• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    يوم العيد وأيام التشريق (خطبة)
    الشيخ عبدالله بن محمد البصري
  •  
    المقصد الحقيقي من الأضحية
    عاقب أمين آهنغر (أبو يحيى)
  •  
    خطبة الأضحى 1446 هـ (إن الله جميل يحب الجمال)
    الشيخ عبدالله محمد الطوالة
  •  
    خطبة عيد الأضحى 1446هـ
    عبدالوهاب محمد المعبأ
  •  
    لبس البشت فقها ونظاما
    د. عبدالعزيز بن سعد الدغيثر
  •  
    خطبة: مضت أيام العشر المباركة
    محمد أحمد الذماري
  •  
    خطبة عيد الأضحى المبارك لعام 1446هـ
    د. عبدالرزاق السيد
  •  
    خطبة عيد الأضحى لعام 1446 هــ
    أ. شائع محمد الغبيشي
  •  
    خطبة عيد الأضحى المبارك: تضحية وفداء، صبر وإخاء
    الشيخ الحسين أشقرا
  •  
    خطبة عيد الأضحى 1446هـ
    د. صغير بن محمد الصغير
  •  
    خطبة عيد الأضحى 1446 هـ
    عبدالعزيز أبو يوسف
  •  
    حكم صلاة الجمعة لمن صلى العيد إذا وافق يوم الجمعة ...
    عبد رب الصالحين أبو ضيف العتموني
  •  
    المسائل المختصرة في أحكام الأضحية
    د. فهد بن ابراهيم الجمعة
  •  
    الثامن من ذي الحجة
    د. سعد مردف
  •  
    خطبة عيد النحر 1446 هـ
    الشيخ عبدالله بن محمد البصري
  •  
    التشويق لفضائل النحر والتشريق (خطبة)
    الشيخ محمد بن إبراهيم السبر
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / منبر الجمعة / الخطب / الأسرة والمجتمع / قضايا المجتمع
علامة باركود

كيف عالج الإسلام انتشار الأوبئة؟ (خطبة)

كيف عالج الإسلام انتشار الأوبئة؟ (خطبة)
أحمد بن عبدالله الحزيمي

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 13/2/2020 ميلادي - 19/6/1441 هجري

الزيارات: 123080

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

كيف عالج الإسلام انتشار الأوبئة؟

 

الْحَمْدُ للهِ الْعَلِيِّ الْأَعْلَى؛ خَلَقَ فَسَوَّى، وَقَدَّرَ فَهَدَى، وَعَافَى وَابْتَلَى، نَحْمَدُهُ عَلَى السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ، وَالْعَافِيَةِ وَالْبَلَاءِ؛ فَهُوَ المَحْمُودُ فِي كُلِّ الْأَحْوَالِ، المَعْبُودُ فِي الْأَرْضِ وَفِي السَّمَاءِ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ؛ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ؛ صَلَّى اللهُ وَسَلَّمَ وَبَارَكَ عَلَيْهِ، وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ وَأَتْبَاعِهِ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ، أما بعد:

 

فاتقوا اللهَ -عبادَ اللهِ- فالتقوى هِيَ الدِّرعُ الحصينُ مِن شرِّ الشياطينِ، وهي الفوزُ المبينُ يومَ الدينِ بجنةِ ربِّ العالمينَ. ﴿ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْرًا ﴾ [الطلاق: 5]

 

خرجَ عمرُ بنُ الخطابِ رضي اللهُ عنه إلى الشامِ حتى إذا قَربَ مِنَ الشامِ لقيَهُ أمراءُ الأجنادِ أبو عبيدةَ بنُ الجراحِ وأصحابُهُ، فأخبروهُ أنَّ الوباءَ قد وقَعَ بأرضِ الشامِ، قال ابنُ عباسٍ: فدعَا عمرُ الصحابةَ واستشارَهُم، وأخبرهُم أنَّ الوباءَ قد وقع بالشامِ، فاختلفُوا، فقال بعضُهُم: قد خرجتَ لأمرٍ ولا نرى أنْ ترجعَ عنهُ، وقال بعضُهُم: معكَ بقيةُ الناسِ وأصحابُ رسولِ اللهِ صلى اللهُ عليه وسلم ولا نَرى أنْ تُقدِمَهُم على هذا الوباءِ، فَنَادَى عُمَرُ فِي النَّاسِ: إِنِّي مُصَبِّحٌ عَلَى ظَهْرٍ فَأَصْبِحُوا عَلَيْهِ. قَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الجَرَّاحِ: أَفِرَارًا مِنْ قَدَرِ اللَّهِ؟ فَقَالَ عُمَرُ: لَوْ غَيْرُكَ قَالَهَا يَا أَبَا عُبَيْدَةَ؟ نَعَمْ نَفِرُّ مِنْ قَدَرِ اللَّهِ إِلَى قَدَرِ اللَّهِ، أَرَأَيْتَ لَوْ كَانَ لَكَ إِبِلٌ هَبَطَتْ وَادِيًا لَهُ عُدْوَتَانِ، إِحْدَاهُمَا خَصِبَةٌ، وَالأُخْرَى جَدْبَةٌ، أَلَيْسَ إِنْ رَعَيْتَ الخَصْبَةَ رَعَيْتَهَا بِقَدَرِ اللَّهِ، وَإِنْ رَعَيْتَ الجَدْبَةَ رَعَيْتَهَا بِقَدَرِ اللَّهِ؟ قَالَ: فَجَاءَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ -وَكَانَ مُتَغَيِّبًا فِي بَعْضِ حَاجَتِهِ- فَقَالَ: إِنَّ عِنْدِي فِي هَذَا عِلْمًا، سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «إِذَا سَمِعْتُمْ بِهِ بِأَرْضٍ فَلاَ تَقْدَمُوا عَلَيْهِ، وَإِذَا وَقَعَ بِأَرْضٍ وَأَنْتُمْ بِهَا فَلاَ تَخْرُجُوا فِرَارًا مِنْهُ» قَالَ: فَحَمِدَ اللَّهَ عُمَرُ ثُمَّ انْصَرَفَ. رواهُ البخاريُّ ومسلمٌ.

 

عبادَ اللهِ، جعلتِ الشريعةُ الحفاظَ على حياةِ وصحةِ الإنسانِ أحدَ الضرورياتِ الأساسيةِ التي أمرتِ الشريعةُ بالحفاظِ عليها وحمايتِهَا وتَنميتِهَا, فحذَّرتِ الشريعةُ الإسلاميةُ مِن إيقاعِ النفسِ في مواطنِ الهلاكِ، فقالَ تعالى: ﴿ وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ ﴾ [البقرة: 195].

 

فالإنسانُ في نَظرِ الإسلامِ أعظمُ وأكرمُ وأنبلُ وأرقَى وأشرفُ مخلوقٍ على وجهِ الأرضِ، فقال تعَالى: ﴿ لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ ﴾ [التين: 4] وهو عَجيبٌ في تكوينِهِ الجُسمانيِّ، وغريبٌ في تكوينِهِ الروحانيِّ، وفيه مِنَ الأسرارِ العظيمةِ ما لا يعدُّ ولا يحصَى.

 

أيها المؤمنونَ:

كورُونَا فيروسٌ مزعجٌ، بدأَ في الانتشارِ في شَرقِ آسيَا وأصبحَ حَديثَ الإعلامِ والتواصلِ الاجتماعيِّ هذه الأيامِ.

 

ولا شكَّ أنه مرضٌ كغيرِهِ مِنَ الأمراضِ يُقدرُهُ اللهُ جلَّ وعلا على عبادِهِ متى شاءَ وكيفَ شاءَ.

 

ومَوقفُ الإسلامِ مِن الأمراضِ المعديةِ واضح، فيجِبُ علَى المريضِ أَن يسعَى جَاهداً للعلاجِ إنْ كانَ ذلكَ ممكناً، ويكونُ آثماً إذا ترَكَه، وعليهِ كذلكَ أن يبذُلُ كلَّ جُهدِهِ لعدمِ انتشارِ مَرضِهِ وتَعدِّيهِ إلى غيرِهِ، مِن خلالِ عدمِ الاختلاطِ، وعدمِ الخروجِ إلاّ للضرورةِ، وذلكَ لأنَّ إيذاءَهُ للآخرِ محرمٌ وإضرارَهُ بالآخرِ -بأيِّ طريقٍ كانَ- ممنوعٌ شَرعاً.


وأمَّا غيرُ المريضِ فيجبُ عليه أيضاً ألاَّ يقترِبَ مِنَ المريضِ المصابِ بمرضٍ مُعدٍ، ولكن بلطفٍ ولَباقةٍ دونَ إيذاءٍ لمشاعرِهِ.


بل نَصَّ الفقهاءُ على أنه لا ينبغي لمن بهِ مرضٌ مُعدٍ أنْ يُصليَ مع جماعةِ المسلمينَ وأنَّ مِنَ الأعذارِ التي تُبيحُ التخلفَ عن صلاةِ الجماعةِ كلُّ مَرضٍ يمنعُ صَاحبَهُ مِنَ التمكُّنِ مِن حضورِهَا أو يتسببُ بتنفيرِ الآخرينَ مِنَ المصلينَ منهُ، وغيرُها مِنَ الأمراضِ القابلةِ للنقلِ للآخرينَ.

 

أيها الكرامُ، ولقدْ جاءتِ السّنةُ النبويةُ الطاهرةُ بأحاديثَ هي بمثابةِ الإعجازِ في زمنٍ لم يكُنِ الطبُّ ولا علماءُ الغربِ يُدركونَ أبسطَ المعاني فيما يتعلقُ بمعنَى العدوَى ولم يكن عِندهُم أدنَى المعلوماتِ عن الأمراضِ المُعديةِ، ولم يَعرفْ مبدأَ العَزلِ الصحيِّ ومبدأَ الحَجرِ الصحيِّ إلاَّ في السنواتِ الماضيةِ، نعَم لقد وَضعَ الإسلامُ قواعدَ الحجرِ الصحيِّ من نحوِ ألفٍ وأَربعمائةِ سَنَة.

 

قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ هَذَا الْوَجَعَ -أي الطاعونَ- رِجْزٌ أَوْ عَذَابٌ أَوْ بَقِيَّةُ عَذَابٍ عُذِّبَ بِهِ أُنَاسٌ مِنْ قَبْلِكُمْ، فَإِذَا كَانَ بِأَرْضٍ وَأَنْتُمْ بِهَا، فَلَا تَخْرُجُوا مِنْهَا وَإِذَا بَلَغَكُمْ أَنَّهُ بِأَرْضٍ فَلَا تَدْخُلُوهَا" أخرجه البخاريُّ ومسلمٌ.

 

وقال صلى الله عليه وسلم: "الطَّاعُونُ غُدَّةٌ كَغُدَّةِ الْبَعِيرِ، الْمُقِيمُ بِهَا كَالشَّهِيدِ، وَالْفَارُّ مِنْهَا كَالْفَارِّ مِنَ الزَّحْفِ" أخرجهُ أحمدُ بإسنادٍ جيدٍ. وقال صلى الله عليه وسلم:"لاَ يُورِدَنَّ مُمْرِضٌ عَلَى مُصِحٍّ" أخرجه الشيخانِ.

 

ويَأمرُ الرسولُ صلى اللهُ عليه وسلم الأصحاءَ بعدمِ مخالطةِ المرضَى بمرضٍ مُعدٍ؛ فإنَّه لما وَفَدَ وَفْدُ ثَقيفٍ كان مِن ضِمنِهم رجلٌ مجذوم فأرسلَ اليه رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنَّا قَدْ بَايَعْنَاكَ فَارْجِعْ" رواه مسلمٌ.

 

أرأيتُم -أيها السادةُ- عَظمةَ هذا النبيِّ الكريمِ؟ وصدقَ اللهُ العظيمُ: ﴿ وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى ﴾ [النجم: 3، 4].

 

أيها المباركونَ، وثَمةَ أمرٌ يَتميَّزُ به المسلمُ عن غَيرِه في هذا الأمرِ ألاَ وهوَ أنه مأمورٌ شَرعاً بالالتزامِ بالحَجرِ الصحيِّ فإنَّ الإسلامَ جعلَ مِنَ المسلمِ مُحاسِباً ورقيباً على نفسِه، وأرادَ منه أن يتَّبِعَ الأَمرَ ولا يَعصِي. ومنحَ الإسلامُ ثوابَ ذلك لمنِ التزمَ بالحَجرِ الصِّحيِّ ثوابَ الشّهادةِ إنْ ماتَ متُمسِّكاً بتعاليمِ الإِسلامِ الصّحيةِ، وجعلَ عقوبةَ المتُهرِّبِ منها كعقوبةِ الفارِّ مِنَ الزحفِ، كما في الحديث السابق: "الْمُقِيمُ بِهَا كَالشَّهِيدِ، وَالْفَارُّ مِنْهَا كَالْفَارِّ مِنَ الزَّحْفِ". والطاعونُ اسمٌ لكُلِّ وَباءٍ عامٍّ يَنتَشِرُ بِسُرعةٍ.

 

أيها الناسُ، وعلى المسلمِ أَنْ يأخذَ بأسبابِ الوقايةِ مِنَ الأمراضِ، خصوصاً إذا كَثُرتْ وانتشرتْ, ومِن ذلكَ قولُه صلى اللهُ عليه وسلم: "مَا مِنْ عَبْدٍ يَقُولُ فِي صَبَاحِ كُلِّ يَوْمٍ وَمَسَاءِ كُلِّ لَيْلَةٍ: بِسْمِ اللَّهِ الَّذِي لاَ يَضُرُّ مَعَ اسْمِهِ شَيْءٌ فِي الأَرْضِ وَلاَ فِي السَّمَاءِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ، ثَلاَثَ مَرَّاتٍ، فَيَضُرُّهُ شَيْءٌ" رواه ابنُ ماجه بإسنادٍ صحيح.

 

وقال صلى اللهُ عليه وسلم: "مَنِ اصْطَبَحَ بِسَبْعِ تَمَرَاتٍ عَجْوَةٍ لَمْ يَضُرَّهُ ذَلِكَ الْيَوْمَ سُمٌّ وَلاَ سِحْرٌ" رواه البخاريُّ.

 

وقوله صلى اللهُ عليه وسلم: "اللَّهُمَّ عَافِنِي فِي بَدَنِي، اللَّهُمَّ عَافِنِي فِي سَمْعِي، اللَّهُمَّ عَافِنِي فِي بَصَرِي، لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ" رواهُ أبو داودَ، وحسنه الألبانيُّ. وقال صلى الله عليه وسلم: "اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْبَرَصِ، وَالْجُنُونِ، وَالْجُذَامِ، وَمِنْ سَيِّئِ الْأَسْقَامِ" رواه الإمامُ أحمدُ وأبو داودَ وصححه الألبانيُّ.

 

وإذا قدَّر اللهُ تعالى له المرضَ فعليهِ بطلبِ التّداوِي، والأخذِ بأسبابِ الاستشفاءِ، التي بيَّنَها أهلُ الطبِّ في مجالِهِم، وهذا مِن حُسنِ التّوكّلِ على اللهِ سبحانه وتعالى.

 

ومما ينبغي التأكيدُ عليه أنه يجبُ على كلِّ مسلمٍ أن يتجنَّبَ نَشرَ ما يُسبِّبُ الخوفَ والهلَعَ لإخوانِه المسلمينَ تجاهَ هذا المرضِ، وأن يحذرَ مِنَ الشائعاتِ التي تُطلَقُ وتروَّجُ للتهويلِ مِن خطورتِهِ, فقد قال صلى الله عليه وسلم: "كَفَى بِالْمَرْءِ كَذِبًا أَنْ يُحَدِّثَ بِكُلِّ مَا سَمِعَ" رواه مسلمٌ.


أعوذُ باللهِ منَ الشيطانِ الرجيمِ: ﴿ مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ * لِكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ ﴾ [الحديد: 22، 23].

 

اللهمَّ احمِ بلادَنا وبلادَ المسلمينَ شرَّ الأمراضِ والأوبئةِ، ما ظهرَ منها وما بطنَ, اللهم ارفعْ عنا الغلاءَ والوباءَ والرِّبا والزنا والزلازلَ والمحنَ وسوءَ الفتنِ ما ظهر منها وما بطن.


باركَ اللهُ لي ولكم في القرآن...

 

الخطبة الثانية

الحمدُ للهِ حمداً كثيراً طيباً مباركًا فيهِ، والصلاةُ والسلامُ على سيدِّ الأولينَ والآخرينَ محمدِ بنِ عبدِاللهِ وعلى آلِهِ وصحبِهِ وسلم أجمعينَ، أما بعدُ:

انظروا -أيها الإخوةُ- فَيروسٌ يُصيبُ المرءَ لا يُرى بالعينِ المجردةِ صارَ مصدراً للقلق؛ فَلْنتعلَّمْ من هذهِ المَواقفِ مدى ضَعفنَا وضَعف عِلمِنَا وعَجز أَجهزتِنَا، فمَهمَا أُوتِينا مِن تَقدُّمٍ في الطبِّ ودِقةٍ في الفحصِ وسرعةٍ في الكشفِ تأتي مثلُ هذِه الأوبئةِ لتذكرنا بقوله تعالى: ﴿ وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا ﴾ [الإسراء: 85] وقوله: ﴿ وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا ﴾ [الفتح: 7] ولِتُعلِّمَنَا: ﴿ وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ وَمَا هِيَ إِلَّا ذِكْرَى لِلْبَشَرِ ﴾ [المدثر: 31].

 

نسألُ اللهَ عزَّ وجلَّ أنْ يحفظَ أبناءَنَا وزوجاتِنا وبنَاتَنَا، وأن يحفظَ بُيوتَنَا, وأن يحفظَ مُجتمعَنَا ومجتمعاتِ المسلمينَ من كلِّ وباءٍ وبلاءٍ ومَرضٍ وسَقَمٍ.


وأنْ يحييَنَا في صحةٍ وعافيةٍ، وأن يحفظنَا بحفظِه وصيانتِه، وأن يُعينَنَا على ذِكرِه وشُكرِهِ وحسنِ عبادتِه.

صلُّوا

 

اللَّهُمَّ أَغِثْنَا، اللَّهُمَّ أَغِثْنَا، اللَّهُمَّ أَغِثْنَا، اللَّهُمَّ اسْقِنَا غَيْثًا عَاجِلًا غَيْرَ آجِلٍ، نَافِعًا غَيْرَ ضَارٍّ، اللَّهُمَّ اسْقِ عِبَادَكَ وَبَهَائِمَكَ, وَانْشُرْ رَحْمَتَكَ, وَأَحْيِ بَلَدَكَ الْمَيِّتَ، اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْتَغْفِرُكَ وَنَسْتَسْقِيكَ، اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْتَغْفِرُكَ، إِنَّكَ كُنْتَ غَفَّارًا، أَرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْنَا مِدْرَارًا، اللَّهُمَّ أَنْزِلْ فِي أَرْضِنَا رَبِيعَهَا، وَارْزُقْنَا مِنْ بَرَكَاتِ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ، وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ، اللَّهُمَّ إِنَّ بِالْعِبَادِ وَالْبِلَادِ وَالْبَهَائِمِ وَالْخَلْقِ مِنَ اللَّأْوَاءِ وَالْجَهْدِ مَا لَا يَشْكُو إِلَّا إِلَيْكَ، اللَّهُمَّ أَنَبِتْ لَنَا الزَّرْعَ، وَأَدِرَّ لَنَا الضَّرْعَ، وَاسْقِنَا مِنْ بَرَكَاتِ السَّمَاءِ، وَأَنْبِتْ لَنَا مِنْ بَرَكَاتِ الْأَرْضِ، اللَّهُمَّ ارْفَعْ عَنَّا الْجَهْدَ وَالْجُوعَ وَالْعُرْيَ، واكْشِفْ عَنَّا مِنَ الْبَلَاءِ مَا لَا يَكْشِفْهُ غَيْرُكَ، اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْتَغْفِرُكَ، إِنَّكَ كُنْتَ غَفَّارًا فَأَرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْنَا مِدْرَارًا برحمتك.

 

سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ، وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، وَصَلِّ اللَّهُمَّ عَلَى عَبْدِكَ وَرَسُولِكَ مُحَمَّدٍ وعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • الموقف من الأوبئة العامة
  • الأزمات الاقتصادية والأوبئة في مصر الإسلامية (1/11)
  • الأزمات الاقتصادية والأوبئة في مصر الإسلامية (2/11)
  • الموت بالأوبئة
  • خطبة عن الأمراض والأوبئة
  • الأوبئة (2) القوة الربانية والضعف البشري
  • الأوبئة (3) بين المنافع والأضرار
  • مع الأوبئة

مختارات من الشبكة

  • كيف وقى الإسلام الأمة من الفيروسات والطواعين الأوبئة؟ (فيروس كورونا مثالا) (PDF)(كتاب - ملفات خاصة)
  • الأوبئة (12) التنجيم والعرافة والكهانة في الأوبئة(مقالة - موقع الشيخ إبراهيم بن محمد الحقيل)
  • الأوبئة (10) أقسام الناس في الوباء(مقالة - موقع الشيخ إبراهيم بن محمد الحقيل)
  • الأوبئة (9) العبادة في الوباء(مقالة - موقع الشيخ إبراهيم بن محمد الحقيل)
  • الأوبئة (8) الدعاء لرفع الوباء(مقالة - موقع الشيخ إبراهيم بن محمد الحقيل)
  • الأوبئة (1) بين الوباء والطاعون(مقالة - موقع الشيخ إبراهيم بن محمد الحقيل)
  • رسالة إلى كل إنسان لم يدخل الإسلام بعد(مقالة - آفاق الشريعة)
  • كيف عالج الإسلام مرض الاكتئاب؟ (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • كيف عالج الإسلام مرض العصر: الوسواس القهري؟ (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • كيف عالج الإسلام جريمة القتل(مقالة - آفاق الشريعة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • بعد عامين من البناء افتتاح مسجد جديد في قرية سوكوري
  • بعد 3 عقود من العطاء.. مركز ماديسون الإسلامي يفتتح مبناه الجديد
  • المرأة في المجتمع... نقاش مفتوح حول المسؤوليات والفرص بمدينة سراييفو
  • الذكاء الاصطناعي تحت مجهر الدين والأخلاق في كلية العلوم الإسلامية بالبوسنة
  • مسابقة للأذان في منطقة أوليانوفسك بمشاركة شباب المسلمين
  • مركز إسلامي شامل على مشارف التنفيذ في بيتسفيلد بعد سنوات من التخطيط
  • مئات الزوار يشاركون في يوم المسجد المفتوح في نابرفيل
  • مشروع إسلامي ضخم بمقاطعة دوفين يقترب من الموافقة الرسمية

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 9/12/1446هـ - الساعة: 17:59
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب