• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    تخريج حديث: الاستطابة
    الشيخ محمد طه شعبان
  •  
    العشر وصلت... مستعد للتغيير؟
    محمد أبو عطية
  •  
    قصة موسى وملك الموت (خطبة)
    د. محمود بن أحمد الدوسري
  •  
    من أقوال السلف في أسماء الله الحسنى: (الشاكر، ...
    فهد بن عبدالعزيز عبدالله الشويرخ
  •  
    وقفات مع القدوم إلى الله (12)
    د. عبدالسلام حمود غالب
  •  
    تلك الوسائل!
    التجاني صلاح عبدالله المبارك
  •  
    حقوق المسنين (2)
    د. أمير بن محمد المدري
  •  
    تعوذوا بالله من أربع (خطبة)
    عبدالله بن عبده نعمان العواضي
  •  
    حكم المبيت بالمخيمات بعد طواف الوداع
    د. محمد بن علي اليحيى
  •  
    الخواطر والأفكار والخيالات وآثارها في القلب
    عبدالعزيز أبو يوسف
  •  
    طائر طار فحدثنا... بين فوضى التلقي وأصول طلب
    محفوظ أحمد السلهتي
  •  
    محبة القرآن من علامات الإيمان
    الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي
  •  
    ملخص من شرح كتاب الحج (10)
    يحيى بن إبراهيم الشيخي
  •  
    نبذة عن روايات ورواة صحيح البخاري
    د. هيثم بن عبدالمنعم بن الغريب صقر
  •  
    المهاجرون والأنصار رضي الله عنهم والذين جاؤوا من ...
    أ. د. عبدالله بن ضيف الله الرحيلي
  •  
    الحج المبرور
    نورة سليمان عبدالله
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / مقالات شرعية / عقيدة وتوحيد
علامة باركود

فضل تعلم وتعليم شروط لؤلؤة التوحيد لا إله إلا الله

فضل تعلم وتعليم شروط لؤلؤة التوحيد لا إله إلا الله
إبراهيم بن أحمد الشريف

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 15/3/2021 ميلادي - 1/8/1442 هجري

الزيارات: 15763

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

فضل تعلم وتعليم شروط لؤلؤة التوحيد لا إله إلا الله

 

(لا إله إلا الله) هي كلمة التقوى وهي العروة الوثقى وكلمة الشهادة ومفتاح دار السعادة، وهي أساس الدين، والعبد لا يكون مسلمًا حقًا حتى يحقق مدلول هذه الكلمة ويطبق مقصودها؛ فمدلولها لابد من فهمه ومعناها لابد من ضبطه إذ غير نافع بإجماع أهل العلم النطق بها من غير فهم لمعناها ولا العمل بمقتضاها، كما قال الحكمي:

وبشروط سبعة قد قيدت
وفي نصوص الوحي حقا وردت
فإنه لم ينتفع قائلها
بالنطق إلا حيث يستكملها
العلم واليقين والقبول
والانقياد فادر ما أقول
والصدق والإخلاص والمحبة
وفقك الله لما أحبه

 

والكلمة لها معنى ومعناها لا معبود بحق الا الله أي لا يستحق العبادة بجميع أنواعها الظاهرة والباطنة إلا الله، ولها شروط سبعة لا تنفع قائلها إلا باجتماعها بالعبد حتى يكون موحدًا ظاهرًا وباطنًا فمن قالها وفهمها وأداها كان هذا كمالًا لتوحيده وإيمانه، وليس المراد عدّ ألفاظها وحفظها، فكم من عامي اجتمعت فيه والتزمها ولو قيل له عدِّدها لم يحسن ذلك، وكم من حافظ لها تراه يقع فيما يناقضها.

 

يقول فضيلة الشيخ الدكتور/ عائض بن عبدالله القرني[1] حفظه الله: «..والله لو بقيت في حياتك فقط تُعلم «شروط لا إله إلا الله» وحول لا إله إلا الله لتكونن بإذن الله في الفردوس الأعلى».

 

ويقول الشيخ أحمد بن عبدالله الحزيمي: ((إن كلمة "لا إله إلا الله" ليست اسمًا لا معنى لهُ، أو قولًا لا حقيقة لهُ، أو لفظًا لا مضمونَ لهُ، كما قدْ يظنهُ البعضُ بلْ هو اسمٌ لمعنًى عظيم، وقولٌ لهُ معنى جَلِيل، هو أجلُّ من جميع المعانِي في هذهِ الدنيا، وحاصلُه البراءةُ مِنْ عبادة كل ما سِوى الله، والإقبال على الله وحدَهُ طمعًا ورغَبًا، إنابةً وتوكُّلًا، هيبةً لهُ وإجلالًا.


فصاحب "لا إله إلا الله" لا يسألُ إلا الله، صاحب "لا إلهَ إلا الله" لا يستغيثُ ولا يتوسَّلُ إلا بالله، ولا يتوكَّلُ إلا على الله، ولا يرجُو غيرَ الله جلَّ وعلا، صاحب "لا إلهَ إلا الله" لا يَذبحُ إلا لله، لا يصرفُ شيئًا من العبادة والخُضُوع والتذلل إلا لله وحدَهُ.


صاحب "لا إلهَ إلا الله" لا يطوفُ على قَبرٍ، ولا يعتقدُ في وَليٍّ أنْ ينفعَ أوْ يضرَّ، ولا يدعوهُ من دونِ الله. صاحب "لا إله إلا الله" لا يأتِي ساحرًا أوْ مشعوذًا أو كاهنًا. صاحب "لا إله إلا الله" لا يتطَيرُ ولا يتشاءمُ ولا يُعلقُ تَميمةً أوْ حِرْزًا.


فلا إله إلا الله - أيها الموحدونَ - تُحَرِّرُ العبدَ من رقِّ المخلوقينَ والتعلُّقِ بهم وخوفهم ورجائهمْ والعملِ لأجلهمْ إلى التعلُّقِ بالواحدِ الأحدِ الفردِ الصَّمدِ سبحانَهُ.


فالله جل وعلا يقول لسيدِ الموحِّدينَ وأفضَلِ العالمينَ نبيِّنا محمد ﴿ قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ * وَأُمِرْتُ لِأَنْ أَكُونَ أَوَّلَ الْمُسْلِمِينَ * قُلْ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ ﴾[الزمر: 11 - 13].

 

إنَّ جميعَ أعمالِ الإسلامِ دَاخِلةٌ في شهادةِ أنْ لا إله إلا الله؛ منْ إقامةِ الصلاةِ وإِيتاءِ الزكاةِ وصَوم رمضانَ وحج البيتِ لمنِ استطاعَ إليهِ سبيلًا، وكلِّ أمرٍ أمر الله به ورسوله وكل أمرٍ نهى الله عنه ورسوله صَلَّى الله علَيْهِ وسَلَّمَ .[2]))


إن هذه الكلمة العظيمة هي التي أخرجت هذه الأمة إلى الوجود أول مرة، وهى التي رفعتها إلى مقام الخيرية على كل أمم الأرض وكل أمم التاريخ قال تعالى: ﴿  كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِوَتَنْهَوْنَ عَنِ المُنكَرِوَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ ﴾ [آل عمران:110].

 

وهى التي دفعتها للحركة في كل مجال من مجالات الحياة الإنسانية فأوصلتها إلى مرتبة التفوق في جميع الميادين.


لم يكن النطق بـ«لؤلؤة التوحيد لا إله إلا الله» هو الذي صنع ذلك كله! إنما كان هو النطق بها واليقين الذي يملأ القلب بحقيقتها والعمل بمقتضياتها هو الذي صنع كل تلك الأعاجيب التي سجلها التاريخ.


فظل النبي صلى الله عليه وسلم يربي عليها أصحابه رضي الله عنهم في مكة ثلاثة عشر عامًا ثم انتقل بهم معها إلى المدينة إذ أن لا إله إلا الله لا ينتقل منها إلى غيرها ولكن ينتقل معها إلى غيرها.


لقد كانت الأمة الإسلامية تعيش بكيانها كله في عالم الواقع، ولكنها تحلق في عالم المثال واليوم ما أبعد الواقع عن المثال، اليوم تخبطت الأمة على غير هدى إلا من رحم ربك. بدأت الأمة تبتعد رويدًا رويدًا عن حقيقة التوحيد وعن المعاني العظيمة التي تربى عليها الصحب الكرام رضي الله عنهم...

 

«لؤلؤة التوحيد لا إله إلا الله» ليست كلمة مجردة تلوكها الألسنة فحسب دون فهم لمعناها ومعرفة شروطها والعمل بمقتضاها، إنما هي منهج شامل كامل للحياة بأسرها، وقد قرر العلماء بالاستقراء أن «لؤلؤة التوحيد لا إله إلا الله» مفتاح الجنة وأن لها شروط سبعة ومنهم من زادها شرطًا فالعلم واليقين والقبول والانقياد والصدق والإخلاص والمحبة وثامنها الكفر بما يعبد من دون الله، وأن هذه الشروط كالأسنان للمفتاح فإن جئت به فتح لك وإلا لم يفتح، وهي كلمة الإخلاص المنافية للشرك، وكلمة التقوى التي تقي قائلها من الشرك بالله، وهذه الكلمة لها شروط ثقال قيدت بها.


قال الشيخ حافظ بن أحمد حكمي رحمه الله: ((وذكر العلماء لكلمة الإخلاص شروطًا سبعة لا تصح إلا إذا اجتمعت هذه الشروط واستكملها العبد والتزمها بدون مناقضة لشيء منها وليس المراد من ذلك عد ألفاظها وحفظها، فكم من عامي اجتمعت فيه والتزمها ولو قيل عدها لم يحسن ذلك وكم حافظًا لألفاظها يجري فيها كالسهم وتراه يقع فيما يناقضها))[3].


«لؤلؤة التوحيد لا إله إلا الله» لها شروط يجب أن يعمل بها المسلم في الباطن والظاهر، حتى يكون مؤمنًا حقًا مستقيمًا، فهي منهج حياة شامل متكامل فيجب علي من قال هذه الكلمة العظيمة أن يدخل بمجموع حياته في دين الله جل وعلا فلا يعبد إلا الله ولا يستغيث إلا بالله ولا يذبح ولا ينذر إلا لله ولا ينقاد إلا لله ولا يستسلم إلا لله ولا يحب إلا في الله ولا يبغض إلا في الله ولا يتحاكم إلي شريعة غير شريعة الله.


فهي ليست لفظة مجردة وإنما هي واقع حي متحرك يظلل جميع مناحي الحياة، فالذي يقول لا إله إلا الله يجب عليه أن يتعلم معناها ويفهم مقتضاها وشروطها وما تنفيه وما تثبته ويهتم بذلك غاية الاهتمام ويعتني بها غاية الاعتناء.


قيل لوهب بن منبه رحمه الله : ((أليس مفتاح الجنة لا إله إلا الله ؟ قال: بلى ولكن ليس مفتاح إلا له أسنان، فإن جئت بمفتاح له أسنان فتح لك وإلا لم يفتح لك))[4].

 

ذكر عن الحسن البصري أنه قال للفرزدق وهو يدفن امرأته : ((ما أعددت لهذا اليوم ؟ قال : شهادة أن لا إله إلا الله منذ سبعين سنة ، قال الحسن نعم العدة ، لكن للا إله إلا الله شروط فإياك وقذف المحصنات.


وقيل للحسن إن أناسًا يقولون من قال لا إله إلا الله دخل الجنة فقال : من قال لا إله إلا الله فأدى حقها وفرضها دخل الجنة. وقال وهب بن منبه لمن سأله : أليس لا إله إلا الله مفتاح الجنة قال : بلى ، ولكن ما من مفتاح إلا له أسنان فإن جئت بمفتاح له أسنان فتح لكم وإلا لم يفتح لك))[5].

 

وقال ابن القيم رحمه الله: ((في قصيدته النونية مشيرًا إلى أسنان هذا المفتاح الذي تفتح به أبواب الجنة وهي العمل بشرائع الإسلام وتحقيق هذه الشروط.

 

هذا، وفتح الباب ليس
بممكن إلا بمفتاح على أسنان
مفتاحه بشهادة الإخلاص
والتوحيد، تلك شهادة الإيمان
أسنانه الأعمال، وهى شرائع
الإسلام، والمفتاح بالأسنان
لا تلغين هذا المثال فكم به
من حل إشكال لذي العرفان))[6]

 

فإن «شروط لؤلؤة التوحيد لا إله إلا الله» جعلها الله تعالى عنوان الدخول في الإسلام، وثمن الجنة ومفتاحها كما جعلها سبب النجاة من النار ومغفرة الذنوب.


إن من طريقة أهل الزيغ والإفلاس أن يأخذوا من الأحاديث الصحيحة ما يتوافق مع أمزجتهم ويتركون ما يخالفها وإذا لم يجدوا من الأحاديث الصحيحة ما يتفق معهم لجئوا إلى الأحاديث والآثار الضعيفة مع تزيين الشيطان لهم لمعاني الأحاديث الصحيحة المخالفة لأمزجتهم، فلما عثروا على هذا الحديث الصحيح (من قال لا إله إلا الله دخل الجنة)[7].

 

أخذوه بلهفه وانتشروا به حتى تفلتت أمتنا الحبيبة من التكاليف وأصبح الإيمان مجرد قول فقط.


فدخل الشرك بنوعيه الأكبر والأصغر فلا خوف لأنهم ما داموا يقولون لا إله إلا الله فهم مؤمنون صادقوا الإيمان ومعلوم أن الإيمان قول وعمل يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية.


قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: ((والإيمان عند أهل السنة والجماعة هو الإقرار بالقلب والنطق باللسان والعمل بالجوارح، وإذا كان كذلك فإنه سوف يزيد وينقص. فالإيمان يزيد من حيث إقرار القلب وطمأنينته وسكونه، والإنسان يجد ذلك من نفسه، فعندما يحضر مجلس فيه موعظة، وذكر للجنة والنار يزداد الإيمان حتى كأنه يشاهد ذلك رأي العين، وعندما توجد الغفلة ويقوم من هذا المجلس يخف هذا اليقين في قلبه.


كذلك يزداد الإيمان من حيث القول فإن من ذكر الله عشر مرات ليس كمن ذكره مائه مره فالثاني أزيد بكثير وكذلك إيمانه أزيد مما أتى بهما على وجه ناقص.


وكذلك العمل فإن الإنسان إذا عمل يقول: بجوارحه أكثر من الآخر صار الأكثر أزيد إيمانًا من الناقص وقد جاء ذلك في القرآن والسنة أعني إثبات الزيادة والنقصان، قال تعالى: ﴿ وَمَا جَعَلْنَا أَصْحَابَ النَّارِ إِلَّا مَلَائِكَةً وَمَا جَعَلْنَا عِدَّتَهُمْ إِلَّا فِتْنَةً لِّلَّذِينَ كَفَرُوا لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَيَزْدَادَ الَّذِينَ آمَنُوا إِيمَانًا ﴾ [المدثر:31].

 

وفي الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: « ما رأيت من ناقصات عقل ودين أذهب للب الرجل الحازم من إحداكن»[8]))[9].


ويقول الشيخ الدكتور عائض بن عبد الله القرني: ((في حال الذين تفلتوا من التكاليف وأصبحت لا إله إلا الله عندهم مجرد لفظة مجردة يقول: يأتون بأحاديث تشهد لحالهم .. يقولون أن الرسول صلى الله عليه وسلم ضمن الله له أن يدخل أمته كلها الجنة فأنا منهم.

ومن قال لا إله إلا الله دخل الجنة، فاشهدي يا جبال، ويا حجر، ويا مدر، ويا شجر، أنه لا إله إلا الله! ويقول الشيخ: ولم يعلم هذا أن مثل هذه الأحاديث مضبوطة بضوابط ولها شروط لا بد أن يأتي بها، وإلا فالكلام وحده لا يكفي))[10].

 

يقول الدكتور عبد الكريم زيدان: ((ومن القواعد المقررة في أصول الفقه أن المطلق يحمل على المقيد إن كان الحكم والسبب واحدًا. فإذا جاءت نصوص مطلقة، وجاءت نصوص أخرى متحدة معها في الحكم والسبب فإنه يحمل النص المطلق على المقيد))[11].

 

ذكر الشيخ الإمام محمد أبو زهرة: ((اتفق الفقهاء على أنه إذا اتحد الحكم والموضوع فإن المطلق يحمل على المقيد))[12].


وقال الشيخ محمد الجيزاني: ((المقصود بحمل المطلق على المقيد هو أن يأتي المطلق في كلام مستقل ويأتي المقيد في كلام مستقل آخر))[13].


والأحاديث التي جاءت تبين أن دخول الجنة وتحريم النار معلق على شهادة (( أن لا إله إلا الله )) وهذه الأحاديث المطلقة جاءت أحاديث أخرى صحيحة تقيدها مثل قوله صلى الله عليه وسلم ((من مات وهو يعلم أنه لا إله إلا الله دخل الجنة)).

 

ففي بعضها ((من قال لا إله إلا الله مخلصًا من قلبه...))

وفي بعضها ( مستيقنًا بها قلبه...))

وفي بعضها (( ... صدقًا من قلبه ...))

وفي بعضها ( .... خالصًا من قلبه أو نفسه...))

وفي بعضها ( ... يبتغي بذلك وجه الله عز وجل...))

وفي بعضها ((... غير شاك فيهما إلا دخل الجنة...))

 

فشروط «لؤلؤة التوحيد لا إله إلا الله» هذه أخذت بالاستقراء والتتبع للأدلة من القرآن والسنة وسوف افرد كل شرط من هذه الشروط فيه من الأدلة من الكتاب والسنة وكلام أهل العلم ما يؤيد ذلك.


وهذه الشروط لا بدّ أن يأتي العبد بها حتى تكون «لؤلؤة التوحيد لا إله إلا الله» مقبولة عند الله تعالى، فهي مفتاح الجنة، والمفتاح حتى يُفتح به لابدّ أن يكون له أسنان سليمة، وأسنان مفتاح الجنة هي شروط «لؤلؤة التوحيد لا إله إلا الله» ، وهي سبعة، وقد من الله تعالى أن وفقني وجمعت هذه الشروط السبعة في هذه الأبيات:

أقول فيها:

ثم الشروط سبعة فعيها
وذا بإجماع صريح فيها
علم يقين وقبول ما أمر
به والانقياد والصدق وقر
كذلك الإخلاص مع محبة
فهذه أخي تمام السبعة

 

وقد ذكرها الشيخ حافظ بن أحمد حكمي رحمه الله: ((في نظمه الطيب معارج القبول بشرح سلم الوصول إلى علم الأصول في التوحيد فقال فيه:

وبشروط سبعة قد قيدت
وفي نصوص الوحي حقٍّا وردت
فإنه لم ينتفع قائلها
بالنطق إلى حيث يستكملها
العلم واليقين والقبول
والانقياد فادر ما أقول
والصدق والإخلاص
والمحبة وفقك الله لما أحبه))[15]

 

وقال الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز رحمه الله: ((وقد جُمعت في البيتين الآتيين:

علم يقين وإخلاص وصدقك مع
محبة وانقياد والقبول لها
وزيد ثامنها الكفران منك بما
سوى الإله من الأشياء قد ألها))[16]


ومن شروطها حتى ينال الإنسان فضلها: ألا يرتكب ما ينقضها، وألا يقع فيما يخالفها، وألا يقصر في حقوقها وواجباتها، أتظنون أن «لؤلؤة التوحيد لا إله إلا الله» تنفع طغاة العلمانية الذين يعتقدون عدم صلاحية الدين للاقتصاد والإعلام، والاجتماع والتربية!


أتظنون أن «لؤلؤة التوحيد لا إله إلا الله» تنفع طغاة التغريب والضلالة الذين يريدون أن يحصروا الدين في المساجد والمحاريب والأقبية والخلوات، ويريدون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا؟


أتظنون أن «لؤلؤة التوحيد لا إله إلا الله» تنفع أولئك الذين يريدون أن يدخلوا في رءوس الأمة ألا مجال للدين إلا في التسبيح فقط، وما سوى ذلك فليس للدين فيه أمر ولا نهي؟!


إن «لؤلؤة التوحيد لا إله إلا الله» تنفع من عمل بها وفهم معناها وعمل بمقتضاها وأدى حقها وفرضها وفهم شروطها.


فهي مفتاح الجنة، ولكن ما من مفتاح إلا وله أسنان، فإن جئت بمفتاح له أسنان فتح لك، وإلا لم يفتح لك، قال ابن القيم رحمه الله: في قصيدته النونية المشهورة مشيرًا إلى أسنان هذا المفتاح الذي تفتح به أبواب الجنة، وهي العمل بشرائع الإسلام، وتحقيق تلك الشروط السابقة، فقال:

وفتحُ الباب ليس بممكن إلا
بمفتاح على أسنان
مفتاحه بشهادة الإخلاص
والتو حيد تلك شهادة الإيمان
أسنانه الأعمال، وهي شرائع
الإسلام والمفتاح بالأسنان
لا تلغين هذا المثال فكم به من
حل إشكال لذي العرفان

 

وأسنان هذا المفتاح هي شروط «لؤلؤة التوحيد لا إله إلا الله»، ولكي نزيل الجهالة التي رانت على كثير من المسلمين فبهت فهمهم عن هذه الشروط العظيمة فأصبح المصلحون الذين يصلحون ما أفسد الناس غرباء بين المجتمع بسبب الحملة الإعلامية المشوهة التي تحاول عن عمد وخبث ولئم أن تفصل الموحدين عن النبع الصافي وتقوم بتجهيلهم حتى ينفصل الدين عن الحياة وهذا هو دور العلمانيين وجهدهم، خيب الله جهدهم ومكرهم.

 


[1] محاضرة بمحافظة المجمعة بالمملكة العربية السعودية بعنوان: تفسير قول الله تعالى: ﴿ وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ ﴾ للدكتور عائض بن عبدالله القرني بالجامع الكبير بالمجمعة برعاية المكتب التعاوني للدعوة والإرشاد وتوعية الجاليات يوم الأحد7/11/1438هـ الموافق 30‏/07‏/2017م.

[2] شبكة الألوكة: ماذا تعني لا إله إلا الله؟ الشيخ أحمد بن عبد الله الحزيمي، خطبة الجمعة بالجامع الكبير تاريخ الإضافة: 11 /12 /2017 م - 22 /3 /1439 هـ

[3] معارج القبول بشرح سلم الأصول (ص377) دار ابن القيم للنشر والتوزيع.

[4] فتح المنعم شرح صحيح مسلم باب من مات على التوحيد دخل الجنة (1ص94).

[5] معنى لا إله إلا الله ومقتضاها وآثارها في الفرد والمجتمع، تأليف صالح بن فوزان بن عبد الله الفوزان (1ص39). مؤلفات محمد جميل زينو (2ص26).

[6] شرح قصيدة الإمام ابن القيم، تأليف أحمد بن إبراهيم بن عيسى (ص474). المكتب الإسلامي.

[7] صحيح الجامع رقم (5733).

[8] رواه البخاري رقم (1304).

[9] فتاوى أركان الإسلام (ص29:30).

[10] سياط القلوب عائض بن عبد الله القرني الناشر دار ابن حزم للطباعة والنشر والتوزيع (ص28) بيروت لبنان .

[11] الوجيز في أصول الفقه، د. عبد الكريم زيدان، ص76، مؤسسة الرسالة.

[12] أصول الفقه للإمام محمد أبو زهرة (ص171) دار الفكر العربي.

[13] معالم أصول الفقه عند أهل السنة والجماعة، تأليف محمد بن حسين بن حسن الجيزاني (ص441)، دار ابن الجوزي.

[14] رسالة متن منظومه «لؤلؤة التوحيد لا إله إلا الله» أبوالطيب إبراهيم، دار الهداية القاهرة.

[15] معارج القبول بشرح سلم الوصول إلى علم الأصول في التوحيد تأليف حافظ بن أحمد الحكمي (ص419).

[16] الدروس المهمة لعامة الأمة (ص3)، سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله، مدار الوطن للنشر.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • متن منظومة لؤلؤة التوحيد لا إله إلا الله
  • بعض من مقتضيات لؤلؤة التوحيد لا إله إلا الله
  • الطريق إلى العلم بالتوحيد
  • (فاعلم أنه لا إله إلا الله)
  • لؤلؤة التوحيد لا إله إلا الله اجتماع وتربية وتعليم
  • حقوق لؤلؤة التوحيد لا إله إلا الله
  • فضل كلمة التوحيد لا إله إلا الله
  • وصية الرسول صلى الله عليه وسلم بـ (لا إله إلا الله)
  • فضل من كان آخر كلامه لا إله إلا الله وتغسيل الميت
  • فضل لا إله إلا الله

مختارات من الشبكة

  • مفهوم الفضائل والمناقب والخصائص والبركة(مقالة - آفاق الشريعة)
  • فضل العفو والصفح - فضل حسن الخلق - فضل المراقبة (WORD)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • مفهوم الفضيلة لغة واصطلاحا(مقالة - آفاق الشريعة)
  • في حكم بيع فضل الماء(مقالة - آفاق الشريعة)
  • فضل عشر ذي الحجة(مقالة - آفاق الشريعة)
  • نسبة الفضل لله {ذلك من فضل الله علينا}(مقالة - آفاق الشريعة)
  • فضل الرب العلي فيما فضل الله به النبي صلى الله عليه وسلم(مقالة - آفاق الشريعة)
  • فضل شهر الله المحرم وفضل صومه وصيام عاشوراء(محاضرة - ملفات خاصة)
  • خطبة عن فضل عشر ذي الحجة وفضل الأضحية وأحكامها(مقالة - ملفات خاصة)
  • أحاديث في فضل العلم: 110 حديثا وأثرا في فضل العلم وبيان آدابه (WORD)(كتاب - مكتبة الألوكة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • مسابقة للأذان في منطقة أوليانوفسك بمشاركة شباب المسلمين
  • مركز إسلامي شامل على مشارف التنفيذ في بيتسفيلد بعد سنوات من التخطيط
  • مئات الزوار يشاركون في يوم المسجد المفتوح في نابرفيل
  • مشروع إسلامي ضخم بمقاطعة دوفين يقترب من الموافقة الرسمية
  • ختام ناجح للمسابقة الإسلامية السنوية للطلاب في ألبانيا
  • ندوة تثقيفية في مدينة تيرانا تجهز الحجاج لأداء مناسك الحج
  • مسجد كندي يقترب من نيل الاعتراف به موقعا تراثيا في أوتاوا
  • دفعة جديدة من خريجي برامج الدراسات الإسلامية في أستراليا

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 29/11/1446هـ - الساعة: 21:31
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب