• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    أربع هي نجاة الإنسان في الدنيا والآخرة (خطبة)
    د. أحمد بن حمد البوعلي
  •  
    وحدة المسلمين (خطبة)
    د. غازي بن طامي بن حماد الحكمي
  •  
    المسارعة إلى الاستجابة لأمر الله ورسوله صلى الله ...
    د. أمين بن عبدالله الشقاوي
  •  
    فوائد وأحكام من قوله تعالى: { إذ قال الله يا عيسى ...
    الشيخ أ. د. سليمان بن إبراهيم اللاحم
  •  
    نعمة الماء (خطبة)
    الشيخ محمد عبدالتواب سويدان
  •  
    تدبر خواتيم سورة البقرة
    د. محمد بن علي بن جميل المطري
  •  
    قال ما أظن أن تبيد هذه أبدا (خطبة)
    حسان أحمد العماري
  •  
    تحريم الإهلال لغير الله تبارك وتعالى
    فواز بن علي بن عباس السليماني
  •  
    مشاهد عجيبة حصلت لي!
    أ. د. عبدالله بن ضيف الله الرحيلي
  •  
    ملخص من شرح كتاب الحج (2)
    يحيى بن إبراهيم الشيخي
  •  
    الدرس السابع عشر: آثار الذنوب على الفرد والمجتمع
    عفان بن الشيخ صديق السرگتي
  •  
    خطبة: (ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب)
    الشيخ عبدالله محمد الطوالة
  •  
    سورة الكافرون.. مشاهد.. إيجاز وإعجاز (خطبة)
    د. صغير بن محمد الصغير
  •  
    من آداب المجالس (خطبة)
    الشيخ عبدالله بن محمد البصري
  •  
    خطر الميثاق
    السيد مراد سلامة
  •  
    أعظم فتنة: الدجال (خطبة)
    د. محمد بن مجدوع الشهري
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / منبر الجمعة / الخطب / مواضيع عامة
علامة باركود

خطبة: المحظوظ والمحروم

خطبة: المحظوظ والمحروم
أ. د. صالح بن علي أبو عراد

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 8/1/2020 ميلادي - 12/5/1441 هجري

الزيارات: 40184

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

خطبة: المحظوظ والمحروم[1]

 

الحمد لله الذي يقضي بالحق، ويحكم بالعدل، ويهدي من يشاء إلى صراط مستقيم، والصلاة والسلام التامان الأكملان على رسولنا ونبينا محمد بن عبدالله، الذي رسم للأمة نهج الهدى والصلاح، وبيَّن لها سبيل الفوز والفلاح، ودلَّها وأرشدها إلى كل ما من شأنه الرقي والنجاح، وعلى آله وصحابته الكرام رضي الله عنهم أجمعين.

 

أما بعد:

فيا عباد الله، اتقوا الله تعالى، واعلموا أن الخير بيده سبحانه يؤتيه من يشاء، ويصـرفه عمن يشاء، وأن الله على كل شيء قدير، واعلموا بارك الله فيكم أن مِن عدْلِ الله تعالى أنه لا يظلم الناس شيئًا؛ فلا يزيد في سيئاتهم، أو ينقص من حسناتهم، ولكن الناس هم الذين يظلمون أنفسهم بالكفر والمعصية، ومخالفة أوامر الله وإتيان نواهيه؛ يقول سبحانه: ﴿ إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ النَّاسَ شَيْئًا وَلَكِنَّ النَّاسَ أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ ﴾ [يونس: 44].

 

عباد الله، يجري على ألسنة الناس في حياتهم اليومية ترديد بعض العبارات التي منها: "فلان محظوظ"، و"فلان له حظ قوي"، و"فلان حظه طيب"، إلى غير ذلك من العبارات التي يقصد بها أن الإنسان نال ما تمنى، وتحقق له ما يريد، وعنده ما يطمع فيه وما يصبو إليه.

 

وفي المقابل يجري على ألسنة الناس قولهم: "فلان محروم"، و"فلان سـيئ الحظ"، و"فلان غير محظوظ"، ونحو ذلك من الأقوال التي يُقصَد بها أن الإنسان لم يحصل على حظه ونصيبه من أمر ما، ولم ينل ما يرغب فيه من شيء معين.

 

وبين هاتين الصفتين: المحظوظ، والمحروم، سيكون حديثنا وستكون خطبتنا لهذا اليوم، نسأل الله تعالى بفضله أن يجعلنا جميعًا من المحظوظين، وأن يكفيَنا من الحرمان في الدنيا والدين.

 

وقبل أن نتكلم عن بعض النماذج والأمثلة لكل حال من الحالين، فإن من الضـروري أن نوضح أن الحظ والنصيب حقيقة واقعة في حياة الإنسان، وأن إطلاق كلمة "حظ" يقصد بها: نصيب الإنسان وبخته وتوفيقه، وما قسمه الله سبحانه وتعالى، وما قدره له من الخير أو عليه من الشـر، والـمعنى أن الحظ قد يكون حسنًا، كما أنه قد يكون سيئًا، إلا أن غالب المقصود من كلمة "الحظ" يكون للدلالة على توفيق الإنسان أو عدم توفيقه في مختلف شؤون الحياة ومجرياتها.

 

وقد يتوقع الكثير أن المحظوظ من الناس هو ذلك الإنسان الذي كثُر ماله، أو علا منصبه، أو تعددت علاقاته، أو ارتقى نسبه، أو عظمت وظيفته، أو صفت معيشته، أو تحققت آماله، أو تيسـرت أمانيه، أو دامت أفراحه، والحقيقة أن هذا غير صحيح على وجه الإطلاق.

 

فالـمحظوظ الحقيقي من عباد الله هو الذي وفقه الله سبحانه وتعالى لعبادته على علم وبصيرة، وهو الذي يخاف الله جل جلاله ويراقبه في قوله وعمله ونيته، وسـره وعلانيته.

 

♦ والمحظوظ الحقيقي يا عباد الله من علِمَ وأيقن أن عزَّه وشـرفه لا يكون إلا بطاعة الله تعالى، والتزام شـريعته، والتمسك بأوامره سبحانه والبعد عن نواهيه، والتحلي في كل جوانب الحياة بهدي الدين القويم؛ قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾ [الأحزاب: 70، 71].

 

♦ المحظوظ الحقيقي من دفع السيئةَ بالحسنة؛ وقابل الإساءة بالإحسان؛ لأن هذا باب عظيم من أبواب دحـر الشيطان ومكره، والقضاء على العداوات والخصومات؛ قال سبحانه: ﴿ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ * وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ ﴾ [فصلت: 34، 35].

 

♦ المحظوظ الحقيقي من عباد الله تعالى هو صاحب القلب الكبير، الذي يعفو عمن ظلمه، ويتجاوز عمن أخطأ عليه، ويصبر على أذى إخوانه وجيرانه ومن حوله، ويلتمس لهم العذر، فلا يحمل في نفسه عليهم حقدًا ولا حسدًا ولا كراهية؛ لأنه من الصابرين الصادقين المتواضعين الذين غسلوا قلوبهم من الأدران والأحقاد؛ فكانوا بفضل الله تعالى وكرمه من أصحاب الحظ العظيم.

 

♦ المحظوظ الحقيقي هو من وفقه الرب سبحانه للعمل الصالح وقبضه عليه؛ فتكون خاتمته حسنةً وحظه عظيمًا؛ جاء عن أنس أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إذا أراد الله بعبد خيرًا استعمله، قالوا: وكيف يستعمله؟ قال: يوفقه لعمل صالح قبل موته ثم يقبضه عليه))؛ [رواه الإمام أحمد].

 

♦ المحظوظ الحقيقي من عباد الله تعالى هو الذي يحبه ربه سبحانه ثم يحبه أهل السماء، ثم يضع الله تعالى له القبول في الأرض بين خلقه؛ لأنه من عباد الله الصالحين الذين يسعون في الأرض بالخير، ويدعون إليه، ويوجهون الناس إلى فعله، ويرشدونهم إلى سبيله، ويحبون لهم الخير كما يحبونه لأنفسهم؛ فعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((إذا أحب الله العبد، نادى جبريل: إن الله يحب فلانًا فأحِبِبْهُ، فيحبه جبريل، فينادي جبريل في أهل السماء: إن الله يحب فلانا فأحبوه، فيحبه أهل السماء، ثم يُوضَع له القبول في الأرض))؛ [رواه البخاري ومسلم].

 

♦ المحظوظ الحقيقي هو الإنسان الـملتزم بأداء الفرائض، والذي يحرص بعد ذلك على أداء النوافل قدر المستطاع، فلا يتهاون في أداء السنن، ولا يهمل صيام التطوع، ولا يحرم نفسه من أجر الذكر والدعاء والصدقة، وفعل الخير ولو كان قليلًا؛ فقد صح في الحديث: ((ما تقرب إليَّ عبدي بشيء أحبَّ إليَّ مما افترضته عليه، وما يزال عبدي يتقرب إليَّ بالنوافل حتى أحبه))؛ [رواه البخاري].

 

♦ المحظوظ الحقيقي هو الذي تحلى بمكارم الأخلاق ومحاسن الصفات وجميل الخصال في قوله وعمله، وعند تعامله مع من يعرف ومن لا يعرف؛ قال صلى الله عليه وسلم: ((يا أبا ذَرٍّ، ألا أدلك على خصلتين هما أخف على الظهر، وأثقل في الميزان من غيرهما؟ قال: بلى يا رسول الله، قال: عليك بحسن الخلق، وطول الصمت، فوالذي نفس محمد بيده، ما عمل الخلائق بمثلهما))؛ [رواه البزار والطبراني وأبو يعلى].

 

♦ المحظوظ من الناس من كان موفقًا للإكثار من ذكر الله سبحانه على الدوام، فهو لا يكاد يتوقف عن التسبيح والتحميد، والتكبير والتهليل والاستغفار، فتكون له جبال من الحسنات.

 

♦ المحظوظ من اجتهد في المحافظة على ركعتي الضحى؛ لتكون صدقةً عن (360) عضوًا في جسده.

 

♦ المحظوظ من الناس من بَرَّ والديه، ووصل رحمه، وأحسن إلى جيرانه، وعطف على الفقراء والمساكين، ومد يد العون والمساعدة بما يستطيع للمحتاجين؛ ابتغاءَ ما عند رب العالمين، والله سبحانه لا يضيع أجر من أحسن عملًا.

 

♦ المحظوظ من حافظ على قراءة آية الكرسي بعد كل صلاة، وأكَثَرَ في ليلة ويوم الجمعة من الصلاة والسلام على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم.

 

♦ المحظوظ من قال حين يسمع النداء: ((اللهم رب هذه الدعوة التامة، والصلاة القائمة، آتِ محمدًا الوسيلة والفضيلة، وابعثه مقامًا محمودًا الذي وعدته))؛ ليكون ممن تحل له شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم يوم القيامة.

 

♦ المحظوظ من عباد الله تعالى هو الذي وفقه الله تعالى لعمل صالح يقوم به في هذه الحياة ابتغاءَ مرضاة الله تعالى؛ فيجري ثوابه عليه بعد الممات وهو في قبره؛ فلا ينقطع عنه الثواب، ولا يُحرم من مضاعفة الحسنات والأجر؛ لما جاء في حديث أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((سبعٌ يجري للعبد أجرَهن وهو في قبره بعد موته: من عَلَّم علمًا، أو أجرى نهرًا، أو حفر بئرًا، أو غرس نخلًا، أو بنى مسجدًا، أو ورث مصحفًا، أو ترك ولدًا يستغفر له بعد موته))؛ [حسنه الألباني رحمه الله في صحيح الجامع برقم: 3596].

 

وبعدُ، فهذه نماذج مختلفة للمحظوظين من عباد الله تعالى، نسأل الله أن يوفقنا جميعًا إلى طاعته ورضاه، وأن نكون من أصحاب الحظ العظيم.

أقول قولي هذا وأستغفر الله تعالى لي ولكم من كل ذنب وخطيئة، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.

 

الخطبة الثانية

الحمد لله الذي من اعتمد عليه كفاه، ومن لاذ به وقاه، أحمده سبحانه وأشكره، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله وحبيبه وخليله ومصطفاه، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه، ومن دعا بدعوته واهتدى بهداه.

 

أما بعد:

فقد تحدثنا في الخطبة الأولى عن الحظ والـمحظوظين من عباد الله تعالى، وسنركز الحديث في هذه الخطبة عن الحرمان والـمحرومين، نسأل الله تعالى السلامة من الحرمان والنقصان والخِذلان في ديننا ودنيانا.

 

عباد الله، تطلق صفة "المحروم" على من حرم نفسه بقصد أو بغير قصد من التلذذ والتنعم بنعمة من نِعَمِ الله تعالى الـمتاحة له، أو فقدها، أو فرط في حظه منها؛ فكان محرومًا من أجرها وثوابها، وفاقدًا لحلاوتها وطعمها وأنسها.

 

وعلى الرغم من أن كثيرًا من الناس يظن أن معنى الحرمان محصور في حرمان المال، أو الجاه، أو الولد، أو الوظيفة، أو المنزلة، أو الأمور المادية المختلفة وما في حكمها؛ فإن حقيقة الحرمان تتجاوز ذلك إلى غيره.

 

فالمحروم الحقيقي من الناس هو من افتقد نعمةَ الإيمان وطمأنينته، ولم يسعد بحلاوته وأنسه وطعمه؛ الذي يقول عنه الرسول صلى الله عليه وسلم في حديث ابن عباس رضي الله عنهما: ((ذاق طعمَ الإيمان من رضيَ بالله ربًّا، وبالإسلام دينًا، وبمحمدٍ رسولًا))؛ [رواه مسلم]؛ لأن للإيمان لذة يشـعر بها المؤمن ويذوقها، فيا لسعادة من نال منها بحظ وافر! نسأل الله تعالى من فضله.

 

♦ المحروم الحقيقي هو من جهل شـرع الله سبحانه، وتغافل عن هديِ نبيه صلى الله عليه وسلم، وأعرض عن ذكر الله تعالى، وأشقى نفسه باتباع الهوى، واقتراف المعاصـي والآثام، ولم يتورع عن اللذات والشهوات الدنيوية المحرمة؛ قال سبحانه: ﴿ وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى ﴾ [طه: 124].

 

♦ المحروم الحقيقي من الناس هو من عاش أيامه ولياليه في غفلة الدنيا، وبذل لأجلها عمره وصحته وماله ووقته وكل ما يملك، ثم لم يخرج من ذلك بشيء؛ قال جل من قائل: ﴿ وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُورًا ﴾ [الفرقان: 23].

 

♦ والمحروم من عباد الله هو من حُرِمَ التلذذ بذكر الله تعالى بلسانه وقلبه، وهي من أسهل العبادات وأعظمها أجرًا وثوابًا عند الله سبحانه.

 

♦ المحروم هو الذي يعلم أن من قرأ الآيتين الأخيرتين من سورة البقرة في ليلة كفتاه، ثم لا يحافظ عليها، ولا يحرص على قراءتهما، وهي لا تستغرق دقيقةً واحدةً.

 

♦ المحروم من الناس من يعلم أن من استغفر للمؤمنين والمؤمنات، الأحياء منهم والأموات، كتب الله له بكل مؤمن حسنة، وبكل مؤمنة حسنة - ثم يغفل عن ذلك ولا يستغفر لنفسه ولا لغيره؛ فيحرم نفسه من حسنات لا تُعَدُّ ولا تُحصى.

 

♦ المحروم الحقيقي هو من تمر ساعات اليوم والليلة - وربما مر اليوم واليومين وربما أكثر من ذلك - ولم يقرأ فيها شيئًا من القرآن الكريم الذي أخبرنا الحديث الشـريف أنها عبادة عظيمة؛ فعن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((من قرأ حرفًا من كتاب الله، فله به حسنة، والحسنة بعشـر أمثالها))؛ [رواه الترمذي، وقال: حديث حسن صحيح].

 

وليس هذا فحسب؛ فقد جاء في الحث على قراءة القرآن الكريم ما صح عن أبي أمامة الباهلي أنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((اقرؤوا القرآن؛ فإنه يأتي يوم القيامة شفيعًا لأصحابه))؛ [رواه مسلم].

 

♦ المحروم من عباد الله من عرف أنه إذا قرأ آية الكرسي بعد كل صلاة، لا يمنعه من دخول الجنة إلا أن يموت - فيغفل عن ذلك، ويستعجل في القيام ومغادرة مصلاه بعد أداء الفريضة، ولا يقرأ هذه الآية العظيمة، ولا يحظى بثواب قراءتها، وهي أعظم آية في كتاب الله العظيم.

 

♦ المحروم من الناس من تمر به ساعات الليل بطولها، وهو لم يصلِّ الوتر ركعةً واحدةً، في الوقت الذي صحَّ فيه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قوله: ((إن الله أمدكم بصلاة هي خير لكم من حمرِ النَّعَمِ، قلنا: يا رسول الله، ما هي؟ قال: الوتر، ما بين صلاة العشاء إلى طلوع الفجر))؛ [رواه الإمام أحمد، وأبو داود، والترمذي].

 

♦ المحروم من دخل بيته أو مسجده، فلم يسلم على أهله أو من فيه، وهو يعلم أن أنس بن مالك قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يا بني، إذا دخلت على أهلك فسلِّمْ، يكن بركةً عليك وعلى أهل بيتك))؛ [رواه الترمذي، وقال الألباني في صحيح الترغيب والترهيب: حسن لغيره].

 

♦ المحروم من العباد من يعلم أن قول: ((سبحان الله وبحمده، عدد خلقه، ورضا نفسه، وزنة عرشه، ومداد كلماته)) ثلاث مرات، من أعظم الأذكار وأكثرها أجرًا، كما ثبت ذلك في الحديث الشريف - ثم لا يقول ذلك، ولا يحافظ عليه ويكثر منه.

 

♦ المحروم من لا يستودع الله دينه ودنياه، ونفسه وأهله، وماله وعرضه وكل شأنه، في الوقت الذي ثبت فيه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((إن الله إذا استودع شيئًا حفظه))؛ [رواه ابن حبان، وصححه الألباني].

 

وبعد: فهذه نماذج متنوعة للمحرومين من عباد الله تعالى، نسأل الله أن يوفقنا جميعًا إلى طاعته ورضاه، وأن يكفينا من الحرمان والخذلان.

 

عباد الله، صلوا وسلموا على من أمركم الله تعالى بالصلاة والسلام عليه؛ فقال جل من قائل: ﴿ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾ [الأحزاب: 56].

 

اللهم أعزَّ الإسلام والمسلمين، وأذلَّ الكفر والكافرين، ودمِّرْ أعداء الدين، اللهم انصـر مَن نصـر الدين، واخذل الملاحدة والمفسدين، اللهم أظهر دينَك وكتابك وسنة نبيك صلى الله عليه وسلم، وعبادك الصالحين.

 

اللهم إنا نسألك من الخير كله عاجله وآجله، ما علمنا منه وما لم نعلم، ونعوذ بك من الشر كله عاجله وآجله، ما علمنا منه وما لم نعلم.

 

اللهم عليك بمن يستهدف ديار المسلمين ومقدساتهم وحرماتهم، اللهم من أرادنا أو أراد ديننا وبلادنا وأمننا بسوء أو كيد، أو اعتداء أو مكر، أو شر أو ضـر - فأشْغِله بنفسه، واجعل تدبيره تدميره، واكفنا إياه بما تشاء، يا قوي يا عزيز.

 

اللهم إنا نسألك العفوَ والعافيةَ، في ديننا ودنيانا، وأهلنا وأموالنا، اللهم استر عوراتنا، وآمن روعاتنا، واحفظنا من بين أيدينا، ومن خلفنا، واكفنا اللهم من كل شـر أو ضـر أو عسـر.

 

اللهم اجعلنا من المحظوظين، ونعوذ بك اللهم أن نكون من المحرومين.

﴿ رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلَانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ ﴾ [البقرة: 286]، ﴿ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ﴾ [البقرة: 201]، سبحان ربك رب العزة عما يصفون، وسلام على المرسلين، والحمد لله رب العالمين.



[1] يوم الجمعة 8/ 5/ 1441هـ، جامع (آل زخران) في تُنُومة بني شهر.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • لستَ نحسًا (قصة قصيرة)
  • اللص المحظوظ (قصة للناشئة)

مختارات من الشبكة

  • {والذين في أموالهم حق معلوم للسائل والمحروم}(مادة مرئية - موقع الشيخ أحمد بن حسن المعلِّم)
  • أنواع الخطابة(مقالة - آفاق الشريعة)
  • رسالة من مظلوم إلى ظالمه: أشكرك أنك جعلتني من هؤلاء المحظوظين(مقالة - آفاق الشريعة)
  • خطبة صلاة الكسوف(مقالة - موقع الشيخ فيصل بن عبدالعزيز آل مبارك)
  • خطبة: كيف نغرس حب السيرة في قلوب الشباب؟ (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • حكم وزواجر من خطب البلغاء (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • خطبة: عام مضى وعام أتى (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • كيف تكون خطبة الجمعة خطبة عظيمة ومؤثرة؟ (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • الخطبة الأخيرة من رمضان (خطبة)(مقالة - ملفات خاصة)
  • خطبة سلسلة خطب الدار الآخرة (13)(محاضرة - مكتبة الألوكة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • بمشاركة 75 متسابقة.. اختتام الدورة السادسة لمسابقة القرآن في يوتازينسكي
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 13/11/1446هـ - الساعة: 23:33
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب