942)، (ح1296).

[20] عمدة القاري، (10/ 87).

[21] كشف المشكل، (1/ 277).

[22] رواه البخاري، (2/ 582)، (ح1529)؛ ومسلم، واللفظ له، (2/ 924)، (ح1268).

[23] رواه البخاري، (2/ 583)، (ح1533).

[24] فتح الباري، (3/ 476).





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • اتباع النبي صلى الله عليه وسلم
  • من أسباب محبة الله تعالى عبدا اتباع النبي ومحبته وآل بيته (1)
  • السعادة في اتباع النبي صلى الله عليه وسلم

مختارات من الشبكة

  • وجوب تصديق النبي صلى الله عليه وسلم واتباعه(مقالة - موقع د. محمود بن أحمد الدوسري)
  • وجوب الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ومواطنها وفوائدها وثمراتها(مقالة - موقع الشيخ عبدالله بن جار الله آل جار الله)
  • أدلة وجوب طاعة النبي صلى الله عليه وسلم من القرآن والسنة (PDF)(كتاب - آفاق الشريعة)
  • وجوب تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم(مقالة - آفاق الشريعة)
  • وجوب طاعة النبي صلى الله عليه وسلم(مقالة - آفاق الشريعة)
  • وجوب تلبية المسلم لدعاء النبي صلى الله عليه وسلم(مقالة - ملفات خاصة)
  • وجوب محبة النبي صلى الله عليه وسلم ونصرته، وحكم من سبه(مقالة - ملفات خاصة)
  • من فضائل النبي: أكرم الله جبريل بأن رآه النبي صلى الله عليه وسلم في صورته الحقيقية(مقالة - آفاق الشريعة)
  • من فضائل النبي: استأذن ملك القطر ربه ليسلم على النبي صلى الله عليه وسلم(مقالة - آفاق الشريعة)
  • من فضائل النبي صلى الله عليه وسلم: كان صلى الله عليه وسلم رحيما بالمؤمنين(مقالة - آفاق الشريعة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 16:33
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب