• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    التحذير من الإسراف والتبذير
    الشيخ صلاح نجيب الدق
  •  
    استحباب أخذ يد الصاحب عند التعليم والكلام والمشي
    د. محمد بن علي بن جميل المطري
  •  
    مفهوم الخصائص لغة واصطلاحا وبيان أقسامها
    د. أحمد خضر حسنين الحسن
  •  
    خطبة: عشر ذي الحجة فضائل وأعمال
    الشيخ الدكتور صالح بن مقبل العصيمي ...
  •  
    علام يقتل أحدكم أخاه؟! خطورة العين وسبل الوقاية ...
    رمضان صالح العجرمي
  •  
    أحكام القذف - دراسة فقهية - (WORD)
    شهد بنت علي بن صالح الذييب
  •  
    إلهام الله لعباده بألفاظ الدعاء والتوبة
    خالد محمد شيت الحيالي
  •  
    الإسلام يدعو لحرية التملك
    الشيخ ندا أبو أحمد
  •  
    تفسير قوله تعالى: ﴿ قد خلت من قبلكم سنن فسيروا في ...
    سعيد مصطفى دياب
  •  
    تخريج حديث: جاءني جبريل، فقال: يا محمد، إذا توضأت ...
    الشيخ محمد طه شعبان
  •  
    قصة الرجل الذي أمر بنيه بإحراقه (خطبة)
    د. محمود بن أحمد الدوسري
  •  
    الإيمان بالقدر خيره وشره
    تركي بن إبراهيم الخنيزان
  •  
    الأمثال الكامنة في القرآن
    قاسم عاشور
  •  
    ملخص من شرح كتاب الحج (6)
    يحيى بن إبراهيم الشيخي
  •  
    من أقوال السلف في أسماء الله الحسنى: السميع
    فهد بن عبدالعزيز عبدالله الشويرخ
  •  
    سفيه لم يجد مسافها
    محمد تبركان
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / منبر الجمعة / الخطب / السيرة والتاريخ
علامة باركود

على خالد بن الوليد فلتبك البواكي (خطبة)

على خالد بن الوليد فلتبك البواكي (خطبة)
أحمد بن عبدالله الحزيمي

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 13/1/2019 ميلادي - 6/5/1440 هجري

الزيارات: 30003

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

على خالد بن الوليد فلتبكِ البواكي


الحمدُ للهِ الذي بعثَ نبيَّه محمداً في خيرِ القُرونِ، واختارَ له مِنَ الأصحابِ أَكملَ النَّاسِ عقولاً، وأقومَهُم دِيناً، وأغزَرَهُم عِلماً، وأَشجَعَهُم قَلباً، قوماً جَاهُدوا في اللهِ حقَّ جِهادِه فأقامَ اللهُ بهُمُ الدِّينَ، وأظهَرَهُم على المشركينَ، اللهمَّ صلِّ على نَبيِّكَ وآلِه وأصحابِهِ، والتابعينَ.

 

أما بعد:

فيا عِبادَ اللهِ، أوصيكُم ونفسِي أَولاً بتقوَى اللهِ جلَّ وعَلا، اتقوا اللهَ حقَّ التقوى، فقَد أَمَرَنَا ربُّنا بذلكَ في كتابِهِ الكَريمِ حيثُ قالَ: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 102]؛ فتقوَى اللهِ نُورٌ في القلبِ وذُخرٌ في المُنقَلَبِ، وهي خَيرُ شَيءٍ نلقَى بهِ اللهَ تعَالى يومَ لا يَنفَعُ مَالٌ ولا بَنُونَ إلا مَن أَتى اللهَ بقَلبِ سَلِيمٍ.


أيها المؤمنونَ:

حدِيثُنَا اليومَ عَن عَظِيمٍ مِن عُظمَاءِ الإِسلامِ، وفارسٍ مِن فُرسانِ المَيدَانِ، وبَطلٍ مِن أَبطالِ الصَّحبِ الكِرامِ، إنَّه أَحدُ رِجالاتِ التاريخِ الذين ضَرَبُوا أَروعَ الأمثلةِ في الشَّجاعةِ والبُطولةِ والإِقدامِ، لَم يَخُضْ مَعركةً في جَاهليةٍ ولا إسلامٍ إلا انتصرَ فيهَا! فكان بحَقٍّ أُعجوبةً مِن أَعاجِيبِ الزّمانِ، إنه أَسدُ الإِسلامِ ومُهندِسُ انتصاراتِ المؤمنينَ، الفَارسُ البَاهرُ المَاهرُ.. إنَّه أَبو سُليمانَ، خالدُ بنُ الوليدِ القرشيُّ المخزوميُّ المَكِيُّ، سَيفُ اللهِ المسلُولُ وسَيفُ رَسولِهِ صلى اللهُ عليه وسلَّمَ.


نَشأَ خَالِدُ بنُ الوليدِ رضي اللهُ عنه في بِيئةٍ غَنِيةٍ مُترَفَةٍ، فكانَ أَبوهُ الوَليدُ بنُ المُغِيرةِ مِن أَغنى قُريشٍ، لكِنَّ خَالداً تركَ هذا الثَّراءَ والمالَ والغِنى، ولَم يَنشَغِلْ في تَثمِيرِه، بل ترَبَّى على الرُّجولةِ والفُروسِيةِ والخُشونةِ والبُطولةِ، وأَبدَى نُبُوغًا ومَهارةً غَيرَ عَادِيةٍ مُنذُ وَقتٍ مُبكِّرٍ، وتَميَّزَ على جميعِ أَقرانِهِ.


نَعمْ.. لَم يَكُن خَالدٌ فارساً عاديًّا مثلَ باقِي الفَرسانِ، فلَقد كانَ يُضرَبُ به المَثَلُ في فُروسِيَّتِهِ وشِدةِ قِتالِهِ فكانَ مُحترِفًا في استخدامِ جَميعِ أَنواعِ الأَسلحةِ بلا استثناءٍ، وكانَ أيضاً يُجيدُ الرُّكوبَ على الإبلِ والقتالَ عليها بسهولةٍ، كما عُرِفَ عَنه أنه كانَ يُقاتِلُ بسَيْفَيْنِ معاً، وهذا أَمرٌ لَم يَفرَحْ بهِ أَحدٌ!


عبادَ اللهِ:

كانَ خَالدٌ طويلَ القَامَةِ، طُولُهُ قُرابةَ المِترَيْنِ، وكانَ كذلك كَثَّ اللحيةِ، وسِيمَ الوَجهِ، شَديدَ الشَّبهِ بعُمرَ بنِ الخطابِ، حتى أَنَّ ضِعافَ النَّظرِ كانوا يخلِطُوَن بينهمَا رضي اللهُ عنهما.


وكان قَد وَرِثَ الكُرْهَ الشديدَ للإسلامِ عَن أبيهِ الوليدِ بنِ المغيرةِ، فقد شاركَ مع المشركينَ في قِتالِ المسلمينَ أَكثرَ مِن مَرَّةٍ، فَقد لَعِبَ دورًا حَيويًا في انتصارِ قريشٍ على المسلمينَ في غَزوةِ أُحُدٍ، فبَاغَتَ الرُّماةَ الذين خَالفوا أَمرَ الرسولِ صلى اللهُ عليه وسلمَ وتَشَتَّتَ الجَمْعُ وتَحوَّلَ نَصرُ المسلمينَ إلى هَزيمةٍ، كمَا شَاركَ أيضاً ضِمنَ صُفُوفِ الأحزابِ في غزوةِ الخَندَقِ.

 

لكنَّ اللهَ تعالى أَرادَ بهِ الخَيرَ، فأَسلَمَ - رضي اللهُ عنه - في السنةِ الثامنةِ للهجرةِ قبلَ فتحِ مكةَ بستةِ أَشهُرٍ، وخَرجَ مُهاجِراً إلى المدينةِ، فَسُرَّ المسلمونَ وفَرحوا بهِ فَرحاً شَدِيداً، وفَرِحَ بذلكَ رَسولُ اللهِ صلى اللهُ عليهِ وسلمَ حتَّى إنَّه حِينَ رَآه هَشَّ في وَجهِهِ وقالَ: "الحمدُ للهِ الذي هَدَاكَ؛ قَد كُنتُ أرى لكَ عَقلاً رَجَوْتُ ألاَّ يُسلِمَكَ إلاَّ إِلى خَيرٍ"، وتَحوَّلَ عَداءُ خَالدٍ للإِسلامِ إِلى شِدَّةِ بَأسٍ علَى أَعدَاءِ اللهِ.

 

أيهَا المؤمنونَ:

ثَلاثةُ أَشهُرٍ فقَط، كانَتْ كَفيلةً بصِنَاعةِ هذَا الشَّخصِيَّةِ العَجِيبةِ معَ كَتيبةٍ مِنَ المسلمينَ عِندمَا شَاركَ في مَعركةِ مُؤتةَ، فقاتَلَ يومئذٍ قِتالاً شَدِيدًا لَم يُر مِثلُهُ، وقَد قَالَ صَلَّى اللهً عليه وسلم وهُو عَلى مِنبَرِهِ: "أَخَذَ الرَّايَةَ زَيْدٌ، فَأُصِيبَ، ثُمَّ أَخَذَ جَعْفَرٌ فَأُصِيبَ، ثُمَّ أَخَذَ ابْنُ رَوَاحَةَ فَأُصِيبَ، حَتَّى أَخَذَ سَيْفٌ مِنْ سُيُوفِ اللَّهِ حَتَّى فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ" رواه البخاريُّ. ومِن يَومئذٍ سُمِّي "سَيفَ اللهِ"، وشَهِدَ خَيبَرَ وحُنَيْنًا، وفَتْحَ مَكَّةَ وأَبلَى بَلاءً حسنًا.


وبَعدَ وَفاةِ النبيِّ صلى اللهُ عليه وسلم شَاركَ خَالدُ بنُ الوليدِ في قِتالِ المُرتدِّينَ في عَهدِ أَبي بكرٍ الصِّديقِ رضي اللهُ عنه، والتي تَمرَّدَ فيها قومٌ مِن المنافقينَ على الإسلامِ ومَنعُوا الزكاةَ، ومِنهم مَن ارتدَّ عن الإسلامِ بالكليةِ، ووقعَ اضطرابٌ كبيرٌ، إلاَّ أنَّ الخليفةَ الأولَ وَاجهَ تِلكَ الفتنةَ بشَجاعةٍ وحَزمٍ، وشَاركَ خالدُ بنُ الوليدِ بنَصيبٍ وَافرٍ في التصدِّي لهذِه الفتنةِ والقَضاءِ عليهَا، فقدِ استطاعَ - بفضلِ اللهِ - أنْ يُخمِدَ فِتنَتَهُم ويُعيدَ كَثيراً منهم إلى حظيرةِ الإسلامِ، ولَم يَستَرِحْ خَالدٌ بعدَ تِلكَ المعَاركِ - معاركِ حُروبِ الرِّدةِ - حتَّى فَجَأَهُ أَمرُ الصديقِ رضي اللهُ عنه بأَن يَنطلِقَ إلى أَعظَمِ مَملكةٍ، وأَقوى قُوَّةِ وُجِدَتْ على وَجهِ الأرضِ في ذلكَ الزمانِ، وهِي مَملكَةُ الفُرْسِ!


أمرَهُ أن ينطلقَ هُناكَ لمقَاتَلتِهِم، فانطلقَ مُباشرةً إلى هناكَ وبدأَ بِقتالِ الفُرسِ في عِدةِ مَعارِكَ إلى أَنِ انتَصَرَ عَليهِم في خَاتِمَةِ المعاركِ التي قَادَها رضي اللهُ عنه وهي مَعرَكةُ ذَاتِ السَّلاسِلِ.


أيها المسلمونَ:

يُعَدُّ خَالدُ بنُ الوليدِ أَحدَ قَادةِ الجُيوشِ القَلائلِ في التاريخِ الذين لَم يُهزَمُوا في مَعركةٍ طوالِ حَياتِهِم، فلَم يُهزَمْ في أَكثرِ مِن مِائةِ مَعركةٍ أَمامَ قُوَّاتٍ مُتفَوِّقةٍ عَددًا، أبرَزُها الإمبراطوريةُ الرُّوميةُ والفَارسيةُ وحُلفَاؤهُم، بالإضافةِ إلى العَديدِ مِنَ القبائلِ العَربيةِ الأُخرَى.


ومِن مَناقِبِهِ رضي اللهُ عنه: شَجاعَتُه الفَائِقَةُ وجُرْأَتُهُ النَّادرةُ، يَقولُ عَن نَفسِهِ: "لَقَدِ انْقَطَعَتْ فِي يَدِي يَوْمَ مُؤْتَةَ تِسْعَةُ أَسْيَافٍ فَمَا بَقِيَ فِي يَدِي إِلَّا صَفِيحَةٌ يَمَانِيَةٌ" رواه البخاريُّ، لَم تَصْبِرْ تِسعَةُ أَسيافٍ في يَدِهِ؛ فكُلُّهَا تَكسَّرتْ إلاَّ صَفيحَة يمَانِية!


أيها الإخوةُ:

لَقد كَانَ حُبُّ الجَهادِ يَسرِي في مَفاصِلِ خَالدٍ رضي الله عنه، ويُحبُّهُ حُبًّا عَظيماً، نُصرةً لدينِ اللهِ، وإرغاماً لقِوى الشرِّ والكفرِ والطغيانِ، فشَغلَهُ الجِهادُ عَن كلِّ مَشاغِلِ الدُّنيَا، فقَد أُثِرَ عَنه كَلمةٌ بَديعةٌ عجِيبةٌ تَدلُّ على شَديدِ تَعلُّقِهِ بالجهادِ في سبيلِ اللهِ يقولُ كما ذَكَرَ عنه الذهبيُّ: "مَا مِنْ لَيْلَةٍ يُهْدَى إِلَيَّ فِيْهَا عَرُوْسٌ أَنَا لَهَا مُحِبٌّ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ لَيْلَةٍ شَدِيْدَةِ البَرْدِ، كَثِيْرَةِ الجَلِيْدِ، فِي سَرِيَّةٍ أُصَبِّحُ فِيْهَا العَدُوَّ"!.


لقدْ كانَ الصَّبرُ علَى مشقةِ الجِهادِ ومُلاقاةِ العدوِّ أَحبَّ إليهِ وأَلذَّ على نفسِهِ مِما تَشتهِيهِ الأَنفسُ مِن الشَّهواتِ والملذاتِ.

ومما قالَه رضي الله عنه: "مَا مِنْ عَمَلِي شَيْءٌ أَرْجَى عِنْدِي بَعْدَ التَّوْحِيْدِ مِنْ لَيْلَةٍ بِتُّهَا وَأَنَا مُتَتَرِّسٌ، وَالسَّمَاءُ تُهِلُّنِي، نَنْتَظِرُ الصُّبْحَ حَتَّى نُغِيْرَ عَلَى الكُفَّارِ".


إنَّ هذه المشاعرَ - أيها الكرامُ - كانتْ عَامرةً في قلوبِ هؤلاءِ العِظامِ، فهم يسيرونَ في الدنيا والجنةُ مَاثلةٌ أَمامَهُم لا تَغيبُ عَنهم طَرفةَ عَينٍ؛ ولذلك كانوا يَبذِلُونَ كلَّ شيء من أَجلِهَا.


اللهم ارْضَ عَن أصحابِ نبيِّك أجمعينَ ووفقنَا للسيرِ على مِنهاجِهِم واجعلنا ممن اتبعوهُم بإحسانٍ واحشُرْنا وإيَّاهُم في زُمرةِ سَيدِ المرسلينَ.

أقول قولي هذا....


الخطبة الثانية

الحمدُ للهِ ربِّ العالمينَ، وليِّ المتقينَ، ولا عدوانَ إلا على الظالمينَ، وأشهد أن لا إله إلا اللهُ وحدَه لا شريكَ له، وأشهد أنَّ محمداً عبدُه ورسولُه صلى اللهُ عليه وعلى آلِه وصحبِه وسَلَّمَ تسليمًا.

 

أما بعد:

تَمضِي الأيامُ في تاريخِ خَالدٍ مُضِيئةً برَّاقةً مُشرِقةً، يُرابطُ فيها في الثُّغُورِ، ويَحمِي بَيضَةَ المسلمينَ إلى أنْ جَاءَهُ الأجلُ المحتومُ، وإذا بهِ يَمُوتُ على فراشِهِ! هذا الذي خاضَ المعاركَ! هذا الذي تَتبَّعَ الموتَ مَظَانَّهُ يُريدُ أن يُقتَلَ شَهيداً في سبيلِ اللهِ! قُدْرَةُ اللهِ وحِكمَتُهُ أَنْ يَمُوتَ هذا الرَّجلُ الصَّالحُ البَطَلُ الشُّجاعُ على فِراشِهِ!


فلمَّا حَضرَهُ الأَجلُ، ودَنَتْ سَاعةُ الاقترابِ، وعَلِمَ أنها النهايةَ، قالَ رضي اللهُ عنه وأرضاه: "لَقِيْتُ كَذَا وَكَذَا زَحْفاً، وَمَا فِي جَسَدِي شِبْرٌ إِلاَّ وَفِيْهِ ضَرْبَةٌ بِسَيْفٍ، أَوْ رَمْيَةٌ بِسَهْمٍ، وَهَا أَنَا أَمُوْتُ عَلَى فِرَاشِي حَتْفَ أَنْفِي كَمَا يَمُوْتُ العِيْرُ، فَلاَ نَامَتْ أَعْيُنُ الجُبَنَاءِ!".


قال الشيخ محمد يعقوب الهندي: ذَكر لنا علماؤُنا أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم لقَّبَ خالداً بسيف الله المسلول فإذا قُتل في معركةٍ فقتلهُ يعني كسرَ سيفِ الله وسيفُ الله لا يُكسرُ أبداً حتى لا يقول الناسُ: قُتِل سيف الله وكُسِر، بل اختار الله لهُ أن يموتَ على فراشهِ،

كانتْ وفَاتُهُ رضي اللهُ عنه سنةَ إِحدَى وعِشرينَ مِن الهجرةِ في مَدِينةِ حِمصٍ الشَّاميةِ على المشهورِ، وعُمُرُهُ آنذاكَ ثَمانيةٌ وخمسونَ عامًا.


ولما بلغَ خبرُ وفَاتِه المدينةَ ارتجَّتْ مَدينةُ رسولِ اللهِ صلى اللهُ عليه وسلم بالبكاءِ، فبكَى الصغيرُ والكبيرُ، وبكى النساءُ والرجالُ، وجاء رجلٌ إلى عُمَرَ رضي اللهُ عنه وأرضاه، يقولُ: "يا أميرَ المؤمنينَ، إن النِّساءَ يَبكِينَ خَالِداً! فمُرْهُنَّ بالسكوتِ"، فقالَ عُمرُ: اسْكُتْ لا أُمَّ لكَ؛ علَى مِثلِ أبي سليمانَ فلْتَبْكِ البَواكِي!".


اللهم ارضْ عن خالدٍ، واجمعنا به في دارِ كرامَتِكَ مع سائرِ الآلِ وأصحابِ رسولِ اللهِ الذي أمركمُ اللهُ جل وعلا بالصلاةِ والسلامِ عليه في مُحكَمِ التنزيلِ فقالَ سبحانه: ﴿ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾ [الأحزاب: 56]، وقال نبيُّكُم وحبيبُكُم محمدٌ: "مَن صَلَّى عَليَّ صَلاةً صَلَّى اللهُ عَليهِ بِهَا عَشراً".


اللهم صَلِّ على محمدٍ وعلى آلِ محمدٍ كما صَليتَ على إبراهيمَ وعلى آلِ إبراهيمَ إنَّكَ حَميدٌ مَجِيدٌ، وبارِكْ علَى محمدٍ وعلى آلِ محمدٍ كما باركتْ علَى إبراهيمَ وعلى آلِ إبراهيمَ إنَّك حَميدٌ مَجِيدٌ.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • سيف الله المسلول: خالد بن الوليد رضيَ الله عنه
  • جوانب من الحياة الشخصية لخالد بن الوليد
  • مقتطفات من سيرة خالد بن الوليد
  • خالد بن الوليد رضي الله عنه
  • من سيرة خالد بن الوليد رضي الله عنه
  • البطل الصنديد خالد بن الوليد (خطبة)
  • اللهم إني ابرأ إليك مما صنع خالد

مختارات من الشبكة

  • خالد الحمياني (المدير التنفيذي لمشروع "مرحبا" بمطار الملك خالد الدولي)(مقالة - موقع ثلاثية الأمير أحمد بن بندر السديري)
  • غزوة خالد بن الوليد بني جذيمة(مقالة - موقع د. محمد منير الجنباز)
  • سرية خالد بن الوليد إلى بني جذيمة(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • حدث في 18 رمضان(مقالة - ملفات خاصة)
  • إسلام خالد بن سعيد بن العاص(مقالة - موقع د. محمد منير الجنباز)
  • خالد بن سعيد بن العاص رضي الله عنه(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • خالد بن الوليد (خطبة)(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • إصدارات دار الألوكة للنشر (التاريخية)(مقالة - الإصدارات والمسابقات)
  • كتاب النبي صلى الله عليه وسلم وشعراؤه وخطباؤه(مقالة - ملفات خاصة)
  • نهاية بطل .. موت خالد بن الوليد ( مسرحية شعرية )(مقالة - حضارة الكلمة)

 


تعليقات الزوار
1- رائع
أيمن سالم العريان - مصر 31-01-2019 03:00 PM

ربنا يبارك فيكم ويحفظكم من كل مكروه تحياتي لكم وللقائمين على هذه الشبكة المباركة

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • ختام ناجح للمسابقة الإسلامية السنوية للطلاب في ألبانيا
  • ندوة تثقيفية في مدينة تيرانا تجهز الحجاج لأداء مناسك الحج
  • مسجد كندي يقترب من نيل الاعتراف به موقعا تراثيا في أوتاوا
  • دفعة جديدة من خريجي برامج الدراسات الإسلامية في أستراليا
  • حجاج القرم يستعدون لرحلتهم المقدسة بندوة تثقيفية شاملة
  • مشروع مركز إسلامي في مونكتون يقترب من الانطلاق في 2025
  • مدينة روكفورد تحتضن يوما للمسجد المفتوح لنشر المعرفة الإسلامية
  • يوم مفتوح للمسجد يعرف سكان هارتلبول بالإسلام والمسلمين

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 23/11/1446هـ - الساعة: 18:47
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب