• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    طريق لا يشقى سالكه (خطبة)
    عبدالله بن إبراهيم الحضريتي
  •  
    خطبة: مكانة العلم وفضله
    أبو عمران أنس بن يحيى الجزائري
  •  
    خطبة: العليم جلا وعلا
    الشيخ الدكتور صالح بن مقبل العصيمي ...
  •  
    في تحريم تعظيم المذبوح له من دون الله تعالى وأنه ...
    فواز بن علي بن عباس السليماني
  •  
    كل من يدخل الجنة تتغير صورته وهيئته إلى أحسن صورة ...
    فهد عبدالله محمد السعيدي
  •  
    محاضرة عن الإحسان
    د. عطية بن عبدالله الباحوث
  •  
    ملامح تربوية مستنبطة من قول الله تعالى: ﴿يوم تأتي ...
    د. عبدالرحمن بن سعيد الحازمي
  •  
    نصوص أخرى حُرِّف معناها
    عبدالعظيم المطعني
  •  
    فضل العلم ومنزلة العلماء (خطبة)
    خميس النقيب
  •  
    البرهان على تعلم عيسى عليه السلام القرآن والسنة ...
    د. محمد بن علي بن جميل المطري
  •  
    الدرس السادس عشر: الخشوع في الصلاة (3)
    عفان بن الشيخ صديق السرگتي
  •  
    القرض الحسن كصدقة بمثل القرض كل يوم
    د. خالد بن محمود بن عبدالعزيز الجهني
  •  
    الليلة التاسعة والعشرون: النعيم الدائم (2)
    عبدالعزيز بن عبدالله الضبيعي
  •  
    حكم مشاركة المسلم في جيش الاحتلال
    أ. د. حلمي عبدالحكيم الفقي
  •  
    غض البصر (خطبة)
    د. غازي بن طامي بن حماد الحكمي
  •  
    كيف تقي نفسك وأهلك السوء؟ (خطبة)
    الشيخ محمد عبدالتواب سويدان
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / منبر الجمعة / الخطب / تفسير القرآن
علامة باركود

التأدب مع القرآن العظيم (خطبة)

التأدب مع القرآن العظيم (خطبة)
د. محمود بن أحمد الدوسري

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 4/11/2018 ميلادي - 24/2/1440 هجري

الزيارات: 47594

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

التأدُّبُ مع القرآن العظيم


الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام الأتمَّان على خاتم الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:

إنَّ التأدُّب مع كتاب الله تعالى ترتبط به مجموعة من الآداب التي يجب أن يراعيها المسلم في تعامله مع كتاب ربِّه، ومن هذه الآداب، وهي نوعان:

أ- آداب قلبية.

ب - آداب ظاهرية.

 

النوع الأول: الآداب القلبية: وهي مجموعة من الآداب ذات صلة بالقلب، وتُعَبِّر عن عمق الإيمان بكتاب الله تعالى، وهي:

1- معرفة أصل الكلام: وهو التنبه إلى عظمة الكلام المقروء وعلوِّه، وإلى تَفَضُّلِ اللهِ تعالى ولطفه بِخَلْقِه، حيث خاطبهم بهذا الكلام العظيم الشريف، وتكفل - تفضلاً منه ورحمةً - بتيسير إفهامهم إياه.

 

2- تَعْظِيمُ مُنَزِّلِهِ: لأن الذي يقرؤه ليس من كلام البشر، خاصة إذا تَفَكَّر في صفات الله، وأسمائه، وأفعاله.

 

3- حضور القلب عند التلاوة: لأن المُعَظِّم لكلام الله تعالى يستبشر به، ويأنس له، ولا يغفل عنه.

 

4- تدبُّر المقروء والمسموع: إذ لا خير في عبادة لا فقه فيها، فيحاول استيعاب المعاني؛ لأنها أوامر ربِّ العالمين.

 

5- أن يتفاعل قَلْبُه مع كل آية بما يليق بها: فيتأمل معاني أسماء الله تعالى وصفاته وأفعاله؛ ليستدل من عظمة الفعل على عظمة الفاعل، ويتأسى بأحوال الأنبياء وكيف كُذِّبوا وضُربوا وقُتل بعضهم، ولم يُنْقِصْ هذا في ملك الله جناح بعوضة، ولم يزد أيضاً؛ لأنَّ الله غنيٌّ عن العالمين، لا تنفعه تقوى المتَّقين، ولا يضره فجور الكافرين، ويعتبر بأحوال المكذبين، وأنه إذا غفل وأساء الأدب فربما أدركته النقمة، وهكذا.

 

6- أن يستشعر بأنَّ كُلَّ خطاب في القرآن مُوَجَّهٌ إليه شخصياً: فعليه أن يقرأ كما يقرأ العبد كتاباً خَصَّه به مولاه، يأمره فيه وينهاه، وهذا ما أكَّدَ عليه ابن القيم - رحمه الله - بقوله: «إذا أردت الانتفاع بالقرآن فاجْمَعْ قلبك عند تلاوته وسماعه، وأَلْقِ سمعك، واحضر حضور مَنْ يخاطبه مَنْ تكلم به سبحانه منه إليه، فإنه خطاب منه لك على لسان رسوله صلّى الله عليه وسلّم»[1].

 

إن مما يؤسف له في صلة المسلمين المعاصرين بإسلامهم وقرآنهم وتعاملهم مع ربهم، أن الواحد منهم لا يشعر أنه هو المقصود أساساً بالأمر أو التوجيه، وأنه مطالب به، ولكنه يشعر أن الخطاب لفلان أو علاَّن، فهو يُبعد المسؤولية عن نفسه، و«يُوَزِّعُ» الواجبات على غيره، ولهذا لم يتفاعل معها ولم يسع لكي يلتزم بها: فإذا قرأ آيات القصص قصرها على السَّابقين، وإذا قرأ آيات الخطاب والتكليف للرسول صلّى الله عليه وسلّم خَصَّهُ بها، وإذا قرأ حادثة زمن الصحابة فهي لهم فقط، وإذا سمع: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ﴾ فهي تُخاطِبُ الصَّحابة أو مؤمنين في العوالِم الأخرى، وآيات الزكاة والصدقة للأغنياء فقط، وآيات الدعوة والبلاغ للشُّيوخ والعلماء فقط، وهكذا، وإذا بهذا المسلم لم تُوجَّه له آية، ولم يُطالب بحُكم، ولم يُكلَّف بواجب!

 

7- أن يتأثر بكل آية يتلوها: فيرتعد خوفاً عند الوعيد وذكر النار ويستبشر فرحاً عند الوعد وذكر الجنة، ويُطأطأ رأسه خضوعاً عند ذكر الله تعالى وأسمائه الحسنى وصفاته العلا، ويخفض صوته وينكسر في باطنه حياءً من قبح مقالة الكفار وقلَّة أدبهم في دعاويهم.

 

8- التَّخلِّي عن موانع الفهم: وهو تجنب موانع الفهم، مثل أن يصرف همَّه كلَّه إلى تجويد الحروف، أو يتعصَّب لآراء الرجال، أو يتكبَّر، أو يعشق الدُّنيا.

والتَّخلي أيضاً عن اعتقاده حصر معاني آيات القرآن العظيم فيما تلقَّنه من تفسير.

 

ومن أعظم أنواع التَّخلي: التَّخلِّي عن الذنوب، وعلى رأسها أمراض القلوب، حتى يتهيأ القلب ويستعد لقبول كلام الله تعال

وقد حكى الإمام ابن القيم رحمه الله قاعدةً عقليَّةً في ذلك، فقال: «قَبول المحل لما يوضع فيه مشروط بتفريغه من ضِدِّه»[2].

 

فالقلب المطمئن بذكر الله تعالى وتلاوته القرآن ينفر عن ضد ذلك من اللهو والغناء، وكذلك العكس بالعكس، فالقلب المشرب بحب الغناء واللهو لا ينشرح لذكر الله وتلاوة القرآن ولا ينتفع بذلك.

 

وقد جعل العلاَّمة ابن جماعة - رحمه الله - التَّوبةَ أَوَّلَ آدابِ طالبِ العلم، فقال في معرض تعداده لآداب المتعلِّم: «الأول: أن يُطَهِّر قلبه من كلِّ غشٍ ودنسٍ وغلٍ وحسد وسوء عقيدة وخلق؛ لِيَصْلُحَ بذلك لقبول العلم وحفظه والاطلاع على دقائق معانيه وحقائق غوامضه، فإن العلم كما قال بعضهم: صلاة السر، وعبادة القلب، وقربة الباطن، وكما لا تصلح الصلاة التي هي عبادة الجوارح الظاهرة إلاَّ بطهارة الظاهر من الحدث والخبث، فكذلك لا يصلح العلم الذي هو عبادة القلب إلاَّ بطهارته من خبث الصِّفات وحدث ومساوئ الأخلاق ورديئها.

 

وإذا طُيِّبَ القلبُ للعلم ظهرت بركته ونما، كالأرض إذا طُيِّبَتْ للزرع نما زرعها وزكا»[3].

 

9- أن يتبرأ من حوله وقوته: إذ لا حول ولا قوة إِلاَّ بالله العليِّ العظيم، ويتجنب النظر إلى نفسه بعين الرضا والتزكية.

 

النوع الثاني: الآداب الظَّاهرية:

كالتَّطهُّر، والتَّطيُّب، ونظافة المكان، ولبس ثياب التَّجمُّل، وتنظيف الفم بالسِّواك، واستقبال القبلة، والجلوس بالسَّكينة والوقار، والقراءة على ترتيب المصحف، واستحضار الحزن والبكاء، فإن لم يحضره البكاء فليبكِ على قسوة قلبه.

 

ويُمْسِكُ عن القراءة - إذا عرض له تثاؤب - حتى ينقضي تثاؤبه.

ويقطع القراءة - وجوباً - لرد السَّلام، ولحمد الله بعد العطاس، ولتشميت عاطس، ويقطعها - ندباً - لإجابة المؤذن.

 

ويُكره اتِّخاذُ القرآن معيشةً، وتكره قراءة متنجِّس الفم، وتكره القراءة الجهرية في الأسواق وفي مواطن اللَّغط واللَّهو ومجمع السُّفهاء، ومثله القراءة الجهرية في المقاهي والمحلات العامة حيث لا تُسمع القراءة بل يُتَلَهَّى عنها.

 

ويُكره أن يتأوَّل آيةً من القرآن عندما يعرض له شيء من أمور الدُّنيا، كأن يقول - إذا جاءه أحد: ﴿ جِئْتَ عَلَى قَدَرٍ يَا مُوسَى ﴾ [طه: 40].

 

أو يقول حين حضور الطَّعام: ﴿ كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الأَيَّامِ الْخَالِيَةِ ﴾ [الحاقة: 24] ونحو هذا.

ولا يجوز أن يقرأ القرآن منكوساً؛ كما كان يفعل بعض مَنْ يلتمس أن يرى من نفسه الحذق والمهارة فيقرأ: «الضالين ولا عليهم المغضوب غير...» عياذاً بالله من هذا الحال.

 

آداب عامة في التَّعامل مع القرآن:

هناك آداب عامة مع هذا الكتاب العظيم المجيد لا يليق بمسلم أن يجهلها، ومنها:

1- تعهُّده بالقراءة: قال تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلاَنِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ ﴾ [فاطر: 29].

 

فبعد أن أثنى الله تعالى على العلماء الذين يخشونه بقوله: ﴿ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ ﴾ [فاطر: 28]. ذَكَرَ صفات العالِمين بكتابه العامِلين به.

 

يقول ابن عاشور - رحمه الله - عند تفسيره لهذه الآية: «فالمراد بـ ﴿ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ ﴾ المؤمنون به؛ لأنهم اشْتُهِروا بذلك وعُرِفوا به وهم المراد بالعلماء. قال تعالى: ﴿ بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ ﴾ [العنكبوت: 49]. وهو أيضاً كناية عن إيمانهم لأنه لا يتلو الكتابَ إلاَّ مَنْ صدَّق به وتلقاه باعتناء...

 

فقد أشعر الفِعلُ المضارع: ﴿ يَتْلُونَ ﴾ بتجدد تلاوتهم، فإن نزول القرآن متجدد، فكلما نزل منه مقدار تلقوه وتدارسوه»[4].

 

2- عدم هجرانه: قال تعالى: ﴿ وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا ﴾ [الفرقان: 30].

و«معنى هذه الآية الكريمة ظاهر، وهو أن نبينا صلّى الله عليه وسلّم شكا إلى ربه هجر قومه، وهم كفار قريش لهذا القرآن العظيم؛ أي: تركهم لتصديقه، والعمل به، وهذه شكوى عظيمة، وفيها أعظم تخويف لمن هجر هذا القرآن العظيم، فلم يعمل بما فيه من الحلال والحرام والآداب والمكارم، ولم يعتقد ما فيه من العقائد ويعتبر بما فيه من الزواجر والقصص والأمثال»[5].

 

وبَيَّنَ ابنُ القيم - رحمه الله - أنواعَ هَجْرِ القرآنِ، فقال: «هَجْرُ القرآنِ أنواع:

أحدها: هجر سماعِه والإيمانِ به والإصغاءِ إليه.

 

والثاني: هجر العملِ به والوقوفِ عند حلاله وحرامه، وإِنْ قرأه وآمَنَ به.

 

والثالث: هجر تحكيمِه والتحاكمِ إليه في أصول الدين وفروعه واعتقاد أنه لا يفيد اليقين، وأن أدلته لفظية لا تحصل العلم.

 

والرابع: هجر تدبُّرِه وتفهُّمِه ومعرفة ما أراد المتكلِّم به منه.

 

والخامس: هجر الاستشفاءِ والتداوي به في جميع أمراض القلوب وأدوائها، فيطلب شفاء دائه من غيره، ويهجر التداوي به، وكل هذا داخل في قوله: ﴿ وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا ﴾ [الفرقان: 30]، وإنْ كان بعضُ الهجر أهونَ من بعض»[6].

 

وإننا اليوم نشهد هجراً للقرآن العظيم في جميع أنواع الهجر التي ذكرها العلامة ابن القيم - رحمه الله، فإلى الله - وحده - المشتكى.

 

لقد هُجِرَ القرآنُ الحكيم تلاوةً، وزهد الكثير في مذاكرته وحفظه وتدارسه على الرغم من حرصهم الشَّديد على متابعة وسائل الإعلام بشتَّى وسائلها المشروعة وغير المشروعة؛ ليتابعوا بلهف وشوق أخبار من لا خلاق لهم عند الله تعالى.

 

وهُجِرَ القرآنُ المجيد استماعاً، وارتبط استماع القرآن في أذهان كثير من الناس بالأحزان والسرادقات التي تقام للمآتم! بل أقبل الناس على سماع اللهو والغناء ومزمار الشيطان وهجروا قرآن الرحيم الرحمن!

 

وهُجِرَ القرآنُ العزيز تدبُّراً، ولو أنزله الله تعالى على الجبال الرواسي الشَّامخات لتصدَّعت من خشيته، فقست القلوب، وتحجَّرت العيون، فلا قلب يتدبر فيخشع، ولا جوارح تنقاد فتخضع، ولا عين تتحرك فتدمع!

 

وهُجِرَ القرآنُ العظيم عملاً، فبدل أن يكون منهج حياة متكامل يصبح - في واقع الناس إِلاَّ من رحم الله - آيات تقرأ عند القبور، ويُهدى ثوابها للأموات، مع أن هؤلاء الأحياء أحوج منهم إلى ثوابها وجعلها منهجاً للحياة بشتَّى أشكالها وصورها، أو تصنع التَّمائم والأحجبة فتعلق على صدور الغلمان، أو يوضع في البيوت والمحلات والسيارت للحفظ والبركة زعموا!

 

وهُجِرَ القرآنُ العظيم تحاكماً، ووقع المسلمون في المنكر الأعظم، بتنحية كتاب الله عن الحكم بين الناس، واتُّهِم شَرْعُ الله بالضَّعف والعجز والقصور والتَّخلف عن ركب الحضارة، وحل محله القانون الوضعي الضعيف القاصر يحكم في الدِّماء والأموال والأعراض!

 

وهُجِرَ القرآنُ الكريم استشفاءً وتداوياً، ولجأ الناس إلى السَّحرة والعرافين والدجالين يطلبون منهم الشفاء والدواء لأمراضهم!

فهل من عودة وهل من أوبة؟ نسأل الله تعالى العفو والعافية في الدُّنيا والآخرة [7].

 

3- التَّريُّث في قراءته: قال تعالى: ﴿ وَقُرْآنًا فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنزِيلاً ﴾ [الإسراء: 106]. ومعنى ﴿ فَرَقْنَاهُ ﴾ جعلناه فِرقاً؛ أي: أنزلناه منجماً مفرقاً غير مجتمع صَبرة واحدة. يقال: فَرَقَ الأشياءَ إذا باعد بينها، وفَرَقَ الصبرة إذا جزأها. «قال ابن عباسٍ - رضي الله عنهما: ﴿ فَرَقْنَاهُ ﴾ فَصَّلْنَاهُ»[8].

 

ومعنى ﴿ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ ﴾ أي: على مَهل وبطء وهي عِلَّةٌ لتفريقه. والحكمة في ذلك: أن تكون ألفاظه ومعانيه أثبت في نفوس السامعين [9].

 

وقال تعالى آمراً نبيه صلّى الله عليه وسلّم أن يقرأ القرآن بمهل وتبيين: ﴿ وَرَتِّلْ الْقُرْآنَ تَرْتِيلاً ﴾ [المزمل: 4]. وقد امتثل صلّى الله عليه وسلّم أَمْرَ رَبِّه: فعن قَتَادَةَ قَالَ: سَأَلْتُ أَنَسَ بنَ مالِكٍ عن قِراءَةِ النبيِّ صلّى الله عليه وسلّم فقال: «كان يَمُدُّ مَداً».

 

وعن قَتادَةَ قَالَ: سُئِلَ أَنَسٌ: كَيْفَ كانَتْ قِراءَةُ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلّم؟

فَقَالَ: «كانَتْ مَدّاً، ثُمَّ قَرَأَ: «بِسْمِ الله الرحمنِ الرحيم» يَمُدُّ بِبِسْمِ اللهِ، ويَمُدُّ بِالرَّحْمنِ، ويَمُدُّ بِالرَّحِيمِ»[10].

 

وتَصِفُ حَفْصَةُ - رضي الله عنها - قِراءةَ النبيِّ صلّى الله عليه وسلّم فتقول: «كان يَقْرَأُ بِالسُّورَةِ فَيُرَتِّلُها، حَتَّى تَكُونَ أَطْوَلَ مِنْ أَطْوَلَ مِنْهَا»[11].

 

«والتَّرتيل: جَعْلُ الشيءِ مرتَّلاَ؛ أي: مفرقاً، وأصله من قولهم: ثَغْرٌ مُرَتَّل، وهو المفلج الأسنان؛ أي: المفرق بين أسنانه تفريقاً قليلاً بحيث لا تكون النواجذ متلاصقة، وأُرِيدَ بترتيل القرآن ترتيل قراءته؛ أي: التَّمهل في النُّطق بحروف القرآن حتى تخرج من الفم واضحة مع إشباع الحركات التي تستحق الإشباع...

 

وفائدة هذا أن يرسخ حفظه ويتلقاه السامعون فيعلَقُ بحوافظهم، ويتدبر قارئه وسامعه معانيَه كي لا يسبق لفظُ اللسان عملَ الفهم.

 

قال قائل لعبد الله بن مسعود: قرأتُ المُفَصَّلَ في ليلةٍ فقال عبدُ الله: «هَذّاً كَهَذِّ الشِّعْرِ»[12]؛ لأنهم كانوا إذا أنشدوا القصيدةَ أسرعوا لَيَظْهَرَ مِيزانُ بَحرِها، وتتعاقَبَ قوافيها على الأسماع. والهَذُّ: إسراع القطع»[13].

 

آداب تتعلَّق بالمصحف:

لما كان المصحف الكريم أشرف كتاب في الوجود لما تضمنه بين دفتيه من كلام الخالق المعبود جَلَّ جلاله، تأكدت في حقِّه جملة من الآداب المرعية المستلزِمة لطائفة من جوانب تعظيمه القولية والفعلية، فَمِنَ الآدابِ المُتأكَّدة في حَقِّ المُصْحَفِ ما يلي:

1- اشتراط الطهارة لملامسته، وتحاشي التَّصغير في اسمه ورسمه وحجمه، ويُطالب مَنْ يكتب القرآن العظيم بتحسين خَطِّه وتجميله، وأن يكتبه على ورق يليق بمقامه.

 

قال الحكيم التِّرمذي - رحمه الله -: «وَمِنْ حُرمته: أن تُجَلِّل تخطيطه إذا خططته. وعن أبي حُكيمة أنه كان يكتب المصاحف بالكوفة، فمرَّ عليٌّ - رضي الله عنه - فنظر إلى كتابته فقال له: أَجْلِلْ قَلَمَكَ، فأخذتُ القلمَ فقططتُ من طرفه قطّاً، ثم كَتَبْتُ وعليٌّ - رضي الله عنه - قائم ينظر إلى كتابتي؛ فقال: هكذا، نَوِّرْهُ كما نَوَّرَهُ اللهُ تعالى»[14].

 

ونحن في هذه الأزمنة لا نعاني كثيراً مما كان يعانيه السابقون بسبب نعمة الله علينا في وجود هذه المطابع الحديثة، وعلى رأسها مُجَمَّعُ الملك فهد لطباعة المصحف الشَّريف بالمدينة النبوية، وَفَّقَ اللهُ القائمين عليه إلى كل خير، ومع ذلك يوجد في بعض الطَّبعات التجارية شيء من الأخطاء المطبعية، فعلى دُور النشر أن تتَّقي الله تعالى في ذلك، فلا تُدْفَعُ المصاحِفُ إلى الأسواق إِلاَّ بعد تدقيقها والتأكد تماماً من خلوها من أية أخطاء. وهناك فئات ضالة كالقاديانية تطبع المصاحف المحرَّفة، ولهذا يجب على المسلمين التنبه لهذا المنكر العظيم ويتلفوا كلَّ نسخة تظهر فيها أخطاء قَلَّتْ أم كَثُرت، صَغُرت أم كَبُرت، سداً للذَّريعة.

 

2- الحذر من إضافة شيء إليه، أو زخرفته، أو تحليته، أو كتابته بأحد النَّقدين، أو كتابته بالأعجمية، أو اتخاذه مُتَّجَراً.

قال الحكيم التِّرمذي - رحمه الله: «ومِنْ حُرمته: أَلاَّ يُخْلَطَ فيه ما ليس منه. ومن حرمته أَلاَّ يُحلَّى بالذَّهب، ولا يُكتب بالذَّهب فتخلط به زينة الدُّنيا؛ عن أبي عوانة، عن مغيرة عن إبراهيم: أنَّه كان يكره أن يُحلَّى المصحف أو يُكتب بالذَّهب، أو يُعَلَّم رؤوس الآي أو يُصغَّر.

 

وعن أبي الدَّرداء - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «إذا زَخْرَفْتُمْ مَسَاجِدَكُمْ وَحَلَّيْتُمْ مَصَاحِفَكُمْ فَالدَّبَارُ عَلَيكُمْ»[15].

 

وقال ابنُ عَبَّاسٍ - رضي الله عنهما - وقد رأى مُصْحَفاً زُيِّنَ بِفِضَّةٍ: تُغْرونَ به السَّارق وزينته في جوفه»[16].

 

3- الحذر من استدباره، أو توسُّده، أو رميه عند وضعه أو مناولته، أو مَدِّ الرِّجْلين إليه، أو التَّروح به، أو استعمال الشِّمال في تناوله وأخذه، أو تصغير اسمه. وأَلاَّ يقال: سورة صغيرة.

 

قال القرطبي - رحمه الله: «ومِنْ حُرمته: أَلاَّ يتوسَّد المصحف، ولا يعتمد عليه، ولا يرمي به إلى صاحبه إذا أراد أن يتناوله. ومن حُرمته: ألاَّ يُصغِّر المصحف؛ عن عليٍّ - رضي الله عنه - قال: لا تُصَغِّرِ المُصْحَفَ»[17].

 

قال ابن المسيب - رحمه الله -: «لا تقولوا مُصيحف ولا مُسيجد، ما كان لله فهو عظيم حسن جميل»[18].

 

«وقاعدة الباب كما ذكرها أبو حيَّان - رحمه الله تعالى -: (لا تُصَغِّرْ الاسم الواقع على مَنْ يجب تعظيمه شرعاً، نحو أسماء الباري تعالى، وأسماء الأنبياء - صلوات الله عليهم - وما جرى مجرى ذلك؛ لأن تصغير ذلك غَضٌّ لا يَصْدُرُ إلاَّ عن كافر أو جاهل... وتَصْغِيرُ التعظيم لم يَثْبُتْ مِنْ كلامِهِم) [19].

 

«ومن حرمته: ألاَّ يُقال: سورة صغيرة. وكَره أبو العالية أن يقال: سورة صغيرة أو كبيرة؛ وقال لمن سمعه قالها: أنت أصغر منها؛ وأمَّا القرآن فكلُّه عظيم؛ ذكره مَكِّيٌّ رحمه الله»[20].

 

4- الحذر من وضعِ شيء فوقه، أو بين أوراقه، أو حمله حال دخول الأماكن الممتهنة، أو السَّفر به إلى أرض العدو، أو تعريضه لأيِّ نوع من أنواع الأقذار، كأن يَبُلَّ أصبعَه بالرِّيق عند تقليب ورقه. أو تعريضه لمظانِّ امتهانِه أو النَّيلِ مِنْ قُدسيَّته، كأن يُمَكَّنْ منه الصِّغار أو المجانين أو الكفار.

 

قال الحكيم التِّرمذي - رحمه الله -: «ومِنْ حُرمته: إذا وضع المصحف ألاَّ يتركه منشوراً، وألاَّ يضع فوقه شيئاً من الكتب حتَّى يكون أبداً عالياً على سائر الكتب. وأن يضعه في حِجره إذا قرأه، أو على شيءٍ بين يديه، ولا يضعه على الأرض. وألاَّ يمحوه من اللَّوح بالبزاق، ولكن يغسله بالماء. وإذا غسله بالماء أن يتوقَّى النَّجاسات من المواضع، والموضع التي تُوطأ؛ فإنَّ لتلك الغسالة حرمة، وأنَّ مَنْ كان قبلنا مِنَ السَّلف منهم مَنْ يَسْتَشْفِي بغسالته. وألاَّ يتَّخذ الصَّحيفة إذا بليت ودرست وقايةً للكتب؛ فإنَّ ذلك جفاء عظيم، ولكن يمحوها بالماء»[21].

 

5- الحذر من كتابته على الأرض، أو حوائط المساجد وغيرها، أو الكتابة في حواشيه، أو جلده، كما يفعله كثير من طلاَّب المدارس.

قال الحكيم التِّرمذي - رحمه الله -: «ومِنْ حُرمته: أَلاَّ يُكتب على الأرض، ولا على حائط، كما يُفعل به في المساجد المُحدثة... ورأى عمر بن عبد العزيز ابناً له يكتب القرآنَ على حائطٍ فضربه»[22].

 

وقد عمد بعض الحاقدين من أعداء القرآن في الآونة الأخيرة من اليهود والنصارى، أن يطبعوا بعض الآيات القرآنية على الملابس الدَّاخلية أو الأحذية أو الأوراق التي تُغلَّف فيها المشتريات كيداً بالمسلمين، ومحاولةً منهم الانتقاص من قدر هذا الكتاب الكريم. ﴿ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ ﴾ [الأنفال: 30].

 

6- الحذر من استعماله في غير ما جُعل له، كالتَّثقيل به، أو تعليقه كحِرز، أو زينة، أو اقتنائه لمجرد التَّبرُّك به، إلى غير ذلك مِنْ أنواع الاستعمالات التي لم يأذن الشَّرع بمثلها[23].



[1] الفوائد (ص3).

[2] الفوائد (ص27).

[3] تذكرة السامع والمتكلم (ص67).

[4] التحرير والتنوير (22/ 159).

[5] أضواء البيان (6/ 317).

[6] الفوائد (ص156).

[7] نظر: فتح الرحمن في بيان هجر القرآن، (ص4، 5).

[8] رواه البخاري، (3/ 1624).

[9] انظر: التحرير والتنوير (14/ 181).

[10] رواهما البخاري، (3/ 1625)، (ح5045، 5046).

[11] رواه مسلم، (1/ 507)، (ح733).

[12] رواه البخاري بلفظ: جَاءَ رَجُلٌ إلى ابنِ مَسْعُود فقال: «قرأتُ المُفَصَّلَ الليلةَ في رَكْعَةٍ، فقال: هذّاً كَهذِّ الشِّعْرِ». (1/ 239)، (ح775)؛ ومسلم، (1/ 565)، (ح822).

[13] التحرير والتنوير (29/ 242، 243).

[14] نوادر الأصول في أحاديث الرسول صلّى الله عليه وسلّم (3/ 255، 256).

[15] رواه الترمذي في «نوادر الأصول»، ووقفه ابن المبارك في «الزهد»، وابن أبي الدنيا في «المصاحف». انظر: فيض القدير (1/ 366)، (ح658)؛ وكشف الخفا (1/ 95)، (ح242). وحسنه الألباني في «صحيح الجامع» (1/ 162)، (ح585).

[16] نوادر الأصول في أحاديث الرسول صلّى الله عليه وسلّم (3/ 256). وانظر: تفسير القرطبي: (1/ 45).

[17] المصدر نفسه (3/ 256).

[18] رواه ابن سعد في «الطبقات» (5/ 137)؛ والذهبي في «السير» (4/ 338).

[19] معجم المناهي اللفظية، لبكر بن عبد الله أبو زيد (ص512). وأحال على: السير، للذهبي (4/ 238)؛ الطبقات، لابن سعد (5/ 137)؛ حلية الأولياء (4/ 230)؛ الحيوان، للجاحظ (1/ 336)؛ تذكرة النحاة، لأبي حيان (ص686)؛ المنهيات للحكيم الترمذي (ص76، 77).

[20] الجامع لأحكام القرآن (1/ 46، 47).

[21] نوادر الأصول في أحاديث الرسول صلّى الله عليه وسلّم (3/ 254). وانظر: تفسير القرطبي (1/ 43).

[22] المصدر نفسه (3/ 257). وانظر: تفسير القرطبي (1/ 45).

[23] انظر: المُتْحَفُ في أحكام المُصْحَف، د. صالح بن محمد الرشيد (ص22، 23).





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • علم أداء القرآن الكريم
  • يا حافظ القرآن اقرأ وارتق
  • حكم نسيان القرآن
  • آداب معلم القرآن
  • آداب متعلم القرآن
  • الفرق بين القرآن والمصحف
  • حكم الاستهزاء بالقرآن
  • من بركات القرآن الكريم
  • طريقة حفظ القرآن الكريم
  • حديث القرآن العظيم عن صحابة النبي الكريم (الجزء الأول)
  • خطبة: مع القرآن (1)

مختارات من الشبكة

  • التأدب مع رسول الله(محاضرة - مكتبة الألوكة)
  • التأدب مع الهدي النبوي(مقالة - موقع د. محمود بن أحمد الدوسري)
  • مسائل في فقه الخلاف: التأدب بأدب الخلاف والتسامح في مورد الاجتهاد(مقالة - آفاق الشريعة)
  • رقية المريض بقول: أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيك سبع مرات(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تأدب الصغير مع الكبير(مقالة - آفاق الشريعة)
  • رحلة مع النبأ العظيم(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الغيرة في الإسلام (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • رحم الله عبدا تأدب بآدب الشرع(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الله.. تفردا وتأدبا(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تأدب الطالب بأدب الجلوس عند المعلم(مقالة - آفاق الشريعة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 16:33
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب