• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    فضل العلم ومنزلة العلماء (خطبة)
    خميس النقيب
  •  
    البرهان على تعلم عيسى عليه السلام القرآن والسنة ...
    د. محمد بن علي بن جميل المطري
  •  
    الدرس السادس عشر: الخشوع في الصلاة (3)
    عفان بن الشيخ صديق السرگتي
  •  
    القرض الحسن كصدقة بمثل القرض كل يوم
    د. خالد بن محمود بن عبدالعزيز الجهني
  •  
    الليلة التاسعة والعشرون: النعيم الدائم (2)
    عبدالعزيز بن عبدالله الضبيعي
  •  
    حكم مشاركة المسلم في جيش الاحتلال
    أ. د. حلمي عبدالحكيم الفقي
  •  
    غض البصر (خطبة)
    د. غازي بن طامي بن حماد الحكمي
  •  
    كيف تقي نفسك وأهلك السوء؟ (خطبة)
    الشيخ محمد عبدالتواب سويدان
  •  
    زكاة الودائع المصرفية الحساب الجاري (PDF)
    الشيخ دبيان محمد الدبيان
  •  
    واجب ولي المرأة
    الشيخ محمد جميل زينو
  •  
    وقفات مع القدوم إلى الله (9)
    د. عبدالسلام حمود غالب
  •  
    علامات الساعة (1)
    تركي بن إبراهيم الخنيزان
  •  
    تفسير: (يعملون له ما يشاء من محاريب وتماثيل وجفان ...
    تفسير القرآن الكريم
  •  
    تحية الإسلام الخالدة
    الشيخ عبدالله بن جار الله آل جار الله
  •  
    الشباب والإصابات الروحية
    د. عبدالله بن يوسف الأحمد
  •  
    من فضائل الصدقة (خطبة)
    د. محمد بن مجدوع الشهري
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / مقالات شرعية / عقيدة وتوحيد
علامة باركود

يحبهم ويحبونه

يحبهم ويحبونه
نجلاء جبروني

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 26/9/2021 ميلادي - 18/2/1443 هجري

الزيارات: 10294

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

﴿ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ ﴾ [المائدة: 54]

 

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين؛ أما بعد:

فمن صفات الله عز وجل صفة الحب.

 

الله تبارك وتعالى له صفات، وصفات الله نوعان:

صفات ذاتية: تتعلق بذاته تبارك وتعالى، وهي التي لم يزل ولا يزال متصفًا بها؛ كالعلم، والقدرة، والسمع، والبصر والوجه؛ قال تعالى: ﴿ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ﴾ [الأنفال: 75]، وقال تعالى: ﴿ وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ ﴾ [الرحمن: 27]، وقال تعالى: ﴿ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ﴾ [الشورى: 11].

 

وهناك صفات فعلية: وهي التي تتعلق بمشيئته، إن شاء فعلها، وإن شاء لم يفعلها، كالاستواء على العرش، والنزول إلى السماء الدنيا، والحب والرضا والغضب.

 

قال سبحانه: ﴿ الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى ﴾ [طه: 5]، استواءً يليق بجلاله وعظمته.

 

وقال عز وجل: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَوَلَّوْا قَوْمًا غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ ﴾ [الممتحنة: 13]، وأهل السنة والجماعــة يثبتون صـفة الغضب لله عز وجل بوجـه يليق بجلالـه وعظمته.

 

صفة الحب من الصفات الفعلية، وهي ثابتة لله عز وجل بالكتاب والسنة؛ قال تعالى: ﴿فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ﴾ [المائدة: 54]، وقال عز وجل: ﴿ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ﴾ [البقرة: 195].

 

وقال النبي صلى الله عليه وسلم يوم خيبر: ((لأعطين الراية غدًا رجلًا يفتح على يديه، يحب الله ورسوله، ويحبه الله ورسوله))[1].

 

وقال صلى الله عليه وسلم: ((إن الله يحب العبد التقي، الغني، الخفي))[2].

 

فنحن نثبت لله صفة الحب، وهو حبٌّ على ما يليق بجلاله وعظمته، محبة الله لا نعرف كيفيتها، ولكن نرى آثارها على العبد.

 

كيف أعرف أن الله يحبني؟

 

ما علامات حب الله للعبد؟

3- العلامة الأولى: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن الله تبارك وتعالى إذا أحب عبدًا نادى جبريل: إن الله قد أحب فلانًا فأحبه، فيحبه جبريل، ثم ينادي جبريل في السماء: إن الله قد أحب فلانًا فأحبوه، فيحبه أهل السماء، ويُوضَع له القبول في أهل الأرض))[3].

 

أول علامة من علامات حب الله للعبد: القبول له في الأرض، راوي هذا الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم هو أبو هريرة رضي الله عنه، حين نسمع اسم أبا هريرة، ولم نَرَهُ، لكن نحبه، وكذلك أبو بكر وعمر وعثمان وعلي وسائر الصحابة، نحبهم لأن الله أحبهم ورضيَ عنهم، وكذلك الصالحين وأهل العلم، يُوضَع لهم القبول في الأرض، هذه أول علامة من علامات حب الله للعبد، فانظر: هل لك قبول ومحبة في قلوب الناس؟


2- العلامة الثانية عن علامات حب الله للعبد، أن يقربه الله من نفسه ويُحبِّب إليه طاعته، ويُيَسِّر له فعل الخيرات، ويبعده عن الذنوب والمحرمات.

 

عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم: ((وإن الله تعالى يعطي المال من أحب ومن لا يحب، ولا يعطي الإيمان إلا من يحب))[4].

 

إذا أحب الله عبده وفَّقه للإيمان به وحبَّب إليه الطاعة، يجد لذة في العبادة، يصلي يريد ألَّا تنتهي الصلاة، يقرأ القرآن يريد ألَّا يتركه، يأنس بمناجاة الله في الخلوات، يحب دروس العلم يريد ألَّا يرجع من المسجد، يحب أن يسمع كلام الله، يأنس بالكلام عن الله، لا يريد أن ينام بالليل، يريد أن يستيقظ ليصلي لله، يشغل لسانه بذكر الله وجوارحه بطاعة الله، الله عز وجل يفتح له أبواب الطاعة، ويغلق أمامه أبواب المعاصي، يوقظه من غفلته، ليكون دائمًا موصولًا بالله عز وجل، يجعل همه همًّا واحدًا؛ كيف يُرضي الله، كيف يصل إلى محبة الله، تشغله محبة الله عن كل شيء، تشغله عن الدنيا وما فيها ومن فيها، تشغله عن تحصيل شهواتها وملذاتها، يوفقه الله لصديق صالح يذكِّره بالله يدل عليه.

 

يقول ابن القيم رحمه الله: "إذا استنار القلب بنور الطاعة، أقبلت وفود الخيرات إليه من كل ناحية، فينتقل صاحبه من طاعة إلى طاعة، وإذا أظلم القلب بظلام المعصية، أقبلت سحائب البلاء والشر إليه من كل ناحية؛ فينتقل صاحبه من معصية إلى معصية).

 

صاحب الطاعة الموفَّق تُقبِل الخيرات إليه، سعادة، راحة، استقرار، غنى، كثير من الناس يتصور أن طريق الله ليس فيه سعادة في الدنيا، بل والله لا تستشعر السعادة إلا وأنت مع الله، لن تتذوق أبدًا طعم السعادة، ولا لذة الاستقرار وأنت تعصي الله، هذا وهم كبير، لذة مؤقتة تجني بعدها الندم الذي يعكر عليك صفو حياتك حتى ترتكب معصية أخرى فتعيش في نكد مستمر؛ قال تعالى: ﴿ وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى ﴾ [طه: 124].

 

3- من أحبه الله سدَّد جوارحه:

قال صلى الله عليه وسلم: ((إن الله قال: من عادى لي وليًّا فقد آذنته بالحرب، وما تقرب إليَّ عبدي بشيء أحبَّ إليَّ مما افترضت عليه، وما يزال عبدي يتقرب إليَّ بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته، كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، وإن سألني لأعطينه...))[5].

 

لا يسمع إلا ما يحبه الله، لا يسمع حرامًا، لا يبصر إلا ما يحبه الله، لا يعمل بيده إلا ما يُرضي الله، لا يذهب إلا إلى مكان يحبه الله.

 

الله يحول بينه وبين ما يقطعه عنه، دعاؤه مسموع، وسؤاله مجاب، الله يحفظه من كل سوء.

 

4- من علامات حب الله للعبد أن يبتليه بأنواع الابتلاءات حتى ينقيه من الذنوب والسيئات:

قال صلى الله عليه وسلم: ((إن عظم الجزاء مع عظم البلاء، وإن الله إذا أحب قومًا ابتلاهم، فمن رضيَ فله الرضا، ومن سخط فله السخط))[6].

 

وعلى قدر إيمان العبد يكون ابتلاؤه؛ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أشد الناس بلاءً الأنبياء، ثم الأمثل فالأمثل، يُبتلَى الرجل على حسب دينه، فإن كان في دينه صُلبًا، اشتد بلاؤه، وإن كان في دينه رقة، ابتُلي على قدر دينه، فما يبرح البلاء بالعبد حتى يتركه يمشي على الأرض وما عليه خطيئة))[7].

 

5- من علامات محبة الله للعبد: أن يستعمله؛ أي: يتوفاه على عمل صالح؛ قال صلى الله عليه وسلم: ((إذا أراد الله بعبد خيرًا استعمله، قيل: كيف يستعمله؟ قال: يوفِّقه لعمل صالح قبل الموت، ثم يقبضه عليه))[8].

 

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إذا أراد الله عز وجل بعبد خيرًا عَسَلَهُ، قيل: وما عسله؟ قال: يفتح الله عز وجل له عملًا صالحًا قبل موته، ثم يقبضه عليه))[9].

 

حسن الخاتمة من توفيق الله سبحانه وتعالى للعبد، توفيق الله للعبد أن يعمل صالحًا قبل موته من إرادة الله الخير بعبده، يوفقه لعمل صالح قبل الموت؛ أي: يجعله يقوم بعمل صالح قبل موته، ويقبض روحه، وهو يقيم هذا العمل، أو عقب فعله له، نسأل الله تعالى حسن الخاتمة.

 

والإنسان يموت على ما عاش عليه، ويُحشر على ما مات عليه، ولا يظلم ربك أحدًا؛ فلنحرص دائمًا على الطاعة وعلى التوبة والاستغفار حتى نُقبض عليها، ويُختم لنا بالصالحات؛ لأننا لا نعرف متى تقبض أرواحنا.

 

دليل المحبة:

محبة الله يدعيها كل أحد، فما أسهل الدعوى! فلا ينبغي أن يغتر الإنسان بتلبيس الشيطان، وخداع النفس حين تدِّعي النفس محبة الله تعالى، بل لا بد أن يمتحنها بالعلامات، ويطالبها بالدليل، على الإنسان منا أن يسأل نفسه قائلًا لها:

أنتِ يا نفس: هل تحبين الله تعالى وتقدمين حبَّه على كل أحد؟

 

هل ترضين عن الله؟

 

هل ترضين عن الله ربًّا مدبرًا وإلهًا ومعبودًا؟

 

هل ترضين بالله حَكَمًا؟ هل ترضين بأحكامه؟ هل ترضين بأوامره ونواهيه؟ هل ترضين بأقداره؟

 

هل ترضين بعبادته وحده دون من سواه؟ سؤاله، التوكل عليه، الاستعانة به، أن تكون محبته فوق كل محبوب وطاعته فوق كل طاعة؟

 

هل تغضبين لأجله؟ هل تغارين على محارمه؟ هل تشكرينه على نعمه؟ هل تصبرين على ابتلائه؟


على قدر رضاكِ عن الله يكون رضا الله عنكِ.

 

ألا تسمعين قول الله: ﴿ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ﴾ [المائدة: 119].

 

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ذاق طعم الإيمان من رضيَ بالله ربًّا، وبالإسلام دينًا، وبمحمد رسولًا)[10].

 

محبة الله قرة العيون، وغذاء الأرواح.

والنور الذي من فقده، فهو في بحار الظلمات.

والحياة التي من حُرِمها، فهو من جملة الأموات.

والشفاء الذي من عُدِمه حلَّت بقلبه الأسقام.

واللذة التي من لم يظفر بها، فعيشه كله هموم وآلام.

 

محبة الله لها أسباب ومفاتيح وعلامات:

أولًا: اتباع سنة النبي صلى الله عليه وسلم: قال تعالى: ﴿ قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾ [آل عمران: 31].

 

قال ابن كثير رحمه الله في تفسير هذه الآية: هذه الآية الكريمة حاكمة على كل من ادَّعى محبة الله، وليس هو على الطريقة المحمدية، فإنه كاذب في دعواه في نفس الأمر، حتى يتبع الشرع المحمدي والدين النبوي في جميع أقواله وأحواله، كما ثبت في الصحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((من عمل عملًا ليس عليه أمرنا فهو رَدٌّ))[11]؛ ولهذا قال: ﴿ قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ ﴾ [آل عمران: 31]؛ أي: يحصل لكم فوق ما طلبتم من محبتكم إياه، وهو محبته إياكم، وهو أعظم من الأول، كما قال بعض الحكماء العلماء: ليس الشأن أن تُحِبَّ، إنما الشأن أن تُحَبَّ، وقال الحسن البصري وغيره من السلف: زعم قوم أنهم يحبون الله، فابتلاهم الله بهذه الآية؛ فقال: ﴿ قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ ﴾ [آل عمران: 31].

 

﴿ قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي ﴾ [آل عمران: 31]، هذا تحدٍّ لكل من ادعي أنه يحب الله، إن كنت صادقًا في محبتك وفي ادعائك، فاتبع الرسول، واتباع الرسول يعني أن تعمل بالسنة وتترك البدعة، وتطيع الرسول صلى الله عليه وسلم، تصدق أخباره، وتمتثل أوامره، وتجتنب نواهيه، وتتبع سنته.

 

قال صلى الله عليه وسلم:

1- ((من علَّق تميمةً فقد أشرك))[12]، التمائم؛ الخرزات والحظاظات وغيرها من التمائم التي يعتقد فيها البعض أنها تجلب الخير وتدفع الشر.

 

2- ((لعن الله من ذبح لغير الله))[13]، من يذبحون للجن عند السحرة والكهان، ويذبحون للأولياء عند القبور في الموالد، وغير ذلك من الذبح لغير الله الذي هو شرك بالله جل وعلا.

 

3- ((لعنة الله على اليهود والنصارى؛ اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد))[14]؛ قالت عائشة رضي الله عنها: "يحذِّر ما صنعوا".

 

4- ((اجتنبوا السبع الموبقات، قالوا: يا رسول الله، وما هن؟ قال: الشرك بالله، والسحر، وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق، وأكل الربا، وأكل مال اليتيم، والتولي يوم الزحف، وقذف المحصنات المؤمنات الغافلات))[15].

 

5- ((من أتى عرَّافًا أو كاهنًا، يؤمن بما يقول، فقد كفر بما أُنزل على محمد))[16]، سؤال المنجمين والذين يضربون الرمل، ويخبرون بالمستقبل كذبًا وزورًا، وأنت والنجوم، وحظك اليوم الموجودة يوميًّا بالصحف والمجلات؛ قال تعالى: ﴿ قُلْ لَا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ ﴾ [النمل: 65].

 

6- ((الطِّيَرةُ شرك))[17]، الذين يتطيَّرون؛ أي: يتشاءمون برقم كذا، أو يوم كذا، أو رؤية شخص معين، أو رؤية طائر مثل الغراب، أو سماع صوت معين مثل صوت البومة، أو غير ذلك مما يتشاءم به البعض، ويعتقد أنه سبب في حصول الشر.

 

7- ((ليس منا من ضرب الخدود، وشقَّ الجيوب، ودعا بدعوى الجاهلية))[18]، المرأة التي تلطم وجهها عند المصيبة، أو تصرخ أو تشق ثيابها، أو تدعو على نفسها بالهلاك، ونحو ذلك مما يدل على الجزع وعدم الصبر، وعدم الرضا عن أقدار الله عز وجل.

 

8- ((من حلف بغير الله فقد أشرك))[19]، وقال صلى الله عليه وسلم: ((لا تحلفوا بآبائكم، ولا بأمهاتكم، ولا بالأنداد، ولا تحلفوا إلا بالله، ولا تحلفوا إلا وأنتم صادقون))[20]، الذين يحلفون بغير الله؛ يحلفون بالنبي، أو برحمة فلان، أو بحياة فلان، أو بالأمانة، وغير ذلك، والذين يحلفون كذبًا وزورًا.

 

9- ((لا تسبوا الدهر))[21]، الذين يسبون الأيام والليالي والشهور معترضين على أقدار الله عز وجل، وهذه الأيام والليالي والشهور والسنوات ليس لها علاقة بأقدار الله عز وجل، فهو سبحانه الذي يقدر ما يشاء ويحكم ما يريد؛ قال تعالى: ﴿ إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ ﴾ [القمر: 49].

 

10- الأعياد البدعة، الذين يخالفون السنة ويحتفلون بأعياد مخترعة ليست شرعية؛ مثل: عيد الأم، والإسراء والمعراج، والنصف من شعبان، والمولد النبوي، ومنها أعياد في الاحتفال بها مخالفة للسنة، وأيضًا مشابهة النصارى؛ مثل: شم النسيم، ورأس السنة الميلادية، وعيد القيامة.

 

ثانيًا: قال تعالى: ﴿ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ ﴾ [البقرة: 222]؛ التوابين من الذنوب، والمتطهرين من الشرك والذنوب والنجاسات.

 

والتوَّاب: كثير الرجوع إلى الله، الذي كلما أذنب تاب.

 

والتوبة لا بد فيها من إخلاص؛ أن أترك الذنب خوفًا من الله ورجاء ثوابه، لا بد من ندم على ما فات، لا بد من إقلاع عن الذنب في الحال، وعزم على عدم العودة في المستقبل، ورد الحقوق إلى أهلها، هذه شروط التوبة.

 

ثالثًا: قال تعالى: ﴿ فَإِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ ﴾ [آل عمران: 76]:

يعني: فإن الله يحب الذين يتقونه، فيخافون عقابه، ويحذرون عذابه، فيجتنبون ما نهاهم عنه وحرمه عليهم، ويطيعونه فيما أمرهم به، أن أجعل بيني وبين عذاب الله وقاية، أستحيي من الله حق الحياء، أصلح ما بيني وبين الله.

 

أيضًا من صفات المحبين:

رابعًا: قال تعالى: ﴿ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ﴾ [المائدة: 54]:

هذه صفات الذين يحبهم الله:

﴿ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ ﴾: أرقاء عليهم، رحماء بهم، خفض الجناح للمؤمنين واللين لهم.

 

﴿ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ ﴾: أشداء عليهم، غلظاء بهم.

 

﴿ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ﴾: يجاهدون في قتال أعداء الله على النحو الذي أمر الله، يجاهدون بكل أنواع الجهاد: بالسلاح عند الإمكان، والحجة والبيان.

 

﴿ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ﴾: ولا يخافون في ذات الله أحدًا، ولا يصدهم عن العمل بما أمرهم الله به من قتال عدوهم لومة لائم لهم في ذلك.

 

لا تخفَ نقد الناس وسخرية الناس، طالما كنت على الحق وعلى الطريق المستقيم.

 

خامسًا: الاجتهاد في القيام بالنوافل:

قال الله عز وجل في الحديث القدسي: ((وما يزال عبدي يتقرب إليَّ بالنوافل حتى أحبه))[22]، ومن النوافل: نوافل الصلاة، والصدقات، والعمرة، والحج، والصيام.

 

وأخيرًا وبعد الكلام عن بعض علامات حب الله للعبد:

هل نحن حقًّا نحب الله؟

هل حبُّنا لله فوق كل حب؟

هل إذا علمنا أمر الله الشرعي قدَّمنا أمر الله على التقاليد والعادات والأعراف المخالفة للشرع، والآراء والأهواء؟

هل إذا خلَونا بمحارم الله راقبناه، فلم نَعْصِهِ؟

هل تفكرنا في رؤيته لنا وحِلمه علينا، فلم نجعله أهون الناظرين إلينا؟

هل حب الله جعلنا نتلذذ بطاعته، ونأنس بمناجاته، أو الكلام إلى الناس عندنا أفضل وأحب؟


هل نحن حقًّا نحب الله؟

فليتك تعفو[23]والحياة مريرة
وليتك ترضى والأنام غضابُ
وليت الذي بيني وبينك عامر
وبيني وبين العالمين خرابُ
إذا نِلتُ منك الود فالكل هين
وكل الذي فوق التراب ترابُ

 

اللهم ارزقنا حبَّك وحب من يحبك، وحب كل عمل يقربنا إلى حبك.



[1] صحيح البخاري (3009).

[2] صحيح مسلم (2965).

[3] صحيح البخاري (7485).

[4] صحيح الأدب المفرد (209)، صحيح موقوفًا في حكم المرفوع.

[5] صحيح البخاري (6502).

[6] صحيح الترمذي (2396).

[7] صحيح الجامع (992).

[8] صحيح الجامع (305).

[9] صحيح الجامع (307).

[10] صحيح مسلم (34).

[11] صحيح مسلم (1718).

[12] صحيح الجامع (6394).

[13] صحيح مسلم (1978).

[14] صحيح البخاري (3453).

[15] صحيح البخاري (6857).

[16] صحيح الترغيب (3049).

[17] صحيح الجامع (3960).

[18] صحيح البخاري (3519).

[19] صحيح الجامع (6204).

[20] صحيح النسائي (3778).

[21] صحيح مسلم (2246).

[22] صحيح البخاري (6502).

[23] أصل كلام الشاعر: "فليتك تحلو" لكنه يخاطب الله عز وجل و ليس الفعل "تحلو" من أفعال الله الثابتة له بالقرآن و السُّنة ولا من صفاته، لذا استبدلته بفعل من الأفعال الثابت لله عز و جل و هو ((تعفو))، وصفة العفو صفة من صفات الله عز وجل، قال تعالى: ﴿ إِنَّ اللَّهَ لَعَفُوٌّ غَفُورٌ ﴾ [الحج: 60].





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • الشيخ د/ سعد بن تركي الخثلان في محاضرة بعنوان: (يحبهم ويحبونه)
  • خاطرة حول قوله تعالى : { يحبهم ويحبونه }
  • تفسير قول الله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه)
  • يحبهم ويحبونه (خطبة)
  • يحبهم ويحبونه
  • { يحبهم ويحبونه }
  • يحبهم ويحبونه (خطبة عيد الفطر 1442 هـ)

مختارات من الشبكة

  • فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه(مقالة - موقع أ. د. فؤاد محمد موسى)
  • يحبهم ويحبونه(محاضرة - موقع مثنى الزيدي)
  • يحبهم و يحبونه(مادة مرئية - موقع الشيخ عبدالله بن عبدالعزيز بن عقيل العقيل)
  • سلسلة شرح الأربعين النووية: الحديث (13) لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الذين لا يحبهم الله في القرآن (خلاصة خطبة جمعة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الذين يحبهم الله في القرآن (خلاصة خطبة جمعة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • خطبة: يحب لأخيه ما يحب لنفسه (باللغة البنغالية)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • خطبة: يحب لأخيه ما يحب لنفسه - باللغة النيبالية(مقالة - آفاق الشريعة)
  • قيام الليل يجعلك ممن يحبهم الله(مقالة - آفاق الشريعة)
  • أناس يحبهم رسول الله صلى الله عليه وسلم (خطبة)(مقالة - موقع د. محمود بن أحمد الدوسري)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 9/11/1446هـ - الساعة: 17:29
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب