• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    آية المحنة
    نورة سليمان عبدالله
  •  
    توزيع الزكاة ومعنى "في سبيل الله" في ضوء القرآن ...
    عاقب أمين آهنغر (أبو يحيى)
  •  
    النبي عيسى عليه السلام في سورة الصف: فائدة من ...
    أبو مالك هيثم بن عبدالمنعم الغريب
  •  
    أحكام شهر ذي القعدة
    د. فهد بن ابراهيم الجمعة
  •  
    خطبة: كيف نغرس حب السيرة في قلوب الشباب؟ (خطبة)
    عدنان بن سلمان الدريويش
  •  
    من صيام التطوع: صوم يوم العيدين
    د. عبدالرحمن أبو موسى
  •  
    حقوق الوالدين
    د. أمير بن محمد المدري
  •  
    تفسير سورة الكوثر
    يوسف بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن السيف
  •  
    من مائدة العقيدة: شهادة أن لا إله إلا الله
    عبدالرحمن عبدالله الشريف
  •  
    الليلة الثلاثون: النعيم الدائم (3)
    عبدالعزيز بن عبدالله الضبيعي
  •  
    العلم والمعرفة في الإسلام: واجب ديني وأثر حضاري
    محمد أبو عطية
  •  
    حكم إمامة الذي يلحن في الفاتحة
    د. عبدالعزيز بن سعد الدغيثر
  •  
    طريق لا يشقى سالكه (خطبة)
    عبدالله بن إبراهيم الحضريتي
  •  
    خطبة: مكانة العلم وفضله
    أبو عمران أنس بن يحيى الجزائري
  •  
    خطبة: العليم جلا وعلا
    الشيخ الدكتور صالح بن مقبل العصيمي ...
  •  
    في تحريم تعظيم المذبوح له من دون الله تعالى وأنه ...
    فواز بن علي بن عباس السليماني
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / منبر الجمعة / الخطب / مواضيع عامة
علامة باركود

المخدرات.. رحلة إلى السجون وخطى إلى الجنون

المخدرات.. رحلة إلى السجون وخطى إلى الجنون
إبراهيم بن فهد الحواس

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 14/2/2021 ميلادي - 2/7/1442 هجري

الزيارات: 9602

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

الْمُخدِّرات (رحلةٌ إلى السُّجون وخُطى إلى الجُنون)


بسم الله الرحمن الرحيم

الحَمْدُ للهِ، أنزل الكتابَ، وشرع الأحكام، نهى عن سَيِّء الأخلاق وقبيح الآثام، حذَّر مِمَّا يضُرُّ بالأبدان والأفهام، ودعا إلى كلِّ ما يحفظ العقول والأجسام، فجاء شرعُه على الكمال والتمام، وَصلَّى اللهُ وَسَلَّمَ على نَبِيِّنَا سيِّد الأنام، هدم اللهُ به مِلَّة الكفر والأصنام، وهدى به النَّاس إلى دين الإسلام، دعا إلى دار السَّلام، فَعَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ، قال وقولُه صِدق: «مَا أَسْكَرَ كَثِيرُهُ فَقَلِيلُهُ حَرَامٌ» أَمَّا بَعْدُ:

عباد الله فاتقوا الله، ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 102] ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّه الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾ [النساء: 1] ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾ [الأحزاب: 70، 71].

 

أيُّهَا المؤمنون، جنون واضطراب واعتلال، أو مرض مُنهِكٌ عضال، أو فقر مُهينٌ ملازم على كل حال، أو موت مفاجئٌ لم يخطر على بال، هذه هي نهاية المآل، بعد تجربة المخدِّرات الَمقيتة، فقاتل اللهُ المخدِّرات، كم أوقعت من بليَّةٍ، وأحدثت من رزيَّةٍ، تسلب الأديانَ، وتُهلك الأبدان، وتُفسد الأوطان، وتُذهب الأذهان!

 

تنقل الإنسان من العقل إلى الجنون، ومن العافية إلى الهلوسة والشُّكوك والظنون، ومن الحريَّة إلى ظُلمةِ السُّجون، ومن الغنى إلى الفاقة والفقر والدُّيون، بل من الإنسانية إلى البهيمية، فكم مِن مُتحرِّشٍ بمحارمِه، وضاربٍ لِوالدَيه، وداعٍ إلى الفاحشة على أهل بيته! ولدٌ يشكو، وأمٌ تبكي، زوجةٌ تَئِنّ.

 

هذه هي نهاية المخدِّرات، جرعة من المخدِّرات تُفقد الإنسانَ عقلَه، فيَنسى ربَّه ويظلم نفسَه، ويهيم على وجهه، يقتل إرادته، ويُمزِّق حياءه، ويُنهي مستقبل حياتِه، بل إنَّ أعظم ما تجنِيه المخدِّرات فقدُ الدِّين وضياع الإيمان، ففي الصحيحين عن النبيِّ -صلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: «وَلَا يَشْرَبُ الخَمْرَ حِينَ يَشْرَبُهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ».

 

وقال عثمان -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ-: إِنَّه واللهِ لا يجتمع الإيمان والخمر في قلب رجل إِلَّا ويُوشك أحدُهما أن يذهب بالآخر؛ ولذلك استحقَّ شاربُ الخمر اللعنةَ، فقال -صلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: «لَعَنَ اللهُ الْخَمْرَ وَشَارِبَهَا وَسَاقَيَهَا وَمُبْتَاعَهَا وَبَائِعَهَا وَعَاصِرَهَا وَمُعْتَصِرَهَا وَحَامِلَهَا وَالْمَحْمُولَةَ إِلَيْهِ» رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ، بل جاء عند أحمدَ عن النبيِّ -صلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: «مُدْمِنُ الْخَمْرِ إِنْ مَاتَ لقيَ اللَّهَ كَعَابِدِ وَثَنٍ».

 

وإنَّ المخدِّرات الَّتِي تنتشر اليوم على كافَّة أشكالها هي داخلةٌ تحت مُسمَّى الخمر في الشريعة؛ وذلك لأنَّهَا أعظم إفسادًا وأكثر تخريبًا وأشدّ فتكًا، أيُّهَا الناسُ، لقد حرص أعداءُ الأمَّة على إفسادها وهدم كيانها وشلِّ حركتها، والقضاء عليها وضربها في أعزِّ ما تملك، وذلك بإفساد شبابها عبر هذه الآفة المهلِكة.

 

فأُحكِمَت الخطط، وتَنوَّعت الوسائل ودُفِعت الأموال الطائلة، ﴿ وَيَمْكرُ اللهُ وَاللهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ ﴾ [الأنفال: 30] ﴿ وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ ﴾ [الشعراء: 227] أيُّهَا الناس، المخدِّرات طوفان تصرخُ منه زوايا البيوت، وأروِقةُ المحاكم، وجدران السُّجون.

 

جلساتٌ مليئة بالأشرار، واستراحات مُتوارِيَةٌ عن الأنظار، منها يبدأ الشررُ، وفيها يكمُن الخطر، فراغٌ قاتل وأبٌ غافل، أفلامٌ تُجرِّئُ على المخدِّرات، ومُسلسلات تُرغِّب في المسكِرات، "الصَّاحب ساحبٌ" جملةٌ صادقة وحقيقة واضحةٌ، أيُّهَا الشاب، احذرْ داءَ التجربة، احذر داءَ التجربة، احذر داءَ التجربة.

 

إنَّه داءُ الندامة وجالب الملامة، أيٌّها الشابُّ، لا تُغامر بدينِك، فذهابُه من أعظم الخسران، واهرب بدينِك آخر الأوطان، يا أيُّهَا الشابُّ، لا تخاطر بعقلك، فذهابُه أوَّل الحرمان، واقصد بعقلك روضةَ الإيمان، قد دلَّ الواقعُ بما لا مجال معه للتردُّد أنَّ رفقة السُّوء والصُّحبة الشريرة هي القائدُ الأوَّل الَّذِي يقود الشاب إلى هاوية المخدِّرات.

 

فيا أيُّها الشابُّ، احذر السُّقوط، واحذر المجاملة، فالمخدِّرات نارٌ محرِقة، واعلم أنَّك إن تنازلْتَ في المرَّة الأولى فإنَّك ولا شكَّ سوف تسقط في المرَّة الثانية، ولا ريب أنَّ أوَّل هذا الأمر في يدك، فأنت صاحبُ القرار، ولكن اعلم يقينًا أنَّ آخره لا تملكه أبدًا.

 

أيُّها الشابُّ، هل رأيت مُدمنًا للمُخدِّرات محافظًا على صلواته بارًّا بولديه؟ هل رأيت مُدمنًا للمُخدِّرات قد حصل على الشهادات العالية، وتبوَّأ المناصب السَّامية؟ هل رأيت مُدمنًا للمُخدِّرات صاحبَ تجارات وثروات وأملاك وعقارات؟ لا، أيُّهَا الشابُّ، إنَّ المخدِّرات تُلوِّث كُلَّ جميلٍ، وتسدُّ كُلَّ سبيل، تقود إلى كُلِّ قبيح، وتقضي على كُلِّ مليح، تقتلُ الأمل وتُورث الندم، تجرِّد الإنسانَ من كلِّ شيء؛ فيكون جسدًا بلا روح، عالةً على نفسه وأهله وجيرانه، يهيم على وجهه كالمجانين، لا يعرف معروفًا ولا يُنكر منكرًا، لا يصون عرضًا ولا يبني مجدًا.

 

أيُّهَا الشابُّ، كم من شابٍّ متفوِّقٍ مجتهدٍ مثابر سقط في وحل المخدِّرات؛ فتبدَّل حاله من النشاط إلى الكسل، ومن الذكاء إلى الخبَل، من التفوُّق إلى التعثُّر! كم من موظَّفٍ مُتفانٍ في عمله قد رزقَه الله رزقًا حلالًا، يكفُّ به نفسَه عن الناس، يُطعم نفسه وأهله، فزلَّت به القدمُ إلى وحْل المخدِّرات فتكرَّر غيابُه، وكثر لومه وعتابه، نصحه الزميل والمدير من عاقبة خسارة المصير، فطُرِدَ من وظيفته، وأصبح يسأل القريب والبعيد، فإِن أُعطِيَ، وَإِلَّا سرَق واعتدى وظلم وبغى.

 

أيُّهَا الشابُّ، هل تظنُّ أنَّ ذلك الشاب الَّذِي خسر دراسته ومستقبله ووظيفته وراتبه، أو دخل السجن وظُلمته، أو دخل المصحَّة النفسيَّة يظنُّ أنه سوف يكون في هذا المكان يومًا؟

 

لا والله، لا والله، لم يخطر له على بالٍ أن يكون في هذا المصير يومًا، لكنَّها خطوات الشيطان، ورُفقاء السوء من بني الإنسان، تنقل الشخص إلى أسوء حالاته، أيُّهَا الشابُّ، كيف تسلكُ طريقًا ترى فيه الصرعى والمرضى بل الموتى؟ إنَّه طريقٌ مظلم مخيف موحشٌ، يقود إلى الفقر والمرض والسجون والجنون والمصحَّات والهلوسات.

 

قَالَ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: «كُلُّ مُسْكِرٍ حَرَامٌ، إِنَّ عَلَى اللَّهِ -عَزَّ وَجَلَّ- عَهْدًا لِمَنْ يَشْرَبُ الْمُسْكِرَ أَنْ يَسْقِيَهُ مِنْ طِينَةِ الْخَبَالِ» قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَمَا طِينَةُ الْخَبَالِ؟ قَالَ: «عَرَقُ أَهْلِ النَّارِ أَوْ عُصَارَةُ أَهْلِ النَّارِ» رَوَاهُ مُسْلِم.

 

نفعني اللهُ وإيَّاكم بكتابه، وأجارني وإيَّاكم من أليم عقابه، استغفروه إنَّه هو الغفور الرحيم.


الخُطبة الثانية

الحَمْدُ للهِ على إحسانه، والشكرُ له على توفيقه وامتنانه، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، تعظيمًا لشأنه، وأشهد أنَّ مُحَمَّدًا عبدُه ورسولُه الداعي إلى جنانه، والمحذِّر من نيرانه، عَلَيْهِ أَفْضَلُ صَلَاةٍ وَأَتَّمُّ تَسْلِيمٍ، أَمَّا بَعْدُ:

عباد الله، ونحن نتحدَّث عن ظاهرة المخدِّرات القبيحة أُوَجِّهُ رسالة إلى أخوينِ، أجزمُ أنَّ فيهما من الخير والصلاح ما لا يخلو منه قلبُ مسلم موحِّدٍ، فأوَّل هذه الرسائل إلى ذَلِكَ الشابِّ الَّذِي سلك طريق المخدِّرات، وذاق من ويلاتها، وشرب من كأس هوانها ورأى من سوء حالها.

 

أقول له: أبشرْ بربٍّ يقبل التوبةَ، بل وَيفرح بتوبة عبده، واللهُ -عَزَّ وَجَلَّ- يقول: ﴿ وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ ﴾ [الشورى: 25] بل يجازيه على توبته، إنَّه يُبدِّل سيئاته السابقة إلى حسناتٍ كالجبال.

 

اسمع إلى قول الله -عَزَّ وَجَلَّ-: ﴿ إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا ﴾ [الفرقان: 70] ويقول –سُبْحَانَهُ-: ﴿ قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ﴾ [الزمر: 53].

 

فأدركْ ما بقِيَ من عمرك، وأنقذ ما بقيَ من أيَّامك، واعلم أنَّ مَنْ ترك شيئًا لله عوَّضه الله خيرًا منه، ومَنْ توَّكل على الله كفاه وأيَّده ونصره، واعلم أنَّ النفس تحتاج إلى وقفةٍ حازمة؛ حتى تستقيم على أمر الله، فلا بُدَّ من معاناةٍ في أوَّل الطريق، ثم بعد ذلك حسنات وخيرات وانشراحٌ وصلاحٌ وفلاح.

 

واعلم أنَّه لا سبيل إلى النجاة من دروب المخدِّرات إِلَّا بمُفارقة أهلها، والابتعاد عنهم، وقطع كلِّ طريق معهم، وَإِلَّا فأنت كمَن يحاول حبسَ الماء بإناء مخرقٍ، فلا هو ظفر بماء، ولا هو سَلِم من العناء، وعليك بالدعاء، فمَن لزم الدعاء يُوشِك أن يُعطَى الإجابة، وعليك بالترداد على المساجد والصَّلاة فيها والمكث فيها والتشاغُل بما هو نافع.

 

ولا بأس من الاستعانة بعلاج نافع أو طبيبٍ صادق، فإنَّ العاقل يسلك كلَّ طريق يُؤدِّيه إلى النجاة.

 

وأمَّا الرسالة الثانية فإليك يا مَنْ تُتاجر في المخدِّرات، ويا مَنْ تُروِّج المخدِّرات، أمَا تعلم أنَّ أيَّمَا جسدٍ نبت من سُحتٍ فالنارُ أولى به؟ أمَا تعلم أنَّك لا تُسمع لك دعوةٌ عند الله، ولا يتيسَّر لك أمرٌ من الله؟

 

فقد جاء عن النَّبِي -صلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قوله: «إِنَّ اللَّهَ طَيِّبٌ لَا يَقْبَلُ إِلَّا طَيِّبًا، ثُمَّ ذَكَرَ الرَّجُلَ يُطِيلُ السَّفَرَ أَشْعَثَ أَغْبَرَ يَمُدُّ يَدَيْهِ إلَى السَّمَاءِ: يَا رَبِّ يَا رَبِّ، وَمَطْعَمُهُ حَرَامٌ، وَمَلْبَسُهُ حَرَامٌ، وَغُذِّيَ بِالْحَرَامِ، فَأَنَّى يُسْتَجَابُ لَهُ».

 

يا لها من خسارة عظيمة أن تقطع كلَّ حبل بينك وبين الله؛ بسبب هذه التجارة الخبيثة! فلا يرتفع لك دعاءٌ، ولا تُقضى لك حاجةٌ، يا مَنْ تُتاجر في المخدِّرات، يا مَنْ تُروِّج للمُخدِّرات، أمَا تخاف من دعوة أمٍّ أفسدْتَ ولدَها؟ فهي تدعو عليْكَ في ظُلمة الليل، أمَا تخاف من دعوة والدٍ يدعو عليك وهو مظلوم وأنت ظالم؟ فهو قد رَبَّى وأصلح، وأنت أفسدْتَ وخرَّبْتَ، ودعوة المظلوم ليس بينها وبين الله حجاب.

 

أيُّهَا المروِّجُ، نعم، قد تكسب المال، لكنَّك ستخسر أشياء كبيرة، قد تخسر صحَّتك بطرفة عين عقوبةً من الله، قد تخسر صلاحَ أبنائك في المستقبل، فيكونون عليك جحيمًا ووبالًا، والجزاء من جنس العمل، فكما أفسدْتَ أبناءَ المسلمين، يكون جزاؤك من جنس عملك، نعم، قد تكسب المال، لكنَّك ستخسر السكينةَ والاستقرار وهدوء البال، نعم، قد تكسب المال، لكنَّك ستُنزع البركةُ من كل شيء، فتُب إلى الله -عَزَّ وَجَلَّ-، واستغفر، وأطبْ مطعمَك، وسوف يُغنيك اللهُ -عَزَّ وَجَلَّ- من فضله.

 

أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ: ﴿ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴾ [النور: 31]، واللهُ أَعْلَمُ.

 

اللهمَّ أعزَّ الإسلامَ والمسلمينَ وأذلَّ الشـركَ والمشـركين واحمِ حوزةَ الدِّين، اللهمَّ انصـر المجاهدين الذين يجاهدون لإعلاء كلمتِكَ في كلِّ مكان، اللهمَّ كن لهم عونًا ونصيرًا ومُؤيِّدًا وظهيرًا، اللهمَّ ارحم المستضعفين من المسلمين في كلِّ مكان، اللهمَّ اجعل ولايتنا فيمَن خافكَ واتَّقاكَ واتَّبَع رضاك، اللهمَّ وفق وليَّ أمرنا لكلِّ خير، اللهمَّ ارزقه البطانة الصالحة التي تدلُّه على الخير وتُعينه عليه.


اللهمَّ اغفرْ لأمَّهاتِنا، اللهمَّ اغفر لآبائنا، اللهمَّ اغفر للمُسلمين والمسلمات الأحياء منهم والأموات.


اللهمَّ إنا نسألك الهدى والتُّقى والعفاف والغِنى، اللهمَّ إنَّا نعوذُ بك مِنَ الرِّبَا والزِّنَا والزَّلازل والمحن والفِتَن ما ظهَرَ منها وما بطَن، سبحان ربِّك ربِّ العزَّةِ عمَّا يصفونَ، وسلامٌ علَى الْمرُسلينَ، وآخرُ دعوانا أنِ الحمدُ للهِ ربِّ العالمينَ.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • داء المخدرات وموسم الامتحانات
  • مشكلة الإدمان والمخدرات
  • المخدرات في مجال الفقه الاسلامي
  • من أضرار الخمور والمسكرات والمخدرات
  • خطبة: خطر الخمور والمخدرات (2)
  • خطبة عن المخدرات
  • خطر المخدرات (خطبة)
  • مخدرات العقول والأخلاق (خطبة)
  • الدروع الواقيات من خطر المخدرات (خطبة)
  • رحل... فلان (خطبة)

مختارات من الشبكة

  • القافلة.. العزم والجزم والحزم(مقالة - موقع د. علي بن إبراهيم النملة)
  • ملخص بحث: دور الأسرة مع مدمن المخدرات(مقالة - الإصدارات والمسابقات)
  • ملخص بحث الاتفاقيات والتشريعات في مجال مكافحة المخدرات(مقالة - موقع أ. د. محمد جبر الألفي)
  • المخدرات.. المؤتمر والوقاية!(مقالة - موقع د. علي بن إبراهيم النملة)
  • روسيا: المسلمون في أوسيتيا الشمالية يعالجون مدمني المخدرات(مقالة - المسلمون في العالم)
  • روسيا: الإسلام يحمي من المخدرات في داغستان(مقالة - المسلمون في العالم)
  • أضرار المخدرات (PDF)(كتاب - ملفات خاصة)
  • المخدرات طريق الهلاك في الحياة وبعد الممات (خطبة)(مقالة - ملفات خاصة)
  • زوجي مدمن المخدرات يهددني بقتل أولادي(استشارة - الاستشارات)
  • المخدرات.. تبعات وحسرات(محاضرة - مكتبة الألوكة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 16:33
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب