• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    أوصاف القرآن الكريم في الأحاديث النبوية الشريفة
    د. عبدالرحمن بن سعيد الحازمي
  •  
    تحريم أكل ما لم يذكر اسم الله عليه
    فواز بن علي بن عباس السليماني
  •  
    المسارعة إلى الاستجابة لأمر الله ورسوله صلى الله ...
    د. أمين بن عبدالله الشقاوي
  •  
    أفضل أيام الدنيا (خطبة)
    حسان أحمد العماري
  •  
    الحج وما يعادله في الأجر وأهمية التقيّد بتصاريحه ...
    د. صغير بن محمد الصغير
  •  
    تفسير قوله تعالى: { إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم ...
    الشيخ أ. د. سليمان بن إبراهيم اللاحم
  •  
    سمات المسلم الإيجابي (خطبة)
    الشيخ محمد عبدالتواب سويدان
  •  
    المصافحة سنة المسلمين
    د. عبدالعزيز بن سعد الدغيثر
  •  
    الدرس الثامن عشر: الشرك
    عفان بن الشيخ صديق السرگتي
  •  
    مفهوم الموازنة لغة واصطلاحا
    د. أحمد خضر حسنين الحسن
  •  
    ملخص من شرح كتاب الحج (5)
    يحيى بن إبراهيم الشيخي
  •  
    من نفس عن معسر نجاه الله من كرب يوم القيامة
    د. خالد بن محمود بن عبدالعزيز الجهني
  •  
    خطر الظلمات الثلاث
    السيد مراد سلامة
  •  
    تذكير الأنام بفرضية الحج في الإسلام (خطبة)
    جمال علي يوسف فياض
  •  
    حجوا قبل ألا تحجوا (خطبة)
    الشيخ عبدالله بن محمد البصري
  •  
    تعظيم المشاعر (خطبة)
    الشيخ محمد بن إبراهيم السبر
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / منبر الجمعة / الخطب / الرقائق والأخلاق والآداب
علامة باركود

من أسباب مغفرة الذنوب (خطبة)

من أسباب مغفرة الذنوب (خطبة)
عبدالرحمن بن بشير الهجلة

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 2/7/2019 ميلادي - 28/10/1440 هجري

الزيارات: 90156

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

من أسباب مغفرة الذنوب

 

الخطبة الأولى

إن الحمد لله نحمده ونستعينه.. أما بعد:

فيا عباد الله، إن الأصل في العبد الذنب والخطأ، يقول المولى عز وجل في سورة الشمس عن النفس البشرية: ﴿ فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا ﴾ [الشمس: 8]، فبدأ بالفجور قبل التقوى إشارةً إلى أنه الأصل فيها، ويقول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث القدسي الذي يرويه عن ربه: "يا عبادي، إنكم تخطؤون بالليل والنهار"، ويقول في الحديث: "كل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون".


ومن رحمة الله بالعبد أنه جعل للذنوب طرقًا يغفر الله بها الذنوب، ويتجاوز بسببها عن إساءته وذنبه،ومن هذه الطرق والأسباب ما يأتي:

أولًا: التوبة النصوح:

يقول الله تعالى آمرًا عباده المؤمنين بالتوبة: ﴿ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴾ [النور: 31].


ويقول الله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا ﴾ [التحريم: 8]. ويقول الله تعالى في إحدى أعظم آيات الرجاء: ﴿ إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا ﴾ [الفرقان: 70].


وعند ابن ماجه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (التائب من الذنب كمن لا ذنب له)؛ حسنه الألباني.


وبتوبة العبد يفرح الرب تبارك وتعالى، ففي الحديث: (للهُ أفرحُ بتوبة عبده من أحدكم سقط على بعيره وقد أضلَّه بأرض فلاة)؛ متفق عليه.


والله يحب أهل التوبة: ﴿ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ ﴾ [البقرة: 222]،ويريد الله تعالى أن نتوب من ذنوبنا: ﴿ وَاللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيمًا ﴾ [النساء: 27].


والله (يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل)؛ رواه مسلم.


وليس هناك ذنبٌ أعظم من الشرك، والمشرك متى أسلم وتاب؛ تاب الله عليه، وغفر له، فعليك بالتوبة مما قد علمت أنك فعلته، وبعد التوبة ينتهي كل شيء.


وللتوبة عباد الله شروط بيَّنها أهل العلم واختلفوا في عددها، وذكر النووي أنها ثلاثة: إذا كان الذنب بين العبد وبين الله، وزادها رابعًا: إذا كان الذنب يتعلق بحق آدمي، فقال:

الشرط الأول: الإقلاع عن المعصية.


الثاني: الندم على فعلها؛ يقول النبي صلى الله عليه وسلم: "الندم توبة"؛ رواه أحمد بإسناد صحيح.


الثالث: العزم على عدم العودة إلى الذنب، قال هنا أن يعزم على عدم العودة، ولم يقل ألا يعود؛ لأن عود العبد إلى الذنب طبيعي، وهذا شيء جبَله الله عليه.


وإذا كانت المعصية في حق آدمي، فهذه الثلاثة، وأن يبرأ من حق صاحبها، فإن كان مالًا ونحوه ردَّه إليه، وإن كان حدَّ قذفٍ مكَّنه منه، وإن كانت غيبة استحلَّه منها أوطلب عفوه.


والتوبة واجبة من جميع الذنوب، وإن تاب العبد من بعض الذنوب، صحَّت توبته من هذه الذنوب عند أهل الحق وبقِي عليه الباقي؛ انتهى من كلام النووي رحمه الله.


ومن سعة رحمته بعباده أنه جعل للتوبة بابًا مفتوحًا لا يغلق إلا عند خروج الشمس من مغربها أو عند غرغرة الروح حين تبلغ الحلقوم.


ثانيا: الاستغفار:

يقول الله تعالى: ﴿ وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ ﴾ [آل عمران: 135].


ويقول الله تعالى في الحديث القدسي المتفق على صحته: (أذنب عبد ذنبًا فقال: اللهم اغفر لي ذنبي، فقال الله تبارك وتعالى: أذنب عبدي ذنبًا، فعلم أن له ربًّا يغفر الذنب، ويأخذ بالذنب، ثم عاد فأذنب، فقال: أي رب اغفر لي ذنبي، فقال تبارك وتعالى: أذنب عبدي ذنبًا، فعلم أن له ربًّا يغفر الذنب، ويأخذ بالذنب، ثم عاد فأذنب، فقال: أي رب، اغفر لي ذنبي، فقال تبارك وتعالى: أذنب عبدي ذنبًا، فعلم أن له ربًّا يغفر الذنب، ويأخذ بالذنب، قد غفرت لعبدي فليفعل ما شاء)؛ متفق عليه، وفي الحديث الذي رواه الترمذي وصححه الألباني أنه صلى الله عليه وسلم قال: (من قال: أستغفر الله العظيم الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه، غُفر له وإن كان فر من الزحف).


والاستغفار من أجلِّ العبادات وأعظمها، وهو قرين التوبة، فكثيرًا ما قرَن الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم بين التوبة والاستغفار، فقال تعالى: ﴿ وَأَنِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُمْ مَتَاعًا حَسَنًا إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ كَبِيرٍ ﴾ [هود: 3].


وقال تعالى: ﴿ وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ وَلَا تَتَوَلَّوْا مُجْرِمِينَ ﴾ [هود: 52].

وهو جلاء الذنوب وماحيها، ومن أعظم ما يغيظ به العبد إبليس؛جاء في الحديث القدسي الذي يصححه الحاكم على شرط البخاري ومسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إن الشيطان قال: وعزتك يا رب لا أبرح أغوي عبادك ما دامتْ أرواحهم في أجسادهم، فقال الرب تبارك وتعالى: وعزتي وجلالي لا أزال أغفر لهم ما استغفروني".


عباد الله،والثالث من أسباب وطرق مغفرة الذنوب:

صلاة ركعتين:

ففي الحديث الذي يرويه أبو بكر رضي الله عنه، أنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "ما من عبد يذنب ذنبًا، فيحسن الطهور، ثم يقوم فيصلي ركعتين، ثم يستغفر الله، إلا غفر الله له"؛ رواه أحمد وأبو داود والترمذي.


رابعًا: الصلوات الخمس:

يروي أبو عثمان النهدي عن ابن مسعود رضي الله عنه أن رجلًا أصاب من امرأة قبلةً، فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره، فأنزل الله: ﴿ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ ﴾ [هود: 114]، فقال الرجل: يا رسول الله، ألي هذا؟ قال: لجميع أمتي كلهم)؛ رواه البخاري ومسلم.


إخوة الإسلام، والخامس منها أيضًا: إتباع السيئة حسنة:

قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي يُحسنه الترمذي: (اتقِ الله حيثما كنتَ، وأتبع السيئة الحسنة تمحها، وخالِق الناس بخُلق حسن)؛ وأعظم الحسنات التوبة، وفي هذا الحديث المعنى أعم من التوبة فتشمل جميع أنواع الحسنات.


وفي تكفير الحسنة للسيئة ينبغي أن تكون الحسنات من جنس السيئات؛ لأنه أبلغ في المحو؛ كالعاق أفضل حسنة له هي البر، وعدم العدل الأفضل في محوه هو تحقيق العدل، وهكذا.


سادسًا: مجالس الذكر:

في الحديث الذي يصححه الألباني يقول النبي صلى الله عليه وسلم: "ما جلَس قوم يذكرون الله عز وجل، إلا ناداهم مناد من السماء: قوموا مغفور لكم، قد بُدِّلت سيئاتكم حسنات".


وجاء أيضًا في الحديث القدسي المتفق على صحته الذي يُروَى عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن لله تعالى ملائكة يطوفون في الطرق يلتمسون أهل الذكر، فإذا وجدوا قومًا يذكرون الله عز وجل، تنادوا: هلمُّوا إلى حاجتكم، فيحفونهم بأجنحتهم إلى السماء الدنيا، فيسألهم ربهم وهو أعلم: ما يقول عبادي؟ قال: يقولون: يُسبحونك، ويكبرونك، ويحمدونك ويمجدونك، فيقول: هل رأوني؟ فيقولون: لا والله ما رأوك، فيقول: كيف لو رأوني؟ قال: يقولون: لو رأوك كانوا أشدَّ لك عبادة وأشد لك تمجيدًا، وأكثر لك تسبيحًا، فيقول: فماذا يسألون؟ قال يقولون: يسألونك الجنة، قال: يقول: وهل رأوها؟ قال: يقولون: لا والله يا رب ما رأوها، قال: يقول: فكيف لو رأوها؟ قال: يقولون: لو أنهم رأوها كانوا أشدَّ عليها حرصًا وأشد لها طلبًا، وأعظم فيها رغبةً، قال: فمم يتعوَّذون؟ قال: يتعوذون من النار، قال: فيقول: وهل رأوها؟ قال: يقولون: لا والله ما رأوها، فيقول: فكيف لو رأوها؟ قال: يقولون: لو رأوها كانوا أشدَّ منها فرارًا وأشد لها مخافةً، قال: فيقول: فأُشهدكم أني قد غفرت لهم، قال: يقول ملك من الملائكة: فيهم فلان ليس منهم إنما جاء لحاجة، قال: هم الجلساء لا يشقى بهم جليسُهم).


سابعًا: ذكر الله تعالى:

عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: (من سبَّح الله في دبر كل صلاة ثلاثًا وثلاثين، وحمد الله ثلاثًا وثلاثين، وكبَّر الله ثلاثًا وثلاثين، فتلك تسعة وتسعون، وقال تمام المائة: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، غُفرت خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر)؛ رواه مسلم.


وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (من قال: سبحان الله وبحمده في يوم مائة مرة، حُطَّت خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر)؛ متفق عليه.


وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (مَن قال حين يأوي إلى فراشه: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، سبحان الله والحمد لله، ولا إله إلا الله والله أكبر، غفرت له ذنوبه أو خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر)؛ رواه النسائي، وابن حبان في صحيحه.


عباد الله، في الأحاديث السابقة بيان لفضيلة ذكر الله تعالى؛ فاحرصوا على دوام ذكر الله، فهو سبب سعادة القلب وانشراحه،وتذكَّروا أن هذا الفضل والثواب لمن اجتنب الكبائر،وأن هذا الفضل يكفر الصغائر ما لم يُصر عليها،وتذكَّروا أن التوبة النصوح تكفر الذنوب كلها؛قال المناوي رحمه الله فيض القدير: "فلا يظن ظان أن من أدمَن الذكر وأصرَّ على ما شاء من شهواته، وانتهك دين الله وحرماته - أن يلتحق بالمطهرين المقدسين، ويبلغ منازل الكاملين بكلام أجراه على لسانه ليس معه تقوى ولا عمل صالح".


عباد الله، وهناك أسباب أخرى تندفع بها العقوبة عن العبد المذنب؛ كدعاء إخوانه الصالحين له، وشفاعة النبي صلى الله عليه وسلم له يوم القيامة، وما يصيبه من ابتلاءات له في الدنيا وفي البرزخ، ومنها ما يلاقيه العبد في عرصات يوم القيامة من الأهوال والشدائد، وأخيرًا أن تشمله رحمة أرحم الراحمين،فمن أخطأته هذه الأسباب فلا يلومنَّ إلا نفسه؛ كما قال تعالى في الحديث الإلهي: (إنما هي أعمالكم أُحصيها لكم، ثم أوفيكم إياها، فمن وجد خيرًا فليحمد الله، ومن وجد غير ذلك فلا يلومنَّ إلا نفسه)؛ مسلم.


بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم.

 

الخطبة الثانية

الحمد لله، عباد الله، تبقى معنا مسألة مهمة، ألا وهي كيف نحصن أنفسنا ونمنعها من الوقوع في معصية الرب تبارك وتعالى، لا شك إخوة الإيمان أن السلامة لا يعدلها شيء، وأن العافية من الذنب خير من الوقوع فيه، وأن عدم الوقوع في الذنوب والمعاصي خير من التوبة منها، فإنه لا يوفق للتوبة كل أحد ولا يفتح باب المغفرة لكل والج.


فيجعل العبد بينه وبين عذاب الله وقاية بفعل الأوامر وترك النواهي، وتجنب الذنوب والمعاصي، والحياء من الله تعالى، وأن يقوِّي أصل الإيمان في قلبه ويسقي شجرته، فإنها متى ما قويت واشتدَّ ساقُها في قلبه، كانت أقوى العواصم والموانع من الوقوع في المعاصي والولوج من أبوابها.


عباد الله، علم العبد بقبح المعصية ودناءتها، يمنعه من الوقوع فيها، ومن الموانع من الوقوع في المعاصي أن يرى العبد نعم الله عليه، فلا يعصيه بها، ويراعيها؛ لكيلا تُسلب منه، ومنها أن يجعل خوف الله وخشية عقابه نُصب عينيه، ولعل أقوى هذه الأسباب التي تمنع من الوقوع في الذنب هي محبة الله تعالى، وكذلك إخوة الإسلام منها تزكية النفس وتطهيرها، فقد أقسم الله على ذلك في كتابه الكريم بأطول قسم في القرآن الكريم بأحد عشر قسمًا في سورة الشمس: ﴿ قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا ﴾ [الشمس: 9]، ومنها قوة العلم بسوء عاقبة المعصية وشؤمها في الحياة الدنيا وفي الآخرة،ومنها أن يقصر العبد أمله في الدنيا ويستعد للموت، وأن يقلل من فواضل الأمور في المطعم والملبس ومخالطة الناس.


عباد الله، صلوا على مَن أمركم الله بالصلاة والسلام عليه...





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • أسباب المغفرة
  • تفسير: (أولئك هم المؤمنون حقا لهم درجات عند ربهم ومغفرة ورزق كريم)
  • تفسير: (إلا الذين صبروا وعملوا الصالحات أولئك لهم مغفرة وأجر كبير)
  • إن ربك واسع المغفرة
  • رمضان شهر المغفرة (خطبة)
  • مصدران عظيمان لتفريج الكرب والمغفرة
  • أسباب الوقوع في الذنوب
  • أسباب مغفرة الذنوب
  • درجات وأي درجات ومغفرة عظيمة لا تبقي من الذنوب ولا تذر

مختارات من الشبكة

  • باب فضل ترديد الأذان: التهليل بعد الأذان سبب من أسباب مغفرة الذنوب(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الصدقة من أسباب مغفرة الذنوب (بطاقة دعوية)(مقالة - مكتبة الألوكة)
  • هل الذنوب والمعاصي من أسباب البلاء ؟(محاضرة - موقع الشيخ عبدالله بن محمد بن سعد آل خنين)
  • الخوف والخشية من الله سبب لمغفرة الذنوب (بطاقة دعوية)(مقالة - مكتبة الألوكة)
  • دعاء كفارة المجلس سبب لمغفرة الذنوب (بطاقة دعوية)(مقالة - مكتبة الألوكة)
  • إزالة الأذى من طريق المسلمين سبب لمغفرة الذنوب (بطاقة دعوية)(مقالة - مكتبة الألوكة)
  • المداومة على صلاة الضحى سبب لمغفرة الذنوب (بطاقة دعوية)(مقالة - مكتبة الألوكة)
  • موافقة التأمين والتحميد سبب لمغفرة الذنوب (بطاقة دعوية)(مقالة - مكتبة الألوكة)
  • الحرص على الصف الأول في الصف سبب لمغفرة الذنوب (بطاقة دعوية)(مقالة - مكتبة الألوكة)
  • التسابيح عقب الصلاة سبب لمغفرة الذنوب (بطاقة دعوية)(مقالة - مكتبة الألوكة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • دفعة جديدة من خريجي برامج الدراسات الإسلامية في أستراليا
  • حجاج القرم يستعدون لرحلتهم المقدسة بندوة تثقيفية شاملة
  • مشروع مركز إسلامي في مونكتون يقترب من الانطلاق في 2025
  • مدينة روكفورد تحتضن يوما للمسجد المفتوح لنشر المعرفة الإسلامية
  • يوم مفتوح للمسجد يعرف سكان هارتلبول بالإسلام والمسلمين
  • بمشاركة 75 متسابقة.. اختتام الدورة السادسة لمسابقة القرآن في يوتازينسكي
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 21/11/1446هـ - الساعة: 10:16
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب