• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    خطبة: الضحك وآدابه
    عدنان بن سلمان الدريويش
  •  
    فساد القلب بين القسوة والسواد
    شعيب ناصري
  •  
    تحريم رفع الصوت على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله ...
    فواز بن علي بن عباس السليماني
  •  
    أولادنا بين التعليم والشركاء المتشاكسين (خطبة)
    د. عبدالرزاق السيد
  •  
    الغفلة في وقت المهلة (خطبة)
    د. غازي بن طامي بن حماد الحكمي
  •  
    حقوق كبار السن (خطبة)
    خالد سعد الشهري
  •  
    ألق بذر الكلمة؛ فربما أنبتت!
    عبدالرحيم بن عادل الوادعي
  •  
    إجلال كبار السن (خطبة)
    الشيخ محمد بن إبراهيم السبر
  •  
    الإنابة إلى الله (خطبة)
    د. أيمن منصور أيوب علي بيفاري
  •  
    فضل الأذكار بعد الصلاة
    د. خالد بن محمود بن عبدالعزيز الجهني
  •  
    فوائد وأحكام من قوله تعالى: {كل الطعام كان حلا ...
    الشيخ أ. د. سليمان بن إبراهيم اللاحم
  •  
    خطبة: مولد أمة وحضارة
    يحيى سليمان العقيلي
  •  
    محبة الرسول صلى الله عليه وسلم اتباع لا ابتداع ...
    د. صغير بن محمد الصغير
  •  
    البركة مع الأكابر (خطبة)
    الشيخ عبدالله بن محمد البصري
  •  
    فوائد الإجماع مع وجود الكتاب والسنة
    عمرو عبدالله ناصر
  •  
    بين النبع الصافي والمستنقع
    أ. شائع محمد الغبيشي
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / مقالات شرعية / عقيدة وتوحيد
علامة باركود

تعظيم المصحف (خطبة)

تعظيم المصحف (خطبة)
الشيخ عبدالرحمن بن عبدالله السحيم

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 16/2/2021 ميلادي - 5/7/1442 هجري

الزيارات: 20727

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

تَعْظِيمُ المُصْحَفِ


الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي جَعَلَ صُدُورَنَا أَوْعِيَةَ كِتَابِهِ، وَآذَانَنَا مَوَارِدَ سُنَنِ نَبِيِّهِ، وَهِمَمَنَا مَصْرُوفَةً إِلَى تَعَلُّمِهِمَا وَالْبَحْثِ عَنْ مَعَانِيهِمَا وَغَرَائِبِهِمَا، طَالِبِينَ بِذَلِكَ رِضَا رَبِّ الْعَالَمِينَ، وَمُتَدَرِّجِينَ بِهِ إِلَى عِلْمِ الْمِلَّةِ وَالدِّينِ.

 

عِبادَ اللهِ:

مَنْ عَرَفَ رَبَّهُ أحَبَّهُ، ومَنْ أحبَّ ربَّهُ تباركَ وتَعالَى أكثَرَ مِنْ قِراءةِ كَلامِهِ، وتأمُّلِ آياتِ كِتابِهِ، إلاّ أنَّ تلاوةَ كلامِ اللهِ تستلزِمُ العنايةَ بِما يُحْفَظُ به القرآنُ مِنْ المَصاحِفِ والصُّدورِ.

 

القرآنُ هوَ كلامُ اللهِ، مِنه بَدأَ، وإليهِ يَعودُ.

وهوَ أعْظَمُ مَا في الوجودِ.

وكثيرٌ مِنَ النَّاسِ يتعاملونَ معَ القرآنِ مُعاملةً جافةً، مِلْؤهَا الجفاءُ.. زيادةً على هَجْرِ القُرآنِ.

وتعظيمُ المُصحفِ مِنْ تعظيمِ اللهِ.

قالَ النوويُّ: أجْمَعَ المسلمونَ على وُجوبِ تعظيمِ القرآنِ العزيزِ على الإطلاقِ، وتَنْزِيهِهِ وصِيَانَتِهِ.

 

ومِنَ الأدَبِ معَ القُرآنِ:

1- أنْ لا يُهْجَرَ، (وَمِنْ عَدَمِ هُجرانِهِ) قِرَاءتُه آناءَ الليلِ وأطرافَ النهارِ، والعَملُ به، وتَحْكِيمُه في دُنيا الناسِ أفرادًا وجماعاتٍ.

 

قالَ ابنُ القيِّمِ:

هَجْرُ القرآنِ أنواعٌ:

أحَدُهَا: هَجْرُ سَمَاعِهِ والإيمانِ به والإصْغَاءِ إليهِ.

والثانيِ: هَجْرُ العَمَلِ به والوقوفِ عندَ حلالِه وحرامِه، وإنْ قرأَهُ وآمَنَ به

والثالثُ: هَجْرُ تَحْكيمِهِ والتَّحاكُمِ إليهِ في أصولِ الدِّينِ وفُروعِهِ.

والرابعُ: هَجْرُ تَدَبُّرِهِ وتَفَهُّمِهِ ومَعْرفَةِ ما أرادَ الْمُتَكَلِّمُ بِهِ منْهُ.

والخامسُ: هَجْرُ الاستشفاءِ والتداوي بِهِ في جميعِ أمراضِ القَلْبِ وأدوائها، فيَطلبُ شِفاءَ دائِهِ مِنْ غَيرِهِ ويَهْجُرُ التداوي به.

وإنْ كانَ بعضُ الهجْرِ أهْونَ مِنْ بعْضٍ.

 

وقالَ النوويُ: ينبغي أنْ يُحَافِظَ على تلاوتِهِ ويُكْثِرَ منها، وكانَ السَّلفُ رضيَ اللهُ عنهُم لهُمْ عاداتٌ مختلفةٌ في قَدْرِ ما يختمونَ فيهِ؛ فَرَوى ابنُ أبي داودَ عنْ بعضِ السلفِ رضي الله عنهم أنهُم كانوا يختِمُونَ في كُلِّ شهرين ختمةً واحدةً، وعَنْ بعضِهِم في كُلِّ شهرٍ خَتمةً، وعنْ بعضِهِم في كُلِّ عَشْرِ ليالٍ ختمةً، وعنْ بعضِهِم في كلِّ ثمانِ لَيالٍ، وعنِ الأكثرين في كلِّ سَبْعِ ليالٍ، وعنْ بعضِهِم في كلِّ ستٍّ، وعنْ بعْضِهِم في كلِّ خَمْسٍ، وعنْ بعضِهِم في كلِّ أرْبَعٍ، وعنْ كثيرين في كُلِّ ثلاثٍ.

 

قالَ: والاختيارُ أنَّ ذلك يختلِفُ باختلافِ الأشخاصِ؛ فمَنْ كانَ يَظْهَرُ لَهُ بِدَقِيقِ الفِكْرِ لَطائفُ ومَعَارِفُ فليَقْتَصِرْ على قَدْرِ ما يَحصُلُ لَهُ كَمَالُ فَهْمِ ما يقرؤهُ، وكَذا مَنْ كانَ مشغولا بِنَشْرِ العِلْمِ أو غيرِهِ مِن مُهِمّاتِ الدِّينِ ومَصالِحِ المسلمين العامةِ فليَقْتَصِرْ على قَدْرٍ لا يَحصلُ بِسبَبِه إخلالٌ بِمَا هوَ مُرْصَدٌ له، وإنْ لم يكُنْ مِنْ هؤلاءِ المذكورين فليَسْتَكثِرْ ما أمْكَنَهُ مِن غَيرِ خُروجٍ إلى حدِّ المَلَلِ والْهَذْرَمَةِ. وقد كَرِهَ جَماعةٌ مِنَ المتقدمينَ الْخَتْمَ في يومٍ وليلةٍ.

 

وأنْ يَقرأَ في المُصْحَفِ؛ لقولِهِ عليهِ الصلاةُ والسلامُ: مَنْ سَرَّهُ أَنْ يُحِبَّهُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ فَلْيَقْرَأْ فِي الْمُصْحَفِ. رواه ابنُ شاهين في " الترغيب " والبيهقي في شُعبِ الإيمان، وصحَّحَهُ الألبانيُ.

 

2 - احترامُ المُصْحَفِ.

ويندَرِجُ تحتَهُ:

أ- أن لا يُوضَعَ شيءٌ على المصحفِ، فإنَّهُ يَعْلوُ ولا يُعْلَى علَيْهِ.

ونَقَل البيهقيُ عن الْحَلِيمي قولَهُ: لا يُحْمَلُ عَلَى الْمُصْحَفِ كِتَابٌ آخَرٌ وَلا ثَوْبٌ وَلا شَيْءٌ إِلاَّ أَنْ يَكُونَ مُصْحَفَانِ فَيُوضَعُ أَحَدُهُمَا فَوْقَ الآخَرِ فَيَجُوز.

 

وقالَ ابنُ قُدامةَ: وَلا يَجُوزُ أَنْ يَجْعَلَ الْقُرْآنَ بَدَلا مِنْ الْكَلامِ؛ لأَنَّهُ اسْتِعْمَالٌ لَهُ فِي غَيْرِ مَا هُوَ لَهُ، فَأَشْبَهَ اسْتِعْمَالَ الْمُصْحَفِ فِي التَّوَسُّدِ وَنَحْوِهِ.

 

وقالَ النوويُ: ويَحْرُمُ تَوَسُّدُهُ، بل تَوَسُّدُ آحادِ كُتُبِ العِلْمِ حَرامٌ.

 

ب - أن لا يُتَنَاوَلَ باليَدِ اليُسْرى تكريما للمُصْحفِ، فقد كان النبيُّ صلى اللهُ عليه وسلمَ يُعجِبُه التيمنَّ في تَنَعّلِهِ، وترجّلِهِ، وطُهورِهِ، وفي شأنِهِ كلِّهِ. رواه البخاريُ ومسلم.

 

قالتْ حَفصةُ رضي اللهُ عنها: كان النبيُّ صلى الله عليه يَجْعَلُ يَمِينَهُ لأَكْلِهِ وَشُرْبِهِ، وَوُضُوئِهِ وَثِيَابِهِ، وَأَخْذِهِ وَعَطَائِهِ، وَكان يَجْعَلُ شِمَالَهُ لِمَا سِوَى ذَلِكَ. رواه أحمد وأبو داود. وصححه الألباني والأرنؤوط.

 

ج- أن لا تُمَدَّ الأقدامُ تِجَاهَ المَصَاحِفِ.

قالَ شيخُنا العثيمينُ رحمَهُ اللهُ:

لا شكَّ أنَّ تعظيمَ كتابِ اللهِ عزَّ وجلّ مِنْ كمالِ الإيمانِ، وكَمالِ تعظيمِ الإنسانِ لِربِّهِ تباركَ وتعالى.

 

ومَدُّ الرِّجْلِ إلى المُصحفِ أوْ إلى الحوامِلِ التي فيها المصاحفُ أو الجلوسُ على كُرسي أو مَاصَّةٍ تحتُها مُصْحَفٍ يُنافي كَمَالَ التعظيمِ لكلامِ اللهِ عزَّ وجلّ، ولِهَذا قالَ أهلُ العِلمِ: إنَّهُ يُكرَهُ للإنسانِ أن يَمُدَّ رِجْلَهُ إلى المصحفِ، هذا مع سلامةِ النيةِ والقصدِ.

 

أما لو أرادَ الإنسانُ إهانةَ كلامَ اللهِ فإنَّه يَكْفُرُ؛ لأنَّ القرآنَ الكريمَ كلامُ اللهِ تعالى.

 

وإذا رأيتم أحدًا قَدْ مَدَّ رِجْليهِ إلى المصحفِ سواءً كان على حَامِلٍ أو على الأرضِ، أو رأيتم أحدًا جالسًا على شيءٍ وتحتُه مصحفٌ، فأزيلوا المصحفَ عن أمامِ رِجْليه أوْ عنِ الكُرسي الذي هُوَ جَالِسٌ عَليهِ، أو قولوا له: لا تمدّ رجليكَ إلى المصحفِ. احْتَرِمْ كلامَ اللهِ عزَّ وجلّ.

 

والدليلُ ما ذكرتُه لك مِن أنَّ ذلك يُنافي كَمالَ التعظيمِ لِكلامِ الله، ولهذا لو أنَّ رَجُلًا مُحتَرمًا عندكَ أمامكَ ما استطعتَ أن تمدَّ رجليك إليهِ تعظيمًا له، فكتابُ اللهِ أوْلى بالتَّعظيمِ.

 

د - أن لا يُنظِّفَ أنفَهُ حالَ القراءةِ مِنْ المصحفِ، خشيةَ أن يُصيبَ المصحفَ شيئا منْهُ، ولو لم يُخْشَ مِن ذلكَ فإنَّهُ يجِبُ احترامُ المصحفِ، فإنَّ مِنَ النَّاسِ مَنْ يَضَعُ المُصحفَ بينَ يديْه مفتوحًا، ثمَّ يأخذُ المناديلَ ويُنظِّفُ أنْفَهُ فَوقَ المصحفِ، وهذا في حقيقتهِ سُوءُ أدبٍ مع كتابِ اللهِ.

 

ه - أنْ لا يضَعَ المُصحفَ مقلوبًا عند السجودِ، فإنَّ ذلكَ مِن تعظيمِ شعائرِ اللهِ.

قالَ اللهُ عَزّ وَجَلّ: ﴿ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ ﴾ والمصحفُ مِنْ أعظمِ شعائرِ اللهِ.

 

وبعضُ النَّاسِ إذا انتهى مِنْ القراءةِ ألقى بِالمُصحفِ على الرَّفِّ إلْقاءً، وربما أحْدَثَ صوتًا، وهذا خِلافُ الأدَبِ مع كتابِ رَبِّنا تباركَ وتعالى.

 

3 – تَعاهُدُ الفَمِ بالسِّوَاكِ عِندَ قراءةِ القرآنِ، لقولِه عليهِ الصلاةُ والسلامُ: طَهِّرُوا أفْوَاهَكم للقرآنِ. رواه البزارُ، وقال الهيثمي: رجالُه ثِقَاتٌ، ورواه ابنُ المُباركِ في الزُّهدِ. والحديثُ أوردَهُ الألبانيُ في الصحيحة.

 

قالَ البيهقيُ في تعظيمِ القرآنِ: تَنْظِيفُ الْفَمِ لأَجْلِ الْقِرآنِ بِالسِّوَاكِ وَالْمَضْمَضَةِ، وَمِنْهَا تَحْسِينُ اللِّبَاسِ عِنْدَ الْقِرَاءَةِ، وَالتَّطَيُّبُ.

 

وكان الإمامُ مالكٌ يَتَطَيَّبُ ويتجمّلُ عندَ التَحديثِ بِحديثِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم، فالقرآنُ مِن بابِ أوْلَى.

 

4 - أنْ لا تُقْطَعَ القراءةُ، ولا يَتَشَاغَلَ القارئُ بِغيرِ التلاوة.

ومِن هَديِ السَّلَفِ عَدَمُ قَطْعِ قِراءةِ القرآنِ.

روى البخاريُ مِنْ طَريقِ نَافِعٍ قَالَ: كَانَ ابْنُ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا إِذَا قَرَأَ الْقُرْآنَ لَمْ يَتَكَلَّمْ حَتَّى يَفْرُغَ مِنْهُ، فَأَخَذْتُ عَلَيْهِ يَوْمًا فَقَرَأَ سُورَةَ الْبَقَرَةِ حَتَّى انْتَهَى إِلَى مَكَانٍ، قَالَ: تَدْرِي فِيمَ أُنْزِلَتْ؟ قُلْتُ: لا. قَالَ: أُنْزِلَتْ فِي كَذَا وَكَذَا، ثُمَّ مَضَى.

 

وفي غَزوةِ ذاتِ الرِّقَاعِ قالَ النبيُ صلى اللهُ عليه وسلَّمَ لأصحابِهِ: مَنْ رَجُلٌ يَكْلَؤنا؟ فانتدبَ رجلٌ مِن المهاجرين ورَجلٌ مِن الأنصار، فقال: كُونا بِفَمِ الشِّعْب. قال: فلما خَرَجَ الرَّجُلان إلى فَمِ الشِّعبِ اضطجعَ المهاجريُّ، وقامَ الأنصاريُّ يُصَلِّي، وأتى الرجلُ فلمَّا رأى شَخْصَهُ عَرفَ أنُّه رَبيئةٌ للقَومِ، فَرَمَاهُ بِسَهْمٍ، فَوَضَعَهُ فِيهِ، فَنَزَعَهُ، حتى رمَاهُ بثلاثةِ أسْهُمٍ، ثمَّ رَكَعَ وَسَجَدَ، ثمَّ انْتَبَهَ صاحِبُهُ، فلمَّا عَرَفَ أنَّهُم قَدْ نَذَرُوا به هَرَبَ، وَلَمَّا رَأَى المهاجريُّ ما بالأنصاريِّ من الدمِ قالَ: سبحانَ اللهِ ألا أَنبَهْتَنِي أوّلَ مَا رَمى؟ قالَ: كنتُ في سورةٍ أقرأُها فلمْ أحِبّ أنْ أقطَعَها. رواه الإمامُ أحمدُ وأبو داودَ. وحسّنه الألبانيُّ والأرنؤوط.

 

وفي روايةٍ لأحمدٍ: فَلَمَّا رَأَى الْمُهَاجِرِيُّ مَا بِالأَنْصَارِيِّ مِنَ الدِّمَاءِ، قَالَ: سُبْحَانَ اللهِ، أَلاَ أَهْبَبْتَنِي؟ قَالَ: كُنْتُ فِي سُورَةٍ أَقْرَؤُهَا، فَلَمْ أُحِبَّ أَنْ أَقْطَعَهَا حَتَّى أُنْفِذَهَا، فَلَمَّا تَابَعَ الرَّمْيَ رَكَعْتُ فَأُرِيتُكَ، وَأيْمُ اللهِ، لَوْلاَ أَنْ أُضَيِّعَ ثَغْرًا أَمَرَنِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِحِفْظِهِ، لَقَطَعَ نَفْسِي قَبْلَ أَنْ أَقْطَعَهَا أَوْ أُنْفِذَهَا.

 

قالَ البيهقيُ في " شُعبِ الإيمانِ ": فَصْلٌ فِي كَرَاهِيَةِ قَطْعِ الْقُرْآنِ بِمُكَالَمَةِ النَّاسِ، وَذَلِكَ أَنَّهُ إِذَا انْتَهَى فِي الْقِرَاءَةِ إِلَى آيَةٍ، وَحَضَرَ كَلامٌ فَقَدِ اسْتَقبَلَتْهُ الآيَةُ الَّتِي بَلَغَهَا وَالْكَلامُ فَلا يَنْبَغِي أَنْ يُؤْثِرَ كَلامَهُ عَلَى قِرَاءَةِ الْقُرْآنِ.

 

وقالَ النوويُ: ومما يُعْتَنَى به ويَتأكدُ الأمْرُ بِه: احترامُ القرآنِ مِن أمورٍ قَدْ يَتساهَلُ فيها بعضُ الغافلينَ القارئينَ مُجْتَمِعينَ؛ فَمِنْ ذلك: اجتنابُ الضحكِ واللغَطِ والحَديثِ في خلالِ القراءةِ إلاَّ كلامًا يُضْطَرُّ إليه، ولْيِمْتَثِلْ قول الله تعالى: (وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآَنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ)... ومِنْ ذلكَ العبثُ بِاليَدِ وغيرِها، فإنَّه يُناجِي ربَّه سُبحانَهُ وتعالى، فلا يَعبثُ بِيديهِ، ومِنْ ذلكَ النَّظَرُ إلى ما يُلْهِي ويُبَدِّدُ الذِّهْنَ.

 

5 - احترامُ أهْلِ القرآنِ

نَقَل البيهقيُ عن الْحَلِيمي قولَهُ: تَعْظِيمُ أَهْلِ الْقُرْآنِ وَتَوْقِيرُهُمْ كتَعْظِيمِ الْعُلَمَاءِ بِالأَحْكَامِ وَأَكْثَرُ.

 

6 – آدابٌ مُتَفَرِّقَةٌ

قال البيهقيُ في تَعْظِيمِ الْقُرْآنِ: قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَلِيمِيُّ رَحِمَهُ اللهُ: "ذَلِكَ يَنْقَسِمُ إِلَى وُجُوهٍ مِنْهَا: تَعَلُّمُهُ.

 

وَمِنْهَا: إِدْمَانُ تِلاوَتِهِ بَعْدَ تَعَلُّمِهِ.

 

وَمِنْهَا: إِحْضَارُ الْقَلْبِ إِيَّاهُ عِنْدَ قِرَاءَتِهِ، وَالتَّفَكُّرُ فِيهِ وَتَكْرِيرُ آيَاتِهِ وَتَرْدِيدُهَا، وَاسْتِشْعَارُ مَا يُهَيِّجُ الْبُكَاءَ مِنْ مَوَاعِظِ اللهِ وَوَعِيدِهِ فِيهَا.

 

وَمِنْهَا: افْتِتَاحُ الْقِرَاءَةِ بِالاسْتِعَاذَةِ...

 

وَمِنْهَا: أَنْ لا يَقْطَعَ السُّورَةَ لِمُكَالَمَةِ النَّاسِ، وَيُقْبِلَ عَلَى قِرَاءَتِهِ حَتَّى يَفْرُغَ مِنْهَا.

 

وَمِنْهَا: أَنْ يُحَسِّنَ صَوْتَهُ بِالْقِرَاءَةِ أَقْصَى مَا يَقْدِرُ عَلَيْهِ.

 

وَمِنْهَا: أَنْ يُرَتِّلَ الْقِرَاءَةَ، وَلا يَهُذَّهُ هَذًّا.

 

وَمِنْهَا: أَنْ يَزْدَادَ مِنَ الْقِرَاءَةِ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ عَلَى مَا يَقْرَأُ فِي غَيْرِهِ.

 

جَعَلَنَا اللَّهُ مِمَّنْ يَرْعَاهُ حَقَّ رِعَايَتِهِ، وَيَتَدَبَّرُهُ حقَّ تَدَبُّرِه، ويقومُ بِقِسْطِهِ، ويَفِي بِشَرْطِهِ، وَلا يَلْتَمِسُ الْهُدَى فِي غَيْرِهِ، وَهَدَانَا لأَعْلَامِهِ الظَّاهِرَةِ، وَأَحْكَامِهِ الْقَاطِعَةِ الْبَاهِرَةِ، وَجَمَعَ لَنَا بِهِ خَيْرَ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، فَإِنَّهُ أَهْلُ التَّقْوَى وَأَهْلُ الْمَغْفِرَةِ.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • خطر المخدرات (خطبة)
  • إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا (خطبة) (1)
  • حقوق الأولاد وواجبات الوالدين (خطبة)
  • منحة الخلاق في مكارم الأخلاق (خطبة)
  • فلسفة المصائب (خطبة)
  • لماذا أحرقوا المصحف؟ (خطبة)

مختارات من الشبكة

  • عظمة القرآن تدل على عظمة الرحمن (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تعظيم الأمر والنهي الشرعيين في نفوس المتربين(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • تعظيم السنة تعظيم للقرآن (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • فضل عشر ذي الحجة وأن تعظيمها من تعظيم شعائر الله(محاضرة - ملفات خاصة)
  • من تعظيم ربنا جل وعلا تعظيم كتبه ورسله(مقالة - آفاق الشريعة)
  • شرح كتاب الدروس المهمة سنن الصلاة وأن تعظيمها من تعظيم شعائر الله ومن أسباب زيادة الإيمان(مادة مرئية - مكتبة الألوكة)
  • صفة جمع المصحف في عهد عثمان والفرق بين جمعه وجمع أبي بكر الصديق رضي الله عنهما(مقالة - آفاق الشريعة)
  • من مائدة العقيدة: وجوب طاعة الرسول صلى الله عليه وسلم والاقتداء به(مقالة - آفاق الشريعة)
  • خطبة: الضحك وآدابه(مقالة - آفاق الشريعة)
  • أولادنا بين التعليم والشركاء المتشاكسين (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • مركز ديني وتعليمي جديد بقرية كوياشلي بمدينة قازان
  • اختتام فعاليات المسابقة الثامنة عشرة للمعارف الإسلامية بمدينة شومن البلغارية
  • غوريكا تستعد لإنشاء أول مسجد ومدرسة إسلامية
  • برنامج للتطوير المهني لمعلمي المدارس الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • مسجد يستضيف فعالية صحية مجتمعية في مدينة غلوستر
  • مبادرة "ساعدوا على الاستعداد للمدرسة" تدخل البهجة على 200 تلميذ في قازان
  • أهالي كوكمور يحتفلون بافتتاح مسجد الإخلاص الجديد
  • طلاب مدينة مونتانا يتنافسون في مسابقة المعارف الإسلامية

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 15/3/1447هـ - الساعة: 16:8
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب