• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    فضل يوم النحر
    محمد أنور محمد مرسال
  •  
    تخريج حديث: إذا أتى أحدكم البراز فلينزه قبلة ...
    الشيخ محمد طه شعبان
  •  
    تحفة الرفيق بفضائل وأحكام أيام التشريق (خطبة)
    السيد مراد سلامة
  •  
    من أقوال السلف في أسماء الله الحسنى: (العزيز، ...
    فهد بن عبدالعزيز عبدالله الشويرخ
  •  
    {إن أكرمكم عند الله أتقاكم}: فوائد وعظات
    د. محمد أحمد صبري النبتيتي
  •  
    إمساك المضحي عن الأخذ من الشعر والظفر في عشر ذي ...
    د. عبدالله بن يوسف الأحمد
  •  
    وقفات مع عشر ذي الحجة (1)
    د. عبدالسلام حمود غالب
  •  
    خطبة عيد الأضحى 1446هـ (مختصرة وشاملة)
    رمضان صالح العجرمي
  •  
    فتاوى الطلاق الصادرة عن سماحة مفتي عام المملكة ...
    أ. د. عبدالله بن محمد الطيار
  •  
    عناية النبي بضبط القرآن وحفظه في صدره الشريف
    الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي
  •  
    على علم عندي
    عبدالسلام بن محمد الرويحي
  •  
    عظمة الإسلام وتحديات الأعداء - فائدة من كتاب: ...
    د. هيثم بن عبدالمنعم بن الغريب صقر
  •  
    خطبة: أهمية التعامل مع الأجهزة الإلكترونية
    عدنان بن سلمان الدريويش
  •  
    نصيحتي إلى كل مسحور باختصار
    سلطان بن سراي الشمري
  •  
    الحج عبادة العمر: كيف يغيرنا من الداخل؟
    محمد أبو عطية
  •  
    تفسير سورة البلد
    أبو عاصم البركاتي المصري
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / منبر الجمعة / الخطب / الرقائق والأخلاق والآداب
علامة باركود

جددوا يا عباد الله توبتكم (خطبة)

جددوا يا عباد الله توبتكم (خطبة)
الشيخ عبدالله محمد الطوالة

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 10/4/2021 ميلادي - 28/8/1442 هجري

الزيارات: 14809

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

جددوا يا عباد الله توبتَكم

 

الحمدُ للهِ الذي جعلَ في اختلاف الليلِ والنهارِ آيةً وذكرا، وجعلَ هذهِ الدار زادًا ومعْبرًا إلى الدار الأخرى، والحمدُ للهِ الذي يسَّرَ لمَن شاءَ من عباده الهدى واليُسْرى، وجزاهُم بفضله على الحسنةٍ الواحدةٍ عشرًا.. ﴿ ذَلِكَ أَمْرُ اللَّهِ أَنْزَلَهُ إِلَيْكُمْ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْرًا ﴾ [الطلاق: 5].

 

وأشهدُ أن لا الهً إلا اللهُ وحدهُ لا شريكَ لهُ، ولا ربَّ لنا سواه: ﴿ فَاتَّقُوا اللَّهَ يَا أُولِي الأَلْبَابِ الَّذِينَ آمَنُوا قَدْ أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكُمْ ذِكْرًا ﴾ [الطلاق: 10].

 

وأشهدُ أن محمدًا عبدُ الله ورسولهُ، ومصطفاه وخليله، بعثه الله للثقلين رحمةً وبُشرى، مَن صلَّى عليهِ مرةً صلَّى اللهُ عليهِ بها عشرًا.. اللهم صلِّ وسلَّم وبارك عليه، وعلى آله وصحبهِ الأرفعينَ قدْرًا، والأطيبينَ ذكْرًا، والتابعين ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين، وسلَّمَ تسليمًا كثيرًا.

 

أمَّا بعدُ: فاتقوا اللهَ عبادَ اللهِ، واعلموا أنَّ أعظمَ ما يُوصِي به المرءُ أخاهُ في اللهِ، أنْ يتَّقي اللهَ ربَّهُ ومولاهُ، ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ ﴾ [آل عمران: 102]، وسارعوا إلى مغفرةِ ربكم وجنَّاتهِ، وأجيبوا داعيَ اللهِ واسعوا لمرضاتهِ، بادروا زمنكم واستثمروا لحظاتهِ، وتعرضوا لنفحاتِ ربكم ورحماتهِ، وتزودوا ما وسِعكم من طاعاته وعباداتهِ، فما أسرعَ أن يمضي العمرُ وتنقضي أوقاتهُ.. اليومَ عملٌ ولا حساب، وغدًا حسابٌ ولا عمل، والكيِّسُ الفِطن من دانَ نفسَهُ وعمِلَ لما بعد الموتِ، والعاجِزُ المتواني من أتبعَ نفسَه هواها، وتمنَّى على الله الأماني.

 

ثم تأمَّلوا يا عبادَ اللهِ في الأحوال، وانظروا في العواقِب، فالسعيدُ من لازَمَ طّاعةَ ربه ومولاهُ، ورفعَ أكُفَّ الضراعةِ مخلصًا ودعاه، وجدَّ في محاسبةِ نفسهِ وإصلاحِ ما اجْترحت يداهُ، والمخذول: مَن ركِبَ سفينَةَ غيِّهِ وهواهُ، وانساقَ مع النفسَ والشيطانَ فاردياهُ.. ﴿ مَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ ﴾ [فصلت: 46].

 

بالذكرى يا عباد الله: تلينُ القلوبُ وتخشَع، وتنجَلي غُيومُ الغَفلةِ وتتقَشِع، فطوبى لمن كان لنفسه ناصحًا، وكان عمله كله صالِحًا، ولوجه اللهِ تبارك وتعالى خالِصًا.. طُوبى لمن تَواضَعَ في غيرِ مذلَّةٍ، وتصدّقَ في غير مَعصيةٍ، واقتدى بأهل العِلم والخَشيةِ، ﴿ أَفَمَنْ يَعْلَمُ أَنَّمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ الْحَقُّ كَمَنْ هُوَ أَعْمَى إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الأَلْبَابِ ﴾ [الرعد: 19].

 

معاشر المؤمنين الكرام: العاقلُ الموفق: من تفكّرَ في مآله، فجدَّ واجتَهدَ في صالح أعمالِه، نظرَ في المصِير فجانَبَ التّقصيرَ، خاف من ذُلِّ المقامِ بين يديِّ الملكِ العلام، فاجتنَبَ الحرامَ وهجرَ الأثام.. وللهِ درُّ أقوامٍ ﴿ إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ ﴾ [الأعراف: 201]، نظروا في عيوبهم، فاستغفروا لذنوبهم، ﴿ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ * أُولَئِكَ جَزَاؤُهُمْ مَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ ﴾ [آل عمران: 135 - 136].

 

من بادرَ الأعمالَ استدركَها، ومن جاهَد نفسَه مَلكَها، ومن سارَ على الطريق سَلكها، ومن طلب التّقوى بصدقٍ أدركها.. ﴿ يَا قَوْمِ إِنَّمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا مَتَاعٌ وَإِنَّ الآخِرَةَ هِيَ دَارُ الْقَرَارِ * مَنْ عَمِلَ سَيِّئَةً فَلا يُجْزَى إِلا مِثْلَهَا وَمَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ يُرْزَقُونَ فِيهَا بِغَيْرِ حِسَابٍ ﴾ [غافر: 39، 40].

 

ها هي التوبةُ يا عباد الله: قد فُتِحت لكم أبوابُها.. وحلَّ بينكم زمانها وآنَ أوانُها.. نعم أيها الكرام: آن لنا والله أَن نجدِّدَ توباتنا، وأن نفِرَّ سِراعا إلى ربنا ومالك أمرنا.. فهو القائل سبحانه وبحمده: ﴿ فَمَنْ تَابَ مِنْ بَعْدِ ظُلْمِهِ وَأَصْلَحَ فَإِنَّ اللَّهَ يَتُوبُ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾ [المائدة: 39].. فأدعوكم أحبتي في الله ونفسي لأن نفتحَ صفحةً جديدةً مع الله، ولتكن صفحةً بيضاء مُشرقة، نبدأها بتوبةٍ صادقةٍ ناصحة، ونيَّةٍ وعزيمةٍ مُؤكدةٍ، أن لا ندع فُرصةَ رمضان تفوتنا كما فاتنا غيرها من الفرص السابقة.. فرحم الله عبدًا سارع إلى طاعة ربه ومولاه، واتخذ قرارهُ وغلبَ هواه؛ فكان له من عظيم الأجر ما تقرُّ به يوم القيامةِ عيناه: ﴿ أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَا عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ وَإِنْ كُنْتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ ﴾ [الزمر: 56].

 

أما وقد ارتبطت التوبة في أذهان الكثيرين بالإقلاع عن الذنوب والمعاصي، وكأنها لا تُناسبُ إلا العُصاة والمذنبين.. فإنَّ هذا تضييقٌ ليس بصحيح، فالتوبةُ ليستِ لمغفرة الذنوبِ فقط، بل هي بذاتها عبادةٌ جليلةٌ مُستقلةٌ، مطلوبةٌ من الجميع، الصالح والطالح، المحسن والمسيء، المذنب وغير المذنب، جميعهم مُطالبون بالتوبة، وبشكلٍ مُستمر، وفي كلِّ وقتٍ وحين.. تأمَّل قولَ الحقِّ جلَّ وعلا: ﴿ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴾ [النور: 31].. وقوله عليه الصلاة والسلام: "يا أيها الناس توبوا إلى الله واستغفروه، فإني أتوبُ إلى الله في اليوم مائة مرة"، فإذا كان هذا حالُ سيدِ البشر، ومن غُفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، فما الذي ينبغي أن يكونَ عليه حالنا.. بل إن التوبة يا عباد الله من أحبِّ الأعمالِ الصالحةِ إلى اللهِ، ففي الحديث الصحيحِ: " لَلَّهُ أَشَدُّ فَرَحًا بِتَوْبَةِ عَبْدِهِ مِن أَحَدِكُمْ إِذَا اسْتَيْقَظَ علَى بَعِيرِهِ، قدْ أَضَلَّهُ بِأَرْضِ فلاةٍ ".

 

وإذا كان المؤمنون جميعًا مُطالبون بالتوبة: ﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا ﴾ [التحريم: 8].. فهذا دليلٌ على شدَّةِ أهميتها، وعلى أنهم جميعًا في أمسِّ الحاجةِ إليها، كما هو الحالُ في طلب الهداية المتكرِّرِ على الدوام، ﴿ اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ ﴾ [الفاتحة: 6].. فكما أنَّ المؤمنينَ جميعًا في أمسِّ الحاجةِ إلى طلب الهدايةِ باستمرار.. فهم جميعًا في أمسِّ الحاجةِ للتوبة كذلك.

 

فجدِّدوا يا عباد الله توبتكم، وتداركوا بصادق التوبةِ ما فاتكم، واحذروا الغفلاتِ فإنَّها دركاتٌ، وبادِروا نفيسَ الأوقات واللحظات، واستكثِروا من الطاعات والصالحات، ونافسوا في الخيرات والمكرمات، وتعرضوا للرحمات والنفحات.. والجِدَّ الجِدَّ تغنَمُوا، والبِدارَ البِدَارَ أن لا تندَمُوا.. ﴿ أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يَاحَسْرَتَا عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ وَإِنْ كُنْتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ ﴾ [الزمر: 56]..

بارك الله..

 

الخطبة الثانية

الحمد لله وكفى، وصلاة وسلامًا على عباده الذين اصطفى.

أما بعد: فاتقوا الله عباد الله وكونوا مع الصادقين، فَعَلَى قَدرِ الصِّدقِ يَكُونُ الفَوزُ، قال جلَّ وعلا: ﴿ فَلَوْ صَدَقُوا اللَّهَ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ ﴾ [محمد: 21]، ولا بد للصدق من دليل عملي: قال تعالى: ﴿ أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ * وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ ﴾ [العنكبوت: 2 – 3].

 

معاشر المؤمنين الكرام: جدِّدوا توبتكم، وادخلوا على ربكم بقلبٍ نادمٍ مُتألم، ونفسٍ خاضعةٍ مُنكسِرة، لسانُ الحالِ والمقال: إلاهِي ومولاي وسيدي: يا رب:

بك أستجيرُ فمن يُجيرُ سِواكا
فأجر ضعيفًا يحتمي بحماكا
يا غافرَ الذنبِ العظيمِ وقابلًا
للتوب، قلبٌ تائبٌ ناجاكا
يارب عدتُ إلى رحابك نادِما
مستسلمًا مستمسِكًا بعراكا
أدعوك يا ربِّ لتغفر حوبتي
وتُعينني وتمدني بهداكا
فاقبل دُعائي واستجب لرجاوتي
ما خابَ يومًا من دعا ورجاكا

 

جدِّدوا يا عباد الله توبتكم: فالتّوبةُ من أعظمِ العباداتِ وأحبِّها إلى الله جلَّ وعلا.. بل إنَّ اللهَ جلَّ وعلا يفرحُ بتوبتنا فرحًا عجِيبًا لا تُطِيقُ العِباراتُ وصفُه، في "صحيح مسلم": "لَلَّهُ أَشَدُّ فَرَحًا بِتَوْبَةِ عَبْدِهِ حِينَ يَتُوبُ إِلَيْهِ، مِن أَحَدِكُمْ كانَ علَى رَاحِلَتِهِ بِأَرْضِ فلاةٍ، فَانْفَلَتَتْ منه وَعَلَيْهَا طَعَامُهُ وَشَرَابُهُ، فأيِسَ منها، فأتَى شَجَرَةً، فَاضْطَجَعَ في ظِلِّهَا، قدْ أَيِسَ مِن رَاحِلَتِهِ، فَبيْنَا هو كَذلكَ إِذَا هو بِهَا، قَائِمَةً عِنْدَهُ، فأخَذَ بِخِطَامِهَا، ثُمَّ قالَ مِن شِدَّةِ الفَرَحِ: اللَّهُمَّ أَنْتَ عَبْدِي وَأَنَا رَبُّكَ، أَخْطَأَ مِن شِدَّةِ الفَرَحِ".

 

جدِّدوا يا عباد الله توبتكم: فقدوتنا وأسوتنا، وأمامنا وحبيبنا صلى الله عليه وسلم كان يتوبُ في اليوم الواحد أكثرَ من سبعينَ مرةً، وفي رواية أكثرَ من مائة مرة.. والحديث في صحيح البخاري.

 

جدِّدوا يا عباد الله توبتكم: فربنا العظيم الرحيم جلَّ جَلاله يَنزِلُ في كُلِ ليلةٍ إلى سماءِهِ الدُّنيا نزولًا يليقُ بجلاله وكماله، فينادي: «هل من تائب فأتوب عليه؟ هل من مُستغفر فأغفر له؟.. وجاء في البخاري ومسلم: أن الله تبارك وتعالى: "يبسُطُ يدَهُ بالليل ليتوبَ مُسيءُ النهارِ، ويبسُطُ يدَهُ بالنهار ليتوبَ مُسيءُ الليل حتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِن مغْرِبِها".

 

جدِّدوا يا عباد الله توبتكم: فربُّنا العفو الغفور يقول عن نفسه العلية: ﴿ وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى ﴾ [طه: 82].. ويقول جلَّ وعلا: ﴿ فَمَنْ تَابَ مِنْ بَعْدِ ظُلْمِهِ وَأَصْلَحَ فَإِنَّ اللَّهَ يَتُوبُ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾ [المائدة: 39].. وصحَّ عنهُ صلى الله عليه وسلم أنه قال: "التَّائِبُ مِنَ الذَّنْبِ كَمَنْ لَا ذَنْبَ لَهُ".

 

جدِّدوا يا عباد الله توبتكم: فالله تبارك وتعالى يقول: ﴿ يُرِيدُ اللَّهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمْ وَيَهْدِيَكُمْ سُنَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَيَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ * وَاللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيمًا * يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ وَخُلِقَ الْإِنْسَانُ ضَعِيفًا ﴾ [النساء: 27].

 

جدِّدوا يا عباد الله توبتكم: فالله جلَّ وعلا يقول: ﴿ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ ﴾ [الحجرات: 11]، ويقول أيضًا سبحانه: ﴿ فَإِنْ يَتُوبُوا يَكُ خَيْرًا لَهُمْ وَإِنْ يَتَوَلَّوْا يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ عَذَابًا أَلِيمًا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَمَا لَهُمْ فِي الْأَرْضِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ ﴾ [التوبة: 74].. ويُنادِينا تبارك وتعالى: ﴿ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴾ [النور: 31].. ويكرِّرُ النِداءَ ويُنوعُه: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَّصُوحًا عَسَى رَبُّكُمْ أَن يُكَفِّرَ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ﴾ [التحريم: 8].

 

جدِّدوا يا عباد الله توبتكم وأبشروا بالقبول، فالله جلَّ وعلا يقول: ﴿ إِنَّمَا التَّوبَةُ عَلَى اللهِ لِلَّذِينَ يَعمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِن قَرِيبٍ فَأُولَئِكَ يَتُوبُ اللهُ عَلَيهِم وَكَانَ اللهُ عَلِيمًا حَكِيمًا ﴾ [النساء: 17].. ويقول سبحانه وبحمده: ﴿ فَمَنْ تَابَ مِنْ بَعْدِ ظُلْمِهِ وَأَصْلَحَ فَإِنَّ اللَّهَ يَتُوبُ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾ [المائدة: 39].. بل إنه جلَّ وعلا بكرمه وفضله ورحمته يقلب السيئات إلى حسنات.. تأملوا قول ربكم جل في علاه: ﴿ إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا ﴾ [الفرقان: 70].

 

أَلا فَمَا أَحرَانَا يا عباد الله وما أولانا: أَن نَتَّقِيَ اللهَ خالقنا ومولانا، صادقين مخلصين، وَأن نَعُودَ إليه تبارك وتعالى نادمين تائبين.. خصوصًا وقد أضلنا زمان التوبة والمغفرة والتقوى.. بلغنا الله وإيَّاكم شهر الخير والهدى، ورزقنا فيه العون والتوفيق لكل ما يحبُّ ربنا ويرضى.

 

ويا ابن آدم عش ما شئت فإنك ميت، وأحبب من شئت فإنك مفارقه، واعمل ما شئت فإنك مجزي به، البر لا يبلى والذنب لا ينسى، والديان لا يموت، وكما تدين تدان.

 





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • عامكم جديد فجددوا (خطبة)
  • هلم يا عباد الله لنتوب (خطبة)

مختارات من الشبكة

  • خطبة جددوا يا عباد الله توباتكم(محاضرة - مكتبة الألوكة)
  • جددوا إيمانكم (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • جددوا إيمانكم(مقالة - آفاق الشريعة)
  • من صفات عباد الرحمن: ملازمة التوبة (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تعقبات الإمام الرسعني على المفسرين لفيصل عباد عبد ربه الهذلي(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • يا عبد الله كيف تكون من أحب عباد الله إلى الله؟(مقالة - آفاق الشريعة)
  • ثمن التوبة(مقالة - آفاق الشريعة)
  • التوبة إلى الله تعالى (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • باب التوبة (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • بشائر التائبين (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • بعد عامين من البناء افتتاح مسجد جديد في قرية سوكوري
  • بعد 3 عقود من العطاء.. مركز ماديسون الإسلامي يفتتح مبناه الجديد
  • المرأة في المجتمع... نقاش مفتوح حول المسؤوليات والفرص بمدينة سراييفو
  • الذكاء الاصطناعي تحت مجهر الدين والأخلاق في كلية العلوم الإسلامية بالبوسنة
  • مسابقة للأذان في منطقة أوليانوفسك بمشاركة شباب المسلمين
  • مركز إسلامي شامل على مشارف التنفيذ في بيتسفيلد بعد سنوات من التخطيط
  • مئات الزوار يشاركون في يوم المسجد المفتوح في نابرفيل
  • مشروع إسلامي ضخم بمقاطعة دوفين يقترب من الموافقة الرسمية

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 8/12/1446هـ - الساعة: 0:14
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب