• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    عاشوراء بين مهدي متبع وغوي مبتدع (خطبة)
    الشيخ عبدالله بن محمد البصري
  •  
    خطبة: كيف نجعل أبناءنا قادة المستقبل؟
    عدنان بن سلمان الدريويش
  •  
    الدرس الثلاثون: العيد آدابه وأحكامه
    عفان بن الشيخ صديق السرگتي
  •  
    الحكمة من أمر الله تعالى بالاستعاذة به من
    فواز بن علي بن عباس السليماني
  •  
    حسن المعاملة (خطبة)
    عبدالعزيز محمد مبارك أوتكوميت
  •  
    زكاة الفطر تطهير للصائم مما ارتكبه
    د. خالد بن محمود بن عبدالعزيز الجهني
  •  
    مجالس من أمالي الحافظ أبي بكر النجاد: أربعة مجالس ...
    عبدالله بن علي الفايز
  •  
    لماذا لا نتوب؟
    محمود مصطفى الحاج
  •  
    وكن من الشاكرين (خطبة)
    الشيخ محمد بن إبراهيم السبر
  •  
    حكم صيام يوم السبت منفردا في صيام التطوع مثل صيام ...
    عبد رب الصالحين أبو ضيف العتموني
  •  
    وما الصقور؟
    السيد مراد سلامة
  •  
    آيات عن مكارم الأخلاق
    الدكتور أبو الحسن علي بن محمد المطري
  •  
    عاشوراء بين نهاية الطغاة واستثمار الأوقات (خطبة)
    الشيخ عبدالله محمد الطوالة
  •  
    عاشوراء (خطبة)
    د. صغير بن محمد الصغير
  •  
    من أقوال السلف في أسماء الله الحسنى: (القابض ...
    فهد بن عبدالعزيز عبدالله الشويرخ
  •  
    أشواق وحنين إلى بيت الله الحرام (خطبة)
    رمضان صالح العجرمي
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / مقالات شرعية / النصائح والمواعظ
علامة باركود

مخاطر الزنا وسبل الوقاية منه

مخاطر الزنا وسبل الوقاية منه
د. وفا علي وفا علي

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 6/2/2020 ميلادي - 12/6/1441 هجري

الزيارات: 93357

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

مخاطر الزنا وسُبُل الوقاية منه

 

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وخاتم النبيين، سيدنا محمد بن عبدالله، وعلى آله الطيبين الطاهرين، وصحابته الأكرمين، والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين.

 

أما بعد:

فإن الإسلام دين العفة والطهر والنقاء، والعزة والقوة؛ ولذا حرم الله تعالى الفواحش ما ظهر منها وما بطن؛ لأن الفواحش مصدر الضعف والهلاك والذل والهوان؛ فقال الله تعالى: ﴿ قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ ﴾ [الأعراف: 33]، وأشد أنواع الفواحش وأخطرها: الزنا، تلك الجريمة المنكرة والفاحشة المدمرة التي تؤدي إلى الهلاك والهوان، والفقر والمرض، وغضب الله تعالى ومقته؛ يقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((اجتنبوا السبع الموبقات - أي: المهلكات - وذكر منها الزنا ...)).

 

أسباب الوقاية من الزنا:

إن الذي يمنع وقوع هذه الجريمة، ويضيِّق دائرتها هو ما أمر به الإسلام من أحكام وآداب وعقائد وأخلاق؛ وقد قال الله تعالى: ﴿ وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا ﴾ [الإسراء: 32]؛ والمعنى: ابتعدوا عن أسباب الزنا، وعن المواضع التي يُحتمل فيها الوقوع في الزنا لِتَقُوا أنفسكم من شره وسوء مصيره.

 

1- قوة الإيمان بالله تعالى وتذكر الآخرة؛ لذا وجب على العبد ليعصم نفسه من الفواحش أن يقويَ إيمانه بالله، وأن يتقيَه ويخشاه ويحسن مراقبته لله سبحانه، ويستحضر هيبة الله وعظمته، ويتذكر وعيده وعذابه لمن خالف أمره وارتكب ما نهاه عنه، فإذا ملأت مخافة الله سبحانه قلب العبد، كان مبتعدًا عن نواهيه أشد البعد؛ يقول سبحانه: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ * وَإِخْوَانُهُمْ يَمُدُّونَهُمْ فِي الْغَيِّ ثُمَّ لَا يُقْصِرُونَ ﴾ [الأعراف: 201، 202]، وقد ضرب الله لنا مثلًا بيوسفَ عليه السلام الذي تواجدت حوله دواعي الجريمة، ولكنه استعصم بالله، و﴿ قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ ﴾ [يوسف: 23].

 

2- التزام النساء بالملابس السابغة المحتشمة التي هي كرامةٌ لهنَّ وحماية من الأذى؛ قال الله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ ﴾ [الأحزاب: 59].

 

3- أدب غض البصر، وكف العيون الخائنة من البحث عن العورات؛ قال تعالى: ﴿ قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ * وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ ﴾ [النور: 30، 31]، فغضُّ البصر والسمع عما يثير الغرائز والشهوات من أغانٍ ماجنة، وأفلام عاهرة، وصور عارية - نجاةٌ للعبد وراحة لقلبه وعقله؛ لأن مدَّ البصر والسمع للشهوات هي الخطوات الأولى التي يقود بها الشيطان أولياءه للوقوع في الزنا.

 

لأن ما تراه العين ينتقش في القلب، ويظل يلحُّ على الإنسان حتى يوقعه فيما يغضب الله عز وجل؛ يقول الشاعر:

كل الحوادث مبدأها من النظرِ
ومعظم النار من مُستصغر الشررِ
كم نظرة فتكت في قلب صاحبها
فَتْكَ السهامِ بلا قوس ولا وترِ
والمرء ما دام ذا عينٍ يقلبها
في أعين الغِيْدِ موقوف على الخطرِ
يسر مقلته ما ضرَّ مهجتَه
لا مرحبًا بسرورٍ عاد بالضررِ

 

ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((العينان تزنيان، واليدان تزنيان، والرجلان تزنيان، ويصدِّق ذلك أو يكذِّبه الفَرْجُ))؛ [مسند أحمد].

 

4- عدم الخلوة بين الرجل والمرأة غير ذات المَحْرَمِ طهارة لقلوبهم وقلوبهن؛ قال الله تعالى: ﴿ وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ ﴾ [الأحزاب: 53]، وفي الحديث الصحيح قول النبي صلى الله عليه وسلم محذِّرًا: ((ولا يخلونَّ رجلٌ بامرأة؛ فإن الشيطان ثالثهما))؛ [مسند أحمد].

 

وأخطر الخلوة تكون من الأقرباء؛ لأن دخولهم على البيت معتادٌ من غير نكير، فكان الخطر منهم أكبر والفتنة أمكن؛ لذا قال صلى الله عليه وسلم: ((إياكم والدخول على النساء، فقال رجل من الأنصار: يا رسول الله، أفرأيت الحمو؟ قال: الحمو الموت))؛ [متفق عليه]، والحمو: هو قريب الزوج.

 

5- المباعدة بين مجالس الرجال ومجالس النساء حتى في المساجد دور العبادة، فللرجال أماكنهم وللنساء أماكنهن.

 

6- منع الاختلاط المحرم في أماكن التعليم والعمل وكل مجال يقود إلى الفتنة.

 

7- تيسير سبل الزواج؛ قال الله تعالى: ﴿ وَأَنْكِحُوا الْأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ ﴾ [النور: 32]، والتزام العفاف لمن لا يقدر على تكاليف النكاح؛ قال تعالى: ﴿ وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ نِكَاحًا حَتَّى يُغْنِيَهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ ﴾ [النور: 33]، فمن عفَّ عن الحرام خوفًا من الله تعالى، أغناه الله تعالى ورزقه الحلال، فمن ترك شيئًا لله، عوَّضه الله خيرًا منه.

 

8- التزام الاستئذان والاستئناس؛ حتى لا تقع عين المسلم على عورات أو تلتقيَ بمفاتن.

 

9- تجنب الحديث عن الفواحش وأصحابها؛ لأن كثرة أخبارها تدعو النفوس إلى التهاون بها واستسهالها، ولا تزال تتكرر حتى تصير متداولة مألوفة غير مستنكرة؛ وقد قال الله تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ﴾ [النور: 19].

 

10- تجنب أصدقاء السوء الذين يزينون الحرام، ويتكلمون في الحرام، ويستسهلون الحرام، ويدلون عليه، فكم من صالح وصالحة من أسرة طيبة فسد وفسدت حياته بسبب صديق أو صديقة فاسدة! فصديق السوء ﴿ كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلْإِنْسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكَ ﴾ [الحشر: 16].

 

خطورة الزنا وعقوبته:

بعد أن عرفنا أسباب الزنا والوقاية منه، علينا أن نعرف خطورة الزنا وعقوبته، فهو جريمة عظيمة تعدل القتل في الشناعة وسوء المصير، فالزاني المحصَن إذا ثبت زناه استُبيح دمه، فكان مثله في الحكم عليه مثل المرتد ومثل قاتل النفس؛ يقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((لا يحل دم امرئ مسلم إلا بإحدى ثلاث: الثيب الزاني، والنفس بالنفس، والتارك لدينه المفارق للجماعة))، أيها المسلمون ليس هناك أكبر من هذه الجرائم الثلاث؛ لذلك كان الفاعل لواحدة منها مستباح الدم.

 

ولخطورة الزنا جاء مقرونًا في القرآن الكريم بالشرك والقتل، ووعد الله فاعله بمضاعفة العذاب عليه إلا أن يتوب من جرمه؛ قال الله تعالى: ﴿ وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا * يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا * إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا ﴾ [الفرقان: 68 - 70].

 

ولقد اقترن حال الزاني بحال المشرك في كتاب الله؛ قال الله تعالى: ﴿ الزَّانِي لَا يَنْكِحُ إِلَّا زَانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً وَالزَّانِيَةُ لَا يَنْكِحُهَا إِلَّا زَانٍ أَوْ مُشْرِكٌ وَحُرِّمَ ذَلِكَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ ﴾ [النور: 3]، وليس هذا عجيبًا؛ لأن آثار الزنا وعواقبه وخيمة جدًّا على الفرد والجماعة، وعلى الزاني والزانية، وعلى زوجها وأهلها وولدها، وما ينتج عن السفاح من حمل، فهو جناية عليه وعلى المجتمع بأسره، فكم دمر الزنا بيوتًا وهدم مجتمعات! وكم أذلَّ من أناس! وكم أدخل على أناس من ليس منهم! وكم أخذ من الميراث من ليس له حق فيه! حتى قال الإمام أحمد رحمه الله تعالى: "لا أعلم بعد القتل ذنبًا أعظم من الزنا"؛ ومن ثَمَّ لا يجتمع الزنا والإيمان؛ فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن ...))؛ [متفق عليه].

 

فالزاني والزانية قد يذهب إيمانه فلا يعود إليه بعد أن يخرج منه، فكم من زناة وزوانٍ تغير حالهم بعد الزنا من الإيمان إلى الكفر أو إلى النفاق، فلم يفلحوا أبدًا!

 

ومن العقوبة أيضًا أن يذوق الزاني ذلَّ تلك المعصية في أهله؛ لأنه دَيْنٌ لا بد من أدائه؛ فقد جاء في الحديث الذي رواه الطبراني عن ابن عمر رضي الله تعالى عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((بَرُّوا آباءكم تبرَّكم أبناؤكم، وعفُّوا تعفَّ نساؤكم))[1]، فيا من يحاول الوقوع في الزنا، أو وقع فيه ولم يتب، كن على يقين وثقة بأن ساعة القصاص قريبة، وأن الديان موجود، فكما تدين تدان، وبالكيل الذي تكيل به لغيرك تكتال لنفسك، فالجزاء من جنس العمل ولو بعد حين؛ قال الشاعر الحكيم في هذا الموضوع:

عفوا تعف نساؤكم في المحرمِ
وتجنبوا ما لا يليق بمسلمِ
من يزنِ يُزنَ به ولو بجداره
إن كنت يا هذا لبيبًا فافهمِ
إن الزنا دين فإن أقرضته
كان الوفا من أهل بيتك فاعلمِ
ولرب من يزني بألفي درهم
في بيته يُزنى بغير الدرهمِ

 

حد الزنا:

إن دين الإسلام - وهو دين الرحمة والرأفة حتى مع الحيوان - وقف موقفًا شديدًا مع هؤلاء الزناة والزواني، فكان حد وعقوبة الزنا في الإسلام من أشد الحدود والعقوبات المقررة في شريعتنا؛ نظرًا لفداحة هذا الجرم، فكان عقوبة الزاني المحصن وكذلك المرأة المحصنة - الرجمَ بالحجارة حتى الموت، وهذا الثابت بصحيح السنة، وعقوبة الزاني غير المحصن وكذا المرأة غير المحصنة الجلد مائة جلدة، كما ورد ذلك في القرآن مع الوصية بعدم الرحمة بهما، والأمر بأن تكون العقوبة على الملأ؛ زيادة في الفضيحة لمن تجرأ على هتكِ هذه الحرمة، وتحذيرًا لمن يشاهد إقامة الحد من الوقوع في هذه الفاحشة؛ وذلك لأن التهاون بالزنا والرأفة بالزناة ممن ثبت زناهم وتحققت جنايتهم - إنما هو ضياع وتدمير للمجتمع، ونشر للرذيلة والفساد، وضياع للآداب الإنسانية، وضياع للضمير البشري، إن القسوة في الحد هي الرأفة بالمجتمع، وتطهير له مما ينتظره من شيوع الفواحش التي تُهلِكُ المجتمعات، وتفسد الفطرة والأخلاق والأنساب والأرواح والأجساد.

 

فكل قوم يظهر فيهم هذا الداء، فقد استحقوا عذاب الله؛ يقول النبي صلى الله عليه وسلم فيما أخرجه الطبراني من حديث ابن عباس رضي الله عنهما: ((إذا ظهر الزنا والربا في قرية، فقد أحلوا بأنفسهم عذاب الله))؛ أي: استحقوه، فهو نازل لا محالة فلينتظروه، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((لم تظهر الفاحشة في قوم قط حتى يعلنوا بها، إلا فشا فيهم الطاعون والأوجاع التي لم تكن مضت في أسلافهم الذين مضَوا))؛ [مستدرك الحاكم].

 

ولقد صدق وحي النبوة، فظهرت أمراض كثيرة وأوبئة خطيرة اليوم بسبب الزنا لم تُعرف في أسلافنا الذين مضَوا كالزهري والسيلان، والهربس والإيدز والقرحة، تلك الموبقات المهلكات.

 

وما ظهر الزنا في أسرة إلا تكاثرت عليها الأمراض والموت، والفقر والذلة، والضَّعَة والهوان.

أما ما ينتظر الزناة في الآخرة، فإنه أمر عظيم يناسب هذا الجرم العظيم، كما أن للزناة عذابًا خاصًّا ذكره صلى الله عليه وسلم في رؤيا رآها؛ حيث يقول كما عند البخاري من حديث سمرة بن جندب: ((... فانطلقنا فأتينا على مثل التَّنُّور، أعلاه ضيق وأسفله واسع، فيه لَغَطٌ وأصوات، قال: فاطلعنا فيه، فإذا فيه رجال ونساء عراة، فإذا هم يأتيهم لهب من أسفل منهم، فإذا أتاهم ذلك ضَوضَوا - أي: صرخوا - فقلت: من هؤلاء يا جبريل؟ قال: هؤلاء الزناة والزواني))، كما يبين صلى الله عليه وسلم في حديث آخر عن رؤيا أخرى رآها أن أصحاب هذه المعصية الخبيثة الكريهة هم أخبث وأكره الناس رائحة يوم القيامة؛ يقول صلى الله عليه وسلم كما في حديث أبي أمامة: ((... ثم انطلقا بي، فإذا بقوم أشد شيء انتفاخًا وأنتنه ريحًا كأن ريحهم المراحيض، قلت: من هؤلاء؟ قال: هؤلاء الزانون والزواني)).

 

فمن عرف مخاطر الزنا ومصيره السيئ الوخيم في الدنيا والآخرة، فعليه أن يفرَّ بنفسه من مواطن الفحشاء ودواعيها، وينأى بنفسه عن أسبابها مستعينًا ومستعيذًا بالله، فالمعصوم من عصمه الله، والمعافى من عافاه الله، فنسأل الله العفو والعافية، اللهم جنبنا السوء والفحشاء وسوء الأخلاق، اللهم اهدنا واهدِ بنا، واجعلنا هداةً مهتدين بمنِّك وكرمك يا رب العالمين.



[1] وضعفه الألباني في السلسلة الضعيفة.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • عقوبة الزنا واللواط
  • تحريم الزنا وأسبابه
  • ولا تقربوا الزنا (خطبة)
  • خطبة عن تحريم الزنا
  • الوقاية خير من العلاج
  • الغناء رقية الزنا (خطبة)

مختارات من الشبكة

  • الغضب: أنواعه ومخاطره وسبل الوقاية منه(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الغش: حقيقته ومخاطره وأنواعه وسبل الوقاية منه(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الحسد: حقيقته ومخاطره وسبل الوقاية منه (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الغفلة: مفهومها ومخاطرها وسبل الوقاية منها(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الفرقة بين الناس: مخاطرها وسبل الوقاية منها(مقالة - آفاق الشريعة)
  • برنامج مخاطر التمويل والاستثمار: الأدوات والحلول الشرعية لتقليل المخاطر أو تفاديها (PDF)(كتاب - آفاق الشريعة)
  • تخبط الشيطان بالمسلم عند الموت، وسبل الوقاية منه(محاضرة - موقع الشيخ عبدالرحمن بن سعد الشثري)
  • تخبط الشيطان بالمسلم عند الموت، وسبل الوقاية منه (خطبة)(مقالة - موقع الشيخ عبدالرحمن بن سعد الشثري)
  • خطبة: وسائل السلامة في الحج وسبل الوقاية من الأضرار بإذن الله(مقالة - آفاق الشريعة)
  • وسائل السلامة في الحج وسبل الوقاية من الأضرار بإذن الله وعشر ذي الحجة (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)

 


تعليقات الزوار
1- شكر
فاطمه وفا علي - مصر 14-11-2021 02:06 PM

جزاك الله خيرا ونفع الله بك أنا افتخر بك طوال حياتي

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • أزناكايفو تستضيف المسابقة السنوية لحفظ وتلاوة القرآن الكريم في تتارستان
  • بمشاركة مئات الأسر... فعالية خيرية لدعم تجديد وتوسعة مسجد في بلاكبيرن
  • الزيادة المستمرة لأعداد المصلين تعجل تأسيس مسجد جديد في سانتا كروز دي تنريفه
  • ختام الدورة التاسعة لمسابقة "جيل القرآن" وتكريم 50 فائزا في سلوفينيا
  • ندوة في سارنيتسا تبحث تطوير تدريس الدين الإسلامي وحفظ التراث الثقافي
  • مشروع للطاقة الشمسية وتكييف الهواء يحولان مسجد في تيراسا إلى نموذج حديث
  • أكثر من 5000 متطوع مسلم يحيون مشروع "النظافة من الإيمان" في زينيتسا
  • في حفل مميز.. تكريم المتفوقين من طلاب المسلمين بمقاطعة جيرونا الإسبانية

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/1/1447هـ - الساعة: 15:10
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب