• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    محاضرة عن الإحسان
    د. عطية بن عبدالله الباحوث
  •  
    ملامح تربوية مستنبطة من قول الله تعالى: ﴿يوم تأتي ...
    د. عبدالرحمن بن سعيد الحازمي
  •  
    نصوص أخرى حُرِّف معناها
    عبدالعظيم المطعني
  •  
    فضل العلم ومنزلة العلماء (خطبة)
    خميس النقيب
  •  
    البرهان على تعلم عيسى عليه السلام القرآن والسنة ...
    د. محمد بن علي بن جميل المطري
  •  
    الدرس السادس عشر: الخشوع في الصلاة (3)
    عفان بن الشيخ صديق السرگتي
  •  
    القرض الحسن كصدقة بمثل القرض كل يوم
    د. خالد بن محمود بن عبدالعزيز الجهني
  •  
    الليلة التاسعة والعشرون: النعيم الدائم (2)
    عبدالعزيز بن عبدالله الضبيعي
  •  
    حكم مشاركة المسلم في جيش الاحتلال
    أ. د. حلمي عبدالحكيم الفقي
  •  
    غض البصر (خطبة)
    د. غازي بن طامي بن حماد الحكمي
  •  
    كيف تقي نفسك وأهلك السوء؟ (خطبة)
    الشيخ محمد عبدالتواب سويدان
  •  
    زكاة الودائع المصرفية الحساب الجاري (PDF)
    الشيخ دبيان محمد الدبيان
  •  
    واجب ولي المرأة
    الشيخ محمد جميل زينو
  •  
    وقفات مع القدوم إلى الله (9)
    د. عبدالسلام حمود غالب
  •  
    علامات الساعة (1)
    تركي بن إبراهيم الخنيزان
  •  
    تفسير: (يعملون له ما يشاء من محاريب وتماثيل وجفان ...
    تفسير القرآن الكريم
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / منبر الجمعة / الخطب / السيرة والتاريخ / السيرة / في بعثة النبي صلى الله عليه وسلم وآياته وأخلاقه
علامة باركود

الإسراء والمعراج (1)

الشيخ د. إبراهيم بن محمد الحقيل

المصدر: تاريخ الخطبة: 27 من رجب 1428هـ
مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 1/9/2007 ميلادي - 18/8/1428 هجري

الزيارات: 58216

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

الإسراء والمعراج (1)


الحمد لله العلي الأعلى؛ أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى؛ ثم عرج به إلى السموات العلى، حتى بلغ سدرة المنتهى، فرأى من آيات ربه الكبرى، أحمده على ما وفق وهدى، وأشكره على ما أعطى وأسدى، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له؛ هدانا للإسلام، وعلمنا القرآن، وجعلنا من خير أمة أخرجت للناس، ﴿ يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا قُلْ لَا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلَامَكُمْ بَلِ اللهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلْإِيمَانِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ﴾  [الحجرات:17].

وأشهد أن محمدا عبده ورسوله؛ آذاه المشركون، وعذبوا أصحابه، وصدوا الناس عن دعوته، وساوموه على دينه، فثبت ثبوت الجبال الرواسي حتى أظهره الله تعالى عليهم، ونصره وأعزه، وهزم أعداءه، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداهم إلى يوم الدين.

أما بعد: فأوصي نفسي وإياكم بتقوى الله تعالى، فاتقوه حق التقوى، واتبعوا ما أنزل من الهدى، وإياكم ومحدثات الأمور والهوى؛ فإن الله تعالى لا يقبل من العمل إلا ما كان خالصا صوابا ﴿ قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾[آل عمران:31].

أيها الناس: من فضل الله تعالى على المسلمين أن جعل أمتهم خير الأمم، وجعلهم خير هذه الأمة ﴿ كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ ﴾ [آل عمران:110] فدينهم أحسن الدين وأتمه، وشريعتهم أفضل الشرائع وأكملها ﴿ وَمَنْ أَحْسَنُ دِينًا مِمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لله وَهُوَ مُحْسِنٌ وَاتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا ﴾ [النساء:125].

 

ولذا كان حقا على هذه الأمة أن تنشر دين الله تعالى في الأرض، وتدعو الناس إليه، وتحكمهم به، فلا يعلو سلطان سلطانه، ولا يحكم الناس بغيره؛ لإحقاق الحق، وإقامة العدل، ولا عدل إلا فيما اختاره الله تعالى لعباده من الشرائع ﴿ وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لله ﴾ [الأنفال:39].

 

وحادثة الإسراء والمعراج من أبين الأدلة على ذلك؛ إذ لم تكن مجرد حادث فردي بسيط، بل رأى فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم الآيات الكبرى، وتجلى له ملكوت السماوات والأرض مشاهدة وعيانًا، وزيادة إلى ذلك, اشتملت هذه الرحلة النبوية الغيبية على معانٍ دقيقة كثيرة، وإشارات حكيمة بعيدة المدى من أهمها:

أن محمدا صلى الله عليه وسلم هو نبي القبلتين، وإمام المشرقين والمغربين، ووارث الأنبياء قبله، وإمام الأجيال بعده، ففي شخصه الكريم، وفي إسرائه العظيم التقت مكة بالقدس، والبيت الحرام بالمسجد الأقصى، وصلى بالأنبياء خلفه، فكان هذا إيذانًا بعموم رسالته، وخلود إمامته، وعالمية دينه، وصلاحيته لاختلاف المكان والزمان، وإصلاحه لما أفسدت الشياطين من أحوال الناس.


إن مرور النبي صلى الله عليه وسلم بالأنبياء ليلة المعراج، وسلامه عليهم، وترحيبهم به، حتى إن كل واحد منهم يقول: (مرحبا بالأخ الصالح والنبي الصالح) إلا أبويه آدم وإبراهيم عليهما السلام فقالا: (مرحبا بالابن الصالح والنبي الصالح) وصلاته بالأنبياء إماما وهم خلفه يأتمون به... إن ذلك كله لدليل على أن الأنبياء عليهم لسلام قد سلََموا لنبينا عليه الصلاة والسلام بالقيادة والريادة، وأقروا وهم رسل الله تعالى إلى الناس أن شريعة الإسلام قد نسخت الشرائع السابقة، وأنه لا يسع أتباع هؤلاء الأنبياء من كل الأمم والأجناس إلا ما وسع أنبياءَهم من قبل، وهو التسليم بالقيادة لهذا الرسول ولرسالته التي لا يأتيها الباطل من بين يديها ولا من خلفها، والإيمان بها، والتزام أحكامها.


والله تعالى قد أخبر في كتابه الكريم بأنه سبحانه قد أخذ الميثاق على النبيين بذلك، وذم من رفضه ولم يؤمن به، فالتزم النبيون عليهم السلام ليلة الإسراء بهذا الميثاق العظيم، فما بال من يدعون أنهم أتباع إبراهيم وموسى وعيسى وداود وسليمان عليهم السلام لا يتبعون أنبياءهم في انقيادهم لدين محمد صلى الله عليه وسلم، والإقرار بإمامته. ﴿ وَإِذْ أَخَذَ اللهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آَتَيْتُكُمْ مِنْ كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي قَالُوا أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُوا وَأَنَا مَعَكُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ * فَمَنْ تَوَلَّى بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الفَاسِقُونَ ﴾ [آل عمران:81 ،82].

إن على الذين يعقدون مؤتمرات التقريب بين الأديان أن يدركوا هذه الحقيقة، ويدعوا الناس إليها، وهي ضرورة انخلاع أتباع الديانات المنحرفة من أديانهم الباطلة، والدخول في دين الإسلام, والإيمان برسوله صلى الله عليه وسلم ورسالته؛ اتباعا لرسلهم، ووفاء بالميثاق الذي أُخذ عليهم.

وعلى المشاركين من المسلمين في تلك المؤتمرات أن يدركوا أن الغربيين وأذنابهم لا يريدون بما يسمى حوارات الحضارات، ودعوات التقريب بين الأديان إلا إخضاع الحق إلى باطلهم، وتطويع الإسلام إلى أديانهم المحرفة، وأفكارهم الضالة، وهذا ما لن يكون قدرا، ولا يرضاه الله تعالى لعباده شرعا؛ فالكفر والإيمان لا يلتقيان أبدا، ولا ينتفيان إلى آخر الزمان، ولن تزال طائفة من المسلمين على الحق ظاهرين لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم حتى يأتي أمر الله تعالى وهم على ذلك، جعلنا الله تعالى منهم.

فخير لهم أن يدعوا الضالين إلى دين الإسلام، ولا يقبلوا المساومة عليه مهما كان الثمن؛ فإن تنازلهم عن شيء من دينهم؛ إرضاء للقوى الطاغوتية المستكبرة لن يكون حلا صحيحا لمشاكلهم، ولن يرد عدوان الظالمين عنهم، بل إنه سيطمع أعداءهم فيهم، مع إيباقهم لأنفسهم، وإسخاطهم لربهم، ولو بذلوا دينهم كله لعباد الصليب وعباد العجل وعباد المادة فلن يرضوا عنهم ﴿ وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ اليَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى الله هُوَ الهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ العِلْمِ مَا لَكَ مِنَ الله مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ ﴾ [البقرة:120].

ولما ساوم المشركون رسول الله صلى الله عليه وسلم على دينه، وطلبوا منه التنازل عن بعضه، وموافقتهم في بعض دينهم كان جواب الله تعالى عليهم ﴿ قُلْ يَا أَيُّهَا الكَافِرُونَ * لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ * وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ * وَلَا أَنَا عَابِدٌ مَا عَبَدْتُمْ * وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ * لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ ﴾ [الكافرون].

وماذا يريد دعاة تقارب الأديان إلا انخلاع أهل الحق من حقهم، وموافقة الكافرين والمنافقين في باطلهم، ولن يقبلوا حوارا أو تقاربا يُقضى فيه بالحق، ويُزهق فيه الباطل، ويُؤخذ فيه على أيدي المستكبرين والظالمين.

وفي حادثة الإسراء ارتبطت أرض الشام المباركة، بأرض الحجاز المقدسة، وتواثقت علاقة بيت المقدس بالبيت الحرام والمسجد النبوي، فكان الإسراء من مكة، والمعراج من بيت المقدس، وبينهما مسجد المدينة، وفي ذلك من المعاني ما لا يدركه كثير من الناس:
ففيه أهمية المسجد الأقصى بالنسبة للمسلمين؛ وأن الحق فيه لكل مسلم، وليس لشعب دون شعب، أو طائفة دون طائفة؛ إذ هو مسرى رسولهم صلى الله عليه وسلم، ومعراجه إلى السماء، وكان قبلتهم الأولى طيلة الفترة المكية، وهذا توجيه وإرشاد للمسلمين بأن يحبوا المسجد الأقصى وما حوله؛ لأنها أرض مباركة مقدسة.

وهذا يدل على أهمية تحرير المسجد الأقصى من الشرك والمشركين فلا يكون لهم عليه سلطان، كما هي أيضًا مسؤوليتهم في تحرير المسجد الحرام من أوضار الشرك وعبادة الأصنام.

وقد إدراك الصحابة رضي الله عنهم أهمية المسجد الأقصى فلم يرضهم أن يضل أسيرًا تحت حكم الرومان، فسيرت جيوش الحق إلى أرض الشام المباركة؛ لفتحه وتطهيره من شرك الرومان، وضمه إلى بلاد أهل الإسلام، وسافر خليفة المسلمين عمر بن الخطاب رضي الله عنه من المدينة إلى بيت المقدس لاستلامه من قادة النصارى لما تصالحوا مع قادة المسلمين على ذلك، وجاور في أرضه المباركة عدد من الصحابة رضي الله عنهم، وما ذاك إلا لمكانته في شريعة الإسلام.

وبهذا ندرك أهمية هذه الرحلة المباركة من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى التي أنزل الله تعالى في شأنها سورة افتتحت بذكر هذه الرحلة المباركة، وسميت باسمها ﴿ سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ المَسْجِدِ الحَرَامِ إِلَى المَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آَيَاتِنَا إِنَّه هُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ ﴾ [الإسراء:1] فالحمد لله الذي أكرم نبينا محمدا عليه الصلاة والسلام بذلك، والحمد لله الذي جعلنا من أمته ومن أتباعه وعلى دينه، ونسأل الله تعالى أن يثبتنا عليه إلى الممات، إنه سميع مجيب.

أقول ما تسمعون....


الخطبة الثانية

الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.


أما بعد: فاتقوا الله ربكم أيها المؤمنون لعلكم تفلحون.


أيها المسلمون: إن الربط بين حرم مكة وبيت المقدس في حادثة الإسراء مشعر بأن أي تهديد للمسجد الأقصى وأهله, فهو تهديد للحرمين المكي والمدني وأهلهما، وأن النيل من المسجد الأقصى ما هو إلا توطئة للنيل من الحرمين؛ فالمسجد الأقصى هو بوابة الصهاينة والصليبيين إلى الحرمين المكي والنبوي، واحتلال الصهاينة للمسجد الأقصى في هذا العصر, ووقوعه في أيدي اليهود يعود بالخطر على حرمي مكة والمدينة؛ ذلك أن أنظار الأعداء تتجه إليهما بعد الأقصى.


ولما احتل الصليبيون المسجد الأقصى سعى المسلمون إلى تطهيره من رجسهم، وجاهدوهم تسعين سنة في سبيل ذلك، وقدموا أرواحهم وأموالهم رخيصة لافتداء الأرض التي باركها الرب جل جلاله بمسجدها الأقصى، حتى تهيأ لهم ذلك بقيادة صلاح الدين رحمه الله تعالى؛ وما ذلك إلا لقداستها، ولعلم المسلمين آنذاك أن أطماع الصليبيين ستتعدى ذلك إلى حرمي مكة والمدينة.

وقد وقع ذلك بالفعل؛ إذ إن الملك الصليبي (أرناط) صاحب مملكة الكرك آنذاك أرسل بعثة للحجاز للاعتداء على النبي صلى الله عليه وسلم ونبش قبره، ولكنه خاب وخسر.

ثم حاول البرتغاليون الوصول إلى الحرمين الشريفين لتنفيذ ما عجز عنه أسلافهم الصليبيون، ولكن الله تعالى ردهم بالمماليك والعثمانيين فحالوا بينهم وبين ما يريدون.


وفي حرب ما يسمى بالنكسة قبل أربعين عاما احتل اليهود بيت المقدس ثم صرح زعماؤهم بعد نصرهم بأن الهدف بعد بيت المقدس احتلال الحجاز، وفي مقدمة ذلك مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم وخيبر، ووقف الزعيم الصهيوني ابن غوريون بعد دخول الجيش اليهودي القدس يستعرض جنودًا وشبانًا من اليهود بالقرب من المسجد الأقصى ويلقي فيهم خطابًا ناريًا يختتمه بقوله: (لقد استولينا على القدس ونحن في طريقنا إلى يثرب).


ووقفت غولدا مائير رئيسة وزراء اليهود, بعد احتلال بيت المقدس، على خليج إيلات في العقبة، تقول: إنني أشم رائحة أجدادي في المدينة والحجاز، وهي بلادنا التي سوف نسترجعها.

ثم نشر اليهود خريطة لدولتهم المنتظرة التي شملت المنطقة من الفرات إلى النيل، بما في ذلك أجزاء من جزيرة العرب من ضمنها مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ووزعوا تلك الخريطة في أوروبا إثر انتصارهم فيما سمي بالنكسة.


كل هذه أحداث ودلائل تشير إلى الارتباط الوثيق بين المساجد الثلاثة التي لا تشد الرحال للعبادة إلا إليها، وأن الخطر على بعضها يشمل جميعها، وأن أتباع محمد عليه الصلاة والسلام هم أحق بها من الأمم الأخرى؛ لأنهم هم أتباع الرسل عليهم السلام، والرسل قد بعثوا من عند الله تعالى، والأرض أرضه، وقد بارك أرض الجزيرة بالحرمين، وبارك أرض الشام بالمسجد الأقصى، وجعل هذه المساجد موضع ذكره وعبادته وتعظيمه، ولا أحد يعبد الله تعالى بحق إلا أتباع رسوله محمد عليه الصلاة والسلام.


ومما يؤسف له أن كثيرا من المسلمين لم يدركوا من معاني حادثة الإسراء، إلا إحياء الليلة التي يزعمون أن الإسراء وقع فيها، مع أنها ليلة مجهولة العين والشهر والعام، ولو كانت معلومة لما كان لهم حجة في إحيائها بعبادة لم يشرعها الله تعالى، ولا رسوله عليه الصلاة والسلام، ولا فعل ذلك صحابته الكرام رضي الله عنهم، ولا التابعون لهم بإحسان، ولا أئمة الإسلام المشهود لهم بالعلم والفضل. وإنما أحدث ذلك بنو عبيد الباطنيون في المئة الرابعة إبان احتلالهم لمصر، وهم طائفة خبيثة تظهر ولاءها لآل البيت، وتبطن عقائد خبيثة، وقد أطبق علماء المسلمين على كفر أئمتهم وحكامهم؛ لما أظهروه من نواقض الإسلام، ولما حرفوا من شريعة الله تعالى، ولما دعوا إليه من العقائد الفاسدة، ثم قلدهم جهلة المسلمين في ذلك حتى بلغت الاحتفالات بالموالد والإسراء والهجرة ما ترونه أو تسمعون به كل عام من أنواع البدع والضلالات، فاحذروا ذلك -عباد الله- وحذروا منه إخوانكم المسلمين؛ فإن كل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار، والخير كل الخير فيما كان عليه سلف هذه الأمة من الصحابة رضي الله عنهم، ومن استن بسنتهم، واقتفى أثرهم.


وصلوا وسلموا على نبيكم....





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • الإسراء والمعراج وعلاقته بالعلم والعقل
  • رحلة الإسراء في آية الإسراء
  • الإسراء والمعراج
  • الآلاء في تفسير بعض آي سورة الإسراء
  • في قضية الإسراء والمعراج
  • ذكرى الإسراء العظيم وحاضر الأقصى الأليم
  • الإسراء والمعراج
  • الإسراء والمعراج (2)
  • الإسراء مفهوما وغاية
  • في الذكرى بعد الألف للإسراء والمعراج (قصيدة)
  • دروس وعبر من الإسراء والمعراج (خطبة)
  • الإسراء والمعراج: دروس ودلالات وعبر (1) (خطبة)
  • حديث: لما كذبتني قريش قمت في الحجر
  • معجزة الإسراء والمعراج: العبر والدلالات
  • هدايا الإسراء والمعراج (خطبة)
  • الرد على من ينكر الإسراء والمعراج
  • ثلاثة مشاهد مخيفة في رحلة الإسراء والمعراج
  • الإسراء والمعراج
  • صور مما شاهد النبي صلى الله عليه وسلم في رحلة المعراج
  • الإسراء والمعراج (خطبة)
  • قصة الإسراء والمعراج دروس وعبر

مختارات من الشبكة

  • الإسراء والمعراج.. دروس وعبر(مقالة - ملفات خاصة)
  • ما هو الإسراء والمعراج؟(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الإسراء والمعراج: آيات ودلالات(مقالة - ملفات خاصة)
  • معجزة الإسراء والمعراج(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الإسراء والمعراج: دروس ومقاصد (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • مسائل العقيدة في الإسراء والمعراج (خطبة)(مقالة - موقع الشيخ عبدالرحمن بن سعد الشثري)
  • قصة الإسراء والمعراج: دروس وعبر (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • مظاهر التوفيق في رحلة الإسراء والمعراج (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تكريم الله تعالى للنبي - صلى الله عليه وسلم - في رحلة الإسراء والمعراج (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • معجزة الإسراء والمعراج(مقالة - موقع الشيخ عبدالله بن جار الله آل جار الله)

 


تعليقات الزوار
1- الإسراء والمعراج
أمير مكي - مصر 13-12-2010 11:47 PM

الحمد لله الذي جعل من المعجزات تأييدا لأنبيائه، وفتنة لمن في قلبه زيغ وهوى من عباده، وبعد فمما يستفاد من الإسراء والمعراج هو التصديق بما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم بدون السؤال عنه بكيف؟؟؟؟ وذلك واضح في رد أبي بكر الصديق -رضي الله عنه وأرضاه-: "إن كان قال فقد صدق".
فيكفيك أيها المسلم أن تعلم بصحة الحديث وأنه قاله النبي صلى الله عليه وسلم عن طريق العلماء الأثبات ثم تصدق به على الفور دون جدال، وتعمل بما علمت.
والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 9/11/1446هـ - الساعة: 17:29
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب