• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    طريق لا يشقى سالكه (خطبة)
    عبدالله بن إبراهيم الحضريتي
  •  
    خطبة: مكانة العلم وفضله
    أبو عمران أنس بن يحيى الجزائري
  •  
    خطبة: العليم جلا وعلا
    الشيخ الدكتور صالح بن مقبل العصيمي ...
  •  
    في تحريم تعظيم المذبوح له من دون الله تعالى وأنه ...
    فواز بن علي بن عباس السليماني
  •  
    كل من يدخل الجنة تتغير صورته وهيئته إلى أحسن صورة ...
    فهد عبدالله محمد السعيدي
  •  
    محاضرة عن الإحسان
    د. عطية بن عبدالله الباحوث
  •  
    ملامح تربوية مستنبطة من قول الله تعالى: ﴿يوم تأتي ...
    د. عبدالرحمن بن سعيد الحازمي
  •  
    نصوص أخرى حُرِّف معناها
    عبدالعظيم المطعني
  •  
    فضل العلم ومنزلة العلماء (خطبة)
    خميس النقيب
  •  
    البرهان على تعلم عيسى عليه السلام القرآن والسنة ...
    د. محمد بن علي بن جميل المطري
  •  
    الدرس السادس عشر: الخشوع في الصلاة (3)
    عفان بن الشيخ صديق السرگتي
  •  
    القرض الحسن كصدقة بمثل القرض كل يوم
    د. خالد بن محمود بن عبدالعزيز الجهني
  •  
    الليلة التاسعة والعشرون: النعيم الدائم (2)
    عبدالعزيز بن عبدالله الضبيعي
  •  
    حكم مشاركة المسلم في جيش الاحتلال
    أ. د. حلمي عبدالحكيم الفقي
  •  
    غض البصر (خطبة)
    د. غازي بن طامي بن حماد الحكمي
  •  
    كيف تقي نفسك وأهلك السوء؟ (خطبة)
    الشيخ محمد عبدالتواب سويدان
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / منبر الجمعة / الخطب / السيرة والتاريخ / السيرة
علامة باركود

بمولده نصر الله العرب المشركين على النصارى أهل الثالوث الصليبيين حفاظا على بلد الله الأمين

بمولده نصر الله العرب المشركين على النصارى أهل الثالوث الصليبيين حفاظا على بلد الله الأمين
الشيخ فؤاد بن يوسف أبو سعيد

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 25/10/2021 ميلادي - 18/3/1443 هجري

الزيارات: 4460

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

بمولده نصر الله العرب المشركين

على النصارى أهل الثالوث الصليبيين

حفاظا على بلد الله الأمين


إن الحمد لله؛ نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله.

 

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 102].

 

﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾ [النساء: 1].

 

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾ [الأحزاب: 70- 71].

 

أما بعد؛ فإنَّ أصدق الحديث كتابُ الله، وخيرَ الهديِ هديُ محمد صلى الله عليه وسلم، وشرَّ الأمورِ محدثاتُها، وكلَّ محدثةٍ بدعة، وكلَّ بدعة ضلالة، وكلَّ ضلالةٍ في النار.

 

أعاذني الله وإياكم وسائر المسلمين من النار، ومن كل عمل يقرب إلى النار، اللهم آمين.


لقد خاطب الله سبحانه وتعالى أنبياءه بأسمائهم، ﴿ قَالَ يَا آدَمُ أَنْبِئْهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ ﴾ [البقرة: 33]، ﴿ إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا ﴾ [آل عمران: 55]، ﴿ قَالَ يَا مُوسَى إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النَّاسِ بِرِسَالَاتِي وَبِكَلَامِي ﴾ [الأعراف: 144]، ﴿ قَالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ ﴾ [هود: 46]، ﴿ يَا إِبْرَاهِيمُ أَعْرِضْ عَنْ هَذَا إِنَّهُ قَدْ جَاءَ أَمْرُ رَبِّكَ ﴾ [هود: 76].

 

أمَّا عندما خاطب خاتمَ أنبيائه، وآخرَ رُسُلِه عليه وعليهم الصلاة والسلام، لم يخاطبه باسمه (يا محمد!)؛ بل خاطبه بصفةِ الرسالة تارةً، فقال: ﴿ يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ لَا يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ مِنَ الَّذِينَ قَالُوا آمَنَّا بِأَفْوَاهِهِمْ وَلَمْ تُؤْمِنْ قُلُوبُهُمْ ﴾ [المائدة: 41]، و﴿ يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ ﴾ [المائدة: 67].

 

وتارة خاطبه بصفة النبوة، قائلًا: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللَّهُ وَمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ﴾ [الأنفال: 64]، ﴿ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتَالِ ﴾ [الأنفال: 65]، ﴿ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِمَنْ فِي أَيْدِيكُمْ مِنَ الْأَسْرَى ﴾ [الأنفال: 70]، ﴿ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ ﴾ [التوبة: 73]، ﴿ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ اتَّقِ اللَّهَ وَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ ﴾ [الأحزاب: 1]، إلى غير ذلك من الآيات.

 

فإذا ذَكَر اللهُ سبحانه الأنبياءَ والرسلَ يذكرهم بأسمائهم، عليهم الصلاة والسلام، لكن عندما يذكر اسم نبيِّه محمَّد صلى الله عليه وسلم - وقد ورد اسم محمد في كتاب الله أربع مرات - يذكر معه كلمة رسول، لا يتركه مجردًا، قال سبحانه: ﴿ وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ ﴾ [آل عمران: 144]، ﴿ مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ ﴾ [الأحزاب: 40]، ﴿ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا ... ﴾ [الفتح: 29]، هذه ثلاثة مواضع.

 

وذَكَرَ سبحانه وتعالى اسم نبيِّه مرةً ولم يصفه بالرسالة ولا بالنبوة، كما في سورة محمد سورة القتال، فقال سبحانه: ﴿ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَآمَنُوا بِمَا نُزِّلَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَهُوَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ كَفَّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَأَصْلَحَ بَالَهُمْ ﴾ [محمد: 2]، لكن لم يُنْهِ اللهُ سبحانه وتعالى السورةَ نفسها حتى ذكره في نهايتها بصفة الرسالة مرتين، قال سبحانه: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَشَاقُّوا الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْهُدَى لَنْ يَضُرُّوا اللَّهَ شَيْئًا وَسَيُحْبِطُ أَعْمَالَهُمْ ﴾، هذه واحدة، والآية التي بعدها: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَلَا تُبْطِلُوا أَعْمَالَكُمْ ﴾ [محمد: 32، 33].

 

وما ذاك إلا لكرامته على الله عز وجل، ومنزلته العظيمة عند الله سبحانه وتعالى.

 

لقد تُوفِّي أبوه عبدُالله، وهو حملٌ في بطنِ أمِّه على المشهور من أقوال المؤرخين وأهل السير؛ حتى لا يعتادَ كلمة: [أبي أبي]، ولكن ليتعوَّدَ على كلمة: [ربي ربي].

 

لقد وُلد صلواتُ الله عليه وسلامه يومَ الاثنين بالاتفاق؛ لما رواه أحمد ومسلم عَنْ أَبِي قَتَادَةَ الأَنْصَارِيِّ رضي الله عنه قَالَ: "سُئِلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ صَوْمِ يَوْمِ الِاثْنَيْنِ؟"، فَقَالَ: ((ذَاكَ يَوْمٌ وُلِدْتُ فِيهِ، وَأُنْزِلَ عَلَيَّ فِيهِ)) [حم] [22537]، [22541]، [م] 198- [1162]؛ لذا كان يحتفي به فكان يصومه.

 

وكان مولده عليه الصلاة والسلام من المؤكد عام الفيل، وقد جاء سؤال من أعرابي للنبي صلى الله عليه وسلم، وكان النبي صلى الله عليه وسلم قاعدًا، فقد ورد عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ رضي الله عنه قَالَ: "أَقْبَلَ أَعْرَابِيٌّ حَتَّى أَتَى رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ قَاعِدٌ، فَقَالَ: أَيُّ شَيْءٍ كَانَ أَوَّلَ أَمْرِ نُبُوَّتِكَ؟"، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: ((أَخَذَ اللهُ مِنِّي الْمِيثَاقَ كَمَا أَخَذَ مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثَاقَهُمْ، ثُمَّ تَلَا: ﴿ وَإِذْ أَخَذْنَا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثَاقَهُمْ وَمِنْكَ وَمِنْ نُوحٍ وَإِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَأَخَذْنَا مِنْهُمْ مِيثَاقًا غَلِيظًا ﴾ [الأحزاب: 7])).

 

قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: ((أَوَّلُهُمْ نُوحٌ، ثُمَّ الْأَوَّلُ، فَالْأَوَّلُ، وَبَشَّرَ بِيَ الْمَسِيحُ بْنُ مَرْيَمَ، وَرَأَتْ أُمِّي فِي مَنَامِهَا أَنَّهُ خَرَجَ مِنْ بَيْنِ رِجْلَيْهَا سِرَاجٌ أَضَاءَتْ لَهُ قُصُورُ الشَّامِ))، والحديث بزوائده عند: [طب] [ج22ص333 ح835]، وصححه الألباني في ظلال الجنة: [407]، وصَحِيح الْجَامِع: [224].

 

هذا أوَّلُ ما حدث في الكون بعد ولادته، وعندها مباشرةً نور خرج من بين رِجلَي آمنةَ بنت وهب أضاءت له قصور الشام، أضاءت له بوصول هذا نورُ الدين إليكم يا أهل الشام، وانتشر الإسلام والحمد لله.

 

وفي تلك الليلة؛ ليلةِ مولده عليه الصلاة والسلام، وقع ما وقع من الآياتِ، وحدث مَا حَدَثَ من الأحداث فِي هذا العَالَمِ يَوَمَ مَوْلِدِهِ صلى الله عليه وسلم، فقد ظهر نجمٌ في سماء تلك الليلة، انتَبَهَ له يهوديٌّ من يهود المدينة، وهذا ما ثبت عَنْ حَسَّانَ بْنِ ثَابِتٍ رضي الله عنه قال: "إِنِّي لَغُلَامٌ يَفَعَةٌ - صغير - ابْنُ سَبْعِ سِنِينَ، أَوْ ثَمَانٍ، أَعْقِلُ كُلَّ مَا رَأَيْتُ وَسَمِعْتُ؛ إِذَا يَهُودِيٌّ بِيَثْرِبَ - أي: بالمدينة - يَصْرُخُ ذَاتَ غَدَاةٍ - يرفع صوته في صباح ذاك اليوم -: يَا مَعْشَرَ يَهُودَ! فَاجْتَمَعُوا إِلَيْهِ وَأَنَا أَسْمَعُ، قَالُوا: وَيْلَكَ مَا لَكَ؟! قَالَ: طَلَعَ نَجْمُ أَحْمَدَ الَّذِي وُلِدَ بِهِ فِي هَذِهِ اللَّيْلَةِ".

 

قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ: فَسَأَلْتُ سَعِيدَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَسَّانَ: "ابْنُ كَمْ كَانَ حَسَّانُ مَقْدَمَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم الْمَدِينَةَ؟!" - عندما سمع هذا كان عمره سبع أو ثمان سنين، لكن عندما جاء النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة كم كان عمر حسان؟ يُسأل حفيد حسان، فـ - قَالَ: "ابْنُ سِتِّينَ سَنَةً". دلائل النبوة للبيهقي [1/ 110]، دلائل النبوة لأبي نعيم: [ح35]، إتحاف الخيرة المهرة: [6315]، المطالب العالية: [4315]، وصححه الألباني في [صحيح السيرة ص13].

 

قال الألباني رحمه الله تعالى في صحيح السيرة [ص: 14]: "ذِكْر ارتجاج الإيوان، وسقوط الشُّرُفات - شرفات ديوان كسرى - وخُمود النيران، ورؤيا الـمُوبذان، وغير ذلك من الدلالات، ليس فيه شيء صحيح" ا.هـ.

 

وقد تكون حدثت ولكن وصولها إلينا بالأسانيد الضعيفة.

 

وهذا تكرر في الشام، رؤية النجمِ نفسِه وذاتِه تكرر في الشام، وقد رأى هذا النجم تلك الليلةَ في سماءِ الشامِ كبيرٌ من كبارِ النصارى، فقد روى أبو نعيم ومحمد بن حيان عن أسامة بن زيد قال: قال زيد بن عمرو بن نفيل - وهو أحد الذين تمسَّكوا بدينهم دين الفطرة، دين إبراهيم عليه السلام -:

قال لي حَبْرٌ من أحبارِ الشام - أي: كبير من كبراء نصارى الشام -: "قد خرج في بلدك نبيٌّ، أو هو خارجٌ قد خرجَ نَجمُه، فارجع فصدِّقه واتبعه".

 

ولقد ولد صلى الله عليه وسلم "بجوفِ مكَّةَ، وأنَّ مولده كان عام الفيل، وكان أمرُ الفيل تَقدمةً قدَّمها الله لنبيِّه صلى الله عليه وسلم، وبيته - الكعبة المشرفة -؛ وإلاَّ فأصحابُ الفيلِ كانوا نصارى أهلَ كتاب، وكان دينُهم خيرًا من دينِ أهل مكَّةَ إذ ذاك؛ لأنهم كانوا عبَّادَ أوثانٍ، فنصرهم اللهُ - عز وجل - على أهل الكتابِ نصرًا لا صُنْعَ للبشر فيه؛ إرهاصًا وتقدمةً للنبيِّ صلى الله عليه وسلم، الذي خرج من مكة، وتعظيمًا للبيت الحرام"؛ قاله ابن القيم في زاد المعاد [1/ 76]، وانظر القسطلاني في شرح المواهب: [130].

 

بمولده صلى الله عليه وسلم، نصرَ اللهُ العربَ أهلَ مكةَ المشركين الوثنيين، على النصارى أهلِ الثالوثِ الصليبيين؛ حفاظًا على بلدِ الله الأمين؛ لأنَّ الصليبيين الأحباشَ كانوا أهلَ ظلم واعتداء وطغيان، فقد جاء في التاريخ: "أنَّ أبرهةَ الحبشيَّ لـمَّا غلبَ على بلاد اليمن، ورأى الناس يقصدون - أي: يتوجهون - زرافات، وواحدانًا، ورجالًا - ويمشون على أرجلهم - وركبانًا - أي: يركبون الدواب - يقصدون الكعبةَ البيتَ الحرام، قال: إلامَ يقصدون؟! - أهل اليمن أين يتوجهون؟ - قالوا له: إلى الكعبةِ بمكةَ يحجُّون، قال: وما هو؟! - ما هو هذا البيت - قالوا له: بيت من الحجارة، قال: وما كسوته؟ قالوا: ما يأتي هاهنا من الوصائل -هي ثياب مخططة يمانية، كانت تكسى بها الكعبة- قال: لأبنينَّ خيرًا منه.

 

فبنى لهم كنيسةً بصنعاءَ، تفنَّن في بنائها، وتزيينها، وسماها: «القُلَّيْس» -بضم القاف وفتح اللام المشددة، وسكون الياء، وقيل: بفتح القاف وكسر اللام.

 

قاصدًا صرفَ العربِ عن الكعبة، ولكنَّ أعرابيًّا عمد إليها فتغوَّطَ فيها، فلما علمَ أبرهةُ استشاطَ غضبًا، وعزمَ على هدمِ الكعبة، وسار في جيش لَجبٍ لا قِبَل لأهلِ مكة والعربِ به، وقد تعرَّض له في الطريق بعضُ قبائل العرب - ليصدوه ويمنعوه ويحموا بيت الله - ولكنه تغلَّب عليهم، وعند مشارفِ مكةَ وجدوا إبلًا لعبدِالمطلب بن هاشم - جدِّ النبي صلى الله عليه وسلم - فاستاقوها - ونهبوها - فذهب عبدالمطلب إليه - أي: إلى أبرهة -، وكان - عبدالمطلب - وسيمًا جميلًا، تعلوه المهابةُ والوقار، فاستعظمه أبرهةُ، وأكرمه، فلما كلَّمَه في الإبل؛ عجب وقال له:

"أتكلمني في الإبل، ولا تكلمني في بيتٍ فيه عزُّك، وشرفُك، وشرفُ آبائِك؟!"، فقال عبدالمطلب هذه الكلمةَ التي سارت مسيرَ الأمثال:

«أنا ربُّ الإبل، وللبيت ربٌّ يحميه»!!


ثم رجع عبدالمطلبِ فأخذَ بحلْقةِ بابِ الكعبةِ، ومعه نفرٌ من قريش يدعون الله - وحده لا شريك له، ففي الشدة كان المشركون لا يلجؤون إلا إليه - ويستنصرونه على أبرهةَ وجندِه، فقال - عبدالمطلب -:

لاهُمَّ - أي: اللهم - إنَّ المرءَ يم
نعُ رحْلَهُ فامنَعْ رحالَكْ
وانصرْ على آل الصلي
بِ وعابدِيه اليومَ آلَكْ
لا يَغْلبنَّ صَليبُهُم
ومِحالُهم أبدًا مِحالَكْ
إنْ كنتَ تاركَهم وقِب
لتَنا فأمْرٌ ما بدَا لَكْ

 

ثم أرسلَ حلقةَ البيتِ، وانطلق هو ومَن معه من قريش إلى الجبال ينظرون؛ ما أبرهة فاعل بالبيت؟

وكان في جيشِ أبرهةَ فيلٌ عظيم، فصارَ كلَّما وجَّهوه إلى الطريق المؤدِّي إلى مكة أبَى وبرك، وإذا وجَّهوه إلى غيرِ طريقِ مكةَ سارَ وجرى، ومع هذه الآية، أَصَرَّ أبرهةُ وجيشهُ على هدم الكعبة.

 

فما كان إلا أنْ أرسلَ اللهُ عليهم طيرًا أبابيل، في مناقيرِها وأرجلِها حجارةٌ صغارٌ، فصارت ترميهم بهذه الحجارة، وليسَ كلَّهم أصابت، فكان من صادفَهُ حجر تمزَّق جسمُه ومات، وخرجوا هاربين يتساقطون بكلِّ طريق، ويهلِكون بكلِّ مَهلِك، ونكَّل اللهُ بأبرهةَ وجيشه شرَّ تنكيل، وقد ذكر الله سبحانه وتعالى هذه القصة في سورة الفيل قال:

﴿ أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ * أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ * وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْرًا أَبَابِيلَ * تَرْمِيهِمْ بِحِجَارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ * فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ ﴾ [الفيل: 1 - 5].

 

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إِنَّ اللَّهَ حَبَسَ عَنْ مَكَّةَ الفِيلَ، وَسَلَّطَ عَلَيْهَا رَسُولَهُ وَالـمُؤْمِنِينَ...)) [خ] [2434]، [م] 447- [1355].

 

فهي - الكعبة بيت الله - لـمَّا أراد بها أبرهةُ وجندُه سوءًا أهلكَهم الله، ولـمَّا أرادَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم وأصحابُه بفتْحِها خيرًا أُعينوا ونُصِروا، وقد كانت هذه الآيةُ إرهاصًا بين يدي ميلاد نبيِّنا محمَّدٍ صلى الله عليه وسلم، ودلالةً على يُمْنِه وخيرِه وبركتِه.." السيرة النبوية على ضوء القرآن والسنة لأبي شهبة: [1/168، 169].

 

أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم.

 

الخطبة الآخرة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، واهتدى بهداه إلى يوم الدين، أما بعد:

هذه الواقعة؛ واقعة الفيل أثبتها التاريخ، وسارت بها الركبان، وقال الشعراء فيها ما قالوا؛ في عهد الفيل وفي سنته وما بعده، وفي عهد الإسلام والمسلمين، وتناقلها الناس، حتى ذكرها الشعراء، ومن ضمنهم أردت أن أقرأ عليكم ما قاله أحمد شوقي أمير الشعراء في العصر الحديث حيث قال في همزيته: يعني ألَّف قصيدةً طويلةً، عشرات الأبيات ذكر فيها هذا الأمر، سميت الهمزية لأنها تنتهي بالهمزة، فقال:

وُلِدَ الهُدى فالكائناتُ ضياءُ
وفمُ الزمانِ تبسُّمٌ وثناءُ
الروحُ، والملأُ، الملائكُ حولَه
للدينِ والدنيا به بُشَراءُ
والعرشُ يزهو، والحظيرةُ تزدهي
والمنتَهَى، والسِّدرةُ العصماءُ
بكَ بشَّرَ اللهُ السماءَ فزُيِّنتْ
وتضوَّعتْ مِسكًا بك الغَبْراءُ
يومٌ يتيهُ على الزمانِ صبَاحُه
ومساؤُه بمحمَّدٍ وضَّاءُ
ذُعِرتْ عروشُ الظالمين فزُلْزِلَت
وعَلَت على تيجانهمْ أصداءُ
والنارُ خاويةُ الجوانبِ حولَهم
جمعتْ ذوائبَها وغاضَ الماءُ
والآيُ تَتْرَى، والخوارقُ جَمَّةٌ
جِبْريلُ روَّاحٌ بها غدَّاءُ

السيرة النبوية على ضوء القرآن والسنة لأبي شهبة: [1/176، 177]

 

هذا النصر المؤزَّر، وهذ الميلاد المبارك؛ كان إرهاصًا لتغيُّرٍ سيحدث في العالم، وسيتغيَّر؛ بلْ تغيَّر له مجرى التاريخ، وسيزول؛ بل زال بالنور الذي جاءَ به ظلامُ الظالمِين وشركُ المشركين، وكفرُ الكافرِين وضلالُ الضالين، وخرجَ الناسُ به من عبادةِ العباد، إلى عبادة الله الواحد جلَّ جلاله ربِّ العباد، ﴿ إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ * وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا * فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا ﴾ [النصر: 1 - 3].


ومن بين جميع أنبيائه ورسله عليهم الصلاة والسلام، صلى عليه اللهُ وملائكتُه فقال: ﴿ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾ [الأحزاب: 56].

 

فصلَّى اللهُ وسلَّم على الهادي البشير، والسراج المنير، والرحمةِ المهداة، والنعمةِ المسداة؛ محمدِ بنِ عبدالله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، واقتفى أثره واتبع هداه إلى يوم الدين.

 

اللهمَّ أعنَّا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك، اللهم أعنا على طاعتك واتباع هدي نبيك محمد صلى الله عليه وسلم.

 

اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات، والمسلمين والمسلمات، الأحياء منهم والأموات، إنك سميع قريب مجيب الدعوات يا رب العالمين.

 

اللهم لا تدع لنا في مقامنا هذا ذنبًا إلا غفرته، ولا همًّا إلا فرَّجته، ولا دينًا إلا قضيته، ولا مريضًا إلا شفيته، ولا مبتلًى إلا عافيته، ولا غائبًا إلا رددته إلى أهله غانمًا يا رب العالمين، اللهم فك أسر المأسورين وسجن المسجونين، وارفع الظلم عن المظلومين، برحمتك يا أرحم الراحمين.

 

﴿ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ ﴾ [العنكبوت: 45].





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • كيف نحتفل بالمولد النبوي؟
  • بدعية الاحتفال بالمولد النبوي
  • مهلا أيها المحتفلون بـ( المولد النبوي )
  • حول بدعية الاحتفال بالمولد النبوي
  • في ذكرى المولد النبوي (زاد واقتداء)
  • الاحتفال بالمولد النبوي في شهر ربيع الأول
  • المولد النبوي (خطبة)

مختارات من الشبكة

  • بريطانيا: زيادة عدد مواليد المسلمين على عدد المواليد النصارى(مقالة - المسلمون في العالم)
  • مولد المسيح وحكمة الله في مولده(مقالة - آفاق الشريعة)
  • فضل الأنصار (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • فضل العرب عامة(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • متى نصر الله؟ ... ألا إن نصر الله قريب(مقالة - موقع أ. د. فؤاد محمد موسى)
  • من سلسلة أحاديث رمضان حديث: اللهم ارحم الأنصار، وأبناء الأنصار(مقالة - ملفات خاصة)
  • مخطوطة الاستبصار في أنساب الأنصار (أنساب الصحابة من الأنصار وطرف من أخبارهم)(مخطوط - مكتبة الألوكة)
  • كونوا أنصارا للسنة لتكونوا أنصار الله(مقالة - آفاق الشريعة)
  • أخلاق العرب قبل الإسلام: عروة بن الورد (من أجواد العرب)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • مخطوطة إحقاق الحق وتبرؤ العرب مما أحدثه عاكش اليمني في لغتهم ولامية العرب(مخطوط - مكتبة الألوكة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 16:33
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب