• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    في تحريم تعظيم المذبوح له من دون الله تعالى وأنه ...
    فواز بن علي بن عباس السليماني
  •  
    كل من يدخل الجنة تتغير صورته وهيئته إلى أحسن صورة ...
    فهد عبدالله محمد السعيدي
  •  
    محاضرة عن الإحسان
    د. عطية بن عبدالله الباحوث
  •  
    ملامح تربوية مستنبطة من قول الله تعالى: ﴿يوم تأتي ...
    د. عبدالرحمن بن سعيد الحازمي
  •  
    نصوص أخرى حُرِّف معناها
    عبدالعظيم المطعني
  •  
    فضل العلم ومنزلة العلماء (خطبة)
    خميس النقيب
  •  
    البرهان على تعلم عيسى عليه السلام القرآن والسنة ...
    د. محمد بن علي بن جميل المطري
  •  
    الدرس السادس عشر: الخشوع في الصلاة (3)
    عفان بن الشيخ صديق السرگتي
  •  
    القرض الحسن كصدقة بمثل القرض كل يوم
    د. خالد بن محمود بن عبدالعزيز الجهني
  •  
    الليلة التاسعة والعشرون: النعيم الدائم (2)
    عبدالعزيز بن عبدالله الضبيعي
  •  
    حكم مشاركة المسلم في جيش الاحتلال
    أ. د. حلمي عبدالحكيم الفقي
  •  
    غض البصر (خطبة)
    د. غازي بن طامي بن حماد الحكمي
  •  
    كيف تقي نفسك وأهلك السوء؟ (خطبة)
    الشيخ محمد عبدالتواب سويدان
  •  
    زكاة الودائع المصرفية الحساب الجاري (PDF)
    الشيخ دبيان محمد الدبيان
  •  
    واجب ولي المرأة
    الشيخ محمد جميل زينو
  •  
    وقفات مع القدوم إلى الله (9)
    د. عبدالسلام حمود غالب
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / مقالات شرعية / خواطر إيمانية ودعوية
علامة باركود

خواطر إيمانية

خواطر إيمانية
محمود بن أحمد أبو مسلّم

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 12/8/2021 ميلادي - 3/1/1443 هجري

الزيارات: 7580

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

خواطر إيمانية

 

الحمد لله واهب النعم، خالق الكون من العدم، الحق الواحد الأحد المنتقم، أجل نعمه الإسلام، ومن قذف في قلبه الإيمان، هدى الكائنات إليه طوعا وكرها، ومن كفر كان لجهنم حطبا، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، صلّ اللهم وسلّم وبارِك عليه وعلى آله وصحبه وسلّم.

 

وبعد:

فإنه من واجب الدعاة، تقريب الناس إلى الإيمان، كلما بعدوا عنه، وأعادوا بثه فيهم بما يناسب المقام والحال، إذ يتهافت الناس في نيران الدنيا تهافت الفراش، لا يميزون بينها وبين نور الهدى، ويضل الكثير درب السعادة، وخير العبادة.. الإيمان بالله!

 

روى البخاري ومسلم في صحيحيهما عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: " سُئِلَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلّم أَيُّ الْأَعْمَالِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: إِيمَانٌ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ"، والإيمان هو الأمر الذي من أجله قامت السماوات والأرض، وخلقت الجنة والنار، ومن أجله بعث الله الرسل والأنبياء، وهو سبب الموالاة والعداوة، فالمؤمنون يسعون لإرضاء ربهم بإيمانهم، ثم يدعون غيرهم للإيمان. ومن كفروا ربهم، يسعون لدحضه، وانتقاص من آمن، بل ويدعونهم إلى الكفر والإلحاد، ولو تأملت في صراع الأمم مع دولة الإسلام، وتكالبهم عليها، لأيقنت أن أصل هذا كلّه، إنما هو الإيمان!.

 

وهذه خاطرات إيمانية رجوت الله أن تكون لك كالنبراس، يدلك على الطريق القويم والهدى المستقيم، والله وحده هو الهادي إلى سواء الصراط.

 

خاطرة: الإيمان حبل متين له طرفان:

اعلم - أعزك الله - أن الإيمان حبل متين له طرفان، طرف في السماء وآخر في الأرض، أما طرف السماء فهو الإيمان بالله وحده، لا شريك له، وبملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وقدره خيره وشرّه، ثم بحبه سبحانه، وحب ما يقربك إليه، ومعرفة أسمائه وصفاته الحسنى، وطاعة أوامره وحبها واجتناب معصيته ونواهيه وبغضها، وحب شريعته، وفعل كلّ ما هو خاصّ به وحده، لا شريك له فيه، كالصلاة، والحج، والصوم، وقراءة القرآن، والذكر وكل عبادة ثبتت في الكتاب والسنة إنما هي له وحده سبحانه، ثم اجتناب أن تدخل معه شريكًا فيما خصّ به نفسه جلّ وعلا، كالدعاء، والاستعانة، والتوكل، وحب غيره أكثر منه، وحب طاعة غيره على حب طاعته هو، إن تعارضت مع طاعته سبحانه.

 

وكذلك طاعة رسوله صلّى الله عليه وسلّم فهي من طاعة الله، وحبه من حب الله جلّ في علاه؛ ﴿ قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾ [آل عمران: 31]، وقال سبحانه: ﴿ مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ وَمَنْ تَوَلَّى فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا ﴾ [النساء: 80]، فطاعته وحبه وحب سنته من الإيمان بالله وحده سبحانه أيضا.

 

وهذا الطرف، هو أمتن الطرفين، وينبغي أن تنظر دومًا في قلبك وتفتش عنه هل قصرت فيه أو لا، ثم تنظفه مما قد يعلق به من ران يحجب عنه نور الإيمان، فتجدده وتنظفه دوما، بالذكر والطاعة، واليقين بالله، والتوكل عليه، والرضى به وعنه وحده جلّ في علاه، هذا واجب عليك كلّ ساعة في عمرك بلا مبالغة.

 

وأما الطرف الآخر، فهو طرف للخلق، وضعه الله عزَّ وجلَّ في الأرض، وبيّن لك تفاصيله رسوله محمّد صلّى الله عليه وسلّم، لا لشيء إلا للحفاظ على نسيج المجتمع الإيماني وترابطه وقوته، فيصير مجتمعًا واحدًا قائمًا على الإيمان بالله وحده، فوحدة المجتمع وقوة نسيجه هي السبيل القويم للمحافظة على الإسلام والإيمان. فالأمم القوية إنما تقوم على الترابط والوحدة، ولا تقوم على التشرذم والفرقة، ومن أمثلة هذا الطرف، الصلاة في الجماعة، وتسوية الصفوف، وأن تحب أخيك في الله لطاعته إياه، وتُعلمه ذلك، وتبغضه في الله لمعصيته الإله، فإن تاب وعاد، أحببته، وأن تحب له ما تحب لنفسك، وأن تكره له ما تكره لنفسك، ومنها، إطعام الطعام، وإفشاء السلام، وكفّ الأذى عن المسلمين باليد واللسان، وإماطة الأذى عن الطريق، وحسن العهد والوفاء من الإيمان، والحياء من الإيمان، وعيادة المسلم إذا مرض، واتباع جنازته، واجابة دعواه، وتشميته اذا عطس، والستر عليه، ونصحه في الله، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر.

 

وهذه الخصال، وغيرها، قد تهاون بها الناس، في وقت انهارت فيه منظومة الأخلاق، لم تشهد الأمة مثله قط!.

 

وهذه الأسباب وإن كان ظاهرها البساطة، كإفشاء السلام وتشميت العاطس، لكنها عظيمة الأثر في القلوب، ويعرف قدر ذلك من داوم عليها، فهي الجزيئات والحبيبات المكونة للرابطة الإيمانية بين المسلمين، من استكملها فقد استكمل الإيمان، وأحكم الرباط بينه وبين إخوانه، ولما قصّرنا فيها، انتشرت فينا الأكلة حتى كادت تأتي على نسيج المجتمع المسلم، وتلاشت روابط الإيمان.

 

تأمل قوله صلّى الله عليه وسلّم: « لَا تَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى تُؤْمِنُوا، وَلَا تُؤْمِنُوا حَتَّى تَحَابُّوا، أَوَلَا أَدُلُّكُمْ عَلَى شَيْءٍ إِذَا فَعَلْتُمُوهُ تَحَابَبْتُمْ، أَفْشُوا السَّلَامَ بَيْنَكُمْ »، كيف جعل سبب دخول الجنة الحب في الله، وسبب هذا الحب إفشاء السلام!.

 

سبحان الله، إفشاء السلام، الذي صار لا يكون إلا للشخص الذي تعرفه، أو تكون مضطرًا له، كما جاء في الحديث عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: « بَيْنَ يَدَيِ السَّاعَةِ: تَسْلِيمُ الْخَاصَّةِ، وَفُشُوُّ التِّجَارَةِ حَتَّى تُعِينَ الْمَرْأَةُ زَوْجَهَا عَلَى التِّجَارَةِ، وَقَطْعُ الأَرْحَامِ، وَفُشُوُّ الْقَلَمِ، وَظُهُورُ الشَّهَادَةِ بِالزُّورِ، وَكِتْمَانُ شَهَادَةِ الْحَقِّ »؛ رواه البخاري في "الأدب المفرد"، وهو صحيح الإسناد.

 

خاطرة: الإيمان يُعَلَّم ويُدرّس:

ربما كان الإيمان شيء وقر في القلب، وهذا حق، لكن للإيمان تكملة من العلم، فللإيمان فرائض وآداب وشعب، وعند البخاري معلقًا: كَتَبَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ إِلَى عَدِيِّ بْنِ عَدِيٍّ: إِنَّ لِلْإِيمَانِ فَرَائِضَ وَشَرَائِعَ وَحُدُودًا وَسُنَنًا، فَمَنِ اسْتَكْمَلَهَا اسْتَكْمَلَ الْإِيمَانَ، وَمَنْ لَمْ يَسْتَكْمِلْهَا لَمْ يَسْتَكْمِلِ الْإِيمَانَ، فَإِنْ أَعِشْ فَسَأُبَيِّنُهَا لَكُمْ حَتَّى تَعْمَلُوا بِهَا، وَإِنْ أَمُتْ فَمَا أَنَا عَلَى صُحْبَتِكُمْ بِحَرِيصٍ.

 

لذلك صرّح الصحابة كثيرًا بهذا الأمر، أنهم تعلّموا الإيمان، قبل أن يتعلموا القرآن، ثم تعلّموا القرآن فازدادوا به إيمانًا، وتعلم القرآن من كمال الإيمان، فقال جندب البجلي رضي الله عنه: كُنَّا غِلْمَانًا حَزَاوِرَةً مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلّم فَيُعَلِّمُنَا الإِيمَانَ قَبْلَ الْقُرْآنِ، ثُمَّ يُعَلِّمُنَا الْقُرْآنَ فَازْدَدْنَا بِهِ إِيمَانًا، وَإِنَّكُمُ الْيَوْمَ تُعَلَّمُونَ الْقُرْآنَ قَبْلَ الإِيمَانِ. ومثله عن عبد الله بن عمر رضي الله عنه: " لَقَدْ عِشْنَا بُرْهَةً مِنْ دَهْرِنَا، وَأَحَدُنَا يُؤْتَى الإِيمَانَ قَبْلَ الْقُرْآنِ، وَتَنْزِلُ السُّورَةُ عَلَى مُحَمَّدٍ صلّى الله عليه وسلّم فَنَتَعَلَّمُ حَلالَهَا وَحَرَامَهَا، وَآمِرَهَا وَزَاجِرَهَا، وَمَا يَنْبَغِي أَنْ يَقِفَ عِنْدَهُ مِنْهَا، كَمَا تَعَلَّمُونَ أَنْتُمُ الْيَوْمَ الْقُرْآنَ، ثُمَّ لَقَدْ رَأَيْتُ الْيَوْمَ رِجَالا يُؤْتَى أَحَدُهُمُ الْقُرْآنَ قَبْلَ الإِيمَانِ، فَيَقْرَأُ مَا بَيْنَ فَاتِحَتِهِ إِلَى خَاتِمَتِهِ مَا يَدْرِي مَا آمِرُهُ وَلا زَاجِرُهُ، وَلا مَا يَنْبَغِي أَنْ يَقِفَ عِنْدَهُ مِنْهُ، فَيَنْثُرَهُ نَثْرَ الدَّقَلِ"، وكذا روي مثله عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه.

 

وإذا كنا نشكو غياب الفهم الصحيح للإيمان، وانتشار التطرف، فلابد من مواجهة ذلك إذا بطريقة صحيحة، وهي تعليم النشأ الإيمان وشعبه، والتوحيد السليم، فالحل الأمثل لصناعة أجيال فريدة وإعادة ما كان عليه الجيل الأول هو بث الإيمان الصافي والتوحيد الخالص بين المسلمين، ليمس قلوب الناس، لكن ذلك لن يكون إلا بتضافر جهود الدعاة والدول والأفراد، وأما عشوائية الخبط، والإصرار – مثلا - على تهميش الدين كمادة أصلية للدراسة، فلن يفرز لنا سوى مزيدا من التطرف وسوء الفهم.

 

إذ القلوب المتعطشة تحتاج إلى ارتواء، والروح تشتاق إلى القرب من ربّ السماء، فإذا لم نبادر بسقايتها، سيبحث الناس، والشباب خاصة، عن ورد آخر، وليكن ما يكن حينئذ، فربما سُقي الكفر والإلحاد، وربما نهل من فكر الضلال، حتى صار الأمر كما ترى، إما باحث عن مبرر ليكفر به الناس، أو باحث عن تبرير لكفره بالله!

 

وهذه خطيئة سنوات كثيرة سالفة من الإصرار على تبديل الإيمان وتحريف التوحيد، أو تهميشه، فأفرز لنا ذلك شتى أنواع الفكر المنحرف وسوء الفهم، إما نتيجة لغيرة زائدة أو أفهام فاسدة، وينسى الناس أن دين الله محكم لا مكر به ينفع، ولا التفاف عليه ينجع، بل كلّما فرطت الأمة في صحيح إيمانها وتوحيدها، كلّما أفرزت أجسامها، جسومًا مضادة شرسة لتواجه هذا التفريط؛ ﴿ وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الأَرْضُ وَلَكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ ﴾ [البقرة: 251].

 

والأولى بنا، ما كان عليه الأمر الأول، غرس الإيمان والتوحيد الصافي العذب، في النفوس أولا، بلا تشويه أو تهميش!

 

خاطرة: الإيمان سهل سمح غير معقد ولا مركب

وقر الإيمان في القلوب بالقرآن وحده، بكلام الله، لم يشترط فهمًا خاصًا، ولا عقلية فذة، لقد كان بهذه البساطة، التي استقبلتها به قلوب الأعراب، والأميين. نعم، وقع في قلوبهم سهلًا ومهيبًا في ذات الوقت. كان مجرد النطق بالشهادتين يحول قلوب الناس تمامًا، حتى الأطفال والصبيان، حتى العبيد والإماء.

 

إن أمر الإيمان لا يحتاج منا إلا كما قالت الرسل لقومها: ﴿ يَاقَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ ﴾ [الأعراف: 59]، وفي حديث "الصحيح" عَنْ أَبِي أَيُّوبَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَنَّ رَجُلًا قَالَ لِلنَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلّم: أَخْبِرْنِي بِعَمَلٍ يُدْخِلُنِي الْجَنَّةَ. قَالَ: مَا لَهُ، مَا لَهُ، وَقَالَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلّم: « أَرَبٌ مَا لَهُ تَعْبُدُ اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا، وَتُقِيمُ الصَّلَاةَ، وَتُؤْتِي الزَّكَاةَ، وَتَصِلُ الرَّحِمَ "، هكذا، بلا أدنى تعقيدات، بلا شُبَه أو تخييل، بل أكثر من ذلك بساطة، اكتفى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بجواب هذه الأمة لما سألها: أَيْنَ اللَّهُ؟ قَالَتْ: فِي السَّمَاءِ، قَالَ: مَنْ أَنَا؟ قَالَتْ: أَنْتَ رَسُولُ اللَّهِ، قَالَ: أَعْتِقْهَا، فَإِنَّهَا مُؤْمِنَةٌ. انتهى.

 

ولقد كان مالك الإمام عبقريًّا في جوابه حين اسْتَأْذَنَ عَلَيْهِ رَجُلٌ مِنَ الشَّامِيِّينَ فَأَذِنَ لَهُ، فَسَلَّمَ، ثُمَّ قَالَ: اشْفِنِي يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ، شَفَاكَ اللَّهُ قَالَ: وَمَا وَرَائِكَ؟ قَالَ: أَخْبِرْنِي عَنْ قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: ﴿ الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى ﴾ [طه: 5]، كَيْفَ اسْتَوَى؟ قَالَ: فَأَطْرَقَ مَلِيًّا ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ، فَقَالَ: الاسْتُوَاءُ غَيْرُ مَجْهُولٍ، وَالْكَيْفُ غَيْرُ مَعْقُولٍ، وَالإِيمَانُ بِهِ وَاجِبٌ، وَالسُّؤَالُ عَنْهُ بِدْعَةٌ، قُمْ عَنِّي، لا أَقَامَ اللَّهُ رِجْلَيْكَ، فَمَا أَرَاكَ إِلا ضَالا"، أغلق رحمه الله بابا في زمنه لم يستطع من بعده إغلاقه، إذ لم يكن من هدي السلف التكلف في السؤال عن أمور لم يطالبوا بالبحث فيها أو بفهمها على وجهها الأكمل، وهذا هو عين قوله صلّى الله عليه وسلّم: « دَعُونِي مَا تَرَكْتُكُمْ إِنَّمَا هَلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ بِسُؤَالِهِمْ وَاخْتِلَافِهِمْ عَلَى أَنْبِيَائِهِمْ، فَإِذَا نَهَيْتُكُمْ عَنْ شَيْءٍ فَاجْتَنِبُوهُ، وَإِذَا أَمَرْتُكُمْ بِأَمْرٍ فَأْتُوا مِنْهُ مَا اسْتَطَعْتُمْ »، أخرجاه.

 

لابد أن يتحدث الدعاة عن الإيمان بهذه البساطة التي تحدث بها الأنبياء مع قومهم، وغلق أبواب الشبهات على الناس، وإعادة طرح مسائل الإيمان بأسلوب سلس سهل بعيد عن الخلافات وعن التعمق في أمور يضر الدخول فيها ولا يفيد.

 

 

دعوة: من الأمور التي تعصر القلوب، والتي أصبحت سيمة من سيمات هذا العصر، الخلاف العقدي المستمر والذي لا يهمد أبدًا بين أبناء الإسلام، وأصبح إطلاق التهم العصبية والخطيرة فيما بينهم أمرًا مستساغًا، الأمر الذي يعود بالسلب على المتلقي العادي الذي لا يعلم فيم يتحدث هؤلاء!

 

والمستغرب حقًّا، أنه ما من دعوة قامت لتجمع هذه التوجهات على منضدة واحدة لمناقشة هذه الخلافات وجهًا لوجه بتجرد وإخلاص بدلًا من الكتابات والفيديوهات المنتشرة والتي تنتهي غالبًا بانتصار للرأي وطعن المخالف!

 

إن تقريب وجهات النظر بالمؤتمرات والدورات العلمية الدؤوبة، والأعمال البحثية المتجردة الممزوجة بحسن الظن في المخالف لهو أولى خطوات لم شمل المسلمين مرة أخرى.

 

خاطرة: اثبت .. ثبتنا الله وإياك.

الثبات على الحق والإيمان هو الاختبار الحقيقي الذي ندخله كلّ ساعة، والثبات يحتاج إلى أمور ثلاثة:

 

سؤال الله تعالى الإيمان أولًا، ثم المجاهدة على طاعته ثانيًا، وأمر نسبي وهو التعلم والتزود من العلم ثالثًا.

 

وأما سؤال الله تعالى، فعند مسلم من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله تعالى عنه قال، قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: "إِنَّ قُلُوبَ بَنِي آدَمَ كُلَّهَا بَيْنَ إِصْبَعَيْنِ مِنْ أَصَابِعِ الرَّحْمَنِ كَقَلْبٍ وَاحِدٍ يُصَرِّفُهُ حَيْثُ يَشَاءُ "، ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلّم: " اللَّهُمَّ مُصَرِّفَ الْقُلُوبِ صَرِّفْ قُلُوبَنَا عَلَى طَاعَتِكَ "، وفي غير لفظ مسلم: " يَا مُقَلِّبَ الْقُلُوبِ، ثَبِّتْ قَلْبِي عَلَى دِينِكَ "، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، آمَنَّا بِكَ وَبِمَا جِئْتَ بِهِ فَهَلْ تَخَافُ عَلَيْنَا؟ قَالَ: " نَعَمْ، إِنَّ الْقُلُوبَ بَيْنَ أُصْبُعَيْنِ مِنْ أَصَابِعِ اللَّهِ يُقَلِّبُهَا كَيْفَ يَشَاءُ ".

 

وعند مسلم أيضا، من حديث أبي هريرة أن النبي صلّى الله عليه وسلّم قال: " بَادِرُوا بِالأَعْمَالِ فِتَنًا كَقِطَعِ اللَّيْلِ الْمُظْلِمِ، يُصْبِحُ الرَّجُلُ مُؤْمِنًا، وَيُمْسِي كَافِرًا، أَوْ يُمْسِي مُؤْمِنًا، وَيُصْبِحُ كَافِرًا، يَبِيعُ دِينَهُ بِعَرَضٍ مِنَ الدُّنْيَا".

 

وهذا الأمر الثاني للثبات على الإيمان، وهو الطاعة والجهاد عليها، والصبر والاصطبار، قال سبحانه: ﴿ وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لا نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى ﴾ [طه: 132]، وكذا الصبر على مطلق الذكر كالاستغفار والتسبيح والتهليل وقراءة القرآن، والصوم وقيام الليل، وغيرها من العبادات، ما استطعت وقدرت، ولا يكلف الله نفسًا إلا ما وسعها.

 

والأمر الأخير، وهو التزود دوما من العلم النافع، وهو ما قرّب إلى الله ورسوله، فتعلم التفسير والفقه والحديث أمر مهم، ويجب تقريبه إلى الناس أكثر وأكثر، خاصة مع ضعف اللغة العربية لدى الغالبية الآن، ثم العلوم الأخرى التي توصل إليها الإنسان بالبحث والتجربة، في شتى المجالات، الإنسانية والتجريبية، لكن كما ذكرت هذا الأمر نسبي، يتفاوت من شخص لآخر، فالعلوم الضرورية التي تقيم دين المسلم واجب على كل مسلم تعلمها، ولا يسعه جهلها، وما أذكر ههنا، عن العلوم الشرعية، أو الإنسانية، فهو فضل، يعين المسلم على التدبر في دين الله، وكذا في آيات الله حوله وهذا أمر أصبح قريبًا الآن، ﴿ قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ ۚ ثُمَّ اللَّهُ يُنشِئُ النَّشْأَةَ الْآخِرَةَ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴾ [العنكبوت: 20]، فتأمل آيات الله في الكون ومعرفة أسبابها لمعين قوي على تأكيد إيمان الناس بقدرة الله تعالى وأن هذا الدين حق وأن الإيمان أعظم نعم الله على الإنسان، والحمد لله رب العالمين.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • خواطر إيمانية حول منظومة (سلم الوصول) في التوحيد (1)
  • خواطر إيمانية حول منظومة (سلم الوصول) في التوحيد (2)
  • خواطر إيمانية حول منظومة (سلم الوصول) في التوحيد (3)
  • خواطر إيمانية
  • حقائق إيمانية يجب أن تدرك

مختارات من الشبكة

  • خواطر إيمانية حول منظومة سلم الوصول (13)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • خواطر إيمانية حول منظومة سلم الوصول (12)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • خواطر إيمانية حول منظومة سلم الوصول (11)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • خواطر إيمانية حول منظومة سلم الوصول (10)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • خواطر إيمانية حول منظومة سلم الوصول (9)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • خواطر إيمانية حول منظومة (سلم الوصول) في التوحيد (8)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • خواطر إيمانية حول منظومة (سلم الوصول) في التوحيد (7)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • خواطر إيمانية حول منظومة (سلم الوصول) في التوحيد (6)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • للقلوب الرقيقة "خواطر وتأملات إيمانية"(مقالة - آفاق الشريعة)
  • خواطر إيمانية حول منظومة (سلم الوصول) في التوحيد (5)(مقالة - آفاق الشريعة)

 


تعليقات الزوار
1- شكر
زينب - مصر 25-04-2022 10:05 PM

بارك الله فيكم ونفع بكم

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 0:55
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب