• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    آية المحنة
    نورة سليمان عبدالله
  •  
    توزيع الزكاة ومعنى "في سبيل الله" في ضوء القرآن ...
    عاقب أمين آهنغر (أبو يحيى)
  •  
    النبي عيسى عليه السلام في سورة الصف: فائدة من ...
    أبو مالك هيثم بن عبدالمنعم الغريب
  •  
    أحكام شهر ذي القعدة
    د. فهد بن ابراهيم الجمعة
  •  
    خطبة: كيف نغرس حب السيرة في قلوب الشباب؟ (خطبة)
    عدنان بن سلمان الدريويش
  •  
    من صيام التطوع: صوم يوم العيدين
    د. عبدالرحمن أبو موسى
  •  
    حقوق الوالدين
    د. أمير بن محمد المدري
  •  
    تفسير سورة الكوثر
    يوسف بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن السيف
  •  
    من مائدة العقيدة: شهادة أن لا إله إلا الله
    عبدالرحمن عبدالله الشريف
  •  
    الليلة الثلاثون: النعيم الدائم (3)
    عبدالعزيز بن عبدالله الضبيعي
  •  
    العلم والمعرفة في الإسلام: واجب ديني وأثر حضاري
    محمد أبو عطية
  •  
    حكم إمامة الذي يلحن في الفاتحة
    د. عبدالعزيز بن سعد الدغيثر
  •  
    طريق لا يشقى سالكه (خطبة)
    عبدالله بن إبراهيم الحضريتي
  •  
    خطبة: مكانة العلم وفضله
    أبو عمران أنس بن يحيى الجزائري
  •  
    خطبة: العليم جلا وعلا
    الشيخ الدكتور صالح بن مقبل العصيمي ...
  •  
    في تحريم تعظيم المذبوح له من دون الله تعالى وأنه ...
    فواز بن علي بن عباس السليماني
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / مقالات شرعية / سيرة
علامة باركود

عمر بن الخطاب

عمر بن الخطاب
سلامة إبراهيم محمد دربالة النمر

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 30/12/2020 ميلادي - 15/5/1442 هجري

الزيارات: 23792

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

عمر بن الخطاب رضي الله عنه[1]

 

فعمر بن الخطاب رضي الله عنه أفضل الناس على الإطلاق بعد الأنبياء - عليهم الصلاة والسلام - وأبي بكر الصديق رضي الله عنه، وأحد السابقين إلى الإسلام، وأحد العشرة المبشرين لهم بالجنة، وأحد الخلفاء الراشدين، وصهر رسول الله صلى الله عليه وسلم، من أبرز الصحابة رضي الله عنهم علمًا وفقهًا، في عهده انتشر الإسلام، وفُتحت الأمصار، ودُوِّنت الدواوين، وبُنيت المدن آتاه الله قوة في الدين والعلم، وجرأة في الحق، وهو قدوة لكل حاكم، وأسوة لكل مؤمن، وقد ورد في فضل أحاديث كثيرة؛ منها:

أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه مُحدث ملهم[2]، ينطق بالحكمة، فعَنْ عَائِشَةَ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ: «قَدْ كَانَ يَكُونُ فِي الْأُمَمِ قَبْلَكُمْ مُحَدَّثُونَ، فَإِنْ يَكُنْ فِي أُمَّتِي مِنْهُمْ أَحَدٌ، فَإِنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ مِنْهُمْ»[3].

 

فمن مناقب الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه ملهم، "وكأن السر في ندور الإلهام في زمنه صلى الله عليه وسلم وكثرته من بعده، غلبة الوحي إليه في اليقظة، وإرادة إظهار المعجزات منه، وكان المناسب ألا يقع لغيره في زمانه منه شيء، فلما انقطع الوحي بموته، وقع الإلهام لمن اختصه الله به" [4].

 

وعن كثرة ملازمته رضي الله عنه لرسول الله صلى الله عليه وسلم؛ عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: وضع عمر بن الخطاب رضي الله عنه على سريره، فتكنفه الناس يدعون ويثنون ويصلون عليه قبل أن يرفع وأنا فيهم، قال: فلم يرعني إلا برجل قد أخذ بمنكبي من ورائي، فالتفت إليه فإذا هو علي رضي الله عنه، فترحم على عمر رضي الله عنه، وقال: ما خَلَّفْتَ أحدًا أحب إلى أن ألقى الله بمثل عمله منك، وايم الله إن كنت لأظن أن يجعلك الله مع صاحبيك، وذاك أَنِّي كُنْتُ أُكَثِّرُ أَسْمَعُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «جِئْتُ أَنَا وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ، وَدَخَلْتُ أَنَا وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ، وَخَرَجْتُ أَنَا وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ»، فَإِنْ كُنْتُ لَأَرْجُو، أَوْ لَأَظُنُّ أَنْ يَجْعَلَكَ اللهُ مَعَهُمَا [5].

 

اشتمل الحديث على بعض الأحكام الفقهية؛ منها: "وضع الميت على سريره، وأن يدخل عليه الناس، فإن في ذلك نوع من استدعاء رحمة له من كل قلب قد يكون قاسيًا عليه، فربما جعله في حل مما بينه وبينه، وليتَّعظ الأحياء به، وفيه دليلٌ على أن عليًّا رضي الله عنه لم يرضَ ولم يتمنَّ أن يكون له مثل عمل أُحد بعد عمر رضي الله عنه، وفيه شهادة علي رضي الله عنه له ولأبي بكر معًا بصحبة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهذا أمر قد كان من علي رضي الله عنه على سبيل النطق بالمعروف المعهود بين الصحابة رضي الله عنهم"[6].

 

وقد بشَّره رسول الله صلى الله عليه وسلم بالجنة، فعَنْ جَابِرٍ رضي الله عنه عَنِ النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ: «دَخَلْتُ الْجَنَّةَ فَرَأَيْتُ فِيهَا دَارًا أَوْ قَصْرًا، فَقُلْتُ: لِمَنْ هَذَا؟ فَقَالُوا: لِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، فَأَرَدْتُ أَنْ أَدْخُلَ، فَذَكَرْتُ غَيْرَتَكَ»، فَبَكَى عُمَرُ، وَقَالَ: أَي رَسُولَ اللَّهِ، أَوَ عَلَيْكَ يُغَارُ" [7].

 

فقد امتاز رضي الله عنه بفضائل وشمائل لم ينافسه فيها أحد، امتاز بصفات حميدة، وسيرة حسنة، وأخلاق طيبة، وأعمال صالحة، جعلته أهلًا لأن يكون فاروق الأمة الذي فرَّق الله سبحانه وتعالى به بين الحق والباطل، وهو الذي وفَّقه الله عز وجل للحق على لسانه وقلبه، وجوانب الاقتداء بعمر بن الخطاب رضي الله عنه عديدة؛ منها: دينه وعلمه، وزهده وورعه وتقواه، وحكمه وعدله، وشجاعته وقوته وجهاده، وتأسِّيه بسنة النبي صلى الله عليه وسلم، والتمسك بها، ولكن البحث يقتصر على أهم جوانب الاقتداء من الأمة بعمر بن الخطاب رضي الله عنه التي تميَّز بها؛ منها:

عَبْدَاللهِ بْنَ هِشَامٍ قَالَ: كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَهْوَ آخِذٌ بِيَدِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: يَا رَسُولَ اللهِ، لأَنْتَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ إِلاَّ مِنْ نَفْسِي، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «لاَ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ حَتَّى أَكُونَ أَحَبَّ إِلَيْكَ مِنْ نَفْسِكَ»، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: فَإِنَّهُ الآنَ وَاللَّهِ لأَنْتَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ نَفْسِي، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «الآنَ يَا عُمَرُ»[8].

 

فالمحبة ليست باعتقاد الأعظمية فقط، "فإنها كانت حاصلة لعمر قبل ذلك قطعًا، ومن علامة الحب المذكور أن يعرض على المرء أن لو خُيِّر بين فقد غرض من أغراضه، أو فقد رؤية النبي صلى الله عليه وسلم أن لو كانت ممكنة، فإن كان فقدها أن لو كانت ممكنة أشد عليه من فقد شيء من أغراضه، فقد اتصف بالأحبية المذكورة، ومن لا فلا، وليس ذلك محصورًا في الوجود والفقد، بل يأتي مثله في نُصرة سنته والذبِّ عن شريعته، وقمع مخالفيها، ويدخل فيه باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر" [9].

 

ومما تميَّز به أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه جانب العدل، وقُرن اسمه به، فإذا ذكر العدل ذكر الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه، فعن أبي ذر رضي الله عنه، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إِنَّ اللَّهَ وَضَعَ الْحَقَّ عَلَى لِسَانِ عُمَرَ يَقُولُ بِهِ»[10].

 

فالحديث يدل على عِظَمِ فِقه عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وفيه معنى "ظهور الحق واستعلائه على لسانه.... إِشْعَارٌ بِأَنَّ ذلك كان خلقيًّا ثابتًا مستقرًّا" [11].

 

وكان رضي الله عنه يتضرع رضي الله عنه إلى الله عز وجل أن يوفِّقه للحكم بين الناس بالعدل، وعن عروة بن الزبير[12] قال: كان عمر رضي الله عنه إذا أتاه الخصمان برك على ركبتيه، وقال: اللهم أعني عليهما، فإن كل واحد منهما يريدني عن ديني " [13].

 

ومن ثمرات العدل أن الله سبحانه وتعالى يحفظ من يتصف به، "ولما جيء بالهرمزان [14] ملك خوزستان أسيرًا إلى عمر، لم يزل الموكل به يقتفي أثر عمر حتى عثر عليه بالمسجد نائمًا متوسدًا درته، فلما رآه الهرمزان قال: هذا والله الملك الهني، عدلت فأمنت فنمت، والله إني خدمت أربعة من ملوكنا الأكاسرة أصحاب التيجان، فما هبت أحدًا منهم هيبتي لصاحب هذه الدرة"[15].

 

ودل هذا الموقف على تواضع أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه، ينام على الأرض على الرغم من أنه يمتلك الكثير من الأموال بسبب كثرة الفتوحات.

 

وقد أقام عمر رضي الله عنه العدل على نفسه، فقد "خرَج يومًا حتى أتى المنبر، وقد كان اشتكى شكوى له، فنعت له العسل، وفي بيت المال عكة، فقال: إن أذنتم لي فيها أخذتها، وإلا فإنها عليَّ حرام، فأذنوا له فيها" [16].

 

وأقام عمر رضي الله عنه العدل على أهله، "فبينما عمر بن الخطاب رضي الله عنه يمشي ذات يوم في بعض أزقة المدينة، إذا صبية بين يديه تقوم مرة وتقع أخرى، فقال: يا بؤسها من لهذه، فقال ابن عمر رضي الله عنه: هذه إحدى بناتك يا أمير المؤمنين، قال: فما لها، قال: منعتها ما عندك، قال: أفعجَزت إذ منعتها ما عندي أن تكسب عليها كما يكسب الأقوام على بناتهم، والله ما لك عندي إلا ما لرجلٍ من المسلمين وبيني وبينك كتاب الله عز وجل" [17].

 

وأقام العدل على الولاة، قال له "عمرو بن العاص رضي الله عنه: يا أمير المؤمنين أرأيت لو أن رجلًا من المسلمين كان على رعية، فأدَّب بعض رعيته إنك لَمُقِصُّه منه، قال: وما لي لا أَقُصُّه وقد رأيتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يَقُصُّ من نفسه، ألا لا تَضرِبوهم فتُذلُّوهم، ولا تَمنعوهم حقَّهم فتُكفِّروهم، ولا تُجبروهم فتَفتنوهم، ولا تُنزلوهم الغياضَ فتُضيعوهم" [18].

 

وأقام عمر رضي الله عنه العدل على رعيته، "لَما أوتي عمر بتاج كسرى، فرأى ما فيه قال: إن الذي أدى هذا لأمين حق أمين، فقال رجل: يا أمير المؤمنين، إن شئت حدَّثتك، قال: أجل، قال: أنت أمين الله فيهم، فهم مؤدون إليك ما أدَّيت إلى الله، فإذا رتعتَ رتَعوا، قال: صدَقت"[19].

 

فالفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه طبَّق مبدأ العدل الذي جاءت به الشريعة الإسلامية، وجعله واقعًا حيًّا بين الناس بين الحاكم والمحكوم، الذكر والأنثى، المسلم وغيره، فالله تعالى نسأل أن يوفِّقنا للاقتداء بالصحابة رضي الله عنهم، والتأسي بأحوالهم والتخلق بأخلاقهم.

 

ومن الأمور التي تميَّز بها الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه: شدة خوفه من الله تعالى، وكأن النار خُلقت له، فلما طُعن رضي الله عنه جعل يألم، فقال له ابن عباس وكأنه يجزعه: يا أمير المؤمنين، ولئن كان ذاك، لقد صحبت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأحسنت صحبته، ثم فارقته وهو عنك راضٍ، ثم صحبت أبا بكر، فأحسنت صحبته، ثم فارقته وهو عنك راض، ثم صحبت صحبتهم، فأحسنت صحبتهم، ولئن فارقتهم لتُفارقنَّهم وهم عنك راضون، قال: «وَأَمَّا مَا ذَكَرْتَ مِنْ صُحْبَةِ أَبِي بَكْرٍ وَرِضَاهُ، فَإِنَّمَا ذَاكَ مَنٌّ مِنَ اللهِ جَلَّ ذِكْرُهُ بِهِ عَلَيَّ، وَأَمَّا مَا تَرَى مِنْ جَزَعِي، فَهْوَ مِنْ أَجْلِكَ وَأَجْلِ أَصْحَابِكَ، وَاللَّهِ لَوْ أَنَّ لِي طِلاَعَ الأَرْضِ ذَهَبًا لاَفْتَدَيْتُ بِهِ مِنْ عَذَابِ اللهِ عز وجل قَبْلَ أَنْ أَرَاهُ»[20].

 

كان في وجه "عمر بن الخطاب رضي الله عنه خطان أسودان من البكاء" [21].

 

وكان رضي الله عنه يمر بالآية «في وِرده، فتخنقه فيبكي حتى يسقط، ثم يلزم بيته حتى يُعاد؛ يَحسبونه مريضًا» [22].

 

فالمقطوع به عند أهل السنة: القول بأفضلية أبى بكر ثم عمر، ثم اختلفوا فيمن بعدهما، فالجمهور على تقديم عثمان، وعن مالك الوقف، والمسألة اجتهادية، ومستندها أن هؤلاء الأربعة اختارهم الله لخلافة نبيه، وإقامة دينه، فمنزلتهم عنده بحسب ترتيبهم في الخلافة" [23].

 

وروى عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه كان يقوله على منبر الكوفة؛ بل قال: لا أُوتَى بأحد يُفضِّلني على أبي بكر وعمر إلا جلدتُه حدَّ المفتري، فمن فضَّله على أبي بكر وعمر جُلد بمقتضى قوله رضي الله عنه ثمانين سوطًا"[24].

 

وقال أيضًا: "خير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر رضي الله عنه، وبعد أبي بكر عمر رضي الله عنه، ولو شيء أخبرتكم بالثالث لفعلت"[25].

 

فعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: كنا نقول ورسول الله صلى الله عليه وسلم حي: أفضل هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر، وعمر، وعثمان، ويسمع ذلك النبي صلى الله عليه وسلم ما ينكره[26].

 

وقال ابن حجر رحمه الله: قد اتفق العلماء على تأويل كلام ابن عمر هذا لما تقرَّر عند أهل السنة قاطبةً من تقديم علي بعد عثمان، ومن تقديم بقية العشرة المبشرة على غيرهم، ومِن تقديم أهل بدر على مَن لم يشهدها وغير ذلك، فالظاهر أن ابن عمر إنما أراد بهذا النفي أنهم كانوا يجتهدون في التفضيل، فيظهر لهم فضائل الثلاثة ظهورًا بيِّنًا، فيجزمون به، ولم يكونوا حينئذ اطَّلعوا على التنصيص) [27].

 

فالصحابة رضي الله عنهم هم أحقُّ الناس بكل محبة وإكرام وتقدير ممن جاء بعدهم، وأحق لأن يُقتدَى بهم، ويُتَمسَّك بطريقتهم وهدْيهم، فإنَّ الحق ما كانوا عليه، ولا ريب في أنَّهم أفضل الخلق بعد الرسول صلى الله عليه وسلم، ومعرفة أحوالهم، وما تخلَّقوا به من أخلاق عالية، وصفات حسنة، يضيء الطريق لكل مؤمن يريد الاقتداء بسنة النبي صلى الله عليه وسلم وسيرة أصحابه رضي الله عنهم.



[1] عمر بن الخطاب بن نفيل القرشي العدوي، أبو حفص: ثاني الخلفاء الراشدين، وأول من لقب بأمير المؤمنين، الصح أبي الجليل، الشجاع الحازم، صاحب الفتوحات، يضرب بعدله المثل؛ (40 ق هـ - 23 هـ).

كان في الجاهلية من أبطال قريش وأشرافهم، وله السفارة فيهم، ينافر عنهم وينذر من أرادوا إنذاره، وهو أحد العمرين اللذين كان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو ربه أن يعز الإسلام بأحدهما، أسلم قبل الهجرة بخمس سنين، وشهد الوقائع، قال ابن مسعود: ما كنا نقدر أن نصلي عند الكعبة حتى أسلم عمر، وبويع بالخلافة يوم وفاة أبي بكر (سنة 13 هـ بعهد منه، وفي أيامه تم فتح الشام والعراق، وافتتحت القدس والمدائن ومصر والجزيرة، حتى قيل: انتصب في مدته اثنا عشر ألف منبر في الإسلام، وهو أول من وضع للعرب التاريخ الهجري، واتخذ بيت مال المسلمين، وأمر ببناء البصرة والكوفة فبُنيتا، وأول من دوَّن الدواوين في الإسلام، جعلها على الطريقة الفارسية، لإحصاء أصحاب الأعطيات وتوزيع المرتبات عليهم، وكان يطوف في الأسواق منفردًا، ويقضي بين الناس حيث أدركه الخصوم، وكتب إلى عمَّاله: إذا كتبتم لي فابدؤوا بأنفسكم، وروى الزهري: كان عمر إذا نزل به الأمر المعضل، دعا الشبان فاستشارهم يبتغي حِدَّةَ عقولهم؛ [انظر: الأعلام: للزركلي0ج5، ص45].

[2] الإلهام: ما يُلقى في الروع، ويستلهم الله الرشاد، وألهَم الله فلانًا، وفي الحديث: أسألك رحمة من عندك تلهمني بها رشدي، الإلهام: أن يلقي الله في النفس أمرًا يبعثه على الفعل أو الترك، وهو نوع من الوحي يخص الله به من يشاء من عباده؛ انظر: [لسان العرب: ابن منظور، ج12، ص 547].

[3] صحيح البخاري، كتاب: أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، باب: مناقب عمر بن الخطاب رضي الله عنه، ج3 ص1349، رقم ح3486، وفي صحيحمسلم، كتاب: فضائل الصحابة رضي الله عنهم، باب: فضائل عمر بن الخطاب رضي الله عنه، ج7 ص115، رقم ح 6357.

[4] شرح الزرقاني على موطأ الإمام مالك، ج4 ص452.

[5] صحيح البخاري، كتاب: أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، باب: مناقب عمر بن الخطاب رضي الله عنه، ج3 ص1345، رقم ح3474، وفي صحيحمسلم، كتاب: فضائل الصحابة رضي الله عنهم، باب: فضائل عمر بن الخطاب رضي الله عنه، ج7 ص111، رقم ح 6338.

[6] الإفصاح عن معاني الصحاح: يحيى بن (هُبَيْرَة بن) محمد بن هبيرة الذهلي الشيباني، أبو المظفر، عون الدين ج1 ص246، المحقق: فؤاد عبدالمنعم أحمد، دار الوطن، الرياض، 1417هـ.

[7] صحيح البخاري، كتاب: أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، باب: مناقب عمر بن الخطاب رضي الله عنه، ج3 ص1346، رقم ح3477، وفي صحيحمسلم، كتاب: فضائل الصحابة رضي الله عنهم، باب: فضائل عمر بن الخطاب رضي الله عنه، ج7 ص114، رقم ح 6394.

[8] صحيح البخاري، كتاب: الأيمان والنذور، باب: كيف كانت يمين النبي صلى الله عليه وسلم، ج8 ص129، رقم ح6632، وفي مسند أحمد، مسند الشاميين، حديث عبدالله بن هشام رضي الله عنه، ج4 ص233، رقم ح 18067.

[9] فتح الباري: ابن حجر العسقلاني، ج1، ص59.

[10] سنن أبي داود: كتاب: الخراج، باب: تدوين العطاء، ج3 ص100، رقم ح2964، وفي مسند أحمد: مسند الأنصار، حديث المشايخ عن أُبي بن كعب رضي الله عنه، ج5 ص177، رقم ح21582، [قال: الأرنؤوط: صحيح].

[11] تحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي؛ محمد عبدالرحمن المباركفوري، ج9 ص93.

[12] عروة بن الزبير بن العوام الأسدي القرشي أبو عبدالله: أحد الفقهاء السبعة بالمدينة، كان عالِمًا بالدين، صالحًا كريمًا، لم يدخل في شيء من الفتن، وانتقل إلى البصرة، ثم إلى مصر، فتزوج وأقام بها سبع سنين، وعاد إلى المدينة فتوفي فيها، وهو أخو عبدالله بن الزبير لأبيه وأمه، و"بئر عروة" بالمدينة "منسوبة إليه (22 - 93 هـ)، [انظر: الأعلام: للزركلي، ج 4ص226].

[13] الطبقات الكبرى، ابن سعد، ج3 ص219.

[14] الهرمزان الفارسي: كان من ملوك فارس، وأُسر في فتوح العراق، وأسلم على يد عمر، ثم كان مقيمًا عنده بالمدينة، واستشاره في قتال الفرس؛ انظر: [الإصابة في تمييز الصحابة: ابن حجر العسقلاني، ج6، ص 448].

[15] ربيع الأبرار ونصوص الأخيار؛ جار الله الزمخشري، ج4 ص13، مؤسسة الأعلمي، بيروت، ط1، 1412هـ.

[16] الطبقات الكبرى؛ ابن سعد، ج3 ص209.

[17] تاريخ دمشق: أبو القاسم علي بن الحسن بن هبة الله المعروف بابن عساكر، ج44 ص329، المحقق: عمرو بن غرامة العمروي، دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع- بيروت، عام النشر: 1415 هـ - 1995 م.

[18] مسند أحمد: مسند العشرة المبشرين بالجنة، مسند عمر بن الخطاب رضي الله عنه، ج1 ص41، رقم ح286، وأخرجة الحاكم في المستدرك: كتاب: معرفة الصحابة رضي الله عنهم، الفتن والملاحم، ج4، ص485، رقم ح8365، [قال الحاكم: حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه].

[19] السنن الكبرى للبيهقي: كتاب: قسمة الفيء والغنيمة، باب: الاختيار في تعجيل قسمة مال الفيء، ج6 ص5817، رقم ح13033.

[20] صحيح البخاري، كتاب: أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، باب: مناقب عمر بن الخطاب رضي الله عنه، ج5 ص12، رقم ح3692.

[21] فضائل الصحابة؛ لأحمد بن حنبل، ج1 ص 253.

[22] حلية الأولياء وطبقات الأصفياء؛ أبو نعيم، ج1 ص51.

[23] المواهب اللدنية بالمنح المحمدية، ج2 ص 702.

[24] مجموع الفتاوي؛ لابن تيمية الحراني، ج4، ص422.

[25] مسند أحمد: أحاديث رجال من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، حديث حذيفة بن اليمان رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم، ج38 ص280، رقم ح23244، وفي سنن الترمذي: أبواب المناقب عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، باب: مناقب أبو بكر رضي الله عنه، ج6 ص50، رقم ح3662؛ [قال الترمذي: حديث حسن].

[26] مجمع الزوائد ومنبع الفوائد؛ لأبي بكر الهيثمي، ج9 ص58.

[27] فتح الباري؛ ابن حجر العسقلاني، ج7 ص58.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • وصية سيدنا عمر بن الخطاب لأبي موسى الأشعري رضي الله عنهما
  • من هي حفصة بنت عمر بن الخطاب؟
  • عبدالله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنه
  • عمر بن الخطاب (نشيد للأطفال)
  • عمر بن الخطاب رجل أعز الله به الإسلام
  • قول عمر بن الخطاب في الحجر الأسود: إني لأعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع
  • شرح حديث ابن عباس في قصة عيينة بن حصن مع عمر بن الخطاب
  • من أدعية عمر بن الخطاب رضي الله عنه
  • عمر بن الخطاب رضي الله عنه (خطبة)
  • دراسة أثر قضاء أبي بكر الصديق رضي الله عنه بحضانة عاصم بن عمر بن الخطاب رضي الله عنه
  • عمر بن الخطاب وعياش بن ربيعة
  • أوليات عمر بن الخطاب رضي الله عنه

مختارات من الشبكة

  • عمر بن الخطاب وعبدالله بن عمر(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • حمزة بن عبدالله بن عمر العدوي: حياته وأثره في الجانب الاجتماعي والعلمي في المدينة المنورة(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • ترجمة سالم بن عبد الله بن عمر بن الخطاب(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • من هو عبدالله بن عمر بن الخطاب؟(مقالة - مكتبة الألوكة)
  • موقف أبي موسى الأشعري مع جندي من جنوده(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • أبناء عبدالله بن عمر العدوي حياتهم وأثرهم في الحياة الاجتماعية والعلمية في المدينة المنورة(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • موقف عمر بن الخطاب من وباء الشام(مقالة - آفاق الشريعة)
  • زهد عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) وخشونة عيشه(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • من مائدة الصحابة (عمر بن الخطاب رضي الله عنه)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • عمر بن الخطاب رضي الله عنه (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 16:33
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب