• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    أوصاف القرآن الكريم في الأحاديث النبوية الشريفة
    د. عبدالرحمن بن سعيد الحازمي
  •  
    تحريم أكل ما لم يذكر اسم الله عليه
    فواز بن علي بن عباس السليماني
  •  
    المسارعة إلى الاستجابة لأمر الله ورسوله صلى الله ...
    د. أمين بن عبدالله الشقاوي
  •  
    أفضل أيام الدنيا (خطبة)
    حسان أحمد العماري
  •  
    الحج وما يعادله في الأجر وأهمية التقيّد بتصاريحه ...
    د. صغير بن محمد الصغير
  •  
    تفسير قوله تعالى: { إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم ...
    الشيخ أ. د. سليمان بن إبراهيم اللاحم
  •  
    سمات المسلم الإيجابي (خطبة)
    الشيخ محمد عبدالتواب سويدان
  •  
    المصافحة سنة المسلمين
    د. عبدالعزيز بن سعد الدغيثر
  •  
    الدرس الثامن عشر: الشرك
    عفان بن الشيخ صديق السرگتي
  •  
    مفهوم الموازنة لغة واصطلاحا
    د. أحمد خضر حسنين الحسن
  •  
    ملخص من شرح كتاب الحج (5)
    يحيى بن إبراهيم الشيخي
  •  
    من نفس عن معسر نجاه الله من كرب يوم القيامة
    د. خالد بن محمود بن عبدالعزيز الجهني
  •  
    خطر الظلمات الثلاث
    السيد مراد سلامة
  •  
    تذكير الأنام بفرضية الحج في الإسلام (خطبة)
    جمال علي يوسف فياض
  •  
    حجوا قبل ألا تحجوا (خطبة)
    الشيخ عبدالله بن محمد البصري
  •  
    تعظيم المشاعر (خطبة)
    الشيخ محمد بن إبراهيم السبر
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / مقالات شرعية / الذكر والدعاء
علامة باركود

الدعاء يصنع العجائب

الدعاء يصنع العجائب
أبو حاتم سعيد القاضي

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 31/12/2018 ميلادي - 22/4/1440 هجري

الزيارات: 55239

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

الدعاء يصنع العجائب


قال الله تعالى: ﴿ قُلْ مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلَا دُعَاؤُكُمْ فَقَدْ كَذَّبْتُمْ فَسَوْفَ يَكُونُ لِزَامًا ﴾ [الفرقان: 77].

 

والمعنى: قل: ما يعبأ بكم ربي، وما يكترِثُ بكم، ولا يهتَم لكم، ولا قدرَ لكم يستوجِب الاكتراثَ والمبالاةَ، لولا دعاؤكم إيَّاه، واختلفوا في معنى: ﴿ دُعَاؤُكُمْ ﴾، فقال بعض أهل العلم: أي: عبادتُكم له وحده جل وعلا، فهو خطابٌ عام للكافرين والمؤمنين، ثم أفرد الكافرين دون المؤمنين بقوله: ﴿ فَقَدْ كَذَّبْتُم ﴾ الآية.

 

إنَّ للدعاء شأنًا عظيمًا، وخطبًا جليلًا، به ينجو العبدُ من شقاءِ الدنيا وعذابِ الآخرةِ، ويفوزُ بالجنانِ والعيشِ الرغيدِ، به تنكشفُ الكرباتُ، وتزولُ البليَّاتُ، به تنزِلُ الخيراتُ، وتحلُّ البركاتُ.

 

يا من تشكو ضيقًا في صدرِك!

يا من يشكو شظَفَ العيشِ وضيقًا في الرزقِ!

يا من حُرِمَ الولدَ؟

يا من كبَّلته الذنوبُ وأرهقتْه المعاصي؟

يا من طرقَ بابَ أهلِ الأرضِ، فسُدَّتْ في وجهِه!

 

اطرُقْ بابَ ربِّك، تذلَّلْ إليه، وابكِ بين يديه، وتضرَّع إليه، سلْه حوائجَك، إن أمرَ الكون بيدِه، كل شيءٍ خاضعٌ لعظمتِه وسلطانه.

 

عن أبي إدريس الخولاني رحمه الله عن أبي ذر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما روى عن الله تبارك وتعالى أنه قال: "يا عبادي، إني حرَّمتُ الظلمَ على نفسِي، وجعلتُه بينكم محرَّمًا، فلا تظَالموا، يا عبادي، كلُّكم ضالٌّ إلا من هديتُه، فاستهدُوني أهدِكم، يا عبادي، كلُّكم جائعٌ إلا مَن أطعمتُه، فاستطعمُوني أطعِمْكم، يا عبادي، كلُّكم عارٍ إلا من كسوتُه، فاستكسُوني أكسُكُم، يا عبادي، إنكم تُخطِئونَ بالليلِ والنهارِ، وأنا أغفرُ الذنوبَ جميعًا، فاستغفِروني أغفِرْ لكم، يا عبادي، إنكم لن تبلغوا ضرِّي فتضرُّوني، ولن تبلُغوا نفعي فتنفعوني، يا عبادي، لو أنَّ أولَكم وآخرَكم وإنسَكم وجنَّكم، كانوا على أتقى قلبِ رجلٍ واحدٍ منكم، ما زادَ ذلك في مُلكِي شيئًا، يا عبادي، لو أنَّ أولَكم وآخرَكم وإنسَكم وجنَّكم، كانوا على أفجرِ قلبِ رجلٍ واحدٍ، ما نقَصَ ذلك من مُلكي شيئًا، يا عبادي، لو أن أولَكم وآخرَكم وإنسَكم وجِنَّكم، قاموا في صعيدٍ واحدٍ، فسألوني فأعطيتُ كلَّ إنسانٍ مسألتَه، ما نقَص ذلك مما عندي إلا كما ينقُصُ المِخيطُ إذا أُدخِلَ البحرَ، يا عبادي، إنما هي أعمالُكم أُحصِيها لكم، ثم أوفِّيكم إياها، فمن وجد خيرًا، فليحمَد الله، ومن وجد غير ذلك، فلا يلومنَّ إلا نفسه"، قال سعيد: كان أبو إدريس الخولاني إذا حدث بهذا الحديث جثا على رُكبتيه [1].

 

قال ربنا سبحانه: ﴿ ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً ﴾ [الأعراف: 55].

وقال جل شأنه: ﴿ فَادْعُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ ﴾ [غافر: 14].

 

إن للدعاء فضلًا عظيمًا، وثوابًا جزيلًا، وها أنا ذا أذكر لك بعض فضائلِ الدعاء؛ لتكون مُحفِّزًا لك للمداومة على الدعاء ليلًا ونهارًا، سرًّا وجهرًا سُجدًا وقيامًا.

 

1- وعد الله أن يستجيب لمن دعاه بصدق:

قال ربنا سبحانه: ﴿ وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ﴾ [غافر: 60].

وقال جل شأنه: ﴿ وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ ﴾ [البقرة: 186].

 

وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "لا يزالُ يُستجابُ للعبدِ ما لم يدعُ بإثمٍ أو قطيعةِ رحمٍ، ما لم يستعجِل"، قيل: يا رسول الله، ما الاستعجالُ؟ قال: يقول: "قد دعوتُ وقد دعوتُ، فلم أرَ يستجِيبُ لي، فيستحسِرُ عند ذلك ويدَعُ الدعاءَ"[2].

 

قال العلماء: يجب على العبدِ أن يكون أبدًا في دعائه مُظهرًا الحاجةَ والطاعةَ لله تعالى، وألا يكونَ غرضُه من الدعاءِ ما يريدُ فقط، فإذا لم ينلْه ثقُلَ عليه الدعاءُ، بل الواجبُ إدامةُ الدعاءِ، وتركُ اليأسِ من الإجابةِ، ودوامُ الرجاءِ، والإلحاحُ في الدعاءِ؛ فإنَّ الله يحبُّ المُلحِّينَ عليه في الدعاءِ.

 

وعن سلمان الفارسي رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن الله حييٌّ كريمٌ يستحيي إذا رفعَ الرجلُ إليه يديه أن يردَّهما صِفرًا خائبتين"[3].

 

بل إن الله تعالى يجيبُ دعاءَ الكافرَ إذا دعاه صادقًا مخلصًا؛ كما قال سبحانه: ﴿ فَإِذَا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ إِذَا هُمْ يُشْرِكُونَ ﴾ [العنكبوت: 65].

 

فهذا وعدٌ من الله لمن دعاه صادقًا مخلصًا أن يُجِيبَ دعاءَه، إنه سبحانه ليس في حاجةٍ لأن يعِدَ أحدًا، وإذا وعدَ فإنه لا يُخلِفُ وعدَه أبدًا جلَّ شأنُه.

 

2- الدعاء هو العبادة:

قال الله تعالى: ﴿ وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ ﴾ [غافر: 60]، قالوا: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي ﴾: أي: عن دعائي وتوحيدي.

 

وقال إبراهيم عليه السلام: ﴿ وَأَعْتَزِلُكُمْ وَمَا تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ وَأَدْعُو رَبِّي عَسَى أَلَّا أَكُونَ بِدُعَاءِ رَبِّي شَقِيًّا ﴾، [مريم: 48]، قال الله تعالى: ﴿ فَلَمَّا اعْتَزَلَهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ وَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَكُلًّا جَعَلْنَا نَبِيًّا ﴾ [مريم: 49].

 

وعن النعمان بن بشير رضي الله عنه عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال: "إنَّ الدعاءَ هو العبادةُ"، ثم قرأَ: ﴿ وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ﴾ [غافر: 60][4].

 

قال العلماء: ومعناه أنَّ الدعاءَ مُعظَمُ العبادةِ، أو هو العبادةُ الحقيقيةُ التي تستأهِلُ أن تُسمَّى عبادةً؛ لدلالته على الإقبالِ على الله، والإعراضِ عما سواه، بحيث لا يرجو ولا يخافُ إلا إياه؛ فالدعاءُ فيه إظهارُ العبدِ غاية التذلُّلِ والاستكانةِ، وفيه إظهارُ الافتقارِ إلى الله، والاعترافُ بأنَّ الله تعالى قادرٌ على إجابته، وما شُرِعَت العباداتُ إلا للخضوعِ للباري وإظهارِ الافتقارِ إليه.

 

وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ليس شيءٌ أكرمُ على الله من الدعاءِ"[5].

 

قال العلماء: ليس شيءٌ من الأذكارِ والعباداتِ أفضلُ عند الله من الدعاءِ؛ لأن فيه إظهار الفقرِ والعجزِ، والتذلل والاعترافَ بقوةِ الله وقدرته.

 

3- الداعي في معيَّة الله:

عن يزيد بن الأصم عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الله يقول: أنا عند ظنِّ عبدي بي وأنا معه إذا دعاني"[6].

 

وهذه معية التوفيقِ والهدايةِ والعنايةِ، فإذا دعوتَ الله وتضرعْتَ بين يديه، كان معك يحفظُك، ويوفقُك، ويرعاك، ويا له من شرفٍ عظيمٍ أنت تكون من الصفوةِ الذين اختصَّهم الله بمعيتِه الخاصةِ.

 

4- من لزم الدعاء لا بد أن يربح:

عن أبي سعيد رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ما من مسلم يدعو بدعوةٍ ليس فيها إثمٌ، ولا قطيعةُ رحمٍ، إلا أعطاه الله بها إحدى ثلاثٍ؛ إما أن تُعجَّلَ له دعوتُه، وإما أن يدخِرَها له في الآخرةِ، وإما أن يصرِفَ عنه من السوءِ مثلَها"، قالوا: إذًا نُكثِر، قال: "الله أكثَرُ"[7].

 

قال العلماء: "الله أكثر": فضلُ الله أكثرُ، فما يُعطِيه من فضلِه وسعةِ كرمِه أكثرُ مما يُعطِيكم في مُقابلةِ دعائكم، فأكثروا ما شئتم، فإنه تعالى يُقابِل أدعيتَكم مما هو أكثر منها وأجلُّ، وقيل: الله أغلبُ في الكثرةِ، فلا تُعجِزونه في الاستكثارِ، فإن خزائنَه لا تنفَد، وعطاياه لا تفنى، وقيل: الله أكثرُ إجابةً من دعائِكم، قلت: كله محتَملٌ إن شاء الله.

 

فتخيَّل أنك جئتَ يوم القيامةِ، فرأيت في صحيفتِك حسناتٍ كثيرةً، ما هي بصلاةٍ ولا صيامٍ ولا زكاةٍ، إنها دعواتٌ دعوتَ بها، لم يُجِبْها الله لك، لكنه سبحانه وتعالى ادَّخَرَها لك يومَ القيامة حسناتٍ يُثَقِّلُ بها ميزانَك.

 

فلا تنقطِعْ أبدًا عن الدعاء، حتى إذا لم ترَ إجابةً في الدنيا، فإن الخيرَ العظيمَ ينتظرُك في الآخرةِ.

 

5- بالدعاء يفرج الله الهم:

عن عبدالله رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما أصابَ أحدًا قطُّ همٌّ ولا حزَنٌ، فقال: اللهم إني عبدُك، ابنُ عبدُك، ابن أمَتِك، ناصيتي بيدِك، ماضٍ فيَّ حكمُك، عدلٌ فيَّ قضاؤك، أسألك بكلِّ اسمٍ هو لك سمَّيتَ به نفسَك، أو علمتَه أحدًا من خلقِك، أو أنزلتَه في كتابِك، أو استأثرتَ به في علمِ الغيبِ عندَك، أن تجعلَ القرآنَ ربيعَ قلبي، ونورَ صدري، وجلاءَ حُزني، وذهابَ همِّي، إلا أذهَب الله همَّه وحُزنَه، وأبدلَه مكانَه فرَحًا"، قال: فقيل: يا رسول الله، ألا نتعلَّمُها؟ فقال: "بلى، ينبغي لمن سمِعَها أن يتعلَّمَها"[8].

 

فإذا أصابتْك الهمومُ، وملأَ الحزنُ قلبَك، فقُم وتذلَّلْ بين يدي ربِّك، وسلْه تفريجًا لهمومِك، وتيسيرًا لأمورِك، إن قلبَك بيدِه، وكلُّ أمرِك خاضعٌ لسطوتِه جلَّتْ قدرتُه.

 

6- بالدعاء يكشف الضر:

قال الله تعالى: ﴿ وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ ﴾ [الأنبياء: 83].

وقال سبحانه: ﴿ أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ قَلِيلًا مَّا تَذَكَّرُونَ ﴾ [النمل: 62].

 

وذكر ابن عساكر في تاريخ دمشق[9] عن أبي بكر محمد بن داود قال: كان بدمشق رجلٌ له بغل يُكرِيه من دمشق إلى تل الزَّبَداني، ويحمِلُ عليه الناس، فذكر أنه أكرى بغله مرةً رجلٌ يحمِلُ عليه متاعًا له بأُجرةٍ معلومةٍ، فلما صار خارج الدرْبِ لقِيَه رجلٌ وسأله أن يحمِلَه على رأسِ الحمل، ويأخذ منه أُجرتَه، قال: فرغِبْت في الكِرَاءِ، وحملَه فوق الحمل، فلما صِرنا ببعض الطريق قال لي: هل لك أن تأخُذَ بنا هذا الطريقَ؛ فإنه مختصرٌ، ويجيء عند مفرق طريقين، فقلت له: أنا لا أخْبَر هذا الطريقَ، ولا أعرفه، فقال: أنا أعرفه، وقد سلكتُه مِرارًا كثيرةً، قال فأخذتُ في ذلك الطريقِ، فأشرفْتُ على موضع وعْرٍ وحْشٍ، ووادٍ عظيمٍ هائلٍ، واستوحشتُ، وجعلتُ أنظر يَمنةً ويَسرةً ولا أرى أحدًا، ولا أرى أي إنسان، قال: فبينا أنا كذلك إذا به يقول لي: امسك برأسِ البغلِ حتى أنزلَ، فقلت له: أيش تنزلُ وقد أشرفتَ في هذا الموضعِ، مُرْ بنا نلحَقُ البلدَ بوقتٍ، فقال: خُذ ويلَك برأسِ البغلِ حتى أنزلَ، وقد أشرفت على واد عظيمٍ يخايل لي أن فيه أقوامًا موتى، فأمسكتُ برأسِ البغلِ حتى نزل، ثم شدَّ على نفسِه ثيابَه، وأخرجَ سكينًا عظيمًا من وسطه، وقصدني به ليقتُلَني، فعدوت من بين يديه وأنا أقول: يا هذا خذِ البغلَ وما عليه، فقال هذا هو ولي، وإنما أريد قتلَك، فخوَّفتُه بالله عز وجل، وتضرعْتُ إليه، وبكيتُ، وحذرتُه من عقوبة تلحقُه؛ فأبى، وقال: ليس بُدٌّ مِن قتلك، فاستسلمتُ في يدِه، وقلت: دعني أُصلي ركعتين، ثم افعَلْ ما بدا لك، فقال: افعَل ولا تُطوِّل، قال: فابتدأت بالتكبير، وارتج عليَّ القراءة حتى لم أذكُر من القرآن حرفًا واحدًا، وأنا واقفٌ متحيِّرٌ، وهو جالسٌ بحذائي يقول: هيه افرُغْ، فأجرى الله على لساني بعد وقتٍ، فقرأت: ﴿ أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ ﴾ [النمل: 62]، فإذا أنا بفارسٍ قد أقبلَ من نحو الوادي، وبيدِه حَربةٌ، فرمى بها الرجلَ فما أخطأت فؤاده، وخرَّ صريعًا، فتعلقتُ بالفارس وهو منصرفٌ، وقلت له: بالله من أنت الذي منَّ الله بحياتي بظهورِك؟ فقال: أنا رسولُ من يجيب المضطر إذا دعاه ويكشفُ السوءَ، قال: فأخذتُ البغلَ والحمل، ورجعتُ إلى دمشق سالِمًا.

 

7- بالدعاء ترزق الولد:

قال إبراهيم عليه السلام: ﴿ رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ * فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلَامٍ حَلِيمٍ ﴾ [الصافات: 100-101].

قال الله تعالى: ﴿ وَزَكَرِيَّا إِذْ نَادَى رَبَّهُ رَبِّ لَا تَذَرْنِي فَرْدًا وَأَنتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ * فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَى وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ ﴾ [الأنبياء: 89-90].

 

8- بالدعاء تشفى من المرض:

قال الله تعالى: ﴿ وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ * فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِن ضُرٍّ وَآتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُم مَّعَهُمْ رَحْمَةً مِّنْ عِندِنَا وَذِكْرَى لِلْعَابِدِينَ ﴾ [الأنبياء: 83-84].

 

9- بالدعاء ينجيك الله من الفتن:

قال الله تعالى: ﴿ قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ وَإِلَّا تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُن مِّنَ الْجَاهِلِينَ * فَاسْتَجَابَ لَهُ رَبُّهُ فَصَرَفَ عَنْهُ كَيْدَهُنَّ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ﴾ [يوسف: 33-34].

 

10- الدعاء يأتي بالنصر:

قال الله تعالى: ﴿ فَدَعَا رَبَّهُ أَنِّي مَغْلُوبٌ فَانتَصِرْ * فَفَتَحْنَا أَبْوَابَ السَّمَاءِ بِمَاءٍ مُّنْهَمِرٍ * وَفَجَّرْنَا الْأَرْضَ عُيُونًا فَالْتَقَى الْمَاءُ عَلَى أَمْرٍ قَدْ قُدِرَ * وَحَمَلْنَاهُ عَلَى ذَاتِ أَلْوَاحٍ وَدُسُرٍ * تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا جَزَاءً لِّمَن كَانَ كُفِر ﴾ [القمر: 10-14].

 

وقال الله تعالى: ﴿ وَلَمَّا بَرَزُوا لِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالُوا رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ ﴾ [البقرة: 250].

 

وقال الله تعالى: ﴿ وَكَأَيِّن مِّن نَّبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ * وَمَا كَانَ قَوْلَهُمْ إِلَّا أَن قَالُوا رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ ﴾ [آل عمران: 146-147].

 

وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: لما كان يومُ بدرٍ نظر رسولُ الله صلى الله عليه وسلم إلى المشركين وهم ألفٌ، وأصحابُه ثلاثمائة وتسعةَ عشر رجلًا، فاستقبل نبيُّ الله صلى الله عليه وسلم القبلةَ، ثم مدَّ يديه، فجعل يهتِف بربِّه: "اللهم أنجِزْ لي ما وعدتني، اللهم آت ما وعدتني، اللهم إن تهلك هذه العِصابة من أهلِ الإسلامِ لا تُعبَدُ في الأرضِ"، فما زالَ يهتِف بربِّه، مادًّا يديه مستقبلَ القبلةِ، حتى سقطَ رداؤه عن مَنكِبَيه.

 

فأتاه أبو بكرٍ فأخذ رداءَه، فألقاه على مَنكِبَيه، ثم التزمَه من ورائه، وقال: يا نبيَّ الله، كفاك مُناشدَتُك ربَّك، فإنه سيُنجِز لك ما وعدَك، فأنزل الله عز وجل: ﴿ إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُرْدِفِينَ ﴾ [الأنفال: 9]، فأمده الله بالملائكة[10].

 

11- بالدعاء تغفر الذنوب:

قال آدم عليه السلام وزوجته: ﴿ قَالَا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ ﴾ [الأعراف: 23].

 

قال ربنا: ﴿ فَتَلَقَّى آدَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ ﴾ [البقرة: 37].

وقال موسى عليه السلام: ﴿ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي فَغَفَرَ لَهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ﴾ [القصص: 16].

 

وسبق قولُ الله عزَّ وجلَّ في الحديث القدسي: "يا عبادي، إنكم تُخطِئون بالليلِ والنهارِ، وأنا أغفر الذنوبَ جميعًا، فاستغفروني أغفِرْ لكم".

 

عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "قال الله تبارك وتعالى: يا بنَ آدم، إنك ما دعوتَني ورجوتَني غفرْتُ لك على ما كان فيك ولا أُبَالي.."[11].

 

12- الدعاء سبب لدفع غضب الله:

عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من لم يسأَلِ الله غضِبَ الله عليه"[12].

الله يغضَبُ إن تركْتَ سؤالَه *** وبني آدمَ حين يُسأَلُ يغضَبُ

 

13- الدعاء يرد القدر:

عن أنس بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ادعوا؛ فإن الدعاءَ يرُدُّ القضاءَ"[13].

 

وعن الحسن بن علي رضي الله عنه قال: علَّمني رسولُ الله صلى الله عليه وسلم كلماتٍ أقولُهنَّ في الوترِ: "اللهم اهدِني فيمن هدَيتَ، وعافني فيمن عافيتَ.."[14].

 

قلت: يظهر لي والله أعلم أنَّ الدعاءَ يردُّ القدرَ بقدرٍ؛ فالله عزَّ وجلَّ قدَّرَ في علمِه منذ الأزل أن فلانًا سيُصيبُه مرضٌ، لكنه سوف يدعو الله عزَّ وجلَّ أن يُعافِيَه من المرض ويصرِفَ عنه البلايا، وسوف يُجيبُ الله دعاءَه ويصرِفُ هذا عنه المرضَ، ولو أنه تركَ الدعاءَ لأصابه الله بهذا المرضِ، وقدَّرَ الله سبحانه أن فلانًا سيظَلُّ على الكفرِ سنين طويلةً، لكنه سوف يدعو الله صادقًا أن يهدِيَه إلى الصراطِ المستقيمِ، وأن يُبَصِّره بالحقِّ، وسوف يُجِيبُ الله دعاءَه ويهدِيَه إلى الإسلامِ، ولو أنه تركَ الدعاء لأماتَه الله على الكفرِ، وهكذا، هذا ما يظهَرُ لي، والله أعلى وأعلم.



[1] أخرجه مسلم (2580).

[2] أخرجه مسلم (2735)، والبخاري (6340)، "يستحسر": يتعب وينقطِع.

[3] روي مرفوعًا وموقوفًا، والوقف أصح: أخرجه أحمد (5/ 438)، وأبو داود (1488)، والترمذي (3556)، وابن ماجه (3865)؛ انظر كتابي: "اختلاف المحدثين" (1)، "صفرًا": خالية.

[4] سنده صحيح: أخرجه أحمد (4/ 267)، وأبو داود (1479)، والترمذي (3247)، وابن ماجه (3828).

[5] إسناده حسن: أخرجه أحمد (2/ 362)، والبخاري في " الأدب المفرد " (712)، والترمذي (3370)، وابن ماجه (3829)، وفيه عمران القطان مختلف فيه، وهو حسن ما لم يأت بمنكر، والله أعلم.

[6] أخرجه مسلم (2675)، ورواه أبو صالح عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يقول الله عز وجل: "أنا عند ظن عبدي بي، وأنا معه حين يذكرني".

[7] سنده حسن: أحرجه أحمد (3/ 18)، والحاكم (1/ 493).

[8] مختلف فيه: أخرجه أحمد (1/ 391)، والحاكم (1/ 509)، وغيرهما، وفيه أبو سلمة الجُهني جهَّله بعض العلماء، وقال بعضهم: بل هو أبو سلمة الجهني موسى بن عبدالله، وهو ثقة، فالله أعلم.

[9] "تاريخ دمشق" (68/ 252).

[10] أخرجه مسلم (1763).

[11] أخرجه الترمذي (3540).

[12] سنده ضعيف: أخرجه أحمد (2/ 442)، والبخاري في "الأدب المفرد" (658)، والترمذي (3373). وفيه أبو صالح الخوزي ضعيف.

[13] إسناده حسن: أخرجه الطبراني في "الدعاء" (29)، وفي الباب عن: معاذ، وثوبان، وأنس، وابن عمر، وسلمان، وعبادة، وأبي هريرة، بأسانيد فيها مقالٌ.

[14] إسناده صحيح: أخرجه أبو داود (1425)، والترمذي (464)، والنسائي (1745)، وابن ماجه (1178).





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • الدعاء خير من النذر
  • خطبة: الدعاء
  • آداب الدعاء
  • الاعتداء في الدعاء
  • الدعاء قوة (قصة واقعية)
  • الدعاء هواء ودواء
  • خطبة شأن الدعاء
  • الاستنصار بالدعاء وعشر ذي الحجة
  • أدعية كان الرسول عليه الصلاة والسلام يكثر من الدعاء بها
  • من وسائل الثبات: الدعاء
  • عشرة أسباب لتكون مجاب الدعاء
  • زمن العجائب (قصيدة)

مختارات من الشبكة

  • لماذا تتأخر إجابة الدعاء (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الدعاء فضائل وآداب(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الدعاء المستجاب(مقالة - آفاق الشريعة)
  • بعد أذكار الصلاة يعمد كل فردا إلى الدعاء (الدعاء الجماعي في ادبار الصلاة)(مادة مرئية - موقع موقع الأستاذ الدكتور سعد بن عبدالله الحميد)
  • من أسباب إجابة الدعاء: الدعاء بأسماء الله الحسنى(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تحقيق الرجاء بمختار الدعاء: مختصر كتاب الدعاء للإمام الحافظ الطبراني - بدون حواشي (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • تحقيق الرجاء بمختار الدعاء: مختصر كتاب الدعاء للإمام الحافظ الطبراني (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • الدعاء عدة المؤمن: آداب الدعاء - أسباب وموانع الإجابة (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • رمضان المبادرة .. الدعاء الدعاء(مقالة - ملفات خاصة)
  • حكم الدعاء في الركوع(مقالة - آفاق الشريعة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • مسجد كندي يقترب من نيل الاعتراف به موقعا تراثيا في أوتاوا
  • دفعة جديدة من خريجي برامج الدراسات الإسلامية في أستراليا
  • حجاج القرم يستعدون لرحلتهم المقدسة بندوة تثقيفية شاملة
  • مشروع مركز إسلامي في مونكتون يقترب من الانطلاق في 2025
  • مدينة روكفورد تحتضن يوما للمسجد المفتوح لنشر المعرفة الإسلامية
  • يوم مفتوح للمسجد يعرف سكان هارتلبول بالإسلام والمسلمين
  • بمشاركة 75 متسابقة.. اختتام الدورة السادسة لمسابقة القرآن في يوتازينسكي
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 21/11/1446هـ - الساعة: 14:30
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب