• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    أربع هي نجاة الإنسان في الدنيا والآخرة (خطبة)
    د. أحمد بن حمد البوعلي
  •  
    وحدة المسلمين (خطبة)
    د. غازي بن طامي بن حماد الحكمي
  •  
    المسارعة إلى الاستجابة لأمر الله ورسوله صلى الله ...
    د. أمين بن عبدالله الشقاوي
  •  
    فوائد وأحكام من قوله تعالى: { إذ قال الله يا عيسى ...
    الشيخ أ. د. سليمان بن إبراهيم اللاحم
  •  
    نعمة الماء (خطبة)
    الشيخ محمد عبدالتواب سويدان
  •  
    تدبر خواتيم سورة البقرة
    د. محمد بن علي بن جميل المطري
  •  
    قال ما أظن أن تبيد هذه أبدا (خطبة)
    حسان أحمد العماري
  •  
    تحريم الإهلال لغير الله تبارك وتعالى
    فواز بن علي بن عباس السليماني
  •  
    مشاهد عجيبة حصلت لي!
    أ. د. عبدالله بن ضيف الله الرحيلي
  •  
    ملخص من شرح كتاب الحج (2)
    يحيى بن إبراهيم الشيخي
  •  
    الدرس السابع عشر: آثار الذنوب على الفرد والمجتمع
    عفان بن الشيخ صديق السرگتي
  •  
    خطبة: (ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب)
    الشيخ عبدالله محمد الطوالة
  •  
    سورة الكافرون.. مشاهد.. إيجاز وإعجاز (خطبة)
    د. صغير بن محمد الصغير
  •  
    من آداب المجالس (خطبة)
    الشيخ عبدالله بن محمد البصري
  •  
    خطر الميثاق
    السيد مراد سلامة
  •  
    أعظم فتنة: الدجال (خطبة)
    د. محمد بن مجدوع الشهري
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / مقالات شرعية / التفسير وعلوم القرآن
علامة باركود

أرجوزة نور الصباح المسفر في نظم شروط المفسر من كتاب الإتقان في علوم القرآن للسيوطي

أرجوزة نور الصباح المسفر في نظم شروط المفسر من كتاب الإتقان في علوم القرآن للسيوطي
محمد آل رحاب

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 13/1/2018 ميلادي - 25/4/1439 هجري

الزيارات: 21883

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

أرجوزة نُور الصَّبَاحِ المُسْفِرِ

في نَظْمِ شُرُوطِ المُفَسِّرِ

من كتاب "الإتقان في علوم القرآن"

للعلامة السيوطي ت 911 هـ رحمه الله

 

حمْدًا لِمَن خيرَ الحديثِ نزَّلا
ثُمَّ صلاتُنا على خيرِ المَلا
نبينا زَيْنِ الوَرى محمدِ
وآله وصحبه والمقتدي
وبعدُ إن هذه أرجوزة
لطيفة في بابها وجيزة
سَميتُها: (نُورَ الصَّبَاحِ المُسْفِر
في ذِكْرِ ما اشْتُرِطَ للمُفَسِّرِ)
مِنَ العُلومِ جَمْعُه لِكَيْ لا
يكونَ مَا يقولُه وَبَالا
نَظَمْتُ مَا سَطَّرهُ الأَسْيوطي
في سِفْرِهِ (الإتقانِ) مِنْ شُرُوطِ
وأسألُ اللهَ به الإفادهْ
والنفْعَ والمغْنمَ والزِّيادهْ
فصل
واشترطوا في كلِّ مَن يُريدُوا
تفْسِيرَ قُرْآنٍ[1] بأن يُجيدوا
مِنَ العلومِ خمسةً معْ عَشْرِ
فهاكَها مَنظومةً كَالدُّرِّ:
العِلمُ ب(اللغةِ) ثم (النحْوِ)
ثالثها: (التصريفُ) يا ذا الصَّحْوِ[2]
و(الاشْتِقاقِ) ثم ب(المعاني)
معَ(البديعِ) صُحْبَةَ (البيانِ)
ثم (القِراءاتِ)، (أُصولِ الدينِ)
أيضًا (أصولِ الفقهِ) بِاليقينِ
كذاك (أسبابِ النُّزولِ والقَصَصْ)
فَعِلْمُها كمْ قدْ أَزالَ مِن غُصَصْ
والعِلمُ ب(الناسخِ والمنْسوخِ)
والحذْقُ ب(الفقهِ) كذي الرسوخِ
وب(الأحاديثِ التي قد بَيَّنَتْ
تَفْسِيرَ مُجْمَلٍ ومُبْهَمٍ ثبَتْ)
آخرُها-يا صَاحِ-: عِلْمُ (المَوْهِبَهْ)
يُورثُه اللهُ لِمَن يَشَا[3] هِبَهْ
لِكُلِّ عالمٍ بِعِلْمه عمِلْ
يُكْرِمُه اللهُ بِفَتْحِ[4] ما جَهِلْ
فهذِهِ الآلَةُ للمُفَسِّرِ
وكلُّ مَن يجْهلُها فَهْوَ عَرِيْ
ليسَ له -معْ جَهْلِه- الإقدامُ
على كتابِ اللهِ إذْ يُلَامُ
يا وَيْحَ مَنْ مَعْ جهْلِه تصَدَّرا
يْنشرُ ما يجهلُهُ[5] بينَ الوَرَى[6]
وليتَ شِعْريْ فاقِدُ الشيءِ متى
يُفِيدُه لغيره؟! احذرْ يا فتى
وكمْ رأيتُ مِثْلَ هؤلاءِ
رُؤْيَتُهمْ داءٌ مِنَ الأدواءِ
فهَلْ لِمثلِ هؤلا مِن زَاجِرِ
يَرْدعُهمْ عن هذه المناكرِ؟
وهلْ لِمِثْلِ هؤلا مِن ناصحِ
يَحْجزُهمْ عن هذه القبائحِ؟
نصيحةً لله والرسولِ
ثم الكتاب الثابتِ الأصولِ
ولْنعتنيْ بِالنَّشْءِ في التعليمِ
والحفظِ والتفهيمِ والتقويمِ
ووَضْعِ ما ينفعُ في المناهجِ
كيْ يظفروا بالسعْد والمباهجِ
ولْيدْرُسوا مُختصرًا مِن كلِّ ما
مضى، ليرْتقوا رُقِيَّ العُلَما
معْ حِفْظه وفهْمه والشرحِ
ثم تَدَرُّجٌ سَبيلُ الفَتْحِ
ويأْخذوا ذاك عنِ الشيوخِ
أولي التُّقَى والضبطِ والرسوخِ[7]
وكلّ ذا بالجدِّ والإخلاصِ
والبُعْدِ عن مواطنِ المعاصِي
ليثبتَ العلمُ ونُورُ العلمِ
ويسْهلَ الحِفظُ بغَيرِ الوَهْمِ
ويُفتحَ الفهمُ على الطُّلابِ
فلْتحفظوا وصيةَ الرِّحابي[8]
ورَبُّنا المسئولُ في الإعانةِ
على وصول هذه الإبانةِ
والنفْعِ ب:(النورِ) لكل ناظرِ
والخَتمِ بالحُسْنى لنا في الآخرِ
هنا اسْتوى(نورُ الصباحِ المسْفرِ)
مِن نظْم عبدٍ مذْنبٍ مُسْتغفرِ
نظمتُه بمكة المكرمهْ
والحمدُ لله على ما تمَّمهْ
في جلْسَةٍ قبلَ صلاةِ الفجرِ
وأسأل اللهَ حُصولَ الأجْرِ

♦♦ ♦♦ ♦♦


نص كلام العلامة السيوطي

قال - رحمه الله، وطيب ثراه - في الإتقان في علوم القرآن (4/ 213):

وَقَالَ بَعْضُهُمْ:

اخْتَلَفَ النَّاسُ فِي تَفْسِيرِ الْقُرْآنِ، هَلْ يَجُوزُ لِكُلِّ أَحَدٍ الْخَوْضُ فِيهِ؟

فَقَالَ قَوْمٌ:

لَا يَجُوزُ لِأَحَدٍ أَنْ يَتَعَاطَى تَفْسِيرَ شَيْءٍ مِنَ الْقُرْآنِ، وَإِنْ كَانَ عَالِمًا أَدِيبًا، متسما فِي مَعْرِفَةِ الْأَدِلَّةِ وَالْفِقْهِ وَالنَّحْوِ وَالْأَخْبَارِ وَالْآثَارِ، وَلَيْسَ لَهُ إِلَّا أَنْ يَنْتَهِيَ إِلَى مَا رُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي ذَلِكَ.


وَمِنْهُمْ مَنْ قَالَ:

يَجُوزُ تَفْسِيرُهُ لِمَنْ كَانَ جَامِعًا لِلْعُلُومِ الَّتِي يَحْتَاجُ الْمُفَسِّرُ إِلَيْهَا، وَهِيَ خَمْسَةَ عَشَرَ عِلْمًا:

أَحَدُهَا: اللُّغَةُ.

لِأَنَّ بِهَا يُعْرَفُ شَرْحُ مُفْرَدَاتِ الْأَلْفَاظِ وَمَدْلُولَاتِهَا بِحَسَبِ الْوَضْعِ.


قَالَ: مْجَاهِدٌ لَا يَحِلُّ لِأَحَدٍ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ أَنْ يَتَكَلَّمَ فِي كِتَابِ اللَّهِ إِذَا لَمْ يَكُنْ عَالِمًا بِلُغَاتِ الْعَرَبِ،

وَتَقَدَّمَ قَوْلُ الْإِمَامِ مَالِكٍ فِي ذَلِكَ، وَلَا يَكْفِي فِي حَقِّهِ مَعْرِفَةُ الْيَسِيرِ مِنْهَا فَقَدْ يَكُونُ اللَّفْظُ مُشْتَرَكًا وَهُوَ يَعْلَمُ أَحَدَ الْمَعْنَيَيْنِ وَالْمُرَادُ: الْآخَرُ.


الثَّانِي: النَّحْوُ.

لِأَنَّ الْمَعْنَى يَتَغَيَّرُ وَيَخْتَلِفُ بِاخْتِلَافِ الْإِعْرَابِ، فَلَا بُدَّ مِنَ اعْتِبَارِهِ.


أَخْرَجَ أَبُو عُبَيْدٍ عَنِ الْحَسَنِ أَنَّهُ سُئِلَ عَنِ الرَّجُلِ يَتَعَلَّمُ الْعَرَبِيَّةَ يَلْتَمِسُ بِهَا حُسْنَ الْمَنْطِقِ وَيُقِيمُ بِهَا قِرَاءَتَهُ، فَقَالَ: حَسَنٌ فَتَعَلَّمْهَا، فَإِنَّ الرَّجُلَ يَقْرَأُ الآية فيعيى بِوَجْهِهَا، فَيَهْلِكُ فِيهَا.


الثَّالِثُ: التَّصْرِيفُ.

لِأَنَّ بِهِ تُعْرَفُ الْأَبْنِيَةُ وَالصِّيَغُ.

قَالَ ابْنُ فَارِسٍ: وَمَنْ فَاتَهُ عِلْمُهُ فَاتَهُ الْمُعْظَمُ، لِأَنَّ "وَجَدَ" مَثَلًا كَلِمَةٌ مُبْهَمَةٌ، فَإِذَا صَرَّفْنَاهَا اتَّضَحَتْ بِمَصَادِرِهَا.


وَقَالَ الزَّمَخْشَرِيُّ: مِنْ بِدَعِ التَّفَاسِيرِ قَوْلُ مَنْ قَالَ: إِنَّ الْإِمَامَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿ يَوْمَ نَدْعُو كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ ﴾ [الإسراء: 71]، جَمْعُ "أُمٍّ"، وَأَنَّ النَّاسَ يُدْعَوْنَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِأُمَّهَاتِهِمْ دون آبائهم، قال: وهذا غلط أوجبه جهل بِالتَّصْرِيفِ، فَإِنَّ "أُمًّا" لَا تُجْمَعُ عَلَى "إِمَامٍ".


الرَّابِعُ: الِاشْتِقَاقُ.

لِأَنَّ الِاسْمَ إِذَا كَانَ اشْتِقَاقُهُ مِنْ مَادَّتَيْنِ مُخْتَلِفَتَيْنِ اخْتَلَفَ الْمَعْنَى بِاخْتِلَافِهِمَا كَالْمَسِيحِ هَلْ هُوَ مِنَ السِّيَاحَةِ أَوِ الْمَسْحِ؟


الْخَامِسُ وَالسَّادِسُ وَالسَّابِعُ: الْمَعَانِي وَالْبَيَانُ وَالْبَدِيعُ.

لِأَنَّهُ يَعْرِفُ بِالْأَوَّلِ خَوَاصَّ تَرَاكِيبِ الْكَلَامِ، مِنْ جِهَةِ إِفَادَتِهَا الْمَعْنَى وَبِالثَّانِي خَوَاصَّهَا مِنْ حَيْثُ اخْتِلَافِهَا بِحَسَبِ وُضُوحِ الدَّلَالَةِ وَخَفَائِهَا، وَبِالثَّالِثِ وُجُوهَ تَحْسِينِ الْكَلَامِ، وَهَذِهِ الْعُلُومُ الثَّلَاثَةُ هِيَ (عُلُومُ الْبَلَاغَةِ)، وَهِيَ مِنْ أَعْظَمِ (أَرْكَانِ الْمُفَسِّرِ)، لِأَنَّهُ لَا بُدَّ لَهُ مِنْ مُرَاعَاةِ مَا يَقْتَضِيهِ الْإِعْجَازُ وَإِنَّمَا يُدْرِكُ بِهَذِهِ الْعُلُومِ.


قال السَّكَّاكِيُّ: اعْلَمْ أَنَّ شَأْنَ الْإِعْجَازِ عَجِيبٌ يُدْرَكُ وَلَا يُمْكِنُ وَصْفُهُ كَاسْتِقَامَةِ الْوَزْنِ تُدْرَكُ وَلَا يُمْكِنُ وَصْفُهَا، وَكَالْمِلَاحَةِ، وَلَا طَرِيقَ إِلَى تَحْصِيلِهِ لِغَيْرِ ذَوِي الْفِطَرِ السَّلِيمَةِ إِلَّا التَّمَرُّنُ عَلَى عِلْمَيِ الْمَعَانِي والبيان.


وقال ابْنُ أَبِي الْحَدِيدِ: اعْلَمْ أَنَّ مَعْرِفَةَ الْفَصِيحِ وَالْأَفْصَحِ، وَالرَّشِيقِ وَالْأَرْشَقِ مِنَ الْكَلَامِ أَمْرٌ لَا يُدْرَكُ إِلَّا بِالذَّوْقِ، وَلَا يُمْكِنُ إِقَامَةُ الدَّلَالَةِ عَلَيْهِ، وَهُوَ بِمَنْزِلَةِ جَارِيَتَيْنِ إِحْدَاهُمَا: بَيْضَاءُ مُشْرَبَةٌ بِحُمْرَةٍ دَقِيقَةُ الشَّفَتَيْنِ نَقِيَّةُ الثَّغْرِ كَحْلَاءُ الْعَيْنَيْنِ أَسِيلَةُ الْخَدِّ دَقِيقَةُ الْأَنْفِ مُعْتَدِلَةُ الْقَامَةِ، وَالْأُخْرَى: دُونَهَا فِي هَذِهِ الصِّفَاتِ وَالْمَحَاسِنِ لَكِنَّهَا أَحْلَى فِي الْعُيُونِ وَالْقُلُوبِ مِنْهَا وَلَا يُدْرَى سَبَبُ ذَلِكَ، وَلَكِنَّهُ يُعْرَفُ بِالذَّوْقِ وَالْمُشَاهَدَةِ، وَلَا يُمْكِنُ تَعْلِيلُهُ، وَهَكَذَا الْكَلَامُ، نَعَمْ يَبْقَى الْفَرْقُ بَيْنَ الْوَصْفَيْنِ أَنَّ حُسْنَ الْوُجُوهِ وَمَلَاحَتَهَا وَتَفْضِيلَ بَعْضِهَا عَلَى بَعْضٍ يُدْرِكُهُ كُلُّ مَنْ لَهُ عَيْنٌ صَحِيحَةٌ، وَأَمَّا الْكَلَامُ فَلَا يُدْرَكُ إِلَّا بِالذَّوْقِ، وَلَيْسَ كُلُّ مَنِ اشْتَغَلَ بِالنَّحْوِ وَاللُّغَةِ وَالْفِقْهِ يَكُونُ مِنْ أَهْلِ الذَّوْقِ وَمِمَّنْ يَصْلُحُ لِانْتِقَادِ الْكَلَامِ، وَإِنَّمَا أَهْلُ الذَّوْقِ هُمُ الَّذِينَ اشْتَغَلُوا بِـ(عِلْمِ الْبَيَانِ)، وَرَاضَوْا أَنْفُسَهُمْ بِـ(الرَّسَائِلِ وَالْخُطَبِ وَالْكِتَابَةِ وَالشِّعْرِ)، وصارت لهم بذلك دربة وَمَلَكَةٌ تَامَّةٌ، فَإِلَى أُولَئِكَ يَنْبَغِي أَنْ يُرْجَعَ فِي مَعْرِفَةِ الْكَلَامِ وَفَضْلِ بَعْضِهِ عَلَى بَعْضٍ.


وَقَالَ الزَّمَخْشَرِيُّ: مِنْ حَقِّ مُفَسِّرِ كِتَابِ اللَّهِ الْبَاهِرِ وَكَلَامِهِ الْمُعْجِزِ أَنْ يَتَعَاهَدَ بَقَاءَ النَّظْمِ عَلَى حُسْنِهِ وَالْبَلَاغَةِ عَلَى كَمَالِهَا، وَمَا وَقَعَ بِهِ التَّحَدِّي سَلِيمًا مِنَ الْقَادِحِ.


وَقَالَ غَيْرُهُ: مَعْرِفَةُ هَذِهِ الصِّنَاعَةِ بِأَوْضَاعِهَا هِيَ (عُمْدَةُ التَّفْسِيرِ) الْمُطَّلِعِ عَلَى عَجَائِبِ كَلَامِ اللَّهِ تَعَالَى، وَهِيَ قَاعِدَةُ الْفَصَاحَةِ، وَوَاسِطَةُ عِقْدِ الْبَلَاغَةِ.


الثَّامِنُ: عِلْمُ القراءات.

لأن بِهِ يُعْرَفُ كَيْفِيَّةُ النُّطْقِ بِالْقُرْآنِ، وَبِـ(الْقِرَاءَاتِ) يَتَرَجَّحُ بَعْضُ الْوُجُوهِ الْمُحْتَمَلَةِ عَلَى بَعْضٍ.


التَّاسِعُ: (أُصُولُ الدِّينِ).

بِمَا فِي الْقُرْآنِ مِنَ الْآيَاتِ الدَّالَّةِ بِظَاهِرِهَا عَلَى مَا لَا يَجُوزُ عَلَى اللَّهِ تَعَالَى، فَالْأُصُولِيُّ يُؤول ذَلِكَ، وَيَسْتَدِلُّ عَلَى مَا يَسْتَحِيلُ، وَمَا يَجِبُ، وَمَا يَجُوزُ[9].


الْعَاشِرُ: أُصُولُ الْفِقْهِ.

إِذْ بِهِ يُعْرَفُ وَجْهُ الِاسْتِدْلَالِ عَلَى الْأَحْكَامِ وَالِاسْتِنْبَاطِ.


الْحَادِي عَشَرَ: أَسْبَابُ النُّزُولِ وَالْقَصَصِ.

إِذْ بِـ(سَبَبِ النُّزُولِ) يُعْرَفُ مَعْنَى الْآيَةِ الْمُنَزَّلَةِ فِيهِ بِحَسَبِ مَا أُنْزِلَتْ فِيهِ.


الثَّانِي عَشَرَ: النَّاسِخُ وَالْمَنْسُوخُ.

لِيُعْلَمَ الْمُحْكَمُ مِنْ غَيْرِهِ.


الثَّالِثَ عَشَرَ: الْفِقْهُ.

الرَّابِعَ عَشَرَ: الْأَحَادِيثُ الْمُبَيِّنَةُ لِتَفْسِيرِ الْمُجْمَلِ وَالْمُبْهَمِ.


الْخَامِسَ عَشَرَ: عِلْمُ الْمَوْهِبَةِ.

وَهُوَ: عِلْمٌ يُوَرِّثُهُ اللَّهُ تَعَالَى لِمَنْ عَمِلَ بِمَا عَلِمَ، وَإِلَيْهِ الْإِشَارَةُ بِحَدِيثِ: "مَنْ عَمِلَ بِمَا عَلِمَ وَرَّثَهُ اللَّهُ عِلْمَ مَا لَمْ يَعْلَمْ".


قَالَ ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا:

وَعُلُومُ الْقُرْآنِ وَمَا يستنبط مِنْهُ بَحْرٌ لَا سَاحِلَ لَهُ... قَالَ: فَهَذِهِ الْعُلُومُ - الَّتِي هِيَ كالآية لِلْمُفَسِّرِ لَا يَكُونُ مُفَسِّرًا إِلَّا بِتَحْصِيلِهَا، فَمَنْ فَسَّرَ بِدُونِهَا كَانَ مُفَسِّرًا بِالرَّأْيِ الْمَنْهِيِّ عَنْهُ، وَإِذَا فَسَّرَ مَعَ حُصُولِهَا لَمْ يَكُنْ مُفَسِّرًا بِالرَّأْيِ الْمَنْهِيِّ عَنْهُ.


قَالَ: وَالصَّحَابَةُ وَالتَّابِعُونَ كَانَ عِنْدَهُمْ عُلُومُ الْعَرَبِيَّةِ بِالطَّبْعِ لَا بِالِاكْتِسَابِ، وَاسْتَفَادُوا الْعُلُومَ الْأُخْرَى مِنَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.


قُلْتُ:

وَلَعَلَّكَ تَسْتَشْكِلُ عِلْمَ الْمَوْهِبَةِ، وَتَقُولُ: هَذَا شَيْءٌ لَيْسَ فِي قُدْرَةِ الْإِنْسَانِ، وَلَيْسَ كَمَا ظَنَنْتُ مِنَ الْإِشْكَالِ، وَالطَّرِيقُ فِي تَحْصِيلِهِ:

ارْتِكَابُ الْأَسْبَابِ الْمُوجِبَةِ لَهُ مِنَ الْعَمَلِ وَالزُّهْدِ.


قَالَ فِي البُّرْهَانِ:

اعْلَمْ أَنَّهُ لَا يَحْصُلُ لِلنَّاظِرِ فَهْمُ مَعَانِي الْوَحْيِ، وَلَا يَظْهَرُ لَهُ أَسْرَارُهُ وَفِي قَلْبِهِ:

بِدْعَةٌ أَوْ كِبْرٌ أَوْ هَوًى أَوْ حُبُّ الدُّنْيَا أَوْ وَهُوَ مُصِرٌّ عَلَى ذَنْبٍ أَوْ غَيْرُ مُتَحَقِّقٍ بِالْإِيمَانِ أَوْ ضَعِيفُ التَّحْقِيقِ، أَوْ يَعْتَمِدُ عَلَى قَوْلِ مُفَسِّرٍ لَيْسَ عِنْدَهُ عِلْمٌ أَوْ رَاجَعٌ إِلَى مَعْقُولِهِ، وَهَذِهِ كُلُّهَا (حُجُبٌ وَمَوَانِعُ)، بَعْضُهَا آكَدُ مِنْ بَعْضٍ.


قُلْتُ:

وَفِي هَذَا الْمَعْنَى قَوْلُهُ تَعَالَى: ﴿ سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ ﴾ [الأعراف: 146] قَالَ سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ:

يَقُولُ: أَنْزِعُ عَنْهُمْ فَهْمَ الْقُرْآنِ. أَخْرَجَهُ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ.


وَقَدْ أَخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ وَغَيْرُهُ مِنْ طُرُقِ عن ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ:

التَّفْسِيرُ: أَرْبَعَةُ أَوْجُهٍ:

1- وَجْهٌ: تَعْرِفُهُ الْعَرَبُ مِنْ كَلَامِهَا.

2- وَتَفْسِيرٌ لَا يُعْذَرُ أَحَدٌ بِجَهَالَتِهِ

3- وَتَفْسِيرٌ تَعْلَمُهُ الْعُلَمَاءُ

4- وَتَفْسِيرٌ لَا يَعْلَمُهُ إِلَّا اللَّهُ تَعَالَى...إلخ،

وهو نفيس فلينظر في محله.

♦♦ ♦♦ ♦♦


صورة إجازة بكتاب الإتقان من العلامة السيوطي بخطه للشيخ المقريء جرامرد الناصري[10]

صورة إجازة بكتاب الإتقان من العلامة السيوطي بخطه للشيخ المقريء جرامرد الناصري

 

نص الإجازة

الحمد لله، وسلام على عباده الذين اصطفى

وبعد، فقد سمع علي جميع هذا الكتاب تأليفي:

صاحبُه وكاتبه الفاضل المتقن المشتغل المحصل الضابط نادرة أبناء جنسه

جرامرد الناصري المقريء - نفعه الله ونفع به، وزاده فضلا وعلما على ما آتاه

وقد أجزتُ له أن يرويه عني، وجميعَ مروياتي ومؤلفاتي.


وكتب

عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي

في: ذي القعدة سنة: ثلاث وثمانين وثمانمائة

وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم



[1] وقلت أيضا بدل"قرآن": قوْلِ اللهِ...إلخ.

[2] أي: اليقظة.

[3] بالقصر لأجل الوزن.

[4] وقلت أيضا: بمَنح...إلخ.

[5] وقلت أيضا بدل"يجهله": يفضحه، وكذا يُوبقه...إلخ.

[6] وكنت قد جمعت جزءا سميته: (رَدْع مَن أعجب بجهله، وتصدر للتفسير وليس من أهله)، ذكرت طرفا من أخبار هؤلاء، وذكر ما كان عليه السلف من الورع في تفسير كلام الله وأحوال أكابر المفسرين، ووضع منهجية مضبوطة محكمة، راعيت فيها التدرج لإتقان هذه العلوم الخمسة عشر وضبطها والحذق بها والرسوخ فيها، مقتبسا من سيرة أهل العلم، ومستضيئا بأنوار تراجمهم وأحوالهم، ومستفيدا من نصائحهم وإرشاداتهم وتوجيهاتهم وتنبيهاتهم، يسر الله إتمامه ونشره.

[7] إذ قد قيل: من ليس له شيخ، فشيخه الشيطان، وأيضا: لا تأخذوا القرآن عن مصحفي، ولا العلم عن صحفي، ومن كان علمه من كتابه، كان خطؤه أكثر من صوابه، و

لا تَحْسَبَنْ أنَّ بالكُتْ
بِ مِثْلَنا سَتَصِيرُ
فَلِلدَّجَاجَةِ ريشٌ
لَكنَّها لا تطيرُ

وأنشدني شيخنا عارف السحيمي بالمدينة النبوية عن بعض شيوخه:

لابد من شيخٍ يريك رسومها ♦♦♦ وإلا فنص العلم عندك ضائعُ

وغير ذلك.

[8] من باب النسبة الجد كالمسعودي والأصمعي الشهير نسبة لجده أصمع، وغيرهم كثير، وأفردته بجزء لطيف.

[9] مع التنبه أن مذهب أهل السنة والجماعة الحق عدم تأويل صفات الله تعالى بل نثبت له ما أثبته لنفسه كما يليق بعظمته وكماله وجماله وجلاله، دون تأويل ولا تعطيل ولا تشبيه ولا تحريف، ليس كمثله شيء وهو السميع البصير، فلا تضربوا لله الأمثال، ولله المثل الاعلى، وأن إلى ربك المنتهى.

[10] لي مقال عنه منشور بالألوكة، وله تتمات يسر الله نشرها.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • أرجوزة ضوء البدر في نظم أسماء الصحابة من أهل بدر رضي الله عنهم
  • أرجوزة في شروط الإمام والمأموم
  • أرجوزة بلوغ المرام في شروط تكبيرة الإحرام ليوسف الشربيني
  • أرجوزة غنيمة الأواه في الأسباب العشرة التي تنال بها محبة الله جل وعلا
  • أرجوزة زينة الفتيان ومصلحة المنطق والبيان: نظم التحف النجرانية باختصار المقدمة الأجرامية
  • أرجوزة تحذير كل سائر إلى العلا من خطر الكبائر نظم عصارة كتاب الكبائر للذهبي
  • أرجوزة فوح العطر في نظم أصول كتاب النشر في القراءات العشر للإمام ابن الجزري
  • أرجوزة معارج الفتيان والمرتقى إلى سما (الإتقان) للعلامة السيوطي
  • الإتقان في علوم القرآن للسيوطي ودعوة إلى قراءته
  • نقل نفيس من "التذكرة" للسيوطي
  • بيان المقصود من كتاب "الوجيز" للسيوطي
  • ورقة تعريفية عن كتاب: الإتقان في علوم القرآن للسيوطي
  • شذرات في علوم القرآن (1) جواب القسم في القرآن
  • مدخل إلى كتاب الكوكب الساطع في نظم جمع الجوامع للسيوطي
  • أين كتاب "القول الحسن في الذب عن السنن" للسيوطي؟
  • "الذيل على المحاضرات والمحاورات" ليس للسيوطي

مختارات من الشبكة

  • نور الصباح في فقه تقييد المباح (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • تركيا: جمعية نور الصباح تساعد في علاج مسلمين من السودان(مقالة - المسلمون في العالم)
  • وقت أذكار الصباح والمساء(مقالة - موقع الشيخ أحمد بن عبدالرحمن الزومان)
  • الصباح ودلالاته في بعض المقطوعات الشعرية للشاعر الدكتور عبد الرحمن العشماوي(مقالة - حضارة الكلمة)
  • من روائع الدكتور عبدالرحمن العشماوي الشعرية (الفجر والصباح والحكمة أنموذجا)(مقالة - حضارة الكلمة)
  • صباح الخير.. صباح الزعتر (قصيدة تفعيلة)(مقالة - موقع أ. محمود مفلح)
  • شرح أذكار الصباح والمساء من كتاب حصن المسلم (PDF)(كتاب - آفاق الشريعة)
  • كتاب أذكار الصباح والمساء: {وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل الغروب} (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • نور المصباح على أذكار المساء والصباح(مقالة - آفاق الشريعة)
  • ورد الصباح والمساء من الكتاب والسنة (WORD)(كتاب - مكتبة الألوكة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • يوم مفتوح للمسجد يعرف سكان هارتلبول بالإسلام والمسلمين
  • بمشاركة 75 متسابقة.. اختتام الدورة السادسة لمسابقة القرآن في يوتازينسكي
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 14/11/1446هـ - الساعة: 17:59
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب