• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    الكتاب والسنة بفهم سلف الأمة الصالح
    د. ضياء الدين عبدالله الصالح
  •  
    الصلاة
    تركي بن إبراهيم الخنيزان
  •  
    من أقوال السلف في أسماء الله الحسنى: الغني
    فهد بن عبدالعزيز عبدالله الشويرخ
  •  
    فضل صيام شهر المحرم
    نورة سليمان عبدالله
  •  
    عاشوراء بين السنة والبدعة (خطبة)
    عبدالكريم الخنيفر
  •  
    دعاء الاستخارة
    الشيخ محمد جميل زينو
  •  
    فضول الكلام (خطبة)
    الشيخ د. إبراهيم بن محمد الحقيل
  •  
    آداب المسجد (خطبة)
    يحيى بن إبراهيم الشيخي
  •  
    الهجرة النبوية: انطلاقة حضارية لبناء الإنسان ...
    د. ثامر عبدالمهدي محمود حتاملة
  •  
    تفسير قوله تعالى: ﴿وكأين من نبي قاتل معه ربيون ...
    سعيد مصطفى دياب
  •  
    خطبة: تربية الشباب على حسن الخلق
    عدنان بن سلمان الدريويش
  •  
    الإسلام منهج يقبل الآخر ويتعايش مع غير المسلمين
    الشيخ ندا أبو أحمد
  •  
    يا ابن آدم، لا تكن أقل فقها من السماوات والأرض ...
    د. هيثم بن عبدالمنعم بن الغريب صقر
  •  
    حقوق البنات
    د. أمير بن محمد المدري
  •  
    لا تنشغل بحطام زائل
    محمد بن عبدالله العبدلي
  •  
    فقه يوم عاشوراء
    د. عبدالعزيز بن سعد الدغيثر
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / مقالات شرعية / الحديث وعلومه
علامة باركود

شرح حديث جبريل وسؤاله عن الإسلام والإيمان والإحسان (8)

شرح حديث جبريل وسؤاله عن الإسلام والإيمان والإحسان (8)
سماحة الشيخ محمد بن صالح العثيمين

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 20/1/2020 ميلادي - 25/5/1441 هجري

الزيارات: 10050

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

شرح حديث جبريل وسؤاله عن الإسلام والإيمان والإحسان

- 8 -

 

[الإيمان بالقدر خيره وشره]

وقوله: «وأن تؤمن بالقدر خيره وشرِّه»: هذا الركن السادس.

والقدر هو تقدير الله سبحانه وتعالى لِمَا يكون إلى يوم القيامة؛ وذلك أن الله سبحانه وتعالى خلق القلم فقال له اكتب، قال: ربي وما أكتب؟ قال: اكتب ماهو كائن؟ فجرى في تلك الساعة بما هو كائن إلى يوم القيامة.

 

فما أصاب الإنسان لم يكن ليخطئه، وما أخطاءه لم يكن ليصيبه، وقد ذكر الله هذا في كتابه إجمالًا فقال: ﴿ أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاءِ وَالأَرْضِ إِنَّ ذَلِكَ فِي كِتَابٍ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ ﴾ [الحج: 70]، وقال تعالى: ﴿ مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الأَرْضِ وَلَا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ ﴾ [الحديد: 22]، من قبل أن نبرأها؛ أي: من قبل أن نخلقها؛ أي: من قبل أن نخلق الأرض، ومن قبل أن نخلق أنفسكم، ومن قبل أن نخلق المصيبة، فإن الله كتب هذا من قبل خلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة.

 

قال أهل العلم: ولا بد للإيمان بالقدر من أن تؤمن بكل مراتبه الأربع:

المرتبة الأولى: أن تؤمن بأن الله سبحانه وتعالى عليم بكل شيء.

وهذا كثير في الكتاب العظيم، يذكر الله عموم علمه بكل شيء؛ كما قال الله تعالى: ﴿ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاَطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا ﴾ [الطلاق: 12]، ولقوله تعالى: ﴿ وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا وَلَا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الأَرْضِ وَلَا رَطْبٍ وَلَا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ ﴾ [الأنعام:59].

 

المرتبة الثانية: أن تؤمن بأن الله تعالى كتب مقادير كل شيء إلى قيام الساعة، كتبه قبل خلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة.

 

فكل شيء كائن فإنه مكتوب قد انتُهيَ منه، جفَّت الأقلام وطُويَت الصحف، فما أصابك لم يكن ليخطئك، وما أخطأك لم يكن ليصيبك، فإذا أصابك شيء لا تقل: لو فعلت كذا ما أصابني؛ لأن هذا الشيء مكتوب لابد أن يقع كما كتب سبحانه وتعالى، فلا مَفَرَّ منه مهما عملت، فالأمر سيكون على ما وقع لا يتغيَّر أبدًا؛ لأن هذا أمر قد كُتب.

 

فإن قال قائل: ألم يكن قد جاء في الحديث: «من أحب أن يُبسَطَ له في رزقه، ويُنسأ له في أثَرِه، فلْيَصِل رَحِمَه»؟

فالجواب: بلى قد جاء هذا، ولكن الإنسان الذي قد بُسط له في رزقه ونُسِئ له في أثره من أجل الصلة، قد كُتب أنه سيصلُ رحمه، وأنه سيُبسط له في الرزق، وأنه سيُنسأ له في الأثر، لابد أن يكون الأمر هكذا، ولكن الرسول عليه الصلاة والسلام قال: «من أحب أن يُبسط له في رزقه ويُنسأ له في أثره»، الحديث، من أجل أن نُبادر ونسارع في صلة الرحم، وإلا فهو مكتوب أن الرجل سوف يصل رحمه ويحصل له هذا الثواب، أو أنه لن يصل رحمه ويحرم من هذا الثواب، أمرٌ منته، لكن أخبرنا الرسول عليه الصلاة والسلام بهذا من أجل أن نحرص على صلة الرحم.

 

واعلم أن الكتابة في اللوح المحفوظ يعقبها كتابات أُخَر؛ منه: أن الجنين في بطن أمه إذا تم له أربعة أشهر أرسل الله إليه ملَكًا موكَّلًا بالأرحام فينفخ فيه الروح ويُؤمر بأربع كلمات: بكتب رزقه، وأجله، وعمله، وشَقيٌّ أم سعيد، فيكتبُ ذلك.

 

وهذه الكتابة غير الكتابة في اللوح المحفوظ، هذه كتابة في مقتبل عمر الإنسان؛ ولهذا يسميها العلماء: الكتابة العُمرية؛ يعني نسبة للعُمر.

 

كذلك: هناك كتابة أخرى تكون في كل سنة، وهي في ليلة القدر، فإن ليلة القدر يكتب الله فيها ما يكون في تلك السنة، كما قال الله تعالى: ﴿ إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ * فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ ﴾ [الدخان: 3، 4]، ﴿ يُفْرَقُ ﴾؛ أي: يُبيَّن ويُفصَّل؛ ولهذا سُميت ليلة القدر.

 

المرتبة الثالثة للإيمان بالقدر: أن تؤمن بأن كل شيء فهو بمشيئة الله، لا يخرج عن مشيئته شيء.

ولا فرق بين أن يكون هذا الواقع مما يختص الله به، كإنزال المطر وإحياء الموتى وما أشبه ذلك، أي مما يعلمه الخلق؛ كالصلاة والصيام وما أشبهها، فكل هذا بمشيئة الله، قال الله تعالى: ﴿ لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ * وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ ﴾ [التكوير: 28، 29].

 

وقال الله تعالى: ﴿ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلَ الَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَلَكِنِ اخْتَلَفُوا فَمِنْهُمْ مَنْ آمَنَ وَمِنْهُمْ مَنْ كَفَرَ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلُوا وَلَكِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ ﴾ [البقرة: 253]، فبيَّن الله سبحانه وتعالى لنا أنه لا مشيئة لنا إلا بمشيئة الله، وأن أفعالنا واقعة بمشيئة الله؛ ﴿ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلُوا ﴾، ولكن كل شيء فإنه واقع بمشيئة الله، فلا يكون في ملكه ما لا يشاء أبدًا.

 

ولهذا أجمع المسلمون على هذه الكلمة العظيمة: «ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن».

 

وأما المرتبة الرابعة: فهي الإيمان بأن كل شيء مخلوق لله؛ لقول الله تبارك وتعالى: ﴿ اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ ﴾ [الزمر: 62]، وقال تعالى: ﴿ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيرًا ﴾ [الفرقان: 2]

 

فكل شيء واقع فإنه مخلوق لله عز وجل، فالإنسان مخلوق لله وعمله مخلوق لله، قال الله عن إبراهيم عليه الصلاة والسلام وهو يُخاطب قومه: ﴿ وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ ﴾ [الصافات: 96]، ففعل العبد مخلوق لله، لكن المباشر للفعل هو العبد وليس الله، لكن الله هو الذي خلق هذا الفعل ففعله العبد، فهو منسوب لله خلقًا ومنسوب إلى العبد كَسْبًا وفعلًا، فالفاعل هو العبد والكاسب هو العبد، والخالق هو الله.

 

فكل شيء مما يحدث فإنه مخلوق لله عز وجل؛ لكن ما كان من صفات الله فليس بمخلوق، فالقرآن مثلًا أنزله الله على محمد صلى الله عليه وسلم لكنه ليست بمخلوق؛ لأن القرآن كلام الله، وكلام الله صفة من صفاته سبحانه، ليست مخلوقة.

هذه مراتب أربعٌ للإيمان بالقدر؛ يجب أن تؤمن بها كلها، وإلا فإنك لم تؤمن بالقدر.

 

وفائدة الإيمان بالقدر عظيمة جدًّا؛ لأن الإنسان إذا علم أن الشيء لابد أن يقع كما أمر الله، استراح، فإذا أُصيب بضراء صَبَر، وقال: هذا من عند الله، وإن أُصيب بسرَّاء شَكَر، وقال: هذا من عند الله.

 

وقد ثبت عن النبي عليه الصلاة والسلام أنه قال: «عجبًا لأمر المؤمن إنَّ أمْرَهُ كلُهَّ خير، إن أصابته سرَّاء شكر فكان خيرًا له، وإن أصابته ضرَّاء صبر فكان خيرًا له»؛ لأن المؤمن يؤمن أن كل شيء بقضاء الله، فيكون دائمًا في سرور، ودائمًا في انشراح؛ لأنه يعلم أن ما أصابه فإنه من الله، إن كان ضرَّاء صبر وانتظر الفرج من الله ولجأ إلى الله تعالى في كشف هذه الضراء، وإن كان سرَّاء شكر وحمد الله وعلم أن ذلك لم يكن بحوله ولا قوَّته لكن بفضل من الله ورحمة.

 

وقوله عليه الصلاة والسلام: «خيره وشرِّه»؛ الخيرُ ما ينتفع به الإنسان ويلائمه، من عِلمٍ نافع، ومالٍ واسعٍ طيِّب، وصحَّة، وأهل وبنين وما أشبه ذلك، والشرُّ ضدُّ ذلك، من الجهل والفقر والمرض وفقدان الأهل والأولاد وما أشبه هذا؛ كل هذا من الله سبحانه وتعالى، الخير والشر، فإن الله سبحانه يقدِّر الخير لحكمة ويقدِّر الشرَّ لحكمة؛ كما قال الله عز وجل: ﴿ وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُون ﴾ [الأنبياء: 35]. فإذا علم الله أن من الخير والحكمة أن يقدِّر الشر قدَّره لما يترتب عليه من المصالح العظيمة؛ كقوله تعالى: ﴿ ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ ﴾ [الروم: 41].

 

فإذا قال قائل: كيف تجمع بين قول النبي عليه الصلاة والسلام: «وأن تؤمن بالقدر خيره وشره»، وقوله صلى الله عليه وسلم: «الشر ليس إليك»؛ فنفى أن يكون الشرُّ إليه؟

فالجواب على هذا أن نقول: إن الشر المحض لا يكون بفعل الله أبدًا، فالشر المحض الذي ليس فيه خيرٌ لا حالًا ولا مآلًا لا يمكن أن يوجد في فعل الله أبدًا، هذا من وجه؛ لأنه حتى الشر الذي قدره الله شرًّا لابد أن يكون له عاقبة حميدة، ويكون شرًّا على قوم وخيرًا عل آخرين؛ أرأيت لو أنزل الله المطر مطرًا كثيرا فأغرق زرع إنسان، لكنه نفع الأرض وانتفعت به أمة، لكان هذا خيرًا بالنسبة لمن انتفع به، شرًّا لمن تضرر به، فهو خير من وجه وشر من وجه.

 

ثانيا: حتى الشرُّ الذي يقدِّره الله على الإنسان هو خير في الحقيقة؛ لأنه إذا صبر واحتسب الأجر من الله نال بذلك أجرًا أكثر بأضعاف مضاعفة مما ناله من الشر، وربما يكون سببًا للاستقامة ومعرفة قدر نعمة الله على العبد فتكون العاقبة حميدة؛ ولهذا ذُكِرَ عن بعض العابدات أنها أصيبت في أصبعها أو يدها فانجرحت فصبرت وشكرت الله على هذا وقالت: إن حلاوة أجرها أنستني مرارة صبرها!

 

ثم نقول: إن الشر في الحقيقة ليس في فعل الله نفسه، بل في مفعولاته، فالمفعولات هي التي فيها خير وشر، أما الفعل نفسه فهو خير؛ ولهذا قال الله عز وجل: ﴿ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ * مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ ﴾ [الفلق: 1، 2]؛ أي: من شرِّ الذي خلقه الله، فالشر إنما يكون في المفعولات لا في الفعل نفسه، أما فعل الله فهو خير؛ ويدلك لهذا أنه لو كان عندك مريض وقيل: إن من شفائه أن تكويَهُ بالنار، فكويْتَهُ بالنار، فالنار مؤلمة بلا شك، لكن فعلُك هذا ليس بشر، بل هو خير للمريض؛ لأنك إنما تنتظر عاقبة حميدة بهذا الكي، كذلك فعل الله للأشياء المكروهة والأشياء التي فيها شر، هي بالنسبة لفعله وإيجاده خير؛ لأنه يترتب عليها خير كثير.

 

فإن قال قائل: كيف تجمع بين هذا وبين قوله تعالى: ﴿ مَّآأَصَابَكَ مِن حَسَنَةٍ فَمِنَ اللهِ وَمَآ أَصَابَكَ مِن سَيِّئَةٍ فَمِن نَّفسِكَ ﴾ [النساء: 79]؟

فالجواب أن نقول: ﴿ مَا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللَّهِ ﴾؛ يعني: من فضله، هو الذي مَنَّ عليك بها أوَّلًا وآخرًا، ﴿ وَمَا أَصَابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ ﴾؛ أي: أنت سببها، وإلا فالذي قدَّرها هو الله، لكن أنت السبب؛ كما في قوله تعالى: ﴿ وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ ﴾ [الشورى: 30].

 

وخلاصة الكلام: أن كل شيء واقع فإنه بقدر الله، سواء كان خيرًا أم شرًّا.

 

المصدر: «شرح رياض الصالحين» (1 / 473 - 480)





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • شرح حديث جبريل وسؤاله عن الإسلام والإيمان والإحسان (1)
  • شرح حديث جبريل وسؤاله عن الإسلام والإيمان والإحسان (2)
  • شرح حديث جبريل وسؤاله عن الإسلام والإيمان والإحسان (3)
  • شرح حديث جبريل وسؤاله عن الإسلام والإيمان والإحسان (4)
  • شرح حديث جبريل وسؤاله عن الإسلام والإيمان والإحسان (5)
  • شرح حديث جبريل وسؤاله عن الإسلام والإيمان والإحسان (6)
  • شرح حديث جبريل وسؤاله عن الإسلام والإيمان والإحسان (7)
  • شرح حديث جبريل وسؤاله عن الإسلام والإيمان والإحسان (9)

مختارات من الشبكة

  • العناية بشروح كتب الحديث والسنة(مقالة - آفاق الشريعة)
  • عناية العلماء بالعقيدة الواسطية(مقالة - موقع د. علي بن عبدالعزيز الشبل)
  • الشيخ عبدالرحمن بن محمد السويلم في محاضرة بعنوان (العمل في زمن الفتنة)(مقالة - موقع الشيخ عبدالله بن عبدالعزيز بن عقيل العقيل)
  • فقه الإحسان (3): {هل جزاء الإحسان إلا الإحسان}(مقالة - موقع الشيخ إبراهيم بن محمد الحقيل)
  • شرح الحديث الثاني من الأربعين النووية: حديث مراتب الدين (الإحسان: معناه وأسباب تحقيقه)(محاضرة - مكتبة الألوكة)
  • سورة البقرة (4) الإسلام والإيمان والإحسان(مقالة - موقع الشيخ إبراهيم بن محمد الحقيل)
  • دليل مرتبة الإسلام والإيمان والإحسان من السنة(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الإيضاح والبيان في أركان الإسلام والإيمان والإحسان (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • الإسلام والإيمان والإحسان(مقالة - موقع أ.د. مصطفى مسلم)
  • التربية على أركان الإسلام والإيمان والإحسان (7)(مقالة - مجتمع وإصلاح)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • ختام الدورة التاسعة لمسابقة "جيل القرآن" وتكريم 50 فائزا في سلوفينيا
  • ندوة في سارنيتسا تبحث تطوير تدريس الدين الإسلامي وحفظ التراث الثقافي
  • مشروع للطاقة الشمسية وتكييف الهواء يحولان مسجد في تيراسا إلى نموذج حديث
  • أكثر من 5000 متطوع مسلم يحيون مشروع "النظافة من الإيمان" في زينيتسا
  • في حفل مميز.. تكريم المتفوقين من طلاب المسلمين بمقاطعة جيرونا الإسبانية
  • ندوة دولية في سراييفو تبحث تحديات وآفاق الدراسات الإسلامية المعاصرة
  • النسخة الثانية عشرة من يوم المسجد المفتوح في توومبا
  • تخريج دفعة جديدة من الحاصلين على إجازات علم التجويد بمدينة قازان

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 6/1/1447هـ - الساعة: 14:41
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب