• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    خطبة: كيف نغرس حب السيرة في قلوب الشباب؟ (خطبة)
    عدنان بن سلمان الدريويش
  •  
    من صيام التطوع: صوم يوم العيدين
    د. عبدالرحمن أبو موسى
  •  
    حقوق الوالدين
    د. أمير بن محمد المدري
  •  
    تفسير سورة الكوثر
    يوسف بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن السيف
  •  
    من مائدة العقيدة: شهادة أن لا إله إلا الله
    عبدالرحمن عبدالله الشريف
  •  
    الليلة الثلاثون: النعيم الدائم (3)
    عبدالعزيز بن عبدالله الضبيعي
  •  
    العلم والمعرفة في الإسلام: واجب ديني وأثر حضاري
    محمد أبو عطية
  •  
    حكم إمامة الذي يلحن في الفاتحة
    د. عبدالعزيز بن سعد الدغيثر
  •  
    طريق لا يشقى سالكه (خطبة)
    عبدالله بن إبراهيم الحضريتي
  •  
    خطبة: مكانة العلم وفضله
    أبو عمران أنس بن يحيى الجزائري
  •  
    خطبة: العليم جلا وعلا
    الشيخ الدكتور صالح بن مقبل العصيمي ...
  •  
    في تحريم تعظيم المذبوح له من دون الله تعالى وأنه ...
    فواز بن علي بن عباس السليماني
  •  
    كل من يدخل الجنة تتغير صورته وهيئته إلى أحسن صورة ...
    فهد عبدالله محمد السعيدي
  •  
    محاضرة عن الإحسان
    د. عطية بن عبدالله الباحوث
  •  
    ملامح تربوية مستنبطة من قول الله تعالى: ﴿يوم تأتي ...
    د. عبدالرحمن بن سعيد الحازمي
  •  
    نصوص أخرى حُرِّف معناها
    عبدالعظيم المطعني
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / منبر الجمعة / الخطب / الأسرة والمجتمع
علامة باركود

يا بني بياضة أنكحوا أبا هند

يا بني بياضة أنكحوا أبا هند
سامي بن عيضه المالكي

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 28/1/2018 ميلادي - 11/5/1439 هجري

الزيارات: 14129

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

يا بني بياضة أنكحوا أبا هند


الحمد لله الهادي من استهداه، الواقي من اتَّقاه، المعطي من ابتغى رضاه، المنعم على من والاه، نحمده حمدًا كثيرًا طيبًا أمد التمام ومنتهاه، ونثني عليه بما هو أهله ثناءً كاملاً عظيمًا كما أثنى هو به على نفسه، وأشهد أن لا إله إلا الله لا معبود بحق سواه، وأشهد أن نبينا محمدًا عبد الله أرسله واصطفاه، فصلى الله عليه وسلم عدد ما خشع مصل في صلاة، واهتدى مهتد بهديه.


أما بعد أيها المسلمون: اتقوا الله عز وجل، فتقوى الله وصية ربكم لكم ولمن كان قبلكم: ﴿ وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ ﴾ [النساء: 131]، فاتقوا الله - يا عباد الله: ﴿ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا ﴾ [الطلاق: 2].


أيها الإخوة المؤمنون: الأب في لحظاته الأخيرة، ليودع هذه الحياة، تتعاقب عليه سكرات الموت، في حال توديع لهذه الدنيا وإقبال على الآخرة، وابنته عند رأسه، بلغت من العمر فوق الأربعين، ينظر إليها بطرف عينه، فلانة! فتجيبه: نعم! فيقول: أحليني يا ابنتي! فتنزل دمعتها على خدها، وتتردد الحسرة في صدرها؛ وتقول بصوت خافت: لا أحلك أبدا، حرمتني الزواج حرمك الله الجنة.


كيف أحلك، وأنت السبب في حسرتي وندامتي، كيف أحلك، وأنت السبب في شقائي وتعاستي! حرمتني حقي في الحياة، لم أضع طفلا على صدري، لم استأنس ببكاء صبي في حضني، ليس لي زوج ألاعبه ويلاعبني، أحبه ويحبني، فاذهب واللقاء يوم القيامة، بين يدي عدل لا يظلم، وحكم لا يهضم، لن أترحم عليك، ولن أرضى عنك حتى نلتقي بين يدي الحاكم العليم.


أيها الإخوة: إنها قصة فتاة أمثالها في المجتمع كثير، فكم من فتاة تتمنى موت والدها، وكم من فتاة تتمنى أن لو نشأة يتيمة لا ولي لها، وكم من فتاة تدعي الليل والنهار على أهلها، والسبب منعها من الزواج! لأن الزواج - أيها الإخوة - ضرورة، وخاصة للمرأة، فالله عز وجلفطر المرأة لتكون أما، فطرها لتكون زوجة، ولن يتحقق لها ذلك إلا بالزواج، وجود المرأة مع زوج لها، لا يعوضه شيء في الدنيا، والله، لا تعوضه وظيفة، ولا تعوضه أرصدة، ولا تعوضه شهادات، ولا سفرات ولا غير ذلك.


أيها الإخوة: يقول الله عز وجل: ﴿ وَأَنْكِحُوا الْأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ﴾ [النور: 32]، فمن الظلم - والله - أن تُمنع الفتاة من الزواج، أو يؤخر زواجها دون مبرر شرعي.


يقول ابن عباس: رغبهم الله في التزويج، وأمر به الأحرار والعبيد، ووعدهم عليه الغنى. فتأخير زواج الفتاة دون مبرر شرعي ظلم، بل هو العضل المحرم الذي حذر الله عز وجل منه، فقال تعالى: ﴿ فَلَا تَعْضُلُوهُنَّ أَنْ يَنْكِحْنَ أَزْوَاجَهُنَّ ﴾ [البقرة: 232]، وقال عز وجل: ﴿ وَلَا تَعْضُلُوهُنَّ لِتَذْهَبُوا بِبَعْضِ مَا آتَيْتُمُوهُنَّ ﴾ [النساء: 19].


العضل عادة جاهلية - أيها الإخوة - وما زالت عند كثير من الناس، وصدق صلى الله عليه وسلمكما في حديث أبي مالك الأشعري الذي رواه الإمام مسلم، حيث قال صلى الله عليه وسلم:(أربع في أمتي من أمر الجاهلية لا يتركونهن).وذكر من الأربع: ((الفخر بالأحساب، والطعن بالأنساب)).


الفخر بالأحساب: الافتخار بمفاخر الآباء، والطعن بالأنساب: إدخال العيب في أنساب الناس من باب التحقير والإهانة، وهذه من أبرز أسباب عضل النساء في وقتنا الحاضر. بعضهم لو جلست ابنته عانسا حتى الموت، ولا يزوجها لهذا السبب الجاهلي.

فإن ظلم ذوي القربى أشد مضاضة ♦♦♦ على النفس من وقع الحسام المهند


لقد جعل الله - سبحانه وتعالى - ولاية النكاح في يد الرجل، أبًا كان أم ابنًا، أخًا كان أم أي قريب ذكر آخر له ولاية على امرأة، وجعل الله هذه الولاية بيد الرجل لأنه أوفر عقلاً، وأكثر حزمًا، وأبعد نظرًا؛ فعقله وعاطفته في توازن يمنع المرأة عن الزلل في اختيار الزوج، وهذا الولي لا يقوم بواجبه الذي أناطه الله به إذا عضل - أي: منع موليته - من النكاح أو زوجها بغير الكفء؛ إذ هو بفعله هذا لا يذكر وصية رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عندما يقول، فيما أخرجه البخاري: "استوصوا بالنساء"، وهو -فيما يرويه الإمام أحمد وابن ماجه - يقول: " اللهم إني أحرج حق الضعيفين اليتيم والمرأة".

 

ويقول صلى الله عليه وسلم: ((إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فأنكحوه - أي زوجوه - إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير ((حسنه الألباني.


إن لتزويج المرأة بغير الكفء أو منعها من الزواج بالكفء أسبابًا؛ منها: النعرة القبلية، والعصبية الجاهلية، فيا لله! كم من الفتنة والفساد الكبير الذي تسبب به العاضلون لبناتهم في أرض الله -عز وجل-!! اضطروهن إلى الزلات المقيتة داخل البيوت وخارجها بعد أن رُدّ عنهن الخطاب، وقفل أمام أحلامهن الباب.


لم يقل -صلى الله عليه وسلم-: إذا أتاكم من ترضون قبيلته أو طبقته الاجتماعية. ونسمع ونرى عجبًا مِنْ تحكُّم موازين جاهلية في هذه القضية، فهذا قبلي وهذا حضري وذلك بدوي، وما علم هؤلاء أن أشرف العرب زوجوا بلالاً مؤذن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهو عبد حبشي. وقد أبطل هذا رسول الله –صلى الله عليه وسلم- بقوله وفعله، فقال للأنصار: " يا بني بياضة: أنكحوا أبا هند وانكحوا إليه"، وقد كان -رضي الله عنه- حجامًا. رواه أبو داود وحسنه الألباني. وزوَّج ابنة عمته زينب بنت جحش -رضي الله عنها- وهي من قريش وأرفعهم نسبًا ومن قرابته–صلى الله عليه وسلم-، زوجها من عبده ورقيقه الذي أعتقه زيد بن حارثة -رضي الله عنه-، وهو أعلم الناس بالله.


وقد يعضل الرجل مولاته عن النكاح طمعًا في مهر أكبر وميزات أكثر مما دفعه الكفء، فتنقلب المرأة المسكينة إلى سلعة تباع وتشترى، وربما دُفع المهر الأكبر للولي لتزويج المسكينة من رجل في سن أبيها أو أكبر، ولا يعلم الولي أن هذا الزوج المسن ربما لا يشبع رغبات هذه المرأة الفطرية، فتطلب ما يشبع رغبتها عن طريق الحرام. فلا حول ولا قوة إلا بالله.


وقد يمنع الوليُّ المرأةَ من النكاح استغلالاً لها في خدمة البيت أو استغلالاً لراتبها إذا كانت موظفة؛ إذ إن زواجها يمنع هاتين الاستفادتين.


ونغمة جديدة أصبحنا اليوم نسمعها بوصفها حجة لمنع الفتاة من الزواج، ألا وهي إكمال الفتاة تعليمها العالي، فنرى الأب أو الأم يحبان أن يفخرا في المجتمع بذكر ابنتهما الحاصلة على الدرجات العلمية العالية، ثم يفوتها ركب الزواج فتملأ الحسرة قلب الأبوين وقلبـها، ويندم الجميع حين لا ينفع الندم.


تقول إحداهن، وقد بلغت من العلم والشهادة والمنصب مبلغا كبيرا، دكتوراة في الطب، ولكنها لم تتزوج! فتقول: خذوا شهاداتي، خذوا مالي، وأعطوني زوجا، عيادتي؛ زنزانتي ومدفني، معطفي لباس حدادي، سماعتي في عنقي، حبل مشنقتي، خذوا كل ذلك وأسمعوني كلمة: ماما:

لقد كنت أرجو أن يقال طبيبة
فقد قيل، ماذا نالني من مقالها؟
فقل للتي كانت ترى فيّ قدوة:
هي اليوم بين الناس يرثى لحالها
وكل مناها بعض طفلٍ تضمه
فهل ممكن أن تشتريه بمالها


فلا شيء يعوض المرأة عن زوجها، الفتاة قد يحبها والدها، ولكن حبه لها ليس كحب زوجها، وقد يرحمها أخوها ويعطف عليها، ولكن ليس كعطف ورحمة زوجها.


يكفي المرأة المسلمة أن تتعلم ما تطيع به ربها، وتكمل به عبادتها، وتحسن به التبعل لزوجها، وتعي به التيارات الهدامة من حولها، الرامية لإخراجها عن كونها أنثى مؤمنة إلى سلعة فاتنة مضلة هادمة، وما زاد عن قدر هذا العلم فهو من قبيل فرض الكفاية لا بأس به إن لم يتعارض مع واجب أهم وهدف أسمى وأكبر.


وهناك نجد من لا يتريث ويتحرى في اختيار الزوج، فهو يدفعها لأول طارق طرق بابه، وكأنها حمل ثقيل ناء به كاهله، ويكتشف فيما بعد أن هذا الزوج فاسق وماجن، مبتلى بالشراب أو بشلة سيئة من الأصحاب، أو يكتشف أنه ممن تعود السفر إلى بلاد الفجور والعهر ليتمتع من الشهوة الحرام، ولربما عاد يحمل مرضًا جنسيًّا خطيرًا زرعه هذا المرض في رحم زوجته المسكينة البريئة، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.


ومن العضل المقيت أن تُمنع المطلقة أو الأرملة من الزواج ثانية لتنعم بما أباح الله لها من ابتغاء الزوج الكفء التقي الصالح، بل ينظرون إليها نظرة الدون في تقليد جاهلي بغيض.


أيها الإخوة المؤمنون: لقد أدرك العقلاء أهمية تزويج بناتهم، فعرض الشيخ الكبير إحدى ابنتيه على موسى - عليه السلام - كما في قوله تعالى: ﴿ قَالَ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُنْكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَيَّ هَاتَيْنِ ﴾ [القصص: 27].

 

فلست بأفضل من عمر -رضي الله عنه-، ولا بناتنا بأفضل من بناته، فعمر رضي الله عنه عرض ابنته حفصة على أبي بكر ثم على عثمان رضي الله عنهم، فتزوجها النبي صلى الله عليه وسلم.

 

ولسنا بأفضل من عثمان وقد عرض ابنته على ابن مسعود وهو كبير وهي صغيرة.وسعيد بن المسيب رحمه الله تعالى رفض ابن الخليفة وقد خطب ابنته، وزوجها من رجل صالح فقير كان يطلب العلم على يديه بمهر لا يزيد على درهمين.


أيها المسلمون: ليس من العيب في شيء أن يعرض الرجل بناته على الأكفاء تصريحا أو تلميحا، أو يوصي بذلك من يثق به؛ فإن الأكفاء من الرجال إن رغبوا فيهن حصل له ما أراد، وكان ذلك من تمام إحسانه لبناته، وإن رغبوا عنهن منعهم دينهم وأخلاقهم من الكلام والثرثرة، وإفشاء سره.


واليوم كثرت المغريات والمثيرات؛ فصور تثير الغرائز، وأفلام وقصص وأغاني تفجر بركان الجنس، وخلوات وخدم وسائقين ومغريات أخر؛ فرحمة بالفتيات والشباب يا أولياء أمور النساء! خذوا على أيديهم واقتادوهم إلى حيث الصلاح.


ليس العيب والعار أن تعرض ابنتك على شاب صالح عاقل كفء يليق بها، ولكن العيب والعار أن تتركها تصارع الوساوس والهموم والأفكار، أو تبحث عن صديق أو ذئب بشري يشاركها عواطفها زورًا ويشبع غريزتها فجورًا.


إذا كان الزواج -أيها الأولياء- في كل الأزمان مشروعًا ومطلوبًا فهو في هذا الزمن أحرى وأولى؛ حيث هيجان الغرائز واشتعال الشهوات وتيسر سبل الانحراف.


ألم يستشعر مثل هؤلاء الأولياء أنهم بمثل هذه الجناية يقتلون بناتهم ومولياتهم في اليوم الواحد مئات المرات!! ألم يدرك هؤلاء كم جر العضل من مآسٍ ونكبات ومصائب، ألم يسمعوا عن فتيات حاولن الانتحار فرارًا من الهموم والأحزان، وتخلصًا من العُقَد النفسية التي أصابتهن نتيجة حرمانهن من جنة الزواج.


ألم يسمعوا عن فتيات سلكن دروب الرذيلة والانحراف بعد أن جرفتهن الشهوات وأثارتهن الغرائز، وفقدن التصريف الشرعي لها بعد أن تسلط الآباء والأولياء، ألا ما أظلم الآباء والأولياء لفتياتهم المعضولات!!


ألم يدرك هؤلاء أنهم بعضلهم شوّهوا صورة الإسلام، وفتحوا ثغرة للناعقين باسم حقوق المرأة ليطالبوها بالعقوق والتمرد على شريعة الإسلام والتخلص من القوامة التي شرعها الله؟!


فاتقوا الله عباد الله، وارجعوا إلى الدين الحق والإسلام الصحيح، وانبذوا عادات الجاهلية، واحذروا الظلم فإنه ظلمات يوم القيامة، وتذكروا أن للمظلوم دعوة مستجابة.

أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم من كل ذنب فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.

 

الحمد لله والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وبعد،،

أيها المسلمون: وفي المقابل نجد هناك -رجال أكارم- أدوا حق الله تعالى في بناتهن، وقد ذكر الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: أنه عقد لرجل، فقال ولي المرأة: زوجتك ابنتي فلانة بمهر قدره ريالا، فأقسم هذا الولي للشيخ أني لم أزيد على هذا المهر، فأنا لم أزوجها الدراهم، وإنما زوجتها رجل يحفظها ويصونها، فمثل هذا الرجل يشجع، ولا أظننا نعدم أمثال هذا الرجل في زماننا هذا.


ولكن تأملوا - أيها الإخوة - مجتمعنا في الماضي، حيث كان الناس يتزوجون ويزوجون في سن مبكرة، تجدون العفاف والصلاح والتقى والالتزام والتكاثر، وعدم الشذوذ، وقلة المسافرين، أما الآن، فها هي الثمار المرة بين أيديكم، امتلأت البيوت من العوانس، واكتظت السجون، وتنوعت الأمراض النفسية، وعق الوالدين وخاصة الآباء، وقطعت الأرحام، وأي شيء أعظم من: حرمك الله الجنة كما حرمتني الزواج، فهل يرضى أحد أن تكون ابنته وفلذة كبده خصمه يوم القيامة؟! والله تعالى يقول: ﴿ وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ ﴾ [الأنبياء: 47].


فإنه ما سُد باب من أبواب النكاح إلا فتحت أبواب من أبواب الزنا - والعياذ بالله -، وإن من أراد الجنة فليستمع إلى هذا الحديث الذي يرويه أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم: "من كان له ثلاث بنات أو ثلاث أخوات أو ابنتان أو أختان فأحسن صحبتهن، واتقى الله فيهن، فله الجنة". رواه الترمذي وأبو داود.

 

وفي رواية:" ليس أحدٌ من أُمَّتِي يَعولُ ثلاثَ بَناتٍ، أوْ ثلاثَ أخَواتٍ، فيُحسِنُ إليهِنَّ إلا كُنَّ لهُ سِترًا من النارِ". صححه الألباني.

 

ومن أراد أن يحشر مع النبي - صلى الله عليه وسلم - يوم القيامة ويدخل معه الجنة فليسمع ما يرويه أنس بن مالك -رضي الله عنه- عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "من عال جاريتين حتى تبلغا جاء يوم القيامة أنا وهو". وضم أصابعه. رواه مسلم.

 

فاتقوا الله عباد الله، وبادروا بتزويج فتياتكم، واحذروا الأسباب الواهية، فلا يمنعكم نسب ولا حسب ولا وظيفة ولا منصب ولا مهنة إلا ما كان مخالفا لشرع الله تعالى، وَاحرِصُوا عَلَى كُلِّ مَا يَحفَظُ عَلَى نِسَائِكُم سِترَهُنَّ وَاحتِشَامَهُنَّ، فَإِنَّ ذَلِكُم مِن أَغلَى مَا بَقِيَ لَكُم في هَذِهِ البِلادِ، فَإِنَّه لا شَيءَ أَعظَمُ وَلا أَوجَبُ مِن إِتمَامِ الدِّينِ وَإِكمَالِ أَركَانِهِ.


اسأل الله عز وجل أن يهدي ضال المسلمين، وأن يرزقنا جميعا الفقه في الدين، والتمسك بالكتاب المبين، والاقتداء بسيد الأولين والآخرين. إنه سميع مجيب.

عباد الله صلوا وسلموا.. اللهم صلي على محمد..

اللهم إنا نسألك رفع الظلم عن المظلومين، وتنفيس كرب المكروبين، وإزالة هم المهمومين من المسلمين. اللهم إنا نسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى برحمتك يا أرحم الراحمين.

اللهم إنا نسألك نصر الإسلام وعز المسلمين، اللهم انصر الإسلام وأعز المسلمين، اللهم احمي حوزة الدين، اللهم واجعل هذا البلد آمنا مطمئنا وسائر بلاد المسلمين، اللهم آمنا في أوطاننا واستعمل علينا خيارنا واجعل ولايتنا في عهد من خافك واتقاك واتبع رضاك يا أرحم الراحمين.

اللهم إنا نسألك أن تغفر ذنوبنا، وأن تستر عيوبنا، وأن تصلح قلوبنا، وأن تزكي نفوسنا، وأن تعف فروجنا برحمتك يا أرحم الراحمين.

﴿ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ﴾ [البقرة: 201].

سبحان ربك رب العزة....





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • الأبوة الظالمة
  • الأبوة البائسة
  • يا بني.. أتعبتنا الحياة

مختارات من الشبكة

  • حديث: يا بني بياضة، أنكحوا أبا هند وانكحوا إليه، وكان حجاما(مقالة - موقع الشيخ عبد القادر شيبة الحمد)
  • حديث: أن النبي صلى الله عليه وسلم أجاز نكاح امرأة على نعلين(مقالة - موقع الشيخ عبد القادر شيبة الحمد)
  • سالم بن عبد الله بن عمر رحمه الله وأثره في الجانب الاجتماعي والعلمي في المدينة المنورة(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • السيرة النبوية للأطفال(مقالة - موقع عرب القرآن)
  • تراجم: المأمون – عبدالحميد الكاتب – عبدالله بن معاوية – طارق بن زياد – الأحنف بن قيس - عمرو بن العاص(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • مخطوطة حديث محمد بن عبدالله بن المثنى بن أنس بن مالك الأنصاري عن شيوخه(مخطوط - مكتبة الألوكة)
  • أسماء البدريين من الخزرجيين من الأنصار(مقالة - موقع د. أمين بن عبدالله الشقاوي)
  • ماذا تعرف عن نبينا صلى الله عليه وسلم(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الإمام الفقيه محمد بن إدريس الشافعي(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • أسماء البدريين الأوسيين من الأنصار(مقالة - موقع د. أمين بن عبدالله الشقاوي)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 16:33
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب