• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    خطبة العيد بين التكبير والتحميد
    د. فهد بن ابراهيم الجمعة
  •  
    تفسير: ﴿وجعلنا بينهم وبين القرى التي باركنا فيها ...
    تفسير القرآن الكريم
  •  
    علامات صحة القلب
    الشيخ عبدالله بن جار الله آل جار الله
  •  
    علو الهمة
    ساير بن هليل المسباح
  •  
    المرأة في القرآن (1)
    قاسم عاشور
  •  
    خواتيم الأعمال.. وانتظار الآجال (خطبة)
    الشيخ د. إبراهيم بن محمد الحقيل
  •  
    مع العيد... يتجدد الأمل
    افتتان أحمد
  •  
    وانتهى موسم عشر ذي الحجة (خطبة)
    أحمد بن عبدالله الحزيمي
  •  
    وقفات مع القدوم إلى الله (14)
    د. عبدالسلام حمود غالب
  •  
    حين تبتعد القلوب
    عبدالله بن إبراهيم الحضريتي
  •  
    الاستقامة بعد الحج (خطبة)
    الشيخ محمد بن إبراهيم السبر
  •  
    أحكام العِشرة بين الزوجين
    عبد رب الصالحين أبو ضيف العتموني
  •  
    شموع (108)
    أ.د. عبدالحكيم الأنيس
  •  
    خطبة عيد الأضحى المبارك لعام 1446هجرية (PDF)
    وائل بن علي بن أحمد آل عبدالجليل الأثري
  •  
    عيد الأضحى بين الروح والاحتفال: كيف نوازن؟
    محمد أبو عطية
  •  
    مسائل وأحكام تتعلق برمي الجمرات في الحج
    عبد رب الصالحين أبو ضيف العتموني
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / مقالات شرعية / الدعوة وطلب العلم
علامة باركود

مفهوم الدعوة إلى الله وأهميتها عند ابن كثير

مفهوم الدعوة إلى الله وأهميتها عند ابن كثير
مبارك بن حمد الحامد الشريف

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 8/11/2020 ميلادي - 23/3/1442 هجري

الزيارات: 25174

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

مفهوم الدعوة إلى الله وأهميتها عند ابن كثير

 

لفظ الدعوة يطلق على الدعوة إلى الخير والدعوة إلى الشر كما في قوله تعالى: ﴿ أُوْلَـٰٓئِكَ ‌يَدۡعُونَ ‌إِلَى ‌ٱلنَّارِۖ وَٱللَّهُ يَدۡعُوٓاْإِلَىٱلۡجَنَّةِوَٱلۡمَغۡفِرَةِبِإِذۡنِهِ﴾[1].

 

ودعوت الله أدعوه دعاء ابتهلت إليه بالسؤال ورغبت فيما عنده من الخير، ودعوت زيدًا ناديته وطلبت إقباله، ودعا المؤذن الناس إلى الصلاة فهو داعي الله، والجمع دعاة وداعون[2].

 

والدعاة قوم يدعون إلى بيعة هدى أو ضلالة، وأحدهم داع، ورجل داعية إذا كان يدعو الناس إلى دين أو بدعة، أُدخلت الهاء للمبالغة[3].

 

معنى الدعوة في الاصطلاح:

جاءت تعاريف العلماء للدعوة إلى الله متباينة ومختلفة وذلك حسب اختلافهم في المقصود بالدعوة فمن يقول إن المقصود بالدعوة هو الدين أو الإسلام يُعَرِّفها بقوله: « الدعوة الإسلامية هي الدين الذي ارتضاه الله للعالمين وأنزل تعاليمه وحيًا على رسول الله ز وحفظها في القرآن الكريم وبينها في السنة النبوية »[4].

 

وهناك تعريف شامل لمعنى الدعوة إلى الله في الاصطلاح يقول بأنها: «وهذا التعريف هو المختار لأنه شامل لجميع أركان الدعوة، حيث اشتمل على موضوع الدعوة والداعية والمدعوين ووسائل الدعوة وأساليبها ومنهجها التي تقوم عليه.

 

مفهوم الدعوة الى الله وحكمها وفضلها ومنزلتها عند بن كثير:

لقد اعتنى الحافظ ابن كثير رحمه الله بموضوع الدعوة إلى الله خاصة في تفسيره القرآن العظيم، فبين ونوّه في عدة مواضع من التفسير عن مفهوم الدعوة إلى الله وأهميتها وحكمها وفضلها ومنزلتها في الدين، وكذلك تحدّث عن الصفات التي ينبغي أن يتحلى بها الدعاة إلى الله، وعن طبيعة المدعوين وأصنافهم وأساليب الدعوة ووسائلها، إلى غير ذلك من الموضوعات الدعوية، ولعلي أشير هنا إلى مفهوم الدعوة وحكمها وفضلها بشيء من الاختصار والإيجاز، حيث أن تفصيل بقية المباحث وبسطها سيكون في الفصول القادمة إن شاء الله.

 

مفهوم الدعوة إلى الله:

يُعرف الإمام ابن كثير الدعوة إلى الله بأنها هي: « الدعوة إلى شهادة أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له يدعو الله بها على بصيرة من ذلك ويقين وبرهان هو وكل من اتبعه، يدعو إلى ما دعا إليه رسول الله ز على بصيرة وبرهان عقلي وشرعي »[5].

 

حكم الدعوة إلى الله:

يرى ابن كثير رحمه الله ويؤكد على أنه لا بد للأمة أن تقوم بأمر الدعوة إلى الله، وأن ذلك واجب عليها، فيقول عند تفسير الآية: ﴿ وَلۡتَكُن ‌مِّنكُمۡ ‌أُمَّةٞ يَدۡعُونَ إِلَى ٱلۡخَيۡرِ وَيَأۡمُرُونَ بِٱلۡمَعۡرُوفِ وَيَنۡهَوۡنَ عَنِ ٱلۡمُنكَرِۚ وَأُوْلَـٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡمُفۡلِحُونَ ﴾[6]، « يقول تعالى: ولتكن منكم أمة منتصبة للقيام بأمر الله في الدعوة إلى الخير والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وأولئك هم المفلحون.... والمقصود من هذه الآية أن تكون فرقة من هذه الأمة متصدية لهذا الشأن، وإن كان ذلك واجبًا على كل فرد من الأمة بحسبه، كما ثبت في صحيح مسلم...: قال رسول الله ز:

 

« من رأى منكم منكرًا فليغيره بيده، فإن لم يستطيع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان » [7].

 

ويقول رحمه عند تفسير الآية: ﴿ فَلَوۡلَا ‌كَانَ ‌مِنَ ‌ٱلۡقُرُونِ مِن قَبۡلِكُمۡ أُوْلُواْ بَقِيَّةٖ يَنۡهَوۡنَ عَنِ ٱلۡفَسَادِ فِي ٱلۡأَرۡضِ إِلَّا قَلِيلٗا مِّمَّنۡ أَنجَيۡنَا مِنۡهُمۡۗ وَٱتَّبَعَ ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ مَآ أُتۡرِفُواْ فِيهِ وَكَانُواْ مُجۡرِمِينَ ﴾[8]: « يقول تعالى فهلا وجد من القرون الماضية بقايا من أهل الخير ينهون عما يقع بينهم من الشرور والمنكرات والفساد في الأرض... وقد وجد منهم من هذا الضرب قليل لم يكونوا كثيرًا، وهم الذين أنجاهم الله عند حلول غِيَره وفجأة نِقَمه، ولهذا أمر الله تعالى هذه الأمة الشريفة أن يكون فيها من يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر »[9].

 

كما يحذر رحمه الله من التولي عن نصرة دين الله بالدعوة إليه، وإقامة شرعه، فإن الله يستبدل به من هو خير منه فيقول عند تفسيــــر الآية: ﴿ ـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ مَن ‌يَرۡتَدَّ ‌مِنكُمۡ ‌عَن ‌دِينِهِۦ فَسَوۡفَ يَأۡتِي ٱللَّهُ بِقَوۡمٖ يُحِبُّهُمۡ وَيُحِبُّونَهُۥٓ أَذِلَّةٍ عَلَى ٱلۡمُؤۡمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى ٱلۡكَٰفِرِينَ يُجَٰهِدُونَ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوۡمَةَ لَآئِمٖۚ ذَٰلِكَ فَضۡلُ ٱللَّهِ يُؤۡتِيهِ مَن يَشَآءُۚ وَٱللَّهُ وَٰسِعٌ عَلِيمٌ ﴾[10]،: « يقول الله تعالى مخبرًا عن قدرته العظيمة أنه من تولى عن نصرة دينه وإقامة شريعته، فإن الله يستبدل به من هو خير لها منه وأشد منعة وأقوم سبيلًا»[11].

 

كما يُذَّكر رحمه الله بالوعيد الشديد لمن كتم ما جاءت به الرُسل من الدلالات البيَّنة والهدي النافع للقلوب، فيقول عند تفسير الآية: ﴿ إِنَّ ٱلَّذِينَ ‌يَكۡتُمُونَ ‌مَآ ‌أَنزَلۡنَا مِنَ ٱلۡبَيِّنَٰتِ وَٱلۡهُدَىٰ مِنۢ بَعۡدِ مَا بَيَّنَّـٰهُ لِلنَّاسِ فِي ٱلۡكِتَٰبِ أُوْلَـٰٓئِكَ يَلۡعَنُهُمُ ٱللَّهُ وَيَلۡعَنُهُمُ ٱللَّـٰعِنُونَ ﴾ [12]،: « هذا وعيد شديد لمن كتم ما جاءت به الرسل من الدلالات البيّنة على المقاصد الصحيحة والهدي النافع للقلوب من بعد ما بيّنه الله تعالى لعباده في كتبه التي أنزلها على رسوله..... وجاء في هذه الآية أن كاتم العلم يلعنه الله والملائكة والناس أجمعون »[13].

 

فضل الدعوة إلى الله:

وهكذا نجد أن الإمام ابن كثير رحمه الله يؤكد على أهمية الدعوة إلى الله وبيان فضلها ومنزلتها العظيمة من هذا الدين وذلك:

1- لأنها وظيفة الرسل ومهمتهم التي من أجلها بعثوا إلى الناس، فالله سبحانه أرسل الرسل لدعوة الناس إلى عبادة الله وحده لا شريك له، يقول ابن كثير عند تفسير الآية: ﴿ وَإِنَّ ‌هَٰذِهِۦٓ ‌أُمَّتُكُمۡ ‌أُمَّةٗ وَٰحِدَةٗ وَأَنَا۠ رَبُّكُمۡ فَٱتَّقُونِ ﴾[14]، « أي وإن دينكم يا معشر الأنبياء دين واحد وملة واحدة وهو الدعوة إلى عبادة الله وحده لا شريك له »[15]، فمهمة الرسل جميعًا دعوة الناس إلى هدى الله وشرعه، مبشرين ومنذرين، كما قال سبحانه: ﴿ رُّسُلٗا ‌مُّبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ ﴾[16]، « أي يبشرون من أطاع الله واتبع رضوانه بالخيرات وينذرون من خالف أمره وكذّب رسله بالعقاب والعذاب ﴿ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى ٱللَّهِ ‌حُجَّةُۢ ‌بَعۡدَ ‌ٱلرُّسُلِۚ ﴾[17]، أي أنه تعالى أنزل كتبه وأرسل رسله بالبشارة والنذارة وبين ما يحبه ويرضاه مما يكرهه ويأباه لئلا يبقى لمعتذر عذر »[18]، وقال سبحانه: ﴿ وَمَا نُرۡسِلُ ٱلۡمُرۡسَلِينَ إِلَّا ‌مُبَشِّرِينَ ‌وَمُنذِرِينَۖ ﴾[19]، « أي مبشرين عباد الله المؤمنين بالخيرات ومنذرين من كفر بالله النقمات والعقوبات »[20]، فحين يقع الناس في ظلمات الشرك والشبهات والضلالات تكون مهمة الأنبياء والرسل عليهم السلام الدعوة إلى توحيد الله وعبادته ونبذ ما سواه،يقول ابن كثير عند تفسير الآية: ﴿ وَٱلَّذِينَ ٱتَّخَذُواْ مِن دُونِهِۦٓ أَوۡلِيَآءَ مَا نَعۡبُدُهُمۡ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَآ ‌إِلَى ‌ٱللَّهِ ‌زُلۡفَىٰٓ ﴾[21]: « أي ليشفعوا لنا ويقربونا عنده منزلة.... وهذه الشبهة هي التي اعتمدها المشركون في قديم الدهر وحديثه وجاءتهم الرسل صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين بردها والنهي عنها والدعوة إلى إفراد العبادة لله وحده لا شريك له »[22]، ويقول عند تفسير الآية: ﴿ فَٱعۡبُدِ ‌ٱللَّهَ ‌مُخۡلِصٗا ‌لَّهُ ‌ٱلدِّينَ ﴾[23]، « أي فاعبد الله وحده لا شريك له وادع الخلق إلى ذلك وأعلمهم أنه لا تصلح العبادة إلا له وحده، وأنه ليس له شريك ولا عديل ولا نديد »[24].

 

فوظيفة الرسل عليهم السلام، التي بعثوا من أجلها وانزلها على ألسنتهم هي الدعوة إلى عبادته سبحانه وترك عبادة ما سواه، يقول ابن كثير عند تفسير الآية: ﴿ قَالُواْ ‌سُبۡحَٰنَكَ ‌مَا ‌كَانَ يَنۢبَغِي لَنَآ أَن نَّتَّخِذَ مِن دُونِكَ مِنۡ أَوۡلِيَآءَ وَلَٰكِن مَّتَّعۡتَهُمۡ وَءَابَآءَهُمۡ حَتَّىٰ نَسُواْ ٱلذِّكۡرَ وَكَانُواْ قَوۡمَۢا بُورٗا ﴾[25]، « أي طال عليهم العمر حتى نسوا الذكر، أي نسوا ما أنزلته إليهم على ألسنة رسلك من الدعوة إلى عبادتك وحدك لا شريك لك »[26].

 

ولذلك نجد أن نبي الله عيسى عليه السلام يطلب من الحواريين أن يكونوا أنصارا له في تبليغ دينه إلى الناس، ﴿ كَمَا ‌قَالَ ‌عِيسَى ‌ٱبۡنُ ‌مَرۡيَمَ لِلۡحَوَارِيِّـۧنَ مَنۡ أَنصَارِيٓ إِلَى ٱللَّهِۖ قَالَ ٱلۡحَوَارِيُّونَ نَحۡنُ أَنصَارُ ٱللَّهِۖ ﴾[27]، يقول ابن كثير عند تفسيره هذه الآية: « أي من معيني في الدعوة إلى الله عز وجل، فقال الحواريون وهم أتباع عيسى عليه السلام: نحن أنصار الله، أي نحن أنصارك على ما أرسلت به ونؤازرك على ذلك، ولهذا بعثهم دعاة إلى الناس في بلاد الشام..... »[28]، وختم الله سبحانه أنبياءه ورسله عليهم السلام بسيدهم وخاتمهم محمد بن عبد الله صلوات الله وسلامه عليه، حيث بعثه بشرع عظيم كامل شامل لجميع الخلق، يقول ابن كثير عند تفسير الآية: ﴿ هُوَ ٱلَّذِي بَعَثَ فِي ٱلۡأُمِّيِّـۧنَ ‌رَسُولٗا ‌مِّنۡهُمۡ ﴾[29]، « فبعث الله محمد صلوات الله وسلامه عليه بشرع عظيم كامل شامل لجميع الخلق فيه هدايتهم، والبيان لجميع ما يحتاجون إليه من أمر معاشهم ومعادهم والدعوة لهم إلى ما يقربهم إلى الجنة ورضا الله عنهم والنهي عما يقربهم إلى النار وسخط الله.... وجمع له تعالى - وله الحمد والمنه  - جميع المحاسن ممن كان قبله، وأعطاه مالم يعط أحدًا من الأولين ولا يعطيه أحدًا من الآخرين فصلوات الله وسلامه عليه دائمًا إلى يوم الدين »[30].

 

2- ولأن الدعاة إلى الله والآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر هم خير الناس، ولذا كانت الأمة المحمدية خير الأمم، لأنها إتصفت بهذه الصفات فاستحقت المدح والثناء من الله سبحانه: ‌﴿ كُنتُمۡ ‌خَيۡرَ ‌أُمَّةٍ أُخۡرِجَتۡ لِلنَّاسِ تَأۡمُرُونَ بِٱلۡمَعۡرُوفِ وَتَنۡهَوۡنَ عَنِ ٱلۡمُنكَرِ وَتُؤۡمِنُونَ بِٱللَّهِۗ ﴾[31]، « فيخبر سبحانه عن هذه الأمة المحمدية بأنها خير الأمم فقال: ﴿ كُنتُمۡ ‌خَيۡرَ ‌أُمَّةٍ أُخۡرِجَتۡ.... ﴾ يعني خير الناس للناس، والمعنى أنهم خير الأمم وأنفع الناس للناس ولهذا قال: ﴿ تَأۡمُرُونَ بِٱلۡمَعۡرُوفِ وَتَنۡهَوۡنَ عَنِ ٱلۡمُنكَرِ وَتُؤۡمِنُونَ بِٱللَّهِۗ ﴾»[32].

 

3- ولما كان الدعاة إلى الله والآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر خير الناس، فهم أيضًا أحسن الناس قولًا وحديثًا كما قال سبحانه: ﴿ وَمَنۡ أَحۡسَنُ ‌قَوۡلٗا ‌مِّمَّن ‌دَعَآ إِلَى ٱللَّهِ وَعَمِلَ صَٰلِحٗا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ ٱلۡمُسۡلِمِينَ ﴾[33]، يقول ابن كثير «يقول تعــــــالى: ﴿ وَمَنۡ أَحۡسَنُ ‌قَوۡلٗا ‌مِّمَّن ‌دَعَآ إِلَى ٱللَّهِ ﴾، أي دعــا عبــــاد الله إليــــه، ﴿ وَعَمِلَ صَٰلِحٗا ﴾، أي هو في نفسه مهتديًا بما يقوله فنفعه لنفسه ولغيره لازم ومتعد، وليس هو من الذين يأمرون بالمعروف ولا يأتونه وينهون عن المنكر ويأتونه بل يأتمر بالخير ويترك الشر ويدعو الخلق إلى الخالق تبارك وتعالى..... وعن الحسن البصري أنه تلا هذه الآية: ﴿ وَمَنۡ أَحۡسَنُ ‌قَوۡلا ‌مِّمَّن ‌دَعَآ إِلَى ٱللَّهِ ﴾فقال: هذا حبيب الله، هذا ولي الله، هذا صفوة الله، هذا خيرة الله، هذا أحب أهل الأرض إلى الله، أجاب الله في دعوته ودعا الناس إلى ما أجاب الله فيه من دعوته وعمل صالحًا في إجابته وقال إنني من المسلمين هذا خليفة الله»[34].

 



[1] سورة البقرة آية 221.

[2] المصباح المنير، أحمد محمد الفيومي المقرئ ص 74، طبعة مكتبة لبنان، 1987م.

[3] لسان العرب لابن منظور 14 / 259.

[4] الدعوة الإسلامية أصولها ووسائلها، د. أحمد غلوش ص12-13، مطبعة دار الكتاب المصري بالقاهرة، ط2 1407هـ.

[5] انظر تفسير القرآن العظيم 2 / 610.

[6] سورة آل عمران آية 104.

[7] انظر تفسير القرآن العظيم 1/ 477 والحديث أخرجه مسلم في كتاب الإيمان باب كون النهي عن المنكر من الإيمان رقم (49)، وابو داود في كتاب الصلاة باب الخطبة يوم العيد رقم (1140)، والترمذي كتاب الفتن باب ما جاء في تغيير المنكر باليد أو باللسان أو بالقلب رقم (2172).

[8] سورة هود الآية 117.

[9] انظر تفسير القرآن العظيم 2/ 572.

[10] سورة المائدة آية 54.

[11] المرجع نفسه 2/ 91.

[12] سورة البقرة آية 159.

[13] انظر تفسير القرآن العظيم 1/ 249.

[14] سورة المؤمنون آية 52.

[15] المرجع نفسه 3/ 310.

[16] سورة النساء آية 165.

[17] سورة النساء آية 165.

[18] المرجع نفسه 1/ 718.

[19] سورة الأنعام آية 48.

[20] انظر تفسير القرآن العظيم 2/ 171.

[21] سورة الزمر آية 3.

[22] المرجع نفسه 4/ 55.

[23] سورة الزمر آية 2.

[24] المرجع نفسه 4/ 54.

[25] سورة الفرقان آية 18.

[26] انظر تفسير القرآن العظيم 3/ 389.

[27] سورة الصفة آية 6.

[28] المرجع نفسه 4/ 427.

[29] سورة الجمعة آية 2.

[30] المرجع نفسه 4/ 429.

[31] سورة آل عمران آية 110.

[32] انظر تفسير القرآن العظيم 1/ 479.

[33] سورة فصلت آية 33.

[34] انظر تفسير القرآن العظيم 4/ 119.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • مفهوم الدعوة الفردية وأهميتها
  • مفهوم الدعوة
  • معنى المعرفة والفرق بينها وبين العلم
  • اعتماد ابن كثير اللغة العربية في تفسيره القرآن الكريم
  • اهتمام ابن كثير بشتى جوانب اللغة
  • شمول العبادة عند ابن كثير
  • خصائص التربية الأخلاقية عند ابن كثير
  • منهج ابن كثير في دعوة عامة الناس
  • مرجع كل أمرٍ إلى الله، ولا يملك الملكَ سواه
  • الكتب والمؤلفات عند ابن كثير
  • الدعوة إلى الله اليوم والأمس {وجعلنا له نورا يمشي به في الناس}

مختارات من الشبكة

  • غنى النفس (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • من مائدة الحديث: فضل الدعوة إلى الهدى، وخطر الدعوة إلى الضلال(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تطبيق مقاصد الشريعة في الدعوة إلى الله (الداعية – موضوع الدعوة – الوسائل والأساليب) أنموذجا (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • الدعوة إلى العلم(مقالة - آفاق الشريعة)
  • خطبة عن الدعوة وجماعة الدعوة 21-1- 1433هـ(محاضرة - موقع د. علي بن عبدالعزيز الشبل)
  • الدعوة إلى الله .. الدعوة في كوريا أنموذجاً(مادة مرئية - موقع الشيخ عبدالله بن عبدالعزيز بن عقيل العقيل)
  • من أهداف الدعوة في الوقت الحالي : الدعوة إلى التوحيد (2)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • من أهداف الدعوة في الوقت الحالي : الدعوة إلى التوحيد (1)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • العلم بأساليب الدعوة ووسائلها(مقالة - آفاق الشريعة)
  • دور الدعم المالي في نجاح الدعوة الإسلامية(مقالة - آفاق الشريعة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • بعد عامين من البناء افتتاح مسجد جديد في قرية سوكوري
  • بعد 3 عقود من العطاء.. مركز ماديسون الإسلامي يفتتح مبناه الجديد
  • المرأة في المجتمع... نقاش مفتوح حول المسؤوليات والفرص بمدينة سراييفو
  • الذكاء الاصطناعي تحت مجهر الدين والأخلاق في كلية العلوم الإسلامية بالبوسنة
  • مسابقة للأذان في منطقة أوليانوفسك بمشاركة شباب المسلمين
  • مركز إسلامي شامل على مشارف التنفيذ في بيتسفيلد بعد سنوات من التخطيط
  • مئات الزوار يشاركون في يوم المسجد المفتوح في نابرفيل
  • مشروع إسلامي ضخم بمقاطعة دوفين يقترب من الموافقة الرسمية

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 13/12/1446هـ - الساعة: 11:34
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب