• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    في تحريم تعظيم المذبوح له من دون الله تعالى وأنه ...
    فواز بن علي بن عباس السليماني
  •  
    كل من يدخل الجنة تتغير صورته وهيئته إلى أحسن صورة ...
    فهد عبدالله محمد السعيدي
  •  
    محاضرة عن الإحسان
    د. عطية بن عبدالله الباحوث
  •  
    ملامح تربوية مستنبطة من قول الله تعالى: ﴿يوم تأتي ...
    د. عبدالرحمن بن سعيد الحازمي
  •  
    نصوص أخرى حُرِّف معناها
    عبدالعظيم المطعني
  •  
    فضل العلم ومنزلة العلماء (خطبة)
    خميس النقيب
  •  
    البرهان على تعلم عيسى عليه السلام القرآن والسنة ...
    د. محمد بن علي بن جميل المطري
  •  
    الدرس السادس عشر: الخشوع في الصلاة (3)
    عفان بن الشيخ صديق السرگتي
  •  
    القرض الحسن كصدقة بمثل القرض كل يوم
    د. خالد بن محمود بن عبدالعزيز الجهني
  •  
    الليلة التاسعة والعشرون: النعيم الدائم (2)
    عبدالعزيز بن عبدالله الضبيعي
  •  
    حكم مشاركة المسلم في جيش الاحتلال
    أ. د. حلمي عبدالحكيم الفقي
  •  
    غض البصر (خطبة)
    د. غازي بن طامي بن حماد الحكمي
  •  
    كيف تقي نفسك وأهلك السوء؟ (خطبة)
    الشيخ محمد عبدالتواب سويدان
  •  
    زكاة الودائع المصرفية الحساب الجاري (PDF)
    الشيخ دبيان محمد الدبيان
  •  
    واجب ولي المرأة
    الشيخ محمد جميل زينو
  •  
    وقفات مع القدوم إلى الله (9)
    د. عبدالسلام حمود غالب
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / منبر الجمعة / الخطب / مواضيع عامة
علامة باركود

تنبيه أولي الفضل والكرم فيما اختصت به أمَّتنا من بين الأمم

تنبيه أولي الفضل والكرم فيما اختصت به أمَّتنا من بين الأمم
الشيخ فؤاد بن يوسف أبو سعيد

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 24/5/2018 ميلادي - 9/9/1439 هجري

الزيارات: 11056

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

تنبيه أولي الفضل والكرم

فيما اختصت به أمَّتنا من بين الأمم


إن الحمد لله؛ نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.

﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 102].

﴿ يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾ [النساء: 1].

 

﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾ [الأحزاب: 70، 71].

 

أما بعد؛ فإن أصدق الحديث كتابُ الله، وخيرَ الهديِ هديُ محمد صلى الله عليه وسلم، وشرَّ الأمورِ محدثاتُها، وكلَّ محدثةٍ بدعة، وكلَّ بدعة ضلالة، وكلَّ ضلالةٍ في النار.

أعاذنا الله وإياكم من النار، ومن كل عمل يقرب إلى النار، اللهم آمين.

 

هذا شهر مضان الكريم كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يبشر أصحابه رضي الله عنهم بقدومه، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه-، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُبَشِّرُ أَصْحَابَهُ: «قَدْ جَاءَكُمْ رَمَضَانُ، شَهْرٌ مُبَارَكٌ، افْتَرَضَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ صِيَامَهُ، تُفْتَحُ فِيهِ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ، وَتُغْلَقُ فِيهِ أَبْوَابُ الْجَحِيمِ، وَتُغَلُّ فِيهِ الشَّيَاطِينُ، فِيهِ لَيْلَةٌ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ، مَنْ حُرِمَ خَيْرَهَا فَقَدْ حُرِمَ». (حم) (8991).

 

شهرٌ لم يكن لأمِّة سابقةٍ من الأمم، ولن يكونَ لأمَّةٍ لاحقةٍ من رُومٍ أو عجم.

فهنيئا لكَ يا مؤمن! فقد فتِّحت لك فيه أبواب الجنان!

وهنيئا لك يا مذنب! فقد غُلِّقت عنك أبواب النيران!

وهنيئا لك يا عاقل! فقد سلسلت الشياطين ومردة الجان!

ونادى المنادي: يا باغي الخير أقبل لطاعة الرحمن، ويا باغي الشر أقصر عن العناد والعصيان.

ففي كلّ ليلة من ليالي رمضان، يكثر العتق من النيران.

وفي كل يوم من أيام رمضان الدعوات مستجابة إلى غروب الشمس.

 

فعلى المسلم في هذا الشهر؛ ألا يرتكب فيه الخطايا والعصيان؛ من غيبة أو نميمة أو سب أو شتم، فإن شاتمك أو سابك أحد فقل له مكررا وأسمِعْه: إني صائم إني صائم.

 

ويجتنب المسلم فيه مفسدات الصوم، والمفطرات، من أكل أو شرب أو ما في معناهما، أو جماع أو استمناء أو ردة، من طلوع الفجر الصادق إلى غروب الشمس، وعلى الحائض والنفساء تجنب صيام أيامه وتقضي عدةً من أيام أخر.

 

هذا الشهر فيه ليلةُ القدر هي خير من ألف شهر، ففيها أنزل القرآن، وفيها تتنزل ملائكة الرحمن، معهم رئيسهم الروح الأمين جبريل عليه السلام.

 

والفرحُ في هذا الشهر لا ينتهي؛ فيفرح الصائم بفطره، ويفرح الصائم عند لقاء ربه سبحانه.

هذا لم تفرح به أمةٌ غير أمة الإسلام.

فهذه الأمةُ آخر الأمم، ورسولها آخرُ الرسل صلى الله وسلم عليه وعليهم أجمعين.

 

لقد أنزلت على الأمم كُتُبُها، فكان آخرَها وأفضلَها وأجلَّها وأكرمَها القرآنُ الكريم، هو كلامه، فقد أعجزَ الجنَّ والإنسَ نظامُه.

 

هذه الأمة فضَّلها الله سبحانه وتعالى بخصائصَ، وميَّزها عن غيرها بميزاتٍ ليست لغيرها من الأمم، فهل هناك أمة من الأمم جُعلَت لها الأرضُ كلُّها مسجدا وطهورا غير هذه الأمة؟

وهل هناك أمَّة من الأمم جُعِلَتْ صُفُوفُهم كَصُفُوفِ الْمَلَائِكَةِ في الصلاة والجهاد غير هذه الأمة؟

وهل هناك أمَّة من الأمم أُعْطِيتْ هَذِهِ الْآيَاتِ مِنْ آخِرِ الْبَقَرَةِ مِنْ كَنْزٍ تَحْتَ الْعَرْشِ غير هذه الأمة؟!

 

عَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: ("فُضِّلَتْ هَذِهِ الْأُمَّةُ عَلَى سَائِرِ الْأُمَمِ بِثَلَاثٍ: جُعِلَتْ لَهَا الْأَرْضُ كُلُّهَا مَسْجِدًا، وَجُعِلَتْ تُرْبَتُهَا لَنَا طَهُورًا إِذَا لَمْ نَجِدْ الْمَاءَ، وَجُعِلَتْ صُفُوفُهَا عَلَى صُفُوفِ الْمَلَائِكَةِ، وَأُعْطِيتُ هَذِهِ الْآيَاتِ مِنْ آخِرِ الْبَقَرَةِ، مِنْ كَنْزٍ تَحْتَ الْعَرْشِ، لَمْ يُعْطَهَا نَبِيٌّ قَبْلِي"). الحديث بزوائده: (حم) 23299)، (م) 4- (522).

 

إذا كان هناك أمّةٌ من الأمم هي كالغيث، يعم نفعها، ويكثر خيرها فهي هذه الأمة، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: ("مَثَلُ أُمَّتِي مَثَلُ الْمَطَرِ، لَا يُدْرَى أَوَّلُهُ خَيْرٌ، أَمْ آخِرُهُ"). (ت) (2869)، (حم) (12327)، (حب) (7226)، المشكاة (6277)، الصَّحِيحَة (2286).

 

أبشروا يا أبناء هذه الأمة المرحومة! التي رحمت بوفاة نبيها بين يديها، وبقية الأمم يعذبها ربُّها ونبيُّها حيٌّ بين يديها، فعَنْ أَبِي مُوسَى -رضي الله عنه-، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ("إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ إِذَا أَرَادَ رَحْمَةَ أُمَّةٍ مِنْ عِبَادِهِ؛ قَبَضَ نَبِيَّهَا قَبْلَهَا، فَجَعَلَهُ لَهَا فَرَطًا وَسَلَفًا بَيْنَ يَدَيْهَ، وَإِذَا أَرَادَ هَلَكَةَ أُمَّةٍ؛ عَذَّبَهَا وَنَبِيُّهَا حَيٌّ، فَأَهْلَكَهَا وَهُوَ يَنْظُرُ، فَأَقَرَّ عَيْنَهُ بِهَلَكَتِهَا حِينَ كَذَّبُوهُ وَعَصَوْا أَمْرَهُ"). (م) 24- (2288). فالحمد لله على نعمة الإسلام.

 

ورغم ما ترونه وما يظهر لكم من ذُلٍّ وقهرٍ ومهانة لأبناءِ هذه الأمة؛ فالله جل جلاله يحفظ هذه الأمة بما يغرسه في القلوب من إيمان وتوحيد وطاعة، عَنْ أَبِي عِنَبَةَ الْخَوْلَانِيِّ رضي الله -تعالى- عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: ("لَا يَزَالُ اللهُ يَغْرِسُ فِي هَذَا الدِّينِ غَرْسًا يَسْتَعْمِلُهُمْ فِي طَاعَتِهِ"). (جة) (8)، (حم) 17822)، (حب) 326)، (الصحيحة) (2442).

 

وغرْسُ الله هذا هم عدول أبناء هذه الأمة، الذين يحفظون على المسلمين دينهم، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: ("يَرِثُ هَذَا الْعِلْمَ") -أي هذا الدين- ("مِنْ كُلِّ خَلْفٍ عُدُولُهُ، يَنْفُونَ عَنْهُ تَأوِيلَ الْجَاهِلِينَ، وَانْتِحَالَ الْمُبْطِلِينَ، وَتَحْرِيفَ الْغَالِينَ"). (هق) (20700)، (مسند الشاميين) (599)، وصححه الألباني في المشكاة (248).

 

وكلما ابتعد المسلمون عن دينهم، وكلما قربت علومه من الاندثار، بعث الله من أراد من عباده المؤمنين العلماء، ليردوا الناس إلى دينهم، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: ("إِنَّ اللهَ يَبْعَثُ لِهَذِهِ الْأُمَّةِ عَلَى رَأسِ كُلِّ مِائَةِ سَنَةٍ مَنْ يُجَدِّدُ لَهَا دِينَهَا"). (د) (4291)، (ك) (8592)، (طس) (6527)، صَحِيح الْجَامِع (1874)، الصَّحِيحَة (599).

 

لقد فُضلت هذه الأمة واختصت بيوم الجمعة، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ("مَا طَلَعَتِ الشَّمْسُ وَلَا غَرَبَتْ عَلَى يَوْمٍ خَيْرٍ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ، هَدَانَا اللَّهُ لَهُ، وَضَلَّ النَّاسُ عَنْهُ، وَالنَّاسُ لَنَا فِيهِ تَبَعٌ، فَهُوَ لَنَا، وَالْيَهُودُ يَوْمُ السَّبْتِ، وَالنَّصَارَى يَوْمُ الْأَحَدِ، إِنَّ فِيهِ لَسَاعَةً لَا يُوَافِقُهَا مُؤْمِنٌ يُصَلِّي يَسْأَلُ اللَّهَ شَيْئًا إِلَّا أَعْطَاهُ"). فَذَكَرَ الْحَدِيثَ. (خز) (1726)، قال الأعظمي: (إسناده صحيح).

 

فقد ثبت أنّ أَبَا هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: («نَحْنُ الآخِرُونَ السَّابِقُونَ يَوْمَ القِيَامَةِ، بَيْدَ أَنَّهُمْ أُوتُوا الكِتَابَ مِنْ قَبْلِنَا، ثُمَّ هَذَا يَوْمُهُمُ الَّذِي فُرِضَ عَلَيْهِمْ، فَاخْتَلَفُوا فِيهِ، فَهَدَانَا اللَّهُ، فَالنَّاسُ لَنَا فِيهِ تَبَعٌ اليَهُودُ غَدًا، وَالنَّصَارَى بَعْدَ غَدٍ»). (خ) (876)، (م) 19 - (855).

 

الأمم السابقة عملت ولم تقبل الأجر؛ لأنها استكثرت العمل واستقلَّت الأجر، فتركت العمل، وهذه الأمة عملت القليل، فأعطيت عليه الأجرَ العظيمَ الجليل الجزيل، عَنْ أَبِي مُوسَى رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ("مَثَلُ الـمُسْلِمِينَ، وَاليَهُودِ، وَالنَّصَارَى، كَمَثَلِ رَجُلٍ اسْتَأْجَرَ قَوْمًا يَعْمَلُونَ لَهُ عَمَلًا يَوْمًا إِلَى اللَّيْلِ، عَلَى أَجْرٍ مَعْلُومٍ، فَعَمِلُوا لَهُ إِلَى نِصْفِ النَّهَارِ، فَقَالُوا: لاَ حَاجَةَ لَنَا إِلَى أَجْرِكَ الَّذِي شَرَطْتَ لَنَا وَمَا عَمِلْنَا بَاطِلٌ، فَقَالَ لَهُمْ: لاَ تَفْعَلُوا، أَكْمِلُوا بَقِيَّةَ عَمَلِكُمْ، وَخُذُوا أَجْرَكُمْ كَامِلًا، فَأَبَوْا، وَتَرَكُوا.

 

وَاسْتَأْجَرَ أَجِيرَيْنِ بَعْدَهُمْ، فَقَالَ لَهُمَا: أَكْمِلاَ بَقِيَّةَ يَوْمِكُمَا هَذَا") -أي من الظهر إلى المغرب- ("وَلَكُمَا الَّذِي شَرَطْتُ لَهُمْ مِنَ الأَجْرِ، فَعَمِلُوا حَتَّى إِذَا كَانَ حِينُ صَلاَةِ العَصْرِ، قَالاَ: لَكَ مَا عَمِلْنَا بَاطِلٌ، وَلَكَ الأَجْرُ الَّذِي جَعَلْتَ لَنَا فِيهِ، فَقَالَ لَهُمَا: أَكْمِلاَ بَقِيَّةَ عَمَلِكُمَا مَا بَقِيَ مِنَ النَّهَارِ شَيْءٌ يَسِيرٌ، فَأَبَيَا.

 

وَاسْتَأْجَرَ قَوْمًا") -وهو أنتم، أمة الإسلام- ("أَنْ يَعْمَلُوا لَهُ بَقِيَّةَ يَوْمِهِمْ")، -من العصر إلى المغرب- ("فَعَمِلُوا بَقِيَّةَ يَوْمِهِمْ حَتَّى غَابَتِ الشَّمْسُ، وَاسْتَكْمَلُوا أَجْرَ الفَرِيقَيْنِ كِلَيْهِمَا، فَذَلِكَ مَثَلُهُمْ، وَمَثَلُ مَا قَبِلُوا مِنْ هَذَا النُّورِ"). (خ) (2271).

أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم.

 

الخطبة الآخرة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله المبعوث رحمة مهداة للعالمين كافة، وعلى آله وصحبه ومن والاه إلى يوم الدين، أما بعد؛

 

أيها المسلمون! لا يتسخفنَّكم بعضُ السفاءِ والأغرار ممن ينتسب لهذه الأمة، وما يقومون به من مخالفات ومهاترات، فتسبُّوا أمَّة الإسلام وتكرهوا العروبة، فتصبحوا من الشعوبيين! الذين لا يحبون العرب ولا المسلمين!

 

أيها المسلمون! لا تحتقروا أمَّتكم التي هي خير الأمم بشهادة الله رب العالمين سبحانه وتعالى لها القائل: ﴿ كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ مِنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ ﴾ [آل عمران: 110].

 

أيها المسلمون! لا تنظروا نظرةَ الدُّونيَّةِ والازدراءِ إلى أمَّتِكم أمةِ العروبةِ والإسلام، إلى خير أمّةٍ وأكرمِها على الله جل جلاله، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ حَيْدَةَ رضي الله عنه قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿ كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ ﴾، قَالَ: ("إِنَّكُمْ تَتِمُّونَ سَبْعِينَ أُمَّةً؛ أَنْتُمْ خَيْرُهَا وَأَكْرَمُهَا عَلَى اللهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى"). (ت) (3001)، (جة) (4288)، وحسنه الألباني في هداية الرواة (6249).

 

-قَالَ الْحَافِظُ ابْنُ كَثِيرٍ -رحمه الله-: يُخْبِرُ تَعَالَى عَنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ الْمُحَمَّدِيَّةِ بِأَنَّهُمْ خَيْرُ الْأُمَمِ، وَأَنْفَعُ النَّاسِ لِلنَّاسِ، وإِنَّمَا حَازَتْ هَذِهِ الْأُمَّةُ قَصَبَ السَّبْقِ إِلَى الْخَيْرَاتِ بِنَبِيِّهَا مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم فَإِنَّهُ أَشْرَفُ خَلْقِ اللهِ، وَأَكْرَمُ الرُّسُلِ عَلَى اللهِ -وعند الله-، وَبَعَثَهُ اللهُ بِشَرْعٍ كَامِلٍ عَظِيمٍ، لَمْ يُعْطَهُ نَبِيٌّ قَبْلَهُ، وَلَا رَسُولٌ مِنْ الرُّسُلِ، فَالْعَمَلُ عَلَى مِنْهَاجِهِ وَسَبِيلِهِ، يَقُومُ الْقَلِيلُ مِنْهُ مَا لَا يَقُومُ الْعَمَلُ الْكَثِيرُ مِنْ أَعْمَالِ غَيْرِهِ مَقَامَهُ. تحفة الأحوذي (7/ 321)-

عملٌ قليلٌ من هذه الأمة يوازي أعمالا كثيرة من الأمم قبلنا.

 

عباد الله! لا يغرنَّكم أننا آخرُ الأمم، لكنَّنا أولُها في الآخرة، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ -رضي الله عنهما-، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: ("نَحْنُ آخِرُ الْأُمَمِ، وَأَوَّلُ مَنْ يُحَاسَبُ، يُقَالُ: أَيْنَ الْأُمَّةُ الْأُمِّيَّةُ وَنَبِيُّهَا؟ فَنَحْنُ الْآخِرُونَ الْأَوَّلُونَ"). (جة) (4290).

 

هذه الأمَّةُ المكرّمةُ المعظّمة تفوقُ الأممَ عَدَدًا في الجنة يوم القيامة، عَنْ ابْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ -رضي الله عنه-، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ("أَهْلُ الجَنَّةِ عِشْرُونَ وَمِائَةُ صَفٍّ؛ ثَمَانُونَ مِنْهَا مِنْ هَذِهِ الأُمَّةِ، وَأَرْبَعُونَ مِنْ سَائِرِ الأُمَمِ"). (ت) (2546): (هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ)، (جة) (4289)، (حب) (7459)، (المشكاة) (5644).

 

هذه الأمَّة كلُّها في الجنة، فلا يبقى موحِّد منها في النار، عَنْ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: ("مَا مِنْ أُمَّةٍ إِلَّا وَبَعْضُهَا فِي النَّارِ، وَبَعْضُهَا فِي الْجَنَّةِ، إِلَّا أُمَّتِي فَإِنَّهَا كُلَّهَا فِي الْجَنَّةِ"). الخطيب (9/ 376)، (طس) (1837)، (طص) (648)، صَحِيح الْجَامِع (5693).

 

إنها أمَّةٌ مرحومةٌ، تقدم لها عذاب غالب أبنائها في هذه الدنيا، عَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: ("أُمَّتِي هَذِهِ أُمَّةٌ مَرْحُومَةٌ، لَيْسَ عَلَيْهَا عَذَابٌ فِي الْآخِرَةِ، عَذَابُهَا فِي الدُّنْيَا: الْفِتَنُ، وَالزَّلَازِلُ، وَالْقَتْلُ"). (د) (4278)، (ك) (8372)، (يع) (7277)، (طس) (4055)، انظر صَحِيح الْجَامِع (1396)، (1738)، الصحيحة (959).

 

ومن الفتن التي تقع على هذه الأمة فتكفر عنها من سيئاتها، ما يحدث من اقتتال داخلي بين أبنائها، أو من عدوها، عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ("لَنْ يَجْمَعَ اللَّهُ عَلَى هَذِهِ الْأُمَّةِ سَيْفَيْنِ، سَيْفًا مِنْهَا، وَسَيْفًا مِنْ عَدُوِّهَا"). (د) (4301)، (حم) (23989). انظر صَحِيح الْجَامِع (5221).

 

وَعَنْ عُقْبَةَ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: ("عُقُوبَةُ هَذِهِ الْأُمَّةِ بِالسَّيْفِ"). أخرجه الخطيب البغدادي (1/ 317)، صَحِيح الْجَامِع (4017)، الصَّحِيحَة (1347).

 

عقوبة هذه الأمة في الدنيا؛ نتيجةَ سيئاتها، أو أفعالٍ ومخالفاتٍ للدين والشريعة، وما يحدث بينهم عقوبتها السيف، فالسيف محَّاء للخطايا.

 

يا أبناء هذه الأمة المكرمة! كفاكم غمزاً ولمزًا، وتخوينا وتفسيقا وتبديعا وتكفيرا، دون تأنٍّ ولا تروٍّ، ولا علم ولا بصيرة، ألا يخشى المتسرع في الحكم على الناس أن يكون هو أولى بما رمى به غيره! ألا يخشى من قال عن غيره خائن أن يكون هو الخائن، ألا يخشى من قال على غيره كافر أنه هو الكافر، كفاكم يا عباد الله! احفظوا ألسنتكم، واحفظوا أحكامكم على الناس.

 

ما أكثرهم الذين يرمون هذه الأمَة بالهلاك! عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله -تعالى- عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: ("إِذَا سَمِعْتَ الرَّجُلَ يَقُولُ: هَلَكَ النَّاسُ، فَهُوَ أَهْلَكُهُمْ، يَقُولُ اللهُ: إِنَّهُ هُوَ هَالِكٌ"). (م) 139- (2623)، (د) (4983)، (حم) (7685)، (10005)، وقال الأرناؤوط: إسناده صحيح.

 

فَإِذَا قَالَ ذَلِكَ عُجْبًا بِنَفْسِهِ وَتَصَاغُرًا لِلنَّاسِ، -واحتقارا لغيره- فَهُوَ الْمَكْرُوهُ الَّذِي نُهِيَ عَنْهُ. -وهو الهالك.-

 

أين هذا الذي يريد الهلاك لهذه الأمة؛ أمَّةِ محمد صلى الله عليه وسلم، من هذا الذي يحسن ظنَّه في هذه الأمّة ويدعو لها بالرحمة والمغفرة؟! فَعَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: ("مَنِ اسْتَغْفَرَ لِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ، كَتَبَ اللهُ لَهُ بِكُلِّ مُؤْمِنٍ وَمُؤْمِنَةٍ حَسَنَةً"). (مسند الشاميين للطبراني) (2155)، انظر صَحِيح الْجَامِع (6026).

 

وكم عدد المؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات، هذه تأتيك بأعدادهم حسنات، أما من قال عن المؤمنين بأنهم هلكوا، وأنهم لن يدخلوا الجنة، وأن خرجوا عن الدين، ولم يكن صادقا في ذلك، فهو الهالك، نسأل الله السلامة.

 

وأمَّةُ محمد صلى الله عليه وسلم أمة فيها الخير، وسيأتيها النصر بأمر الله؛ إذا قلَّت ذنوبها وخطايا، إذا اقتربت القلوب من بعضها، إذا انتشرت المحبة بين هذه الأمة فلتبشر بسرعة النصر، النصر آت ولكنه يأتي ببطء شديد، أعاقته ذنوبُنا وخطايانا، وما يكون بيننا من تنافر وتقاتل، وتنابز وتدابر وما شابه ذلك.

 

ألا وصلوا وسلموا على رسول الله كما صلى عليه الله والملائكة وأمر بذلك المؤمنين فقال: ﴿ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾ [الأحزاب: 56].

 

اللهم صل وسلم وبارك على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهديه إلى يوم الدين.

اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات الأحياء منهم والأموات إنك سميع قريب الدعوات يا رب العالمين.

اللهم اغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا وثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين، اللهم وحد صفوفنا، اللهم ألف بين قلوبنا، وأزل الغل والحقد والحسد والبغضاء من صدورنا، وانصرنا على عدوك وعدونا، برحمتك يا أرحم الراحمين.

اللهم تقبل منا صالح الأعمال وتجاوز عن سيئها يا رب العالمين، اللهم اغفر لنا وارحمنا وعافنا واعف عنا، وبارك لنا في أمورنا كلها، أولها وآخرها في ديننا ودنيانا يا رب العالمين.

وأقم الصلاة فــ﴿ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ ﴾ [العنكبوت: 45]





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • صيام رمضان فضله مع بيان أحكام مهمة تخفى على بعض الناس
  • فضل رمضان
  • فضل العمرة في رمضان
  • فضل العشر الأواخر من رمضان والحث على إحيائها في العبادة
  • شهر رمضان فضله وبعض ما يشرع فيه من العبادة
  • فضل شهر رمضان

مختارات من الشبكة

  • تنبيه المشيع للموتى والزائر للمقابر إلى بدع ومخالفات وتنبيهات وملاحظات وعظات ومسائل تتعلق بالمقابر (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • تنبيه على تحقيق مخطوطة: (توضيح القول المشكل فيما يتعلق بالخنثى المشكل) في الفقه المالكي(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • تنبيه فيما يخص تحقيق مخطوطة (حاشية الباجوري على شرح المحلي على جمع الجوامع)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • الحديث: اللهم هذا قسمي فيما أملك، فلا تلمني فيما تملك ولا أملك(مقالة - موقع الشيخ عبد القادر شيبة الحمد)
  • الخير فيما نحب أم فيما نكره ؟(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • فضل الرب العلي فيما فضل الله به النبي صلى الله عليه وسلم(مقالة - آفاق الشريعة)
  • فضل الإله في التنبيه على خطورة التهاون في تسوية الصفوف في الصلاة (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • مختصر الكلام في التنبيه على فضل الصلاة والسلام علي خير الأنام(مقالة - آفاق الشريعة)
  • التنبيه على كذب أثر منسوب لعمر في فضل العالم على العابد (PDF)(كتاب - آفاق الشريعة)
  • التنبيه على حديث لا أصل له في فضل صلاة آخر جمعة من رمضان (PDF)(كتاب - ملفات خاصة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 0:55
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب