• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    أحكام التعاقد بالوكالة المستترة وآثاره: دراسة ...
    د. ياسر بن عبدالرحمن العدل
  •  
    خطبة: أم سليم ضحت بزوجها من أجل دينها (1)
    د. محمد جمعة الحلبوسي
  •  
    خطبة: التربية على العفة
    عدنان بن سلمان الدريويش
  •  
    حقوق الأولاد (1)
    د. أمير بن محمد المدري
  •  
    التلاحم والتنظيم في صفوف القتال في سبيل الله...
    أبو مالك هيثم بن عبدالمنعم الغريب
  •  
    أسس التفكير العقدي: مقاربة بين الوحي والعقل
    الشيخ حذيفة بن حسين القحطاني
  •  
    ابتلاء مبين وذبح عظيم (خطبة)
    د. محمود بن أحمد الدوسري
  •  
    فضل من يسر على معسر أو أنظره
    د. خالد بن محمود بن عبدالعزيز الجهني
  •  
    حديث: لا طلاق إلا بعد نكاح، ولا عتق إلا بعد ملك
    الشيخ عبدالقادر شيبة الحمد
  •  
    كونوا أنصار الله: دعوة خالدة للتمكين والنصرة
    أبو مالك هيثم بن عبدالمنعم الغريب
  •  
    لا تعير من عيرك
    نورة سليمان عبدالله
  •  
    من مائدة التفسير: سورة النصر
    عبدالرحمن عبدالله الشريف
  •  
    أربع هي نجاة الإنسان في الدنيا والآخرة (خطبة)
    د. أحمد بن حمد البوعلي
  •  
    وحدة المسلمين (خطبة)
    د. غازي بن طامي بن حماد الحكمي
  •  
    المسارعة إلى الاستجابة لأمر الله ورسوله صلى الله ...
    د. أمين بن عبدالله الشقاوي
  •  
    فوائد وأحكام من قوله تعالى: { إذ قال الله يا عيسى ...
    الشيخ أ. د. سليمان بن إبراهيم اللاحم
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / منبر الجمعة / الخطب / السيرة والتاريخ
علامة باركود

يوم في بيت النبوة (خطبة)

عبدالله بن عبده نعمان العواضي

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 7/10/2018 ميلادي - 26/1/1440 هجري

الزيارات: 39354

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

يوم في بيت النبوة[1]


إن الحمد لله نحمده ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 102]، ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً ﴾ [النساء: 1]، ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً ﴾ [الأحزاب: 70-71].


أما بعد:

فإن أصدق الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي رسوله محمد بن عبد الله، صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.


أيها الناس، إن الله تعالى قد أنعم علينا فجعلنا من أمة محمد صلى الله عليه وسلم، سيدِ ولد آدم وأفضلِهم، وأزكاهُم وأتقاهُم، الذي جعله الله تعالى لنا قدوة نقتدي به في سلوك الصراط المستقيم، فقال تعالى:  ﴿ لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا ﴾ [الأحزاب: 21]. فمن كان يريد نيل رضوان الله سبحانه والسعادة في الدنيا والآخرة فليسلك الطريق الذي سلكه رسول الله ودعا إليه، وليكن الاقتداء به عليه الصلاة والسلام هو منطلقَه الذي ينطلق منه إلى كل جهات حياته المختلفة.


عباد الله، سنرحل في هذا اليوم بخلَدِنا -بعون الله- إلى بيت النبي صلى الله عليه وسلم، فنعيش وقتًا يسيراً ننظر فيه ماذا كان رسول الله يعمل في يومه وليلته داخل ذلك البيت الطاهر، وكيف كان حاله فيه؛ فبعض الناس قد تختلف أحوالهم داخل البيت وخارجه حيث يحصل فيها تضاد أو قصور.


لذلك كانت حال الإنسان في بيته أصدقَ وصفًا لباطنه وظاهره من حاله خارج منزله؛ وذلك لأن السلامة من الازدراء، وفوات المصالح الدنيوية مضمونان للإنسان في بيته بين أهله، بخلاف الحال خارج المنزل فقد يعمل المرء أعمالاً ويتصنع أخلاقًا تخالف حقيقة حاله؛ هروبًا من تحقير الناس، وظفراً بالمصالح بينهم. ولأن طول المخالطة- داخل البيت- الذي ينتج عنه قلة الهيبة، ونشوب الخلاف قد يغير من أخلاق بعض الناس؛ فلذلك فإن من حسنتْ حالُه في البيت وطاب فيه قوله، وزكا عمله كانت حاله خارجه أفضل، غالبًا. وهكذا كان حال رسول الله في كمال عمله وخُلقه في بيته بين أهله، وفي خارجه مع سائر الناس، قال صلى الله عليه وسلم: (خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي)[2].


أيها الفضلاء، إن الغرض من هذه الزيارة الخاصة إلى بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم: هو النظر في عمله بيته لنعمل كذلك في بيوتنا، وفي تعامله مع أهله وأولاده وزوّاره لنتعامل مع أهلنا وأولادنا وزوارنا أيضًا؛ فهو صلى الله عليه وسلم قدوتنا، ونورنا الذي نهتدي بضياء أقواله وأعماله في دروب هذه الحياة.


أيها المسلمون، لقد كان بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلاً ونهاراً بيتَ صلاح وعبادة، وبيت زهد وتواضع، وبيت كرم وضيافة، وبيت تربية وتعليم وحسنِ معاملة، وبذلك جمع ذلك البيتُ الطاهر كلَّ خير، وأبعدَ عنه كل شر، فكان هو المثالَ الكامل الصالح للاقتداء به في جانبي الدين والدنيا.


أيها الأحباب الكرام، لقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يستعد لصلاة الفجر، فإذا أذن المؤذن أمسك عن الطعام إن أراد الصيام، ثم صلى سنة الفجر في البيت، فيركع ركعتين خفيفتين، وقد يضطجع على شقه الأيمن منتظراً مجيء بلال بن رباح رضي الله عنه ليُعلِمه بإقامة الصلاة، وربما ركع سنة الفجر ومكث يتحدث مع بعض أزواجه حتى يأتيه المؤذن للإقامة. فعن حفصة رضي الله عنها قالت: (إن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أذن المؤذن صلى ركعتين، وحرّم الطعام)[3]. وعن عائشة رضي الله عنها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سكت المؤذن بالأولى من صلاة الفجر قام فركع ركعتين خفيفتين قبل صلاة الفجر بعد أن يستبين الفجر، ثم اضطجع على شقه الأيمن حتى يأتيه المؤذن للإقامة)[4]. وفي الصحيحين عنها أيضًا: (أن نبي الله صلى الله عليه وسلم كان يصلي ركعتين بين النداء والإقامة من صلاة الصبح) يعني: في البيت. وعنها رضي الله عنها قالت: (كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا صلى ركعتي الفجر فإن كنت مستيقظة حدثني، وإلا اضطجع)[5].


ففي هذا لنا اقتداءٌ بالاستعداد لصلاة الفجر، وصلاة سنتها في البيت، وحسن العشرة مع الزوجة.


ثم ينطلق رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما يأتيه بلال رضي الله عنه إلى المسجد فيصلي الفجر، فيبقى في المسجد يذكر الله حتى تطلع الشمس بيضاء نقية قبل أن يرجع إلى أهله. فعن جابر بن سمرة رضي الله عنه قال: (كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا صلى الفجر تربّع في مجلسه حتى تطلع الشمس حسناء)[6]. وعند الطبراني في المعجم الصغير: (جلس يذكر الله حتى تطلع الشمس).


وبعد ذلك يعود صلى الله عليه وسلم إلى بيته وقد يجد بعض زوجاته جالسة في المكان الذي صلت فيه صلاة الفجر تذكر الله تعالى، فعن جويرية بنت الحارث رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج من عندها بكرة حين صلى الصبح وهي في مسجدها-يعني: في المكان الذي تصلي فيه من البيت-، ثم رجع بعد أن أضحى وهي جالسة فقال: ما زلتِ على الحال التي فارقتك عليها؟ قالت: نعم، قال النبي صلى الله عليه وسلم: (لقد قلتُ بعدك أربع كلمات ثلاث مرات، لو وُزنتْ بما قلتِ منذ اليوم لوزنتْهُن: سبحان الله وبحمده، عدد خلقه، ورضا نفسه، وزنة عرشه، ومداد كلماته)[7].


وكان صلى الله عليه وسلم عند دخوله المنزل يبدأ بالسواك، كما كان يفعل ذلك أيضًا أولَ ما يقوم من نومه لقيام الليل، فعن شريح بن هانئ قال: (قلتُ لعائشة رضي الله عنها: بأي شيء كان يبدأ النبي صلى الله عليه وسلم إذا دخل بيته؟ قالت: بالسواك)[8].

وعن حذيفة قال: (كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا قام من الليل يشوص فاه بالسواك[9].


فإذا رجع عليه الصلاة والسلام إلى البيت طلب طعام الإفطار الذي يُعرف في لغة العرب بطعام الغداء، وهو الذي يؤكل صباحًا، فإن وجد عندهم طعامًا أكل وإلا عقد الصيام، وهذا يدل على قلة ما كان لديه من الدنيا، ويدل أيضًا على حسن عشرته لأهله عليه الصلاة والسلام، فعن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنه قالت: دخل عليّ النبي صلى الله عليه وسلم ذات يوم فقال: هل عندكم شيء؟ فقلنا: لا، قال: فإني إذن صائم، ثم أتانا يومًا آخر فقلنا: يا رسول الله، أُهدي لنا حيس[10] فقال: أرينيه، فلقد أصبحت صائمًا، فأكل)[11]. وفي رواية عن عائشة قالت: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجيء ويقول: هل عندكم غداء؟ فنقول: لا، فيقول: إني صائم)[12].


ويخبر أزواج النبي صلى الله عليه وسلم عن هديه في الصيام، فيذكرن أن بيته كان معموراً بالصيام؛ فقد كان عليه الصلاة والسلام يكثر من الصيام، وربما تحرى أيامًا خاصة من أيام الأسبوع، فعن عائشة رضي الله عنها قالت: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم حتى نقول: لا يفطر، ويفطر حتى نقول لا يصوم، وما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم استكمل صيام شهر قط إلا شهر رمضان، وما رأيته في شهر أكثر صيامًا منه في شعبان)[13].

وعنها قالت: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتحرى صوم الاثنين والخميس)[14].


أيها المسلمون، وكان من هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه كان يجعل المسجد لصلاة الفريضة، ويجعل البيت لصلاة النافلة القبلية والبعدية للصلوات الخمس فينطلق إلى المسجد بعد صلاة، ويرجع إلى البيت إلى صلاة، كما كان أيضًا يصلي في البيت النوافل الأخرى كصلاة الضحى وصلاة الليل.


فعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما: (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصلي قبل الظهر ركعتين وبعدها ركعتين، وبعد المغرب ركعتين في بيته، وبعد العشاء ركعتين، وكان لا يصلي بعد الجمعة حتى ينصرف فيصلي ركعتين)[15].


وعن أم سلمة رضي الله عنها، قالت: دخل عليّ رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد العصر، فصلى ركعتين، فقلت: يا رسول الله، ما هذه الصلاة، ما كنت تصليها؟ قال: (قدم وفد بني تميم، فحبسوني عن ركعتين كنت أركعهما بعد الظهر )[16]. وعن نافع قال: (كان ابن عمر يطيل الصلاة قبل الجمعة، ويصلي بعدها ركعتين في بيته، ويحدث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يفعل ذلك)[17]. ولما كان عليه الصلاة والسلام في آخر عمره صلى السُنَّة جالسًا فعن حفصة أنها قالت: (ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى في سُبحته قاعداً، حتى كان قبل وفاته بعام فكان يصلى في سبحته قاعداً، وكان يقرأ بالسورة فيرتلها حتى تكون أطول من أطول منها)[18]. والسبحة: صلاة السنة.


وعن عائشة رضي الله عنها قالت: (لما بدن رسول الله صلى الله عليه وسلم وثقل كان أكثر صلاته جالسًا) [19]. وكذلك كان يصلي في البيت صلاة الضحى وصلاة الليل، فعن معاذة قالت: سألت عائشة: أكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي الضحى؟ قالت: نعم، أربع ركعات ويزيد ما شاء الله[20].


وأما صلاة الليل وعبادته فيه فكان لرسول الله في ذلك شأن عظيم، فقد ذكرت زوجات رسول الله صلى الله عليه وسلم عنه في ذلك عجبًا؛ فإنه عليه الصلاة والسلام كان إذا ذهب إلى نومه ذكر الله تعالى ونام على شقه الأيمن، فعن حذيفة رضي الله عنه قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أخذ مضجعه من الليل وضع يده تحت خده ثم يقول: (اللهم باسمك أموت وأحيا ). وإذا استيقظ قال: (الحمد لله الذي أحيانا بعد ما أماتنا وإليه النشور )[21]. وعن عائشة رضي الله عنها: (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا أخذ مضجعه نفث في يديه، وقرأ بالمعوذات ومسح بهما جسده)[22]. وعن حفصة، زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أخذ مضجعه، وضع يده اليمنى تحت خده الأيمن، وكانت يمينه لطعامه وطهوره، وصلاته وثيابه، وكانت شماله لما سوى ذلك)[23].


وعن عائشة رضي الله عنها: أن نبي الله صلى الله عليه وسلم كان يقوم من الليل حتى تتفطر قدماه، فقالت عائشة: لم تصنع هذا يا رسول الله، وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟! قال: (أفلا أحب أن أكون عبداً شكوراً). فلما كثر لحمه صلى جالسًا فإذا أراد أن يركع قام فقرأ ثم ركع[24].


وعن عبيد بن عمير قال: قلت لعائشة رضي الله عنها: أخبرينا بأعجب شيء رأيته من رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : فسكتت ثم قالت : لما كان ليلة من الليالي قال: ( يا عائشة، ذريني أتعبد الليلة لربي ) قلت : والله إني لأحب قربك وأحب ما سرك، قالت : فقام فتطهر ثم قام يصلي قالت : فلم يزل يبكي حتى بل حجره قالت : ثم بكى فلم يزل يبكي حتى بل لحيته قالت : ثم بكى فلم يزل يبكي حتى بل الأرض، فجاء بلال يؤذنه بالصلاة، فلما رآه يبكي قال: يا رسول الله، لمَ تبكي وقد غفر الله لك ما تقدم وما تأخر؟ قال: ( أفلا أكون عبداً شكوراً، لقد نزلت علي الليلة آية ويل لمن قرأها ولم يتفكر فيها ﴿ إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ﴾ [البقرة: 164] الآية كلها[25].


وعن عائشة قالت: فقدتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة من الفراش، فالتمسته فوقعت يدي على بطن قدميه وهو في المسجد-تعني: مكان الصلاة من البيت - وهما منصوبتان وهو يقول: (اللهم أعوذ برضاك من سخطك، وبمعافاتك من عقوبتك، وأعوذ بك منك لا أحصي ثناء عليك، أنت كما أثنيت على نفسك) [26].


أيها المسلمون، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان دائمَ الحرص على نوافل العبادة والطاعة في بيته فلا يتركها إلا لعذر، ولكنه لم يَصل فيها إلى حد الإفراط المفضي إلى الملل والترك، أو الخروجِ عن حدود المشروع، فكان هديه بذلك الاعتدال أكملَ هدي وأقومه.


فعن عائشة رضي الله عنها قالت: دخل عليّ رسول الله صلى الله عليه وسلم وعندي امرأة فقال: (من هذه؟ فقلت: امرأة لا تنام تصلي، قال: عليكم من العمل ما تطيقونه؛ فوالله لا يمل الله حتى تملوا، وكان يقول: أحب العمل إلى الله ما داوم عليه صاحبه وإن قل) [27].


وعن علقمة قال: سألت أم المؤمنين عائشة قلت: يا أم المؤمنين، كيف كان عمل النبي صلى الله عليه وسلم: هل كان يخص شيئًا من الأيام؟ -يعني: بالعبادة ثم ينقطع في الأيام الأخرى- قالت: لا، كان عمله دِيمة، وأيكم يستطيع ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يستطيع؟)[28].


وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: جاء ثلاث رهط إلى بيوت أزواج النبي صلى الله عليه وسلم يسألون عن عبادة النبي صلى الله عليه وسلم، فلما أُخبروا كأنهم تقالوها، فقالوا: أين نحن من النبي صلى الله عليه وسلم؟ قد غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، قال أحدهم: أما أنا فإني أصلي الليل أبداً، وقال آخر: أنا أصوم الدهر ولا أفطر، وقال آخر: أنا أعتزل النساء فلا أتزوج أبداً، فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ( أنتم الذين قلتم كذا وكذا ؟ أما والله إني لأخشاكم لله وأتقاكم له، لكني أصوم وأفطر، وأصلي وأرقد، وأتزوج النساء فمن رغب عن سنتي فليس مني [29].

وفي رواية لمسلم: (أن نفراً من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم سألوا أزواج النبي صلى الله عليه وسلم عن عمله في السر).


عباد الله، لقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أزهدَ الناس في بيته وطعامه وفراشه؛ فلم يعش عيشة المترفين، ولم يحيا حياة المنعمَّين بشهوات الدنيا، ولا بنى القصور الشاهقة ولا الحصون العالية، بل أخذ من الطعام ما قل وجشُب، ومن الفراش ما غلظ وخشن، وبنى من الحُجَر لسكنه ما كنَّ وسَتر، فأخذ بذلك من الدنيا القليل، واكتفى منها بالنزر اليسير، وقد عَرضت عليه الدنيا نعيمَها فرده، ومدت إليه أيدي ترفها فلم يقبله. لقد كان لرسول الله عليه الصلاة والسلام حجرات صغيرة لكل زوجة حجرة منها، وفيها من الفراش ومتاع البيت الشيء اليسير. ففي الصحيحين أن عمر رضي الله عنه دخل والنبي عليه الصلاة والسلام على حصير ما بينه وبينه شيء وتحت رأسه وسادة من أدَم حشوُها ليف، وإن عند رجليه قرظًا مضبوراً وعند رأسه أُهباً معلّقة[30]، فرأيت أثر الحصير في جنب رسول الله صلى الله عليه وسلم فبكيت فقال: (ما يبكيك ؟ فقلت: يا رسول الله، إن كسرى وقيصر فيما هما فيه وأنت رسول الله؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أما ترضى أن تكون لهما الدنيا ولك الآخرة)؟


وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: نام رسول الله صلى الله عليه وسلم على حصير فقام وقد أثر في جنبه فقلنا: يا رسول الله، لو اتخذنا لك وطاء؟ فقال: (ما لي وما للدنيا؟ ما أنا في الدنيا إلا كراكب استظل تحت شجرة ثم راح وتركها)[31].


وأما طعامه فلم يكن في بيته عليه الصلاة والسلام ما لذ وطاب من الأطعمة وأصنافها المتعددة، ولم يكن هو وزوجاته ممن يبلغون التخمة، بل لم يكونوا ينالون الشبع دائمًا، فحاله في طعامه كما تذكر زوجاته حالُ زهد وقلة. فعن عائشة رضي الله عنه قالت: (ما شبع آل محمد صلى الله عليه وسلم منذ قدم المدينة من طعام بر ثلاث ليال تباعًا حتى قُبض)[32].


وعن أبي هريرة قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم أو ليلة فإذا هو بأبي بكر وعمر فقال: (ما أخرجكما من بيوتكما هذه الساعة؟) قالا: الجوع، يا رسول الله، قال: (وأنا والذي نفسي بيده لأخرجني الذي أخرجكما، قوموا) فقاموا معه فأتى رجلاً من الأنصار فإذا هو ليس في بيته فلما رأته المرأة قالت: مرحبًا وأهلاً فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أين فلان؟) قالت: ذهب يستعذب لنا من الماء، إذ جاء الأنصاري فنظر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وصاحبيه ثم قال: الحمد لله ما أحد اليوم أكرم أضيافًا مني، قال: فانطلق فجاءهم بعذق فيه بسر وتمر ورطب، فقال: كلوا من هذه، وأخذ المدية فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إياك والحلوب ) فذبح لهم فأكلوا من الشاة ومن ذلك العذق وشربوا، فلما أن شبعوا ورووا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي بكر وعمر: ( والذي نفسي بيده لتسألن عن هذا النعيم يوم القيامة؛ أخرجكم من بيوتكم الجوع ثم لم ترجعوا حتى أصابكم هذا النعيم )[33].


وعن عائشة رضي الله عنها أنها قالت لعروة: ابنَ أختي، إن كنا لننظر إلى الهلال ثم الهلال ثلاثة أهلة في شهرين وما أُوقدت في أبيات رسول الله صلى الله عليه وسلم نار. فقلت: يا خالة، ما كان يعيشكم؟ قالت: الأسودان: التمر والماء)، إلا أنه قد كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم جيران من الأنصار كانت لهم منائح وكانوا يمنحون رسول الله صلى الله عليه وسلم من ألبانهم فيسقيناه[34].


ولقلة ما عنده عليه الصلاة والسلام كان ربما يأتيه السائل ولا يجد إلا تمرة فيُعطَى إياها، وكان يستضيف الضيوف فيطعمهم مما عنده، وفي بعض الأحايين قد لا يجد في أبياته ما يطعم ذلك الضيف.


فعن عائشة رضي الله عنها قالت: (دخلت عليّ امرأة ومعها ابنتان لها تسأل فلم تجد عندي شيئًا غير تمرة واحدة فأعطيتها إياها فقسمتها بين ابنتيها ولم تأكل منها شيئًا)[35].


وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: إني مجهود[36]، فأرسل إلى بعض نسائه فقالت: لا والذي بعثك بالحق ما عندي إلا ماء، ثم أرسل إلى أخرى فقالت مثل ذلك، حتى قلن كلهن مثل ذلك: لا والذي بعثك بالحق ما عندي إلا ماء، فقال: (من يضيف هذا -الليلة رحمه الله-؟) فقام رجل من الأنصار فقال: أنا يا رسول الله...) [37].


ولكن الحال حسنت قليلاً بعد فتح خيبر، فعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: (ما شبعنا حتى فتحنا خيبر)[38]. وعن عائشة رضي الله عنها قالت:( لما فتحت خيبر قلنا: الآن نشبع من التمر)[39].

قال ابن حجر: " أي: لكثرة ما فيها من النخيل، وفيه إشارة إلى أنهم كانوا قبل فتحها في قلة من العيش"[40].


عباد الله، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يكن في بيته جباراً ولا متكبراً، بل كان متواضعًا رحيماً، حتى إنه ليقوم ببعض أعمال البيت تواضعًا منه عليه الصلاة والسلام وتعاونًا مع أهله.


فعن الأسود بن يزيد قال: سألت عائشة: ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يصنع في بيته؟ قالت: (كان يكون في مهنة أهله –تعني: خدمة أهله- فإذا حضرت الصلاة خرج إلى الصلاة)[41].


وسئلت رضي الله عنها: ماذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعمل في بيته؟ قالت: (كان بشراً من البشر؛ يَفْلى ثوبه، ويحلب شاته)[42]. وزاد أحمد وابن حبان: ( ويخدم أهله).


وعن عروة عن عائشة أنها سئلت: ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يعمل في بيته؟ قالت: (كان يخيط ثوبه، ويخصف نعله، قالت: وكان يعمل ما يعمل الرجال في بيوتهم)[43]. وزاد ابن حبان: (ويرقع دَلوه).

أقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم فاستغفروه، إنه هو الغفور الرحيم.


الخطبة الثانية

الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده.

أما بعد:

أيها المسلمون، لقد كان بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم مَشرِقَ قدوة، ومطلع أُسوة في حسن التعامل مع الناس؛ مع خَدَمه ونسائه وأولاده وضيومه ومن يأتيه من أصحاب الحاجات، فعن أنس بن مالك قال: خدمت رسول الله صلى الله عليه وسلم عشر سنين، والله ما قال لي: أفاً قط، ولا قال لي لشيء: لمَ فعلت كذا؟ وهلا فعلت كذا؟[44].


وأما زوجاته رضي الله عنهن فقد كان عليه الصلاة والسلام منارَ هداية في حسن التعامل معهن، وتربيته لهن، وتعليمهن ما ينفعهن، فقد كان يجيب على أسئلتهن، ويراجعنه في بعض المسائل فيبين لهن بجوابه الصائب إبهام ما أشكل عليهن، فعن أم سلمة رضي الله عنها قالت: قلت: يا رسول الله، إني امرأة أشد ضفر رأسي فأنقضه لغسل الجنابة؟ قال: (لا، إنما يكفيك أن تحثي على رأسك ثلاث حثيات ثم تفيضين عليك الماء فتطهرين)[45].


وعن ابن أبي ملكية: أن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم كانت لا تسمع شيئًا لا تعرفه إلا راجعت فيه حتى تعرفه، وأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من حوسب عُذِّب). قالت عائشة: فقلت: أو ليس يقول الله تعالى: ﴿ فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا ﴾ [الانشقاق: 8]؟!. قالت: فقال: ( إنما ذلك العرض، ولكن من نوقش الحساب يهلك )[46].


وإذا رآهن صلى الله عليه وسلم على خطأ صحّحه لهن وبين لهن الصواب، وإن وجد منهن معصية حذرهن منها، فعن عائشة رضي الله عنها قالت: دخل عليّ رسول الله صلى الله عليه وسلم فرأى في يدي فتخات من وَرِق فقال: (ما هذا يا عائشة؟!. فقلت: صنعتهن أتزين لك يا رسول الله. قال: (أتؤدين زكاتهن؟). قلت: لا، أو ما شاء الله. قال: (هو حسبك من النار)[47]. وهذا الحديث اشتمل على قضية مهمة وهي: أن بعض النساء تحرص على إرضاء زوجها عنها بالتزين له، وقد تتزين بشيء محرم كالنمص والتشبه بالكافرات، فهذا الحديث وأمثاله يحذرها من إرضاء زوجها بسخط الله تعالى، فعليها أن تتقي الله وتترك ذلك.


وعن عائشة رضي الله عنها قالت: قلت للنبي صلى الله عليه وسلم: حسبك من صفية كذا وكذا، قال بعض الرواة: تعني قصيرة، فقال: (لقد قلتِ كلمة لو مُزجت بماء البحر لمزجته)، قالت: وحكيتُ له إنسانًا فقال: ما أحب أن حكيت لي إنسانًا وأن لي كذا وكذا[48].


وكان عليه الصلاة والسلام حريصًا على تنشيطهن على العبادة كصلاة الليل، فعن أن أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت: استيقظ رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة فزعًا يقول: (سبحان الله ماذا أنزل الله من الخزائن، وماذا أنزل من الفتن! من يوقظ صواحب الحجرات - يريد أزواجه؛ لكي يصلين - رب كاسية في الدنيا عارية في الآخرة)[49].


ولما اعتنى رسول الله صلى الله عليه وسلم بزوجاته رضي الله عنهن هذه العناية الروحية والإيمانية، والتربوية والعلمية كان لذلك أثره العظيم؛ فقد نقلن للأمة من الدين شيئًا عظيمًا مما كان يفعل رسول الله صلى الله عليه وسلم في البيت من الخير، ويتجنب من الشر ولا يطلع عليه الناس، فما نفعل اليوم من الحسنات ونبتعد عن السيئات في بيوتنا اقتداءً برسول الله؛ فلزوجاته الطاهرات أجر عظيم من ذلك؛ لأنهن هن اللاتي نقلن لنا ذلك، فرضي الله عنهن وأرضاهن.


أيها المسلمون، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم ذا اهتمام كبير بأولاده، يعتني بهم ويحسن تربيتهم، وكان له من الأبناء ثلاثة: القاسم، وإبراهيم، وعبد الله الذي كان يلقب بالطيب الطاهر، ومن البنات أربع: رقية وأم كلثوم وزينب وفاطمة، وماتوا كلهم جميعًا في حياته، ما عدا فاطمة رضي الله عنها، فقد تأخرت وفاتها إلى ستة أشهر بعد وفاته عليه الصلاة والسلام.


ومما يدل على عنايته بأولاده، وحسن تعامله معهم: ما جاء في حديث عائشة رضي الله عنها قالت: كن أزواج النبي صلى الله عليه وسلم عنده لم يغادر منهن واحدة، فأقبلت فاطمة تمشي ما تخطئ مشيتها من مشية رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئًا، فلما رآها رحب بها فقال: (مرحباً بابنتي، ثم أجلسها عن يمينه أو عن شماله، ثم سارّها فبكت بكاء شديداً، فلما رأى جزعها سارها الثانية فضحكت، فقلت: لها خصك رسول الله صلى الله عليه وسلم من بين نسائه بِالسِّرَارِ ثم أنت تبكين؟! فلما قام رسول الله صلى الله عليه وسلم سألتها: ما قال لك رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قالت: ما كنت أفشي على رسول الله صلى الله عليه وسلم سرَّه، قالت: فلما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم قلت: عزمت عليك بما لي عليك من الحق لَمَا حدثتِنِي ما قال لك رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقالت: أما الآن فنعم، أما حين سارّني في المرة الأولى فأخبرني أن جبريل كان يعارضه القرآن في كل سنة مرة وإنه عارضه الآن مرتين، وإني لا أرى الأجل إلا قد اقترب، فاتقي الله واصبري؛ فإنه نِعمَ السلف أنا لكِ، قالت: فبكيت بكائي الذي رأيت، فلما رأى جزعي سارني الثانية فقال: يا فاطمة، أما ترضين أن تكوني سيدة نساء المؤمنين، أو سيدة نساء هذه الأمة؟ قالت: فضحكت ضحكي الذي رأيت) [50].


وعنها أيضًا قالت: (ما رأيت أحداً أشبه سمتاً ودلّاً وهديًا برسول الله في قيامها وقعودها من فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسله، قالت: وكانت إذا دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم قام إليها فقبلها وأجلسها في مجلسه، وكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا دخل عليها قامت من مجلسها فقبلته وأجلسته في مجلسها...)[51].


وكان صلى الله عليه وسلم يرق لوجعهم، ويبكي عليهم إن فارقوا الحياة بالموت، فعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: دخلنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم على أبي سيف القَين وكان ظِئراً[52] لإبراهيم عليه السلام فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم إبراهيم فقبّله وشمّه ثم دخلنا عليه بعد ذلك وإبراهيم يجود بنفسه، فجعلت عينا رسول الله صلى الله عليه وسلم تذرفان، فقال له عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه: وأنت يا رسول الله؟! فقال: (يا ابن عوف، إنها رحمة). ثم أتبعها بأخرى، فقال صلى الله عليه وسلم: (إن العين تدمع، والقلب يحزن، ولا نقول إلا ما يرضي ربنا، وإنا بفراقك يا إبراهيم لمحزنون)[53].


فيا أيها المسلمون، لتكن بيوتنا كبيتِ رسول الله صلى الله عليه وسلم نقاءً وطهارة، وصلاحًا وعبادة، وزهداً وكرمًا، ومعاملة وحسن عشرة، فما أحسن بيوت المسلمين إذا أُضيئت بأنوار الاقتداء بسيد الرسل والأنبياء في حاله في بيته! وما أقربَ السعادة إليها، وأبعد الشقاء عنها إذا كان هدي رسول الله هو الذي يعمرها ويحل فيها!

هذا وصلوا وسلموا....



[1] ألقيت في مسجد ابن الأمير الصنعاني في 25 /1 /1440هـ، 5 /10 /2018م.

[2] رواه ابن حبان وابن ماجه، وهو صحيح.

[3] رواه أحمد، وهو صحيح.

[4] متفق عليه.

[5] متفق عليه.

[6] رواه أبو داود، وهو صحيح.

[7] رواه مسلم.

[8] رواه مسلم.

[9] متفق عليه.

[10] الحيس: تمر وأقط وسمن تخلط وتعجن وتسوى كالثريد. المعجم الوسيط (1/ 211).

[11] متفق عليه.

[12] رواه الترمذي والنسائي، وهو حسن صحيح.

[13] متفق عليه.

[14] رواه الترمذي والنسائي وابن ماجه، وهو صحيح.

[15] رواه البخاري.

[16] رواه أحمد، وهو صحيح.

[17] رواه أبو داود وابن حبان، وهو صحيح.

[18] رواه مسلم.

[19] رواه مسلم.

[20]رواه ابن حبان، وهو صحيح.

[21] متفق عليه.

[22] رواه البخاري.

[23] رواه أحمد، وهو صحيح.

[24] متفق عليه.

[25] رواه ابن حبان، وهو صحيح.

[26] رواه مسلم.

[27] متفق عليه.

[28] متفق عليه.

[29] متفق عليه.

[30] المضبور: المجموع، وقوله: أهبًا: الأهب: جمع إهاب وهو الجلد.

[31] رواه الترمذي، وهو صحيح.

[32] متفق عليه.

[33] رواه مسلم.

[34] متفق عليه.

[35] متفق عليه.

[36] أى: أصابني الجهد، وهو المشقة والحاجة وسوء العيش والجوع. شرح النووي على مسلم (14/11).

[37] رواه مسلم.

[38] رواه البخاري.

[39] رواه البخاري.

[40] رواه مسلم.

[41] فتح الباري (7/ 495).

[42] رواه البخاري في الأدب المفرد، وأحمد وابن حبان، وهو صحيح.

[43] رواه أحمد وابن حبان، وهو صحيح.

[44] متفق عليه.

[45] رواه مسلم.

[46] متفق عليه.

[47] رواه أبو داود، وهو صحيح.

[48] رواه أبو داود والترمذي، وهو صحيح.

[49] رواه البخاري.

[50] متفق عليه.

[51] رواه الترمذي، وهو صحيح.

[52] أي: زوج مرضعته وهي خولة بنت المنذر الأنصارية النجارية.

[53] متفق عليه.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • سيد من بيت النبوة
  • علي رضي الله عنه في بيت النبوة
  • أعمال وصفات في الأمة هي من النبوة
  • أجمل البيوت
  • متاع بيت النبوة

مختارات من الشبكة

  • أيام الله المعظمة: يوم عرفة ويوم النحر وأيام التشريق(مقالة - موقع الشيخ د. خالد بن عبدالرحمن الشايع)
  • يوم عرفة يوم من أيام الله (خطبة)(مقالة - ملفات خاصة)
  • حديث: طعام أول يوم حق، وطعام يوم الثاني سنة، وطعام يوم الثالث سمعة(مقالة - موقع الشيخ عبد القادر شيبة الحمد)
  • يوم من أيام الله عزوجل (خصوصية يوم عرفة)(مادة مرئية - موقع د. علي بن عبدالعزيز الشبل)
  • يوم من أيام الله عزوجل (تحقيق الدعوة يوم عرفة)(مادة مرئية - موقع د. علي بن عبدالعزيز الشبل)
  • يوم من أيام الله عزوجل (أنه يوم الدعاء)(مادة مرئية - موقع د. علي بن عبدالعزيز الشبل)
  • تفسير: (والسلام علي يوم ولدت ويوم أموت ويوم أبعث حيا)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير: (وسلام عليه يوم ولد ويوم يموت ويوم يبعث حيا)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • يوم الحمد ( يوم من أيامنا )(مقالة - آفاق الشريعة)
  • وقفة عرفة يوم الجمعة وفضائلها العشر(مقالة - ملفات خاصة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • مدينة روكفورد تحتضن يوما للمسجد المفتوح لنشر المعرفة الإسلامية
  • يوم مفتوح للمسجد يعرف سكان هارتلبول بالإسلام والمسلمين
  • بمشاركة 75 متسابقة.. اختتام الدورة السادسة لمسابقة القرآن في يوتازينسكي
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 15/11/1446هـ - الساعة: 15:5
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب