• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    وصايا مهمة للموظفين
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
  •  
    من أحكام المعاملات المالية
    تركي بن إبراهيم الخنيزان
  •  
    قيد سماع لكتاب "منهاج الطالبين" كتبه الإمام النووي لتلميذه ...
    عبد الله الحسيني
  •  
    حديث: كساني النبي صلى الله عليه وسلم حلة سيراء
    الشيخ عبد القادر شيبة الحمد
  •  
    التوحيد في سورة الدخان
    د. أمين الدميري
  •  
    حديث: إن أحق الشروط أن توفوا به ما استحللتم به الفروج
    الشيخ فيصل بن عبدالعزيز آل مبارك
  •  
    التحرر من أغلال البدعة
    محمد سعد الشعيرة
  •  
    شرح حديث أبي موسى: "من مر في شيء من مساجدنا ومعه نبل
    سماحة الشيخ محمد بن صالح العثيمين
  •  
    تفسير: (فقد كذبوكم بما تقولون فما تستطيعون صرفا ولا نصرا ...
    تفسير القرآن الكريم
  •  
    { ومن آناء الليل فسبح وأطراف النهار لعلك ترضى }
    الشيخ عبدالله محمد الطوالة
  •  
    تفسير قوله تعالى: {من قتل نفسا بغير نفس}
    سماحة الشيخ ابن عثيمين
  •  
    الشكاوى الكيدية (خطبة)
    الشيخ الدكتور صالح بن مقبل العصيمي التميمي
  •  
    النسخ يقع في نصوص الكتاب والسنة
    د. خالد بن محمود بن عبدالعزيز الجهني
  •  
    الزواج والأسرة.. ضرورة (2) أجور النكاح.. وآثام السفاح
    الشيخ د. إبراهيم بن محمد الحقيل
  •  
    إِياك أن تغتر..
    سعيد مصطفى دياب
  •  
    الإيمان باليوم الآخر وأثره في السلوك في ظلال سورة الحج
    أحمد رضوان محمد وزيري
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / منبر الجمعة / الخطب / الإيمان
علامة باركود

الرحمة (خطبة)

الرحمة (خطبة)
سالم بن محمد الغيلي

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 18/11/2020 ميلادي - 2/4/1442 هجري
زيارة: 5110

 نسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات

النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

الرحمة

 

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهدي الله فهو المهتدي، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن نبينا وحبيبنا وقدوتنا وسيدنا محمد بن عبد الله النبي الأمين صلى الله عليه وسلم ما تعاقبت الليالي والأيام وعلى آله واصحابه الكرام.

 

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 102].

 

﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ ۚ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾ [النساء:1].

 

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا ﴾ [الأحزاب:70].

 

عباد الله:

لولا رحمة الله لما عشنا، ولولا رحمة الله لما حيينا، ولولا رحمة الله لعوقبنا على ذنوبنا ومعاصينا في حينها ﴿ وَإِذَا جَاءَكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِنَا فَقُلْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ ۖ كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَىٰ نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ ۖ أَنَّهُ مَنْ عَمِلَ مِنكُمْ سُوءًا بِجَهَالَةٍ ثُمَّ تَابَ مِن بَعْدِهِ وَأَصْلَحَ فَأَنَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ﴾ [الأنعام:54]، غفور رحيم… رحيم بعباده، رحيم بخلقه كلهم أنسهم وجنهم وسائر الدواب والعجماوات، رحيم بعباده يمهل العاصي ويمهل.. ويمهل.. ويمهل.

 

أمرنا في كل ركعة أن نذكره بهذه الصفة العظيمة ﴿ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ ﴾ [الفاتحة: 2،3]، رحمان بالعباد كلهم حتى من كفر وفجر وألحد وكذب وتولى… الله رحمهم فأمهلهم وأملى لهم لعلهم يرجعون لعلهم يتوبون لعلهم يفيقون، أعطاهم من الدنيا ما لذ وطاب، أصح أبدانهم اجرى أنفاسهم، رزقهم الولد آمنهم من الخوف وهم كفار وهم معرضون وهم منكرون وهم منافقون وهم يجعلون معه شريك بل شركاء وهم ينكرون وجوده، ومع ذلك انظروا ما هم فيه من النعم إنها رحمة الله وإمهال الله وصبر الله وحلم الله، قال سبحانه: ﴿ وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ ﴾.. الآية [الأعراف: 156]، مع أنه سبحانه لا يحبهم وغير راضٍ عنهم بل لعنهم وأبغضهم وكرههم وفي الآخرة إذا ماتوا على كفرهم فالنار مصيرهم.

 

أما الرحيم فإنها خاصة… خاصة بالمؤمنين خاصة بمن يعرف الله ويسجد ويركع له، لأهل الرحمة وأهل الخشوع وأهل الخضوع، رحمة قرب، رحمة محبة، رحمة رضى، رحمة هداية واجتباء ﴿ رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَّحْمَةً وَعِلْمًا فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ ﴾ [غافر: 7].

 

ولما خلق الله الخلق كتب في كتاب عنده، فهو عنده فوق العرش كما في "صحيح البخاري" عن أبي هريرة رضي الله عنه قال صلى الله عليه وسلم: (إنَّ اللَّهَ كَتَبَ كِتابًا قَبْلَ أنْ يَخْلُقَ الخَلْقَ: إنَّ رَحْمَتي سَبَقَتْ غَضَبِي، فَهو مَكْتُوبٌ عِنْدَهُ فَوْقَ العَرْشِ)، وفي روايه: (لَمَّا خَلَقَ اللَّهُ الخَلْقَ، كَتَبَ في كِتَابِهِ، فَهو عِنْدَهُ فَوْقَ العَرْشِ: إنَّ رَحْمَتي تَغْلِبُ غَضَبِي)؛ أخرجه البخاري ومسلم، (لَمَّا قَضَى اللَّهُ الخَلْقَ، كَتَبَ كِتابًا عِنْدَهُ: غَلَبَتْ، أوْ قالَ سَبَقَتْ رَحْمَتي غَضَبِي، فَهو عِنْدَهُ فَوْقَ العَرْشِ.) أخرجه البخاري ومسلم باختلاف يسير.

 

فما أرحم الله كيف لو غضبه يسبق رحمته ما ترك على ظهر الأرض من دابة ﴿ وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِمَا كَسَبُوا مَا تَرَكَ عَلَىٰ ظَهْرِهَا مِن دَابَّةٍ وَلَٰكِن يُؤَخِّرُهُمْ إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى ۖ فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِعِبَادِهِ بَصِيرًا ﴾ [سورة فاطر: 45]، ﴿ وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِظُلْمِهِم مَّا تَرَكَ عَلَيْهَا مِن دَابَّةٍ وَلَٰكِن يُؤَخِّرُهُمْ إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى ۖ فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً ۖ وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ ﴾ [سورة النحل: 61]، قال صلى الله عليه وسلم: ( جَعَلَ اللَّهُ الرَّحْمَةَ مِئَةَ جُزْءٍ، فأمْسَكَ عِنْدَهُ تِسْعَةً وتِسْعِينَ جُزْءًا، وأَنْزَلَ في الأرْضِ جُزْءًا واحِدًا، فَمِنْ ذلكَ الجُزْءِ يَتَراحَمُ الخَلْقُ، حتَّى تَرْفَعَ الفَرَسُ حافِرَها عن ولَدِها، خَشْيَةَ أنْ تُصِيبَهُ.) اخرجه البخاري ومسلم، وفي لفظ: (إنَّ لِلَّهِ مِئَةَ رَحْمَةٍ أَنْزَلَ منها رَحْمَةً وَاحِدَةً بيْنَ الجِنِّ وَالإِنْسِ وَالْبَهَائِمِ وَالْهَوَامِّ، فَبِهَا يَتَعَاطَفُونَ، وَبِهَا يَتَرَاحَمُونَ، وَبِهَا تَعْطِفُ الوَحْشُ علَى وَلَدِهَا، وَأَخَّرَ اللَّهُ تِسْعًا وَتِسْعِينَ رَحْمَةً، يَرْحَمُ بِهَا عِبَادَهُ يَومَ القِيَامَةِ.) صحيح مسلم.

 

(قَدِمَ علَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ بسَبْيٍ فَإِذَا امْرَأَةٌ مِنَ السَّبْيِ، تَبْتَغِي، إذَا وَجَدَتْ صَبِيًّا في السَّبْيِ، أَخَذَتْهُ فألْصَقَتْهُ ببَطْنِهَا وَأَرْضَعَتْهُ، فَقالَ لَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ: أَتَرَوْنَ هذِه المَرْأَةَ طَارِحَةً وَلَدَهَا في النَّارِ؟ قُلْنَا: لَا، وَاللَّهِ وَهي تَقْدِرُ علَى أَنْ لا تَطْرَحَهُ، فَقالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ: لَلَّهُ أَرْحَمُ بعِبَادِهِ مِن هذِه بوَلَدِهَا) صحيح مسلم.

 

 

 

ورحمة الله عز وجل تعم حتى العجماوات كل العجماوات الله يرحمها، قال صلى الله عليه وسلم: (بيْنَما كَلْبٌ يُطِيفُ برَكِيَّةٍ قدْ كادَ يَقْتُلُهُ العَطَشُ، إذْ رَأَتْهُ بَغِيٌّ مِن بَغايا بَنِي إسْرائِيلَ فَنَزَعَتْ مُوقَها، فاسْتَقَتْ له به، فَسَقَتْهُ إيَّاهُ، فَغُفِرَ لها بهِ) أخرجه البخاري ومسلم، وقال صلى الله عليه وسلم عندما سئل عن البهائم عن إطعامها وسقياها قال: (في كُلِّ كَبِدٍ رَطْبَةٍ أجْرٌ.. الحديث) أخرجه البخاري ومسلم، وقال صلى الله عليه وسلم: (عُذِّبَتِ امْرَأَةٌ في هِرَّةٍ سَجَنَتْها حتَّى ماتَتْ، فَدَخَلَتْ فيها النَّارَ، لا هي أطْعَمَتْها ولا سَقَتْها، إذْ حَبَسَتْها، ولا هي تَرَكَتْها تَأْكُلُ مِن خَشاشِ الأرْضِ) أخرجه البخاري ومسلم.

 

ولذلك نجد بعض الناس الرائعين الرحماء يحفظون بقايا الطعام بقايا الغداء أو العشاء وغيره ثم يذهبون به إلى العجماوات من القطط وغيرها، لا يرمى في الزبالة بل تأكله الحيوانات ونكسب فيه أجرًا… صدقة ورحمة وشكر للمنعم وحفظ للنعمة، وتجد رحماء آخرون يبنون البرك والأحواض ويملؤونها بالماء لتشرب العجماوات الطيور والحيوانات، سقيا رحمة قربة إلى الله.

 

عباد الله: ولقد رحمنا الله بالقرآن هذا الكتاب العظيم الذي بين أيدينا، والله أنه من أعظم الرحمات من رب البريات، إنه دليلنا إلى الله إنه منهجنا في الحياة، إنه أنيسنا وفرحتنا ومبدد حيرتنا وشفاء أسقامنا وحياة أرواحنا.

 

إذا أردت أن تناجي الله فاقرأ القرآن.

إذا أردت أن تزيد ايمانك فاقرأ القرآن.

إذا أردت أن تعرف ربك فاقرأ القرآن.

إذا أردت أن تسلك طريق الجنة فاقرأ القرآن.

إذا أردت أن تبدد همومك وحيرتك فاقرأ القرآن.

إذا أردت أن تعالج نفسك… روحك… بدنك… مشكلاتك… فاقرأ القرآن.

 

إنه من أعظم الرحمات ﴿ وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِّكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَىٰ لِلْمُسْلِمِينَ ﴾ [النحل: 89].

 

وإن الله رحمنا بمحمد صلى الله عليه وسلم، وقال الله عنه: ﴿ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ ﴾ [الأنبياء: 107]، للعالمين كلهم جنهم وانسهم ارسل الله محمدًا صلى الله عليه وسلم، ﴿ لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ ﴾[التوبة: 128]، ﴿ فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُمْ ۖ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ… ﴾ [آل عمران: 159]، تراحموا يا عباد الله تراحموا بينكم حتى تنزل رحمة الله بيننا، تراحموا فإن الرحمة قربة من الله، عودوا أنفسكم على التراحم ولين الجانب.

 

أيها الأبناء أيها الأبناء ارحموا أباءكم ارحموا أمهاتكم، بادروهم بالبر من قبل أن يستجدوها منكم أرحموهم قبل أن يغضبوا ويبكوا، ارحموهم بدعوة في كل صباح ومساء.

 

اللهم اجعلنا من الرحماء، وأنزل رحمتك بيننا، اجعلنا نرحم بعضنا ونشفق على أهلنا وجيراننا والمسلمين، اللهم ارحمنا ما حيينا، وارحمنا إذا متنا وارحمنا في يوم حشرنا.

 

أقول ما تسمعون…

 

الخطبة الثانية

الحمد لله حمدًا كثيرًا طيبًا مباركًا فيه كما يحب ربنا ويرضى.

عباد الله:

إن الشقي هو الذي لا يرحم، الشقي من نزعت الرحمة من قلبه ومن لا يرحم الناس لا يرحمه الله، قال صلى الله عليه وسلم: (لا تُنْزَعُ الرحمةُ إلا مِن شِقِيٍّ)؛ حسنه الألباني في "صحيح أبي داود"، وقال صلى الله عليه وسلم: (لا يَرْحَمُ اللَّهُ مَن لا يَرْحَمُ النَّاسَ) أخرجه البخاري ومسلم.

 

كن رحيمًا يرحمك الله، وكن هينًا يُهَوِّنُ الله عليك، ارحم نفسك أولًا ارحمها واعطف عليها وَخَفْ عليها، ارحم نفسك من المعصية، ارحمها من الذنوب، كم من نفس اشقاها صاحبها كم من قلب يكاد ينفجر في صدر صاحبه من الذنوب والمعاصي والآثام.

 

ارحم نفسك عودها على الطاعة وسر بها في سبل الخير وطرق السعادة حتى تسعد وتفرج وتستبشر، حتى تسلم من العذاب والهم والحزن والبعد من الله، ارحم اهل بيتك مرهم بالمعروف وانههم عن المنكر وارحمهم من الشرور.

 

ارحم طلابك كما ترحم ابناءك لا تنهر ولا تزجر ولا تضرب ولا تسب ولا تعنف ولا تُعَيِّر ولا تنتقم، ارحم جيرانك وكف عنهم أذاك، ارحم ورثة ابيك ومُنَّ عليهم بحقهم ومالهم، ارحم زوجتك التي تعمل لا يحق لك أن تأخذ فلسًا واحدًا من مالها إلا برضاها، من أحل لك ذلك؟ أتأكل أموال الناس بالباطل؟ والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: (كُلُّ المُسْلِمِ علَى المُسْلِمِ حَرامٌ، دَمُهُ، ومالُهُ، وعِرْضُهُ…الحديث) اخرجه البخاري مختصرًا ومسلم.

 

ارحم أخاك لا تهجر ولا تقطع ولا تُعَيِّر ولا تعنف ولا تتكبر، الأباعد يتراحمون والأقارب والإخوة يتقاطعون ويتهاجرون ويتشاحنون إلا من رحم الله، أين الرحمة؟ ألا تريد أن يرحمك الله؟ ويدخلك في واسع رحمته؟ فلماذا لا ترحم أخاك؟ لماذا؟ ﴿ إنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِّنَ الْمُحْسِنِينَ ﴾ [الأعراف: 56].

 

قال الله تعالى في الحديث القدسي: (إنَّ اللَّهَ عزَّ وجلَّ يقولُ يَومَ القِيامَةِ: يا ابْنَ آدَمَ مَرِضْتُ فَلَمْ تَعُدْنِي، قالَ: يا رَبِّ كيفَ أعُودُكَ؟ وأَنْتَ رَبُّ العالَمِينَ، قالَ: أما عَلِمْتَ أنَّ عَبْدِي فُلانًا مَرِضَ فَلَمْ تَعُدْهُ، أما عَلِمْتَ أنَّكَ لو عُدْتَهُ لَوَجَدْتَنِي عِنْدَهُ؟ يا ابْنَ آدَمَ اسْتَطْعَمْتُكَ فَلَمْ تُطْعِمْنِي، قالَ: يا رَبِّ وكيفَ أُطْعِمُكَ؟ وأَنْتَ رَبُّ العالَمِينَ، قالَ: أما عَلِمْتَ أنَّه اسْتَطْعَمَكَ عَبْدِي فُلانٌ، فَلَمْ تُطْعِمْهُ؟ أما عَلِمْتَ أنَّكَ لو أطْعَمْتَهُ لَوَجَدْتَ ذلكَ عِندِي، يا ابْنَ آدَمَ اسْتَسْقَيْتُكَ، فَلَمْ تَسْقِنِي، قالَ: يا رَبِّ كيفَ أسْقِيكَ؟ وأَنْتَ رَبُّ العالَمِينَ، قالَ: اسْتَسْقاكَ عَبْدِي فُلانٌ فَلَمْ تَسْقِهِ، أما إنَّكَ لو سَقَيْتَهُ وجَدْتَ ذلكَ عِندِي) صحيح مسلم.

 

أيها الناس: كلنا مقصرين وكلنا مخلين في التراحم بيننا وما ذلك ببشارة خير، ولكن في مقدورنا أن نكون رحماء بيننا في مقدورنا أن نعود أنفسنا على الرحمة وترك الغلظة والقسوة.

 

وصلوا وسلموا…




 نسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات

مقالات ذات صلة

  • الرحمة المهداة
  • الرحمة الشاملة
  • الرحمة
  • واسع الرحمة
  • العفة والطهارة (خطبة)
  • ثلاثة أنا خصمهم يوم القيامة (خطبة)
  • السعادة والحياة الطيبة

مختارات من الشبكة

  • الرحمة المهداة: مظاهر الرحمة بالبشر في شخصية النبي محمد صلى الله عليه وسلم (PDF)(كتاب - ملفات خاصة)
  • الرحمة في سيرة المصطفى ورحمته بأمته(كتاب - ملفات خاصة)
  • خاطرة: بين رحمة الكهف وكهف الرحمة(مقالة - آفاق الشريعة)
  • عالمية الرحمة المهداة صلى الله عليه وسلم (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • سحائب الرحمة (خطبة جمعة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • خطبة قصيرة عن الرحمة(مقالة - آفاق الشريعة)
  • خطبة الرحمة والتراحم في الحج(محاضرة - موقع د. علي بن عبدالعزيز الشبل)
  • الرحمة المهداة (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • خلق الرحمة والتراحم (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • خطبة عن الرحمة(مقالة - آفاق الشريعة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • مسلمو مدينة كانتربري يساعدون الخطوط الأمامية لمواجهة فيروس كورونا
  • بناء مدرسة إسلامية ومسجدان ومسلمون جدد في جامبيا ومدغشقر
  • دورة قرآنية افتراضية بعنوان من الظلمات إلى النور
  • بدء توزيع ترجمة معاني القرآن الكريم باللغة الإسبانية في إسبانيا
  • القافلة الطبية السادسة لمرضى العيون في النيجر
  • مساعدات المسلمين لغيرهم تتواصل بولايتي تينيسي ونيوجيرسي
  • 276 ألف مسلم لاتيني في الولايات المتحدة
  • بمناسبة ذكراها الخامسة والثلاثين مؤسسة إسلامية تقدم 35 ألف وجبة للمحتاجين

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1442هـ / 2021م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 4/6/1442هـ - الساعة: 15:34
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب