• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    أربع هي نجاة الإنسان في الدنيا والآخرة (خطبة)
    د. أحمد بن حمد البوعلي
  •  
    وحدة المسلمين (خطبة)
    د. غازي بن طامي بن حماد الحكمي
  •  
    المسارعة إلى الاستجابة لأمر الله ورسوله صلى الله ...
    د. أمين بن عبدالله الشقاوي
  •  
    فوائد وأحكام من قوله تعالى: { إذ قال الله يا عيسى ...
    الشيخ أ. د. سليمان بن إبراهيم اللاحم
  •  
    نعمة الماء (خطبة)
    الشيخ محمد عبدالتواب سويدان
  •  
    تدبر خواتيم سورة البقرة
    د. محمد بن علي بن جميل المطري
  •  
    قال ما أظن أن تبيد هذه أبدا (خطبة)
    حسان أحمد العماري
  •  
    تحريم الإهلال لغير الله تبارك وتعالى
    فواز بن علي بن عباس السليماني
  •  
    مشاهد عجيبة حصلت لي!
    أ. د. عبدالله بن ضيف الله الرحيلي
  •  
    ملخص من شرح كتاب الحج (2)
    يحيى بن إبراهيم الشيخي
  •  
    الدرس السابع عشر: آثار الذنوب على الفرد والمجتمع
    عفان بن الشيخ صديق السرگتي
  •  
    خطبة: (ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب)
    الشيخ عبدالله محمد الطوالة
  •  
    سورة الكافرون.. مشاهد.. إيجاز وإعجاز (خطبة)
    د. صغير بن محمد الصغير
  •  
    من آداب المجالس (خطبة)
    الشيخ عبدالله بن محمد البصري
  •  
    خطر الميثاق
    السيد مراد سلامة
  •  
    أعظم فتنة: الدجال (خطبة)
    د. محمد بن مجدوع الشهري
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / مقالات شرعية / التفسير وعلوم القرآن
علامة باركود

استدلال ابن كثير باللغة في المسائل الخلافية

استدلال ابن كثير باللغة في المسائل الخلافية
مبارك بن حمد الحامد الشريف

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 20/1/2021 ميلادي - 6/6/1442 هجري

الزيارات: 6954

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

استدلال ابن كثير باللغة في المسائل الخلافية

 

فابن كثير رحمه الله يستدل باللغة في المسائل الخلافية، وقد يناقش بعض الأقوال اللُّغويَّة والنحْويَّة فيُعيِّن الراجح منها، فمن ذلك مثلًا ما جاء عند تفسير الآية: ﴿ وَشَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ دَرَاهِمَ مَعْدُودَةٍ وَكَانُوا فِيهِ مِنَ الزَّاهِدِينَ ﴾ [يوسف: 20]، قال: "قال ابن عباس ومجاهد والضحاك[1]: إن الضمير في قوله: ﴿ وَشَرَوْهُ ﴾ عائد على إخوة يوسف، وقال قتادة: بل هو عائد على السيارة، والأولُ أقوى؛ لأن قوله: ﴿ وَكَانُوا فِيهِ مِنَ الزَّاهِدِينَ ﴾ إنما أراد إخوته، لا أولئك السيارة؛ لأن السيارة استبشَروا به وأسَرُّوه بضاعة، ولو كانوا فيه زاهدين لَمَا اشترَوْه، فترجَّح من هذا أن الضمير في ﴿ وَشَرَوْهُ ﴾ إنما هو لإخوته"[2].

 

وعند تفسير البسملة من سورة الفاتحة قال: "اللهُ عَلَمٌ على الربِّ تبارك وتعالى... وهو اسم لم يُسَمَّ به غيره تبارك وتعالى؛ ولهذا لا يُعرَف في كلام العرب له اشتقاق من فَعَلَ ويَفعلُ، فذهب من ذهب من النحاة إلى أنه اسمٌ جامد لا اشتقاق له... وقيل: إنه اسم مشتق، واستدلوا عليه بقول رؤبة بن العجاج[3]:

للهِ دَرُّ الغانيات المُدَّهِ *** سَبَّحْنَ واسترجَعْنَ مِن تَألُّهي[4]

 

وقد صرَّح الشاعر بلفظ المصدر، وهو التألُّهُ، من إلِه يألَه إلاهةً وتألُّهًا... وقد استدل بعضهم على كونه مشتقًّا يقوله: ﴿ وَهُوَ اللَّهُ فِي السَّمَوَاتِ وَفِي الْأَرْضِ ﴾ [الأنعام: 3]؛ أي: المعبود في السموات والأرض، كما قال: ﴿ وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاءِ إِلَهٌ وَفِي الْأَرْضِ إِلَهٌ ﴾ [الزخرف: 84]، ونقل سيبويه عن الخليل أن أصله: إلاه، مثل فِعال، فأُدخِلت الألف واللام بدلًا من الهمزة، قال سيبويه: مِثْل الناس؛ أصله: أناس، وقيل: أصل الكلمة: لاه، فدخلت الألف واللام للتعظيم، وهذا اختيار سيبويه...، وقال الكسائي والفراء: أصله الإله، حذفوا الهمرة وأدغموا اللام الأولى في الثانية، كما قال تعالى: ﴿ لَكِنَّا هُوَ اللَّهُ رَبِّي وَلَا أُشْرِكُ بِرَبِّي أَحَدًا ﴾ [الكهف: 38]؛ أي لكنْ أنا، وقد قرأها كذلك الحسن، قال القرطبي: ثم قيل: هو مشتق من وَلِهَ إذا تَحَّيرَ، والوَلَهُ ذهاب العقل؛ يقال: رجل والهٌ، وامرأة وَلْهَى، وماء مُولَهٌ؛ إذا أُرسِل في الصحاري، فالله تعالى تَتحيَّرُ الألباب والفكر في حقائق صفاته، فعلى هذا يكون أصله وِلاَه، فأُبدلت الواو همزة، كما قالوا في وشاح: إشاح، ووسادة: إسادة، وقال فخر الدين الرازي: وقيل: إنه مشتق من أَلِهْتُ إلى فلان؛ أي: سكنت إليه، فالعقول لا تسكُن إلا إلى ذِكره، والأرواح لا تعرُجُ إلا بمعرفته؛ لأنه الكامل على الإطلاق دون غيره، قال تعالى: ﴿ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ ﴾ [الرعد: 28]، قال: وقيل: من لاه يلُوه؛ إذا احتجب، وقيل: من أَلِهَ الفصيل؛ إذا أُولع بأمِّه، والمعنى: أن العباد مُولَعون بالتضرُّع إليه في كل الأحوال، وقيل: مشتق من أله الرجل يأله؛ إذا فزع من أمر نزل به، فأَلَّهَه؛ أي: أجاره، فالمجيرُ لجميع الخلائق من كل المَضارِّ هو الله سبحانه؛ لقوله: ﴿ وَهُوَ يُجِيرُ وَلَا يُجَارُ عَلَيْهِ ﴾ [المؤمنون: 88]... وقد اختار فخر الدين أنه اسم عَلَم غير مشتق ألبتةَ، قال: وهو قول الخليل وسيبويه وأكثر الأصوليين والفقهاء"[5].

 

وعند تفسير الآية: ﴿ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾ [الفاتحة: 2]، قال: "اشتهر عن كثير من العلماء المتأخِّرين أن الحمد هو الثناء بالقول على المحمود بصفاته اللازمة والمتعدية، والشكر لا يكون إلا على المتعدية، ويكون بالجَنان واللسان والأركان، كما قال الشاعر[6]:

أفادَتْكمُ النَّعماءُ مني ثلاثةً *** يَدِي ولِساني والضميرَ المُحَجَّبَا

 

ولكنهم اختلفوا أيهما أعَمُّ: الحمد أو الشكر؟ على قولين، والتحقيق أن بينهما عمومًا وخصوصًا؛ فالحمد أعمُّ من الشكر من حيث ما يقعانِ عليه؛ لأنه يكون على الصفات اللازمة والمتعدية؛ تقول: حمدتُه لفروسيَّتِه، وحمدتُه لكرَمِه، وهو أخص؛ لأنه لا يكون إلا بالقول، والشكر أعمُّ من حيث ما يقعانِ به؛ لأنه يكون بالقول والعمل والنية، كما تَقدَّمَ، وهو أخص؛ لأنه لا يكون إلا على الصفات المتعدية؛ لا يقال: شكرتُه لفروسيته، وتقول: شكرتُه على كرمه وإحسانه إليَّ"[7].

 

وعند تفسير الآية: ﴿ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ ﴾ [البقرة: 3]، قال: "وقال ابن جرير: وإن الصلاة المفروضة سميت صلاة؛ لأن المصلِّيَ يتعرَّض لاستنجاح طَلِبَتِه من ثواب الله بعمله، مع ما يسأل ربَّه فيها من حاجته، وقيل: مشتق من الصَّلَوينِ إذا تحرَّكا في الصلاة عند الركوع، وهما عِرقان ممتدان مــن الظَّهر حتى يكتنفـــا عَجْـَب الذَّنَب، ومنه ســمي المصلِّي، وهو الثاني للسابق في حلَبة الخيل، وفيه نظر، وقيل: مشتقة من الصَّلَى، وهو الملازمة للشيء؛ من قوله: ﴿ لَا يَصْلَاهَا ﴾ [الليل: 15]؛ أي لا يلزمها ويدوم فيها إلا الأشقى، وقيل: مشتقة من تصلية الخشبة في النار لتُقوَّم، كما أن المصلي يقوِّم عِوَجَه بالصلاة؛ لأن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر، واشتقاقها من الدعاء أصحُّ وأشهر، والله أعلم"[8].

 

وعند تفسير الآية: ﴿ ذَلِكَ أَدْنَى أَلَّا تَعُولُوا ﴾ [النساء: 3]، قال: "قال بعضهم أدنى ألا تكثر عائلتكم قال زيد بن أسلم[9] وسفيان بن عيينة والشافعي رحمهم الله وهذه مأخوذ من قوله: ﴿ وَإِنْ خِفْتُمْ عَيْلَةً ﴾؛ أي فقرًا ﴿ فَسَوْفَ يُغْنِيكُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ ﴾ [التوبة: 28]، وقال الشاعر:

فما يَدري الفقيرُ متى غِناهُ *** وما يدري الغنيُّ متى يُعيلُ[10]

 

وتقول العرب: عالَ الرجلُ يُعيلُ عَيْلةً؛ إذا افتقر، ولكن في هذا التفسير هاهنا نظر؛ فإنه كما يخشى كثرة العائلة من تَعداد الحرائر، كذلك يخشى من تعداد السَّراري أيضًا، والصحيح قول الجمهور: ﴿ ذَلِكَ أَدْنَى أَلَّا تَعُولُوا ﴾ [النساء: 3]؛ أي: تجُوروا، يقال: عالَ في الحكم؛ إذا قسط وظلم وجارَ، وقال أبو طالب[11] في قصيدته المشهورة:

بميزانِ قِسطٍ لا يَخِيسُ[12] شُعَيرةً *** له شاهدٌ مِن نفسِه غيرُ عائلِ

 

وقال هُشيم[13]: عن ابن إسحاق قال: كتب عثمان بن عفان إلى أهل الكوفة في شيء عاتبوه فيه: إني لست بميزانٍ لا أَعُولُ"[14].

 

وعند تفسير الآية: ﴿ إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ ﴾ [الفجر: 7]، قال: "ومن زعم أن إرم مدينة فإنما أخَذَ ذلك من الإسرائيليات من كلام كعب ووهب[15]، وليس لذلك أصل أصيل؛ ولهذا قال: ﴿ الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلَادِ ﴾ [الفجر: 8]؛ أي: لم يُخلَق مثل هذه القبيلة في قوَّتِهم وشِدَّتِهم وجبروتهم، ولو كان المراد بذلك مدينة لقال: التي لم يُبْنَ مِثلُها في البلاد"[16].

 

وعند تفسير الآية: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُؤُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ ﴾ [المائدة: 6]، قال: "قُرئ: (وأرجلَكم) بالنصب عطفًا على (وجوهكم وأيديكم)...وهذه قراءة ظاهرة في وجوب الغسل كما قال السلف، ومن هاهنا ذهب من ذهب إلى وجوب الترتيب، كما هو مذهب الجمهور، خلافًا لأبي حنيفة[17]، حيث لم يشترط الترتيب، بل لو غسل قدميه ثم مسح رأسه وغسل يديه ثم وجهه أجزأه ذلك؛ لأن الآية أمرت بغسل هذه الأعضاء، والواو لا تدل على الترتيب، وقد سلك الجمهور في الجواب على هذا البحث طرقًا، فمنهم من قال: الآية دلَّت على وجوب غسل الوجه ابتداء عند القيام إلى الصلاة؛ لأنه مأمور به بفاء التعقيب، وهي مقتضية الترتيب، ولم يقل أحد من الناس بوجوب غسل الوجه أولًا ثم لا يجب الترتيب بعده، بل القائل اثنان: أحدهما بوجوب الترتيب كما هو واقع الآية، والآخر يقول: لا يجب الترتيب مطلقًا، والآية دلت على وجوب غسل الوجه ابتداء، فوجب الترتيب فيما بعده بالإجماع؛ حيث لا فارق، ومنهم من قال: لا نسلِّم أن الواو لا تدل على الترتيب، بل هي دالة كما هو مذهب طائفة من النحاة وأهل اللغة وبعض الفقهاء، ثم نقول: بتقدير تسليم كونها لا تدل على الترتيب اللغوي، هي دالة على الترتيب شرعًا فيما من شأنه أن يُرتَّبَ، والدليل على ذلك أنه صلى الله عليه وسلم لما طاف بالبيت خرج من باب الصفا وهو يتلو قولَه تعالى: ﴿ إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ ﴾ [البقرة: 158]، ثم قال: ((أَبدأُ بما بدَأَ اللهُ به))[18] لفظ مسلم، ولفظ النسائي: ((ابدَؤوا بما بدأ الله به))، وهذا لفظ أمر، وإسناده صحيح، فدل على وجوب البداءة بما بدأ الله به، وهو معنى كونها تدل على الترتيب شرعًا، والله أعلم"[19].

 

وغيرها من المواضع التي استدل فيها ابن كثير رحمه الله تعالى باللغة العربية في المسائل الخلافية في تفسيره.

 

وهكذا نجد أن من أهمِّ خصائص منهج ابن كثير الدعويِّ عنايتَه باللغة العربية، واهتمامه بها، ودفاعه عنها، واستخدامَه لها؛ وذلك لإدراكه رحمه الله لأهمية اللغة وضروريتها للمسلم بشكل عام، وللعلماء والدعاة بشكل خاص؛ فاللغة بمفرداتها ونحوها وصرفها واشتقاقها وآدابها لازمةٌ لسلامة لسان الداعية وحجة أدائه، فضلًا عن حسن أثرها في السامع، بل في حجة الفهم أيضًا؛ فالأخطاء اللغوية إن لم تحرِّف المعنى وتشوِّه المراد، يمجُّها الطبع، وينفر منها السمع، وكذلك الأدب بشعره ونثره، وأمثاله وحكمه، ووصاياه وخطبه - مهم للداعية؛ يثقف لسانه، ويُجوِّد أسلوبه، ويرهف حسه، ويوقفه على أبواب من العبارات الرائعة، والأساليب الفائقة، والصور المعبرة، والأمثال السائرة، والحِكَم البالغة، ويفتح له نافذة على الروائع والشوامخ، ويضع يده على مئات بل ألوف من الشواهد البليغة، التي يستخدمها الداعية في محلها، فتقع من القلوب أحسَنَ موقع وأبلغه.

 

وكذلك علم الصرف الذي يهتمُّ بتركيب الكلمة، والبحث في أصلها وبنيتها، ومشتقاتها وزوائدها، وكذلك فقه اللغة الذي يزيد في حصيلة الداعية اللغوية، وينمي ثروته من اللغة العربية ومفرداتها[20].

 

وإن مما يزيد عنايةَ الدعاة إلى الله باللغة العربية واهتمامهم بها: ما تُواجِهُه اليومَ من تحديات وهجوم عليها، والمتمثِّل في إثارة الشبهات حولها، والدعوة إلى تغيير الحروف العربية، وكذلك الدعوة إلى العامية، ونحو ذلك من ألوان الهجوم والعداء، وذلك بحُجة أنها لا تتناسب مع هذا العصر، وأنها "عسيرة؛ لأن نحوها ما زال قديمًا عسيرًا، ولأن كتاباتها ما زالت قديمة عسيرة"[21]، ويصف بعضهم اللسان العربي بأنه "جزء من هياكل التخلف والانهيار، وكما نطالب بإصلاح وسائل الإنتاج وقانون الإصلاح الإداري والتربية، نطالب في الوقت نفسه بإصلاح ذلك اللسان الموروث في حروفه وصرفه ونحوه"[22].

 

فالخلاصة أن عناية الدعاة باللغة العربية واهتمامَهم بها أمرٌ في غاية الأهمية، والسبب كما ذكرنا أن اللغة العربية هي الطريقة والأداة لفَهْمِ الشرع ونصوص الوحي، ولأنها الوسيلة لتبليغ هذا الدين والدعوة إليه، وثالثًا لما يقوم به أعداء الإسلام، سواء كانوا من غير المسلمين كاليهود والنصارى وغيرهم، أو من المنافقين المنسلخين من دينهم من دعاة التغريب من أبناء المسلمين، مِن محاربتها والهجوم عليها، فواجب الدعاة اليوم الحرصُ على تعلُّم اللغة العربية وتعليمها والدفاع عنها[23]، ونشرها بين أبناء المسلمين وغير المسلمين في المناهج التعليمية، والعناية بمدارس ومعاهد تعليم اللغة العربية، وغيرها من الوسائل والطرق الكثيرة الأخرى.



[1] هو الضحاك بن مزاحم البلخي الخراساني، أبو القاسم، مفسِّر كان يؤدب الأطفال، ويقال: كان في مدرسته ثلاثة آلاف صبيٍّ، قال الذهبي: كان يطوف عليهم على حمار. وذكره ابن حبيب تحت عنوان أشراف المعلمين وفقهاؤهم، له كتاب في التفسير، توفي بخراسان سنة 105هـ. الأعلام 3 /215.

[2] انظر تفسير القرآن العظيم  2 /582.

[3] هو رؤبة بن عبدالله العجاج بن رؤبة التميمي السعدي، أبو الجحاف، أو أبو محمد، راجز من الفصحاء المشهورين، من مخضرمي الدولتين الأموية والعباسية، كان أكثر مقامه في البصرة، وأخذ عنه أعيان أهل اللغة، وكانوا يحتجون بشعره، ويقولون بإمامته في اللغة، مات في البادية، وقد أسنَّ، وله ديوان رجز، وفي الوفَيَات: لما مات رؤبة قال الخليل: دفنَّا الشعر واللغة والفصاحة، توفي سنة 145هـ. الأعلام 3 /34.

[4] جاء في لسان العرب: المَدْه: في نعت الهيئة والجمال، والمدح: في كل شيء، وقال الخليل بن أحمد: مدهته في وجهه، ومدحته إذا كان غائًبا، وقيل: المده والمدح واحد، وقيل: الهاء في كل ذلك بدل من الحاء، والمادِهُ: المادِحُ، والتمدُّهُ: التمدُّحُ - ابن منظور، لسان العرب 13 /540.

فالمعنى: لله در الغانيات المادحات. سبَّحن: أي قلن: سبحان الله، واسترجعن: أي قلن: إنا لله وإنا إليه راجعون، من تألهي: أي بسبب عبادتي، و(مِن) هنا فيها معنى السبب؛ أي: سبَّحن واسترجعن بسبب عبادتي لله عز وجل.

[5] انظر تفسير القرآن العظيم 1 /30-31.

[6] لم أعثر على قائله.

[7] انظر تفسير القرآن العظيم 1 /34.

[8] المرجع نفسه 1 /59.

[9] هو زيد بن أسلم العدويُّ العمري، مولاهم، أبو أسامة أو أبو عبدالله، فقيه مفسِّر، من أهل المدينة، كان مع عمر بن عبدالعزيز أيام خلافته، واستقدمه الوليد بن يزيد، في جماعة من فقهاء المدينة إلى دمشق مستفتيًا في أمر، وكان ثقة كثير الحديث، له حلقة في المسجد النبوي، وله كتاب في التفسير توفي سنة 136هـ. الأعلام 3 /56، 57.

[10] القائل هو أحيحة بن الجلاح، شاعر جاهلي قديم، وهو سيد الأوس، توفي سنة 130 قبل الهجرة. الأعلام 1 /277.

[11] هو عبدمناف بن عبدالمطلب بن هاشم بن قريش، أبو طالب، والد علي رضي الله عنه، وعمُّ النبي صلى الله عليه وسلم وكافله ومربِّيه ومناصره، كان من أبطال بني هاشم ورؤسائهم، ومن الخطباء العقلاء الأباة، وله تجارة كسائر قريش، نشأ النبي صلى الله عليه وسلم في بيته وسافر معه إلى الشام في صباه، ولما أظهر الدعوة إلى الإسلام همَّ أقرباؤه (بنو قريش) بقتله، فحماه أبو طالب وصدَّهم عنه، فدعاه النبي صلى الله عليه وسلم إلى الإسلام فامتنع خوفًا من أن تُعيره العرب بتركه دين آبائه، ووعده بنصره وحمايته، مات سنة 3 قبل الهجرة. (الأعلام 4 /166).

[12] لا ينقص (المعجم الوسيط ص 264).

[13] هو هشيم بن بشير بن أبي حازم قاسم بن دينار السلمي، أبو معاوية الواسطي، نزيل بغداد، مفسر، من ثقات المحدثين، قيل: أصله من بخارى، كان محدث بغداد، ولزمه الإمام أحمد بن حنبل أربع سنين، قال الداودي: له غير التفسير كتابُ السنن في الفقه والمغازي، توفي سنة 183هـ. (الأعلام 8 /89).

[14] التفسير 1 /552.

[15] هو وهب بن منبه الأنباري الصنعاني الذماري أبو عبدالله، مؤرخ كثير الأخبار عن الكتب القديمة، عالم بأساطير الأولين ولا سيما الإسرائيليات، يعد في التابعين، أصله من أبناء الفرس الذين بعث بهم كسرى إلى اليمن، ولد ومات بصنعاء، وولاه عمر بن عبدالعزيز قضاءها، من كتبه: ذكر الملوك المتوجة من حمير وأخبارهم وقصصهم وقبورهم وأشعارهم، وله قصص الأنبياء، وقصص الأخيار، توفي سنة 114هـ (الأعلام 8 /125-126).

[16] انظر تفسير القرآن العظيم 3 /425.

[17] هو النعمان بن ثابت التيمي بالولاء، الكوفي أبو حنيفة، إمام الحنَفيَّة، الفقيه المجتهد المحقق، أحد الأئمة الأربعة عند أهل السُّنة، قيل: أصله من أبناء فارس، وُلد ونشأ بالكوفة، وكان يبيع الخز ويطلب العلم في صباه، ثم انقطع للتدريس والإفتاء، وكان قوي الحجة من أحسن الناس منطقًا، قال الإمام مالك يصفه: رأيت رجلًا لو كلمته في هذه السارية أن يجعلها ذهبًا لقام بحجته، وعن الإمام الشافعي قال: الناس عيال في الفقه على أبي حنيفة، توفي سنة 150هـ (الأعلام 8 /36).

[18] أخرجه مسلم، كتاب الحج، باب حجة النبي صلى الله عليه وسلم، رقم (1218)، وأخرجه النسائي في كتاب الحج، باب ذكر الصفا والمروة، رقم (2972، 2973).

[19] انظر تفسير القرآن العظيم 2 /34.

[20] انظر محمد زين الهادي، الدعوة الإسلامية الاستيعاب والشمول، ص 112، مرجع سابق.

[21] مستقبل الثقافة في مصر، طه حسين ص 195.

[22] مقال للدكتور عبدالله الوردي، جريدة الرياض السعودية ص 7، الثلاثاء 12 محرم 1407هـ.

[23] ومن الأمثلة على دفاع الدعاة عن اللغة العربية البحث الذي ألقاه الدكتور شكري فيصل رحمه الله في الندوة التي عقدت في مسقط في شعبان 1405هـ ومما جاء فيه: "أن اللغة العربية لغة الدين، وليست لغة الحياة، وأنها لغة الماضي، وليست لغة المستقبل، وأنها لغة الأدب والشعر، وليست لغة العلم والحضارة الجديدة.

أما قولهم: إنها لغة الدين وليست لغة الحياة، فذلك في المفهوم الإسلامي نوعٌ من الفصل لم يكن لنا عهد به، فالدين في ضمير المسلم نهجٌ للحياة، ونوع من السلوك، وصلة ما بين الدنيا والآخرة.

وأما أن اللغة العربية لغة الماضي وليست لغة الحاضر والمستقبل، فقد كان صورة أخرى لواقع خصوم الإسلام، نقلوها من حياتهم التي عاشوها.... وكان ماضيهم متصلًا باللغة اليونانية أولًا، ثم باللغة اللاتينية، لما فصلوا ما بين الدولة والكنيسة، قادهم ذلك إلى الفصل بين اللغة اللاتينية وبين اللهجات التي تفرَّقت واستقلت عنها في وجود لغوي خاص بها، وخُيِّل لهم أن ذلك هو الشأن في اللغة العربية.

أما أن اللغة العربية لغة الأدب والشعر وليست لغة العلم والثقافة، فلقد كانت اللغة لغة الطب والفلك والهندسة والفلسفة، قبل أن تؤول هذه العلوم إلى الأوروبيين في فترة نهضتهم، فهل هي عاجزة عن أن تكون كذلك في فترة نهضتنا؟"، انظر المرجع السابق ص 58-59.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • نظرة الحافظ ابن كثير إلى العقل
  • إنكار ابن كثير على من عارض النصوص بالرأي
  • طرق المعرفة عند ابن كثير
  • اعتماد ابن كثير اللغة العربية في تفسيره القرآن الكريم
  • رجوع ابن كثير في تفسيره إلى اللغة واحتكامه إليها
  • اهتمام ابن كثير بشتى جوانب اللغة
  • عناية ابن كثير بالمصطلحات
  • اتباع ابن كثير المنقول من المصطلحات
  • ترجيح ابن كثير قول الصحابي على غيره من الناس
  • شمولية منهج ابن كثير في الدعوة
  • شمول اهتمام ابن كثير بالعقيدة
  • منهج ابن كثير في دعوة عامة الناس
  • التحقيق في المسائل الخلافية وليس الخلاف حجة

مختارات من الشبكة

  • استدلال الأصوليين بالوقوع الشرعي على المسائل الأصولية(رسالة علمية - مكتبة الألوكة)
  • مهارات الاستدلال(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • الاستدلال بالقواعد الفقهية عند الشافعية لعبد الرحمن بن عبدالله السقاف(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • ١١٣ تغريدة حول الإسلام ومحاسنه باللغة الإنجليزية وترجمتها باللغة الإيطالية(كتاب - موقع د. ناجي بن إبراهيم العرفج)
  • المنهج الاستدلالي عند ابن تيمية رحمه الله تعالى(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الاستدلال على حتمية البعث من بعض الظواهر الكونية في قوله تعالى: (ألم تر)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • شبهة التطوريين (وجود الأعضاء الأثرية) تاريخ يثبت خرافتها وخطأ الاستدلال بها (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • أثر الاحتمال في إسقاط الاستدلال (WORD)(كتاب - آفاق الشريعة)
  • الاستدلال بتنزيه الشارع (WORD)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • شبهة والرد عليها في حجية السنة: الاستدلال بآية (وما آتاكم الرسول فخذوه)(مقالة - آفاق الشريعة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • بمشاركة 75 متسابقة.. اختتام الدورة السادسة لمسابقة القرآن في يوتازينسكي
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 13/11/1446هـ - الساعة: 23:33
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب