• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    طريق لا يشقى سالكه (خطبة)
    عبدالله بن إبراهيم الحضريتي
  •  
    خطبة: مكانة العلم وفضله
    أبو عمران أنس بن يحيى الجزائري
  •  
    خطبة: العليم جلا وعلا
    الشيخ الدكتور صالح بن مقبل العصيمي ...
  •  
    في تحريم تعظيم المذبوح له من دون الله تعالى وأنه ...
    فواز بن علي بن عباس السليماني
  •  
    كل من يدخل الجنة تتغير صورته وهيئته إلى أحسن صورة ...
    فهد عبدالله محمد السعيدي
  •  
    محاضرة عن الإحسان
    د. عطية بن عبدالله الباحوث
  •  
    ملامح تربوية مستنبطة من قول الله تعالى: ﴿يوم تأتي ...
    د. عبدالرحمن بن سعيد الحازمي
  •  
    نصوص أخرى حُرِّف معناها
    عبدالعظيم المطعني
  •  
    فضل العلم ومنزلة العلماء (خطبة)
    خميس النقيب
  •  
    البرهان على تعلم عيسى عليه السلام القرآن والسنة ...
    د. محمد بن علي بن جميل المطري
  •  
    الدرس السادس عشر: الخشوع في الصلاة (3)
    عفان بن الشيخ صديق السرگتي
  •  
    القرض الحسن كصدقة بمثل القرض كل يوم
    د. خالد بن محمود بن عبدالعزيز الجهني
  •  
    الليلة التاسعة والعشرون: النعيم الدائم (2)
    عبدالعزيز بن عبدالله الضبيعي
  •  
    حكم مشاركة المسلم في جيش الاحتلال
    أ. د. حلمي عبدالحكيم الفقي
  •  
    غض البصر (خطبة)
    د. غازي بن طامي بن حماد الحكمي
  •  
    كيف تقي نفسك وأهلك السوء؟ (خطبة)
    الشيخ محمد عبدالتواب سويدان
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / مقالات شرعية / سيرة
علامة باركود

الاقتداء بالتابعين رضي الله عنهم

الاقتداء بالتابعين رضي الله عنهم
سلامة إبراهيم محمد دربالة النمر

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 6/1/2021 ميلادي - 22/5/1442 هجري

الزيارات: 13093

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

الاقتداء بالتابعين رضي الله عنهم[1]


الصحابة رضي الله عنهم هم خير هذه الأمة صدقوا ما عاهدوا الله عليه، ودافعوا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بأنفسهم وأموالهم، وعاصروا نزول الوحيين، وتلقوا التربية من الأسوة الحسنة صلى الله عليه وسلم، ويليهم في الفضل التابعين لهم بإحسان، ثم أتباع التابعين، فهم أصحاب القرون الأولى المشهود لهم بالخيرية، وقد خصَّهم الله عز وجل بصفاء قلوبهم، وسعة فهمه، وفصاحة ألسنتهم، وغزارة علمهم، وانعدام معارضيهم، حفظوا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أقواله، وأخبروا عن أفعاله وأحواله، ونقلوها للأمة من بعدهم، ثم اعتنى علماء الأمة بتدوين آثار الصحابة والتابعين رضي الله عنهم.

 

فضائل التابعين رضي الله عنهم في القرآن الكريم:

وكما أثنى القرآن الكريم على الصحابة رضي الله عنهم، وسجل لهم سبقهم وفضلهم، أثنى كذلك على التابعين لهم بإحسان في العديد من الآيات، منها:

قال الله تعالى: ﴿ وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ﴾ [التوبة: 100].

 

عن محمد بن كعب القرظي[2] قال: "مرَّ عمر رضي الله عنه برجل يقرأ: ﴿ وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ ﴾ [التوبة: 100]، فأخذ عمر بيده، فقال: من أقرأك هذا قال: أبي بن كعب قال: لا تفارقني حتى أذهب بك إليه، فلما جاءه قال عمر: أنت أقرأت هذا هذه الآية هكذا، قال: نعم، قال: وسمعتها من رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: نعم، قال: لقد كنت أرى أنا رفعنا رفعة لا يبلغها أحد بعدنا، فقال أبي: تصديق ذلك في ... وسورة الأنفال؛ قال الله تعالى: ﴿ وَالَّذِينَ آمَنُوا مِنْ بَعْدُ وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا مَعَكُمْ فَأُولَئِكَ مِنْكُمْ وَأُولُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ﴾ [الأنفال: 75][3].

 

قال شيخ الإسلام ابن تيمية: "فجعل التابعين لهم بإحسان مشاركين لهم فيما ذكر من الرضوان والجنة ... فمن اتبع السابقين الأولين كان منهم"[4].

 

والتابعين بإحسان هم: "السعداء الذين ثبت لهم رضا الله عنهم وهم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكل من تبعهم بإحسان إلى يوم القيامة، ولا يختص ذلك بالقرن الذين رأوهم فقط، وإنما خص التابعين بمن رأوا الصحابة تخصيصًا عرفيًّا؛ ليتميزوا به عمن بعدهم، فقيل: التابعون مطلقًا لذلك القرن فقط، وإلا فكل من سلك سبيلهم فهو من التابعين لهم بإحسان، وهو ممن رضي الله عنهم ورضوا عنه"[5].

 

ومِن سعة رحمة الله تعالى أنه تعالى يلحق أهل الاتباع بإحسان، بمن سبقوهم بالخير والفضل، ويشركهم في فضله وثوابه، ورضاه عنهم، ورضاهم عن الله تعالى.

 

وقد خص الله تعالى التابعين بإحسان لإقامة الدين، وحفظ فرائضه وحدوده وأمره ونهيه، وأحكامه وسنن رسوله صلى الله عليه وسلم، وآثاره فحفظوا عن صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ما نشروه وبثوه من الأحكام والسنن والآثار، وسائر ما وصفنا الصحابة به رضي الله عنهم، فأتقنوه وعلموه، وفقهوا فيه، فكانوا من الإسلام والدين ومراعاة أمر الله عز وجل، ونهيه بحيث وضعهم الله عز وجل، ونصبهم له"[6].

 

فقدم الله تعالى الثناء على الصحابة، ثم أردفهم بالثناء على الذين اتبعوهم بإحسان، والاتباع بإحسان يشمل جميع المسلمين الذين اقتدوا بالصحابة رضي الله عنهم في كل مكان وزمان، فاقتدوا بهم في أقوالهم وأعمالهم طلبًا لمرضاة الله سبحانه وتعالى, أولئك الذين رضي الله عنهم لطاعتهم لله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم, ورضوا عنه لما أنعم لهم من جزيل الثواب على طاعتهم وإيمانهم.

 

وقد امتن الله تعالى على السابقين واللاحقين من أمة الإسلام؛ قال الله تعالى: ﴿ وَآخَرِينَ مِنْهُمْ لَمَّا يَلْحَقُوا بِهِمْ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ﴾ [الجمعة: 3].

 

وعن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: كنا جلوسًا عند النبي صلى الله عليه وسلم، إذ نزلت عليه سورة الجمعة، فلما قرأ: {وَآخَرِينَ مِنْهُمْ لَمَّا يَلْحَقُوا بِهِمْ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ}، قال رجل: من هؤلاء؟ يا رسول الله، فلم يراجعه النبي صلى الله عليه وسلم حتى سأله مرة، أو مرتين، أو ثلاثًا، قال: وفينا سلمان الفارسي رضي الله عنه، قَالَ: فَوَضَعَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَدَهُ عَلَى سَلْمَانَ، ثُمَّ قَالَ: « لَوْ كَانَ الْإِيمَانُ عِنْدَ الثُّرَيَّا[7]، لَنَالَهُ رِجَالٌ مِنْ هَؤُلَاءِ»[8].

 

فالمراد بالإيمان (أحكامه التي ما تنال إلا بالطلب «عِنْدَ الثُّرَيَّا، لَنَالَهُ رِجَالٌ مِنْ هَؤُلَاءِ»، وهذه الصفة نفسها نجدها في أهل خراسان دخلوا في الإِسلام رغبة، ومنهم العلماء والفضلاء والمحدثون والمتعبدون، وإذا حررت المحدثين من كل بلد، وجدت نصفهم من خراسان، وجل رجالات الرواة منها) [9].

 

والمقصود بـ﴿ لَمَّا يَلْحَقُوا بِهِمْ ﴾؛ أي: (في الفضل، ويحتمل أن يكونوا لما يلحقوا بهم في الزمان، وعلى كل، فكلا المعنيين صحيح، فإن الذين بعث الله فيهم رسوله وشاهدوه وباشروا دعوته، حصل لهم من الخصائص والفضائل ما لا يمكن أحدًا أن يلحقهم فيها، وذلك من فضل الله العظيم الذي يؤتيه من يشاء من عباده" [10].

 

والأولون هم: "الذين أدركوا رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحبوه، والآخرون: هم الذين لم يلحقوهم، وهم كل من بعدهم على منهاجهم إلى يوم القيامة، فيكون التأخر وعدم اللحاق في الفضل والرتبة بل هم دونهم، فيكون عدم اللحاق في الرتبة والقولان كالمتلازمين، فإن من بعدهم لا يلحقون بهم لا في الفضل ولا في الزمان، فهؤلاء الصنفان هم السعداء"[11].

 

وقد مدح الله سبحانه وتعالى التابعين بسبب ترحمهم على السابقين، وذكرهم بالخير، وترك ذكرهم بالسوء؛ قال الله تعالى: ﴿ وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ ﴾ [الحشر: 10].

 

فأثنى الله عز وجل على التابعين؛ لأنهم "يدعون لأنفسهم ولمن سبقهم بالإيمان والمغفرة، ومن كان في قلبه غل على أحد من الصحابة ولم يترحم على جميعهم، فإنه ليس ممن عناه الله بهذه الآية؛ لأن الله تعالى رتب المؤمنين على ثلاثة منازل: المهاجرين والأنصار والتابعين الموصوفين بما ذكر، فمن لم يكن من التابعين بهذه الصفة، كان خارجًا من أقسام المؤمنين" [12].

 

فالآية تبرز أهم ملامح التابعين بإحسان "الذين يجيئون بعد المهاجرين والأنصار، سمة نفوسهم أنها تتوجه إلى الله في طلب المغفرة لنفسها، ولسلفها الذين سبقوها بالإيمان، وفي طلب براءة القلب من الغل على المؤمنين على وجه الإطلاق، مع الشعور واليقين برأفة الله ورحمته، هذه قافلة الإيمان تحمل جمال الظاهر وجمال الباطن" [13].

 

فالآية الكريمة أوضحت منزلة التابعين، وبيَّنت مرتبتهم وشرفهم ووصفتهم بصفات يعرفون بها ومن هذه الصفات، أنهم يستغفرون لأنفسهم ولإخوانهم الذين سبقوهم بالإيمان، ثم يسألون الله تعالى أن يطهر قلوبهم من الحسد والحقد لجميع المؤمنين، ويثنون على الله تعالى بما هو أهله.

 

فضائل التابعين في السنة النبوية المشرفة:

فقد مدح رسول الله صلى الله عليه وسلم الثلاثة القرون الأولى، وشهد لهم بالخيرية، فعَنْ عَبْدِاللهِ رضي الله عنه عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: «خَيْرُ النَّاسِ قَرْنِي، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ»[14].

 

فالسابقون الأولون من "المهاجرين والأنصار، ومن سلك مسلكهم فهؤلاء أفضل الأمة وهم المرادون بالحديث"[15].

 

وعَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ قَالَتِ الْأَنْصَارُ: يَا رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم «لِكُلِّ نَبِيٍّ أَتْبَاعٌ وَإِنَّا قَدِ اتَّبَعْنَاكَ، فَادْعُ اللهَ أَنْ يَجْعَلَ أَتْبَاعَنَا مِنَّا فَدَعَا بِهِ »[16].

 

أي أن لكل نبي "أتباع، ونحن أتباعك؛ لأنا قد اتبعناك، فادع الله أن يكون أتباعنا منا؛ أي متصلين بنا، مقتفين آثارنا بإحسان؛ كما قال تعالى: {وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ}، فدعا النبي صلى الله عليه وسلم، فجعل أتباعهم منهم"[17].

 

أقوال السلف في فضائل التابعين:

قال حجة الإسلام أبو حامد الغزالي رحمه الله: "وأعلم أهل الزمان، وأقربهم للصواب أشبههم بالصحابة رضي الله عنهم، وأعرفهم بطريق السلف، فمنهم أخذ الدين، ولذلك قال علي رضي الله عنه: خيرنا أتبعنا لهذا الدين" [18].

 

وقال شيخ الإسلام ابن تيمة رحمه الله عن فضل التابعين: "فهذه الطبقة كان لها قوة الحفظ والفهم والفقه في الدين، والبصر والتأويل، ففجرت من النصوص أنهار العلوم واستنبطت منها كنوزها، ورُزقت فيها فهمًا خاصًّا ... وهذا الفهم هو بمنزلة الكلأ والعشب الذي أنبتته الأرض الطيبة، وهو الذي تميزت به هذه الطبقة عن الطبقة الثانية، وهي التي حفظت النصوص فكان همها حفظها وضبطها، فوردها الناس وتلقوها بالقبول، واستنبطوا منها واستخرجوا كنوزها واتجروا فيها، وبذروها في أرض قابلة للزرع والنبات، ورووها كل بحسبه، {قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ مَشْرَبَهُمْ} [البقرة: 60] [19].

 

وقال الإمام ابن القيم - رحمه الله -: الصحابة رضي الله عنهم فتحوا قلوبهم و"ألقوا إلى التابعين ما تلقوه من مشكاة النبوة خالصًا صافيًا، وكان سندهم فيه عن نبيهم صلى الله عليه وسلم، عن جبريل عليه السلام عن رب العالمين سبحانه وتعالى سندًا صحيحًا عاليًا، وقالوا: هذا عهد نبينا إلينا، وقد عهدنا إليكم، وهذه وصية ربنا وفرضه علينا، وهي وصيته وفرضه عليكم، فجرى التابعون لهم بإحسان على منهاجهم القويم، واقتفوا على آثارهم صراطهم المستقيم، ثم سلك تابعو التابعين هذا المسلك الرشيد"[20].

 

وقال الإمام الشاطبي[21] رحمه الله: "فالتابعون بإحسان لازموا الصحابة رضي الله عنهم حتى فقهوا، ونالوا ذروة الكمال في العلوم الشرعية، وحسبك من صحة هذه القاعدة أنك لا تجد عالِمًا اشتهر في الناس الأخذ عنه إلا وله قدوة واشتهر في قرنه بمثل ذلك"[22].

 

وقال الإمام شهاب الدين أبو شامة[23] رحمه الله: "كان العلماء من السلف الصالح أهل نسك وعبادة وورع وزهادة، أرضوا الله تعالى بعلمهم، وصانوا العلم فصانهم، وتدرَّعوا من الأعمال الصالحة بما زانهم، ولم يشنهم الحرص على الدنيا وخدمة أهلها، بل أقبلوا على طاعة الله التي خلقوا لأجلها"[24].

 

وعن سعة علم التابعين قال الإمام السيوطي: "من التابعين من تلقى جميع التفسير عن الصحابةرضي الله عنهم" [25].



[1] (تبع) تبع الشيء تبعًا وتباعًا في الأفعال، وتبعت الشيء تبوعًا: سرت في إثره، واتبعه وأتبعه وتتبعه قفاه؛ انظر: [لسان العرب: ابن منظور، ج8 ص 27].

(التابعي) مَن لقي الصحابة مؤمنًا بالنبي صلى الله عليه وسلم ومات على الإسلام؛ انظر: [المعجم الوسيط: إصدار مجمع اللغة العربية، ج1 ص81 ].

«التابعون» مفردها تابعي، وقد اختلف العلماء في التابعين ومراتبهم، فقال الخطيب الحافظ: التابعي من صحب الصحابي، ويقال للواحد منهم: تابع وتابعي، وكلام الحاكم أبي عبدالله وغيره مشعر بأنه يكفي فيه أن يسمع من الصحابي أو يلقاه، وإن لم توجد الصحبة العرفية؛ انظر: [تفسير القرآن العظيم: أبو محمد عبدالرحمن بن محمد بن إدريس بن المنذر التميمي، الحنظلي، الرازي ابن أبي حاتم، ج12 ص514، المحقق: أسعد محمد الطيب، مكتبة نزار مصطفى الباز - المملكة العربية السعودية، ط3، 1419 هـ].

[2] القرظي محمد بن كعب بن سليم، أبوه كعب من سبي بني قريظة، سكن الكوفة، ثم المدينة، وقال ابن سعد: كان ثقة عالِمًا، كثير الحديث، ورعًا، وقال ابن المديني، وأبو زرعة، والعجلي: ثقة، وزاد العجلي: مدني، تابعي، رجل صالح، عالم بالقرآن، قلت: كان من أئمة التفسير، وقال عون بن عبدالله: ما رأيت أحدًا أعلم بتأويل القرآن من القرظي، وقيل: كان له أملاك بالمدينة، وقيل: إنه كان مجاب الدعوة، كبير القدر، مات 120 هـ، وقيل قبل ذلك؛ [انظر: سير أعلام النبلاء: شمس الدين الذهبي. ج5 ص65].

[3] الدر المنثور: جلال الدين السيوطي. ج4 ص268.

[4] مجموع الفتاوي: ابن تيمية. ج13 ص24.

[5] زاد المهاجر إلى ربه: ابن قيم الجوزية. ص53.

[6] مقدمة الجرح والتعديل: ابن أبي حاتم. ج1 ص8.

[7] الثريا من الكواكب، سُميت بذلك لغزارة نوئها، وقيل: سُميت بذلك لكثرة كواكبها مع صغر مرآتها، فكأنها كثيرة العدد بالإضافة إلى ضيق المحل؛ انظر: المحكم والمحيط الأعظم: إسماعيل بن سيده المرسي، ج10، ص205.

[8] صحيح البخاري: كتاب: تفسير القرآن، باب قوله: {وَآخَرِينَ مِنْهُمْ لَمَّا يَلْحَقُوا بِهِمْ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} [الجمعة: 3] ج6 ص151، رقم ح4897، وفي صحيح مسلم: كتاب: فضائل الصحابة رضي الله عنهم، باب: فضل فارس، ج4 ص1972، رقم ح2546.

[9] التنوير شرح الجامع الصغير: الصنعاني. ج9 ص158.

[10] تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان: عبد الرحمن السعدي. ص862.

[11] زاد المهاجر إلى ربه: ابن قيم الجوزية. ص54.

[12] معالم التنزيل في تفسير القرآن: البغوي، ج5 ص61.

[13] موسوعة فقه القلوب: التويجري. ج2 ص1245.

[14] صحيح البخاري: كتاب: أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب: فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، ج5 ص32، رقم ح3788، وفي المعجم الكبير للطبراني: باب: من اسمه زيد، عبدالرحمن بن أبي ليلى، عن زيد بن أرقم. ج5 ص169، رقم ح4977.

[15] المنهاج شرح صحيح مسلم: النووي. ج3 ص138.

[16] صحيح البخاري: كتاب: مناقب الأنصاررضي الله عنهم - باب: أتباع الأنصار رضي الله عنهم ج5 ص3، رقم ح3651، وفي صحيح مسلم: كتاب: فضائل الصحابة رضي الله عنهم- باب: فضل الصحابة رضي الله عنهم ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم. ج4 ص1963، رقم ح2563.

[17] مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح: الهروي. ج9 ص4030.

[18] إحياء علوم الدين: أبو حامد الغزالي. ج1 ص80.

[19] مجموع الفتاوي: ابن تيمية. ج4 ص93.

[20] مجموع الفتاوي: ابن تيمية. ج4 ص93.

[21] الشاطبي: (000 - 790 هـ = 000 - 1388 م): إبراهيم بن موسى بن محمد اللخمي الغرناطي الشهير بالشاطبي: أصولي حافظ، من أهل غرناطة، كان من أئمة المالكية، الإمام العلامة المحقق القدوة الحافظ الجليل المجتهد، كان أصوليًّا مفسرًا فقيهًا، محدثًا لغويًّا بيانيًّا نظَّارًا، ثبتًا ورعًا صالحًا زاهدًا سنيًّا، إمامًا مطلقًا، بحاثًا مدققًا جدليًّا، بارعًا في العلوم، من أفراد العلماء المحققين الأثبات وأكابر الأئمة المتفننين الثقات، له القدم الراسخ والإمامة العظمى في الفنون فقهًا وأصولًا وتفسيرًا وحديثًا وعربية وغيرها؛ [انظر: الأعلام: للزركلي0ج1 ص75]، و[انظر: نيل الابتهاج بتطريز الديباج: أحمد بابا بن أحمد بن الفقيه التنبكتي السوداني، أبو العباس، ص48، تقديم: الدكتور عبدالحميد عبدالله الهرامة، دار الكاتب، طرابلس، ليبيا، ط2، 2000 م].

[22] الموافقات: إبراهيم بن موسى بن محمد اللخمي الغرناطي الشهير بالشاطبي . ج1 ص144، المحقق: أبو عبيدة مشهور بن حسن آل سلمان، دار ابن عفان- الخبر - المملكة العربية السعودية، ط1، 1417هـ.

[23] أَبُو شَامَة: عبد الرحمن بن إسماعيل بن إبراهيم المقدسي الدمشقيّ، أبو القاسم، شهاب الدين، أبو شامة: مؤرخ، محدث، باحث. أصله من القدس، ومولده في دمشق عام599 ه ، وبها منشأه ووفاته. ولي بها مشيخة دار الحديث الأشرفية، ودخل عليه اثنان في صورة مستفتيين فضرباه، فمرض ومات عام 665 هـ. [ انظر: الأعلام: للزركلي0ج3 ص299].

[24] مختصر المؤمل في الرد إلى الأمر الأول: أبو القاسم شهاب الدين عبدالرحمن بن إسماعيل بن إبراهيم المقدسي الدمشقي المعروف بأبي شامة. ص23، المحقق: صلاح الدين مقبول أحمد، الناشر: مكتبة الصحوة الإسلامية – الكويت، سنة النشر: 1403 هـ.

[25] الإتقان في علوم القرآن: جلال الدين السيوطي: ج4 ص203.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • الاقتداء - خطبة جمعة
  • الاقتداء بالأنبياء
  • القدوة والاقتداء
  • الاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم
  • الاقتداء بالرسول صلى الله عليه وسلم في العفة (1)
  • الاقتداء بالصحابة رضي الله عنه
  • نماذج من سادات التابعين رضي الله عنهم

مختارات من الشبكة

  • الاكتفاء المادي عند الدعاة منهج نبوي ووجوب الاقتداء به (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • الدرس الرابع: آية الكرسي وسنة الاقتداء بالرسول عليه الصلاة والسلام(مقالة - ملفات خاصة)
  • الاقتداء إذا اختلف مكان الإمام عن مكان المأموم (PDF)(كتاب - موقع الشيخ دبيان محمد الدبيان)
  • الاقتداء بالسابقين الأولين(مقالة - موقع د. محمود بن أحمد الدوسري)
  • الاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم (خطبة)(مقالة - موقع د. محمود بن أحمد الدوسري)
  • الاقتداء بالرسول صلى الله عليه وسلم في العدل(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الاقتداء بالرسول صلى الله عليه وسلم في الصبر(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الاقتداء بالرسول صلى الله عليه وسلم في الأخلاق(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الاقتداء بالرسول صلى الله عليه وسلم في الحج(مقالة - ملفات خاصة)
  • الاقتداء بالرسول صلى الله عليه وسلم في الصيام(مقالة - آفاق الشريعة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 0:55
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب