• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    فضل العلم ومنزلة العلماء (خطبة)
    خميس النقيب
  •  
    البرهان على تعلم عيسى عليه السلام القرآن والسنة ...
    د. محمد بن علي بن جميل المطري
  •  
    الدرس السادس عشر: الخشوع في الصلاة (3)
    عفان بن الشيخ صديق السرگتي
  •  
    القرض الحسن كصدقة بمثل القرض كل يوم
    د. خالد بن محمود بن عبدالعزيز الجهني
  •  
    الليلة التاسعة والعشرون: النعيم الدائم (2)
    عبدالعزيز بن عبدالله الضبيعي
  •  
    حكم مشاركة المسلم في جيش الاحتلال
    أ. د. حلمي عبدالحكيم الفقي
  •  
    غض البصر (خطبة)
    د. غازي بن طامي بن حماد الحكمي
  •  
    كيف تقي نفسك وأهلك السوء؟ (خطبة)
    الشيخ محمد عبدالتواب سويدان
  •  
    زكاة الودائع المصرفية الحساب الجاري (PDF)
    الشيخ دبيان محمد الدبيان
  •  
    واجب ولي المرأة
    الشيخ محمد جميل زينو
  •  
    وقفات مع القدوم إلى الله (9)
    د. عبدالسلام حمود غالب
  •  
    علامات الساعة (1)
    تركي بن إبراهيم الخنيزان
  •  
    تفسير: (يعملون له ما يشاء من محاريب وتماثيل وجفان ...
    تفسير القرآن الكريم
  •  
    تحية الإسلام الخالدة
    الشيخ عبدالله بن جار الله آل جار الله
  •  
    الشباب والإصابات الروحية
    د. عبدالله بن يوسف الأحمد
  •  
    من فضائل الصدقة (خطبة)
    د. محمد بن مجدوع الشهري
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / منبر الجمعة / الخطب / مواضيع عامة
علامة باركود

فضل الصلاة والسلام على خير الأنام

فضل الصلاة والسلام على خير الأنام
الشيخ حسين شعبان وهدان

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 4/2/2018 ميلادي - 18/5/1439 هجري

الزيارات: 69787

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

فضل الصلاة والسلام على خير الأنام

 

الحمد لله الواحدِ المعْبُودِ، ربِّ العطاءِ والكرمِ والجودِ، سبحانه أولٌ قبل الوجود، آخرٌ بعد الخُلُود، مطلقٌ عن الحُدُودِ، واجِبٌ لهُ السُّجود.

 

يا أخا الإسلام:

أَدِمِ الصَّلاَةَ عَلى الحبيبِ مُحَمَّدٍ
فَقَبُولُهَا حَتْمٌ بِغَيْرِ تَرَدُّدِ
أعْمَالُنَا بَيْنَ القَبُولِ وَرَدِّها
إِلاّ الصَّلاةَ عَلى الحبيبِ مُحَمَّدِ

 

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له الملك الحق المبين، ربُّ الوجودِ ولا معبودَ إِلاَّهُ، قد تجلّى في تفرّدِهِ وفي علاهُ وفي نُعمى عطاياه.

 

وأشهد أن سيدنا محمداً عبد الله ورسوله وصفيه من خلقه وحبيبه، خير البرية أقصاها وأدناها، وهو أبرُّ بني الدنيا وأوفاها، اللهم صلِّ وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه أجمعين.

 

أما بعـد:

فإن قدوتَنا في جميع أعمالنا هو نبينا الكريم سيدنا محمدٌ رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال الله تعالى: ﴿ لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً ﴾ [الأحزاب: 21]، إلا في عملٍ واحدٍ هو الصلاة والسلام على سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فإن قدوتنا فيه مباشرةً من ربنا الكبير المتعال سبحانه، قال الله تعالى: ﴿ إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً ﴾ [الأحزاب: 56]، فقد بدأ بنفسه سبحانه وثَنَّى بملائكته الكرام عليهم السلام ثم أمر المؤمنين بالصلاة والسلام على خير الأنام، [قال ابن عباس رضي الله عنهما: معناه إن الله وملائكته يباركون على النبي، وقيل: إن الله يترحم على النبي وملائكته يدعون له، وأصل الصلاة الترحم فهي من الله رحمة ومن الملائكة رقة واستدعاءٌ للرحمة من الله وقد ورد في الحديث: صفة صلاة الملائكة على من جلس ينتظر الصلاة: (إنَّ العبدَ إذا جلَس في مصلاهُ بعدَ الصلاةِ صلَّتْ عليه الملائكةُ وصلاتُهم عليه: اللهم اغفرْ له اللهم ارحمْه وإنْ جلَس ينتظرُ الصلاةَ صلتْ عليه الملائكةُ وصلاتُهم عليه: اللهمَّ اغفرْ له اللهم ارحمْه) (أحمد شاكر في مسند أحمد 2 /292 وقال: إسناده حسنٌ عن علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه) (القاضي عياض/ الشفا بتعريف حقوق المصطفى ص302 ج2 ط1 2004م بتحقيق عامر الجزار/ دار الحديث - القاهرة).

 

ثمراتٌ مباركاتٌ من الصلاةِ والسلامِ على خَيْرِ البَرِيَّاتِ:

والصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم من أفضل القربات وأجلِّ الطَّاعات، لأنه عليه الصلاة والسلام خيرُ مَنْ خلقَ الله تعالى بشراً على الإطلاق، ولأنه متميزٌ عن جميع خلق الله بأعلى الرُّتب وأكمل المقامات فناسب العطاءُ علوَّ القدْرِ والمكَانَةِ، ونحن نصلي عليه ونسلم على قدرنا وطاقتنا، ومهما اجتهدنا فلن نبلغ المقدار الوفيَّ بحقِّ سيدِنا النبيِّ الزكيِّ في صلاتنا وسلامنا عليه، وقد كفانا مولانا الكبيرُ المتعالُ سبحانه وتعالى فصلى وسلم عليه بما يليق بذاته العظمى وبما يشرف ويبارك قدر سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، ولهذا كانت الصلاة والسلام على خير الأنام من أَجَلِّ الأعمالِ لنا وتعليةً لقدرنا واحرازاً لجملةٍ من الحسنات التي تسرُّ الخواطرَ وتزكي النفوس بما تحتوى على ثمارٍ زكيَّةٍ من الثَّوابِ الذي لا تحتويه العبارة ولا تحده الإشارة.. ومنها:

• أولُ بركات الصلاة والسلام على سيدِ الأنام أن الله تعالى يصلي على من يصلي على النبي الكريم صلى الله عليه وسلم: وجاء ذلك من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال النبي الكريم صلى الله عليه وسلم: (من صلَّى عليَّ واحدةً، صلَّى اللهُ عليه عشرًا) (صحيح مسلم 408 عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه) وقال النبي الكريم صلى الله عليه وسلم: (مَن ذُكرْتُ عندَه فلْيُصلِّ عليَّ فمن صلَّى عليَّ مرةً صلى اللهُ عليه عشرًا) (الزيلعي في تخريج الكشاف 3 /132 وإسناده جيدٌ عن أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه)، وقال النبي الكريم صلى الله عليه وسلم: (من صلى علي واحدةً صلى الله عليه عشراً و حطَّ عنه عشر خطيئات) ( الألباني في صحيح الأدب المفرد 499)، وعن أبي طلحة زيد بن سهل الأنصاري رضي الله عنه قال: (أصبح رسولُ اللهِ يومًا طيَّبَ النَّفسِ يُرَى في وجهِه البِشرُ قالوا يا رسولَ اللهِ أصبحتَ اليومَ طيِّبَ النَّفسِ يُرَى في وجهِك البِشرُ قال أجلْ أتانِي آتٍ من ربِّي عزَّ وجلَّ فقال من صلَّى عليك من أمَّتِك صلاةً كتب اللهُ له بها عشرَ حسناتٍ ومحا عنه عشرَ سيِّئاتٍ ورفعَ له عشرَ درجاتٍ وردَّ عليه مثلَها) (المنذري في الترغيب والترهيب 2 /400 وقال: إسناده صحيحٌ أو حسنٌ أو ما يقاربهما).

 

• ومن بركات الصلاة والسلام على خير الأنام الفوز بشفاعته يوم القيامة في الموقف المشهود، فعن عبد الله بن عمرو رضي الله تعالى عنهما عن النبي الكريم صلى الله عليه وسلم قال: (إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثل ما يقول، وصلوا علي فإنه من صلى علي صلاة صلى الله عليه عشرا، ثم سلوا الله لي الوسيلة فإنها منزلة في الجنة، لا تنبغي إلا لعبد من عباد الله، أرجو أن أكون أنا هو، فمن سأل لي الوسيلة حلت له الشفاعة) (الألباني في صحيح النسائي 677 بسندٍ صحيحٍ)، وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما عن النبي الكريم صلى الله عليه وسلم قال: (منْ قال حين يسمعُ النداءَ: اللهمَّ ربَّ هذهِ الدعوةِ التامَّةِ، والصلاةِ القائمةِ، آتِ محمدًا الوسيلةَ والفضيلةَ، وابعثْهُ مقامًا محمودًا الذي وعدْتَهُ، حَلَّتْ له شفاعتي يومَ القيامةِ) (صحيح البخاري 614).

 

• ومن يداوم على الصلاة والسلام على خير الأنام ويعطر وقته وأنفاسه بها فهو ممن يغفر ذنبه ويذهب همه، فعن أبي بن كعبٍ رضي الله عنه قال: (كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إذا ذهب ثُلُثَا الليلِ قام فقال يا أيُّها الناسُ اذكُروا اللهَ اذكروا اللهَ جاءتِ الراجفةُ تَتْبَعُها الرادِفَةُ جاء الموتُ بما فيه جاء الموتُ بما فيه قال أُبَيٌّ قلْتُ يا رسولَ اللهِ إِنَّي أُكْثِرُ الصلاةَ عليْكَ فكم أجعَلُ لكَ من صلاتِي فقال ما شِئْتَ قال قلتُ الربعَ قال ما شئْتَ فإِنْ زدتَّ فهو خيرٌ لكَ قلتُ النصفَ قال ما شئتَ فإِنْ زدتَّ فهو خيرٌ لكَ قال قلْتُ فالثلثينِ قال ما شئْتَ فإِنْ زدتَّ فهو خيرٌ لكَ قلتُ أجعلُ لكَ صلاتي كلَّها قال: إذًا تُكْفَى همَّكَ ويغفرْ لكَ ذنبُكَ) (سنن الترمذي 2457 وقال: حسنٌ صحيحٌ).

 

• وأهل الصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يشقى بهم جليسهم فيكرمه الله تعالى بهم، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله ‏‏ صلى الله عليه وسلم: (إن لله سيارة من الملائكة يطلبون حلق الذكر فإذا حفوا عليهم وأتوا بهم ثم بعثوا رائدهم إلى السماء إلى رب العزة تبارك وتعالى فيقولون ربنا أتينا على عباد من عبادك يعظمون آلاءك ويتلون كتابك ويصلون على نبيك محمد صلى الله عليه وسلم ويسألونك لآخرتهم ودنياهم فيقول تبارك وتعالى غشوهم رحمتي فيقولون يا رب إن فيهم فلانا الخطاء إنما اعتنقهم اعتناقا فيقول تبارك وتعالى غشوهم رحمتي فهم الجلساء لا يشقى بهم جليسهم) (الهيثمي في مجمع الزوائد 10/80 وقال: إسناده حسن عن أنس بن مالك رضي الله عنه).

 

• ومن الفوز العظيم والمراتب الإيمانية المنيفة أن يردَّ النبيُّ السلامَ على من سَلَّمَ عليه بإذن ربه الوهاب، فعن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله ‏‏ صلى الله عليه وسلم ‏‏‎‎‎‎ قال: ( ما من أحدٌ يُسلِّمُ عليَّ إلا ردَّ اللهُ عليَّ روحي حتى أردَّ عليه السلامَ) (النووي في الأذكار 154 وقال: إسناده صحيح).

 

• وأهل الصلاة والسلام على سيدنا رسول الله هم أهل اكتساب ولايته الشريفة صلى الله عليه وسلم وأولى الناس به يوم القيامة، فيكونون في ضمانه وشفاعته وجواره، فعن عبد الله بن مسعودٍ رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إنَّ أولى النَّاسِ بي يَومَ القيامةِ أَكْثرُهُم عليَّ صلاةً) (ابن حبان في بلوغ المرام 455 وقال: صحيحٌ).

 

• وكما أن الله تعالى قد صلى على رسوله ونبيه سيدنا محمدٍ صلى الله عليه وسلم فقد صلى سبحانه أيضاً على المؤمنين، قال الله تعالى: ﴿ هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيماً ﴾ [الأحزاب: 43]، وكان النبي الكريم صلى الله عليه وسلم يدعو بالصلاة والرحمة للمؤمنين، فعن قيس بن سعد بن عبادة رضي الله عنه قال: (زارَنا رسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ في منزلِنا فقالَ: السَّلامُ عليكُم ورَحمةُ اللَّهِ، قال: فردَّ سعدٌ ردًّا خفيًّا، قال قيسٌ فقُلتُ: ألا تأذَنْ لِرَسولِ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ؟ فقالَ: ذَرهُ يكثِرْ علَينا مِن السَّلامِ، فقالَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: السَّلامُ عليكُم ورَحمةُ اللَّهِ، فردَّ سَعدٌ ردًّا خفيًّا، ثُمَّ قالَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: السَّلامُ عليكُم ورحمةُ اللَّهِ ثُمَّ رجَعَ رسولُ اللَّهِ واتَّبعَهُ سعدٌ فقالَ: يا رسولَ اللهِ إنِّي كنتُ أسمَعُ تسليمَكَ وأردُّ عليكَ ردًّا خفيًّا لتُكثِرَ علَينا منَ السَّلامِ، قالَ: فانصرفَ معَهُ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم وأمرَ له سَعدٌ بغُسلٍ فاغتسَلَ ثم ناوَلَهُ مِلحفَةً مصبوغَةً بزعفرانٍ أو وَرسٍ فاشتَملَ بِها ثم رفَعَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ يديهِ وهو يَقولُ: اللهُمَّ اجعَلْ صلَواتِكَ ورَحمتِكَ علَى آلِ سعدِ بنِ عُبادَةَ، قال: ثُمَّ أصابَ رسولُ الله صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ مِن الطَّعامِ فلمَّا أرادَ الانصِرافَ قرَّبَ لهُ سعدٌ حِمارًا قد وطأ عليهِ بقَطيفَةٍ فركِبَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ فقال سعدٌ: يا قيسُ اصحَب رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ، قال قيسٌ: قالَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: اركَب، فأبَيتُ ثُمَّ قالَ: إمَّا أن تركَبَ وإمَّا أن تنصَرِفَ، فانصرَفتُ) (ابن الملقن في البدر المنير 2/256 وقلا: إسناده صحيحٌ وروي متصلاً ومسنداً).

 

مواطنُ الصَّلاةِ والسلامِ على رسولِ الله:

وهناك أوقاتٌ وأحوالٌ شريفةٌ تزيد المثوبة ويعظم الخير والبركة لمن صلى فيها على سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ومنها:

• يوم الجمعة، حيث يستحب الإكثار لا مجرد الصلاة والسلام عليه، فعن أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه عن النبي الكريم صلى الله عليه وسلم قال: (أكثروا عليَّ من الصلاةِ في يومِ الجمعةِ فإنَّ صلاةَ أمتي تُعرضُ عليَّ في كلِّ يومِ جمعةٍ فمن كان أكثرَهم عليَّ صلاةً كان أقربَهم مني منزلةً) (الدمياطي في المتجر الرابح 246 وقال: إسناده حسنٌ)، وعن أوس بن أوس ٍ رضي الله عنه قال: قال النبي الكريم صلى الله عليه وسلم: (إنَّ مِن أفضلِ أيَّامِكم يومَ الجُمعةِ فيه خلَق اللهُ آدَمَ وفيه قُبِض وفيه النَّفخةُ وفيه الصَّعقةُ فأكثِروا علَيَّ مِن الصَّلاةِ فيه فإنَّ صلاتَكم معروضةٌ علَيَّ قالوا: وكيفَ تُعرَضُ صلاتُنا عليكَ وقد أرَمْتَ؟ فقال: (إنَّ اللهَ جلَّ وعلا حرَّم على الأرضِ أنْ تأكُلَ أجسامَنا) (صحيح ابن حبان 910).

 

 

• بعد الأذان، فعن عبد الله بن عمرو رضي الله تعالى عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إذا سمعتُمُ المؤذِّنَ فقولوا مثلَ ما يقولُ. ثمَّ صلُّوا عليَّ. فإنَّهُ مَن صلَّى عليَّ صلاةً صلَّى اللَّهُ عليه بِها عشْرًا. ثمَّ سلوا اللَّهَ ليَ الوسيلَةَ. فإنَّها منزِلةٌ في الجنَّةِ لا تنبغي إلَّا لعبدٍ من عبادِ اللَّهِ. وأرجو أن أكونَ أنا هو. فمن سأل ليَ الوسيلةَ حلَّتْ لهُ الشَّفَاعةُ) (صحيح مسلم 348).

 

• ويستحب الصلاة والسلام على خير الأنام عند الدخول أو الخروج من المسجد، فعن السيدة فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت: (كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ إذا دخل المسجدَ حمِد اللهَ وسمَّى وصلَّى على النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ وقال اللهمَّ افتحْ لي أبوابَ رحمتِك وإذا خرج حمِدَ اللهَ وسمَّى وصلَّى على النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ وقال اللهمَّ افتحْ لي أبوابَ فضلِكَ) (المزي في تهذيب الكمال 22 /393 وقال: مرسلٌ، وابن حجر العسقلاني في نتائج الأفكار 1 /280 وقال: حسنٌ، والسيوطي في الجامع الصغير 6653 وقال: حسنٌ).

 

• ومن مواطن الصلاة والسلام على سيدنا رسول الله تشهد الصلاة، فعن عبد الله بن مسعودٍ رضي الله تعالى عنه قال: (كنا إذا صلَّينا معَ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قُلْنا: السلامُ على اللهِ قَبلَ عِبادِه، السلامُ على جِبريلَ، السلامُ على ميكائيلَ، السلامُ على فلانٍ وفلانٍ، فلما انصَرَف النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، أقبَل علينا بوجهِه فقال: إنَّ اللهَ هو السلامُ، فإذا جلَس أحدُكم في الصلاةِ فلْيقُلْ: التحياتُ للهِ، والصلَواتُ، والطيِّباتُ، السلامُ عليكَ أيُّها النبيُّ ورحمةُ اللهِ وبركاتُه، السلامُ علينا وعلى عبادِ اللهِ الصالحِينَ، فإنه إذا قال ذلك أصاب كلَّ عبدٍ صالحٍ في السماءِ والأرضِ، أشهَدُ أن لا إلهَ إلا اللهُ، وأشهَدُ أنَّ محمدًا عبدُه ورسولُه، ثم يتخَيَّرُ بعدُ منَ الكلامِ ما شاء) (صحيح البخاري 6230).

 

• ويستحب الصلاة والسلام على خير الأنام قبل الدعاء فقمنٌ أن يستجيب الله تعالى، فعن فضالة بن عبيد رضي الله تعالى عنه قال: (سمعَ النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ رجلًا يَدْعُو في صلاتِهِ فلمْ يُصَلِّ على النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ فقال النبِيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ عَجِلَ هذا ثُمَّ دعاهُ فقال لهُ أوْ لغيرِهِ إذا صلَّى أحدُكُمْ فَلْيَبْدَأْ بِتَحْمِيدِ اللهِ والثَّناءِ عليهِ ثُمَّ لَيُصَلِّ على النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ ثُمَّ لَيَدْعُ بَعْدُ بِما شاءَ) (سنن الترمذي 3477 وقال: حسنٌ صحيحٌ)، [وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: الدعاء والصلاة معلق بين السماء والأرض، فلا يصعد منه شئٌ حتى يصلى على النبي صلى الله عليه وسلم، وعن عليٍ عن النبي صلى الله عليه وسلم بمعناه، وعن ابن مسعودٍ رضي الله عنه: " إذا أراد أحدكم أن يسأل الله شيئاً فليبدأ بمدحه والثناء عليه بما هو أهله ثم يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم ثم ليسأل فإنه أجدر أن ينجح".

 

وقال ابن عطاء: للدعاء أركانٌ وأجنحةٌ وأسبابٌ وأوقاتٌ، فإن وافق أركانه قوى وإن وافق أجنحته طار في السماء وإن وافق مواقيته فاز وإن وافق أسبابه نجح، فأركانه حضور القلب والرقة والاستكانة والخشوع وتعلق القلب بالله وقطعه من الأسباب وأجنحته الصدق ومواقيته الأسحار وأسبابه الصلاة على محمد صلى الله عليه وسلم] (القاضي عياض/ الشفا بتعريف حقوق المصطفى ص306ج2 ط1 2004م بتحقيق عامر الجزار/ دار الحديث – القاهرة).

 

وقيل عند نشدان الضالة، وعند كتابة الرسائل وعند إرادة تذكر الأشياء المنسية وعند الاستفتاح بالتعلم أو التعليم وغير ذلك من الأوقات والأحوال.

 

• وعلى العموم فحيثما كان المسلم فليصلِّ على سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فعن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (لا تجعلوا قبرِي عيْدا، وصلّوا عليّ، فإن صلاتكُم تبلغنِي حيثما كنتُم) (النووي في المجموع 8/275وقال: إسناده صحيحٌ).

 

وكما نصلي على سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فإنا نصلي كذلك على آل بيته الكرام المُطَهَّرين، فعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: "إذا صليتم على رسول الله ‏‏ صلى الله عليه وسلم ‎‎ فأحسنوا الصلاة عليه، فإنكم لا ترون لعل ذلك يعرض عليه. فقالوا له: فعلمنا، قال: قولوا اللَّهمَّ اجعلْ صلواتِك ورحمتَك وبركاتِك على سيِّدِ المرسلين وإمامِ المتَّقين وخاتمِ الأنبياءِ محمَّدٍ عبدِك ورسولِك وقائدِ الخيرِ ورسولِ الرَّحمةِ اللَّهمَّ ابعثْه مقامًا محمودًا يغبِطُه به الأوَّلون والآخِرون اللَّهمَّ صلِّ على محمَّدٍ وعلى آلِ محمَّدٍ كما صلَّيْتَ على إبراهيمَ وعلى آلِ إبراهيمَ إنَّك حميدٌ مجيدٌ اللَّهمَّ بارِكْ على محمَّدٍ وعلى آلِ محمَّدٍ كما باركتَ على إبراهيمَ وعلى آلِ إبراهيمَ إنَّك حميدٌ مجيدٌ) (المنذري في الترغيب والترهيب 2 /405 وقال: إسناده حسنٌ).

 

ورضي الله تعالى عن إمامنا الشافعي إذ يقول:

يا آلَ بَيتِ رَسولِ اللَهِ حُبَّكُمُ
فَرضٌ مِنَ اللَهِ في القُرآنِ أَنزَلَهُ
يَكفيكُمُ مِن عَظيمِ الفَخرِ أَنَّكُمُ
مَن لَم يُصَلِّ عَلَيكُم لا صَلاةَ لَهُ

 

محاذيرٌ وتَخْويف:

وعلى المؤمنين في شأن الصلاة والسلام على خير الأنام مراعاة هذه المحاذير:

• الفرار من نعت البخيل الذي عناه حديث النبي الكريم صلى الله عليه وسلم: (البخيلُ من ذُكِرتُ عنده فلم يُصلِّ عليَّ) (الزرقاني في مختصر المقاصد 266 وقال: صحيحٌ عن الحسين بن علي بن أبي طالبٍ رضي الله تعالى عنهما)، وذلك بالصلاة والسلام عليه كلما ذُكِرَ في المجلس ولو مائة مرة.

 

• الحذر من دعاء جبريل عليه السلام على من ذُكِرَ النبي صلى الله عليه وسلم أمامه ولم يصلِّ عليه، فعن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (قال لي جبريلُ: رغِمَ أنفُ عبدٍ أدرك أبوَيه أو أحدَهما لم يُدخِلْه الجنةَ، قلتُ: آمين ثم قال: رَغِمَ أنفُ عبدٍ دخل عليه رمضانُ لم يُغفَرْ له، فقلتُ: آمين ثم قال: رَغِمَ أنفُ امريءٍ ذُكِرتُ عندَه فلم يُصَلِّ عليك، فقلتُ: آمين) (الألباني في صحيح الأدب المفرد 502 وقال: حسنٌ صحيحٌ).

 

• الحذر من مجالس الحسرات والتي ليس فيها ذكر الله تعالى ولا الصلاة والسلام على سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فعن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (ما اجتمَع قومٌ في مجلِسٍ فتفرَّقوا مِن غيرِ ذِكْرِ اللهِ والصَّلاةِ على النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إلَّا كان عليهم حسرةً يومَ القيامةِ) (صحيح ابن حبان 590).

 

وفي الختام:

فلنجعل الصلاة والسلام على خير الأنام دوماً أفضل أعمالنا وقرين مجالسنا وراحة قلوبنا في حلنا وترحالنا، وليكن لنا منها وردٌ يروي عطش الأرواح ويقارب منازل المحبين لسيد الأنام صلى الله عليه وسلم حتى يكون شفيعاً لكل مشتاقٍ يوم الزحام، وكلما صلى المؤمن وسلم على حبيبه ونبيه سيدنا محمد فإن ذلك معروضٌ عليه ومن ثمَّ ينبغي حضور القلب.

 

ويا سيدي يا رسول الله:

صَلَّى عَلَيْكَ اللهُ يا نُورَ الهُدى
وأَفَاضَ في التَّسْليمِ والصَّلَوَاتِ
من قلبِ حُشْدِ الغَيْبِ جِئْتَ مُؤَيَّداً
بالمعجزات وبيِّن الآياتِ
أشرَقْتَ فاهتزَّ الوجودُ سماحةً
وجمعتَ شَمْلَ الأهْلِ بعدَ شَتَاتِ
جادَلْتَ بالحُسنى ولمْ تَكُ جَافِياً
بلْ حَانِياً تُغْضِي عن الهَفَواتِ

 

اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمدٍ وعلى آله وصحبه أجمعين.

والحمد لله في المبدأ والختام.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • مسك الختام في فضل الصلاة والسلام على خير الأنام (1)
  • مسك الختام في فضل الصلاة والسلام على خير الأنام (2)
  • بشارة ملائكية في فضل الصلاة والسلام على خير البرية محمد صلى الله عليه وسلم
  • فضل الصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم
  • فضل الصلاة على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم
  • الفوائد الحاصلة بالصلاة والسلام على خير الأنام
  • فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم (خطبة)
  • الصلاة والسلام على النبي صلى الله عليه وسلم (خطبة)
  • كنوز الخيرات في الصلاة والسلام على خير البريات
  • فضائل الصلاة والسلام على النبي صلى الله عليه وسلم (خطبة)
  • مختصر الكلام في التنبيه على فضل الصلاة والسلام علي خير الأنام
  • الصلاة والطهارة لأهل الأعذار

مختارات من الشبكة

  • جلاء الأفهام في فضل الصلاة والسلام على خير الأنام (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • مفهوم الفضائل والمناقب والخصائص والبركة(مقالة - آفاق الشريعة)
  • فضل العفو والصفح - فضل حسن الخلق - فضل المراقبة (WORD)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • أيها الأنام أفشوا السلام تدخلوا دار السلام بسلام(مقالة - آفاق الشريعة)
  • إتحاف الأنام بفضل وفقه السلام (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • إتحاف الأنام بما يتعلق بالصلاة والسلام على خير الأنام (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • فضل عشر ذي الحجة(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الأربعون في محبة النبي صلى الله عليه وسلم وفضل الصلاة والسلام عليه (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • فضل الصلاة والسلام على النبي صلى الله عليه وسلم (WORD)(كتاب - ملفات خاصة)
  • الأربعون الصحيحة في فضل الصلاة والسلام على النبي صلى الله عليه وسلم (وشيء من معانيها) (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 9/11/1446هـ - الساعة: 17:29
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب